الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقامكم عندنا، والأَوْجَه أن نمضي إلى غزو الرّوم ونجاهد. فساروا وسار بعدهم حتّى بقي بينهم وبين القسطنطينيّة خمسة عشر يومًا، فسبى وغنِم، وحصل له من السَّبْي فوق المائة ألف رأس، وأخذ منهم أربعة آلاف درع، وغير ذلك.
وجُرَّ ما حصل منهم على عشرة آلاف عجلة. وحارب الرّوم، ونُصر عليهم مرّات، وغلبوه أيضًا، وكانت العاقبة للمسلمين، وكان فتحًا عظيمًا ونصرًا مبينًا1.
عزل ناصر الدّولة عن دمشق:
وفيها عزل ناصر الدّولة وسيفها ابن حمدان عن دمشق بطارق الصَّقْلَبيّ وقُبِضَ على ناصر الدّولة.
عزل بهاء الدّولة:
ثمّ عُزِل بهاء الدّولة طارق بعد أشهر.
1المنتظم "8/ 137"، الكامل في التاريخ "9/ 546، 547"، البداية والنهاية "12/ 58".
المتوفون في الطبقة الرابعة والأربعون:
وفيات سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
1-
أحمد بن الغَمْر بن محمد بن أحمد بن عَبّاد1.
أبو الفضل الأبِيوَرديّ القاضي. رحل، وسمع ببغداد من: ابن ماسي، ومَخْلَد بن جعفر الباقَرْحيّ، وطبقتهما.
وبالكوفة من: البكّائيّ. وتفقّه ببغداد، ولكنّه دخل في أعمال السّلطان، وغيّر الزِّيّ، واشتغل بالشّرْب. قاله عبد الغافر. روي عنه: مسعود بن ناصر، أبو صالح المؤذن، والخشكانيّ. توفي في رمضان.
1 المنتخب من السياق "95".
"حرف الباء":
2-
بُشْرَى بن مَسِيس1.
أبو الحسن الرُّوميّ الفاتنيّ. مولى الأمير فاتن مولى المطيع لله.
أُسِرَ من بلد الرّوم، وهو كبير أمْرَد، قال: فأهداني بعضُ بني حمدان لفاتن فأدَّبني وأسمعني. ووَرَدَ أبي بغداد سِرًّا ليتلطّف في أخذي، فلمّا رآني على تلك الصِّفة من الإسلام والاشتغال بالعِلم يئس منّي ورجع.
روى عن: محمد بن بدر الحَمَاميّ، وأبي بكر بن الهيثم الأنباريّ، وعمر بن محمد بن حاتم التِّرْمِذيّ، وابن سَلْم الخُتُّليّ، وأبي يعقوب النّجِيرَميّ، وأبي بكر القَطِيعيّ، والحافظ أبي محمد بن السّقّاء، وجماعة.
ترجمه الخطيب، وقال: كتبنا عنه، وكان صدوقًا صالحًا. تُوُفّي يوم الفِطْر.
قلت: وروى عنه: خالد بن عبد الواحد الأصبهاني التّاجر، وهبة الله بن أحمد المَوْصِليّ، وعليّ بن أحمد بن بيان الرّزّاز، وآخرون.
وهو أقدم شيخ لابن ماكولا.
"حرف الثّاء":
3-
ثابت بن محمد.
أبو الفتوح العَدَويّ، الْجُرْجَانيّ، الأديب النَّحْويّ.
قال الحُمَيْديّ: قدِم الأندلس بعد الأربعمائة، فجال في أقطارها، ولقي ملوكها. وكان إمامًا في العربيّة متمكّنًا من عِلم الأدب، متقدّمًا في علم المنطق. دخل بغداد. وأملى بالأندلس شرحًا للجُمَل.
وروى عن: أبي الفتح بن جنّيّ، وعليّ بن الحارث، وعبد السّلام البصْريّ، وعلي بن عيسى الربعي. وتوفي لليلتين بقيتا من المحرم. قتله باديس بن حبوس أمير صنهاجة اتهمه بالقيام عليه مع ابن عمه بدر بن حباسة، قال ابن خزرج: بلغني مولده في سنة خمسين وثلاثمائة.
1 تاريخ بغداد "7/ 135، 136"، الإكمال "7/ 51، 79"، سير أعلام النبلاء "17/ 548-550".
"حرف الحاء":
4-
الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما1.
أبو علي النعالي، بغدادي، ضعيف.
روى عن: أبي بكر الشّافعيّ، وأبي سعيد بن رميح النسوي، ابن خلاد النصيبي، وأحمد بن جعفر الختلي، وخلق كثير. قال الخطيب: كتبت عنه. وكان قد ألحق لنفسه السماع في أشياء.
وتوفي في ذي الحجة. ومولده سنة 346هـ.
5-
أبو الحسن بن أبي شريح المصري.
قال أبو إسحاق الحبال: توفي في جمادى الآخرة عنده القاضي، يعني: أبا الطاهر الذهلي.
حدَّث، وما سمعتُ به.
"حرف السّين":
6-
سَيَّار بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن إدريس2.
أبو عَمْرو الكِنَاني الحنفيّ القاضي الهَرَويّ. والد صاعد.
سمع: الحاكم أبا عاصم محبوب بن عبد الرحمن المحبوبيّ، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن محمد المقرئ بسمرقند، وإبراهيم بن محمد بن يزداد الرّازيّ ببُخَاريّ، وعبد الرحمن بن محمد الإدريسيّ، وأبا محمد إسماعيل بن الحسن البخاري الزاهد.
وسماعاته قبيل الأربعمائة.
روى عنه: ابناه القاضي أبو العلاء صاعد، والقاضي أبو الفتح نصر، وغيرهما.
ولمّا تُوُفّي والده قاضي هَرَاة أبو نصر سنة ستّ عشرة خَلَفه هو في القضاء والتّدريس والفتوى، وزعامة أصحاب الرأي. وتُوُفّي في ذي الحجّة سنة إحدى
1 تاريخ بغداد "7/ 300، 301"، ميزان الاعتدال "1/ 485"، لسان الميزان "2/ 201".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 508".
وثلاثين، فَخَلَفه ابنه أبو الفتح إلى أن خَلَفه لمّا قُتِل مظلومًا سنة ستٍّ وأربعين أخوه أبو العلاء، فطالت أيّامه.
"حرف الصّاد":
7-
صاعد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه1.
القاضي أبو العلاء الأُسْتَوائيّ النَّيسابوريّ، الفقيه الحنفيّ.
رئيس الحنفيّة وعالِمهم بنَيْسابور.
تُوُفّي بها في ذي الحجّة أيضًا. وكان على قضاء نَيْسابور مدّة، سمع: إسماعيل بن نُجَيْد، وبِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وسمع بالكوفة لمّا حجّ من عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو العلاء صاعد بن سيّار الهَرَويّ، وجماعة.
وقد تفرَّد شيخنا أبو نصر بن الشّيرازيّ بجزءٍ من حديثه، روى فيه أيضًا عن: الحافظ ابن المظفّر، وأبي عَمْرو بن حمدان، وشافع الإسْفَرائينيّ. وقد ورّخه الخطيب سنة اثنتين وثلاثين، والأوّل أصحّ. ووُلِد بناحية أُسْتَوا في سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة.
"حرف العين":
8-
عبد الله بن بكر بن قاسم2.
أبو محمد القُضَاعيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد، وصاحبه أبي جعفر، وعبد الرحمن بن دُنَين. وحجّ فأخذ عن: أبي الحسن بن جَهْضَم؛ وبمصر عن أبي محمد بن النّحّاس. وكان من الثّقات الأخيار، الزهاد.
1 تاريخ بغداد "9/ 344، 345"، الكامل في التاريخ "9/ 494"، سير أعلام النبلاء "17/ 507، 508".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 268".
9-
عبد الله بن يحيى1.
أبو محمد القُرْطُبيّ، الفقيه المالكيّ. يقال له ابن دحّون.
أخذ عن: أبي بكر بن زَرْب، وأبي عمر بن المُكْوِيّ.
وكان من جلّة الفُقهاء المذكورين، عارفًا بالفتوى، حافظًا للمذهب.
عمَّر وأَسَنّ، وانتفع به النّاسُ. تُوُفّي في سادس المحرَّم.
10-
عَبْدان2.
أبو محمد الجواليقي الشرابي، نزيل بمصر. سمع بالعراق، وإصبهان. وروى عن: أبي بكر القبّاب. وانتقى عليه خَلَف الحافظ. وسيأتي باسمه: محمد بن أحمد. تُوُفّي في ذي الحجّة عَنْ سبْع وثمانين سنة.
11-
عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسن بن عَلِيَّك بن الحسن3.
الحافظ أبو سعْد النَّيْسابوريّ.
ثقة، حافظ مشهور، نبيل. مصنِّف بصير بالفنّ، حَسَن المذاكرة.
حدَّث عن: أبي أحمد الحاكم، وأبي سعيد الرّازيّ، والدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين وأبي بكر بن شاذان، وطبقتهم.
روى عنه: أبو صالح المؤذّن، وأبو المعالي الْجُوينيّ إمام الحرمين، وأبو سعد بن القُشَيريّ، وجماعة.
12-
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ4.
أبو القاسم الحلبيّ السّرّاج المعروف بابن الطُّبَيْز الرّام.
سكن دمشق، وحدَّث عن: محمد بن عيسى البغداديّ العلّاف نزيل حلب، وأبي
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 267، 268".
2 تاريخ بغداد "1/ 314"، المنتظم "8/ 106"، سير أعلام النبلاء "17/ 549".
3 الإكمال لابن ماكولا "6/ 262"، المنتخب من السياق "307، 308"، سير أعلام النبلاء "17/ 509".
4 الإكمال لابن ماكولا "5/ 257"، سير أعلام النبلاء "17/ 497-499"، شذرات الذهب "3/ 248".
بكر محمد بن الحسين السّبيعيّ، ومحمد بن جعفر بن السّقّاء، ومحمد بن عمر الْجِعابيّ، وجماعة تفرّد في الدُّنيا عنهم. وطال عمره.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، وعليّ بْن محمد الرَّبَعيّ، وأبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبوه، وابن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وأبو القاسم المصِّيصيّ، وعبد الرّزّاق بن عبد الله الكَلاعيّ، والفقيه نصر المقدسيّ، وجماعة.
قال أبو الوليد الباجيّ: هو شيخ لا بأس به. وقال عبد العزيز الكتّانيّ: تُوُفّي شيخنا ابن الطُّبَيْز في جُمَادى الأولى وكان يذكر أنّ مولده سنة ثلاثين وثلاثمائة، ثمّ سمَّى شيوخه.
قال: وكانت له أصُول حسنة، وكان يذهب إلى التَّشيُّع.
قال ابن الطُّبَيْز: أنبا محمد بن عيسى البغداديّ، أنبا أحمد بن عُبَيْد الله النَّرْسيّ، فذكر حديثًا.
وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكَ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ بْنِ طَاوُسٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ: أَنَا حَمْزَةُ بْنُ كَرُّوسٍ السُّلَمِيُّ، أَنَا نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ السَّرَّاجُ بِدِمَشْقَ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هِشَامٍ الْحَلَبِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُعَافَى بِحَلَبَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ. كتبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ"1. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
13-
عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن مَتّ.
14-
البُخَاريّ الإسكاف. سمع: محمد بن صابر البُخَاريّ صاحب صالح جَزَرَة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عزيز بن محمد بن يزيد2.
1 "حديث حسن": أخرجه الترمذي "3428، 3429"، وابن ماجه "2235"، وأحمد في المسند "1/ 47"، والدارمي "2692"، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجه "2265".
2 المنتخب من السياق "309"، سير أعلام النبلاء "17/ 509، 510"، معجم المؤلفين "5/ 188".
الحاكم أبو سعْد بن دُوَسْت. ودُوَسْت لَقَب جدّه محمد. أحد أعيان الأئمة بخُراسان في العربيّة.
سمع الدّواوين وحصّلها، وصنّفَ التّصانيف المفيدة، وأقرأ النّاسَ الأدب والنَّحْو، وله ديوان شِعْر. وكان أصمَّ لا يسمع شيئًا.
أخذ اللُّغة والعربيّة عن الْجَوْهَريّ، وله ردٌّ على الزَّجّاجيّ فيما استدركه على ابن السِّكِّيت في "إصلاح المنطق". وكان زاهدًا ورِعًا فاضلًا. وعنه أخذ اللُّغة أبو الحسن الواحدي المفسّر.
وسمع الكثير من: أبي عَمْرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وبِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وجماعة. ووُلِد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. روى عنه جماعة. وتُوُفّي في ذي القعدة.
ومن شِعره:
ألا يا ريمُ أخبرني
…
عن التفاحِ من عَضَّهْ
وحدَث بأبي عن حسـ
…
ـنك البِكر مَن افتضَّهْ
وختْم الله بالورد
…
على خدّك من فَضَّهْ
لقد أثَّرت العضّـ
…
ـةُ في وجْنتيك الغَضَّهْ
كما يُكتب بالعنبـ
…
ـرِ في جامٍ من الفِضَّهْ
ومن شِعره:
وشادنٍ نادمتُ في مجلسٍ
…
قد مُطِرَت راحًا أباريقُه
طلبتُ وَرْدًا فأبى خدُّه
…
ورُمتُ راحًا، فأبى ريقُه
15-
عثمان بن أحمد بن محمد بن يوسف1.
أبو عمرو المعافري القرطبي القيشطالي، نزيل إشبيليّة. كان أبوه من جِلّة المحدِّثين، فسمع مع أبيه "الموطأ" من أبي عيسى الليثي، و"تفسير ابن نافع".
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 404"، سير أعلام النبلاء "17/ 510، 511"، شذرات الذهب "3/ 248".
وسمع من: أبي بكر بن السُّلَيْم القاضي، وأبي بكر بن القُوطيّة، والزُّبَيْديّ، وجماعة. وكان حضيرًا لأمير الأندلس المؤيّد بالله.
قال ابن خزرج: كان من أهل الطّهارة والعفَاف والثّقة والرّواية، وروايته كثيرة. تُوُفّي في صفر، وله ثمانون سنة. وحدَّث عنه أيضًا: أبو عبد الله الخَوْلانيّ، وولده أحمد، ومحمد بن شُرَيْح، وجماعة. وكان من الشّيوخ المُسْنِدين بقُرْطُبة.
16-
عليّ بن عبد الغالب المحدّث الجوّال.
أبو الحسن البغداديّ الضّرّاب. عُرِف بابن القنيّ. سمع: أبا الحسن المُجْبِر، وأبا أحمد العَرَضيّ، وأبا بكر الخَيْريّ، وأبا محمد بن أبي نصر، وأبا محمد بن النخاس. انتقى عليه رفيقه أبو نصر السِّجَزيّ. وهو كان رفيق الخطيب إلى نَيْسابور.
روى عنه: أبو الوليد الباجيّ، وقال: ثقة، له بعض الميز؛ وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر، وعبد الله بن عمر التِّنِّيسيّ. عاش ثمانيا وأربعين سنة. أرّخ موته ابن خيرون.
17-
عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر1.
أبو الفَرَج الرَّقّيّ الصُّوفيّ. حدَّث عن: أبي الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي الفتح القوّاس.
روى عنه: الكتّانيّ، وعبد الرّزّاق بن عبد الله، وأبو بكر محمد بن عبد الله، وعدّة.
تُوُفّي في هذه السّنة، أو بعدها.
"حرف القاف":
18-
القاسم بن حَمُّود الحَسَنيّ2.
الإدريسيّ المغربيّ.
ولي إمرة قُرْطُبة بعد قتل أخيه عليّ سنة ثمانٍ وأربعمائة.
1 مختصر تاريخ دمشق "19/ 76".
2 الكامل في التاريخ "9/ 273-276"، جذوة المقتبس للحميدي "22-24".
وكان ساكنًا وادعًا أمن النّاس مع، وفيه تشيُّعٌ يسير لم يظهر فخرج عليه ابن أخيه يحيى بن عليّ سنة اثنتي عشرة. فهرب القاسم من غير قتال إلى إشبيليّة، فاستمال البربر، وحشد وزحف إلى قُرْطُبة، فدخلها وهرب يحيى. ثمّ اضطّرب أمر القاسم بعد أشهُر، وانهزم عنه البربر في سنة أربع عشرة، وقويت كلُّ فِرقةٍ على بلدٍ غَلَبت عليه، وجرت له خُطُوبٌ وأمور، ولحِق بشَرِيش. والتفت البربر على يحيى بن عليّ وحصروا القاسم، فأسره ابن أخيه يحيى وبقي في سجنه دهرًا إلى أن مات إدريس بن عليّ، فخنقوا القاسم في هذا العام. وعاش ثمانين سنة، وحُمل فَدُفن بالجزيرة الخضراء، وبها ابنه محمد يومئذٍ.
"حرف الميم":
19-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله1.
أبو الحسن الْجَواليقيّ التّميميّ، مولاهم الكوفيّ، الملقّب بعَبْدان. قد ذُكر.
ذكره أيضًا الخطيب في تاريخه، وقال: سمع: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن أبي العزائم، وجعفر بن محمد الأحْمُسيّ، ومحمد بن العبّاس العُصْميّ، ومحمد بن أحمد العَنْبريّ سنة بضعٍ وخمسين، وأبا بكر عبد الله القبّاب، وخلْقًا.
قال الخطيب: وحدَّث ببغداد في حدود العشر وأربعمائة. وأجاز لي، وكان ثقة. وبَلَغَنَا أنّه تُوُفّي بمصر في حدود سنة إحدى وثلاثين.
وقال الحبّال: تُوُفّي في نصف ذي الحجّة، ووُلِد سنة خمسٍ وأربعين.
قلت: ضيّع نفسه لسُكناه ببلد الرّافضة، فلم ينتشر حديثه.
20-
محمد بن جعفر بن أبي الذّكر.
أبو عبد الله المصريّ.
روى عن: أبي الطّاهر الذُّهْليّ، والحسن بن رشيق، وابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ.
قال الحبّال: يُرمى بالغُلُوّ في التَّشيُّع. وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
21-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن القاسم بن المرزبان2.
1 تقدم برقم "10".
2 غاية النهاية "2/ 175، 176".
أبو بكر الأصبهاني المقرئ، المعروف بأبي الشّيخ. نزيل بغداد. وكان شيخًا صالحًا عالي السَّند في القراءات.
قرأ على: أبي بكر بن فُورَك القبَّاب، وعبد الرحمن بن محمد الحَسْنَابَاذي، وأبي بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن شاذة، ومحمد بن أحمد بن عمر الخِرَقيّ، وأحمد بن محمد بن صافي.
روى عنه: عبد العزيز بن الحُسين، وعبد السّيّد بن عَتّاب الضّرير. وكانت قراءة ابن عَتّاب عليه في سنة ثلاثٍ وعشرين. وأرّخ موته أبو الفضل بن خيرون سنة 431هـ.
22-
محمد بن عبد الله بن شاذان1.
أبو بكر الأعرج الأصبهاني اللُّغويّ.
سمع: أبا بكر عبد الله بن محمد القبّاب فأكثر، واحمد بن يوسف ين إبراهيم الخشاب.
وروى عنه: محمد بن إسماعيل الصَّيْرفيّ. وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة وله سبعٌ، وثمانون سنة.
23-
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح.
أبو بكر العطّار الصُّوفيّ الأصبهاني. روى عن: الطّبرانيّ جُزْءًا. وقع لنا من طريق السِّلَفيّ توفي في ربيع الآخر. وروى أيضا عن: أبي الشيخ.
روى عنه: الحدّاد بالإجازة، وأبو سعد المطرز، ومحمد بن عبد العزيز العسال بالسماع.
24-
محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب2.
أبو العلاء الواسطي المقرئ. أصله من فم الصلح. نشأ بواسط، وقرأ بالروايات على شيوخها، وكتب الحديث بها، وببغداد، والكوفة، والدّينور، واستوطن بغداد.
1 سير أعلام النبلاء "17/ 549".
2 تاريخ بغداد "3/ 95"، ميزان الاعتدال "3/ 654"، الوافي بالوفيات "4/ 122"، النجوم الزاهرة "5/ 31".
قرأ على الحسين بن محمد بن حبش المقرئ بالدينور، وعلى أبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الرازي صاحب حَسْنُون بن الهيثم، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد الشّارب المَرْوَرُّوذِيّ، وجعفر بن عليّ الضّرير، وأبي القاسم عبد الله بن اليَسَع الأنطاكيّ، والمُعَافى بن زكريّا الْجَريريّ، وأبي عَوْن محمد بن أحمد بن قَحْطَبة الرّام، وأبي الحسين عُبَيْد الله بن أحمد بن البوّاب، وأبي القاسم يوسف بن محمد بن أحمد الواسطيّ الضّرير.
قرأ على يوسف في سنة خمسٍ وستّين وثلاثمائة عن قراءته على يوسف بن يعقوب إمام واسط. واعتنى بالقراءات وبرع فيها، وتصدّر للإقراء، وولي قضاء الحريم الطّاهريّ، وصنَّف وجمع.
قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وأبو القاسم الهُذَليّ، وعبد السّيّد بن عَتّاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون.
وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن بيان، وجماعة.
وسمع من: أبي محمد بن السّقّاء، وأبي بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ.
قال الخطيب: رأيتُ له أُصُولًا عُتُقًا، سماعه فيها صحيح، وأُصُولًا مضطّربة. ورأيتُ له أشياءً سَمَاعُه فيها مفسود، إمّا مكشوط، أو مصلحٌ بالقلم.
روى حديثًا مسلسلًا بأخذ اليد، رُوَاتُه أئمّة، واتُّهِم بوضْعه.
قال الخطيب: فأنكرت عليه. وسئل بعد إنكاري أن يُحدِّث به فامتنع.
وذكر الخطيب أشياء تُوجِبُ ضَعْفَه، ثمّ قال: وُلِد سنة تسعٍ وأربعين وثلاثمائة، ومات في جُمَادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين.
25-
محمد بن عوْف بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن1.
أَبُو الحسن المُزَنيّ الدّمشقيّ. كان يُكَنَّى قديمًا بأبي بكر، فلمّا مَنَعت الدولة التكني بأبي بكر تكنى بأبي الحسن.
1 العبر "3/ 175"، سير أعلام النبلاء "17/ 550، 551"، الوافي بالوفيات "4/ 294".
حدَّث عن: أبي عليّ الحَسَن بن منير، وأبي عليّ بن أبي الرَّمرام، ومحمد بن معيوف، والفضل بن جعفر، يوسف الميَانِجِيّ، وأبي سليمان بن زَبْر، وجماعة كثيرة.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر، والفقيه نصر المقدسيّ، وعليّ بن بكّار الصُّوريّ، وآخرون. قال الكتّانيّ: كان ثقة نبيلًا مأمونًا. تُوُفّي في ربيع الآخر.
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيِّ، أَخْبَرَكَ أَبُو محمد الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْن محمد الأسدي سنة عشرين وستمائة: أنا جَدِّي الْحُسَيْنُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، أنا الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّوَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى: حدَّثني الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: حدَّثني أَنَسٌ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مَرْتَفِعَةٌ حيَّةٌ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي، فَيَأْتِيهَا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةُ1.
الْعَوَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ.
26-
محمد بن عيسى بن عبد الغنيّ بن الصّبّاح2.
أبو منصور الهَمَدَانيّ الصُّوفيّ أحد مشايخ وقته.
روى عن: صالح بن أحمد الحافظ، وجبريل العدْل، وخلْق من الهَمَذانيّين، ورحل.
وروى عن: محمد بن المظفّر، ومحمد بن إسحاق القَطِيعيّ، وسَهْل بن أحمد الدِّيباجيّ، وعليّ بن محمد السُّكَّريّ، وأبي بكر بن المقرئ الأصبهاني، ويوسف بن الدَّخِيل المكّيّ.
قال شِيرُوَيْه: ثنا عنه أبو طالب العلويّ، وأبو الفضل القُومِسانيّ، ومحمد بن الحسين، ومحمد بن طاهر، ويحيى وثابت ابنا الحسين بن شُرَاعة، ونصر بن محمد المؤذّن، وعَبْدُوس بن عبد الله.
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "550، 551"، ومسلم "621"، وأبو داود "404"، والنسائي"682"، وأحمد في المسند "3/ 223".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 563، 564".
وكان صدوقًا ثقة. وكان متواضعًا رحيمًا، يصلّي آناء اللّيل والنّهار.
حجَّ نَيِّفًا وعشرين حَجّة. ووقف الضّياع والحوانيت على الفقراء، وأنفق أموالًا لا تُحْصَى على وجوه البِرّ. وتُوُفّي في رمضان.
وفيها أغار الترك على همذان فصودر حتّى سلَّم إليهم جميع ما يملك، وبقي فقيرًا محتاجًا ذليلًا في الخانْقاه، ثمّ مات. وكان مولده في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه أبو بكر الخطيب، وغيره.
27-
محمد بن الفضل بن نظيف1.
أبو عبد الله المصريّ الفرّاء، مُسْنِد ديار مصر في زمانه.
سمع: أبا الفوارس أحمد بن محمد بن السَّنْديّ، والعبّاس بن محمد بن نصر الرّافقيّ، وأحمد بن الحسين بن إسحاق بن عُتْبة الرّازيّ، وأحمد بْن محمد بْن أَبِي الموت المكّيّ، وأبا بكر أحمد بن إبراهيم بن عطيّة بن الحدّاد، وأحمد بن محمود الشَّمْعيّ، وعبد الله بن جعفر بن الورد البغداديّ، ومحمد بن عمر بن مسرور الحطّاب، وجماعة.
وتفرّد بالرّواية عن أكثر في الدّنيا.
روى عنه: أبو جعفر أحمد بن محمد بن مَتُّوَيْه كاكوا شيخ وجيه الشَّحّاميّ، وأبو الحسن الخِلَعيّ، وأبو عبد الله الثَّقَفيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وأبو القاسم سعْد بن عليّ الزَّنْجانيّ، وأبو بكر البَيْهَقيّ محتجًّا به، وطائفة.
