الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بمَعْنَى تَوْأَمٍ، وسَيُذْكَرُ فِي مَحَلِّه:(وَوَهِمَ الجَوْهَرِيُّ) فَذَكَرَهُ هُنَا بِنَاءً على أَنه بوَزْنِ صَيْقَل أَو جَوْهَرٍ، هَكَذَا قَالَه الصاغانيّ، والعَجَبُ من المُؤَلِّف أَحَالَه فِي وَأَبَ وَلم يَتَعَرَّضْ لَهُ هناكَ، إِمَّا قُصُوراً أَو غَفْلَةً، وَقد أَقَامَ عَلَيْهِ النَّكِيرَ شيخُنَا، وجَلَبَ عَلَيْه رَجِلَ الكَلَامِ وخَيْلَهُ مِن هُنَا وهُنَا.
(و) قَوْلُهُمْ (مَا بِهِ تُؤَبَةٌ) ، كَهُمْزَة، مَحَلُّه (فِي وَأَبَ) فَرَاجعْ هُنَاكَ تَظْفَرْ بالمُرَادِ.
تأَلب
: ( {التَّأْلَبُ كفَعْلَلٍ) إِشَارَة إِلى أَصَالَةِ حُرُوفِه (: شَجَرٌ يُتَّخَذُ مِنْه القِسِيُّ) ، ذَكَرَ الأَزهريّ فِي الثلاثيِّ الصَّحِيحِ عَن أَبي عُبَيْدٍ، عَن الأَصمعيِّ قَال: مِنْ أَشْجَارِ الجِبَالِ: الشَّوْحَطُ} والتَّأْلَبُ، بالتَّاء والهَمْزَةِ قَالَ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ لامْرِىءِ القَيْسِ:
وَنَحَتْ لَهُ عَنْ أَرْزِ تَأْلَبَةٍ
فِلْقٍ فِرَاغِ مَعَابِلٍ طُحْلِ
قَالَ شَمِرٌ: قَالَ بعضُهُمْ: الأَرْزُ هُنَا: القَوْسُ بعَيْنِهَا، قَالَ: {والتَّأْلَبَةُ: شَجَرَةٌ يُتَّخَذُ مِنْهَا القِسِيُّ، والفِرَاغُ: النِّصَالُ العِرَاضُ، الوَاحِدُ: فَرْغٌ، وَقَوله: نَحَتْ لَهُ، يَعْنِي امرأَةً تَحَرَّفَتْ لَهُ بِعَيْنَيْهَا فأَصَابَتْ فُؤَادَه.
} والتَّأْلَبُ: الغَلِيظ الخَلْقِ المُجْتَمِعُ، شُبِّهَ {بالتَّأْلَبِ، وَهُوَ شَجَرٌ تُسَوَّى مِنْهُ القِسِيُّ العَرَبِيَّةُ، قَالَ العَجَّاجُ يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَهُ:
بِأَدَمَاتٍ قَطَوَاناً تَأْلبَا
إِذَا عَلَا رَأْسَ يَفَاعٍ قَرَّبَا
أَدَمَات: أَرْضٌ بعَيْنِهَا، والقَطَوَانُ: الَّذي تَقَارَبَتْ خُطَاهُ، (وهَذَا مَوْضِعُ ذِكْرِه) لَا فِي حَرْفِ الهَمْزَة كَمَا فَعَلَه الجوهريُّ تَبَعاً للصاغانيّ وَغَيره، مَعَ أَنه لم يُنَبِّه فِي حرف الْهمزَة، وتبعَه ساكِتاً عَلَيْهِ، وَهُوَ عَجِيبٌ.
