الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
يستحب للزائر الإكثار من الصلاة والدعاء
في الروضة الشريفة ما استطاع مدة مقامه بالمدينة شرفها الله سبحانه، ومن المتفق على صحته أنه صلى الله عليه وسلم قال:
((ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة)) .
كما أخبرنا المشايخ أبو عبد الله محمد بن غسان بن غافل بن نجاد الأنصاري، والحاكم أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد الفقيه المفتي، وأبو البركات ابن أبي عبد الله بن أبي محمد السجاد رحمهم الله، قراءةً عليهم، أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، أخبرنا أبو القاسم
علي بن إبراهيم، أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي، حدثنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، أخبرنا سعيد بن عبد العزيز، حدثنا قاسم بن عثمان الجوعي، حدثنا عبد الله بن نافع المزني، حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة)) .
متفقٌ على صحته، أخرجاه من طرقٍ.
وفي بعض طرقه: ((ومنبري على حوضي)) .
وفي بعضها:
((ما بين حجرتي إلى منبري، وأن منبري على ترعة من ترع الجنة)) .
أخبرنا المشايخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المؤرخ الأديب النسابة نسيبي، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر المفيد، وأبو الغنائم سالم بن أبي المواهب الحسن بن هبة الله المعدل، قراءةً عليهم رحمة الله عليهم، قال أبو عبد الله: أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن، وقال الآخران: أخبرنا أبو المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن سعدان، أخبرنا أبو بكر يوسف ابن القاسم بن يوسف، حدثنا أبو العباس
محمد بن إسحاق السراج، حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد، حدثنا هشيم عن علي بن زيد ابن جدعان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بين حجرتي إلى منبري روضةٌ من رياض الجنة، وإن منبري على ترعةٍ من ترع الجنة)) .
وحجرته هي بيته صلى الله عليه وسلم، قال زيد بن أسلم: بيته قبره، وقد جاء مبيناً في ((الصحيح)) .
قال الطبري: إذا كان قبره في بيته، اتفقت الروايات.
وقد روي: ((ما بين بيتي ومنبري)) .
كما أخبرنا الشيخ أبو القاسم عبد الله بن الحسين قراءةً عليه، وعبد الرحمن بن مكي في إذنه، أخبرنا الحافظ أبو طاهر، أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله
الذهلي، حدثنا جعفر، حدثنا قتيبة، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد المازني، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)) .
قوله: ((روضة من رياض الجنة)) قال الخطابي: معناه من لزم طاعة الله سبحانه في هذه البقعة، آلت به الحال إلى روضة من رياض الجنة.
وقيل: إن ذلك الموضع بعينه روضة في الجنة يوم القيامة.
وقال أبو عمر بن عبد البر: معناه إن الصحابة كانوا يقتبسون من النبي صلى الله عليه وسلم العلم في ذلك الموضع، فهو مثل الروضة.
ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم:
((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: يا رسول الله! وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر)) .
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ومنبري على حوضي)) ، قيل: يحتمل أن يريد منبره بعينه الذي كان في الدنيا، وهو أظهر وعليه أكثر الناس.
وقيل: إن له هناك منبراً على حوضه.
وقيل: إن قصد منبره والحضور عنده لملازمة الأعمال الصالحة، يورد حوضه صلى الله عليه وسلم ويوجب الشرب منه.
وقال الخطابي: معناه أن من لزم طاعة الله سبحانه عنده سقي من الحوض، فعل الله سبحانه ذلك بنا آمين.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((على ترعة من ترع الجنة)) .
قال أبو عبيد: في الترعة ثلاثة أقوال:
- تكون بمعنى الروضة على المكان المرتفع خاصة.
- وتكون بمعنى الباب.
- وتكون بمعنى الدرجة، والله سبحانه أعلم.