الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخلو، فبعثوني إلى الكتاب فقلت: أني لأخشى أن يتفرق علي همي، ولكن شاركوا المعلم إني أذهب إليه ساعة فأتعلم ثم أرجع، فمضيت إلى الكتاب، وحفظت القرآن، وأنا ابن ست سنين، أو سبع
وأخبرنا أيضًا الكتامي، والشيباني المذكوران، بقراءتي علي كل واحد منهما، عن أبي عمرو بن عبد الرحمن سماعًا، قال: بلغنا عن إبراهيم بن سعد الجوهري، قال: رأيت
صبيًا ابن أربع سنين قد حمل إلى المأمون، قد قرأ القرآن ونظر في الرأي، غير أنه إذ جاع
يبكي
قال: وعن القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني، قال: حفظت القرآن ولي خمس سنين، وحملت إلى أبي بكر بن المقري لأسمع منه، ولي أربع سنين، فقال بعض الحاضرين: لا تسمعوا له فيما قرئ، فإنه صغير، فقال لي ابن المقري: اقرأ سورة الكافرين، فقرأتها، فقال: اقرأ سورة التكوير، فقرأتها، فقال لي غيره، اقرأ سورة والمرسلات، فقرأتها ولم أغلط فيها، فقال ابن المقري، اسمعوا له، والعهدة علي.
110 وبسنده المتقدم إلى أبي القاسم القشيري سواء قال: وقيل: قدم وفد علي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وكان فيهم شاب، فأخذ يخطب، فقال عمر: "
الكبر، الكبر، فقال الشاب: يا أمير المؤمنين لو كان الأمر بالسن، لكان في المسلمين من هو أسن
منك، فقال: تكلم، فقال: لنا وفد الرغبة، ولا وفد الرهبة، أما الرغبة فقد أوصلها إلينا فضلك، وأما الرهبة فقد أمننا عليها، وعدلك، قال: فمن أتم؟ فقال: وفد الشكر، جئنا نشكرك وننصرف "
وذكر الأديب أبو إسحاق إبراهيم بن علي القيرواني في كتابة المرسوم بزهر الآداب وثمر الألباب، هذه الحكاية أتم من هذه، فقال: ذكر بعض الرواة أنه لما استخلف عمر بن عبد العزيز قدم عليه وفد أهل كل بلد، فتقدم إليه وفد أهل الحجاز، فاشرأب منهم غلام للكلام، فقال عمر: يا غلام، يتكلم من هو أسن منك،
فقال الغلام: يا أمير المؤمنين، إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه، فإذا منح الله عبدًا لسانًا لافظًا، وقلبا حافظًا، فقد أجاد له الاختيار، ولو أن الأمور بالسن لكان هاهنا من هو أحق بمجلسك منك، فقال له عمر: صدقت، فتكلم، فهذا السحر الحلال، فقال: يا أمير المؤمنين نحن وفد التهنئة ولا وفد المزرية، لم تقدمنا إليك رغبة ولا رهبة، لأنا قد أمنا في أيامك ما خفنا، وأدركنا ما طلبنا، فسأل عمر عن سن الغلام، فقيل عشر سنين.
وأنشدنا الحافظ أبو الظفر الكلبي بلفظه من حفظه لبعضهم:
رَأيتُ العقلَ لم يكن انْتِهَابَا
…
وَلم يُقسم علَي قدرِ السنينَا
فَلَوْ أنّ السنينَ تَقَاسَمَتْهُ
…
حَوَى الآباءُ أنصبهَ السنِينَا
وأنشدنا أيضًا لبعضهم:
فإن خلّفتهُ السنُّ فالعقلُ بالغٌ
…
بهِ رتبهَ الكَهلِ المؤملِ للمجْدِ
فقدْ كَان يَحْيى أُوتي الحمن قبلَهُ
…
صَبيًّا وعيسيَ كلّمَ النَّاسَ فِي المهْدِ
ولبعضهم:
إنّ الحداثةَ لا تقصر بالفتيَ المرزُوقِ دهنَا
لكنْ تزكي قلبَه فيفوقْ أكبر منْهُ سنَّا
وقد خرج بنا القول عن قصدنا، فلنعد لما كنا بسبيله، فنقول: وسمعت من أول جزء أبي الجهم المذكور إلى حديث سوار بن مصعب بن عبد الله رحمه الله، وذلك نحو نصف الجزء علي الأشياخ الثقاة المسندين أبي حفص عمر بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي، وأبي محمد عيسي بن أبي محمد بن عبد الرزاق المغازي، وأبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن صومع الديرقانوني