قال الحبّال: تُوُفّي في ربيع الآخر، ووُلِد في صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. وقد وقع لي جزءان من حديثه، وحديثه في "الثّقَفيّات".
قال محمد بن طاهر: سمعتُ أبا إسحاق الحبّال يقول: كان أبو عبد الله بن نظيف يُصلّي بالنّاس في مسجد عبد الله سبعين سنة، وكان شافعيًّا يَقْنُتُ. فتقدَّم بعده رجلٌ مالكيٌّ، وجاء النّاسُ على عادتهم لصلاة الصُّبْح، فلم يَقْنُتُ، فتركوه وانصرفوا وقالوا: لا يُحسن يُصلّي.
1 سير أعلام النبلاء "17/ 476، 477"، الوافي بالوفيات "4/ 323"، النجوم الزاهرة "5/ 431".
28-
محمد بن مسعود بن يحيى1.
أبو عبد الله الأموي. حدَّث بإشبيلية عن: أبي بكر الزُّبَيْديّ، وعبّاس بن أصْبَغ، وأبي عبد الله بن مُفَرِّج. وكان بارعًا في العربيّة، له شعر حسن. توفي ذي القعدة، وهو في عشر الثّمانين.
29-
المسدَّد بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ2.
أبو المعمر الأملوكي الحمصي، خطيب.
سمع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرَّحْبيّ بحمص، ويوسف المَيَانِجِيّ، وأبا عبد الله بن خالُوَيْه، وأحمد بن عبد الكريم الحلبيّ، وإسماعيل ابن القاسم الحلبيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو نصر بن طلّاب، والكتّانيّ، وأبو عليّ الأهْوَازيّ، وأبو صالح أحمد بن عبد الله الملك النَّيْسابوريّ، وأبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه أبو عبد الله بن أبي الحسن، وسعد الله بن صاعد، وعبد الله بن عبد الرّزّاق الكَلاعيّ. وكان في الآخر إمام مسجد سوق الأحد.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
قال الكتّانيّ: فيه تساهل.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَرَّاءِ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ صَصْرَى، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَسَاكِرَ الْخَشَّابُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ: أَنْبَا الْمُسدَّدُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ بِدِمَشْقَ: ثَنَا إسماعيل بن القاسم بحمص سنة سبعين وثلاثمائة، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيُّ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْن قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر، عَنِ ابْنَ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَزُولُ قَدَمُ الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ"3.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 521، 522".
2 تاريخ دمشق "4/ 161"، سير أعلام النبلاء "17/ 518"، شذرات الذهب "3/ 249".
3 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "2416، 2417"، والطبراني في الكبير "1/ 48"، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "946".
رَوَاهُ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِهِ فِي تَرْجَمَةِ "عَلِيِّ بْنِ عَسَاكِرَ الْخَشَّابِ"، عَنْهُ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.
30-
المفضل بن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بن إسماعيل1.
الإمام أبو مَعْمَر الإسماعيليّ الْجُرْجَانيّ، مفتي جُرْجَان ورئيسها وفاضلها ومُسْنِدُها وعالمها وابن عالمها. روى الكثير عن: جدّه. ورحل به والده فأكثر عن: الدَّارَقُطْنيّ، وأبي حفص بن شاهين ببغداد. وعن: يوسف بن الدَّخِيل، وأبي زُرْعة محمد بن يوسف بمكّة.
وكان أحد أذكياء زمانه، فإنّه حفظ القرآن وقطعةً من الفقه وهو ابن سبْع سِنين في حياة جدّه.
تُوُفّي في ذي الحجّة وقد حدَّث بالكثير وأملى من بعد موت عمّه أبي نصر.
وبقي أخوه مَسْعَدة إلى سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
"حرف الهاء":
31-
الهيثم بن عتبَة بن خَيْثَمَة2.
القاضي أبو سعيد التّميميّ النَّيْسابوريّ الحنفيّ.
ثقة، من بيت القضاء والإمامة.
روى عن: أبيه القاضي أبي الهيثم، وبِشْر بن أحمد الإسْفَرائينيّ، وأبي عَمْرو بن حمدان، وطبقتهم. روى عنه: أبو صالح المؤذّن.
وتُوُفّي في رابع عشر جُمَادى الأولى.
"حرف الياء":
32-
يوسف بن أصْبغ بن خضر3.
1 تاريخ جرجان "464، 465"، الأنساب "1/ 252"، سير أعلام النبلاء "17/ 518، 519".
2 المنتخب من السياق "478".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 676".
أبو عمر الأنصاريّ الطُّلَيْطُليّ الفقيه.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخشنيّ، وفتح بن إبراهيم، وأبي المطرّف بن ذُنَيْن. واعتنى بالعلم وتحصيل الكتب. وتوفي في صفر.
وفيات سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
33-
أحمد بن أيّوب بن أبي الرّبيع1.
أبو العبّاس الألْبِيريّ الواعظ. نزيل قُرْطُبة.
روى عن: أبي عبد اللَّه بن أبي زمنين، وسليمان بن بطال، وسلمة بن سعيد.
وحج، وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وغيره. وكان فاضلًا ورِعًا واعظًا، سُنّيًّا، أديبًا شاعرًا.
ومجلسه بجامع قُرْطُبة للوعظ في غاية الحفل. كانوا يزدحمون عليه، ونفع الله به المسلمين.
تُوُفّي فجأةً في جُمَادى الآخرة. وكان الْجَمْع في جنازته لم يُعْهَد مثلُه. عاش نيِّفًا وسبعين سنة.
35-
أحمد بن الحسين بن نصر العطّار2.
أبو بكر البغداديّ. سمع: عليّ بن عمر الحربيّ، والدارقطني. وعنه: الخطيب، وقال: صدوق.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
35-
أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن3.
أبو بكر الخَوْلانيّ القَيْروانيّ، شيخ المالكيّة بالقيروان مع صاحبه أبي عِمران الفاسي المذكور.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 49".
2 تاريخ بغداد "4/ 111".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 519، 520"، الوافي بالوفيات "7/ 38"، بغية الوعاة "1/ 324".
كان صالحًا عابدًا فقيها للمذهب نَحْويًّا. تفقّه بأبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسيّ.
تخرَّج به خلْق كثير كأبي القاسم بن مُحْرِز، وأبي إسحاق التُّونسيّ.
36-
أحمد بن محمد بن جعفر بن يونس.
أبو الفضل الأصبهاني الأعرج، المعروف بالجوّاز. رحل، وسمع من: أبن المقري، وابن شاهين، والدَّارَقُطْنيّ، وعليّ بن عمر الحربيّ، وطبقتهم.
وعنه: محمد بن أبي بكر بن مَرْدُوَيْه، وسعيد بن محمد البقّال الأصبهانيان. مات فِي ربيع الآخر.
37-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن خالد بن مَهْديّ1.
أبو عمر القُرْطُبيّ المقرئ. روى عن: أَبِي المطرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي، وأبي محمد بن نبوش. وأكثر عن مَكيُّ بْنُ أَبِي طَالِب. واعتنى بالرواية والضَّبط. وكان بارعًا في معرفة القراءات، صنّف فيها تصانيف. تُوُفّي في ذي القعدة شابًا.
38-
أحمد بن محمد بن يوسف بن مَرْدة2.
أبو العبّاس الأصبهاني المقرئ، تُوُفّي في شَعبان.
39-
إبراهيم بن ثابت بن أخْطل3.
أبو إسحاق الأُقْلِيشيّ. سكن مصر، وأخذ القراءة عَرْضًا عن طاهر بن غَلْبُون، وعن عبد الجبّار بن أحمد. وسمع من: عبد الرحمن بن عمر النّحّاس، وأبي مسلم الكاتب.
أقرأ النّاس بمصر في مجلس عبد الجبّار بعد موته. قاله أبو عَمْرو الدَّانيّ.
40-
إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم.
أَبُو القاسم الإصبهانيّ الجلّاب، سِبْط أبي مسلم.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 48"، غاية النهاية "1/ 113".
2 غاية النهاية "1/ 134".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 92"، غاية النهاية "1/ 10".
سمع: محمد بن عبد الله بن سيف، وابن المقري، وجماعة.
روى عنه: غانم البُرْجيّ، وأبي عليّ الحدّاد.
وقع لنا جزءٌ من حديثه.
"حرف الجيم":
41-
جعفر بن محمد بن المعتزّ بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس1.
الحافظ أبو العبّاس المستغفريّ النَّسَفيّ.
مؤلّف "تاريخ نسف" و"كش" وكتاب "معرفة الصحابة"، وكتاب "الدعوات"، وكتاب "المنامات"، وكتابُ "خُطَب النّبيّ صلى الله عليه وسلم" وكتاب "دلائل النُّبُوّة"، وكتاب "فضائل القرآن"، وكتاب "الشّمائل"، وغير ذلك من الكُتُب.
وحدَّث عن: زاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ، وإبراهيم بن لُقْمان، وأبي سعيد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب الرّازيّ، وعليّ بن محمد بن سعيد السَّرْخسيّ، وجعفر بن محمد البخاريّ، وجماعة كثيرة.
روى عن: الحسن بن عبد الملك النَّسَفيّ، وأبو نصْر أحمد بن جعفر الكاسَنيّ، والحسن بن أحمد السَمَرْقَنْديّ الحافظ، وإسماعيل بن محمد النُّوحِيّ الخطيب، وآخرون. وكان محدِّث ما وراء النّهر في عصره. وُلِد بعد الخمسين بيسير، وتُوُفّي بنَسَف سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. وهو صدوق، لكنه يروي الموضوعات ولا يكتبها.
"حرف الحاء":
42-
الحسن بن عُبَيْد الله البغداديّ2.
أبو عليّ الصّفّار المقرئ. سمع: أبا بكر القَطِيعيّ. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة.
1 سير أعلام النبلاء "17/ 564، 565"، الوافي بالوفيات "11/ 149، 150"، لسان الميزان "6/ 100".
2 تاريخ بغداد "7/ 343"، المنتظم "8/ 107".
43-
الحسن بن محمد بن شُعَيْب1.
أبو عليّ السَّنْجيّ، الإمام الفقيه.
تُوُفّي بمَرْو في ربيع الأوّل. كذا سمّاه وورّخه أَبُو عليّ محمد بن الفضل بن جُهَانْدار. وسمّاه ابن خَلَّكان: الحسين بن شُعيب بن محمد، وقال: أخذ الفقه بخُراسان عن أبي بكر القفّال المَرْوَزِيّ، هو والقاضي حسين، والإمام أبو محمد الْجُوَينيّ.
وصنَّف "شرح الفُروع" لأبي بكر بن الحدّاد المصريّ فجاء نهايةً في الحُسْن؛ وصنَّف كتاب "المجموع". وهو أول من جمع بين طريقتي خُرَاسان والعراق.
44-
حمّاد بن عمّار بن هاشم2.
أبو محمد القُرْطُبيّ الزّاهد. روى عن: أبي عيسى اللّيْثيّ. ورحل فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان، وعن أبي القاسم الجوهريّ بمصر. وكان رجلًا صالحًا زاهدًا ورِعًا، شُهِر بإجابة الدّعوة. كان الخلْق يقصدونه ويتبرّكون به ويسألونه الدّعاء.
دعاه الأمير عليّ بن حَمُّود إلى قضاء قُرْطُبة، فصرف الرّسول وانتهره، وخرج إلى طليلطة فاستوطنها. وعُمّر ونيّف على مائة عام.
حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وجماعة من علماء الأندلس.
قال ابن حيّان: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
"حرف العين":
45-
عَبْد الله بن سعيد بن أبي عَوْن الرّباحيّ الأندلسيّ3.
نزيل طُلَيْطُلَة. سمع من أبي عبد الله بن أبي زمْنِين. وحجّ، فسمع من أبي محمد بن أبي زيد.
وكان صالحًا، ديِّنًا، ورِعًا. أوّل من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه. وكان بكّاءً عند قراءة الحديث. ويُرابط في شهر رمضان بحصن ولمش.
1 الأنساب "7/ 165، 166"، سير أعلام النبلاء "17/ 526، 527"، البداية والنهاية "12/ 57".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 156".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 268، 269".
46-
عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الوليد بن محمد بن يوسف بن عبد الله1.
أبو عبد الرحمن الأُمويّ، المُعَيطيّ القُرْطُبيّ. روى عن: أبي محمد الباجيّ، وغيره. وكان من أهلِ السُّؤدُد والشّرف.
بويع بالخلافة بشرق الأندلس وخُطِب له. ثمّ خُلِع فصار إلى كُتَامَة. وكان مجاهد صاحب دانية قد قدّم هذا المُعِيطيّ أن يكون أمير المؤمنين بعمله، فبقي مدّة يسيرة، ثمّ خلعه مجاهد ونفاه، فالتجأ إلى أرض كُتَامَة، وبقي لا يرفع للدُّنيا رأسًا.
47-
عبد الله بْن عليّ بْن سعيد.
أبو محمد النَّجِيرميّ. رجلٌ صالح. قال الحبّال: تُوُفّي في رجب.
48-
عبد الباقي بن محمد بن أحمد بن زكريّا2.
أبو القاسم الطّحّان، بغدادي ثقة، سمع: سمع أبا بكر الشّافعيّ وأبا عَلِيّ بْن الصّوّاف رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر أبا بكر الخطيب، وأبو ياسر طاهر بن أسد الطّبّاخ، وجماعة. تُوُفّي فِي جُمَادى الأولى عن ثمانٍ وثمانين سنة.
49-
عبد الوهّاب بن محمد بن عبد الله.
القاضي أبو عليّ النَّسَفيّ، الفقيه. تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
50-
عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم.
أبو سهل التّميميّ الكوفيّ، ثمّ الأصبهاني الواعظ. عن: أبي الشّيخ. وعنه: سعيد البقّال. تُوُفّي في ربيع الآخر.
51-
عليّ بن أحمد بن محمد بن حسين.
الإمام أبو الحسن الإسْتِراباذيّ الحاكم. كان من كبار أئمّة الحديث بسَمَرْقَنْد. وكان مجتهدًا في الخير. كان ينسخ عامّة النّهار وهو يقرأ القرآن، لا يمنعه ذا عن ذا، وكان قد حجّ وسأل الله كمال القوّة على التّلاوة وعلى الْجِماع، فاستجيب له.
حدَّث هذه السّنة ولا أعلم وفاته، ولا رواته، رحمه الله.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 261، 262"، الوافي بالوفيات "17/ 703".
2 تاريخ بغداد "11/ 90"، العبر "3/ 175".
"حرف الميم":
52-
محمد بن أحمد بن جعفر1.
أبو حسّان المزكّي المُولْقَابَاذيّ الفقيه، الشّيخ الثّقة. كان مشهورًا بالفضل والصّلاح والعِلْم، وكان إليه التَّزْكية بنَيْسابور، والحشْمة الوافرة.
حدَّث عن: والده أبي الحسن، والشّيخ أبي العبّاس محمد بن إسحاق الصِّبْغيّ، ومحمد بن الحسن السّرّاج، وإسماعيل بن نُجَيْد، وجعفر المراغيّ، وأبي عَمْرو بن مطر، وأبي الفضل عُبَيْد الله بن عبد الرحمن الزُّهْريّ، وطبقتهم. ثنا عنه خالي أبو سعْد القُشَيريّ.
53-
محمد بن الحسن بن الفضل2.
أبو يَعْلَى البصْريّ الصُّوفيّ.
سمع: أبا الحسين بن جُمَيْع بصَيْداء. روى عنه: الخطيب.
وله:
لي عجوز كأنّها البـ
…
ـدر في ليلة المطر
ناطق عن جميع أعـ
…
ـضائها شاهدُ الكبر
غير أضراسه ففيـ
…
ـها لِذي اللُّبِّ مُعْتبر
أعْظُمٌ غير أنّها
…
أعظُمٌ تَطحنُ الحَجَر
وكان ظريفًا كثير الأسفار. حدَّث فِي هذا العام، وانقطع خبره.
54-
مُحَمَّد بن الحسن بن محمد3.
أبو المظفّر المَرْوَزِيّ. صدوق، نزل بغداد. وحدَّث عن: زاهر بن أحمد، وأبي طاهر المخلّص.
روى عنه: الخطيب.
1 المنتخب من السياق "34"، سير أعلام النبلاء "17/ 596، 597"، شذرات الذهب "3/ 250".
2 تاريخ بغداد "2/ 220، 221"، المنتظم "8/ 108"، البداية والنهاية "12/ 49".
3 تاريخ بغداد "2/ 220"، المنتظم "8/ 108".
55-
مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن محمد.
أبو الحسن الهَرَويّ، الدّبّاس العدْل. سمع: حامد بن محمد الرّفّاء.
روى عنه: شيخ الإسلام، ومحمد بن عليّ العُمَيْريّ، وأهل هَرَاة.
56-
محمد بن عمر بن بُكَيْر بن وُدّ1.
أبو بكر النّجّار. جار أبي القاسم بن بِشْران. سمع: أبا بكر بن خلّاد النَّصِيبيّ، وأبا بحر البَرْبَهَاريّ، وأبا إسحاق المزكّيّ، وابن سَلْم الخُتُّليّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة من أهل القرآن. قرأ على إبراهيم بن أحمد البُزُوريّ.
وتُوُفّي فِي ربيع الأول، وكان مولده فِي سنة ست وأربعين وثلاثمائة ببغداد.
قلت: وروى عنه: أحمد بن بُنْدَار البقّال، وجماعة. وقرأ عليه: عبد السّيّد بن عَتّاب، وأبو الخطّاب بن الجرّاح، ومحمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وثابت بن بُنْدَار، وغيرهم عن قراءته على البُزُوريّ وصاحب أحمد بن فَرَح.
57-
محمد بن مروان بن عيسى2.
أبو بكر الأموي ابن الشّقّاق الأندلسيّ القُرْطُبيّ. روى عنه: عبّاس بن أصْبغ، وأبي محمد الأصِيليّ، وجماعة. وكان قديم الطَّلب، نافذًا في عدّة علوم، محكمًا للنَّحْو والحساب.
58-
محمد بن يحيى بن حسن3.
أبو عَمْرو النَّيْسابوري. حجّ وحدَّث ببغداد. عن: أبي عَمْرو بن حمْدان، وعلي بن عبد الرحمن البكّائيّ، وعبد الرحمن بن محمد محبور الدّهّان.
روى عنه: البَرْقانيّ مع تقدُّمه، وأبو صالح المؤذّن، وجماعة.
صدوق مات بعد الثّلاثين، قاله المؤذن.
1 تاريخ بغداد "3/ 39"، سير أعلام النبلاء"17/ 472، 473"، شذرات الذهب "3/ 250".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 522".
3 تاريخ بغداد "3/ 433".
59-
محمد بن يحيى بن محمد بن الرُّوزبَهَان1.
أبو بكر البغداديّ. قال الخطيب: كتبتُ عنه، ولا بأس به.
سمع: ابن مالك القَطِيعيّ، وابن ماسيّ. مات في صفر.
60-
مكّيّ بن بُنان.
أبو القاسم المصريّ الصّوّاف. قال الحبّال: تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
"حرف الهاء":
61-
هاشم بن عطاء بن أبي يزيد الأطْرَابُلُسيّ2.
أبو يزيد. دخل الأندلس تاجرًا في هذه السّنة. وقد سكن في شبيبته بغداد، وأخذ عن القاضي أبي بكر الأبْهريّ. وأخذ بالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد. وكان مالكيَّ المذهب، جاوز ثمانين سنة.
62-
هشام بن محمد3.
أبو محمد التيمليّ الكوفيّ الحافظ. عن: أبي حفص الكتانيّ، وأبي القاسم بن حبابة، وأبي نصر بن الجندي الدمشقي، وطبقتهم. وعنه الخطيب، وقال: لم يكن ثقة. وقد اتَّهمه الصُّوريّ.
63-
محمد بن أبي نصر4.
أبو عُبَيْد النَّيْسابوري. محدِّث جليل. وثّقه الخطيب. واسم أبيه: محمد بن عليّ بن محمد. قدِم بغداد حاجًّا، فروى عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وحُسَيْنَك التّميميّ، وعدة. كتب عنه الخطيب.
وأصله فارسي. مات بعد الثلاثين وأربعمائة.
1 تاريخ بغداد "3/ 434".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 659".
3 تاريخ بغداد "14/ 48"، الأنساب "3/ 114، 115"، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "1/ 175، 176".
4 تاريخ بغداد "3/ 233، 234".
وفيات سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
64-
أحمد بْن الحسن بْن أحمد بن عثمان1.
الدّمشقي الغساني ابن الطيان أبو بكر.
حدَّث في هذه السنة عن: الحسن بن رشيق العسكريّ، ومحمد بن عليّ النّقّاش التِّنِّيسيّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، وأحمد بن عطاء الرُّوذَبَاريّ، ومحمد بن أحمد الحندريّ.
روى عنه: أبو عبد الله القُضاعيّ، ونجا بن أحمد العطّار.
وبالإجازة: نصر المقدسيّ، وأبو طاهر الحِنَّائيّ.
65-
أحمد بن الحسين بن أحمد بن إسحاق بن حمك2.
أبو حامد النَّيْسابوريّ، الفقيه الشّافعيّ الواعظ. ثقة، إمام.
حدَّث عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وطبقته. وعنه: أحمد بن عبد الملك المقري. تُوُفّي في صفر.
66-
أحمد بن الحُسين بن محمد بن عبد الله بن بَوّان3.
القاضي أبو نصر الدِّينَوَريّ المعروف بالكسّار. سمع "سُنَن النَّسائيّ" سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة في جُمَادى الأولى من أبي بكر بن السُّنّيّ. وحدَّث به في شوّال من هذا العام.
روى عنه: أبو نجم بدر بن خَلَف الفَرْكيّ، وعَبْدُوس بن عبد الله، وعبد الرحمن بن حمد الدوني، أَبُو صالح أَحْمَد بْن عَبْد المُلْك المؤذن، وآخرون. وكان صدوقًا، صحيح السّماع، من أهل العِلم والجلالة.
67-
أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن فاذشاه4.
1 تاريخ دمشق "36/ 184".
2 المنتخب من السياق "94".
3 العبر "3/ 54"، سير أعلام النبلاء "17/ 514"، شذرات الذهب "3/ 250".
4 سير أعلام النبلاء "17/ 515، 516" العبر "3/ 187"، الوافي بالوفيات "7/ 383".
أبو الحسين الأصبهاني، التّانيّ الرّئيس. سمعَ الكثير من أبي القاسم الطَّبَرانيّ.
قال أبو زكريّا يحيى بن مَنْدَهْ: كان صاحب ضياع كثيرة، صحيح السّماع رديء المذهب.
جميع مسموعاته مع جدّه الحسين في سنة أربعٍ وخمسين. وحكَّ أشياء ممّا رواه مسروق، عن ابن مسعود، في الصّفات في حال القيامة، وكان ينتحل الاعتزال والتَّشيّع.
قلتُ: روى عن الطَّبَرانيّ معجمه الكبير.
روى عنه: مَعْمر بن أحمد اللُّنْبَانيّ، ومحمد بن إسماعيل الصَّيْرفيّ، وأبو عليّ الحدّاد، والمُحَسَّدُ بن محمد الإسكاف، وعبد الأحد بن أحمد العَنْبَريّ، وأهل أصبهان.
تُوُفّي في صَفَر، سامحه الله تعالى، وله شِعْر.
قال المطهّر بن أحمد السُّكَّريّ: أنشدنا أبو الحسين بن فاذشاه لنفسه:
أتطمع أن تدوم لك الحياةُ
…
وتجمع ما تفوز به العُداةُ
فلا تخشَى الفناءَ وأنت شيخٌ
…
وهل يبقى إذا ابيّضّ النباتُ
وأنشدنا أيضًا:
سِهام الشيبِ نافذةٌ مصِيبة
…
وسائقة المُلِمّة والمصيبهْ
ومَن نَزَلَ المشيبُ بعارِضَيهِ
…
قدِ اسْتَوفَى من الدُّنيا نصيبهْ
68-
أحمد بن محمد بن عليّ بن كُرْديّ1.
أبو عبد الله البغداديّ الأنْماطيّ البزّاز.
روى عن: أبي بكر الشّافعيّ. وتُوُفّي في صفر.
قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأسَ به.
قلت: روى عنه: الفضل بن عبد العزيز القطّان، وعبد الله بن محمد الحارثيّ.
1 تاريخ بغداد "5/ 70، 71"، سير أعلام النبلاء "17/ 527".
69-
أحمد بن محمد الخَوْلانيّ.
أبو جعفر بن الأَبّار الإشبيليّ الشَّاعِر. من شُعراء المعتضِد عبّاد بن محمد اللَّخْميّ المحسنين.
وله، وهو في ديوان شِعره:
لَمْ تَدْرِ ما خلَّدت عيناكَ في خِلْدِي
…
منَ الغرامِ وَلَا مَا كابدتْ كَبِدي
أَفديه من زائرٍ رامَ الدُّنوءَ فلم
…
يسْطَعْه من غرق في الدّمْع متقدِ
خافَ العيونَ فوافاني على عَجَلٍ
…
معطلًا جِيده إلّا من الجيدِ
عاطيتهُ الكاسَ فاستحيتْ مدامَتُها
…
من ذلك الشَّنب المعسُول والبردِ
حتّى إذا غازلت أجفانهُ سنةٌ
…
وصيَّرتهُ يدُ الصَّهباء طوعَ يدي
أردتُ توسيدَه خدّي وقلَّ له
…
فقال: كفُّكَ عندي أفضل الوَسَدِ
فبات في حرمٍ لا غدرَ يُذعرُهُ
…
وبتُّ ظمآنَ لم أصدِر ولم أردِ
بدرٌ أَلمّ وبدرُ التّمّ ممحقٌ
…
والأُفق محلولكُ الأرجاء من حَسَدِ
تحيَّر اللَّيل منه أين مطلعُه
…
أما درى اللَّيلُ أن البدرَ في عضُدي؟
70-
إبراهيم بن أبي العَيْش بن يربوع.
