الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ياقوت فقتله، ومزّق جيشه، ونهبهم عسكر ابن ياقوت، وذلك في جُمادَى الآخرة1.
وفاة السِّجْزِيّ:
وفيها: تُوُفّي أبو جعفر السَّجْزِيّ أحد الحُجّاب. قيل: بلغ من العمر أربعين ومائة سنة. وكان يركب وحده وحواسُّه جيّده.
القبض على الخصِيبيّ وابن مَخْلد:
وفيها: قبض ابن مُقْلَة على أبي العبّاس الخصِيبيّ، والحسن بن مَخْلَد ونفاهما إلى عُمان، فرجعا إلى بغداد مختَفِيَيْن.
وفاة ابن المقتدر:
وفيها: تُوُفّي موسى بن المقتدر.
توقّف الحجّ:
ولم يحجّ النّاس إلى سنة سبْعٍ وعشرين من بغداد2.
والله أعلم
1 الكامل في التاريخ "8/ 288، 289".
2 تاريخ الخلفاء "391".
أحداث سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة:
تقليد ولدي الرّاضي المشرق والمغرب:
فيها: تمكَّن الرّاضي بالله وقلَّدَ ابنَيْه المشرقَ والمغربَ، وهما أبو جعفر وأبو الفضل. واستكتب لهما أبا الحُسين عليّ بن محمد بن مُقْلَة1.
القبض على ابن شَنَبُوذ المقرئ وضرْبه:
وفيها: بلغ الوزير أبا عليّ بن مُقْلَة أنْ ابن شَنَبُوذ المقريء يغيّر حروفًا مِن القرآن،
1 الكامل في التاريخ "8/ 311"، النجوم الزاهرة "3/ 248".
ويقرأ بخلاف ما أُنْزِل. فأَحضره، وأحضر عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن مجاهد، وجماعة من القُرّاء، ونُوظِرَ، فأغلظ للوزير في الخطاب وللقاضي ولابن مجاهد، ونَسَبَهم إلى الجهل، وأنّهم ما سافروا في طلب العلم كما سافر. فأمرَ الوزير بضربه، فنُصب بين الهِنبازَيْن وضُرِب سبْع دِرَر، وهو يدعو على الوزير بأن تُقْطَع يده، ويشتّت شمله1.
ثمّ أوقف على الحروف الّتي قيل إنّه يقرأ بها، فأهْدِرَ منها ما كان شنيعًا، وتوّبوه غصْبًا. وكتب عنه الوزير محضرًا.
ومّما أُخِذَ عليه: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} وكان (أمامهم){مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ} صالحة {غَصْبًا} [الكهف: 9] ..
{وَتَكُونُ الْجِبَالُ} كالصّوف {الْمَنْفُوشِ} [القارعة: 5] .
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} َوقد {وَتَبّ} [المسد: 1] .
{فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ} الإنسُ أنّ {الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ} لَما {لَبِثُوا} حَوْلًا {فِي الْعَذَابِ الْمُهِين} [سبأ: 14] .
و {الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 3] . فاعترفَ بها2. ولا ريبَ أنّها قد رُويت ولم يخترعْها الرّجلُ من عنده.
وقيل: أنّه نُفي إلى البصرة.
وقيل: إلى الأهواز. وكان إمامًا في القراءة.
شغب الجُنْد على محمد بن ياقوت:
وفي ربيع الأوّل شغب الجُنْد، وصاروا إلى دار محمد بن ياقوت، وطلبوا أرزاقهم، فأغلظ لهم، فغضبوا وهمّوا به، فدافع عنه غلمّانّه، وقام إلى دار الحُرَم. فجاء الوزير وسكّنهم.
ثمّ عادوا في اليوم الثّاني وخرجوا إلى الصّحراء، وعاونتهم العامّة. فعبَروا إلى
1 المنتظم "6/ 275"، البداية والنهاية "11/ 181"، النجوم الزاهرة "3/ 248، 249".
2 المنتظم "6/ 275"، البداية والنهاية "11/ 181"، النجوم الزاهرة "3/ 248، 249"، تاريخ الخلفاء "391".
