الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: هكذا قال لنا وجيه الدين هذا إنه كان حاضرًا في الرابعة، والذي ثبت في الطبقة من الأصل أنه سمه، والجمع بينهما، الله أعلم، أن الشيخ وجيه الدين ذهب إلى ما استقر عليه عمل المتأخرين من أئمة الحديث من أنهم لا يكتبون لن لم يبلغ خمسًا فصاعدًا، وإنما يكتبون لما حضر، أو أحضر وهو أعلم بسنه، وأن الذي أثبت طبقة السماع بخطة رأي أن عنده فهمًا وميزًا يجيب بسببهما أن يثبت سماعة، وأن يلحق بطبقة من هو أسن منه.
وهذه المسألة اختلف أهل الحديث فيها، فروي عن موسي بن هارون الحمال الحافظ الناقد أنه سئل متي يسمع الصبي الحديث فقال: إذا فرق بني البقرة والدابة، وفي رواية بين البقرة والحمار، وعن ابن حنبل رضي الله عنه أنه سئل متي يجوز سماع الصبي للحديث فقال: إذا عقل وضبط، فذكر له عن رجل أنه قال: لا يجوز سماعه حتى يكون ابن خمس عشرة سنة، فأنكر قوله، وقال: بئس القول.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ الْحَسِيبُ ابْنُ الْقَائِدِ الْأَجَلِّ أَبُي عَمْرٍو بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، عَنِ الْقَاضِي الْإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَازٍ الْأَنْصَارِيُّ سَمَاعًا أَوْ قِرَاءَتَهُ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ الْيَحْصُبِيُّ سَمَاعًا، قَالَ: وَقَدْ حَدَّدَ أَهْلُ الصَّنْعَةِ فِي ذَلِكَ أَنْ أَقَلَّهُ سِنُّ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَذَكَرَ رِوَايَةَ الْبُخَارِيِّ فِي صَحِيحِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ ، قَالَ:
وَتَرْجَمَ
الْبُخَارِيُّ عَلَيْهِ، مَتَى يَصِحُّ سَمَاعَ الصَّغِيرِ ، قَالَ: وَفِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ
وسمعت شيخنا العلامة المتفنن جامع أشتات الفضائل خاتمه المجتهدين تقي الدين أبا الفتح ابن الشيخ الإمام المفتي مجلد الدين أبي الحسن علي بن وهب القشيري بن دقيق العيد رحمه الله تعالى الحاكم يقول بقاهرة مصر في حديث محمود المذكور: ليس بدليل علي أن هذا السن وقت صحة السماع وما دونه ليس كذلك، لكنه راجع إلى الاصطلاح من المتأخرين، قال: والمعتبر في الحقيقة إنما هو أهلية الفهم ، والتمييز، فحيث وجدت صح السماع، انتهى.
وأخبرنا الشيخ التاريخي أبو عبد الله محمد بن محمد الكتامي رحمه الله، والكاتب الفاضل كمال الدين أبو العباس أحمد بن أبي الفتح الشيباني بقراءتي علي كل واحد منها بانفراد، قالا معا: أخبرنا تقي الدين أبو عمرة عثمان بن عبد الرحمن سماعًا بدمشق، قال: قال وقد ذكر هذه المسألة: «والذي ينبغي في ذلك ان نعتبر في كل صغير حاله علي الخصوص، فإن وجدناه مرتفعًا عن حال من لا يعقل فهما للخطاب وردًا للجواب وغير ذلك صححنا سماعه، وإن كان دون خمس، وإن لم يكن كذلك لم نصحح سماعه، وإن كان ابن خمس بل ابن خمسين» .
قلت: وما ذكره التقيان الفاضلان صحيح ظاهر، وقد ذكر أبو عبد الله البخاري في صحيحه عن ابن الزبير رضي الله عنهما حديثا عقله عن أبيه ، وسنه أصغر إذاك من سن محمود زمن عقله للمجة علي رواية البخاري المتقدمة، وأغفل رحمه الله أن يأتي بالحديث المذكور تحت الترجمة التي قال فيها متي يصح سماع الصغير.
والحديث المذكور هو ما حدث به في صحيحه، رحمه الله تعالى عن أحمد بن محمد.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ،