الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحداث سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة:
انهزام الدّمُسْتُق:
في أوّلها وَرَدَ الخبر بأنّ عليّ بن عبد الله بن حمدان لقي الدّمُسْتُق، فهزمَهُ عليّ.
زواج بَجْكَم ببنت البريديّ:
وفيها: تزَّوج بَجْكَم بسارة بنت الوزير أبي عبد الله البريديّ.
وفاة قاضي القضاة ابن يوسف:
وفي شعبان تُوُفّي قاضي القضاة، أبو الحُسَين عمر بن محمد بن يوسف، وقُلَّدَ مكانه ابنه القاضي أبو نَصْر يوسف.
وزارة ابن مَخْلَد:
وفيها: سارَ بَجْكَم إلى الجبل وعاد، وفسد الحالُ بينه وبين الوزير البريديّ لأمورٍ، فَعَزل بَجْكَم الوزيرَ، واستوزر أبا القاسم سليمان بن مَخْلَد. وخرج بَجْكَم إلى واسط1.
انهزام ابن رائق أمام الإخشيد:
وفي رمضان ملك محمد بن رائق حمص، ودمشق، والرملة، وإلى العريش، ولقِيه محمد بن طُغْج الإخشيد فانهزم الإخشيد، ووقع جُنْد ابن رائق في النّهب، فخرجَ عليهم كمين ابن طُغْج فهزمهم، ونجا ابن رائق إلى دمشق في سبعين رجلًا.
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 116"، البداية والنهاية "11/ 191".
موت ابن مقلة والخصيبي:
وفي شوّال مات أبو علي ابن مقلة، وأبو العبّاس أحمد بن عُبَيْد الله الخُصيبيّ اللَّذَين وزرا.
مصالحة الإخشيد لابن رائق بعد مقتل ابنه:
وفيها: واقع محمد بن رائق أبا نَصْر بن طُغْج في أرض اللَّجُون، فانهزم أصحاب ابن طُغْج، واستؤسر وجوه قُوّاده، وقُتِل في المعركة. فعزَّ ذلك على ابن رائق وكفَّنه، وأنفذ معه ابنه مزاحمًا إلى الإخشيد محمد بن طُغْج يعزّيه في أخيه، ويحلف أنّه ما أراد قتله، وأنّه أنفد إليه ولده مزاحمًا ليقيّده به. فشكره وخلع على مزاحم وردّه، واصطلحا على أنّ يُفرج ابن رائق عن الرّملة للإخشيد، ويحمل إليه الإخشيد في السنة مائة وأربعين ألف دينار1.
غَرَق بغداد:
وفي شعبان غرقت بغداد غرقا عظيمًا، حتّى بلغت زيادة المّاء تسعة عشر ذراعًا. وغرق النّاس والبهائم، وانْهَدَمت الدُّور، فلِلّهِ الأمر2.
غزوة ابن حمدان بلاد الرّوم:
وفيها: غزا سيف الدولة عليّ بن حمدان بلاد الرّوم، وجَرَت له مع الدمستق واقعات ينصر الله فيها المؤمنين، وله الحمد.
أحداث سنة تسع وعشرين وثلاثمائة:
عُزِل بَجْكَم لابنّ شيرزاد ومصادرته:
فيها: عزْل بَجْكَم ابن شيرزاد عن كتابته، وصادره على مائة وخمسين ألف دينار،
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 116، 117"، الكامل في التاريخ "8/ 363، 364"، البداية والنهاية "11/ 192".
2 المنتظم "6/ 315، 316"، البداية والنهاية "11/ 191"، النجوم الزاهرة "3/ 266".
وفاة الرّاضي بالله:
وفي ربيع الأوّل اشتدّت عِلّة الرّاضي بالله، وقَاءَ في يومين أرطالًا من دم، وماتَ. وبويع المتّقي لله أخوه.
وكان الرّاضي سَمحا كريمًا أديبًا شاعرًا فصيحًا، محبًا للعلمّاء. سمع مِن البَغَويّ، وله شِعُر مدوَّن.
قال الصُّولِيُّ: سُئِل الرّاضي أنّ يخطب يومَ الجمعة، فصعِدَ المِنْبر بسُرَّ من رأى، فحضرت أنا وإسحاق بن المعتمد. فلمّا خطب شنَّف الإسماعَ وبالَغَ في الموعظة. ثمّ نزل فصلّى بالنّاس.
وقيل: إنّ الرّاضي استسقى وأصابَه ذِرب عظيم. وكان من أعظم آفاتِه كثْرة الْجِماع.
تُوُفّي في منتصف ربيع الآخر وله إحدى وثلاثون سنة ونصف. ودُفِن بالرَّصافة. وهو آخر خليفة جالس النُّدماء.