الجانب الغربيّ، وفتحوا السّجون والمُطْبق، وأخرجوا مَن بها، وعظُمت الفتنة، وشرع القتال، ونُهِبت الأسواق. وركب بدر الخَرشنيّ ليكُفَّهُم، فرموه بالنشاب.
واتَّفقَ الحُجَريّة والسّاجيّة، وقصدوا دار الخليفة فمنعهم الحُجّاب، فكاشفوا محمد بن ياقوت وقالوا: لا نرضى أنّ تكون كبير الجيش. وحاصَروا دار الخليفة أيّامًا، ثمّ أرضاهم، فسكنوا.
القبض على ابن ياقوت والقراريطيّ:
وفيها: قبض الرّاضي على محمد بن ياقوت، وأخيه المظفّر، وأبي إسحاق القراريطيّ، وأخذ خطّ القراريطيّ بخمسمائة ألف دينار1.
ازدياد شأنِ ابن مُقْلة:
وعظُم شأن الوزير ابن مُقْلَة، واستقلَ بالدّولة2.
ثمّ شَغَبَ الجُنْد عليه ونهبوا داره، فأرضاهم بمال.
فتح جنوة:
وفيها: أخرجَ المنصور إسماعيل العُبَيْدي يعقوب بن إسحاق في أُسطول من المهديّة عدّته ثلاثون حربيًّا إلى ناحية إفرنجة، ففتح مدينة جَنَوَة، ومرّوا بمدينة سَرْدَانية، فأوقعوا بأهلها وسَبوا وأحرقوا عدّة مراكب، وقتلوا رجالها، وأسرعوا بالخروج إلى جنة، وحرّقوا مراكب قرسقة، ونقبوا أسوار جَنَوة، واستولوا على المدينة، وأسروا ألف امرأة، وقدِموا بالغنائم إلى المهديّة3.
فتنة البربهاريّ وأصحابه:
وفي جُمَادى الأوّلى جرت فتنة عظيمة من البَرْبهاريّ الحنبليّ وأصحابه، فنوديَ أن لا يجتمع أحدٌ من أصحاب البَرْبهاريّ. وحُبِس منهم جماعة واستتر الشيخ4.
1 الكامل في التاريخ "8/ 305"، النجوم الزاهرة "3/ 249".
2 النجوم الزاهرة "3/ 249".
3 الكامل في التاريخ "8/ 285، 310"، البداية والنهاية "11/ 182"، النجوم الزاهرة "3/ 249".
4 المنتظم "6/ 276"، البداية والنهاية "11/ 181، 182".
فقيل: إنهم صاروا يكبسون دُور الأمراء والكُبراء، فإنّ رأوا نبيذًا أراقوه، وإنّ صادفوا مغنيةً ضربوها، وكسروا آلة الملاهي، وأنكروا في بيع النّاس وشرائهم، وفي مشْي الرجال مع الصّبيان. فَنَهاهُم متولّي الشرطة، فما التفتوا عليه: فكتب الرّاضي توقيعًا يزجُرُهم ويوبّخهم باعتقادهم: وأنّكم تزعمون أنّ الله على صُوَركم الوحشة، وتذكرون أنّه يصعد وينزل. وأُقسم: إنْ لم تنتهوا لأقتلنَّ فيكم ولأُحَرّقنّ دُوركم1.
هبوب الريح ببغداد:
وفي الشّهر هبّت ريح عظيمة ببغداد، واسودَّت الدنيا وأظلمت من العصر إلى المغرب برعدٍ وبَرْق2.
شغب الجنْد بابن مُقْلَة:
وفيه: شَغَب الجُنْد بابن مُقْلة وهمّوا بالشّرّ3.
