المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من كره طعاما من شبهة فاستقاءه - الورع - المروذي

[أبو بكر المروذي]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم رب يسر وأعن

- ‌مَا يُكْرَهُ لِأَهْلِ الثُّغُورِ وَبَغْدَادَ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ تَرْكِ السُّوقِ وَالْعَمَلِ

- ‌بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْكَسْبِ

- ‌مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ عَمَلِ الْمَدِينِ

- ‌تَرْكُ الْكِبْرِ وَلُزُومُ الْعَمَلِ

- ‌الشِّرَاءُ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي يُكْرَهُ

- ‌التَّنَزُّهُ عَنْ مُعَامَلَةِ مَنْ يُكْرَهُ

- ‌مُبَايَعَةُ مَنْ يُكْرَهُ نَاحِيَتُهُ وَأَهْلِ الْبِدَعِ

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنَ الشِّرَاءِ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي يُكْرَهُ

- ‌الشِّرَاءُ مِنْ نَهْرِ سَعِيدٍ وَأَشْبَاهِهِ

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ الَّتِي فِي الطَّرِيقِ وَالصَّلاةِ فِيهَا

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنَ الْحَدَثِ فِي طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنَ الشُّرْبِ مِنَ الْآبَارِ الَّتِي فِي الطَّرِيقِ

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنَ الشُّرْبِ مِنَ الْآبَارِ الَّتِي احْتَفَرَهَا مَنْ يُكْرَهُ

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنَ الْمَشْيِ عَلَى الْعِبَارَةِ

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنْ فَضْلِ غُسْلِ الْمَيِّتِ أَنْ يُتَوَضَّأَ بِفَضْلِهِ

- ‌مَا يُصْنَعُ بِمَا فَضَلَ مِنْ بَوَارِيِّ الْمَسْجِدِ وَالْجَصِّ وَالْآجَرِّ وَالْخَشَبِ وَمَا هَذَا سَبِيلُهُ

- ‌الرُّخْصَةِ فِيمَا كَانَ لِعَامَّةِ النَّاسِ

- ‌الصَّلاةُ دَاخِلُ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ وَفَضْلُ الاتِّبَاعِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنْ تَفْرِيقِ السَّبْيِ

- ‌التَّنَزُّهُ عَنْ أَمْرِ الْمَقْسَمِ وَالْفَضْلِ مِنْهُ

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنْ إِسْخَانِ الْمَاءِ بِحَطَبِ مَنْ يُكْرَهُ

- ‌مَا يُفْسِدُ الطَّيِّبَ مِنَ الْخَبِيثِ

- ‌مَا يَحِلُّ وَيَحْرُمُ عَلَيْهِ وَكَيْفَ سَلِمَ لَهُ الْحَلالُ

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنْ أَمْرِ الرِّبَا

- ‌هَلْ لِلْوَالِدَيْنِ طَاعَةٌ فِي الشُّبْهَةِ

- ‌طَاعَة الوالدة والمدارة (لَهَا) فِي الشُّبْهَةِ

- ‌مَا كُرِهَ مِنْ عَوْنِ الْقَرَابَةِ إِذَا كَانَ مِمَّن كره

- ‌الرَّجُلُ يُعَامِلُ بِالرِّبَا إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتُوبَ كَيْفَ يَعْمَلُ

- ‌مَنْ كَرِهَ مُبَايَعَةَ نِسَاءِ مَنْ تُكْرَهُ نَاحِيَتُهُ

- ‌الرَّجُلُ يَحْجُرُ عَلَى وَالِدِهِ وَالرَّجُلُ يُرِيدُ الصَّيْدَ

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنَ التِّجَارَةِ فِي الْأَرْضِ الَّتِي تُكْرَهُ

- ‌تَعْظِيمُ الْمَسَاجِدِ وَمَا كُرِهَ مِنْ عَمَلِ الدُّنْيَا فِيهَا

- ‌مَا كُرِهَ مِنْ عَمَلِ الدُّنْيَا فِي الْمَقَابِرِ

- ‌الرَّجُلُ يَشْتَرِي الدَّقِيقَ فَيَزِيدُ عَلَى كَيْلِهِ

- ‌عِلْمُ الْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِي فِي الْبَيْعِ