خِلافَة المتَّقي:
وقال الصُّوليّ: لمّا مات الرّاضي، كان بَجْكَم بواسط، وبلغه الخبر، فكتب إلى كاتبه أبي عبد الله أحمد بن عليّ الكوفيّ يأمره أنّ يجمع القُضاة والأعيان بحضرة وزير الرّاضي أبي القاسم سليمان بن الحسن ويشاورهم فيمن يصلُح.
وبعث الحُسين بن الفضل بن المّأمون إلى الكوفيّ بعشرة آلاف دينار له، وبأربعين ألف دينار ليفرِّقها في الْجُنْد إنّ ولّاه الخلافة، فلم ينفع.
ثمّ إنّهم اتّفقوا على أبي إسحاق إبراهيم بن المقتدر، فأحدروه من داره إلى دار الخلافة لعشرٍ بقين مِن الشهر، فَبَايعوه وهو ابن أربعٍ وثلاثين سنة.
وأُمُّهُ أمةٌ اسمها خَلُوب، أَدْرَكَتْ خلافته. وكان حس الوجه، معتدل الخَلْق بحُمْره، أَشْهل العين، كَثّ اللحية. فصلى ركعتين وصعد إلى السّرير، وبايعوه، ولم يغيّر شيئًا قط، ولم يَتَسَرَّ على جاريته الّتي له.
وكان كثير الصوم والتعبد، لم يشرب نبيذًا قط. وكان يقول: لا أريد نديمًا غير المصحف1.
1 المنتظم "6/ 316"، البداية والنهاية "11/ 198".
إقرار سليمان بن الحسن في الوزارة:
وأقرَّ في الوزارة، على ما قال ثابتٌ، الوزيرَ سليمان بن الحسن1.
وإنما كان له الاسم، والتّدبير للكوفيّ، كاتب بَجْكَم.
حجابه الطولونيّ:
واستحجبَ المتّقي سلامة الطِّولونيّ.
ولاية المظالم:
وولّى عليَّ بن عيسى المظالم.
سقوط القبة الخضراء بمدينة المنصور:
وفي سابع جُمَادَى الآخرة سقطت القُبّة الخضراء بمدينة المنصور، وكانت تاج بغداد ومَأْثرة بني العبّاس.
فذكر الخطيب في "تاريخه" أنّ المنصور بناها ارتفاع ثمانٍين ذراعًا، وأنّ تحتها إيوانًا طوله عشرون ذراعًا في مثلها.
وقيل: كان عليها تمثال فارس في يده رمُحْ. فإذا استقبل جهةً عُلمَ أنّ خارجيًّا يظهر من تلك الجهة. فسقط رأسُ هذه القبّة في لَيْلَةٍ ذات مطر ورعد2.
الغلاء والوباء ببغداد:
وكان فيها غلاء مُفْرط ووباء عظيم ببغداد، وخرج النّاسُ يستسقون وما في السّماء غَيم، فرجعوا يخوضون الوحل.
واستسقى بهم أحمد بن الفضل الهاشمي3.
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 119"، الكامل في التاريخ "8/ 369".
2 تاريخ بغداد "1/ 73"، البداية والنهاية "11/ 200"، النجوم الزاهرة "3/ 270"، تاريخ الخلفاء "394".
3 تكملة تاريخ الطبري "1/ 120"، المنتظم "6/ 318، 319"، النجوم الزاهرة "3/ 270".
وزارة ابن ميمون الكاتب:
وفيها: عُزِل المتّقي لله الوزيرَ سليمانَ واستوزَرَ أبا الحُسين أحمد بن محمد بن ميمون الكاتب.
وزارة البريديّ:
وقدِم أبو عبد الله البريديّ مِن البصرة، فطلب الوزارة، فأجابه المتقي. وصار إليه ابن ميمون فأكرمه.
وكانت وزارة ابن ميمون شهرًا، فشَغَب الْجُنْد على أبي عبد الله يطلبون أرزاقهم، فهرب من بغداد بعد أربعة وعشرين يومًا1.
وزارة القراريطيّ:
فاستوزَر المتّقي أبا إسحاق محمد بن أحمد الإسكافيّ المعروف بالقراريطيّ، وعُزِل بعد ثلاثة وأربعين يومًا2.
وزارة الكْرخيّ:
وقُلِّدَ ابن القاسم الكْرخيّ، وعُزِل بعد ثلاثة وخمسين يوما.
تقليد كورتكين إمرة الأمراء:
وفيها: قلَّدَ المتقي إمرة الأمراء كورتكين الديلمي.
تقليد بدر الحُجّابة:
وقلَّدَ بدرًا الخَرْشَنيّ الحُجّابة.
مقتل بَجْكَم التّرْكيّ:
وفيها: قُتِل بَجْكَم التّرْكيّ أبو الخير. وكان قد استوطن واسطًا، وقرَّر مع الرّاضي أنه يحمل إليه في العام ثمانمائة ألف دينار. وأظهرَ العدلَ وبنى دار الضّيافة للضعفاء
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 124"، الكامل في التاريخ "8/ 374".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 124، 125"، الكامل في التاريخ "8/ 377"، النجوم الزاهرة "3/ 272".