أبو إسحاق القَيْسيّ السّبْتيّ. دخل الأندلس، وسمع من: أبي محمد الباجيِّ، وغيره.
ورّخه حفيده إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم.
- أنوش تِكِين.
أبو منصور التُّرْكيّ الختنيّ. سيأتي مطوّلًا في "ن".
"حرف الحاء":
71-
الحسن بن صالح بن عليّ بن صالح.
أبو محمد المصريّ، يُعرف بالعميد. ورّخه الحبّال، وقال: سمع كثيرًا وحدَّث قليلًا.
72-
لحسن بن محمد بن بِشْر.
المُزَنيّ الهَرَويّ، أبو محمد. تُوُفّي في صفر.
73-
الحسين بن بكر بن عُبَيْد الله1.
أبو القاسم البغداديّ.
روى عن: أبي بكر القَطِيعيّ، وغيره.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. ناب في القضاء بالكَرْخ.
74-
الحسين بن عليّ بن أحمد بن جمعة الحريري2.
بغداديّ. روى عن: أبي بكر القَطِيعيّ، وأبي بكر بن ماسيّ، وسهل بن أحمد الدّيباجيّ، ومحمد بن المظفر، وطبقتهم.
قال الخطيب: كان له حفظ. وسمعت عُبَيْد الله الأزهريّ يقول إنّه كان يستعير منه أُصُولًا لا سَمَاع له فيها فينقل منها. ولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
75-
الحسين بن محمد بن إبراهيم بن زَنْجُوَيْه.
أبو عبد الله الأصبهاني. عن: أبي بكر القبّاب. كتب عنه اللّبّاد. مات في رجب.
"حرف السّين":
76-
سالم بن عبد الله3.
أبو مِعْمر الهَرَويّ، المعروف بغُولجة. إمامٌ متفنِّن. قال فيه بعض العلماء. ما عبرَ جسرَ بغداد مثلُه. روى عنه: الّلتّيّ. وله تصانيف الأُصُول والفروع على مذهب الشّافعيّ.
77-
سعيد بْن العبّاس بْن محمد بْن عليّ بْن سعيد4.
1 تاريخ بغداد "8/ 26"، المنتظم "8/ 112".
2 تاريخ بغداد "8/ 78".
3 طبقات ابن الصلاح "49"، معجم المؤلفين "4/ 203".
4 تاريخ بغداد "9/ 113، 114"، المنتخب "231"، سير أعلام النبلاء "17/ 552، 553".
أبو عثمان القُرَشيّ، الهَرَويّ، المزكّيّ.
سمع: أبا عليّ الرَّفّاء، وأبا حامد بن حسنُوَيْه، وأبا الفضل بن خميرُوَيْه، ومنصور بن العبّاس البوسنْجيّ، وجماعة تفرَّد بالرّواية عنهم. وطال عمره. وانتخب عليه إسحاق القرّاب أجزاء كثيرة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بن عليّ العُمَيْريّ، وجماعة.
تُوُفّي في المحرَّم، وله أربعٌ وثمانون سنة، وكان شريفًا سَريًّا. سمع ببغداد ونَيْسابور.
"حرف الطّاء":
78-
طاهر بن العبّاس.
أبو بِشْر العَبّاديّ الهَرَويّ. روى عن: الخليل بن أحمد القاضي، وعبد الرحمن بن أبي شريح.
"الحرف العين":
79-
عبد الله بن عَبْدَان بن محمد بن عَبْدَان1.
أبو الفضل، شيخ هَمَذَان، وعالمها ومُفتيها.
قال شِيرُوَيْه: روى عن: صالح بن أحمد، وجِبريل، وعليّ بن الحسن بن الربيع، وجماعة.
وسمع ببغداد: من أبي الحسن بن أخي مَعْمَر، وابن حُبَابَة، وعثمان بن المُنْتَاب، وأبي حفص الكتّانيّ، والمخلص.
ثنا عنه: محمد بن عثمان، وأحمد بن عمر، والحسين بن عَبْدُوس، وأبوه، وعليّ الحَسَنيّ، وكان ثقة فقيهًا، وَرِعًا جليل القدْر ممّن يُشار إليه.
سمعت ابن عثمان يقول: لمّا أغار التُّرك على هَمَذَان أسروا ابن عَبْدَان، ثمّ إنّهم عرفوه فقال بعضهم: لا تعذّبوه، ولكنْ حلِّفوه بالله ليخبرنا بماله، فإنّه لا يكذب.
1 طبقات الشافعية الكبرى "3/ 204"، شذرات الذهب "3/ 251"، الأعلام "4/ 229".
فاستحلفوه فاخبرهم بمتاعه حتّى قال لهم: خرقة فيها خمسة وعشرون دينارًا رَميْناها في هذه البئر. فما قدروا على إخراجها. قال: فما سَلِمَ له غيرها.
قال شِيرُوَيْه: رأيت بخطّ ابن عَبْدَان: رأيت ربَّ العزّة في المنام، فقلت له: أنت خلقتَ الأرض وخلقت الخلْق ثمّ أهلكتهم. ثمّ خلقت خلْقًا بعدهم. وكأنّي أرى أنّه يرتضي كلامي ومدْحيّ له، فقال لي كلامًا يدلّ على أنّه يخاف عليَّ الافتخار بما أوْلانِيهِ، فقلت له: أنا في نفسي أخسّ.
ووقع في ضميري: أخسّ من الرَّوْث.
ثمّ قال لي: أفضل ما يُدعى به: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54] . تُوُفّي رحمه الله في صفر سنة ثلاثٍ وثلاثين، وقبره يُزار ويُتبرَّك به.
80-
عبد الرحمن بن حمْدان بن محمد بن حمْدان1.
أبو سعد النصرويي والنيسابوريّ، منشوبٌ إلى جدّه نَصْرُوَيْه، بصادِ مُهْمَلَة. رحل وكتب الكثير.
وروى عن: أبي محمد بن ماسيّ، وعُبَيْد الله بن العبّاس الشَّطَويّ، ومحمد بن أحمد المفيد، وابن نُجَيْد، وأبي الحسن السّرّاج، وأبي بكر القَطِيعيّ، وأبي عبد الله العصميّ، وعبد الله بن محمد بن زياد الدَّوْرَقيّ السّمريّ المعدّل يروي عنه "مُسْنَد إسحاق الحنْظليّ".
روى عنه: أبو عليّ الحَسَن بن محمد بن محمد بن حَمُّوَيْه، وأبو بكر البَيْهَقيّ، وأبو بكر الخطيب، وعبد الغفّار بن محمد الشِّيرويّ، وآخرون. تُوُفّي في صفر. وكان محدِّث عصره.
81-
عبد السلام بن الحسن2.
أبو القاسم المايُوسيّ الصّفّار. شيخ بغداديّ ثقة. سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن المظفّر.
روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه
1 المنتخب من السياق "307"، سير أعلام النبلاء "17/ 553، 554"، شذرات الذهب "3/ 250".
2 تاريخ بغداد "11/ 58"، الأنساب "11/ 113، 114".
82-
عبد الملك بْنُ الْحُسَيْن بْنُ عبدويه1.
أَبُو أَحْمَد الأصبهاني العطار المقرئ. رَوَى عن: عَلِيَّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ السُّكَّريّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيَّ الحداد.
83-
عبد الغفّار بن عبد الواحد بن محمد2.
أبو النَّجيب الأُرْمُويّ الحافظ. رحل وطوَّف، وسمع: أبا نُعَيْم الحافظ، وأبا القاسم بْن بِشْران، وأحمد بْن عَبْد اللَّه بن المَحَامِليّ، ومحمد بن الفضل بن نظيف.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، ونجا بْن أحمد، وعبد العزيز الكتّاني، وغيرهم.
وجاوز بمكّة، فأكثر عن: أبي ذَرّ. ورجع إلى الشّام قاصدًا بغداد فأدركه أَجَلُه بين دمشق والرَّحْبة في شوّال شابًا.
84-
عبد الوهاب بن الحسن الحربي3.
المؤدب. ويعرف بابن الخزري. سمع: أبا بكر القطيعي، وأبا عبد الله الحسين الشماخي. وثقه الخطيب، وحدَّث عنه.
85-
عُبَيْد الله بن إبراهيم الأنصاريّ4.
الخطيب الخيّاط الشّيعيّ. حدَّث عن: أبي بكر القَطِيعيّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان من شيوخ الشيعة.
86-
علاء الدولة5.
أبو جعفر شهريار بن كاكويه، صاحب إصبهان.
أحد الشّجعان، حارب السَّلْجُوقيّة، وتمكّن مدّة، ومات سنة ثلاثٍ، فقام بعده ابنه ظهير الدّين أبو منصور قرامرز، فسار أخوه كرشاسف فاستولى على همذان.
1 غاية النهاية "1/ 468".
2 تاريخ بغداد "11/ 117"، سير أعلام النبلاء "17/ 447".
3 تاريخ بغداد "11/ 32، 33"، الإكمال لابن ماكولا "2/ 201"، الأنساب "4/ 112".
4 تاريخ بغداد "10/ 384".
5 الكامل في التاريخ "9/ 495".
87-
عليّ بن بُشْرَى1.
أبو الحسن اللَّيّثيّ، مولى بني اللَّيث السِّجَزيّ الصُّوفيّ.
يروي عن: ابن حمدان، ومحمد بن الحسين الآبُرِيّ.
روى عنه: عيسى بن شعيب السجزي، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة. وكان مكثرا عن الحافظ ابن مَنْدَهْ.
88-
عليْ بْن مُحَمَّد بْن عليّ2.
أبو القاسم العَلَويّ الحُسَينيّ الحرّانيّ، المقرئ الحنبليّ السُّنّيّ. تُوُفْي في العشرين من شوّال من سنة ثلاثٍ عن سنّ عالية. قرأ القراءات على أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الحَسَن النَّقّاش، وسمع منه تفسيره. وهو آخر مَن روى فِي الدُّنيا عَنْهُ.
قرأ عليه: أبو مَعْشَر عبد الكريم الطَّبَريّ، وأبو القاسم يوسف بن جُبَارة الهُذَليّ، وأبو العبّاس أحمد بن الفتح بن عبد الجبّار المَوْصِليّ نزيل نهر الملك، وشيخ المحوّل.
وكان إمامًا صالحًا كبير القدْر. لكنّ هبة الله بن الأكفانيّ قال: سمعت عبد العزيز الكتّانيّ الحافظ، وقد أرَيْتُهُ جزءًا من كُتُب إبراهيم بن شُكْر من مصنَّفات الآجُرِّيّ. والسّماع عليه مزورٌ بَيِّنَ التَّزوير، فقال: ما يكفي عليّ بن محمد الزَّيْديّ الحرّانيّ أن يكذب حتّى يُكذَبَ عليه؟ وأمّا أبو عَمْرو الدَّانيّ فقال: هو آخر من قرأ على النّقّاش، وكان ضابطًا ثقة مشهورًا. أقرأ بحرّان دهرًا طويلًا.
89-
عليّ بن موسى بن الحسين3.
أبو الحسن بن السّمْسار الدّمشقيّ.
حدَّث عن: أبيه، وأخيه أبي العبّاس محمد، وأخيه الآخر أحمد، وأبي القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي العَقِب، وَأَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مروان، وأحمد بن أبي دُجَانَة، وأبي عليّ بن آدم، وأبي عمر بن فَضَالة، وأبي زيد المَرْوَزِيّ، والدَّارَقُطْنيّ، والمظفّر بن حاجب الفَرَغانيّ، وخلْق كثير. وكان مسند الشام في وقته.
1 الأنساب "11/ 50".
2 ميزان الاعتدال "3/ 155"، سير أعلام النبلاء "17/ 505، 506"، لسان الميزان "4/ 259".
3 ميزان الاعتدال "3/ 158"، الوافي بالوفيات "5/ 86، 244"، لسان الميزان "4/ 264، 265".
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وأبو نصر بن طلاب، وأبو القاسم بن أبي العلاء، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، والفقيه نصر المقدسيّ، وأحمد بن عبد المنعم الكُرَيْديّ، وآخرون.
قال أبو الوليد الباجيّ: فيه تَشَيُّع يُفْضي به إلى الرَّفض. وكان قليل المعرفة، في أُصُوله سُقْم.
وقال الكتّانيّ: كان فيه تساهل، ويذهب إلى التَّشَيُّع. وتُوُفّي في صفر، وقد كمّل التّسعين.
90-
عمر بن إبراهيم بن أحمد.
أبو حفص الأصبهاني السِّمّسار. عن: أبي الشّيخ. وعنه: سعيد بن محمد البقّال، وواصل بن حمزة، وإسحاق بن عبد الوهّاب بن منده. مات فِي جُمَادَى الأولى.
"حرف الميم":
91-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن شَريعة اللَّخْميّ الباجيّ1.
أبو عبد الله الإشبيليّ. سمع من جدّه الإمام أبي محمد، ورحل مع أبيه إلى المشرق. وشاركه في السّماع من الكبار كأبي بكر بن إسماعيل المهندس، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب.
حدَّث عَنِه الخَوْلانيّ وقال: كَانَ من أهل العلم بالحديث والرَّأي والفقه، عارفًا بمذهب مالك.
تُوُفّي لعشر بقين من المحرَّم.
وقال ابن خزرج: مولده في صفر سنة ست وخمسين وثلاثمائة. وكان أجلّ الفُقهاء عندنا دِرايةً وروايةً، بصيرًا بالعقُود وعِلَلها. صنّف فيها كتابًا حسنًا، وكتابًا مستوعبًا في سِجلّات القُضاة إلى ما جمع من أقوال الشّيوخ المتأخّرين، مع ما كان عليه من الطّريقة المُثْلَى من الوقار والتّعاون النزاهة.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 522، 523".
92-
محمد بن إسماعيل بن عبّاد بن قُرَيْش1.
القاضي أبو القاسم اللَّخْميّ الإشبيليّ، مَن ذُرّيّة النُّعمان بن المنذر ملك الحيرة، وأصله من بلد العَرِيش، البلد الّتي كانت أوّل رمل مصر، فدخل أبو الوليد إسماعيل بن عبّاد الأندلس، ونشأ له أبو القاسم، فاعتنى بالعِلم وبرع في الفِقْه، وتنقّلت به الأحوال إلى أن ولي قضاء إشبيليّة في أيّام بني حَمُّود الإدريسيّ، فأحسن السّياسة مع الرّعيّة والملاطفة لهم، فرَمَقَتْه العُيُون. وكان المعتلي يحيى بن عليّ الإدريسيّ صاحب قُرْطُبة مذموم السّيرة فسار إلى إشبيليّة وحاصرها، فلمّا نازلها اجتمع الأعيانُ إلى القاضي أبو القاسم هذا وقالوا له: ترى ما نزل بنا، فقُمْ بنا واخرج إلى هذا الظّالم ونُمَلِّكُك.
فأجابهم وتهيّأ للقتال، وخرجوا إلى قتال يحيى، فركب إليهم وهو سكران، فقُتِل يحيى وهو سَكران، وعظُم أبو القاسم في النُّفُوس وبايعوه، واستعان بالوزير أبي بكر محمد بن الحسن الزُّبَيْديّ، وعيسى بن حَجّاج الحضْرميّ وعبد الله بن عليّ الهَوْزَنيّ، فدبّروا أمر إشبيليّة أحسن تدبير ولقّبوه الظّافر المؤيَّد بالله، ثمّ إنَّهُ ملك قُرْطُبة وغيرها. واتّسع سلطانه.
وقضيّته مشهورة مع الشّخص الّذي زعم أنّه هشام المؤيّد بالله بن الحَكَم الأُمويّ، الّذي كان المنصور محمد بن أبي عامر حاجبه.
انقطع خبر المؤيّد بالله هذا أكثر من عشرين سنة، وجَرَت أحوال وفِتَنٌ في هذه السَّنوات، فلمّا تملّك القاضي أبو القاسم بن عبّاد قيل له: إنّ هشام بن الحكم أمير المؤمنين بقلعة رياح في مسجد، فأحضره ابن عَبّاد وبايعه بالخلافة، وفوّض إليه، وجعل ابن عَبّاد نفسه كالوزير بين يديه.
قال الأمير عزيز: استولى القاضي محمد بن إسماعيل على الأمر سنة أربعٍ وعشرين، وحسَدَه أمثالُه وكثُر الكلام فيه، وقالوا: قتل يحيى بن عليّ الحَسَنيّ الإدريسيّ من أهل البيت. وقتل يحيى بن ذي النُّون ظُلْمًا.
واتّسع القول فيه، وهو في خلال ذلك مفكّرٌ فيما يفعله إذ جاءه رجلٌ من
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 523"، سير أعلام النبلاء "17/ 527-530"، الوافي بالوفيات "2/ 212-214".
قُرْطُبة، فقال: رأيتُ هشامًا المؤيّد بالله في قلعة رباح، وكان ذلك الرجل يعرفه من مدة، فقال: انظر ما تقول. قال: أين واللهِ رأيته، وهو هشام بلا شكّ.
وكان عند القاضي عبدٌ اسمه تُومَرت، كان يقوم على رأس هشام، فقال له: إذا رأيتَ مولاك تعرفه؟ قال: نعم، ولا أُنكره ولي فيه علامات.
فأرسل رجلًا مع الرّجل، فوجداه في قلعة رباح في مسجد، فأعلماه أنّهما رسولا القاضي بن عباد، فسار معهما إلى إشبيليّة، فلمّا رآه مولاه تُومرت قام وقبَّل رِجْليه وقال: مولاي والله.
فقام إليه القاضي وقبّل يديه هو وأولاده وسلّموا عليه بالخلافة. وأخرجه يوم الجمعة بإشبيليّة، ومَشَوا بين يديه إلى الجامع، فخطب هشام للنّاس وصلّى بهم، وبايعوه: القاضي وبنوه، والنّاس، وتولى القاضي الخدمة بين يديه، وبقي أمير المؤمنين، والقاضي يقول: أمر أمير المؤمنين. وجرى على طريقة الحاجب ابن أبي عامر غير أنّه لم يخرج إلى الجمع طول مدته.
والقاضي ابن عباس في رُتْبَة وزير له. واستقام لابن عبّاد أكثر مدن الأندلس.
قال عزيز: خرج هشام هاربًا بنفسه من قرطبة عام أربعمائة مستخفيا حتّى قدِم مكّة، ومعه كيس فيه جواهر، فشعر به حراميّة مكّة، فأخذوه منه، فبقي يومين لم يُطْعَم. فأتاه رجلٌ عند المَرْوَة، فقال: تحسِن عملَ الطِّين؟ قال: نعم. فمضى وأعطاه ترابًا ليجبُلَه، فلم يدرِ كيف يصنع.
وشارَطَه على دِرْهم وقُرْص، فقال له: عجِّل القُرص. فأتاه به فأكله. ثمّ عَمَدَ إلى التّراب فجَبَلَه ثمّ خرج مع قافلة إلى الشّام على أسوأ حال، فقدِم بيت المقدس فرأى رجلًا حُصْريًّا فوقف ينظر، فقال له الرّجل: أَتُحْسِنُ هذه الصّناعة؟ قال: لا. قال: فتكون عندي تناولني القَشّ.
فأقام عنده مدّة، وتعلّم صنعة الحُصْر، وبقي يتقوّت منها وأقام ببيت المقدس أعوامًا، ثمّ رجع إلى الأندلس سنة أربع وعشرين وأربعمائة.
قال عزيز: هذا نصُّ ما رواه مشايخ من أهل الأندلس. ثمّ ذكر ما قاله أبو محمد بن حزْم في كتاب "نقط العَرُوس"، قال: فضيحة لم يقع في الدّهر مثلها. أربعة رجال في مسافة ثلاثة أيّام تَسَمّى كلُّ واحدٍ منهم أمير المؤمنين، وخُطِب لهم بها في
زمن واحد. أحدُهم، خَلَف الحُصْريّ بإشبيليّة على أنّه هشام المؤيّد، والثّاني: محمد بن القاسم بن حَمُّود بالجزيرة الخضراء، والثّالث: محمد بن إدريس بن عليّ بن حَمْود بمالقة، والرّابع: إدريس بن يحيى بن عليّ بشَنْتَرِين.
ثمّ قال أبو محمد بن حزْم: أُخْلُوقة لم يُسمع بمثلها. ظهر رجلٌ يقال له خَلَف الحُصْريّ، بعد نيِّف وعشرين سنة من موت هشام المؤيد بالله، فادّعى أنّه هشام، فبُويع وخُطِب له على منابر الأندلس في أوقاتٍ شتّى، وسُفِكت الدّماء وتصادمت الجيوش في أمره، وأقام هذا الّذي أدّعى أنّه هشام في الأمر نيِّفًا وعشرين سنة، والقاضي محمد كالوزير بين يديه.
قلت: استبدَّ القاضي بالأمر، ولم يزل ملكًا مستقلًّا إلى أن تُوُفّي في آخر جُمَادى الأولى سنة ثلاثٍ وثلاثين، ودُفِن بقصر إشبيليّة، وقام بالأمر بعده ولده المعتضد بالله أبو عَمْرو عبّاد.
وقيل: إنّما كان إقامة الّذي زُعِم أنّه هشام في أيّام المعتضد. وبقي المعتضد إلى سنة أربعٍ وستّين.
93-
محمد بن جعفر1.
أبو الحسن الْجَهْرَميّ الشّاعِر. كان من فحُول الشُّعراء بالعراق. وجَهْرَم قرية. مولده في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
94-
محمد بن حمزة2.
أبو عليّ البغداديّ الدّهّان. قال الخطيب: صدوق كتبنا عنه.
سمع: أبا بكر عبد الله بن يحيى الطَّلْحيّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ بالكوفة، وأبا بكر القطيعي. ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وسمع سنة تسعٍ وخمسين. ومات في ربيع الآخر سنة ثلاث.
95-
محمد بن عبد الله بن بندار3.
1 تاريخ بغداد "2/ 159"، المنتظم "8/ 112، 113"، الكامل في التاريخ "9/ 503".
2 تاريخ بغداد "2/ 291".
3 مختصر تاريخ دمشق "22/ 226".
أبو عبد الله المَرَنْديّ. حجّ في هذا العام، وحدَّث بدمشق عن الدَّارَقُطْنيّ، وأبي حفص بن شاهين، وجماعة.
روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وهبة الله بن الصَّقْر المَرَنْدِيّ، وأبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه.
96-
محمد بن عليّ بن أحمد1.
أبو بكر البغداديّ المطرِّز. يلقب حريقًا. سمع: أبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن سمعون.
قَالَ الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
97-
محمد بن مساور بن أحمد بن طُفَيْل2.
أبو بكر الطليطلي. روى عن: هاشم بن يحيى، وعبد الوارث بن سُفْيان. وكان خيِّرًا متواضعًا فصيحًا، ذا وقار. وحدَّث في هذه السّنة، وانقطع خبره.
98-
مسعود بن السُّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين3.
حارب أخاه محمدًا وقلعه من السَّلْطَنة، وكحّلَه وسجنه، وحكم على خُراسان والهند، وَغَيْرَ ذَلِكَ.
وجرت له حروب وخُطُوب مع السّلْجُوقيّة أوّل ما ظهروا إلى أن قُتِل في سنة ثلاث، وأطاع الجيش أخاه محمدًا المسمول، وقتل أخاه مسعودًا وعاد إلى السَّلْطَنة.
99-
مسلم بن أحمد بن أفلح4.
أبو بكر القُرْطُبيّ الأديب. روى عَنْ: أَبِي مُحَمَّد بْن أسد، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد المصريّ.
وكان إمامًا في علم العربيّة، له تلامذه، وحلقة كبيرة، وكان متنسِّكًا صالحًا من أهل السُّنّة والجماعة، رحمه الله.
1 تاريخ بغداد "3/ 99".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 253، 254".
3 الكامل في التاريخ "9/ 395"، سير أعلام النبلاء "17/ 495-497"، البداية والنهاية "12/ 50".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 626".
"حرف النّون":
100-
نُوشْتِكِين بن عبد الله1.
الأمير المظفّر سيف الخلافة عضُد الدّولة أبو منصور التُّرْكيّ، أحد الشُّجعان المذكورين.
مولده ببلاد التُّرْك، وحُمل إلى بغداد، ثمّ إلى دمشق في سنة أربعمائة. فاشتراه القائد تَزْبَر الدَّيْلَميّ، فرأى منه شهامة مفرِطة وصرامة، وشاع ذكره فأهداه للحاكم المصريّ. وقيل بل جاء الأمر بطلبه منه سنة ثلاث وأربعمائة.
فجُعِل في الحُجَرَة فقَهر مَن بها من المماليك، وطال عليهم بالذّكاء والنَّهضة، فقرّبه متولّيهم، ثم لزِم الخدمة وجعل يتودَّد إلى القوَّاد، فارتضاه الحاكم وأُعْجِب به، وأمّره وبعثه إلى دمشق في سنة ست وأربعمائة فتلقّاه مولاه دِزْبَر، فتأدَّب مع مولاه وترجَّل له. ثمّ أُعيد إلى مصر وجُرِّد إلى الرّيف. ثمّ عاد وولي بَعْلَبَك، وحَسُنَت سِيَرُتُه، وانتشر ذِكْرُه.
ثمّ طُلِب، فلمّا بلغ العَرِيش رُدّ إلى ولاية قيْسارية. واتّفق قتْلُ فاتِك متولّي حلب سنة اثنتي عشرة، قتله مملوك هنديّ، وولي أمير الجيوش فلسطين في أوّل سنة أربع عشرة. فبلغ حسّان مُفَرّج ملك العرب خبره، فقلِق وخاف.
ولم يزل أمر أمير الجيوش فِي ارتفاع واشتهار، وتمّت له وقائع مع العرب فدوّخهم وأثخن فيهم، فعمل عليه حسّان، وكاتب فيه وزير مصر حسن بن صالح، فقبض عليه بعسقلان بحيلة دُبّرت له في سنة سبع عشرة، وسألَ فيه سعيد السُّعَداء فأجيب سؤاله إكرامًا له وأُطْلِق. ثمّ حَسُنَت حاله، وارتفع شأنه، وكثُرت غلمانه وخَيْله وإقطاعاته.
