المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحداث سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ٢٤

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌أحداث سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة

‌المجلد الرابع والعشرون

‌الطبقة الثالثة والثلاثون

‌أحداث سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة

بسم الله الرحمن الرحيم:

الطبقة الثالثة والثلاثون:

أحداث سنة إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ:

شغب الْجُنْد على القاهر:

فيها: شغب الجُنْد على القاهر بالله، وهجموا الدّار، فنزل في طيّار إلى دار مُؤنس فشكا إليه. فصبّرهم مُؤنس عشرة أيّام.

وكان ابن مُقْلَة منحرفًا عن محمد بن ياقوت، فنقل إلى مُؤنس أنّ ابن ياقوت يدبّر عليهم. فبعث مُؤنس غلمان عليّ بنُ بُلَيْق إلى دار الخلافة يطلبون عيسى الطّبيب لأنّه آتُّهم بالفضول. فهجموا إلى أنّ أخذوه من حضرة القاهر فنفاه موْنس إلى الموصل1.

التضييق على القاهر:

واتَّفق ابن مُقْلَة وموْنس وبُلَيْق وابنه على الإيقاع بابن ياقوت، فعلم فاستتر وتفرّق رجاله.

وجاء عليّ بن بُلَيْق إلى دار الخلافة، فوكلّ بها أحمد بن زَيْرك، وأمره بالتّضييق على القاهر وتفتيش مَن يدخل2.

وطالب ابن بُلَيْق القاهرَ بما كان عنده مِن أثاث أمّ المقتدر، فأعطاه إيّاه، فبيع وجُعِل في بيت المّال، وصُرِفَ إلى الجُنْد3.

موت أم المقتدر:

ونقل ابن بُلَيْق أم المقتدر إلى عند أمّهِ، فبقيت عندها مكرّمة عشرة أيّام، وماتت في سادس جُمَادَى الآخرة4.

1 الكامل في التاريخ "8/ 250"، النجوم الزاهرة "3/ 238".

2 المنتظم "6/ 249"، الكامل في التاريخ "8/ 251"، النجوم الزاهرة "3/ 238".

3 المنتظم "6/ 249"، النجوم الزاهرة "3/ 238".

4 المنتظم "6/ 249"، الكامل في التاريخ "8/ 251"، البداية والنهاية "11/ 175، 176".

ص: 3

الإرجاف بسبّ معاوية:

وفيها: وقع الإرجاف بأنّ عليّ بن بُلَيْق وكاتبه الحسن بن هارون عَزَما على سبّ معاوية على المنابر، فارتجّت بغداد.

استتار البربهاريّ:

ونقدم ابن بُلَيْق بالقبض على رئيس الحنابلة أبي محمد البَرْبهاريّ فاستتر، فَنُفِيَ جماعة من أصحابه إلى البصرة1.

القبض على ابن بُليق:

وبقي تحيُّل القاهر في الباطن على موْنس وابن مُقْلَة، فبلغهم فعملوا على خلْعهِ وتولية ابن المكتفي. فدبَّر ابن مُقْلَة تدبيرًا انعكس عليه. أشاعَ بأنّ القَرْمَطِيّ قد غلب على الكوفة، وأرسل إلى القاهر: المصلحة خروج ابن بُلَيْق إلى قتاله. ليدخل ابن بُلَيْق يقبّل يده، فيقبض عليه.

ففهِمها القاهر، وكرَّر ابن مُقْلَة الطّلب بأن يدخل ابن بُلَيْق ليقبّل يده ويسير. فاسترابَ القاهرُ، وراسل الغلمّان الحجريّة وفرَّقهم على الدّركاه، وراح ابن بُلَيْق إلى القاهر في عددٍ يسير، فقام إليه السّاجيّة وشتموه، فهرب واستتر، واضّطرب النّاسُ، وأصبحوا في مُسْتَهَلّ شعبان قلقين2.

القبض على مُؤنس:

وجاء بُلَيْق إلى دار الخليفة ليعتذر عن ابنِه، فقُبِضَ عليه وعلى أحمد بن زَيْرك، وعلى يُمْن المؤنسي صاحب شرطة بغداد وحُبِسوا وصار الجيش كله في دار الخليفة، فراسل مؤنسًا وقال: أنتَ عندي كالوالد، فأْتِني تُشير عليّ. فاعتذرَ بثقل الحركة. ثم أشاروا عليه بالإتيَان، فلمّا حصَل في دار الخلافة قُبِض عليه، فاختفى ابن مُقْلة.

فاستوزرَ القاهر أبا جعفر محمد بن القاسم بن عُبَيْد الله3.

1 المنتظم "6/ 249".

2 الكامل في التاريخ "8/ 252- 254"، البداية والنهاية "11/ 172"، النجوم الزاهرة "3/ 238".

3 الكامل في التاريخ "8/ 256"، النجوم الزاهرة "3/ 238".

ص: 4

إحراق دار ابن مقلة:

وأُحْرِقت دار ابن مقلة، كما أُحْرِقت قبلَ هذه المرّة1.

هرب ابن ياقوت إلى فارس:

وهرب محمد بن ياقوت إلى فارس، فكتب إليه بعهده على أصبهان.

حجابة الطولوني:

وقلَّدَ سلامة الطولوني الحُجّابة.