بواسط. وكان ذا أموالٍ عظيمة. وكان يُخْرجها في الصّناديق، ويخرج الرجال في صناديق أُخَر على الحمال إلى البرّ، ثمّ يفتح عليهم فيحضرون ويدفن المّال، ثمّ يعيدهم إلى الصّناديق، فلا يدرون أين دفنوا، ويقول: إنما أفعل هذا لأنيّ أخاف أنّ يُحال بيني وبين داري. فَضَاعت بموته الدّفائن.
قال ثابت بن سِنان: لمّا مات الرّاضي استدعى بَجْكَم والدي إلى واسط، فقال: إني أريد أنّ أعتمد عليك في تدبير بَدَني، وفي أمرٍ آخر أهمّ من بدني، وهم تهذيب أخلاقي. فقد غَلَبَ عليّ الغضب وسوء الخلق، حتى أخرج إلى ما ندم عليه من قتلٍ وضَرْب.
فقال: سمعًا وطاعة.
فحَّدثه بكلامٍ جيد في مُداراة نفسه بالتأني إذا غضب، وحضّه على العفو.
وكان جيش البريدي قد وصل إلى المذار، فأنفد بَجْكَم كورتكين وتوزون للقائم، فالتقوا على المذار في رجب، فانكسر أصحاب بَجْكَم وراسلوه يستمدّونه، فخرج من واسط. فأتاه كتابٌ بنَصْر أصحابه، فتصيدا عند نهر جور، وهناك قو أكراد مياسير، فَشَره إلى أخذ أموالهم، وقَصَدهم في عَدَدٍ يسيرٍ من غلمّانه وهو متخفٍّ. فهرب الأكراد منه، وبقي منهم غلام أسود، فطعنه برمح، وهو لا يعلم أنّه بَجْكَم، قتله لتسعٍ بقين من رجب1.
وخامرَ معظم جُنْده إلى البريديّ، وأخذ المتّقي من داره ببغداد حواصله، فحصَل له مِن ماله ما يزيد على ألفي ألف دينار. فصار توزون وكورتكين وغيرها من كبار أصحابه إلى الموصل، ثمّ إلى الشام، إلى محمد بن رائق. واستدعاء المتّقي إلى الحضرة.
مسير ابن رائق إلى بغداد:
فسارَ ابنُ رائق من دمشق في رمضان، واستخلف على الشّام أحمد بن عليّ بن مقاتل. فلمّا قرُب من المَوْصل كتب كورتكين إلى القائد أصبهان ابن أخيه بأنّ يصعد من واسط، فصعَد ودخل بغداد، فخلع عليه المتقي وطوقه وسوره.
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 121، 122"، المنتظم "6/ 320"، الكامل في التاريخ "8/ 371"، البداية والنهاية "11/ 200".
وحَمَل الحسن بن عبد الله بن حمدان إلى ابن رائق مائة ألف دينار من غير أنّ يجتمع به.
فانْحَدر ابنُ رائق إلى بغداد1.
خطبة البريديّ لابن رائق:
وخطب البريديّ بواسط والبصرة لابن رائق وكتب اسمه على أعلامه وترسه.
الحرب بين ابن رائق وكورتكين:
ثمّ وقع الحرب بين ابن رائق وكورتكين على بغداد أيّامًا، في جميعها الدّبُرة على ابن رائق.
وجرت الأمور.
ثم قوي ابن رائق، ثمّ دخل بغداد، وأقام كورتكين بعُكْبرا، وذلك في ذي الحجّة، ودخل على المتّقي لله، فلمّا تنصف النهار وثب كورتكين على بغداد بجيشه وهم في غايةِ التهاون بابن رائق، يسمون جيشه القافلة، وكان نازلًا بغربيّ بغداد، فعزم على العَود إلى الشام. ثم تثبت فعبرَ في سفينه إلى الجانب الشرقيّ ومعه بعض الأتراك، فاقتتلوا، فبينما هم كذلك أخذتهم زعقات العامّة من ورائهم، ورموهم بالآجُرّ، فانهزم كورتكين واختفى، وقُتِل أصحابُه في الطُّرُقات.
وظهر الكوفيّ، فاستكتبه ابن رائق2.
أسر قادة الدَّيْلَم:
واستأسرَ ابنُ رائق من قوّاد الدَّيْلَم بضعة عشرة، فضرَب أعناقهم وهربَ الباقون، ولم يبقَ ببغداد من الدَّيْلَم أحد. وكانوا قد أكثروا الأذِيّة.
إمرة الأمراء لأبنّ رائق:
وقُلَّدَ ابنُ رائق إمرة الأمراء، وعظم شأنه.
1 البداية والنهاية "11/ 199".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 125"، البداية والنهاية "11/ 199".