الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسائل ترقية الهمّة
إذا عرفنا معنى الهمّة، ومراتبها، وأهميتها، فكيف السبيل لتنميتها والرقي بها؟
إن تطوير الإنسان لهمته والرقي بها أمر مطلوب، ويتأكد هذا المطلوب عند عقلاء الناس ومفكريهم ودعاتهم ومصلحيهم، وهذه جملة أمور تساعد - في ظني - على تطوير الهمم:
1 - المجاهدة:
فبدونها لا يتحقق شيء ولا تُخطى خطى، قال تعالى:
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)(1)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
((أعرف من أصابه مرض من صداع وحمى وكان الكتاب عند رأسه، فإذا وجد إفاقة قرأ فيه، فإذا غُلب وضعه، فدخل عليه الطبيب يوماً وهو كذلك فقال: إن هذا لا يحل
…
لك، فإنك تعين على نفسك، وتكون سبباً لفوات مطلوبك)) (2).
(1) العنكبوت: 69.
(2)
((روضة المحبين)): 70.
فهذا رغم مرضه - يجاهد ليقرأ ويزداد علماً.
وقال الإمام عيسى بن موسى:
((مكثت ثلاثين سنة أشتهي أن أشارك العامة في أكل هريسة السوق فلا أقدر على ذلك، لأجل البكور إلى سماع الحديث)) (1).
وقال الإمام عبد القادر الجيلانيّ رحمه الله تعالى:
((كنت أقتات بخرنوب الشوك، وقمامة البقل، وورق الخس من جانب النهر والشط، وبلغت الضائقة في غلاء نزل بغداد إلى أن بقيت أياماً لم آكل فيها طعاماً، بل كنت أتبع المنبوذات أطعمها)) (2).
وهذا جنديّ من الجنود الغربيين يحدث عن مجاهدته في تعلم بعض الفنون، فيقول:
((تعلمت وأنا جندي بسيط بمرتب ستة بنسات في اليوم
…
ولم يكن لدي مال أشتري به مصباحاً أو زيتاً، وكان من النادر في ليالي الشتاء أن أحصل على نور ما عدا نور النار، وذلك أثناء نوبتي في
(1)((ذيل طبقات الحنابلة)): 1/ 298.
(2)
((الدلائل النورانية لطالب الربانية)): 154 - 155.