- ‌آنِيَةُ الْفِضَّةِ تُبَاعُ وَالْحَرِيرُ وَالدِّيبَاجُ

- ‌كَسْبُ الْحَجَّامِ

- ‌الرَّجُلُ يَتَّخِذُ الْغَلَّةَ فِي السَّوَادِ

- ‌الرَّجُلُ يُعْطِي الشَّيْءَ فَيَتَبَيَّنُ أَنَّهُ يُكْرَهُ

- ‌مَسَائِلُ فِي الْوَرَعِ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الصَّدَقَةِ لِبَنِي هَاشِمٍ

- ‌مَنْ كَرِهَ طَعَامًا مِنْ شُبْهَةٍ فَاسْتَقَاءَهُ

- ‌الْجُزْء الثَّانِي من الْكتاب

- ‌فِي التَّقَلُّلِ وَتَرْكِ الشَّهَوَاتِ

- ‌فِي الْوَرَعِ وَدَقَائِقِ الْمَسَائِل

- ‌السِّرَاجُ أَوِ النَّارُ أَوِ الْحَطَبُ لِمَنْ تُكْرَهُ نَاحِيَتُهُ يُسْتَضَاءُ بِهِ أَوْ يُخْبَزُ بِهِ أَوْ يُطْبَخُ

- ‌الرَّجُلُ يَأْمُرُهُ وَالِدُهُ أَنْ يَشْتَرِيَ لَهُ الثَّوْب أَو الْحَاجة بدارهم يَكْرَهُهَا وَمَا لِلرَّجُلِ مِنْ مَالِ ابْنِهِ

- ‌الرَّجُلُ يَهَبُ لِابْنِهِ أَوْ لِابْنَتِهِ أَلَهُ أَنْ يَرْجِعَ فِيهَا أَمْ لَا

- ‌رَجُلٌ وَهَبَ لِابْنَتِهِ جَارِيَةً وَأَرَادَ شِرَاءَهَا

- ‌بَابُ الْهِبَةِ وَالرَّجُلِ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ هَبِي لِي مَهْرَكِ

- ‌الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ أَوْ يَشْتَرِي الْجَارِيَةَ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ

- ‌مَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ مِنْ مَالِ أَبِيهِ وَلِلْمَرْأَةِ مِنْ مَالِ زَوْجِهَا

- ‌نَظَرُ الْفَجْأَةِ وَمَا يُكْرَهُ مِنَ النَّظَرِ

- ‌{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} الرَّحْمَن

- ‌الْمَرْأَةُ الْمَرِيضَةُ يُعَالِجُهَا الرَّجُلُ وَالْخَادِمُ ينظر إِلَى شعر مولاته

- ‌الْأَمْرُ بِالتَّزْوِيجِ وَمَا فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ

- ‌ذِكْرُ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ الْوَرِعِينَ

- ‌الْمُفْطِرُ الْمُضْطَرُّ إِلَى الْمَاءِ وَالْمَيْتَةِ

- ‌الْقِدْرُ تُوجَدُ مَطْبُوخَةً فِي بِلادِ الرُّومِ

- ‌الْغَزْوُ فِي شِدَّةِ الْبَرْدِ وَالْحَرِّ

- ‌الْوَالِي يُحَرِّجُ مَنْ ذَبَحَ أَوْ حَلَبَ

- ‌الْقَاتِلُ إِذَا تَابَ

- ‌أُجُورُ بُيُوتِ مَكَّةَ

- ‌تَرْكُ بَعْضِ الْحَلالِ مَخَافَةَ الْحَرَامِ

- ‌بَابُ مَنْ وَرِثَ مَالًا فِيهِ شُبْهَةٌ

- ‌مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يُخْرَجُ مِنَ الْوَلِيمَةِ

- ‌كَرَاهِيَةُ شِرَاءِ اللُّعَبِ وَمَا فِي الصُّوَرِ

- ‌مَا جَاءَ فِي قُبْلَةِ الْيَدِ

- ‌الْعَسَلُ يُوجَدُ فِي بِلادِ الرُّومِ أَيُؤْكَلُ

- ‌اللُّصُوصُ مَتَى يُقَاتَلُونَ

- ‌الذُّرِّيَّةُ يُسْبَوْنَ إِذَا نَقَضُوا الْعَهْدَ

- ‌الْمَرِيضُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَجِدُوهُ فِي الْغَزْوِ

- ‌أَمِيرُ السَّرِيَّةِ يُحَرِّجُ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَسِيرُوا

- ‌الْأَسِيرُ فِي أَيْدِي الْعَدُوِّ يَسْرِقُ

- ‌تَوَاضُعُ الرَّجُلِ وَذَمُّ نَفْسِهِ إِذَا مُدِحَ

- ‌كَيْفَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ

- ‌تَحْرِيمُ الْمُسْكِرِ

- ‌مَنْ أَوْجَبَ الْحَدَّ فِي الرِّيحِ وَالْعُقُوبَةَ

- ‌مَا كُرِهَ مِنْ بَيْعِ الْعَصِيرِ وَمَا أَشْبَهَهُ

- ‌مَنْ كَرِهَ أَنْ يَحْضُرَ وَلِيمَةً فِيهَا مُسْكِرٌ

- ‌مَا كُرِهَ مِنَ الصَّدَقَةِ عَلَى مَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرِ

- ‌من خلف بِالطَّلاقِ عَلَى ابْنِهِ أَنْ يَشْرَبَ دَوَاءً مَعَ مُسْكِرٍ

- ‌فِي الْخِيَاطَةِ

- ‌لُبْسُ النِّعَالِ السِّنْدِيَّةِ

- ‌كَرَاهِيَّةُ صِبْغِ الْحُمْرَةِ

- ‌مَا كُرِهَ مِنْ لُبْسِ الثِّيَابِ الرِّقَاقِ وَالطِّرَازِ فِي الثَّوْبِ

- ‌خِضَابُ النِّسَاءِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّحْذِيفِ وَحَلْقِ الْقَفَا

- ‌مَا كُرِهَ مِنَ الْوَصْلِ فِي الشَّعْرِ

- ‌حَلْقُ الرَّأْسِ

- ‌مَا كُرِهَ مِنَ الْجَصِّ

- ‌من كره تجصص الْمَسَاجِد أَو تزخرف

- ‌مَا كُرِهَ من التزوايق فِي السَّقْفِ

- ‌مَا كُرِهَ مِنَ الْغَيْبَةِ

- ‌ذِكْرُ النَّعِيمِ

الفصل: ‌من كره طعاما من شبهة فاستقاءه

شَرَفٍ وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ

306 -

(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ شَهِدَ وَلِيمَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ فِيهَا خُبْزٌ وَلا لَحْمٌ)

‌مَنْ كَرِهَ طَعَامًا مِنْ شُبْهَةٍ فَاسْتَقَاءَهُ

307 -

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنِ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْوَرَعِ

فَاحْتَجَّ بِحَدِيث أبي بكر الصّديق (رصي اللَّهُ عَنْهُ) فِي الْقَيْءِ

عَنْ قَيْسٍ قَالَ كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ (رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ) غُلامٌ فَكَانَ إِذَا جَاءَ بِغَلَّتِهِ لَمْ يَأْكُلْ حَتَّى يَسْأَلَهُ قَالَ فَنَسِيَ لَيْلَةً فَأَكَلَ وَلَمْ يَسْأَلْهُ ثُمُّ سَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَكْرَهُهُ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي فِيهِ فَتَقَيَّأَ حَتَّى لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا

وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُنَاوَلَةً

308 -

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ لَمْ أَرَ أَحَدًا اسْتَقَاءَ مِنْ طَعَامٍ غَيْرَ

ص: 96

أَبِي بَكْرٍ فَإِنَّهُ أُتِيَ لَهُ بِطَعَامٍ فَأَكَلَ ثُمُّ قِيلَ لَهُ جَاءَ بِهِ (ابْنُ) النُّعَيْمَانِ قَالَ فَأَطْعَمْتُمُونِي كَهَانَةَ ابْنِ النُّعَيْمَانِ ثُمَّ اسْتَقَاءَ

هَذَا أَوْ نَحْوُهُ

وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُنَاوَلَةً

309 -

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَنَزَلُوا رُفَقًا رُفْقَةً مَعَ فُلانٍ وَرُفْقَةً مَعَ فُلانٍ قَالَ فَنَزَلْتُ فِي رُفْقَةِ أَبِي بَكْرٍ فَكَانَ مَعَنَا أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَنَزَلْنَا بِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْأَعْرَابِ وَفِيهِمُ امْرَأَةٌ حَامِلٌ فَقَالَ لَهَا الْأَعْرَابِيُّ أَيَسُرُّكِ أَن تلدي غُلَاما إِن أَعْطَيْتنِي شَاةً وَلَدْتِ غُلامًا فَأَعْطَتْهُ شَاةً وَسَجَّعَ لَهَا أَسَاجِيعَ قَالَ فَذَبَحَ الشَّاةَ فَلَمَّا جَلَسَ الْقَوْمُ يَأْكُلُونَ قَالَ أَتَدْرُونَ مِنْ أَيْنَ هَذِهِ الشَّاةُ فَأَخْبَرَهُمْ فَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَتَقَيَّأُ

310 -

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه شَرِبَ لَبَنًا فَأُخْبِرَ أَنَّهُ مِنَ الصَّدَقَةِ

فَتَقَيَّأَ

311 -

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أُخْبِرْتُ أَنَّ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ أَرْسَلَ أَخُوهُ بِتَمْرٍ مِنَ الْأُبَلَّةِ وَكَانَ عَلَى شَيْءٍ

فَانْتَقَتْ أُمُّهُ تَمْرَةً مِنَ التَّمْرِ الَّذِي كَانَ

ص: 97

يُفَرِّقُهُ يَعْنِي عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ فَلَمَّا دَخَلَ بِشْرٌ قَالَتْ لَهُ أُمُّهُ بِحَقِّي عَلَيْكَ أَوْ بِحَقِّ ثَدْيِي لَمَا أَكَلْتَ هَذِهِ التَّمْرَةَ

فَأَكَلَهَا

وَصَعِدَ إِلَى فَوْقُ

وَصَعِدْتُ خَلْفَهُ

فَإِذَا هُوَ يَتَقَيَّأُ

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ نَحْوُ هَذَا

312 -

أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ كَانَ أَبُو سَلمَة ابْن مُسْلِمٍ يَتَغَدَّى يَوْمًا وَعَلَى الْخُوَانِ بُقُولٌ حِسَانٌ

فَكَانَ يَأْكُلُ مِنْهَا فَقَالَ مَا رَأَيْتُ بُقُولًا أَرْطَبَ وَلا أَطْيَبَ مِنْ هَذَا مِنْ أَيْنَ هَذَا قَالُوا مِنْ حَائِطِ فُلانٍ سَمَّاهُ فَقَامَ مِنَ الْخُوَانِ فَاسَتَقَاءَ حَتَّى رَمَى بِهِ

313 -

عَنْ فَاطِمَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَتْ اشْتَهَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا عَسَلًا فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا فَوَجَّهْنَا رَجُلًا عَلَى دَابَّةٍ مِنْ دَوَابِّ الْبَرِيدِ إِلَى بَعْلَبَكَّ بِدِينَارٍ فَأَتَى بِعَسَلٍ

فَقُلْتُ إِنَّكَ ذَكَرْتَ عَسَلًا وَعِنْدَنَا عَسَلٌ

فَهَلْ لَكَ فِيهِ قَالَت فأتيناه بن فَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا الْعَسَلُ قَالَتْ وَجَّهْنَا رَجُلًا عَلَى دَابَّةٍ مِنْ دَوَابِّ الْبَرِيدِ بِدِينَارٍ إِلَى بَعْلَبَكَّ فَاشْتَرَى لَنَا عَسَلًا فَأَرْسَلَ إِلَى الرَّجُلِ فَقَالَ انْطَلِقْ بِهَذَا الْعَسَلِ إِلَى السُّوقِ فَبِعْهُ وَارْدُدْ إِلَيْنَا رَأْسَ مَالِنَا وَانْظُرْ إِلَى الْفَضْلِ فَاجْعَلْهُ فِي عَلَفِ دَوَابِّ الْبَرِيدِ وَلَوْ كَانَ يَنْفَعُ الْمُسْلِمِينَ قَيْءٌ لَتَقَيَّأْتُ

314 -

عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ أُخْتِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّهَا بَعَثَتْ إِلَى النَّبِيِّ

ص: 98

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ عِنْدَ فِطْرِهِ وَذَاكَ فِي طُولِ النَّهَارِ وَشِدَّةِ الْحَرِّ فَرَدَّ إِلَيْهَا رَسُولَهَا أَنَّى لَكِ هَذَا اللَّبَنُ قَالَتْ مِنْ شَاةٍ

(قَالَ وَكَيْفَ وَصَلَتْ إِلَيْكِ) فَقَالَتْ اشْتَرَيْتُهَا مِنْ مَالِي فَشَرِبَ

فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِذَلِكَ اللَّبَنِ مَرْثِيَةً لَكَ مِنْ طُولِ النَّهَارِ وَشِدَّةِ الْحَرِّ وَرَدَدْتَ إِلَيَّ الرَّسُولَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ أُمِرَتِ الرُّسُلُ قَبْلِي أَنْ لَا يَأْكُلُوا إِلَّا طَيِّبًا وَلا يَعْمَلُوا إِلَّا صَالِحًا