وبَعد غيبته عن الشّام أفسدت العرب فيها، ثمّ صُرِف الوزير ووزر نجيب الدّولة عليّ بن أحمد الْجَرْجَرائيّ، فاقتضى رأيُه تجريدَ عساكر مصر إلى الشّام، فقدّم نوشتكين عليهم، ولقّبه بالأمير المظفّر منتخب الدّولة، وجهّز معه سبعة آلاف فارس وراجل. فسار وقصد صالح بن مرداس وحسّان بن مفرّج، فكان الملتقي في القحوانة
1 الكامل في التاريخ "9/ 230"، سير أعلام النبلاء "17/ 511-513"، النجوم الزاهرة "4/ 252".
فانهزمت العرب، وقتل صالح، فبعث برأسه إلى الحضرة، فنُفِذت الخِلَع إلى نوشتكين، وزادوا في ألقابه.
ثمّ توجّه إلى حلب ونازلها، ثمّ عاد إلى دمشق، ونزل في القصر وأقام مدّة. ثمّ سار إلى حلب، ففتحت له، فأحسن إلى أهلها وردّ المظالم وعدل.
ثمّ تغيّر وشربَ الخمر، فجاء فيه سِجِلٌّ مصريّ، فيه: أما بعد، فقد عرف الحاضر والبادي حال نوشتكين الدِّزْبَريّ الخائن، ولمّا تغيّرت نيّته سَلَبَه اللهُ نعمتَه. {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11] .
فضاق صدره وقلِق، ثمّ جاءه كتابٌ فيه توبيخ وتهديد، فعظُم عليه، ورأى من الصّواب إعادة الجواب بالتَّنصُّل والتَّلطُّف، فكتب: من "عبد الدّولة العلويّة، متبرّئًا من ذنوبه المُوبِقة، وإساءاته المرهِقة، لائذًا بعفو أمير المؤمنين، عائذًا بالكرم، صابرًا للحكم، وهو تحت خوفٍ ورجاء، وتضرّعٍ ودُعاء. وقد ذلّت نفسه بعد غرّها، وضاقت بعد أمنها".
إلى أن قال: "وليس مسير العبد إلى حلب يُنْجِيه من سطوات مواليه".
ونفّذ هذا الجواب وطلع إلى قلعة حلب، فحُمَّ وطلب طبيبًا، فوَصَف له مُسْهلًا، فلم يشربه، ولحِقَه فالج في يده ورِجْله. ومات بعد أيّامٍ من جُمَادى الأولى سنة ثلاثٍ وثلاثين بحلب. وخلّف من الذَّهب العَيْن ستّمائة ألف دينار ونيِّفًا.
"حرف الياء":
101-
يحيى بن سعيد بن يحيى بن بكر1.
أبو بكر بن الطّوّاق القُرْطُبيّ.
رَوَى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بن مفرّج.
وسمع بمصر من: أبي بكر المهندس. حدَّث عنه: أبو بكر الخَوْلانيّ، وقال: كان من أهل القرآن، طالبًا للعلم مع الفَهْم والضَّبْط. وكان من أهل السُّنّة، مُجانبًا لأهل البِدَع. تُوُفّي في جُمَادى الآخرة عن سنٍّ عالية.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 266".
"الكنى":
102-
أبو الحسن الرحبيّ.
الفقيه الداودي. نزيل مصر. رحل إلى بغداد، ولقي: القاضي أبا بكر الأبْهريّ المالكيّ، وأبا بكر الرّازيّ الحنفي، ابن المَرْزُبان الشّافعيّ. وله مصنَّفات كثيرة على مذهب أهل الظاهر.
"وفيات سنة أربع وثلاثين وأربعمائة":
"حرف الألف":
103-
أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد1.
أبو الحسين الْجَحْوانيّ الكوفيّ. سكن بغداد، وحدَّث عن: أبي بكر الطّلْحيّ، وجعفر الأَحْمَسِيّ.
قال الخطيب: وهو آخر من حدَّث عنهما، كتبتُ عنه، وكان ثقة حافظًا للقرآن. تُوُفّي في شوال. ومولده في سنة خمسين وثلاثمائة.
104-
أحمد بن عليّ بن الحسن2.
أبو نَصْر المايمرغي الضرير المقرئ. من أهل ما رواء النّهر ثقة. سمع الكثير من: أبي عَمْرو محمد بن محمد بن صابر، وأبي أحمد الحاكم، والبخاريّين. وعاش تسعين سنة.
105-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن دَلُّوَيْه3.
أبو حامد الأسْتَوائيّ. سمع بنَيْسابور: أبا أحمد الحاكم، وأبا سعيد بن عبد الوهاب الرازي، وكان أحمد الفُقهاء الشّافعيّة. ولي قضاء عُكُبَرَا. وكان صدوقًا.
سمع منه: الدَّارَقُطْنيّ مع تقدُّمه، وأبو بكر الخطيب. وكان في الأُصُول على مذهب الأشعريّ، وفي الفقه شافعيًا.
1 تاريخ بغداد "4/ 323، 324".
2 الأنساب "11/ 110".
3 تاريخ بغداد "4/ 377، 378"، سير أعلام النبلاء "17/ 582"، الوافي بالوفيات "7/ 351".
106-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بن بزدة الأصبهاني.
الفَرَضيّ المقرئ. يُعرف بالقجّ. روى عن: أحمد بن عبدان الحافظ، والمخلّص.
وعنه: الخطيب، وغيره.
107-
إسماعيل بن عليّ.
أبو إبراهيم الحُسَينيّ المصريّ. انتقى عليه أبو نصر السَّجِسْتانيّ، وحدَّث. تُوُفّي في شَعبان.
"حرف الحاء":
108-
الحسن بن عليّ بن سهلان1.
أبو سعد الأصبهاني القُرْقُوبيّ. روى عن: أبي الشّيخ. وعنه: أحمد بن الحسين بن أبي ذَرّ الصّالحانيّ.
109-
الحسين بن أحمد بن جعفر بن أحمد2.
أبو عبد الله الهمذاني الفقيه. محدث بمكة.
سمع ببغداد: ابن المظفّر، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وابن شاهين.
وبنَيْسابور: أبا الحسن الخفّاف. وبهَمَذَان: جبريل بن محمد البغداديّ. وحدَّث سِنين. روى عنه.
110-
الحسين بن عمر بن محمد البغداديّ3.
أبو عبد الله كاتب ابن الآبنوسيّ. سمع: القطيعي، وابن ماسي.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة صالحًا. تُوُفّي في ذي الحجّة.
111-
حمزة بْن الحَسَن بْن العبّاس بْن الحَسَن بْن أبي الْجِنّ4.
القاضي فخر الدّولة أبو يعلى العلوي الحسيني الدمشقي.
1 الأنساب "10/ 108".
2 المنتخب من السياق "199".
3 تاريخ بغداد "8/ 83"، الأنساب "10/ 163"، المنتظم "8/ 115".
4 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 445، 446".
ولي قضاء دمشق مَن قِبَل الظّاهر العُبَيْديّ، وولي نقابة الأشراف بمصر، وجدّد بدمشق منابر وقُنِيّ، وأجرى الفوّارة. وذُكر أنّه وُجد في تذكرته صَدَقَة كلّ سنة سبعة آلاف دينار. وكان مولده في سنة سبع وستين وثلاثمائة. حكى عنه الشّريف أبو الغنائم عبد الله بن الحسين النَّسَّابة.
"حرف السّين":
112-
سعيد بن أحمد بن محمد1.
أبو عثمان بن الربيع الهُذَليّ الإشبيليّ. كان من أهل النّفاذ في الحديث والفقه، قوي الفهم، محسنًا للشّروط وعِلَلها.
روى عن: أبي محمد الباجيّ، وأبي جعفر بن عَوْن الله، وأبي الحسن الأنطاكيّ، وأبي بكر الزُّبَيْديّ، وجماعة.
ذكره ابن خَزْرَج، وعاش اثنتين وثمانين سنة.
113-
سعيد بْن محمد بن أحْمَد بْن سَعِيد.
أَبُو القاسم الأصبهاني البقّال. تُوُفّي في جُمَادى الآخرة. محدِّث حافظ. مُعْجَمُه ألف شيخ. شيخ، رحل إلى خُراسان، والعراق، والحجاز، وهَمَذَان، وكتب الكثير، ونسخ بالأُجَرة.
كتب عنه: أبو يعقوب التّرّاب، وأبو بكر أحمد بن عليّ الأصبهاني الحافظ. قال ذلك يحيى بن مَنْدَهْ.
"حرف الشّين":
114-
شَذْرَة بن محمد أحمد بن شَذْرَة2.
أبو العلاء المَدِينيّ. تُوُفّي في رجب.
يروي عن: ابن المقري.
سمع منه: محمد بن عبد الواحد الكِسائيّ، وغيره.
1 الصلة لابن بشكوال "221".
2 المشتبه في أسماء الرجال "1/ 354".
115-
شُعَيب بن عبد الله بن المِنْهال1.
أبو عبد الله المصريّ.
روى عَنْ: أحْمَد بْن الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن عُتْبَة الرّازيّ. وغيره.
روى عنه: أحمد بن إبراهيم الرّازيّ، وعليّ بن الحسن الخِلَعيّ، وجماعة. وكان أسْنَد مَن بقي بديار مصر. تُوُفّي في شَعبان. قال أبو إسحاق الحبّال: يُتكلّم في مذهبه.
قلت: كأنه يريد الرفض؛ لأنه مُلّا مصر.
"حرف العين":
116-
عبد الله بن غالب بن تمّام بن محمد1.
أبو محمد الهَمَذَانيّ المالكيّ، الفقيه. عالم أهل سبْتة وصالحهم وشيخهم. أخذ عن شيوخ سبْتة، ورحل إلى الأندلس فسمع من: أبي محمد الأصيليّ، وأبي بكر الزُّبَيْديّ.
ورحل إلى القيروان، فسمع من: أبي محمد بن أبي زيد. وإلى مصر، فسمع من: أبي بكر المهندس، والوشّاء.
وكان إمامًا متقنًا عارفًا بالمذهب، أديبًا بليغًا شاعرًا، حافظًا، نظَّارًا، مدارُ الفتوى عليه ببلده في عصره.
أخذ عنه: ابنه أبو عبد الله محمد، وإسماعيل بن حمزة، وأبو محمد المَسِيليّ، والقاضي بن جماح.
وتُوُفّي رحمه الله في صفر.
117-
عبد الله بن أبي الفضل عمر بن أبي سعْد.
الزّاهد الهَرَويّ، أبو نصر الواعظ. تُوُفّي بنَيْسابور قاصدًا للحج.
1 سير أعلام النبلاء "17/ 513".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 299"، سير أعلام النبلاء"17/ 523، 524"، الوافي بالوفيات "17/ 397".
عقد مجلسًا في قوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِه} [النساء: 100] فمرِض عقيبَ المجلس، ومات رحمه الله في ربيع الآخر.
118-
عبد الودود بن عبد المتكبّر1.
أبو الحسن الهاشميّ البغداديّ. تُوُفّي في رجب عن أربعٍ وتسعين سنة.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشّافعيّ. سمع مجلسًا واحدًا. روى عنه: الخطيب.
119-
عُبَيْد الله بن هشام بن سَوّار الدّارانيّ.
أبو الحسين.
120-
عبد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن غُفَير2.
أبو ذَرّ الأنصاري الهَرَويّ المالكيّ الحافظ. ويُعرف ببلده بابن السّمّاك. وسمع بهَرَاة: أبا الفضل بن خميرُوَيْه، وبِشْر بن محمد المُزَنيّ، وجماعة.
ورحل، فسمع: أبا محمد بن حَمُّوَيْه، وزاهر بن أحمد بسَرْخَس، وأبا إسحاق بن إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ؛ وأبا الهيثم محمد بن مكّيّ بكُشْمِيهَن، وأبا بكر هلال بن محمد، وشيبان بن محمد الضَّبُعيّ بالبصرة، والدَّارَقُطْنيّ، وأبا الفضل الزُّهْريّ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وطائفة ببغداد؛ وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وجماعة بدمشق، وطائفة بمصر وبمكّة. وجمع مُعْجَمًا لشيوخه، وجاور بمكّة دهرًا.
روى عنه: ابنه عيسى، وعليّ بن محمد بن أبي الهَوْل، وموسى بن الصِّقِلّيّ، وعبد الله بن الحسن التِّنِّيسيّ، وعليّ بن بكّار الصُّوريّ، وأحمد بن محمد القَزْوِينيّ، وعليّ بن عَبْد الغالب البغداديّ، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وأبو عمران الفاسيّ الفقيه موسى بن عيسى، وأبو الطَّاهر إسماعيل بن سعيد النَّحْويّ، وأبو الوليد سليمان بن خَلَف الباجيّ، وعبد الله بن سعيد الشَّنْتَجَاليّ وعبد الحقّ بن هارون السَّهْميّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ الطُّرَيْثِيثيّ، وأبو شاكر أحمد بن عليّ العثمانيّ، وأبو الحسين محمد بن المهتدي بالله، وخلق سواهم.
1 تاريخ بغداد "11/ 140"، المنتظم "8/ 115".
2 تاريخ بغداد "11/ 141"، الإكمال "6/ 228"، سير أعلام النبلاء "17/ 554-563"، البداية والنهاية "12/ 50".
وروي عنه بالإجازة: أبو بكر بالخطيب، وأبو عَمْرو الدّانيّ، وأبو عُمَر بن عبد البَرّ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو عبد الله أحمد بن محمد الخَوْلانيّ الإشبيليّ.
مولده في حدود سنة خمسٍ وخمسين وثلاثمائة.
وقال الخطيب: قدِم بغداد أبو ذَرّ وأنا غائبٌ، فحدَّث بها وحجّ وجاور، ثم تزوج في العرب وسكن السروات، وكان يحج كل عام فيحدَّث ويرجع وكان ثقة ضابطا دينا.
مات بمكة في ذي القعدة. وقال أبو علي بن سكرة: توفي في عقب شوال.
وقال أبو الوليد الباجي في كتاب "اختصار فرق الفقهاء" من تأليفه عند ذكر أبي بكر الباقلاني: لقد أخبرني أبو ذَرّ، وكان يميل إلى مذهبه، فسألته: من أين لك هذا؟ فقال: كنتُ ماشيا ببغداد مع الدَّارَقُطْنيّ فلقينا القاضي أبا بكر، فالتزمه الشّيخ أبو الحسن الدارقطني، وقبل وجهه وعيينه. فلمّا فارقناه قلت: من هذا؟ فقال: هذا إمام المسلمين والذّاب عن الدّين القاضي أبو بكر محمد بن الطّيّب. قال أبو ذَرّ: فمن ذلك الوقت تكرّرت عليه. وقال أبو عليّ البَطَلْيُوسيّ: سمعت أبا عليّ الحسن بن بَقِي الْجُذَاميّ المالِقيّ: حدَّثني بعض الشّيوخ قال: قيل لأبي ذَرّ: انت من هَرَاة، فمن أين تَمَذْهَبْتَ لمالك وللأشعريّ؟ قال: قدِمتُ بغداد فلزِمت الدَّارَقُطْنيّ، فاجتاز به القاضي ابن الطّيّب فأظهر الدَّارَقُطْنيّ ما تعجّبت منه مِن إكرامه، فلمّا ولّى سألته فقال: هذا سيف السُّنَّة أبو بكر الأشعريّ. فلزِمْتُه مُنْذُ ذَلِكَ، واقتديت به في مذهبه جميعًا، أو كما قال.
وقال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد: عبد بن أحمد بن محمد السّمّاك الحافظ، صدوق، تكلّموا في رأيه. سمعت منه حديثًا واحدًا عن شيبان بن محمد، عن أبي خليفة، عن ابن المَدِينيّ، حديث جابر بطوله في الحجّ، قال لي: اقرأه عليّ حتّى تعتاد قراءة الحديث، وهو أوّل حديث قرأته على الشّيخ، وناولته الجزءَ فقال: لستُ على وضوء فَضَعْه.
قلت: أخبرني بهذا عليّ بن أحمد بالثَّغْر: أنا عليّ بن زوزبه، أنا أبو الوقت، أنا أبو إسماعيل، فذكره.
وقال عبد الغافر في "السّياق": كان أبو ذَرّ زاهدًا ورِعًا عالمًا سخيًّا بما يجد، لا يدَّخِر شيئًا لغد.
صار من كبار مشايخ الحَرَم، مشارًا إليه في التَّصَوّف. خرّج على الصّحيحين تخريجًا حسنًا.
وكان حافظًا كثير الشّيوخ.
قلت: وله "مستخرَج استدركه على صحيح البخاريّ ومسلم" في مجلّدٍ وسَط، يدلّ على حِفظه ومعرفته.
وقال القاضي عَيّاض: لأبي ذَرّ كتاب كبير مخرَّج على الصَّحيحين، وكتاب في "السُّنَّة والصِّفات"، وكتاب "الجامع"، وكتاب "الدّعاء"، وكتاب "فضائل القرآن"، وكتاب "دلائل النُّبُوّة"، وكتاب "شهادة الزور"، وكتاب "فضائل مالك"، و"فضائل العيدين"، وغير ذلك. وأرّخ وفاته في سنة خمسٍ وثلاثين. والصّحيح سنة أربعٍ، والله أعلم.
121-
عليْ بن جعفر.
المنذريّ، القُهُنْدُزِيّ، الهَرَويّ. سمع: العباس بن الفضل النضرويي.
روى عنه: العُمَيْريّ، وجماعة.
122-
عليّ بن طلحة بن محمد بن عمر1.
أبو الحسن البصْريّ المقرئ سمع: أبا بكر القطعيّ، وابن ماسيّ، وعبد العزيز، وإبراهيم الخِرَقيّين.
قال الخطيب: كتبنا عنه، ولم يكن به بأس. ومات في ربيع الآخر.
قلت: قرأ علي صاحب ابن مجاهد أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن محمد بْن البَيِّع.
قرأ عليه: أبو طاهر بن سَوّار، وعبد السّيّد بن عَتّاب، وأبو البركات الوكيل، وغيرهم.
ومن شيوخه في القراءات أيضًا: عبد العزيز بن عصام، ممّن قرأ على ابن
1 تاريخ بغداد "11/ 442"، غاية النهاية "1/ 546".
مجاهد، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمين المؤدّب البصْريّ، قرأ على محمد بن عبد العزيز بن الصّبّاح صاحب حنبل.
123-
عليّ بن محمد بن عبد الرّحيم1.
أبو الحسين الأزْديّ. سمع: أباه، والقَطِيعيّ، وابن لؤلؤ الورّاق.
وهو بغداديّ. كتب عنه: الخطيب وصدّقه. وتوفي في المحرم.
124-
عمر ابن إبراهيم بن سعيد2.
أبو طالب الزُّهْريّ البغداديّ الفقيه الشّافعيّ، المعروف بابن حَمَامة. سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسي، وعيسى بن محمد الرُّخَّجِيّ، وجماعة.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة.
ولد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وكان من كبار أئمّة المذهب ببغداد، ومن ذُرّيّة سعْد بن أبي وقّاص.
"حرف الميم":
125-
محمد بن أحمد3.
أبو الفرج العَيْن زَرْبيّ الفاتوريّ. حدَّث عن: أبي عليّ بن أبي الرَّمْرام، ويوسف المَيَانِجِيّ.
وعنه: الكتّانيّ، وأبو نصر بن طلّاب، وجماعة.
126-
محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر4.
أبو الفتح الشَّيْبانيّ العطّار، قُطَيط. بغداديّ تغرّب إلى مصر وإلى الشّام، والجزيرة، وفارس، والحجاز.
وحدَّث عن: أبي الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ، ومحمد بن المظفّر، وجماعة.
1 تاريخ بغداد "12/ 100".
2 تاريخ بغداد "11/ 274"، الكامل في التاريخ "9/ 514"، سير أعلام النبلاء 17/ 524، 525".
3 مختصر تاريخ دمشق "21/ 308".
4 تاريخ بغداد "2/ 253"، المنتظم "8/ 116"، البداية والنهاية "12/ 51".
قال الخطيب: سمعتُ منه، وكان طريفًا متصوِّفًا. تُوُفّي بالأهواز.
127-
محمد بن عبد الله بن زين القُرْطُبيّ1.
روى عن: ابن عَوْن الله، ومحمد بن أحمد بن مفرِّج، وعبّاس بن أصْبَغ، وجماعة. وكان مجوّدًا للقرآن، عارفًا بالحساب والشُّروط. تُوُفّي بإشبيليّة وله أربعٌ وثمانون سنة.
128-
مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَوْف2.
أبو عبد الله القُرْطُبيّ. أخذ عن: أبي عبد اللَّه بن أبي زَمْنين. وكان إمامًا في الفقه، من بيت حشمة وجلالة.
129-
محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد بن مصعب الزبيري3.
أبو البركات المكي. دخل العراق والشام ومصر والأندلس، وحدَّث عن جماعة.
روى عن: أبي زيد المَرْوَزِيّ، وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافيّ، ومحمد بن محمد بن جبريل العجيقيّ، والقاضي أبي الحسن علي بن محمد الجراحي، والقاضي أبي بهر الأبهري، والدارقطني، وأبي بكر المهندس، وأبي الفرج الشنبوذيّ، وأبي أحمد السامري، وأبي الطيب بن غلبون. ترجمه الخولاني.
وحدَّث عنه: أبو محمد بن حزم، والدلائي، وأبو محمد بن خزرج وقال: كان ثقة متحريًّا فيما نقله. لقِيته بإشبيليّة في سنة أربعٍ وثلاثين وأخبرني أنّ مولده في سنة سبعٍ وأربعين وثلاثمائة.
وكان مُمتّعًا، يعني بحواسه.
130-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن إبراهيم.
أبو الفضل الكاتب البغداديّ، المعروف بابن حاجب النُّعمان.
كان أبوه وزيرًا للقادر بالله، فلمّا مات أبوه وَزَرَ هو للقادر في سنة إحدى وعشرين، ثمّ عُزل بعد ستة أشهر. فلمّا استخلف القائم استوزره. وكان أديبًا شاعرًا
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 524، 525".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 524".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 575"، جذوة المقتبس "70"، وفيات الأعيان "5/ 328، 329".
كاتبًا. تُوُفّي في ثامن ذي القعدة وله سبعون سنة. وقد فُلج قبل موته مدّة أعوام. وله في الشمعة.
وطفلة كالرمح لا حظتها
…
سنانها من ذَهَبٍ قد طُبِعْ
دموعها تَنْهَلُّ في نحْرها
…
ورأسها يحيى إذا ما قطعْ
131-
محمد بن المؤمّل بن الصَّقْر1.
أبو بكر البغداديّ الورّاق. غلام الأبْهريّ.
سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماس، وأبا بكر الأبْهريّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحًا. وكان لا يحسن يكتب تُوُفّي رحمه الله في ذي الحجّة، وله إحدى وتسعون سنة.
"حرف الهاء":
132-
هارون بن محمد بن أحمد بن هارون.
أبو الفضل الأصبهاني الكاتب.
روى عن: سليمان الطَّبَرانيّ.
روى عن: محسن بن عليّ الفَرْقَدِيّ، وعبد الأحد بن أحمد العنْبريّ، والحسن بن أحمد الحدّاد، وغيرهم. تُوُفّي في رمضان.
"حرف الياء":
133-
إلْيَسَعُ بن عبد الرحمن بن محمد اللَّخْميّ2.
أبو محمد الإشبيليّ.
روى عن: أبي عبد الله بن مفرِّج، وأحمد بن خالد التّاجر.
روى عنه: الخولاني، وأثنى عليه. وقال ابن خزرج: ولد سنة ستّين وثلاثمائة.
1 تاريخ بغداد "2/ 312".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 690".
وفيات سنة خمس وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
134-
أحمد بن الحسن1.
أبو بكر بن الحدي. سمع: علي بن محمد بن كيسان، وإسحاق بن سعد.
قال الخطيب: صدوق.
135-
أحمد بن سعيد بن دينال2.
أبو القاسم الأموي القرطبي. روى عن: أبي عيسى اللَّيْثيّ، وابن عَوْن الله، وأبي عَبْد الله بْن مُفَرّج، وأبي محمد القلعي، وأبي عبد الله بن الخزار. وحج وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد.
وكان صالحًا، ثقة: عني بالعلم والرواية. توفي سنة خمس فِي جُمَادَى الأولى.
136-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ملاّس3.
أبو القاسم الفزاريّ الإشبيليّ. حجّ وأخذ عن أبي الحسن بن جَهْضَم، وأبي جعفر الدّاوديّ.
وسمع بقُرْطُبة من: أبي محمد الأصيليّ، وأبي عمر بن المكْوِيّ. وكان متفنّنًا في العِلم، بصيرًا بالوثائق. مولده سنة سبعين وثلاثمائة.
137-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحُسَيْن4.
أَبُو منصور بن الذّهبيّ البغداديّ المالكيّ. سمع: أبا بكر الأبْهريّ، وأبا الحسين بن المظفّر.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا. تُوُفّي في شَعبان.
138-
إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النون الهوّاريّ.
1 تاريخ بغداد "4/ 93، 94".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 49، 50".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 50".
4 تاريخ بغداد "4/ 378".
غلب على طُلَيْطُلَة عند اضطّراب الدّول بالأندلس، وأطاعته الرّعيّة، فضبط مملكة طُلَيْطُلَة.
ومات في هذه السَّنة، فولي بعده ولده المأمون يحيى.
139-
أسماء بنت أحمد بن محمد بن شاذَة.
أمّ سَلَمَة الأصبهانية. عن: أبي الشّيخ. وعنها: أبو بكر الخطيب، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون.
"حرف الجيم":
140-
جهور بن محمد جهور بن عُبَيْد الله1.
أبو الحزّم، رئيس قُرْطُبة وأميرها وصاحبها. جعل نفسَه ممسِكًا للأمر إلى أن يتهيَّأْ مَن يصْلُح للخلافة.
