الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
((ما رأيت أحداً ممن لقيته أحرص على تحصيل الفائدة منه، بحيث إنه كان إذا طرق سمعَه شيء لم يكن يعرفه لا يقر ولا يهدأ ولا ينام حتى يقف عليه ويحفظه، وهو على هذا مكب على الاشتغال، محب في العلم حق المحبة)) (1).
وقال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز:
((إن نفسي تواقة، وإنها لم تُعط من الدنيا شيئاً إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، فلما أُعطيَت ما لا أفضل منه في الدنيا تاقت إلى ما هو أفضل منه - يعني الجنة -)) (2).
9 - الابتعاد عن كل ما من شأنه الهبوط بالهمّة وتضييعها:
كثير من الصالحين تضيع طاقاتُهم في أمور لا تعود عليهم بالنفع بل قد يكون فيها كثير من الضرر، فمن صور هذا التضييع:
أ- كثرة الزيارة للأقارب بدون هدف شرعيّ صحيح
، ولا غرض دنيويّ فيه منفعة
وفائدة معتبرة.
ب- كثرة الزيارة للأصحاب والإخوان بدعوى الأخوة والتناصح
، فيكثر في المجلس اللغو والمزاح وتقل الفائدة.
(1)((الضوء اللامع لأهل القرن التاسع)): 4/ 109.
(2)
((عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين)): 34.
يقول الإمام ابن الجوزيّ رحمه الله تعالى:
((أعوذ بالله من صحبة البطّالين، لقد رأيت خلقاً كثيراً يجرون معي فيما اعتاد الناس من كثرة الزيارة ويسمون ذلك التردد: خدمة، ويطيلون الجلوس، ويُجرون فيه أحاديث الناس وما لا يعني ويتخلله غيبة، وهذا شيء يفعله في زماننا كثير من الناس، وربما طلبه المزور وتشوق إليه واستوحش الوحدة، وخصوصاً في أيام التهاني والأعياد، فتراهم يمشي بعضهم إلى بعض، ولا يقتصرون على الهناء والسلام، بل يمزجون ذلك بما ذكرته من تضييع الزمان.
فلما رأيت أن الزمان أشرف شيء والواجب انتهابُه بفعل الخير كرهتُ ذلك وبقيت معهم بين أمرين: إن أنكرت عليهم وقعت وحشة لموضع قطع المألوف، وإن تقبلته منهم ضاع الزمان، فصرت أدافع اللقاء جهدي، فإذا غُلبت قصرت في الكلام لأتعجل الفراق)) (1).
وكلام الإمام هذا ينطبق - في الجملة - على حال كثير من اللقاءات والاجتماعات التي يقوم بها الناس اليوم.
(1)((قيمة الزمن عند العلماء)): 28.