المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

لَقِيَهُ خَالدُ بنُ سَلَمَة المَخْزُومِيُّ فَقَالَ: مَا أَنْتَ من حَنْظَلَةَ - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ٢

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌(بَاب الْبَاء المُوَحدَة)

- ‌(فصل الْهمزَة) مَعَ الْبَاء)

- ‌أَبب

- ‌أَتب

- ‌أَثب

- ‌أَدب

- ‌أَذرب

- ‌أَرب

- ‌أَزب

- ‌أَسب

- ‌أَشب

- ‌ البَ

- ‌أَصطب

- ‌أَنب

- ‌أَوب

- ‌أَهب

- ‌أَي ب

- ‌(فصل الْبَاء) المُوَحَّدَة مِن‌‌ بَابِهَا)

- ‌ بَابِ

- ‌ببب

- ‌بردزب

- ‌برشب

- ‌بيرب

- ‌بسب

- ‌بشب

- ‌بنب

- ‌بوب

- ‌بيب

- ‌(فصل التَّاءِ) المُثَنَّاة الفَوقيَّةِ مِن بَابِ المُوَحَّدَة)

- ‌تأَب

- ‌تأَلب

- ‌تبب

- ‌تجب

- ‌تخرب

- ‌تذرب

- ‌ترب

- ‌ترَتّب

- ‌ترعب

- ‌تَعب

- ‌تغب

- ‌تلب

- ‌تنب

- ‌توب

- ‌تيب

- ‌(فَصْلُ الثَّاءِ) مَعَ البَاء)

- ‌ثأَب

- ‌ثبب

- ‌ثخب

- ‌ثرب

- ‌ثرقب

- ‌ثطب

- ‌ثعب

- ‌ثَعْلَب

- ‌ثغب

- ‌ثغرب

- ‌ثقب

- ‌ثلب

- ‌ثوب

- ‌ثِيبَ

- ‌(فصل الْجِيم) مَعَ المُوَحَّدَة)

- ‌جأَب

- ‌جأَنب

- ‌جبب

- ‌جتب

- ‌جحجب

- ‌جحدب

- ‌جحرب

- ‌جحنب

- ‌جخب

- ‌جخدب

- ‌جَدب

- ‌جذب

- ‌جرب

- ‌جرثب

- ‌جِرجب

- ‌جردب

- ‌جرسب

- ‌جرشب

- ‌جرعب

- ‌جزب

- ‌جسرب

- ‌جشب

- ‌جعب

- ‌جعتب

- ‌جعثب

- ‌جعدب

- ‌جعشب

- ‌جعنب

- ‌جغب

- ‌جلب

- ‌جلحب

- ‌جلخب

- ‌جلدب

- ‌جلعب

- ‌جلنب

- ‌جلهب

- ‌جنب

- ‌جنحب

- ‌جوب

- ‌جهب

- ‌جيب

- ‌حَابِ

- ‌(فصل الْحَاء) المُهْمَلَة)

- ‌حبب

- ‌حترب

- ‌حثرب

- ‌حثلب

- ‌حجب

- ‌حدب

- ‌حدرب

- ‌حَرْب

- ‌حردب

- ‌حزب

- ‌حسب

- ‌حشب

- ‌حصب

- ‌حصرب

- ‌حصلب

- ‌حضب

- ‌حضرب

- ‌حطب

- ‌حطرب

- ‌حظب

- ‌حظرب

- ‌حظلب

- ‌حقب

- ‌حقطب

- ‌حلب

- ‌حلتب

- ‌حنب

- ‌حنجب

- ‌حنْطَب

- ‌حنزب

- ‌حوب

- ‌(فَصْلُ الخَاءِ)

- ‌خبب

- ‌خبجب

- ‌خترب

- ‌خثعب

- ‌خدب

- ‌خدرب

- ‌خذعب

- ‌خذعرب

- ‌خذلب

- ‌خرب

- ‌خرخب

- ‌خردب

- ‌خرشب

- ‌خرعب

- ‌خرنب

- ‌خزب

- ‌خزرب

- ‌خزلب

- ‌خشب

- ‌خشرب

- ‌خشنب

- ‌خصب

- ‌خضب

- ‌خضرب

- ‌خضعب

- ‌خضلب

- ‌خطب

- ‌خطرب

- ‌خطلب

- ‌خعب

- ‌خلب

- ‌خنب

- ‌خنتب

- ‌خنثب

- ‌خنثعب

- ‌خندب

- ‌خنزب

- ‌خنضب

- ‌خنظب

- ‌خنعب

- ‌خوب

- ‌خيب

- ‌(فصل) الدَّال الْمُهْملَة مَعَ الْبَاء)