روى عن: عبّاس بن أَصْبَغ، والقاضي أبي عبد الله بن مفرِّج، وخَلَف بن القاسم، وجماعة.
وآل الأمر إلى أن صار مدبّر أمر قرطبة، وانفرد برئاسة مصر إلى أن تُوُفّي في المحرّم.
ودُفِن بداره، وصلّى عليه ابنه الوليد محمد بن جَهْور القائم بالأمر بعده.
عاش إحدى وسبعين سنة. روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن عَتَّاب، وغيره.
وكان أبو الحزْم من وزراء الدّولة العامريّة، ومِن دُهاة العالم وعُقلائهم ورؤسائهم. لم يزل متصوِّنًا حتّى خلا له الجو، فانتهز الفرصة ووثب على قُرْطُبة. ولم ينتقل إلى رُتْبَة الإمارة ظاهرًا بل حفظ لغيره الاسم واستقلّ بالأمر، ولم يتحوّل من داره. وجعل ارتفاع الأموال بأيدي رجالٍ وديعة، وصيَّر أهلَ الأسواق جُنْدًا، ورزقهم من أموالٍ تكون بأيديهم مضاربةً، وفرّق عليهم السّلاح. وكان يَعُود المَرْضَى ويشهد الجنائز، ويزور الصالحين.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 131"، الكامل في التاريخ "9/ 284"، سير أعلام النبلاء "17/ 139، 140".
"حرف الحاء":
141-
الحسن بن بكر بن عُرَيْب القَيْسيّ1.
القُرْطُبيّ، أبو بكر السّماد.
أخذ عن: أبي محمد الأصِيليّ، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكْوِيّ.
وكان ورّاقًا، نسخ الكثير، وتوسع في طلب الحديث. وتوفي في صفر عن ثمانين سنة.
142-
الحسن بن عليّ بن موسى بن السِّمسار2.
أبو عليّ الدّمشقيّ الأديب.
روى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وعبد الله بن ذَكوان البَعْلَبَكيّ. روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ.
143-
الحسين بن عثمان3.
أبو سعد العِجْليّ الفارسيّ الشّيرازيّ، المجاور بمكّة. روى عن: زاهر السَّرْخَسِيّ، ومحمد بن مكّيّ الكشميهنيّ. روى عنه: البغداديون. مات في شوّال.
"حرف السين":
144-
سلار بن أحمد. أبو الحسن الدَّيْلَميّ. تُوُفّي في رجب.
"حرف العين":
145-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد4.
أبو محمد الأنصاريّ القُرْطُبيّ، والد الخطيب زياد. كان صالحًا، متصوِّنًا، كاتبًا مترسِّلًا بليغًا.
1 الصلة لابن شكوال "1/ 136".
3 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 233".
3 تاريخ بغداد "8/ 84"، المنتظم "8/ 117"، البداية والنهاية "12/ 51".
4 الصلة لابن بشكوال "1/ 270، 271".
رفض الدُّنيا وتزَّهد. تُوُفي في رمضان.
146-
عبد الله بن يوسف بن نامي بن أبيض1.
أبو محمد الرّهوانيّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي الحسن الأنطاكيّ، وعبّاس بن أَصْبَغ، ومحمد بن خليفة، وخَلَف بن القاسم. قال ابن مهديّ: كان صالحًا خيِّرًا، مجوّدًا للقرآن، خاشعًا، ورِعًا، بكاءً. مولده سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. واختلط في آخر عمره، فتركوا الأخذ عنه.
قلت: روى أبو محمد بن حزْم في تصانيفه.
147-
عُبَيْد الله بن أحمد بن عثمان2.
أبو القاسم الأزهريّ الصَّيرفيّ البغداديّ. المعروف أيضًا بابن السَّوَاديّ. كنية أبيه أبو الفتح. وله أخٌ اسمه محمد تأخَّر بعده.
وُلِد أبو القاسم سنة خمسٍ وخمسين وثلاثمائة.
وحدَّث عن: أبي بكر القَطِيعيّ، وابن ماسي، وأبي سعيد الحُرْفيّ، والعسكريّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، وابن المظفر، وخلق كثير.
قال الخطيب: وكان أحد المعنيين بالحديث والجامعيين له مع صدق واستقامة ودوام درس للقرآن. سمعنا منه المصنفات الكبار.
وتوفي في صفر، وقد كمل ثمانين سنة، بل جاوزها بعشرة أيام.
148-
علي بن أحمد بن محمد3.
أبو الحسن بن الآبنوسي الصيرفي. أخو محمد.
سمع: أبا عبد الله العسكري، وعلي بن لؤلؤ، وأبا حفص الزيات.
قال الخطيب: لا أحسب سمع منه غيري. كان يتمنّع.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 270".
2 تاريخ بغداد "10/ 385"، الكامل في التاريخ "9/ 523"، سير أعلام النبلاء "17/ 578"، النجوم الزاهرة "5/ 37".
3 تاريخ بغداد "11/ 332".
149-
عمر بْن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يحيى بن مفرِّج القُرْطُبيّ1.
أبو حفص. سمع من أبيه الكثير، ومن أبي جعفر بن عَوْن الله، وغيرهما.
وكان ثقة. روى عنه: أبو مروان الطّبْنيّ وقال: تُوُفّي في رجب.
150-
عيسى بن خَشْرَم.
أبو عليّ البنَّا المصريّ. تُوُفّي في صفر.
"حرف الفاء":
151-
فيروزجرد الملك جلال الدّولة2.
أبو طاهر ابن الملك بهاء الدّولة أبي نَصْر بن الملك عضُد الدّولة أبي شجاع بن الملك رُكن الدّولة بن بُوَيْه الدَّيْلَميّ. صاحب بغداد، ملكها سبْع عشرة سنة.
وقام بعده ابنه الملك العزيز أبو منصور، وخُطِب له. ثمّ ضعُف عن الأمر، وكاتب ابن عمّه أبا كاليجار مَرْزُبان بن سلطان الدّولة بن بهاء الدّولة وهو بالعراق الأعلى بأنّه ملتجئ إليه ومعتمد عليه، وأنّه ممتثل أمره. فشكره أبو كاليجار، وودّعه بكل جميل. وخطب لأبي كاليجار بعده أو قبله.
وقد ذكرنا من أخبار رجال الدّولة في حوادث السّنين ما يدلُّ على ضَعْف دولته ووهن سلطنته.
وكان شيعيًّا جبانًا، عاش نيِّفًا وخمسين سنة. وكان عسكره قليلًا، وحدّه كليلًا، وأيّامه نَكَد.
"حرف الميم":
152-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن إسحاق العبدانيّ النَّيْسابوريّ3.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 397، 398".
2 الكامل في التاريخ "9/ 361، 362"، سير أعلام النبلاء "17/ 577، 578"، النجوم الزاهرة "5/ 37".
3 المنتخب من السياق "37".
عُرِف بأميرك. سمع: أبا أحمد الحاكم، وأبا بكر بن مِهْران المقرئ.
153-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن هرثمة بن ذكوان1.
أبو بكر القُرْطُبيّ. سمع من: أَبِي المطرِّف القَنَازِعيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
وقلّده الوزير أبو الحزْم جَهْور القضاء بإجماع من أهل قُرْطُبة، فأظهر الحقَّ، وردّ المظالم وشُكِرَت أفعاله. ثمّ عُزِل.
وكان من أهل العلم والذّكاء، وممّن عُني بجمع العِلْم والحديث واقتناء الكُتُب.
تُوُفّي في ربيع الأوّل، وله أربعُ وأربعون سنة، ورثاه النَّاسُ.
154-
محمد بن جعفر بن عليّ2.
أبو بكر المِيماسيّ راوي "الموطّأ" عن محمد بن العبّاس بن وصيف الغزّيّ.
رواه عنه: نصر المقدسيّ الفقيه، وغيره. تُوُفّي في شوّال.
155-
محمد بن عبد الواحد بن عليّ بن إبراهيم بن رزْقة3.
أبو الحُسَين البغداديّ البزّاز. حدَّث عن: أبي بكر بن خلّاد النَّصيبيّ، وأبي بكر بن سالم الختُّليّ، وأبي سعيد السِّيرافي.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقًا كثير السّماع.
مات في جمادى الأولى. ومولده سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
قلت: وروى عنه: خالد بن عبد الواحد التّاجر، وأبو طاهر بن سَوَّار، وطائفة من البغداديّين.
156-
محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة4.
البغداديّ البزّاز. حدَّث عن: أبيه، وأبي محمد بن ماسي. وهو ضعيف. كذَّبه أبو القاسم بن برهان.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 525".
2 العبر "3/ 184"، شذرات الذهب "3/ 255".
3 تاريخ بغداد "2/ 361".
4 تاريخ بغداد "2/ 337، 338"، ميزان الاعتدال "3/ 637"، لسان الميزان "5/ 274".
157-
مختار بن عبد الرحمن الرُّعينيّ القُرْطُبيّ المالكيّ1.
كان جامعًا لفنون العلم. أخذ عن: يونس بن عبد الله. وولي قضاء المَرِيّة فأحسن السِّيرة. يقال: إنّه شرب البلاذُر، فأفسد مزاجه. تُوُفّي كَهْلًا في نصف جُمَادى الأولى، رحمه الله.
158-
المهلب بن أحمد بن أبي صُفْرة أَسِيد2.
أبو القاسم الأسَديّ. من أهل المَرِيّة. سمع من أبي محمد الأصِيليّ.
ورحل فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد بندار القزوينيّ، وأبي ذر الهروي.
حدَّث عنه: أبو عمر بن الحذاء، وقال: كان أذْهَن من لقِيتُه وأفصحهم وأفهمهم.
وحدَّث عنه أيضًا: أبو عَبْد اللَّه بْن عابد، وحاتم بْن مُحَمَّد، وغيرهما.
وكان من أهل العلم والمعرفة والذّكاء، والعناية التّامّة بالعلوم.
صنَّف كتابًا في "شرح صحيح البخاريّ"، أخذه النْاس عنه. ولي قضاء المَرِيّة. وتُوُفّي في ثالث عشر شوّال. وقد شرح "البخاريّ" أيضا ابن بطّال، وسيأتي عام 449هـ.
"وفيات سنة ست وثلاثين وأربعمائة":
"حرف الألف":
159-
أحمد بن محمد بن أَحيد بن ماما3.
الحافظ أبو حامد الأصبهاني المامائي، صاحب التَّصانيف. سكن بُخَارى، وذيَّل على "تاريخ غُنْجار".
وحدَّث عن: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأبي عليّ إسماعيل بن حاجب
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 624، 625".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 626"، سير أعلام النبلاء "17/ 579"، شذرات الذهب "3/ 255".
3 الأنساب "11/ 103، 104"، سير أعلام النبلاء "17/ 580"، الوافي بالوفيات "7/ 361".
الكُشَانيّ، وأبي نصر محمد بن أحمد المَلَاحميّ، وأبي عبد الله الحَلِيميّ، وجماعة كثيرة، تُوُفّي في شَعبان.
"حرف التّاء":
160-
تمّام بن غالب بن عمر1.
أبو غالب بن التَّيّانيّ، القُرْطُبيّ اللُّغويّ، نزيل مُرْسِيَة. روى عن: أبيه، وعن: أبي بكر الزُّبَيْديّ، وعبد الوارث بن سُفْيَان، وغيرهم.
وقال الحُمَيْديّ: كان إمامًا في اللغة، وثقة في إبرادها. مذكورًا بالدِّيانة والورع. له كتابٌ في اللُّغة لم يؤلف مثله اختصارًا وإكثارًا.
وقد حدَّثنا ابن حزْم: حدَّثني أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن الفَرَضيّ أنّ الأمير مجاهد بن عبد الله العامريّ وجَّه إلى أبي غالب أيّام غَلَبَتِه على مُرْسِيَة ألفَ دينارٍ أندلُسيّة، على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب ممّا ألَّفه تمّام بن غالب لأبي الجيش مجاهد، فردَّ الدَّنانير وأَبَى من ذلك، ولم يفتح في هذا بابًا البتّة.
وقال: والله لو بُذلت لي الدُّنيا على ذلك ما فعلت ولا استجزت الكذِب، فإنّي لم أجمَعْه له خاصّة. تُوُفّي بالمَرِيّة. وكان مقدَّمًا في علم اللِّسان أجمعه، مسلَّمةً له اللُّغة. ومات في أحد الْجُمَادَين.
"حرف الحاء":
161-
الحسين بن عليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر2.
أَبُو عَبْد الله الصَّيْمَرِيّ. سكن بغداد في صِبَاه، وتفقّه لأبي حنيفة، وبرع في المذهب.
وسمع من: المفيد، وأبي الفضل الزُّهْريّ، وأبي بكر بن شاذان، وأبي حفص بن شاهين، وجماعة.
1 الإكمال لابن ماكولا "1/ 443"، الصلة لابن بشكوال "1/ 120، 121"، سير أعلام النبلاء "17/ 584"، الأعلام "2/ 86".
2 تاريخ بغداد "8/ 78، 79"، المنتظم "8/ 119"، سير أعلام النبلاء "17/ 615، 616"، البداية والنهاية "12، 52".
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا وافر العقل، قال لي: سمعتُ من الدَّارَقُطْنيّ أجزاء من سُنَنِه، فقُرئ عليه حديث فُورَك السَّعْدِيّ، عن جعفر بن محمد في زكاة الخيل، فقال: فُورَك ومن دونه ضُعفاء. فقيل له: الّذي رواه عن فُورَك هو أبو يوسف القاضي. فقال: أَعْوَر بين عُمْيَان.
وكان الشّيخ أبو حامد الفقيه حاضرًا، فقال: ألْحِقوا هذا الكلام في الكتاب. فكان ذلك سبب انقطاعي عن مجلس الدَّارَقُطْنيّ، فلَيْتَني لم أفعل أيْشٍ ضرَّ أبا الحسن انصرافي؟ قلتُ: وحدَّث عن الصَّيْمَرِيّ جماعةٌ ممّن أدركهم السِّلَفيّ. ومات في شوّال وله خمسٌ وثمانون.
وقد ولي قضاء المدائن ثمّ قضاء رَبْع الكَرْخ.
162-
الحسين بن محمد بن أحمد1.
الأنصاريّ، الحلبيّ، الشّاهد. عُرِف بابن المُنَيْقير.
سكن دمشق، وحدَّث عن: أحمد بن عطاء الرُّوذَبَاريّ.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، ونصر المقدسيّ، وأبو صالح أحمد بْن عَبْد الملك المؤذّن، ونجا بن أحمد. وثّقه محمد بن عليّ الحدّاد.
"حرف الحاء":
163-
الخَضِر بْن عَبْدَان بْن أَحْمَد بْن عَبْدان2.
أبو القاسم الأزْديّ الدّمشقيّ الصّفّار المعدّل. حدَّث عن القاضي المَيَانِجِيّ.
روى عنه: نجا بن أحمد، وقال: تُوُفّي في جُمَادى الأولى. روى مجلسًا واحدًا.
"حرف الطّاء":
164-
طاهرة بنت أحمد بن يوسف بن يعقوب بن البَهْلُول3.
1 تاريخ دمشق "11/ 186"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 355، 356".
2 تاريخ دمشق "12/ 405".
3 تاريخ بغداد "14/ 445"، المنتظم "8/ 120".
روت عن: أبيها، وأبي محمد بن ماسيّ، ومخلد الباقَرْحيّ.
روى عنها: أبو بكر الخطيب.
"حرف العين":
165-
عبد الله بن سعيد بن لُبَّاج1.
أبو محمد الشَّنْتَجاليّ الأُمويّ، مولاهم.
جاور بمكّة دهرًا. وسمع بقُرْطُبة من: أبي محمد بن تيريّ. وحجّ سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، فسمع من: أحمد بن فِراس، وعُبَيْد الله بن محمد، السَّقَطيّ. وصحِب أبا ذَرّ الهَرَويّ، واختصَّ به. ولقِي أبا سعيد السِّجْزيّ عمر بن محمد، فأخذ عنه "صحيح مسلم". وسمع بمصر وبالحجاز من جماعة. وكان صالحًا، خيّرًا، زاهدًا، عاقلًا، متبتّلًا. وكان يسرد الصَّوم، وإذا أراد الحاجة خرج من الحرم. لم يكن للدّنيا عنده قيمة. وكان كثيرًا ما يكتحل بالإثْمد. وحجّ خمسًا وثلاثين حَجَّةً، وزارَ مع كلّ حَجة زَوْرَتَين.
ورجع إلى الأندلس في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. وحدَّث بصحيح مسلم في نحو جمعة بقُرْطُبة. وتُوُفّي في رجب سنة ستٍّ وثلاثين رحمه الله. روى عنه: أبو جعفر الهَوْزَنيّ.
166-
عَبْد الله بْن محمد بْن أحمد2.
أبو القاسم العطّار المقرئ. سمع: أبا محمد بن حيّان أبو الشّيخ، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيَّ الحداد، وَأَبُو الْقَاسِمِ الهذلي.
وقد قرأ على: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وغيره. ذكره ابن نُقْطَة، فَقَالَ: ذكره يَحْيَى بْنُ منده فقال؛ أبو القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن موسى بن شيذة، بمعجمتين. ثمّ قال: كان إمامًا في القراءات، عالمًا بالرّوايات، ثقة أمينًا صدوقًا ورِعًا، صاحب سُنَّة. حدَّث عنه عمّي عبد الرحمن في آخرين.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 571-573".
2 غاية النهاية "1/ 447".
167-
عبد الرحمن بن أحمد بن عمر1.
أبو سعْد الأصبهاني، الصّفّار، أخو الفقيه أبي سهل. سمع: أبا القاسم الطَّبَرانيّ. وعنه: الحدّاد، ومحمد بن الحسن العَلَويّ الرّسّيّ شيخ لأبي موسى المَرِينيّ. وروى أيضًا عن: أحمد بن بُنْدَار الشّعّار، وغيره. وتُوُفّي ليلة عَرَفَة.
168-
عبد العزيز بن عبد الرّزّاق1.
أبو الحسين، صاحب التَّبْرِيزيّ. حدَّث عن: القَطِيعيّ، وطيّب المُعْتَضِديّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به.
169-
عبد الغفار بن عبيد الله بن محمد بن زيرك3.
أبو سعيد التّميمي الهمداني الشافعي، شيخ همدان. قال شيرويه: روى عن: أبيه، وأبي سهل، وابن لال، وجماعة. ورحل فأخذ عن: أبي أحمد الفَرَضيّ، والحفّار، وأبي عمر بن مهديّ، وخلْق. ثنا عنه ابن أخيه محمد بن عثمان، والحسين بن عبد الوهّاب الصُّوفيّ، وأحمد بن عمر المؤذّن، وأحمد بن إبراهيم بن معروف. وكان فقيهًا إمامًا، ثقة نَحْوِيًّا، يَعِظُ النّاسَ ويتكلَّم عليهم في علوم القوم. وله مصنفات في أنواع العلم. ذكر أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي المنام، فألبسه قميصًا، فقال له المعبّر: إنّ الله يرزقك عِلمًا واسعًا.
170-
عَبْد الملك بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن الأصْبَغ4.
أبو مروان القُرَشيّ القُرْطُبيّ. روى عنه: الخَوْلانيّ، وقال: كَانَ من أهل العلم مقدَّمًا في الفَهْم، قديم الخير والفضل، له تصنيف حسن في الفِقْه والسُّنَن.
وقال غيره: له كتاب في أصول العِلم تسعة أجزاء، وكتاب مناسك الحجّ.
روى عنه: القاضي ابن رزب، وأبي عبد الله بن مفرِّج، وخَلَف بن القاسم. ولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. ومات رحمه الله بإشبيلية.
1 سير أعلام النبلاء "17/ 585، 586".
2 تاريخ بغداد "10/ 468".
3 طبقات الشافعية الكبرى "3/ 237".
4 الصلة لابن بشكوال "2/ 360"، معجم المؤلفين "6/ 179، 180".
171-
عبد الوهاب بن منصور1.
أبو الحسن بن المشتري، قاضي الأهواز، ورئيس تلك النّاحية.
روى عن: أحمد بن عَبْدان الحافظ. وعنه: الخطيب.
172-
عُبَيْد الله بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال2.
أبو الفضل الخُرَاسانيّ من بيت حشْمة وإمرة. تُوُفّي يوم النَّحْر.
173-
عليّ بن أحمد بن مهران.
أبو القاسم الأصبهاني الصّحّاف.
روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القبّاب، وأبي الشّيخ، وطائفة كبيرة.
ورحل، وصنَّف الشّيوخ، وطال عمره. وروى الكثير. وُلِد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو علي الحداد. وتوفي في جُمَادى الأولى.
174-
عليّ بن أحمد3.
وزير الدّيار المصريّة والدّولة المستنصريّة أبو القاسم الْجَرْجرائيّ. بقي في الوزارة بضع عشرة سنة. ومات في رمضان سنة ستٍّ وثلاثين بالاستسقاء. صلّى عليه المستنصر. وولي الأمر بعده الوزير أبو نصر صَدَقَة بن يوسف الفَلاحيّ، فقبض على أبي عليّ بن الأنباريّ صديق الْجَرْجرائيّ، وعمل على قتله، فقيل أنه قتله بخزانة البُنُود. فلم تَطُلْ أيّام الفَلاحيّ هذا، وحُمِل إلى خزانة البُنُود أيضًا، فقُتِل بها في أوّل سنة أربعين. واستوزر أبو البركات ابن أخي الوزير الْجَرْجَرائيّ، وقرّت الأمور إلى أن استوزر المستنصر قاضي القضاة أبا محمد اليازوريّ في سنة ثلاثٍ وأربعين.
175-
عليّ بن الحسن بن عليّ بن ميمون4.
1 المنتظم "8/ 120"، الكامل في التاريخ "9/ 527"، طبقات الشافعية الكبرى "3/ 286".
2 المنتخب من السياق "295"، فوات الوفيات "3/ 317".
3 المنتظم "8/ 119"، الكامل في التاريخ "9/ 525"، سير أعلام النبلاء "17/ 582، 583".
4 الإكمال لابن ماكولا "4/ 193"، سير أعلام النبلاء "17/ 580، 581"، غاية النهاية "1/ 532".
أبو الحسن الرَّبَعيّ الدّمشقيّ، المقرئ الحافظ. ويُعرف بابن أبي زَرْوان.
سمع: أحمد بن عُتْبَة بن مكين، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، والحسن بن عبد الله بن سعيد الحمصيّ، والعبّاس بن محمد بن حِبّان، ومحمد بن عليّ بن أبي فَرْوَة، وجماعة.
وقرأ على: عليّ بن داود الدَّارانيّ الخطيب، وعليّ بن زُهير البغداديّ. روى عنه: أبو سعْد السّمّان، ونجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو عبد الله الحسن بن أبي الحديد. تُوُفّي فِي صَفَر، وله ثلاثٌ وسبعون سنة.
وقال الكتّانيّ: كان يحفظ ألف حديث بأسانيدها من حديث ابن جَوْصا، ويحفظ كتاب "غريب القرآن" لأبي عُبَيْد، وانتهت إليه الرّئاسة في قراءة الشّاميّين. وكان ثقة مأمونًا.
176-
عليّ بن الحسين بن إبراهيم.
أبو الحسن العَنْسيّ، الصُّوفيّ الوكيل، نزيل مصر.
روى عن: محمد بن عبد الكريم الجوهريّ قاضي الرَّمْلة، وأحمد بن عطاء الرُّوذباريّ.
وعنه: القُضَاعيّ، وأبو طاهر بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، والمشرف التّمّار. ورَّخه الحبّال.
77-
عليّ بن الحسين بن موسى1.
الشّريف أبو طالب العلويّ المُوسَوِيّ نقيب الطّالبيّين ببغداد، المعروف بالشّريف المرتضى ذو المجدين.
كان شاعرًا ماهرًا، متكلِّمًا ذكيًّا. له مصنَّفات جمّة على مذهب الشِّيعة.
حدَّث عن: سهل بن أحمد الدّيباجيّ، وأبي عُبَيْد الله المرزُبانيّ، وغيرهما.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان مولده في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وهو أخو الشريف الرضي.
1 المنتظم "8/ 119-129"، تاريخ بغداد "11/ 402، 403"، ميزان الاعتدال "3/ 124"، لسان الميزان "4/ 223".
قلتُ: كلٌّ منهما رافضيٌ. وكان المرتضى رأسًا في الاعتزال، كثير الاطّلاع والجِدال.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْمٍ فِي "الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ": ومن قول الإماميّة كلها قديمًا وحديثًا أنّ القرآن مبدلٌ، زيد فيه نقص منه، حاشى عليّ بن الحسين بن موسى، وكان إماميًّا فيه تظاهرٌ بالإعتزال، ومع ذلك فإنه ينكر هذا القول ويكفر من قاله، وكذلك صاحباه أبو يَعْلَى الطُّوسيّ، وأبو القاسم الرّازيّ.
قلتُ: وقد اختلف في كتاب "نهج البلاغة" المكذوب على عليّ عليه السلام، هل هو من وَضْعه، أو وضع أخيه الرَّضِيّ.
وقد حكى عنه ابن بَرْهان النَّحويّ أنّه سمعَه وَوجْهُهُ إلى الحائط يعاتبُ نفسه ويقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، أفأنا أقول ارتدّا؟ قلتُ: وفي تصانيفه سبّ الصّحابة وتكفيرهم.
"حرف الميم":
178-
مجاهد بن عبد الله1.
السّلطان أبو الجيش الأندلسيّ العامريّ، الملقَّب بالموفّق. مولى النَّاصر عبد الرحمن بن المنصور أبي عامر وزير الأندلس.
ذكره الحُمَيْديّ، فقال: كان من أهل الأدب والشّجاعة والمحبَّة للعلوم. نشأ بقُرْطُبة وكانت له همّة وجلادة وجُرأة. فلمّا جاءت أيّام الفتنة وتغلّبت العساكر على النّواحي بذهاب دولة مولاه، توثّب هو على شرق الأندلس، وغلب على تلك الجزائر وحماها. ثمّ قصد منها في المراكب والعساكر إلى سردانية، جزيرة كبيرة للروم، سنة سبع وأربعمائة، فافتتح معاقلها وغلب على أكثرها.