قتل سعيد بن حمدان:
وكان سعيد بن حمدان قد ضمِن المَوْصل وغيرها سِرًّا من ابن أخيه الحسن بن عبد الله بن حمدان، وخلع عليه ببغداد، فخرج سعيد في صورة أنّه يساعد ابنُ أخيه في الضّمان في خمسين فارسًا، فدخل الموصل، فخرج ابنُ أخيه مظهِرًا لتَلَقِّيه. ومضى العمّ إلى دار ابن أخيه فنزلها، وسأل عنه فقيل: خرج لتَلَقّيك. فجلس ينتظره.
فلمّا علم الحسن بأنّ عمّه في داره وجّه غلمّانَه فقبضوا عليه وقيَّدوه، ثمّ قتله بعد أيام4.
خروج ابن مقلة لحرب الحسن بن حمدان:
وتألَّم له الرّاضي، وأمرَ أبا عليّ بن مُقْلَة بالخروج إلى الموصل، والإيقاع بالحَسَن. فخرج في جميع الجيش واستخلَف ابنَه ابا الحُسين موضعه. فلمّا قرُب من المَوْصل نزح عنها الحسن في شعبان، فتبِعَه ابن مُقْلَة، فصعِد الجبل ودخل بلد
1 الكامل في التاريخ "8/ 307 - 309".
2 المنتظم "6/ 276"، النجوم الزاهرة "3/ 249"، تاريخ الخلفاء "392".
3 المنتظم "6/ 276"، الكامل في التاريخ "8/ 321"، البداية والنهاية "11/ 182".
4 الكامل في التاريخ "8/ 309"، البداية والنهاية "11/ 182".
الزّوزانّ، فاستقرّ ابن مُقْلَة بالموصل يستخرج أموالًا، ويستسلف من التُّجّار على غلّات البلد، فاجتمع له أربعمائة ألف دينار. فاحتال سهل بن هاشم كاتب الحسن، وكان مقيمًا ببغداد، فبذل لولد ابن مُقْلَة عشرة آلاف دينار حتّى يكتب إلى أبيه بأنّ الأمور بالحضرة مضطّربة، فانزعج الوزير وسار إلى بغداد، فدخل في ذي القعدة.
القبض على جعفر بن المكتفي:
وفيها: وقعوا برجلٍ قد أخذ البيعة لجعفر بن المكتفي، وبذل أموالًا عظيمة، فقُبِض عليه وعلى جعفر، ونُهب منزل جَعْفَر.
عَوْد الحسن بن حمدان إلى الموصل:
وعاد الحسن بن عبد الله بن حمدان إلى الموصل بعد حرب تمّ له مع جيش الخليفة وهزمهم، وكتب إلى الخليفة يعتذر1.
مهاجمة القَرْمَطِيّ لِركْب الحُجّاج:
وخرج الرَّكْبُ العراقيّ ومعهم لؤلؤ يَخْفُرُهم، فاعترضهم أبو طاهر القَرْمَطِيّ، فانهزم لؤلؤ وبه ضربات. فقتل القَرْمطيُّ الحاجّ وسبى الحُرَم، والتجأ الباقون إلى القادسيّة، وتسلّلوا إلى الكوفة2.
موت الأمير ابن ياقوت:
وفي ذي الحِجّة مات الأمير أبو بكر محمد بن ياقوت في الحبْس حتْف أنفه.
الغلاء ببغداد:
وفيها غلا السِّعْر ببغداد حتّى أبيع كَرّ القمح بمائةٍ وعشرين دينارًا.
استمالة ابن رائق للدَّيلم:
وفيها: قدِم غلمّان مرداويخ الدَّيْلَميّ إلى بغداد، وفيهم بَجْكم، فخافت الحُجَريّة منهم.
ثمّ إنّ محمد بن رائق أمير واسط ونواحيها كاتَبَهم، فأتوا إليه، فأكرمهم وقدَّم عليهم بَجْكَم، وأفرط في الإحسان إليه، وأمره بمكاتبة جُنْد الجبال ليَقْدَمُوا عليه. ففعلوا، فصار عنده عدّة كبيرة، وتمكّن وجبى الخراج.
1 البداية والنهاية "11/ 182، 183".
2 المنتظم "6/ 276"، الكامل في التاريخ "8/ 311"، البداية والنهاية "11/ 182".