الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفاة عماد الدّولة الدّيلميّ:
وفيها تُوُفيّ السّلطان عماد الدّولة أبو الحسن عليّ بن بويه بن فنّاخسرو الدَّيْلميّ. وقد ذكرنا مبدأهم في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. وكان قد ملك بلاد فارس. وكان عاقلًا شجاعًا مَهيبًا، اعتلّ بقرحةٍ في الكُلا أنهكت جسمَه، وتُوُفيّ بشيراز وله تسعٌ وخمسون سنة. وأقام المطيع لله مقامَه أخاه أبا عليّ ركُنِ الدّولة والد السلطان عضُد الدّولة. وكان معز الدّولة يحبّ أخاه عماد الدّولة ويحترمه ويكاتبه بالعُبُودية1.
ولاية شعلة إمرة دمشق:
وفيها ولي إمرة دمشق شعُلة بن بدر الإخشيدي من قبَل ولد الإخشيد، وكان أحد الأبطال الموصوفين، وفيه ظلم.
1 الكامل في التاريخ "8/ 482-484"، البداية والنهاية "11/ 221، 222".
أحداث سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة:
استيلاء قراتكين على الرّيّ والجبال:
فيها استولى قراتكيِن على الرَّيّ والجبال، ودفع عنها عسكر رُكْن الدّولة.
غزوة سيف الدّولة وانهزامه:
وفيها غزا سيف الدّولة بن حمدان بلادَ الروم في ثلاثين ألفًا، ففتح حصونًا وَقَتل وسبى وغنم، فأخذ عليه الروم الدرب عند خروجه، فاستولى على عسكره قتلًا وأسرًا، واسترّدوا جميع ما أخذ، وأخذوا جميع خزائنه، وهرب في عددٍ يسير1.
رد الحجر الأسود:
وفيها رُد الحج الأسود إلي موضعه. بعث به القَرْمَطّي مع محمد بن سنَبْر إلى المطيع. وكان بجَكَم قد دفع قبل هذا خمسين ألف دينار وما أجابوا، وقالوا: أخذناه بأمرٍ وما نردّه إلا بأمر. فلمّا ردّوه في هذه السنة قالوا: رددناه بأمرِ من أخذناه بأمره. وكذبوا، فإنّ الله سبحانه وتعالى قال: {فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا
1 المنتظم "6/ 367"، الكامل في التاريخ "8/ 485، 486"، النجوم الزاهرة "3/ 301".
وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا} [الأعراف: 28]، فكذبهم الله بقوله:{قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} [الأعراف: 28] وإن عَنَوْا بالأمر القدَرَ، فليس ذلك حُجة لهم، فإنّ الله تعالى قدَّر عليهم الضّلال والمُرُوقَ مِن الدين، وقدَّر عليهم أنه يدخلهم النار، فلا ينفعهم قولُهم: أخذناه بأمر. وقد أعطاهم المطيع مالًا، وبقي الحجر عندهم اثنين وعشرين سنة.
وفيها -قاله المسّبحيّ- وافى سُنْبُر بن الحَسَن إلى مكة ومعه الحجر الأسود، وأمير مكّة معه، فلمّا صار بفناء البيت أظهر الحجر من سفط وعليه ضباب فضة قد عُملت من طوله وعرضه، فضبط شقوقا حدثت عليه بعد انقلاعه، وأحضر له صانعا معه جص يشده. فوضع سنبر بْن الْحَسَن بْن سنبر الحجر بيده، وشدّه الصّانع بالجصّ، وقال لمّا ردّه: أخذناه بقُدره الله ورددناه بمشيئة الله1.
وفاة الصيمري الكاتب:
وفيها تزوج محمد بن أحمد الصَّيْمريّ كاتب معز الدّولة ووزيره.
تقليد المهلّبيّ الكتابة:
فقلّد مكانه أبا محمد الحسن بن محمد المهلّبيّ الوزير.
مقتل عبد الله ابن الناصر لدين الله الأموي:
وفي عيد الأضحى قَتَل النّاصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأمويّ صاحب الأندلس ولدَه عبد الله، وكان قد خاف من خروجه عليه، وكان من كبار العُلماء، روى عن: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أَصْبَغ. وله تصانيف منها مجلَّد في "مناقب بقَيّ بن مخلد"، رواه عنه: مَسلَمَة بن قاسم.
غزوة سيف الدّولة وإيغاله في الروم:
وفيها غزا سيف الدّولة كما قدمنا، فسار في ربيع الأول، ووافاه عسكر طَرَسوُس في أربعة آلاف، عليهم القاضي أبو حُصيْن. فسار إلى قيسارية، ثمّ إلى "
…
" ووغل في بلاد الروم، وفتح عدّة حصون، وسبى وقتل، ثم سار إلى سمندو، ثمّ إلي خَرْشَنَة يقتل ويسبى، ثمّ إلى بلد صارخة وبينها وبين قسطنطينية سبعة أيّام. فلما نزل
1 المنتظم "6/ 367"، الكامل في التاريخ "8/ 486"، البداية والنهاية "11/ 223"، النجوم الزاهرة "3/ 301، 302".