ثمّ اختلفت عليه أهواء جُنْده، وجاءت نجدة الرّوم وقد عزم على الخروج من سردانية طمعًا في أن يفرّق مَن يَشغب عليه. فدهمته الملاعين في جَحْفَلتهم، وغلبوا على أكثر مراكبه، فحدَّثنا ابن حزْم قال: حدَّثني ثابت بن محمد الْجُرْجَانيّ قال: كنتُ مع أبي الجيش أيّام غزو سردانية، فدخل بالمراكب في مَرْسى نهاه عنه أبو خروب
1 جذوة المقتبس "352-354"، معجم الأدباء "17/ 80، 81"، معجم المؤلفين "8/ 177".
رئيس البحريّين، فلم يقبل منه، فلمّا حصل في ذلك المرسي هبّت ريحٌ جعلت تقذِف مراكبَ المسلمين مركبًا مركبًا إلى الرّيف، والرّومُ لا شُغْل لهم إلّا الأسر والقتْل. فكلّما ملكوا مركبًا بكى مجاهد بأعلى صوته ولا يقدر على شيء لارتجاج البحر، وأبو خَرُّوب ينشد.
بكى دَوْبَلٌ لا أرقأَ اللهُ دمعَه
…
ألا إنّما يبكي من الذّلّ دوبلُ
ويقول: قد كنت حذرته من الدخول هنا فأبى. ثمّ تخلّصنا في يسير من المراكب.
قال الحُمَيْديّ: ثمّ عاد مجاهد إلى الأندلس، فاختلفت به الأحوال حتّى تملّك دانية وما يليها واستقرَّ بها. وكان من الأجواد العلماء، باذلًا للمال في استمالة الأُدباء، فبذل لأبي غالب تمّام بن غالب اللّغَويّ ألف دينار على أن يزيد في ترجمة الكتاب الّذي ألّفه في اللّغة ما ألفة لأبي جيش مجاهد، فامتنع أبو غالب وقال: ما ألّفته له.
وفيه يقول صاعد بن الحسن اللُّغَويّ، وقد استماله على البُعْد بمالٍ، قصيدته:
أتتني الخريطةُ والمركبُ
…
كما اقترنَ السَّعدُ والكوكبُ
وحُطَ بمينائه قِلعُهُ
…
كما وضَعت حملها المُقربُ
على ساعةٍ قام فيها الثّناءُ
…
على هامة المشتري يخطبُ
مجاهدُ رُضْتَ إِباءَ الشَّمُو
…
س فاصْحَبْ ما لم يكُن يصحبُ
فقلْ واحتكمْ فسميعُ الزّما
…
نِ مصيخٌ إليك بما ترغبُ
وقد ألف مجاهدًا كتابًا في العَرُوض يدلّ على فضائله. وقد وزر له أبو العبّاس أحمد رشيق.
تُوُفّي بدانية سنة ست وثلاثين.
179-
حمد بن أحمد بن بكير التنوخيّ1.
الخياط، إمام مسجد أبي صالح الّذي بظاهر باب شرقيّ.
1 تاريخ دمشق "36/ 274".
حدَّث عن: عبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن محمد الحِنّائيّ.
روى عنه: الكتّانيّ، ونجا العطّار.
180-
محمد بن أحمد بن أبي شُعيب1.
الفقيه أبو منصور الرُّويانيّ. نزيل بغداد. سمع: ابن كَيْسان النَّحْويّ، وسهل بن أحمد الدِّيباجيّ.
وعنه: الخطيب.
181-
محمد بن الحسن بن محمود.
أبو منصور الأصبهاني المعلم الصّوّاف.
182-
محمد بن الحسين بن أحمد بن بُكَيْر2.
أبو طالب التّاجر. بغداديّ. كان أبوه حافظًا فسمَّعه من: أبي محمد بن ماسيّ، وأبي الفتح محمد بن الحسين الأزْديّ، وجماعة.
روى عنه: الخطيب، وأحمد بن محمد بن قيداس المقرئ. تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
183-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حسين بن هارون3.
أبو بكر الوضّاحيّ الحمصيّ الزّاهد المقرئ. ويلقّب أبوه بجَرَميّ. سكن دمشق، وروى عن: أبي عليّ بن أبي الرَّمْرَام، وأبي سليمان بن زَبْر، وأحمد بن عُتْبَة، ويوسف المَيَانِجِيّ، والفضل بن جعفر التّميميّ.
روى عنه: عبد العزيز بن أحمد الكتّانيّ وقال: كان يذهب مذهب أبي الحسن الأشْعريّ. توفي في صفر. وروى عنه أيضًا: أبو القاسم المصِّيصيّ، وأحمد بن عبد المنعم الكُرَيْديّ، ونجا العطّار، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرّزاق، ومحمد بْن عَلِيّ الفرّاء، آخرون. قَالَ ابن عساكر: سمعتُ أبا الْحَسَن بْن المسلم، عن بعض شيوخه، أنّ أبا بكر بن الْجَرَميّ صادف في بعض الأيّام أحمال خمر لأمير دمشق "جيش بن
1 تاريخ بغداد "1/ 307"، المنتظم "8/ 126"، طبقات الشافعية الكبرى "3/ 38".
2 تاريخ بغداد "2/ 253"، المنتظم "8/ 126"، البداية والنهاية "12/ 53".
3 تاريخ دمشق "38/ 198، 199".
لصمصامة"، فأراقها أبو بكر كلَّها عند بيت لهْيا، فبلغ جيشًا الخبر، فأحضره فسأله عَنْ أشياء من القرآن والحديث والفِقْه، فوجده عالمًا، ثمّ نظر إلى شاربه وإلى أظافيره، فإذا هي مقصوصة، فأمر أن يُنظر إلى عانته فإذا هي محلوقة، فَقَالَ: اذهب فقد نجوت منّي، لم أجد ما أحتجُّ به عليك.
184-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد1.
أَبُو الوليد المُرْسيّ. يُعَرف بابن مِيقُل. حدَّث عن: سهل بن إبراهيم، وهاشم بن يحيى، وأبي محمد الأصِيليّ. وسكن قُرْطُبة، وتفقّه بها مدّة.
قال أبو عَمْرو الحذّاء: ما لقيت أتمّ ورعًا ولا أحسن خلقًا ولا أكمل علمًا منه. كان يختم القرآن على قدميه في كل يوم وليلة. ولم يأكل اللّحم من أوّل الفتنة إلّا من طيرٍ أو حوت أو صيد.
وكان من كرام النّاس على توسُّط ماله.
وكان أحفظ النّاس لمذهب مالك وأقواهم احتجاجًا له، مع عِلمه بالحديث الصّحيح والسّقيم، والرّجال، والعمل باللُّغة والنَّحْو والقراءات والشِّعْر، وكان محمودًا في بلده، مطلوبًا لعِلمه وفضله.
تُوُفّي لليلتين بقيتا من شوّال بمُرْسِيَة، ودُفن في قبلة جامعها. وولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
185-
مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد2.
أبو عبد الرحمن النِّيليّ الفقيه الشّافعيّ.
من كبار أئمّة خُراسان. كان إمامًا فقيهًا زاهدًا، صالحًا، كبير القدْر، له شِعر جيّد. عُمّر ثمانين سنة.
وحدَّث عن: أبي عَمْرو بن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وغيرهما. وأملى مدّة. وكان له ديوان شِعْر. روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر، وأحمد بن عبد الملك المؤذن.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 527"، سير أعلام النبلاء "17/ 586"، النجوم الزاهرة "5/ 39".
2 المنتخب من السياق "31"، طبقات الشافعية الكبرى "3/ 75"، العبر "3/ 186".
186-
محمد بن عليّ بن الطّيّب1.
أبو الحسين المعتزليّ، صاحب التَّصانيف الكلاميّة. كان من فُحُول المعتزلة، فصيحًا متفنِّنًا، حُلْو العبارة، بليغًا. صنَّف المعتمد في أُصُول الفِقْه، وهو كبير؛ وكتابًا أصلح الأدلة، في مجلدتين، وكتاب غرز الأدِلَّة، في مجلَّد؛ وكتاب شرح الأُصُول الخمسة؛ وكتاب الإمامة، وكتابًا في أصول الدِّين على قواعد المعتزلة.
وتنبَّه الفُضلاء بكُتُبه واعترفوا بحِذْقة وذكائه.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ يَرْوِي حديثًا واحدً حَدَّثَنِيهِ مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا الْغَلَابِيُّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الزُّرَيْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْمَازِنِيُّ، وَأَبُو خَلِيفَةَ قَالُوا: ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ حَدِيثَ: "إِذَا لَمْ تَسْتَحي فَافْعَلْ مَا شِئْتَ"2 رَحِمَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ. تُوُفّّي في شهر ربيع الآخر.
187-
محمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الحَسَن بن علي بن إبراهيم بن عليّ بن عُبَيْد الله بن الحسين بن زين العابدين3.
الشّريف أبو الحسن بن أبي جعفر العلوي الحسيني العبيدلي النَّسَّابَة.
أحد شيوخ الشِّيعة.
كان علّامة في الأنساب، صنف فيها كتابًا سمّاه "كتاب الأعقاب".
روى عن أبيه، عن ابن عُقْدة، وعن: محمد بن عمران المَرْزُبانيّ، وأبي عمر بن حَيَّوَيْهِ، وغيرهم.
ولو سمع على قدْر عمره لسمع من أبي عَمْرو بن السّمّاك وطبقته. فإنّه وُلِد في ذي العقدة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وعُمِّر دهرًا، وتلمذ في الرَّفْض للشيخ المفيد المعروف بابن النعمان.
1 تاريخ بغداد "3/ 100"، ميزان الاعتدال "4/ 271"، سير أعلام النبلاء "17/ 587".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "6120"، وفي الأدب المفرد "597"، وأبو داود "4797"، وابن ماجه "4183"، وأحمد في المسند "4/ 121، 122"، وغيرهم.
3 الوافي بالوفيات "1/ 118"، لسان الميزان "5/ 366، 367"، النجوم الزاهرة "5/ 41".
روى عنه: أبو حرب محمد بن المُحسِّن العَلَويّ النَّسَّابَة، وأحمد بن محمد بن الوتّار، وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العُكَبْرِيّ، وآخرون. وقد روى عن أبي الفَرَج الأصبهاني كتاب "الدّيارات".
وروى أيضًا عن أبي بكر أحمد بن الفضل الرَّبَعيّ سندانة، عن أبي عُبَادة البُحْتُرِيّ عدّة قصائد من شِعْره. وهو آخر من حدَّث عن هذين.
وذكره ابن عساكر في تاريخه، وقال: ذكره أبو الغنائم النَّسَّابة وأنّه اجتمع به في دمشق ومصر. وسمع منه علمًا كثيرًا. وذكر أنّ له كُتبًا كثيرة وشِعْرًا. وكان يُعرف بشيخ الشَّرَف.
وقال هلال بن المحسِّن: تُوُفّي في سابع رمضان ببغداد، ثمّ ذكر مولده كما تقدم.
وضعفه ابن خيرون، وقال: حدَّث أبي الفرج الأصبهانيّ بـ"مقاتل الطّالبيّين" من غير أصل، ولا وُجِد سماعُه في شيءٍ قطّ.
188-
المحسّن بن محمد بن العبّاس بن الحسن بن أبي الْجِنّ1.
الشّريف أبو تُراب الحُسيني، نقيب العلويّين، وقاضي دمشق بعد أخيه لأمه فخر الدولة أي يَعْلَى حمزة بن الحَسَن نيابةً عن أبي محمد القاسم بن النُّعْمان.
روى عن: يوسف المَيَانِجِيّ.
روى عنه: عليّ بن أحمد بن زهير، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وعبد العزيز الكتّانيّ.
"حرف الهاء":
189-
هبة الله بن إبراهيم بن عمر المصريّ الصّوّاف.
روى عن: عليّ بن الحسين الأنطاكيّ، وغيره.
روى عنه: أبو إسحاق الحبال، وأبو العباس الرازيّ.
1 تاريخ دمشق "40/ 653".
"حرف الياء":
190-
يحيى بْن عَبْد المُلْك بْن كَيْس1.
أبو بكر القُرْطُبيّ المتكلِّم. كان حاذقًا بالْجَدَل والمناظرة متبحّرًا في ذلك. لم يكن بالأندلس في وقته أبصر منه بالكلام والبحث. عاش سبعًا وأربعين سنة.
وفيات سنة سبع وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
191-
أحمد بن ثابت بن أبي الْجَهْم2.
أبو عمر الواسطيّ الأندلسيّ. من قرية واسط إحدى قرى قَبْرة.
روى عن: أبي محمد الأصِيليّ، وكان يتولّى القراءة عليه.
وكان خيِّرًا صالحًا. أمّ بمسجد بنفسج ستّين سنة. وكُفَّ بَصَرُه.
192-
أحمد بن محمد بن الحسين بن يَزْدَة3.
أبو عبد الله المِلْنجيّ الأصبهاني، الخيّاط المقرئ.
سمع: أبا الشّيخ، وأبا بكر القبّاب، وغيرهما. روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد. وقرأ عليه: أبو الفتح الحدّاد، وغيره.
193-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد4.
أبو الفضل الهاشمي العباسي الرشيدي المروروذيّ. قاصي سِجِسْتان. سمع من: محمد بن منصور المَرْوَزِيّ، وأبي أحمد الغِطْريفيّ.
روى عنه: مسعود بن ناصر السِّجْزيّ، والخطيب.
وله شِعر رائق. عاش إلى هذا العام.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 667".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 50، 51".
3 الإكمال لابن ماكولا "7/ 321"، الأنساب "11/ 473"، سير أعلام النبلاء "17/ 593".
4 المنتخب من السياق "94، 95".
194-
أحمد بن يوسف1.
أبو نصر المَنَازِيّ الكاتب الشّاعر الوزير. وَزَرَ لأبي نصر أحمد بن مروان بن دُوستك، صاحب مَيَّافارِقين وديار بكر. وترسَّل إلى القسطنطينيّة مِرارًا، وجمع كُتُبًا كثيرة، ثمّ وقفها على جَامِعَيْ آمِد ومَيَّافارِقين. واجتمع بأبي العلاء المَعَرّيّ فشكا إليه أبو العلاء أنّه منقطع عن النّاس وهم يُؤْذُونه. فقال: ما لهم ولك، وقد تركت لهم الدُّنيا والآخرة؟ فتألَّم أبو العلاء وأطرق مُغْضِبًا.
وهو من مَنَازْجِرْد من نواحي خَرْت بَرْت ليس من مَنَازْجِرْد الّتي من عمل خلاط.
وللمَنَازيّ ديوان شِعر قليل الوقوع، وهو منسوب إلى منازْكَرْد، وفيه يقول القائل:
وأفْقَر من شِعْر المَنَازِيّ المنازِلُ
ومن شعره:
وافَى إليَّ كتابه فتصوَّعتْ
…
كفّاي ساعةَ نشرهِ من نشرهِ
وفَضَضْتُه مُسْتَبْشرًا وروُدهُ
…
فعرفت فَحْوَى صدره من صدرِه
سَرَّى همومي ما حَواه وسرَّني
…
أنْ مرَّ ذِكْري خاطرًا في سرِّه
"حرف الهاء":
195-
الحسين بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جُمَيْع2.
أبو محمد الغسّانيّ الصَّيْدَاويّ، المُلقَّب بالسَّكَن.
روى عن: أبيه أبي الحسين، وجدَّيه أحمد بن محمد، ومحمد بن سليمان بن أحمد بن ذَكْوان، ويوسف المَيَانِجِيّ، وأحمد بن عطاء الرُّوذَبَاريّ، وطائفة. وعنه: محمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، وحمْد بن عليّ الرهاويّ، وعليّ بن بكار
1 وفيات الأعيان "1/ 43، 145"، سير أعلام النبلاء "17/ 583"، الوافي بالوفيات "5/ 285-288".
2 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 441، 442"، سير أعلام النبلاء "17/ 592"، غاية النهاية "2/ 148".
الصُّوريّ، وجماعة. وبالإجازة: نصر المقدسيّ، وأبو الحسن بن المَوَازِينيّ. قال المنجّا بن سُلَيْم الكاتب: قال لي أبو محمد ين جُمَيْع: مكثت ستّة أشهُر ما شربت الماء. قال أبو السَّرِيّ الطّبيب: إنّ مَعِدتَك تشبه الآبار. باردة في الصَّيف حارّة في الشّتاء، إنّي أنصحك فاشرب الماء، وإلّا خِفْتُ على كَبِدك. فأَلْزَمْتُ نفسي شُرْبَ الماء حتّى تعوّدت. وقال: سمعتُ الموطّأ من جدّي سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة كذا في النُّسْخة، ولعله سنة سبْعٍ وخمسين.
قال: ولي سبعٌ وثمانون سنةً. وقد سردتُ الصَّوم ولي ثمان وعشرون سنة. وسردَ أبي الصَّوم وله ثمانية عشر عامًا وإلى أن مات.
وصام جدّي وله اثنتا عشر سنة حتّى مات. تُوُفّي، رحمه الله، يوم عيد الفِطْر.
196-
الحسين بن محمد بن بيان1.
المؤذّن أبو عبد الله البغداديّ، عُرِف بابن مجوجا. قال الخطيب: كتبتُ عنه عن عبد الله بن موسى الهاشميّ. وكان صدوقًا. وذكر لي أنّه سمع من حبيب القزّاز، والقَطِيعيّ، وأنّ كُتُبَه ضاعت، وأنّه وُلِد سنة سبْعٍ وأربعين وثلاثمائة.
"حرف العين":
197-
عبد الرحمن بن مَخْلَد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بَقِيّ بن مَخْلَد2.
أبو الحسن القُرْطُبي. سمع من أبيه، وأجاز له جدّه. وأخذ عن أبي بكر بن زَرْب كتاب "الخِصال" من تأليفه.
وولي قضاء طُلَيْطُلَة مرَّتين. وكان مليح الخطّ، دَرِبًا بالقضاء. ثمّ ولي أحكام الشُّرطة والسّوق بقُرْطُبة إلى أن تُوُفّي في النّصف من ربيع الآخر فجأة.
وولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
198-
عبد الصّمد بن محمد3.
أبو الفضل البغداديّ ابن الفقاعيّ.
1 تاريخ بغداد "8/ 108"، المنتظم "8/ 128".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 329".
3 تاريخ بغداد "11/ 45"، المنتظم "8/ 128، 129"، الأنساب "6/ 96، 97".
سمع مجلسًا من أبي بكر القَطِيعيّ. وكان خطيب قرية الرُّخَّجِيّة على فَرْسَخ من بغداد.
199-
عليّ بن أحمد بن الحسن بن عبد السّلام الْبَغْدَادِي1.
أبو الحسين بن الشِّيرَجِيّ المقرئ. سمع من: القَطِيعيّ، وعبد العزيز الخِرَقيّ. قال الخطيب: كتبنا عنه؛ وكان صدوقا. مات فِي جُمَادى الآخرة.
200-
عَلِيّ بْن عَبْد الصّمد بن عُبَيْد الله.
أبو الحسن الهاشميّ، خطيب الجانب الغربيّ.
سمع: أبا محمد بن السّقّا الوَاسِطيُّ، ومحمد بن أحمد المفيد، والأبْهَريّ.
201-
عليّ بن محمد بن الحسن2.
أبو الحسن البغداديّ الحربيّ السِّمسار، المعروف بابن قُشَيْش.
سمع: أبا بكر القطيعي، وإبراهيم بن أحمد بن الحُرْفيّ، وابن لؤلؤ الورّاق، وأبا سعيد الحُرْفيّ، ومحمد بن المظفّر.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقًا يتفقّه بمذهب مالك. تُوُفّي في شعبان، وولد في سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
"حرف الميم":
202-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرحمن بن محمد بن موسى.
أبو بكر الأصبهاني الصّفّار. سمع: أبا الشّيخ. وعنه: أبو عليّ الوَخْشيّ، ومسعود بن ناصر السِّجْزيّ، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون. بقي إلى سنة سبْعٍ هذه.
203-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو البلجي بن القمّاح3.
روى عن: يوسف المَيَانِجِيّ. روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، ونجا بن أحمد، وجماعة.
1 تاريخ بغداد "11/ 333".
2 تاريخ بغداد "13/ 100، 101".
3 تاريخ دمشق "36/ 438".
204-
محمد بن الحسين بن عمر بن برهان1.
أبو الحسن بن العراك. أخو عبد الوهّاب. حدَّث في هذه السّنة عن: إسحاق بن سعْد النَّسَويّ.
205-
محمد بن سليمان2.
أبو عبد الله الرُّعَينيّ القُرْطُبيّ الضّرير المعروف بابن الحنّاط، الأديب.
قال الأبّار: كان عالمًا بالآداب، قائمًا على اللُّغة والعربيّة، شاعرًا مُفْلَقًا، شارك في الطّبّ وغيره، وله رسائل بديعة وشِعر مدوَّن.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة. ذكره الحُمَيْديّ، وابن حَيَّان.
206-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد.
أَبُو بكر الأصبهاني المؤذّن التّبّان. إمام مسجد المسى. سمع من أبي الشّيخ. وعنه: قُتَيْبَة بن سعيد، وسعيد بن محمد البقّال، واللّبّاد، وأبو عليّ الحدّاد. قال يحيى بن مَنْدَهْ: مات فِي جُمَادى الآخرة.
207-
مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن يزيد بن محمد بن جُنَيْد3.
أبو عبد الله اللّخْميّ الإشبيليّ، المعروف بابن الأحدب.
كان رجلًا صالحًا مقبلًا على ما يعنيه، قديم الطَّلَب، جامعًا للكُتُب. سمع: أبا محمد الباجيّ، وأبا عبد الله بن مفرِّج، وعباس بن أصْبَغ، وجماعة. تُوُفّي في شوّال في ثمانين سنة.
208-
محمد بن عبد الوهّاب بن أبي العلاء4.
أبو عبد الله الدّلّال، بغداديّ.
سمع "مُسْنَد أبي هريرة"، من أبي بكر القطيعي، وحدّث.
1 تاريخ بغداد "2/ 244".
2 جذوة المقتبس للحميدي "57، 58".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 527، 528".
4 تاريخ بغداد "2/ 382".
209-
محمد بْن عليّ بن نصر1.
أبو الحسن الكاتب البغداديّ. صاحب "ديوان الرّسائل" في دولة جلال الدولة أبي طاهر بن بهاء الدولة بن عضُد الدّولة. وترسّل عنه إلى الملوك، ولقي جماعة من كبار الأُدباء. وأخذ عن: أبي الفَرَج البّبغاء، وأبي نصر بن نُبَاتَة. وكان أديبًا بليغًا فصيحًا إخباريًّا.
سمع من أبي القاسم عيسى بن الوزير. روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد العُكْبَرِيّ. وله كتاب "المفاوضة" صنَّفه للملك العزيز جلال الدّولة. تُوُفّي بواسط في ربيع الآخر، وله خمسٌ وستّون سنة. وهو أخو القاضي عبد الوهّاب بن عليّ المالكيّ شيخ المالكيّة.
210-
محمد بن محمد بن أحمد2.
أبو طاهر بن سُمَيْكَة. روى عن: محمد بن المظفّر. روى عنه: الخطيب، وقال: صدوق. مات فِي شوّال.
211-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مكّيّ بن الحسن بن عليّ بن إبراهيم3.
العلوي الحسني البغداديّ. قدِم دمشق. وذكر أبو الغنائم النّسّابَة أنّه اجتمع به وسمع منه بدمشق ومصر عِلمًا كثيرًا من تصانيفه وشِعْره، وكان يُلقَّب بشيخ الشّرف. عُمِّر تسْعًا وتسعين سنة.
212-
مكّيّ بن أبي طالب حَمُّوش بن محمد بن مختار4.
الإمام أبو محمد القَيْسيّ القيروانيّ، ثمّ القُرْطُبيّ المقرئ.
شيخ الأندلس. حجّ، وسمع بمكّة من: أحمد بن فِراس، ومحمد بن محمد بن جبريل العُجَيْفِيّ، وأبي القاسم عُبَيْد الله السَّقَطيّ، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم المَرْوَزِيّ. وقرأ القرآن على أبي الطيب بن غلبون، وعلى ابنه طاهر.
1 الوافي بالوفيات "4/ 124"، شذرات الذهب "3/ 225"، معجم المؤلفين "11/ 67".
2 تاريخ بغداد "3/ 234".
3 تقدم برقم "187".
4 الصلة لابن بشكوال "2/ 631"، سير أعلام النبلاء "17/ 591-593"، النجوم الزاهرة "5/ 46".
وسمع بالقيروان من: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القَابسيّ، وغيرهم.
قال صاحبه أبو عمر بن مَهْديّ المقرئ: كان رحمه الله من أهل التَّبَحُّر في علوم القرآن، والعربيّة، حَسَن الفَهْم والخُلُق، جيّد الدِّين والعقل، كثير التّأليف في علوم القرآن، محسنًا لذلك، مجوِّدًا للقراءات السَّبْع، عالمًا بمعانيها.
وُلِد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بالقيروان. فأخبرني أنّه سافر إلى مصر وهو ابن ثلاث عشرة سنة، واختلف إلى المؤدِّبين بالحساب، وأكمل القرآن بعد ذلك.
ثمّ رجع فأكمل القراءات على أبي الطّيّب سنة ستٍّ وسبعين وثلاثمائة.
وقرأ القراءات بالقيروان سنة سبْعٍ وسبعين. ثمّ نهض إلى مصر وحجّ.
وابتدأ بالقراءات بمصر، ثمّ عاد، ثمّ رجع إلى مصر سنة اثنتين وثمانين، وعاد إلى بلاده سنة ثلاثٍ، فأقرأ القراءات.