القبض على ابن المكتفي:

وقبضَ على أبي أحمد بن المكتفي وطيّن عليه بن حيطتين، ونهبَ القاهر دُور المخالفين2.

ذبح بُليق ومؤنس:

ثمّ إنّه ظَفَرَ بعليّ بن بُلَيْق بعد جمعة، فحبسه بعد الضَّرْب، فاضطّرب رجال مؤْنس وشغبوا، وقصدوا دار الوزير محمد بن القاسم وأحرقوا بعض داره في ثامن عشر شعبان. فدخل القاهر إلى مؤْنس وبُلَيْق وابنه، فأمر بذبح بُلَيْق وابنه، وذَبَح بعدهما مؤنسًا، وأُخرجت رؤوسهم إلى النّاس وطِيْفَ بها3.

وكان على مؤْنس دماغٌ هائل.

ذْبح يُمْن وابن زيرك:

ثمْ ذُبح يُمن وابن زَيْرك. ثمّ أطلقت أرزاق الجُنْد فسكنوا.

تلقيب القاهر بالمنتقم:

واستقامت الأمور للقاهر، وعظم في القلوب، وزيد في ألقابه:" المنتقم مِن أعداء دين الله". ونقش ذلك على السّكّة

1 المنتظم "6/ 250"، النجوم الزاهرة "3/ 238".

2 الكامل في التاريخ "8/ 260"، البداية والنهاية "11/ 173".

3 البداية والنهاية "11/ 173"، النجوم الزاهرة "3/ 238".

ص: 5

ثمَ أحضر عيسى الطبيب مِن الموصل.

وأمَرَ أنْ لا يركب في طيار سوى الوزير والحاجب، والقاضي، وعيسى الطّبيب.

تقليد ابن كيغلغ مصر:

وفيها خلع القاهر على أحمد بن كَيْغَلَغ، وقلَّدَه مصرَ.

تحريم الخمر والقِيان:

وفيها أمَرَ القاهر بتحريم القِيان والخمر، وقبضَ على المغنّين، ونفى المخانيث، وكسر آلات اللهو. وأمَرَ ببيع المغنّيات من الجواري على أنّهم سواذج. وكان مع ذلك يشرب المطبوخ والسّلاف، ولايكاد يصحو مِن السُّكر، ويختار القَيْنات ويسمعهنّ1.

وزارة ابن الخصيب:

وفيها: عزل القاهر الوزير محمدًا، واستوزر أبا العبّاس بن الخصيب2.

الحجّ هذا الموسم:

وحجّ بالنّاس مُؤنس الورقانيّ.

وفاة الطَّحاويّ:

وفيها: تُوُفّي أبو جعفر الطَّحاويّ شيخ الحنفيّة.

وفاة الأمير تكين:

وفي ربيع الأوّل تُوُفّي أمير مصر أبو منصور تكين الخاصّة بمصر وحُمِلَ إلى بيت المقدس، وقام بعده بالأمر ابنه محمد يسيرًا.

ولاية ابن طُغْج:

ثمّ ولي محمد بن طغج.

1 الكامل في التاريخ "8/ 273"، البداية والنهاية "11/ 172"، النجوم الزاهرة "3/ 239".

2 الكامل في التاريخ "8/ 262"، البداية والنهاية "11/ 173"، النجوم الزاهرة "3/ 239".

ص: 6

ولاية ابن كيغلغ:

وعُزِل بابن كَيْغَلَغ بعد اثنتين وثلاثين يومًا.

القضاء في مصر:

وقدِم على قضاء مصر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قُتيبة، ثم، صُرِفَ بعد شهرين ونصف.

وفاة أمّ المقتدر:

وفيها: تُوُفّيت شغب أمّ المقتدر كما قدَّمنا.

وكان دخْل مُغَلِّها في العام ألف ألف دينار، فتتصدّق بها، وتُخرج مِن عندها مثلها. وكانت صالحة. ولمّا قُتِل ابنها كانت مريضه، فعظُم جَزَعُها، وامتنعت من الأكل حتّى كادت تهلك. ثمّ عذّبها القاهرُ، فحلفت أنّه ما عندها مال، فقيل: ماتت في العذاب معلّقة، وقيل: لا.

ولم يظهر لها إلّا ما قيمته مائه وثلاثون ألف دينار لا غير. وكان لها الأمر والنَّهْي في دولة ابنها1.

ترجمة مُؤنس الخادم:

وقد ذكرنا قُتِل مُؤنس الخادم الملقَّب بالمظفّر، وكان شجاعًا فاتكًا مَهِيبًا، عاش تسعين سنة، منها ستّون سنة أميرًا. وكان كلّ ما له في عُلُوٍّ ورِفْعة.

كان قد أبعده المعتضد إلى مكّة، ولمّا بُويع المقتدر أحضره وفوَّض إليه الأمور.

وقد مَرّ مِن أخباره2.

تغلُّب الرّوم على الرساتيق:

وفيها: غلبت الرُّوم على رساتيق مَلَطْية وسُمَيْساط، وصار أكثر البلد في أيديهم.

1 النجوم الزاهرة "3/ 237، 238، 239".

2 النجوم الزاهرة "2/ 239".

ص: 7