تبب
: (} التَّبُّ) الخَسَارُ ( {والتَّبَبُ) مُحَرَّكَةً (} والتَّبَابُ) كسَحَاب (! والتَّبِيبُ)
كأَمِير: الهَلَاكُ والخُسْرَانُ، ( {والتَّتْبِيبُ) تَفْعِيلٌ (: النَّقْصُ والخَسَارُ) المُؤَدِّي للْهَلَاكِ، كَذَا قَيَّدَهُ ابنُ الأَثِيرِ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز:{وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ} تَتْبِيبٍ} (هود: 101) قَالَ أَهلُ التفسيرُ: غيرَ تَخْسِيرٍ، وَمِنْه قولُهُ تَعَالَى:{وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَاّ فِى {تَبَابٍ} (غَافِر: 27) أَيْ فِي خسْرَانٍ.
(} وتَبًّا لَهُ) عَلَى الدُّعَاءِ، نُصِيبَ لأَنَّه مَصْدَرٌ مَحْمُولٌ عَلَى فِعْلِه، كَمَا تَقُولُ: سَقْياً لفُلَانٍ، مَعْنَاهُ سُقِيَ فُلَانٌ سَقْياً، ولمْ يُجْعَلِ اسْماً مُسْنَداً إِلى مَا قَبْلَهُ ( {وتَبًّا} تَبِيباً، مُبَالَغَةٌ){وتَبَّ} تَبَاباً، ( {وتَبَّبَهُ: قَالَ لَهُ ذالِكَ) أَيْ تَبًّا، كَمَا يُقَالُ جَدَّعَه وعَقَّرَه تَقول: تَبًّا لِفُلَان، ونَصْبُهُ عَلَى المَصْدَرِ بإِضْمَارِ فِعْلٍ أَيْ أَلْزمه اللَّهُ خُسْراناً وهَلاكاً،} وتَبَّبُوهُمْ {تَتْبِيباً: أَهْلَكُوهُمْ. (و) } تَبَّبَ (فُلَاناً: أَهْلَكَهُ) .
(و) فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {2. 005 {تَبَّتْ يدا اءَبي لَهب} (المسد: 1) يقالُ (تَبَّتْ يَدَاهُ) أَي (ضَلَّتَا وخَسِرَتَا) قَالَ الراجزُ:
أَخْسِرْ بِها مِنْ صَفْقَةٍ لَمْ تُسْتَقَلْ
تَبَّتْ يَدَا صَافِقِهَا مَاذَا فَعَلْ
ونَقَلَ شيخُنَا عَن الْمِصْبَاح: تَبَّتْ يَدُهُ} تَتِبُّ، بالكَسْرِ: خَسرَت، كِنَايَة عنِ الهَلَاكِ، وَهُوَ ظاهرٌ فِي المَجَازِ كَمَا صَرَّح بِهِ الزمخشريُّ وغيرُه من الأَئمَّةِ.
( {والتَّابُّ) بتَشْدِيدِ المُوَحَّدَة (: الكَبِيرُ مِنَ الرِّجَالِ) والأُنْثَى:} تابَّةٌ، عَن أَبي زَيْدٍ. وَفِي الأَساس: ومنَ المَجَاز: {تَبَّ الرَّجُلُ: شَاخَ، وكُنْت شَابًّا فَصِرْت} تَابًّا شُبِّه فَقْدُ الشَّبَابِ {بالتَّبَابِ، وشَابَّةٌ أَمْ} تَابَّةٌ (و) قيلَ: {التَّابُّ: الرَّجُلُ (الضَّعيفُ، و) التَّابُّ أَيْضاً (: الجمَلُ، والحِمَارُ قَدْ دَبِرَ) ، بالكَسْرِ، (ظَهْرُهُمَا) يُقَالُ: حِمَارُ} تَابٌّ وجَمَلٌ تَابٌّ (ج {أَتْيَابٌ) ، هُذَلِيّة نَادِرَة.