315 -

عَنْ مَالِكٍ الْأَحْمَرِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ أَنَّ بَائِعَ الْخَمْرِ كَشَارِبِهَا إِلَّا أَنَّ مُقْتَنِيَ الْخَنَازِيرِ كآكلها تَعَاهَدُوا أرقائكم وَانْظُرُوا مِنْ أَيْنَ يَجِيئُونَ بِضَرَائِبِهِمْ فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ

ص: 99

سُحْتٍ

316 -

قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ مَا جَلَسْتُ إِلَى أَحَدٍ كَانَ أَنْفَعَ لِي مِنْ مُجَالَسَةِ وُهَيْبٍ وَكَانَ لَا يَأْكُلُ مِنَ الْفَوَاكِهِ وَإِذَا انْقَضَتِ السَّنَةُ وَذَهَبَتِ الْفَوَاكِهُ يَكْشِفُ عَنْ بَطْنِهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهَا وَيَقُولُ يَا وُهَيْبُ مَا أَرَى بِكَ بَأْسًا مَا أَرَى تَرْكَكَ لِلْفَوَاكِهِ ضَرَّكَ شَيْئًا

317 -

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ وَذَكَرَ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ فَقَالَ قَدْ كَلَّمَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا يَجِيءُ مِنْ مِصْرَ وَإِنَّمَا أَرَادَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَنْ يُسَهِّلَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَدْرِ أَنَّهُ يُشَدِّدُ عَلَيْهِ وَكَانَ لَا يَأْكُلُ مِمَّا يَجِيءُ مِنْ مِصْرَ إِلَّا الزَّيْتَ

318 -

قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حُبَيْسٍ خَادِمَ وُهَيْبٍ يَقُولُ كَلَّمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ وُهَيْبًا فِيمَا يَجِيءُ مِنْ مِصْرَ

قَالَ فَحَالَ النَّاسُ بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَبَيْنَ وُهَيْبٍ مِنْ أَنْ يَسْمَعَ كَلامَهُ قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ فَقِيلَ لِابْنِ حُبَيْسٍ لَوْ سَمِعَ كَلامَهُ أَيْشِ تَرَى كَانَ يَصْنَعُ قَالَ كَانَ وَاللَّهِ لَا يَأْكُلُ إِلَّا زَبِيبَ الطَّائِفِ يَقْتَصِرُ عَلَيْهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عز وجل

319 -

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ كَانَ طَاوُسٌ لَا يَشْرَبُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ إِلَّا مِنَ الْآبَارِ الْقَدِيمَةِ قَالَ نَعَمْ

قَدْ بَلَغَنِي هَذَا عَنهُ

وَقَالَ طَاوُوس كَاسْمِهِ لَقَدِ افْتَعَلَ ابْنُهُ عَلَى لِسَانِهِ كِتَابًا إِلَى عُمَرَ بْنِ عبد الْعَزِيز فَأعْطَاهُ ثَلَاثمِائَة دِينَارا فَبَاعَ طَاوُوس ضَيْعَةً لَهُ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى عُمَرَ

فَأُرِيدَ طَاوُسُ عَلَى أَنْ يَدْخُلَ عَلَى ابْنِهِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ

ص: 100

فَأَبَى أَوْ قَالَ دَخَلَ عَلَيْهِ فِي وَقْتِ الْمَوْتِ

320 -

وَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ غَلَّةِ بَغْدَادَ

قُلْتُ لَا

هُوَ كَانَ يُنْكِرُ عَلَى مَنْ يَأْكُلُ

فَقَالَ إِنَّمَا قَوِيَ بِشْرٌ لِأَنَّهُ كَانَ وَحْدَهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِيَالٌ لَيْسَ مَنْ كَانَ مَعِيلًا كَمَنْ كَانَ وَحْدَهُ لَوْ كَانَ إِلَيَّ مَا بَالَيْتُ مَا أَكَلْتُ

ص: 101

مَوْلِدُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَادَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

فَكَانَ سِنُّهُ يَوْمَ مَاتَ سَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً

مَوْلِدُ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَتُوُفِّيَ بِمَدِينَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فَكَانَ سِنُّهُ يَوْمَ مَاتَ سَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً

مَوْلِدُ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتِينِ فَكَانَ سِنُّهُ سَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً يَوْم مَاتَ

آخر الْجُزْء الأول

وَالْحَمْد لله وَحده وَصلَاته على سيدنَا مُحَمَّد وَآله

ص: 102