ثمّ خرج سنة سبْعٍ وثمانين فحجّ وجاورَ بمكّة، فحجَّ أربع حججٍ متوالية، ودخل إلى الأندلس في سنة ثلاثٍ وتسعين. وجلس للإقراء بجامع قُرْطُبة وعظُم اسمه وجلَّ قدْرُه.
قال ابن بشْكُوال: ثمّ قلّده أبو الحزْم جَهْوَر خَطَابة قُرْطُبة بعد وفاة يونس بن عبد الله القاضي.
وكان قبل ذلك ينوب عن يونس في الخطبة. وكان ضعيفًا عليه على أدبه وفهْمه.
وله ثمانون تأليفًا. وكان خيِّرًا، فاضلًا، متديِّنًا، متواضعًا، مشهورًا بالصّلاح وإجابة الدّعوة.
حكى أبو عبد الله الطّرفيّ قال: كان عندنا رجلٌ فيه حِدَّة، وكان له على الشّيخ أبي محمد مكّيّ تسلُّط، كان يدنو منه إذا خطب فيغمزه ويُحْصِي عليه سقطاته، وكان الشيخ كثيرًا ما يتعلثم ويتوقَّف، فجاء ذلك الرّجل في بعض الْجُمَع وجعل يحدّ النَّظر إلى الشّيخ ويغمزه، فلمّا خرج ونزل معنا في موضعه، قال: أمِّنوا على دعائي.
ثمّ رفع يديه وقال: اللهمَّ اكْفِنِيه، اللهمَّ اكْفِنِيه، اللَّهُمَّ اكفنيه. فأمَّنّا.
قال: فأُقْعِد ذلك الرّجل وما دخل الجامع بعد ذلك اليوم.
وقال ابن حَيّان: تُوُفّي ثاني يوم المحرَّم، وصلّى عليه ابنه أبو طالب محمد. قلت:
تلا عليه خلْق منهم: عبد الله بن سهل، ومحمد بن أحمد بن مطرّف، وروى عنه بالإجازة أبو محمد بن عَتَّاب.
"حرف الياء":
213-
يحيى بن هشام بن أحمد1.
أبو بكر بن الأصْبَغ القُرَشيّ الأندلسيّ. كان بارعًا في الآداب، عالمًا بالعربيّة واللُّغَة، مقدَّمًا في معاني الأشْعَار الجاهليّة، مشاركًا في العلوم. توفّي ببطليوس رسولًا، وله سبع وأربعون سنة.
وفيات سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
214-
أحمد بن الحسن بن عيسى بن شرارة2.
أبو الحسن النّاقِد، أخو أبي طاهر البغداديّ.
سمع: أبا محمد بن ماسيّ.
215-
أحمد بن عبد الواحد بن مُحَمَّد بن جعفر3.
أبو يعلى ابن زوج الحُرّة. كان أصْغر إخْوته. روى عن: الدَّارَقُطْنيّ، وأبي الحسن الحربيّ.
وعنه: الخطيب، وصدَّقه.
216-
أحمد بن محمد بن العبّاس بن بكران4.
الهاشميّ العبّاسيّ، أبو العبّاس. عن: عليّ بن محمد بن كَيْسان. وعنه: الخطيب، وقال: صدوق. تُوُفّي عن بضعٍ وسبعين سنة.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 677".
2 تاريخ بغداد "4/ 93".
3 تاريخ بغداد "4/ 270".
4 تاريخ بغداد "5/ 72".
217-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد1.
أبو الفضل الهاشميّ العبّاسيّ الهارونيّ الرَّشِيديّ. نزيل سَجسْتان. قدِم نَيْسابور، وحدَّث.
روى عن: أبي بكر المفيد، والغِطْرِيفيّ، والخليل السِّجْزيّ.
روى عنه: مسعود بن ناصر الحافظ، وأبو القاسم الحشكاني.
218-
أحمد بن محمد2.
أبو الحسن القنطري المقرئ. أخذ القراءة عن: الشَّنْبُوذيّ، وعلي بن يوسف العلّاف، وعمر بن إبراهيم الكتّانيّ. وأقرأ النّاس دهرًا بمكّة. قال أبو عَمْرو الدَّانيّ: لم يكن بالضَّابِط ولا بالحافظ.
تُوُفّي بمكّة سنة ثمانٍ وثلاثين.
219-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدُوَيْه.
أبو بكر الشُّرُوطيّ الأصبهاني، ويُعرف بابن الأسود. سمع: عبد الله الصَّائِغ، وأبا الشّيخ.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد. تُوُفّي في ذي الحجّة.
220-
إسماعيل بن عبد الرحمن بن عَمْر بن النّحّاس المصريّ.
ولد في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. وسمع من أصحاب النسائي. وحدَّث. تُوُفّي في رجب.
"حرف الباء":
221-
بِشْر بن محمد.
أبو نصر الأصبهاني الْجُوزدَانيّ.
روى عن: عبيد الله بن يعقوب الأصبهاني. وعن: أبو عليّ الحداد.
1 تقدم برقم "193".
2 ميزان الاعتدال "1/ 156"، غاية النهاية "1/ 136".
"حرف الجيم":
222-
جعفر بن أحمد بن عبد الملك بن مروان الأُمويّ1.
اللُّغَويّ أبو مروان ابن الغاسلة. من أهل إشبيليّة. روى عن: القاضي أبي بكر بن زَرْب، وأبي جعفر بن عَوْن الله، والزُّبَيْديّ، وابن مفرِّج، وجماعة. وكان بارعًا في الأدب واللُّغة ومعاني الشِّعْر، ذا حظٍّ في علم السُّنَّة. عاش أربعًا وثمانين سنة.
"حرف الحاء":
223-
الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم2.
أَبُو عَلِيّ البغداديّ الفقيه المالكيّ، المقرئ.
مصنِّف كتاب "الرَّوْضة في القراءات". روى هذا الكتاب عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن غالب الخيّاط، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن حُمَيْد الواعظ. وقرأ عليه: أبو القاسم الهُذليّ، وإبراهيم الخيّاط المذكور المالكيّ شيخ ابن الفحام الصقلبي. وتُوُفّي في رمضان، وأسانيده في هذا الكتاب. قرأ على: ابن أبي مسلم الفَرَضيّ، والسُّوسَنْجِرْديّ، وعبد الملك النَّهْرَوانيّ، والحمّاميّ، وطبقتهم.
224-
الحسن بن محمد بن عمر بن عُدَيْسَة3.
أبو عليّ النَّرْسيّ البزّاز. سمع: أَبَا حَفْص بْن شاهين، وأبا القاسم الصَّيدلانيّ. قال الخطيب: كان صدوقًا من أهل المعرفة بالقراءات. مات في رجب. سنة ثمانين وثلاثمائة.
225-
الحسين بن يحيى بن أبي عَرّابة.
أبو البركات، ورَّخه الحبّال.
"حرف الطّاء":
226-
طلحة بن عبد الملك بن عليّ.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 128".
2 العبر "3/ 188"، غاية النهاية "1/ 230"، النجوم الزاهرة "5/ 42"، شذرات الذهب "3/ 261".
3 تاريخ بغداد "7/ 245"، المنتظم "8/ 130".
أبو سعْد الطّلْحيّ الأصبهاني التّاجر. سمع: أبا بكر بن المقرئ. روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
"حرف العين":
227-
عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن إبراهيم1.
أبو محمد الهاشميّ العبّاسيّ المعتصميّ. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا.
228-
عبد الله بن يوسف بْن عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن محمد بن حَيَّوَيْهِ2.
الشّيخ أبو محمد الْجُوَيْنيّ. تُوُفّي بنَيْسابور في ذي القعدة. وكان إمامًا فقيهًا، بارعًا في مذهب الشّافعيّ. مفسِّرًا نَحْوِيًّا أديبًا. تفقّه بنَيْسابور على: أبي الطّيّب الصُّعْلُوكيّ. ثمّ خرج إلى مَرْو.
وتفقّه على أبي بكر القفّال وتخرَّج به فِقْهًا وخلافًا. وعادَ إلى نَيْسابور سنة سبع وأربعمائة، وقعد للتّدريس والفَتْوَى.
وكان مجتهدًا في العبادة، مَهِيبًا بين التّلامذة، صاحب جدّ ووَقار. صنف "التبصرة" في الفقه، وصنف "التذكرة"، والتفسير الكبير، و"التعليق".
سمع من: القفال، وعدنان بن محمد الضبي، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن، وابن محمش.
وببغداد من: أبي الحسين بن بشران، وجماعة. روى عنه: ابنه إمام الحرمين أبو المعالي، وسهل بن إبراهيم المسجدي، وعلي بن أحمد المديني. قال أبو عثمان الصابوني: لو كان الشّيخ أبو محمد في بني إسرائيل لنُقلت إلينا شمائلُه وافتخروا به.
وقال عليّ بن أحمد المَدِينيّ: سمعته يقول إنّه من سِنْبِس، قبيلة من العرب.
وقال الحافظ أبو صالح المؤذّن: غسّلته، فلمّا لَفَفْتَهُ في الأكفان رأيت يده اليُمْنَى إلى الإبط منيرة كلون القمر. فتحيرت، وقلت: هذه بركة فتاويه.
1 تاريخ بغداد "9/ 398"، المنتظم "8/ 130".
2 تاريخ بغداد "10، 198"، المنتظم "8/ 130"، سير أعلام النبلاء "17/ 617، 618"، النجوم الزاهرة "5/ 42".
229-
عبد الباقي بن هبة اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر.
أَبُو القاسم البغداديّ الحفّار.
230-
عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن الشَرَفيّ القُرْطُبيّ1.
والد الحاكم أبي إسحاق. ولي القضاء بعدّة كُوَر مَيُورقَة، وغيرها.
وعاش نيِّفًا وسبعين سنة.
231-
عبد الرحمن بن محمد بن عبّاس بن جَوْشَن2.
أبو محمد الأنصاريّ، عُرِف بابن الحصّار الطُّلَيْطُلَيّ. خطيب طُلَيْطُلَة.
روى عن: أبي الفَرَج عَبْدُوس بن محمد ومحمد بن عَمْرو بن عَيْشُون وتمّام بن عبد الله وطائفة من شيوخ طُلَيْطُلَة.
وروى عن: أبي جعفر بن عَوْن الله، وأحمد بن خالد التّاجر، وابن مفرِّج، ومحمد بن خليفة.
وحجّ، وسمع يسيرًا، وعُنِي بالرّواية والْجَمْع حتّى كان أوحد عصره. وكانت الرّحلة إليه. وكان ثقة صدوقًا صبورًا على النسخ.
ذكر أنّه نسخ "مختصر ابن عُبَيْد" وعَارَضَه في يومٍ واحد. وكان مولده في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وأبو الوليد الوخْشيّ، وجُمَاهر بن عبد الرحمن، وأبو عمر بن سُمَيْق، وأبو الحسن بن الألْبيريّ ووصَفه بالدِّين والفضل والوقار. وضَعُفَ في آخر عُمره عن الإمامة، فلزِم داره.
232-
عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد.
أو طاهر الحَسْنَابَاذِيّ، يُعرف بمكشوف الرّأس.
كان من أعيان صوفيّة إصبهان وفُقهائها. سمع من: أبي الشّيخ. ورحل فسمع بمصر وبغداد.
روى عنه: الحداد. وتوفي في ربيع الآخر.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 331".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 330".
233-
عليّ بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن شَوْذَب1.
أبو الحسين الواسطيّ. حدَّث في هذه السنة بواسط عَنْ أَبِي بكر القَطِيعيّ.
"حرف الفاء":
234-
الفضل بن محمد بن سعيد.
أبو نصر القاشانيّ الأصبهاني. سمع: أبا الشّيخ. وعنه: أبو عليّ الحدّاد، وغانم البُرْجِيّ، وجماعة.
"حرف الميم":
235-
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد2.
أبو الحسين البغداديّ المطرّز. كان وكيلًا على أبواب القُضاة. سمع: عليّ بن محمد بن كَيْسان، وابن نجيب. تُوُفّي في شوّال.
236-
محمد بن الحسن بن عيسى3.
أبو طاهر بن شرارة البغداديّ النّاقد. سمع: القطيعي، وابن ماسي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا. تُوُفّي فِي ذي القعدة.
237-
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن الشيخ أبي سلمان محمد بن الحسين الحرّانيّ4.
ثمّ البغداديّ. أبو الحسين الشّاهد. سمع: ابن مالك القَطِيعيّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، وابن ماسيّ. قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا. مات في صفر.
238-
محمد بن أبي السُّكَّريّ، واسمه عمر، بن محمد بن إبراهيم بن غياث5.
1 سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي "91، 92".
2 تاريخ بغداد "1/ 418"، المنتظم "8/ 131".
3 تاريخ بغداد "2/ 221"، المنتظم "8/ 131".
4 تاريخ بغداد "2/ 254"، المنتظم "8/ 131".
5 تاريخ بغداد "5/ 39، 40".
أبو بِشْر البغداديّ الوكيل. سمعَ: عليّ بن لؤلؤ. وابن المظفّر، وأبا حفص بن شاهين.
قال الخطيب: كتبت عنه، وذُكر لنا عنه الاعتزال.
239-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد.
أَبُو بكر الأصبهاني التّبّان المؤذّن. سمع من: أبي الشّيخ. روى عنه: الحدّاد، وأبو الفتح محمد بن عبد الله الصّحّاف، وآخرون.
240-
محمد بن عليّ بن محمد بن سَيُّوَيْه.
أبو محمد الأصبهاني المؤدّب، المكفوف والده. سمع: أبا الشّيخ بن حَيّان.
روى عنه: عبد العزيز النَّخْشَبيّ وقال: هو شيخ صالح عامّيّ، وأبو عليّ الحدّاد، وحمزة بن العبّاس، وغيرهم. تُوُفّي في شوّال. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعْد المطرز. وقال ابن سَمُّوَيْه: المعروف بالرِّبَاطيّ. وأمّا أبو زكريّا بن مَنْدَهْ ففرّق بين هذا وبين المكفوف.
241-
محمد بن عمر بن زاذان القَزْوينيّ1.
أبو الحسن. رحل وسمع من: هلال بن محمد بالبصرة.
روى عنه إسماعيل بن عبد الجبار المالكيّ.
2420-
محمد بن محمد بن عيسى بن إسحاق بن جابر2.
أبو الحسن الخَيْشيّ البصري النحوي.
قرأ بالعربية بالبصرة على أبي عبد الله الحسين بن عليّ النّمريّ صاحب أبي باش.
وسمع من: محمد بن مُعَلَّى الأزْديّ.
وأخذ أيضًا عن أبي عليّ الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار الفارسيّ.
وبرع في النَّحْو.
ونزل واسطًا مدّة. وروى بها كثيرًا، وببغداد. وتخرَّج به جماعة.
1 التدوين في أخبار قزوين "1/ 479".
2 الإكمال لابن ماكولا "3/ 240"، الكامل في التاريخ"9/ 535"، بغية الوعاة "1/ 231".
روى عنه: الوزير أبو الجوائز الحسن بن عليّ الكاتب، ومحمد بن عليّ بن أبي الصَّقْر الواسطيّان، وأبو الحسن عليّ بن الحسين بن أيّوب البزّاز، وأخوه أحمد بن عبد الملك النَّحْويّ.
قال ابن النّجّار: كان من أئمة النُّحَاة المشهورين بالفضل والنُّبْل.
ومن شِعره:
رأيت الصّدّ مذمومًا وعندي
…
صِدِودُك لو ظفرتُ به حميدُ
لأنّ الصّدَّ عن وصلٍ ومَن لي
…
بوصلٍ منك يعقبُه الصُّدود
قال أبو النصر بن ماكولا الحافظ: وأبو الحسن محمد بن محمد بن عيسى الخيشي شيخنا وأستاذنا يقول: اجتاز بنا المتنبّيّ وكنّا نتعصَّب للسّرِيّ الرّفّاء، فلم نسمع منه.
قال ابن ماكولا: كان إمامًا في حلّ التّراجِم، ولم أر أحدًا من أهل الأدب يجري مجْرَاه.
وقال محمد بن هلال بْنُ الصَّابئ: هو من أهل البَطِيحة، لقي أبا عليّ الفارسيّ، وأخذ عن ابن جِنّيّ وأضرابه. ولمّا حصل ببغداد أخذ عنه أبو سعد بن المُوصِلايَا المُنْشئ، وكان ملازمًا له حتّى مات ببغداد عن إحدى وتسعين سنة.
وقال ابن خَيْرُون: مات في سادس عشر ذي الحجّة.
243-
مسعود بن عليّ بن مُعَاذ بن محمد بن مُعَاذ1.
أبو سعيد السِّجْزيّ، ثمّ النَّيْسابوريّ الوكيل الحافظ.
من أعيان تلامذة أبي عبد الله الحاكم، وله عنه سؤالات، وقد أكثر عنه.
سمع: أبا محمد بن الرُّوميّ، وأبا عليّ الخالديّ، وعبد الرحمن بن المزكّيّ، وجماعة. وروى شيئًا يسيرًا عن الحاكم لأنّه تُوُفّي كَهْلًا.
روى عنه: مسعود بن ناصر الركاب، وغيره.
تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين، على قولين ذكرهما عبد الغافر.
1 المنتخب من السياق "432".
"حرف الهاء":
244-
هشام بن غالب بن هشام1.
أبو الوليد الغافِقيّ القُرْطُبيّ الوثائقيّ.
روى عن القاضي أبي بكر بن زَرْب، وابن المكْوِيّ، وأبي محمد الأصِيليّ، وكان أقعد النّاس به، وأكثرهم لُزُومًا له.
وكان خيِّرًا إمامًا، من أهل العلم الواسع، والفَهْم الثّاقب، متفنِّنًا وقد أخذ من كل علم بخط وافر.
وكان يميل إلى مذهب داود بن عليّ الظّاهريّ رحمه الله في باطن أمره. خرج من قُرْطُبة في الفتنة وسكن غُرْنَاطة، ثمّ استقرّ بإشبيليّة. وتُوُفّي في ربيع الآخر، وقد جاوز الثمانين بأشهُر، رحمه الله.
"حرف الياء":
245-
يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الملك2.
الأُمويّ العُثمانيّ، أبو بكر القُرْطُبيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وابن مفرِّج، وعبّاس بن أَصْبَغ، وإسماعيل بن إسحاق. وهاشم بن يحيى.
حدَّث عَنِه: الخَوْلانيّ وقال: كَانَ من أهل العلم والتَّقدُّم في الفَهْم للحديث والسُّنَن والرّأي والأدب. وأثنى عليه ابن خَزْرَج ووصَفَه بالفصاحة والتَّفنُّن في العلوم، وقال: تُوُفّي في صفر ابن ثمانٍ وسبعين سنة.
وفيات سنة تسع وثلاثين وأربعمائة:
"حرف الألف":
246-
أحمد بن أحمد بن محمد بن عليّ3.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 652".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 667، 668".
3 تاريخ بغداد "4/ 4، 5"، الأنساب "7/ 216".
أبو عبد الله القَصْريّ السّيْبِيّ الفقيه الشّافعيّ.
حدَّث عن: أبي محمد بن ماسيّ، وعبد الله بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ، وعلي بن أبي السري البكائي.
قال الخطيب: كان فاضلا من أهل العلم والقرآن، كثير التلاوة. قيل: كان يقرأ في كل يوم ختمة. سمعته يقول: قدِمْتُ أنا وأخي من القصر، والقَطِيعيّ حيّ، ومقصودنا الفقه والفرائض.
فأردنا السّماع منه، فلم نذهب إليه، لكنّا سمعنا من ابن ماسي نسخة الأنصاريّ. وكان ابن اللّبّان الفَرَضيّ قال لنا: لا تذهبوا إلى القَطِيعيّ، فإنّه قد ضَعُفَ واختلّ، وقد منعت ابني من السّماع منه.
تُوُفّي ابن السيبيّ في رجب عن ثلاثٍ وتسعين سنة.
247-
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد1.
أَبُو الحسن بن اللّاعب البغداديّ الأنماطيّ.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وغيره. وتُوُفّي في ذي القعدة.
248-
أحمد بن عليّ بن عمر.
أبو الحسن البصْريّ المالكيّ، الفقيه. تُوُفّي فِي رَمَضَان.
249-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحسين2.
أبو نصر البخاريّ، حَمْوُ القاضي الصيمريّ. تفقّه على أبي حامد الإسْفَرائينيّ. وسمع من: نصر بن أحمد البرجيّ. وعنه: الخطيب، ووثّقه. نزيل الكوفة وبها مات فِي ذي الحجة.
"حرف الحاء":
250-
الْحَسَن بْن داود بن بابْشَاذ3.
1 تاريخ بغداد "4/ 238".
2 تاريخ بغداد "4/ 435، 436"، طبقات الشافعية "3/ 32، 33".
3 تاريخ بغداد "7/ 307".
أبو سعْد المصريّ. تُوُفّي ببغداد في ذي القعدة شابًّا. سمع: أبا محمد بن النّحّاس، وغيره.
وكان له ذكاء باهر. قرأ القراءات والأدب والحساب والفِقْه، وتقدَّم في مذهب أبي حنيفة.
251-
الحَسَن بن عليّ بن الحَسَن بن شوّاش1.
أبو علي الكتّانيّ الدّمشقيّ، المقرئ، مشرف الجامع.
حدَّث عن: الفضل بن جعفر المؤذّن، ويوسف المَيَانِجيّ، وأبي سليمان بن زَبْر.
روى عنه: أبو القَاسِم بْن أبي العلاء، وسهْل بْن بِشْر الإسْفَرائينيّ، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصَّقْر الأنباريّ، ومحمد بن الحسين الحِنّائيّ، وغيرهم. تُوُفّي في ذي القعدة.
252-
الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ2.
الحافظ أبو محمد بن أبي طالب البغداديّ الخلّال.
سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وأبا بكر الورّاق، وأبا سعيد الحرفيّ، وابن المظفّر، وأبا عبد الله بن العسكريّ، وأبا بكر بن شاذان، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وخلْقًا سواهم.
قال الخطيب كتبنا عنه، وكان ثقة له معرفة، نبيه، وخرَّج "المُسْنَد" على "الصَّحيحين"، وجمع أبوابًا وتراجم كثيرة. وقال لي: ولدت سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. ومات في جُمَادى الأولى.
قلتُ: روى عنه: أبو الحسين المبارك، وأبو سعد ابنا عبد الجبّار الصَّيْرفيّ، وجعفر بن أحمد السّرّاج، والمعمّر بن عليّ بن أبي عمامة الواعظ، وجعفر بن المحسّن السّلَمَاسيّ، وآخرون.
253-
الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس3.
1 تاريخ دمشق "10/ 37"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 199".
2 تاريخ بغداد "7/ 425"، سير أعلام النبلاء "17/ 593-595"، شذرات الذهب "3/ 262".
3 تاريخ بغداد "7/ 425".
أبو عليّ بن الحمّاميّ البغداديّ، المتوكّليّ. كان جدّهم مولى للمتوكّل. سمع أبا عبد الله بن العسكري، وعمر بن سنبك، وعليّ بن لؤلؤ، وطائفة كبيرة.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان رافضيًّا خبيث المذهب، ويقرأ على الشّيعة مَثَالب الصّحابة.
عاش ثمانين سنة.
254-
الحسين بن الحسن بن عليّ بن بُنْدَار1.
أبو عبد الله الأنماطيّ. بغداديّ، يُعرف بابن أحما الصَّمْصاميّ.
روى عن: ابن ماسي.
قال الخطيب: كان يدعو إلى الاعتزال والتَّشَيُّع ويناظر عليه بحمق وجَهْل. مات في شعبان.
255-
الحسين بن عليّ بن عُبَيْد الله2.
أبو الفَرَج الطَّناجيريّ. بغداديّ مشهور. سمع: عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، ومحمد بن زيد بن مروان، ومحمد بن المظفّر، وأبا بكر بن شاذان، وخلْقًا سواهم.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة ديِّنًا. سمعته يقول: كتبتُ عن القَطِيعيّ أمالي وضاعت.
توفي في سلخ ذي العقدة، وولد في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
"حرف العين":
256-
عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عبد الله بن رُسْتَه.
البغداديّ ثمّ الأصبهاني. روى عن: عبد الرحمن بن شنبة العطّار عن أبي خليفة الْجُمَحيّ.
وعنه: أبو عليّ الحداد.
1 تاريخ بغداد "8/ 35".
2 تاريخ بغداد "8/ 79، 80"، الأنساب "8/ 251"، سير أعلام النبلاء "17/ 618، 619".
257-
عبد الله بن ميمون الأرع.
أبو محمد الحَسَنيّ الصُّوفيّ. محدِّث مكثر، مصري.
رحل إلى الحافظ أبي عبد الله الحاكم، قاله الحبال.
258-
عبد الرحمن بن سعيد بن خزرج1.
أبو المطرف الإلبيريّ. سمع: أبا عبد الله بن أبي زمنين.
وحج فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأحمد بن نصر الداوديّ. وسكن قرطبة. قال أبو عمر مهديّ: كان من أهل الخير والفضل، حافظًا للمسائل. له حظٌّ من عِلْم النَّحْو، كثير الصّلاة والذِّكر. تُوُفّي رحمه الله في ربيع الأول.
259-
عَبْد المُلْك بْن عَبْد القاهر بْن أسد2.
أبو القاسم النَّصِيبيّ.
260-
عبد الواحد بن محمد بن يحيى3.
أبو القاسم البغداديّ المطرِّز الشّاعر المشهور.
كان سائر القول في المديح والغَزَل والهجاء. له دِيوان.
261-
عبد الوهّاب بن عليّ بن داوريد4.
أبو حنيفة الفارسيّ الملحميّ، الفقيه الفَرَضيّ. قال الخطيب: ثنا عن المُعَافيّ الجريريّ، وكان عارفًا بالقراءات والفرائض، حافظًا لظاهر فِقه الشّافعيّ.
مات في ذي الحجّة.
262-
عليّ بن بُنْدَار.