- ‌دأَب

- ‌دبب

- ‌دجب

- ‌دحجب

- ‌دحب

- ‌دحقب

- ‌دخدب

- ‌ددب

- ‌درب

- ‌درجب

- ‌درحب

- ‌دردب

- ‌درعب

- ‌دعب

- ‌دعتب

- ‌دعرب

- ‌دعسب

- ‌دعشب

- ‌دعلب

- ‌دكب

- ‌دلب

- ‌دلعب

- ‌دنب

- ‌دنحب

- ‌دوب

- ‌دهب

- ‌دهلب

- ‌(فصل الذَّال) مَعَ المُعْجَمَة)

- ‌ذأَب

- ‌ذبب

- ‌ذرب

- ‌ذرنب

- ‌ذعب

- ‌ذعلب

- ‌ذَلْعِبِ

- ‌ذكب

- ‌ذَنْب

- ‌ذوب

- ‌ذهب

- ‌ذهلب

- ‌ذيب

- ‌(فَصْلُ الرَّاءِ) المُهْمَلة)

- ‌رأَب

- ‌ربب

- ‌رتب

- ‌رَجَب

- ‌رحب

- ‌ردب

- ‌رزب

- ‌رسب

- ‌رستب

- ‌رشب

- ‌رصب

- ‌رضب

- ‌رطب

- ‌رعب

- ‌رعبلب

- ‌رغب

- ‌رقب

- ‌ركب

- ‌رنب

- ‌رهب

- ‌روب

- ‌ريب

الفصل: لَقِيَهُ خَالدُ بنُ سَلَمَة المَخْزُومِيُّ فَقَالَ: مَا أَنْتَ من حَنْظَلَةَ

لَقِيَهُ خَالدُ بنُ سَلَمَة المَخْزُومِيُّ فَقَالَ: مَا أَنْتَ من حَنْظَلَةَ الأَكْرَمِينَ، وَلَا سَعْدٍ الأَكْثَرِينَ، وَلَا عَمْرٍ والأَغَرِّينَ، وَلَا من ضَبَّةَ الأَكْيَاسِ، ومَا فِي أُدِّخَيْرٌ بعدَ هاؤلاءِ، فَقَالَ جَخْدَبٌ: ولستَ فِي قُرَيْشٍ من أَهلِ نُبُوَّتِهَا، وَلَا من أَهل خِلَافَتِهَا، وَلَا من أَهْلِ سِدَانَتِهَا، وَمَا فِي قُرَيْش خَيْرٌ بعدَ هؤلاءِ.

قلت: وَهُوَ يرْوى عَن عطَاءٍ، وَعنهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، كَمَا نَقله الحافظُ.

‌جَدب

: (الجَدْبُ: المَحْلُ) نقيضُ الخُصْبِ (: والعَيْبُ) فَهُوَ مُشْتَرَكٌ أَو مجازٌ كَمَا أَوْمأَ إِليه الرَّاغِبُ، قَالَه شيخُنَا، وجَدَبَ الشيْءَ (يَجْدُبُهُ) كيَنْصُرُهُ (ويَجْدِبُهُ) كيَضْرِبُه: عَابَهُ وذَمَّهُ، الوَجْهَانِ عنِ الفَرّاءِ، واقْتَصَرَ ابنُ سيدَه على الثَّانِي، وَفِي الحَدِيث (جَدَبَ لَنَا عُمَرُ السَّمَر بعْدَ عَتَمَةِ) أَي عَابَهُ وذَمَّهُ، وكُلُّ عَائِبٍ فَهُوَ جَادِبٌ، قَالَ ذُو الرُّمّة:

فَيَا لَكَ مِنْ خَدَ أَسِيلٍ وَمَنْطِقٍ

رَخِيمٍ ومِنْ خَلْقٍ تَعَلَّلَ جَادِبُهْ

كَذَا فِي (الْمُحكم)، يقُولُ: لَمْ يَجهدْ فِيهِ مَقَالاً وَلَا يَجِد عَيْباً يَعِيبُه فَيَتَعَلَّلُ بالباطلِ، وبالشيءٍ يقولُه وَلَيْسَ بعَيْبٍ (والجَادِبُ: الكَاذِبُ، فِي (الْمُحكم) : قَالَ صاحبُ الْعين: وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ، قَالَ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ، قَالَ أَبو زيد: وأَما الجَادِبُ بِالْجِيم: العَائِبُ.

