الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَا يُفْسِدُ الطَّيِّبَ مِنَ الْخَبِيثِ
148 -
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ أَنْفَقْتُ عَلَى هَذَا الْمَخْرَجِ خَمْسَةً وَسِتِّينَ دِرْهَمًا بِدَيْنٍ وَإِنَّمَا لِي فِيهِ رُبُعُ الْكِرَاءِ
قُلْتُ فَلِمَ لَا تَدْعُ عَبْدَ اللَّهِ يُنْفِقُ عَلَيْكَ
قَالَ كَرِهْتُ أَنْ يُفْسِدَ عَلَيَّ الدِّرْهَمَ
149 -
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَدْ وَجَدْتُ الْبَرْدَ فِي أَطْرَافِي مَا أُرَاهُ إِلَّا من إدامي أَكْلَ الْخَلِّ وَالْمِلْحِ
150 -
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرَّفٍ قَالَ إِذَا أَكَلْنَا بِالدَّيْنِ ائْتَدَمْنَا بِالْخَلِّ وَإِذَا لَمْ نَأْكُلْ بِالدَّيْنِ ائْتَدَمْنَا بِالْإِدَامِ
151 -
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ الدَّيْنُ أَوَّلُهُ هَمٌّ وَآخِرُهُ حَرْبٌ لَقَدِ اسْتَقْرَضَتِ امْرَأَةُ مُجَمِّعٍ رَغِيفَيْنِ
فَقَالَ مَا أَجْرَأَكِ تَبِيتِينَ وَعَلَيْكِ دَيْنٌ
152 -
وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ أَنَا أَفْرَحُ إِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدِي شَيْءٌ
وَقَالَ مَا أَعْدِلُ بِالْفَقْرِ شَيْئًا
153 -
وَأَخْبَرْتُهُ عَنْ رَجُلٍ أَنَّهُ قَالَ لَوْ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَرَكَ الْغَلَّةَ وَكَانَ يَبْضَعُ لَهُ صَدِيقٌ كَانَ أَعْجَبَ إِلَيَّ
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هَذِهِ طُعْمَةُ سَوْءٍ أَوْ قَالَ رَدِيَّةٌ
مَنْ تَعَوَّدَ هَذَا لَمْ يَصْبِرْ عَنهُ
ثمَّ قَالَ هَذَا أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْ غَيْرِهِ يَعْنِي الْغَلَّةَ
ثُمَّ قَالَ لِي أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذِهِ الْغَلَّةَ لَا تُقِيمُنَا وَإِنَّمَا آخُذُهَا عَلَى الاضْطِرَارِ وَهَذَا أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْ غَيْرِهِ وَذَهَبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِلَى أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ مِنَ السَّوَادِ الْقُوتَ وَيَتَصَدَّقُ بِالْفَضْلِ
154 -
قُلْتُ لْأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مَا تَرَى فِي رَجُلٍ يَبِيعُ دَارَهُ فِي السَّوَادِ
قَالَ لَا يُعْجِبُنِي أَنْ يَبِيعَ شَيْئًا
قُلْتُ وَالْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ قَالَ لَا الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ كَأَنَّهُ عِنْدَهُ مَعْنًى آخَرَ ثُمَّ قَالَ السَّوَادُ فِي الْمُسْلِمِينَ
155 -
قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ فَيَشْتَرِي الرَّجُلُ فِيهِ
فَقَالَ لِلسَّائِلِ إِنْ كُنْتَ فِي كِفَايَةٍ فَلا
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ فَكَيْفَ أَشْتَرِي فِي السَّوَادِ وَلا أَبِيعُ
قَالَ الشِّرَاءُ عِنْدِي خِلافُ الْبَيْعِ قَدْ رُوِيَ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ رَخَّصُوا فِي شِرَاءِ الْمَصَاحِفِ وَنَهَوْا عَنْ بَيْعِهَا
قُلْتُ لَهُ وَهَذَا شِبْهُ هَذَا
قَالَ نَعَمْ
قُلْتُ فَكَيْفَ يَجُوزُ إِذَا كَانَ فِي الْمُسْلِمِينَ أَنْ أَشْتَرِيَ مِمَّنْ لَا يَمْلِكُ
فَقَالَ الْقِيَاسُ كَمَا تَقُولُ وَلَيْسَ هُوَ قِيَاسٌ وَاحْتَجَّ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي شِرَاءِ الْمَصَاحِفِ وَالنَّهْيِ عَنْ بَيْعِهَا ثُمَّ قَالَ لَا يُعْجِبُنِي أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ دَارَهُ وَأَرْضًا فِي شَيْءٍ مِنَ السَّوَادِ وَلا يَشْتَرِيَ إِلَّا مِقْدَارَ الْقُوتِ
قُلْتُ فَإِنْ كَانَ أَكْثَرَ كَيْفَ يَصْنَعُ
قَالَ إِذَا كَانَ أَكْثَرَ مِنْ قُوتِهِ تَصَدَّقَ بِهِ ثُمَّ قَالَ قَدْ وَرِثَ ابْنُ سِيرِينَ أَرْضًا من أَرض السَّوَادِ
قُلْتُ فَهَذَا رُخْصَةٌ
قَالَ هَذَا مَعْرُوفٌ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ
156 -
وَسُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ سُكْنَى الْقَطِيعَةِ أَمِ الرَّبَضِ
فَقَالَ الرَّبَضُ
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ الْقَطِيعَةَ أَرْفَقُ بِي مِنْ سَائِرِ الْأَسْوَاقِ وَقَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي مِنْ أَمْرِهَا شَيْءٌ
فَقَالَ أَمْرُهَا أَمْرٌ قَدْ تَلَوَّثَ تَعْرِفُهَا لِمَنْ كَانَتْ
قُلْتُ فَتَكْرَهُ الْعَمَلَ فِيهَا
قَالَ دَعْ ذَا عَنْكَ إِنْ كَانَ لَا يَقَعُ فِي قَلْبِكَ شَيْءٌ
قُلْتُ قَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي مِنْهَا شَيْءٌ
فَقَالَ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ الْإِثْمُ حَوَّازُ الْقُلُوبِ
قُلْتُ إِنَّمَا هَذَا عَلَى الْمُشَاوَرَةِ
قَالَ أَيُّ شَيْءٍ يَقَعُ فِي قَلْبِكَ
قُلْتُ قَدِ اضْطَرَبَ عَلَيَّ قَلْبِي
قَالَ الْإِثْمُ حَوَّازُ الْقُلُوبِ