الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول: الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة الواردة في الباقيات الصالحات
وردت العديد من نصوص الكتاب والسنة فيها ذكر الباقيات الصالحات وسأذكرها من خلال ثلاثة فروع: ـ
الفرع الأول: ما ورد من الآيات الكريمة في ذكر الباقيات الصالحات:
ورد ذكر الباقيات الصالحات في القرآن الكريم في موضعين:
الموضع الأول: في سورة الكهف:
قال تعالى: [الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)]
(1)
.
الموضع الثاني: في سورة مريم:
قال تعالى [وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76)]
(2)
.
الفرع الثاني: ما ورد من الأحاديث النبوية الشريفة في ذكر الباقيات الصالحات:
وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة في دواوين السنة المطهرة فيها ذكر الباقيات الصالحات، وقد آثرت الاعتماد على ما صح منها إذ إن في الصحيح غنية عن الضعيف من هذه الأحاديث:
أ) حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خذوا جُنَّتكم قالوا! يا رسول الله عدو قد حضر؟ قال: "لا، ولكن جُنَّتُكم من النار، قولوا: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر "فإنهن يأتين يوم القيامة مُجَنَّبات ومُعَقِّبات، وهن الباقيات الصالحات)
(3)
.
جُنَّتكم: بضم الجيم وتشديد النون: أي: ما يستركم ويقيكم.
مُجَنَّبات: بفتح النون، أي: مقدمات أمامكم.
معقبات: بكسر القاف المشددة، أي تعقبكُم وتأتي من ورائكم
(4)
.
قال الحافظ المناوي رحمه الله: "سميت معقبات، لأنها عادت مرة بعد أخرى وكل من عمل عملاً ثم عاد إليه فقد عقب"
(5)
.
(1)
((الكهف (46).
(2)
مريم (76).
(3)
رواه النسائي في السنن الكبرى (6/ 212) واللفظ له، والحاكم في المستدرك (1/ 725) وقال هذا حيث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 112) برقم (1567).
(4)
الترغيب والترهيب للمنذري (2/ 281).
(5)
التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 1041)
ب) حديث أبي هريرة رضي الله عنه أيضاًـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر من الباقيات الصالحات"
(1)
.
ج) حديث الحارث مولى عثمان رضي الله عنه قال: "جلس عثمان يوماً وجلسنا معه، فجاءه المؤذن فدعا بماء في إناء أظنه سيكون فيه مد، فتوضأ ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا، ثم قال: " من توضأ وضوئي هذا ثم قال: فصلى صلاة الظهر غفر له ما كان بينها وبين الصبح، ثم صلى العصر غفر له ما بينها وبين صلاة الظهر ثم صلى المغرب غفر له ما بينها وبين صلاة العصر، ثم صلى العشاء غفر له ما بينها وبين صلاة المغرب، ثم لعله أن يبيت يتمرغ ليلته، ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهن الحسنات يذهبن السيئات، قالوا هذه الحسنات فما الباقيات يا عثمان؟ قال: هن. لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"
(2)
.
د) حديث أبي سعيد الخدر ي ــ رضي الله عنه ــ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: الملَّة قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: الملة، قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: "التكبير والتهليل، والتسبيح، والتحميد، ولا حول ولا قوة إلا بالله"
(3)
.
هـ) حديث النعمان بن بشيرـ رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء، فرفع بصره إلى السماء ثم خفض حتى ظننا أنه قد حدث في السماء شيء، فقال:"ألا إنه سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم، ومالأهم على ظلمهم، فليس مني ولا أنا منه، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يمالئهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه، ألا وإن دم المسلم كفارته، ألا وإن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هن الباقيات الصالحات"
(4)
.
(1)
أخرجه ابن جرير في التفسير (15/ 166)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (13/ 67) برقم (3264).
(2)
أخرجه أحمد في المسند (1/ 537) برقم (513)، وحسنه شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند.
(3)
أخرجه أحمد في المسند (18/ 241) برقم (11713). قال الأرنؤوط حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وصححه أبو محمد عبد الحق رحمه الله قاله القرطبي في تفسيره (10/ 415).
(4)
أخرجه أحمد في المسند (30/ 299) برقم (18353)، قال الأرنؤوط: صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن النعمان بن بشير، وبقية رجاله ثقات.