(والجُنْدُبُ) بِضَم الدَّال (والجُنْدَبُ) بِفَتْحِهَا مَعَ ضمّ أَوّلهما (والجِنْدَبُ كدِرْهَمٍ) ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي الثُّلَاثِيِّ، وفسّره السِّيرَافِيُّ بأَنه الجُنْدُب، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وَهِي أَضْعَفُ لُغَاتِه، لأَنه وَزْنٌ قليلٌ، حَتَّى قَالَ أَئمّةُ الصَّرْفِ: إِنه لم يَرِدْ مِنْهُ إِلا أَلفاظ أَرْبَعَة، وَهُوَ الَّذِي نقلَه الجوهريُّ عَن الخَليل، قَالَ شيخُنَا: ثمَّ اختلفَ الصرفيّونَ فِي نونه إِذا كَانَ مَفْتُوح الثَّالِث، فَقيل: إِنها زَائِدَة، لفَقْدِ فُعْلَلٍ، وَقيل: أَصليّة، وَهُوَ مُخَفَّفٌ من الضَّمّ، والأَول أَظهَرُ، لتصريحهم بِزِيَادَة نونه فِي جَمِيع لُغَاته، وَفِي كَلَام الشَّيْخ أَبي حَيَّانَ أَن

ص: 136

نونَ جُنْدب وعُنْصَل وقُنْبَر وخُنْفَسٌ زائدةٌ، لفَقْدِ فُعْلَلٍ، وَلُزُوم هَذِه النُّون البنَاءَ، إِذ لَا يكون مكانَه غيرُه من الأُصول، ولمجيء التضعيفِ فِي قُنْبَر، وأَحَدُ المُضَعَّفَيْنِ زائدٌ، وَمَا جُهِلَ تصريفُه محمولٌ على مَا ثَبَتَ تصريفُه، وإِذَا ثَبَتَتِ الزيادةُ فِي جُنْدَبِ بِفَتْح الدَّال، ثَبَتَتْ فِي مَضْمُومِهَا ومَكْسُورِ الجِيمِ مفتوحِ الدالِ، لأَنهما بِمَعْنى هَذَا كَلَام أَبي حَيَّان، ومثلُه فِي المُمْتعِ، انْتهى كَلَام شَيخنَا: جَرَادٌ م) وَقَالَ اللحْيَانيّ: هُوَ دَابَّةٌ، وَلم يُحَلِّهَا، كَذَا فِي (الْمُحكم)، وَقيل: هُوَ الذَّكَرُ من الجَرَادِ، وفَسَّره السِّيرَافيّ بأَنّه الصَّدَى يَصِرُّ بِاللَّيْلِ، ويَقْفِزُ ويَطِيرُ، وَفِي (الْمُحكم) : هُوَ أَصْغَرُ منَ الصَّدَى يكونُ فِي البَرَارِيِّ، قَالَ: وإِيَّاهُ عَنَى ذُو الرمة بقوله:

كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلَا مُقْطِفٍ عَجِلٍ

إِذَا تَجَاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ

وَقَالَ الأَزهَرِيّ: والعَرَبُ تقولُ: (صَرَّ الجُنْدُبُ) يُضْرَبُ لِلأَمْرِ الشَّدِيد يَشْتَدُّ حَتَّى يُقْلِقَ صَاحِبهُ، والأَصل فِيهِ أَن الجُنْدُبَ إِذا رَمِضَ فِي شِدَّةِ الحَرِّ لَمْ يَقِرَّ على الأَرْضِ وَطْأً فتَسْمَع لِرِجْلَيْهِ صَريراً، وقيلَ: هُوَ الصغيرُ من الجَرَاد.