(} وتَبَّ الشَّيْءَ: قَطَعَهُ) وتَبَّ إِذَا قَطَعَ (و) مِنْهُ (! التَّبُّوبُ كالتَّنُّورِ)
وضَبَطَه الصاغَانيُّ كصَبُورٍ (: المَهْلَكَةُ) يُقَال: وَقَعُوا فِي {تَبُّوبٍ مُنْكَرَة أَيْ مَهْلَكَةٍ. (و) التَّبُّوبُ كَتَنُّورٍ (: مَا انْطَوَتْ علَيْهِ الأَضْلَاعُ) كالصَّدْرِ والقَلْبِ، نَقَلَه الصاغانيّ.
قلت: والصَّحِيحُ فِي المَعْنَى الأَخِيرِ أَنَّه البَتُّوت: بالتَّاءَيْنِ آخِرَه، وَقد تَصَحَّفَ عَلَيه، وقَلَّدَهُ المُصَنِّف.
} واسْتَتَبَّ الأَمْرُ: تَهَيَّأَ واسْتَوَى، واسْتَتَبَّ أَمْرُ فُلَانٍ، إِذَا اطَّرَدَ واسْتَقَامَ وتَبَيَّنَ، وأَصْلُ هذَا منَ الطَّرِيقِ {المُسْتَتِبِّ، وَهُوَ الَّذِي خَدَّ فِيهِ السَّيَّارَةُ أُخْدُوداً فَوَضَحَ واسْتَبَانَ لمَن يَسْلُكُهُ، كأَنَّهُ} تُبِّبَ بكَثْرَةِ الوَطْءِ وقُشِرَ وَجْهُهُ فَصَارَ مَلْحوباً بَيِّناً مِنْ جَمَاعَةِ مَا حَوَالَيْهِ مِنَ الأَرْضِ، فشُبِّه الأَمْرُ الوَاضِحُ البَيِّنُ المُسْتَقِيمُ بِهِ، وأَنْشَدَ المَازِنيُّ فِي (المَعَانِي) :
ومَطِيَّةٍ مَلَثَ الظَّلامِ بَعَثْتُهُ
يَشْكُو الكَلالَ إِلَيَّ دَامِي الأَظْلَلِ
أَوْدَى السُّرَى بِقتَالِه ومِرَاحِهِ
شَهْراً نَوَاحِيَ {مُسْتَتِبٍّ مُعْمَلِ
نَهْجٍ كَأَنْ حُرُثَ النَّبِيطِ عَلَوْنَهُ
ضَاحِي المَوَاردِ كالحَصِيرِ المُرْمَلِ
نَصَبَ نَواحِيَ لأَنَّه جَعَلَهُ ظَرْفاً، أَرَادَ فِي نَوَاحِي طَرِيقٍ مُسْتَتِبَ، شَبَّه مَا فِي هَذَا الطَّرِيقِ المُسْتَتِبِّ من الشَّرَكِ والطُّرُقَاتِ بآثَارِ السِّنِّ، وَهُوَ الحَدِيدُ الذِي تُحْرَثُ بِهِ الأَرْضُ، وَقَالَ آخَرُ فِي مِثْلِه:
أَنْصَبْتُهَا مِنْ ضُحَاهَا أَوْ عَشِيَّتِهَا
فِي مُسْتَتِبَ يَشُقُّ البِيدَ وَالأَكَمَا
أَيْ فِي طَرِيقٍ ذِي خُدُودٍ أَيْ شُقُوقٍ مَوْطُوءٍ بَيِّنٍ، وَفِي حدِيثِ الدُّعَاءِ (حَتَّى اسْتَتَبَّ لَهُ مَا حَاوَلَ فِي أَعْدَائِك) أَيِ اسْتَقَامَ واسْتَمرَّ، كُلُّ هذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) . ومُقْتَضَى كَلَامِهِ أَنَّه من المَجازِ، وَهَكَذَا صرَّحَ بِهِ الزمخشريُّ فِي الأَساس، والمُؤَلِّفُ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِ} الاسْتِتْبَابِ وتَرَكَ مَا اشْتَدَّ إِليه