وَفِي الصَّحَابَةِ مَن اسْمُهُ: جُنْدَبٌ أَبُو ذَرِّ الغِفَارِيُّ جُنْدَبُ بنُ جُنَادَةَ، وجُنْدَبُ ابنُ عَبْدِ الله، وجُنْدَبُ بنُ حَسَّانَ، وجُنْدَبُ بنُ زُهَير، وجُنْدَبُ بن عَمَّار وجُنْدَبُ بنُ عَمْرو، وجُنْدَبُ بنُ كَعْبٍ، وجُنْدَبُ بنُ مَكِيثِ وأَبُو نَاجِيَةَ جُنْدَبُ، رضي الله عنهم، وَقَالَ غيرُه: هُوَ ضَرْبٌ منَ الجَرَادِ (واسْمٌ) ، وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود (كانَ يصَلّي الظُّهْرَ والجَنَادِبُ تَنْقُزُ مِنَ الرِّمْضَاءِ) أَي تَثِبُ.

وجَنَادِبَةُ الأَزْدِ هُمْ جُنْدَبُ بنُ زُهَيْرٍ، وجُنْدَبُ بنُ كَعْب من بَنِي ظَبْيَانَ، وجُنْدَب بنُ عبدِ الله هُوَ جُنْدبُ الخَيرِ، وَفِي التَّابِعِينَ: جُنْدب بنُ كَعْبٍ، وجُنْدب بن سَلَامَةَ، وجُنْدب بن الجَمَّاح وجُنْدب بن سُلَيْمَانَ.

ص: 137

(و) يُقَال: وَقَعَ فلانٌ فِي (أُمِّ جُنْدَبٍ) إِذَا وَقَعَ فِي (الدَّاهِيَةِ، و) قيلَ (: الغَدْرِ، و) رَكِبَ فلانٌ أُمَّ جُنْدَب، إِذَا رَكبَ (الظُّلْمَ)، الثَّلَاثَة من الْمُحكم (و) يُقَال:(وَقَعُوا فِي أُمِّ جُنْدَب، أَي ظُلمُوا) كأَنَّها اسمٌ من أَسماءِ الإِسَاءَة، وَيُقَال: وقَعَ القَوْمُ بِأُمِّ جُنْدَب، إِذا ظَلَمُوا وقَتَلوا غَيْرَ قاتلٍ، قَالَ الشَّاعِر:

قَتَلْنَا بِهِ القَوْمَ الذِينَ اصْطَلَوْا بِهِ

جِهَاراً ولمْ نَظْلمْ بِهِ أُمَّ جُنْدَبِ

أَيْ لَمْ نَقْتِلْ غَيْرَ القَاتِلِ.

وأُمُّ جُنْدَب أَيضاً بمَعْنَى الرَّمْلِ، لأَنَّ الجَرَادَ يَرْمي فِيهِ بَيْضَهُ، والمَاشي فِي الرَّمْلِ وَاقعٌ فِي شَرِّهِ.

وجُنْدَب بن خَارِجَةَ بنِ سَعْد بنِ فُطْرَةَ بنِ طَيِّىء، هُوَ الرَّابِع من وَلَد وَلَد طَيِّىء، وأُمُّهُ: جَدَيلَة بِنْت سَبيع بنِ عَمْرٍ و، مِنْ حمْيَر، وَفِيه قَالَ عَمْرُو بن الغَوْث، وَهُوَ أَوَّلُ من قَالَ الشِّعْرَ فِي طَيِّىء بَعْدَ طَيِّىء:

وإِذَا تكُونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لهَا

وإِذَا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ

كَذَا فِي (المعجم) .

(وأَجْدَبَ الأَرْضَ: وَجَدَهَا جعدْبَةً) وَكَذَلِكَ الرجُلَ، يُقَال: نَزَلْنَا فلَانا فأَجْدَبْنَاهُ إِذا لَمْ يَقْرهِمْ (و) أَجْدَبَ (القَوْمُ، أَصَابَهُمُ الجَدْبُ) .

(و) فِي المُحْكَم: (مكَانٌ جَدْبٌ وجَدُوبٌ ومَجْدُوبٌ) : كأَنَّه على جُدِبَ وإِن لم يُسْتَعْمَلْ، قَالَ سَلَامَةُ بن جَنْدَلٍ:

كُنَّا نَحُلُّ إِذَا هَبَّتْ شَآمِيَةٌ

بِكُلِّ وادِ حَطِيبِ البَطْنِ مَجْدُوبِ

كَذَا فِي الْمُحكم (وَجَدِيبٌ) أَي (بَيِّنُ الجُدُوبَةِ، وأَرْضٌ جَدْبَةٌ) وجَدْبٌ وَعَلِيهِ اقْتصر ابنُ سِيده: مُجْدِبَة، والجَمْعُ جُدُوبٌ، (و) قد قالُوا:(أَرَضُونَ جُدُوبٌ) ، كأَنَّهُم جعلُوا كلّ جُزْءٍ مِنْهَا جَدْباً ثمَّ جَمَعُوهُ على هَذَا، (و) أَرَضُونَ (جَدْبٌ) كالواحد، فَهُوَ

ص: 138

على هَذَا وصفٌ للمصدر، وَالَّذِي حَكَاهُ اللحيانيّ: أَرْضٌ جُدُوبٌ، (وقَدْ جَدُبَ) المَكَانُ (كَخَشُنَ، جُدُوبَةً، وجَدَبَ) ، بِالْفَتْح، (أَجْدَبَ) رُبَاعِيًّا، والأَجْدَبُ: اسمٌ للمُجْدِب، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وعَامٌ جُدُوبٌ وأَرْضٌ جُدُوبٌ، وفلانٌ جَدِيبُ الجَنَابِ، وأَجْدَبَتِ السَّنَةُ: صَارَ فيهَا جَدْبٌ.

وَجَادَبَتِ الإِبلُ العَامَ مُجَادَبَةً إِذَا كانَ العَامُ مَحْلاً فصارتْ لَا تأْكل إِلَاّ الدَّرِينَ الأَسْوَدَ، دَرِينَ الثُّمَامِ، فَيُقَال لهَا حينَئذٍ: جَادَبَتْ، وَفِي (الْمُحكم) : فِي الحَدِيثِ (وكَانَتْ فِيهِ)، وَفِي نُسْخَة: فِيهَا، ومثلُه فِي (الْمُحكم)(أَجَادِبُ) أَمْسَكَتِ المَاءَ، (قِيلَ:) هِيَ (جَمَعُ أَجْدُب) الَّذِي هُوَ (جَمْعُ جَدْب) بِالسُّكُونِ كأَكَالِبَ وأَكْلُبٍ وكَلْبٍ، قَالَ ابْن الأَثير فِي تَفْسِير الحَدِيث: الأَجَادبُ: صِلَابُ الأَرْضِ الَّتِي تُمْسِكُ المَاءَ وَلَا تَشْرَبُه سَرِيعا، وَقيل: هِيَ الأَرْضُ الَّتِي لَا نَبَاتَ بهَا، مأْخُوذٌ من الجَدْبِ وَهُوَ القَحْطُ، قَالَ الخَطَّابِيُّ: وأَمَّا أَجَادبُ فَهُوَ غَلَطٌ وتَصْحيفٌ، وَكَأَنَّه يُرِيدُ أَنَّ اللفْظةَ أَجَارِدُ بالرَّاءِ والدالِ، قَالَ: وكذالك ذَكَره أَهْلُ اللغَةِ والغَرِيبِ، قَالَ: وَقد رُوِي أَحَادِبُ، بالحَاء المُهْمَلَةِ، قَالَ ابْن الأَثيرِ: وَالَّذِي جاءَ فِي الرِّوَايَة أَجَادِبُ بِالْجِيم، قَالَ: وَكَذَا جاءَ فِي صَحِيحَيِ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ، انْتهى، قَالَ شيخُنَا: قلتُ: أَي فَلَا يُعْتَدُّ بغيرِه، وَلَا تُرَدُّ الرِّوَاية الثابتةُ الصحيحةُ بمُجَرَّدِ الاحتمالِ والتَّخْمِينِ، ثمَّ نَقَل عَن عِيَاضٍ فِي المَشَارِق، وتَبِعَه تلميذُه ابنُ قَرَقُول فِي المطالِع: أَجَادِبُ، كَذَا رَوَيْنَاه فِي الصَّحِيحَينِ بدال مهملةٍ بِلَا خِلَافٍ، أَي أَرْضٌ جَدْبَة غَيْرُ خِصْبَةٍ، قالُوا: هُوَ جَمْعُ جَدْب، على غيْرِ قِياسٍ، كَمَحَاسِنَ، جَمْع حَسَنٍ، ورَوَى الخَطَّابيُّ: أَجَاذِبُ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، وَقَالَ بَعضهم: أَحَازِبُ بِالْحَاء والزَّاي ولَيْسَ بِشَيْءٍ، ورواهُ بعضُهُمْ: إِخَاذَاتٌ، جَمْعُ إِخَاذَةٍ، بِكَسْر الْهمزَة بعْدهَا خاءٌ مُعْجمَة مَفْتُوحَة خَفِيفَة وذال مُعْجمَة، وَهِي الغُدْرَانِ الَّتِي تُمْسكُ ماءَ السماءِ، ورواهُ بعضُهُم: أَجَارِدُ، أَي مواضعُ

ص: 139

مُتَجَرِّدَةٌ من النَّبَاتِ جَمْعُ أَجْرَدَ، انْتهى كلامُ شَيخنَا.

(و) فِي (الْمُحكم) : (فَلَاةٌ جَدْبَاءُ: مُجْدِبَةٌ) لَيْسَ بهَا قليلٌ وَلَا كثيرٌ وَلَا مَرْتَعٌ وَلَا كَلأٌ قَالَ الشَّاعِر:

أَوْفِي فعلا قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ

مُجْدبَة جَدْبَاءَ عَرْبَسيس

وأَجْدَبَتِ الأَرْضُ فَهِيَ مُجْدِبَةٌ، وجَدُبَتْ.

(والمجْدَابُ)، كمِحْرَابٍ (: الأَرْض الَّتِي لَا تنَكَادُ تُخْصِبُ) ، كالمِخْصَاب وَهِي الأَرضُ الَّتِي لَا تكادُ تُجْدبُ، وَفِي حَديثِ الاسْتِسْقَاءِ (هَلَكَت المَوَاشِي وأَجْدَبَت البِلَادُ) أَي قَحطَتَ وغَلَتِ الأَسعار.

(وجِدَبٌّ: كَهِجَفَ) وجَدَبٌّ فِي قَول الراجز مِمَّا أَنشده سِيبَوَيْهٍ:

لَقَدْ خَشيت أَنْ أَرَى جَدَبَّا

فِي عَامنَا ذَا بَعْدَ مَا أَخْصَبَّا

فحَرَّكَ الدَّالَ بحَرَكَة البَاءِ وحذَف الأَلِفَ، (اسمٌ لِلْجَدْبِ) بِمَعْنى المَحْلِ. فِي (الْمُحكم) : قَالَ ابنُ جِنِّي: القَوْلُ فِيهِ أَنَّهُ ثَقَّلَ (البَاء) كَمَا ثَقَّلَ الَّلامَ فِي عَيْهَلّ، فِي قَوْله:

بِبَازِلٍ وَجَنَاءَ أَوْ عَيْهَلِّ

فَلم يُمْكنْه ذَلِك حَتَّى حَرَّكَ الدالَ لما كَانَت سَاكِنة لَا يَقَعُ بعدَها المُشَدَّدُ ثمَّ أَطْلَقَ كإِطلاقِه عَيْهَلّ وَنَحْوهَا، ويُرْوَى أَيْضاً: جَدْبَبَّا، وَذَلِكَ أَنه أَراد تَثْقِيلَ البَاءِ، والدَّالُ قبلهَا ساكنةٌ، فَلم يُمْكنه ذَلِك، وكَرِهَ أَيضاً تَحْرِيكَ الدَّالِ، لأَنَّ فِي ذَلِك انْتِقَاضَ الصِّيغَةِ، فَأَقَرَّهَا على سُكُونِهَا، وزادَ بعدَ البَاءِ بَاءً أُخْرَى مُضَعَّفَةً لإِقامةِ الوَزْن، وَهَذِه عبارَة الْمُحكم، وَقد أَطَالَ فِيهَا فراجِعْه، وأَغْفَلَه شيخُنا.

(ومَا أَتَجَدَّبُ أَنْ أَصْحَبَكَ) أَي (مَا أَسْتَوخِمُ) ، نَقله الصاغانيُّ.

(وأَجْدَابِيَّةُ) بتَشْديد الْيَاء التَّحْتِيَّة، لأَنَّ اليَاءَ للنسبة، وتخفيفُهَا يجوزُ أَن

ص: 140