قاضي القُضاة أبو القاسم. حدَّث بأصبهان عن: أبي الشّيخ. وعن: أبي القاسم بن حَبَابَة.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وأبو سعد المطرز. وتوفي في شوال.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 331، 332".
2 تاريخ بغداد "10/ 433"، المنتظم "8/ 133، 134".
3 تاريخ بغداد "11/ 16"، المنتظم "8/ 134"، الكامل في التاريخ "9/ 543".
4 تاريخ بغداد "11/ 33"، المنتظم "8/ 133"، طبقات الشافعية الكبرى"3/ 285".
263-
علي بن عبيد الله بن علي1.
أبو طاهر البغدادي البزوري. سمع: القطيعي، والوراق. وعنه: الخطيب، واثنى عليه.
264-
علي بن منير بن أحمد2.
أبو الحسن المصري الخلال الشاهد. روى عن: أبي الطّاهر الذُّهليّ، وأبي أحمد بن النّاصح، وجماعة. روى عنه: أبو الحسن الخِلَعيّ، وسهل بن بِشْر، وسعْد بن عليّ الرَّيْحانيّ، وجماعة سواهم. تُوُفّي في ذي القعدة.
265-
عمر بن محمد بن العبّاس بن عيسى3.
أبو القاسم الهاشميّ البغداديّ. عُرِف بابن بكران. سمع: ابن كَيْسان.
قال الخطيب: كان صدوقًا، كتبنا عنه. تُوُفيَ فِي ذي القعْدة.
"حرف الميم":
266-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى4.
أبو عبد الله الشّيرازيّ الواعظ المعروف بالنَّذير. سمع من: إسماعيل بن حاجب الكُشَانيّ، وعليّ بن عمر الرازي القصار، وأبي النصر بن الْجُنْديّ.
وقدِم بغداد فتكلَّم بها ونَفَق سوقُه على العامّة، وشغفوا به، وازدحموا عليه، وافتتنوا به، وصحِبَه جماعة، وهو يُظْهِر الزُّهد، ثمّ إنّه قبل العطاء. وأقبلت عليه الدُّنيا، وكثُر عليه المال، ولبس الثّياب الفاخرة، وكثُر مريدُوه. ثمّ حظّ على الغَزْو والجهاد، فحشد النّاس إليه من كلّ وجهٍ، وصار معه جيش، فنزل بهم بظاهر بغداد، وضُرِب له بالطَّبْل في أوقات الصَّلوات. ثمّ سار إلى الموصل واستفحل أمره، فصار
1 تاريخ بغداد "12/ 10".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 570"، سير أعلام النبلاء "17/ 619، 620"، شذرات الذهب "3/ 262".
3 تاريخ بغداد "11/ 274".
4 تاريخ بغداد "1/ 359" المنتظم "8/ 134، 135"، العبر "3/ 189، 190"، البداية والنهاية "12/ 56".
إلى أَذْرَبَيْجَان، وضاهى أميرَ تلك النّاحية، فتراجع جماعاتٌ من أصحابه. ومات سنة سبْعٍ.
267-
محمد بن حسين بن عليّ بن عبد الرّحيم1.
الوزير عميد الدّولة أبو سعْد البغداديّ.
صدرٌ كبير، رأس في حساب الدّيوان وشارك في الفضائل وقال الشِّعْر. وسمع: أبا الحسين بن بِشْران. ووَزَرَ لأبي طاهر بن بُوَيْه مدّة. وتُوُفّي في ذي القعدة سنة تسعٍ وثلاثين وأربعمائة.
268-
محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عابد2.
أبو عَبْد الله المَعَافِريّ القُرْطُبيّ. رَوَى عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه بن مفرِّج، وعبّاس بن أصْبَغ، والأصِيليّ، وزكريّا بن الأشجّ، وخَلَف بن القاسم، وهاشم بن يحيى.
ورحل سنة إحدى وثمانين، فسمع من ابن أبي زيد "رسالته".
وسمع بمصر من: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وجماعة.
وكان معتنيا بالآثار، ثقة، خيِّرًا، فاضلًا، متواضعًا، دُعِي إلى الشُّورَى فأبى.
حدَّث عنه خلْق منهم: أبو مروان الطَّبْنيّ، وأبو عبد الرحمن العقيليّ، وأبو عبد الله بن عَتَّاب، وابنه أبو محمد، وأبو عبد الله محمد بن فَرَج.
قلت: رواية أبي محمد بن عتّاب، عنه بالإجازة. وكان بقيَّة المحدِّثين بقُرْطُبة. مات في آخر جُمَادى الأولى عن نَيِّفٍ وثمانين سنة، وهو آخر من كان يروي عن الأصِيليّ، وغيره.
269-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن مهران.
أبو بكر الأصبهاني البقّال. سمع أبا الشّيخ. وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
270-
محمد بن عليّ بن محمد3.
1 المنتظم "8/ 134"، البداية والنهاية"12/ 56"، الوافي بالوفيات "3/ 8، 9".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 530، 531"، العبر "3/ 190"، سير أعلام النبلاء "17/ 614، 615".
3 تاريخ بغداد "3/ 101"، الإكمال لابن ماكولا "3/ 227"، لسان الميزان "5/ 303".
أبو الخطّاب البغداديّ الشّاعر المعروف بالْجَبُّليّ. سمع من: عبد الوهّاب الكِلابيّ بدمشق.
روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه بمعرفة العربيّة والشِّعْر.
وقد مدَحه أبو العلاء بن سليمان المَعَرِّيّ بقصيدة مكافأةً لمديحه إيّاه، مطلعها:
أشفقتُ من عِبء البقاء وعابهِ
…
ومللتُ من أريِ الزّمان وصابهِ
وأرى أبا الخطاب نالَ من الحجى
…
خظا زواه الدَّهْرُ عن خُطّابه
رَدّت لَطَافتُه وحدَّةُ ذِهْنهِ
…
وحْشَ اللغاتِ أو أُنْسًا بخطابهِ
وكان أبو الخطّاب مُفْرِط القِصَر، وهو رَافضيّ جَلْد.
271-
محمد بن عمر بن عبد العزيز1.
أبو عليّ البغداديّ المؤدّب. سمع: أبا عمر بن حيويه، وأبا الحسن الدارقطنيّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
272-
محمد بن الفُضَيْل بن الشّهيد أبي الفضل محمد بن أبي الحسين الفُضَيْليّ.
الهَرَويّ المزكّيّ. سمع: أبا الفضل محمد بن عبد الله بن خَمِيرُوَيْه، وأبا أحمد الحاكم. روى عنه: حفيده إسماعيل بن الفُضَيْل، والهَرَويّون.
"الكنى":
273-
أبو كاليجار2.
الملك والد الملك أبي نصر، المُلقَّب بالملك الرّحيم. قرأتُ بخطّ ابن نظيف في تاريخه أنّه تُوُفّي سنة تسعٍ هذه. وهو ابن سلطان الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدّولة بن بُوَيْه.
مات بطريق كرْمان، وكان معه سبعمائة من التُّرْك وثلاثة آلاف من الدَّيْلَم، فَنَهَبت الأتراك حواصله وطلبوا شيراز.
1 تاريخ بغداد "3/ 40".
2 الكامل في التاريخ "9/ 547"، دول الإسلام "1/ 191"، البداية والنهاية "12/ 59".
وفيات سنة أربعين وأربعمائة:
"حرف الألف":
274-
أحمد بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد البغداديّ الخلّال1.
أبو يَعْلَى. روى عن: أبي حفص الكتّانيّ. وعنه: الخطيب أبو حديثًا واحدًا.
275-
أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد2.
المحدِّث الواعظ خاموش الرّازيّ. قد كان ذكرته في آخر تيك الطّبقة، وظفرتُ بأنّه بقي إلى سنة أربعين فإنّه حدَّث في آخر سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
سمع: أبا محمد المَخْلَديّ، وابن مَنْدَهْ، وأبا أحمد الفَرَضيّ، وعليّ بن محمد بن يعقوب الرّازيّ، وإسماعيل بن الحسن الصَّرْصَريّ، وعدّة.
روى عنه: أبو منصور حُجْر بن مظفَّر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين التويي الهمداني، ويحيى بن الحسين الشّريف، وطائفة. وحكاية شيخ الإسلام معه مشهورة.
276-
أحمد بن عبد الله بن سهل3.
أبو طالب ابن البقّال، الفقيه الحنبليّ. كانت له حلقة للفتوى ببغداد. وروى عن: أبي بكر شاذان، وعيسى بن الجرّاح. خلّط في بعض روايته. قاله الخطيب.
277-
أَحْمَد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن علي4.
أبو منصور الصَّيْرفيّ. سمع: ابن حَيَّوَيْهِ، والدارقطني، والمعافى.
وعنه: الخطيب، وقال: كان رافضيًّا، وسماعه صحيح.
278-
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن نصر بن الفتح5.
1 تاريخ بغداد "4/ 94".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 624-626".
3 تاريخ بغداد "4/ 439"، طبقات الحنابلة "2/ 189، 190"، لسان الميزان "1/ 198".
4 تاريخ بغداد "4/ 379"، ميزان الاعتدال "1/ 132"، لسان الميزان "1/ 253".
5 العبر "3/ 192".
أبو الحسن الحكيميّ المصريّ الورّاق. وُلِد في المحرم سنة ستين وثلاثمائة. وسمع من القاضي أبي الطّاهر الذُّهْليّ، وأبي بكر المهندس. روى عنه: أبو عبد الله الرازي في مشيخته. وهو راوي الجزء التّاسع من الفوائد الْجُدُد. تُوُفّي يوم النَّحْر.
279-
أَمَةُ الرّحمن بنت أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر العَبْسيّ1.
الزَّاهدة الأندلسيّة. كانت صوَّامة قوامة، توفيت بكرًا عن ينف وثمانين سنة.
قال: أبو محمد بن خَزْرَج: سمعت عليها عن والدها.
"حرف الباء":
280-
بِسْطَام بن سامة بن لؤي.
أبو أسامة القريشي السّاميّ الهَرَويّ. إمام الجامع.
روى عن: أبي منصور الأزهريّ اللُّغويّ، وعليّ بن محمد بن رزين الباسانيّ. تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
"حرف الحاء":
281-
الْحَسَن بْن أحمد بْن الْحَسَن خداواذ2.
أبو عليّ الكرْجيّ، ثمّ البغداديّ الباقلّانيّ.
سمع من: ابن المُثْمِر، وابن الصَّلْت الأهوازيّ.
كتب عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا ديِّنًا خيِّرًا.
مولده سنة 382هـ.
282-
الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الله بْن حمدان3.
الأمير ناصر الدّولة وسَيْفُها أبو محمد التَّغْلَبيّ. ولي إمرَة دمشق بعد أمير الجيوش
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 694".
2 تاريخ بغداد "7/ 381"، المنتظم "8/ 137، 138".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 620، 621"، الوافي بالوفيات "11/ 419"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 173".
سنة ثلاث وثلاثين إلى أن قُبِضَ عليه سنة أربعين، وسُيِّرَ إلى مصر، وولي بعده طارق الصَّقّلبيّ.
وهذا هو والد الأمير ناصر الدّولة الحسين بن الحسن الحمْدانيّ الّذي أذلّ المستنصر العُبَيْديّ وحكم عليه كما سيأتي سنة نيِّف وستّين.
283-
الحسن بن عيسى بن الخليفة المقتدر بالله جعفر بن المعتضد1.
أبو محمد العبّاسيّ. سمع من: مؤدّبه أحمد بن منصور اليَشْكُريّ، وأبي الأزهر عبد الوهّاب الكاتب. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ديِّنًا حافظًا لأخبار الخلفاء، عارفًا بأيّام النّاس، فاضلًا.
تُوُفّي في شَعبان وله سبْعٌ وتسعون سنة. قلت: روى عنه جماعة آخرهم أبو القاسم بن الحُصَيْن. قال: وُلِدتُ في أوّل سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة. وغسّله أبو الحسين بن المهتدي بالله.
284-
الحسين بن محمد بن هارون2.
أبو أحمد النَّيْسابوريّ الصُّوفيّ الورّاق. ثقة، سمع: أبا الفضل الفاميّ، وأبا محمد المَخْلَديّ، والجوزقيّ، وجماعة. ذكره عبد الغافر.
285-
الحسين بن عبد العزيز3.
أبو يَعْلَى، المعروف بالشالوسيّ. من شعراء بغداد. حدَّث عن ابن حَبَابة.
"حرف الدّال":
286-
داجن بن أحمد بن داجن.
أبو طالب السَّدُوسيّ المصريّ. حدَّث عن: الحسن بن رشيق. وعنه: أبو صادق مرشد المهنيّ.
لا أعلم متى توفي، ولكنه كان في هذا الوقت.
1 تاريخ بغداد "7/ 354، 355"، سير أعلام النبلاء "17/ 621، 622"، البداية والنهاية "12/ 58".
2 المنتخب من السياق "198".
3 تاريخ بغداد "8/ 61".
"حرف السّين":
287-
سَيّد بن أبان بن سيّد1.
أبو القاسم الخَوْلانيّ الإشبيليّ. سمع من: أبي محمد الباجيّ، وابن الخرّاز. ورحل فسمع من: أبي محمد بن أبي زيد. وكان فاضلًا متقدِّمًا في الفَهْم والحِفظ. وعاش سبْعًا وثمانين سنة.
"حرف العين":
288-
عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن مُكْرم2. أبو الخطّاب البغداديّ.
سمع: أبا بكر الأَبْهَريّ، وأبا حفص الزّيّات.
قال الخطيب: كتبتُ عنه وكان صدوقًا.
289-
عُبَيْد الله بن الحافظ أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين3.
البغداديّ الواعظ أبو القاسم. سمع: أباه، وأبا بحر محمد بن الحسن البَرْبَهاريّ، وأبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، وحُسَيْنَك النَّيْسابوريّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقًا.
مات في ربيع الأوّل. قلت: وروى عنه: جعفر السّرّاج، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ.
أظنّه آخر أصحاب أبي بحر.
290-
عليّ بن إسماعيل بن عبد الله بن الأزرق.
أبو الحسين المصريّ. قال الحبّال: حدَّث ولزِم بيته. وتُوُفّي في ربيع الآخر.
291-
عليّ بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق4.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 227، 228".
2 تاريخ بغداد "11/ 45".
3 تاريخ بغداد "10/ 386"، المنتظم "8/ 138"، سير أعلام النبلاء "17/ 601"، البداية والنهاية "12/ 58".
4 تاريخ بغداد "11/ 390"، المنتظم "8/ 139"، البداية والنهاية "12/ 58".
أبو القاسم البغداديّ. روى عن: القَطِيعيّ، وابن ماسيّ. وعاش خمسًا وثمانين سنة. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان شيخًا صالحًا وصدوقًا ديِّنًا حسن المذهب. تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وقال ابن عساكر في "طبقات الأشْعريّة": ومنهم أبو القاسم بن أبي عثمان الهمدانيّ، فذكر ترجمته.
292-
علي بن ربيعة بن عليّ1.
أبو الحسن التميمي المصري البزاز. أحد المكثرين عن الحَسَن بن رشيق. روى عنه: أبو مَعْشَر الطّبريّ، وأبو عبد الله الرّازيّ صاحب السُّدَاسيّات. تُوُفّي في صَفَر.
293-
علي بن عُبَيْد الله بن القصّاب الواسطيّ.
روى عن: الحافظ أبي محمد بن السّقّاء.
294-
عيسى بن محمد بن عيسى الرُّعَينيّ2.
ابن صاحب الأحباس، الأندلسيّ. ولي قضاء المَرُيّة. وكان من جِلَّة العلماء وكبار الأئمّة الأذكياء. روى عن: أبي عِمْران الفاسيّ، وجماعة من المتأخّرين. ومات كَهْلًا.
"حرف الفاء":
295-
فخر الملك3.
وزير صاحب الدّيار المصريّة المستنصر بالله العُبَيْديّ، واسمه صَدَقَة بن يوسف الإسرائيليّ المسلمانيّ. أسلم بالشّام، وخدم بعض الدّولة، ودخل مصر، وخدم الوزير الْجَرْجَرَائيّ. فلمّا مات الْجَرْجَرَائيّ استوزره المستنصر مدّةً، ثمّ قتله في هذا العام واستوزر بعده القاضي أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن.
296-
الفضل بن أبي الخير محمد بن أحمد4.
أبو سعيد المِيهَنيّ العارف. صاحب الأحوال والمناقب. توفي بقريته ميهنة من
1 العبر "3/ 192"، سير أعلام النبلاء "17/ 626، 627"، شذرات الذهب "3/ 264".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 437".
3 البداية والنهاية"12/ 52".
4 الأنساب "11"، سير أعلام النبلاء "17/ 622"، النجوم الزاهرة "5/ 46".
خُراسان. ومنهم من يسمّيه: فضل الله. مات في رمضان وله تسع وسبعون سنة. حدَّث عن: زاهر بن أحمد السَّرْخَسِيّ. ولكن في اعتقاده شيء تكلّم فيه أبو محمد بن حزْم روى عنه: الحسن بن أبي طاهر الخُتُّليّ، وعبد الغفّار الشّيرُويّيّ.
"حرف الميم":
297-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن جعفر1.
أبو عبد الرحمن الشّاذياخيّ، الحاكم المزكّيّ الفاميّ.
أملى مدّة عن زاهر السَّرْخَسِيّ، وأبي الحسن الصِّبْغيّ، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة، وغيرهم.
298-
محمد بن أحمد2.
أبو الفتح المصريّ. سمع: أبا الحسن الحلبيّ، وابن جُمَيْع الصَّيْداويّ. وعنه: أبو بكر الخطيب. وقال: تكلَّموا فيه.
299-
محمد بن إبراهيم بن عليّ3.
أبو ذَرّ الصّالحانيّ الأصبهاني الواعظ. سمع: أبا الشّيخ، وغيره. روى عنه: الحدّاد، وأحمد بن بِشْرُوَيْه. مات في ربيع الأوّل.
300-
محمد بن جعفر بن محمد بن فُسانْجس4.
الوزير الكبير أبو الفَرَج ذو السَّعادات.
وَزَر لأبي كاليجار، وعُزِل سنة تسعٍ وثلاثين وأربعمائة. وحكم على العراق. وكان ذا أدب غزير ومعرفة باللُّغة. وكان مُحبَّبًا إلى الْجُنْد. عاش ستّين سنة. مات في رمضان.
301-
محمد بن الحسين بن محمد بن آذربهرام5.
1 المنتخب من السياق "39".
2 تاريخ بغداد "1/ 354، 355"، مختصر تاريخ دمشق "21/ 38".
3 العبر "3/ 193"، شذرات الذهب "3/ 264".
4 الكامل في التاريخ "9/ 542، 543"، سير أعلام النبلاء "17/ 620"، الوافي بالوفيات "2/ 304".
5 سير أعلام النبلاء "17/ 600"، غاية النهاية "2/ 132، 133"، الوافي بالوفيات "3/ 10".
أبو عبد الله الكارَزِينيّ الفارسيّ المقرئ. نزيل مكّة. كان أعلى أهل عصره إسنادًا في القراءات. قرأ على: الحسن بن سعيد المطَّوِّعيّ بفارس، وبالبصرة على: الشّذَائيّ أبي بكر أحمد بن منصور، وببغداد على: أبي القاسم عبد الله بن الحسن النّحّاس.
قرأ عليه بالعَشْرة: الشّريف عبد القاهر بن عبد السّلام العبّاسيّ النّقيب، وأبو القاسم يوسف بن عليّ الهّذَليّ، وأبو مَعْشَر الطّبريّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن غالب المصريّ المالكيّ، وأبو القاسم بن عبد الوهّاب، وأبو بكر بن الفَرَج، وأبو علي الحسن بْن القاسم غلام الهراس، وآخرون.
ولا أعلم متى مات، إلّا أنّ الشّريف عبد القاهر قرأ عليه في هذه السنة. وكان هذا الوقت في عَشْر المائة.
302-
مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن إسحاق بن زياد1.
أبو بكر الأصبهاني التّانيّ النّاصر، المعروف بابن ريذة. روى عن الطبراني "معجمه الكبير" و"معجمه الصغير"، و"الفتن" لنعيم بن حماد. وطال عمره وسار ذكره، وتفرد في وقته. ذكره أبو زكريا بن منده فنسبه كما نسبناه، وقال: الثّقة الأمين. كان أحد وجوه النّاس وافر العقل كامل الفضل، مكرّمًا لأهل العِلْم، عارفًا بمقادير النّاس، حَسَن الخطّ، يعرف طرفًا من النَّحْو واللُّغَة.
تُوُفّي في رمضان. وقيل إنّ مولده سنة ست وأربعين وثلاثمائة. قُرئ عليه الحديث مرّات لا أحصيها في البلد والرّساتيق.
قلتُ: روى عَنْهُ: مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن شَذْرَة، وإبراهيم ويحيى ابنا عبد الوهّاب بن مَنْدَهْ، وعبد الأحد بن أحمد العَنْبَريّ، ومَعْمَر بن أحمد اللُّنْبَانيّ، وهادي بن الحسن العَلَويّ، وأبو عليّ الحدّاد، ومحمد بن إبراهيم أبو عدنان العَبْديّ، ومحمد بن الفضل القصار الزاهد، وأبو الرجاء أحمد بن عبد الله بن ماجه، ونوشروان بن شيرزاذ الدَّيْلِميّ، ونصر بن أبي القاسم الصّبّاغ، وإبراهيم ابن محمد الخبّاز سِبْط الصّالحانيّ، وطلْحة بن الحسين بن أبي ذَرّ، وأبو عدنان محمد بن أحمد بن نِزَار، وحَمْد بن عليّ المعلّم، والهَيْثَم بن محمد المَعْدانيّ، وخلْق آخرهم موتًا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانيّة، تُوُفّيت سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
1 الإكمال "4/ 175"، سير أعلام النبلاء "17/ 595، 596"، النجوم الزاهرة "5/ 46".
303-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن مِهران بن شاذان1.
أبو بكر الصّالْحانيّ البقّال الفاميّ. سمع: أبا الشّيخ، وغيره. وعنه: أبو عليّ الحدّاد. ورَّخه ابن السَّمَعانيّ.
304-
مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن إِسْمَاعِيل2.
أَبُو الحسن التّكَكيّ الكاتب البغداديّ. سمع: أبَوَيْ بكر القَطِيعيّ، والورّاق.
وثّقه الخطيب وروى عنه.
305-
محمد بن عمر بن إبراهيم.
أبو الحسين الأصبهاني المقرئ. سمع: محمد بن أحمد بن جِشْنِس.
روى عنه: الحدّاد.
306-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن غَيْلان بن عبد الله بن غَيْلان بن حكيم3.
أبو طالب الهمذاني البغدادي البزاز. أخو غَيْلان الّذي تقدَّم.
سمع من: أبي بكر الشّافعيّ أحد عشر جزءًا معروفة بالغَيْلانيّات، وتفرّد في الدُّنيا عنه. وسمع من: أبي إسحاق المزكّيّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا ديِّنًا صالحًا. سمعته يقول: وُلِدتُ في أوّل سنة ثمانٍ وأربعين. ثمّ سمعته يقول: كنتُ أغلط في مولدي، حتّى رأيت بخطّ جدّي أنّي وُلِدت في المحرَّم سنة سبْعٍ وأربعين.
قال: ومات في سادس شوّال، ودُفِن بداره، وصلى عليه أبو الحسن بن المهتدي بالله.
وقال أبو سعْد السَّمْعانيّ: قرأتُ بخطّ أبي قال: سمعتُ محمد بن محمود الرّشِيديّ يقول: لمّا أردتُ الحجّ أوصاني أبو عثمان الصابوني وغيره بسماع "مسند
1 الأنساب "8/ 13".
2 تاريخ بغداد "2/ 254".
3 تاريخ بغداد "3/ 234، 235"، الكامل في التاريخ "9/ 552"، سير أعلام النبلاء "17/ 598-600".
أحمد" و"فوائد أبي بكر الشّافعيّ". فدخلتُ بغداد واجتمعت بابن المُذْهِب، فرَاودْتُهُ على سَمَاع "المُسْنَد" فقال: أريد مائتي دينار. فقلت: كل نفقتي سبعون دينار، فإنْ كان ولا بُدَّ فأجِزْ لي.
قال: أريد عشرين دينارًا على الإجازة. فتركته وقلتُ لأبي منصور بن حيدر: أُريدُ السَّماع من ابن غَيّلان. قال: إنّه مبطون، وهو ابن مائة. قلتُ: فأعْجلُ فأسمع منه؟ قال: لا، حتّى تَحُجّ. فقلت: كيف يسمح قلبي بذلك وهو ابن مائة سنة ومبطون؟ قال: إنّ له ألف دينار يُجَاءُ بها كلّ يومٍ، فتصب في حجره، فيقبلها ويتقوى بذلك.
فاستخرت الله وحججت، فلما رجعتُ استقبلني شيخ فقلت: ابن غَيْلان حيّ؟ قال: نعم. ففرحت وقرأ لي أبو بكر الخطيب.
قلت: وروى عنه: أبو عليّ أحمد بن محمد البَرَدَانيّ، وأبو طاهر بن سَوّار المقرئ، وأحمد بن الحسين بن قريش البنّاء، وأبو البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس، وجعفر السّرّاج، وجعفر بن المحسّن السَّلَمَاسيّ، وخالد بن عبد الواحد الأصبهاني، وعُبَيْد الله بن عمر بن البقّال، والمعمّر بن عليّ بن أبي عمامة، وأبو منصور عليّ بن محمد الأنباريّ، وأبو منصور محمد بن عليّ الفرّاء. وأبو المعالي أحمد بن محمد البخاريّ التّاجر، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وأبو سعْد أحمد بن عبد الجبّار الصَّيْرفيّ، وخلْق آخرهم موتّا أبو القاسم هبة الله بن الحصين المتوفى سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
307-
محمد بن محمد بن عثمان1.
أبو منصور بن السّوّاق البغداديّ البُنْدَار. سمع: أبا بكر القَطِيعيّ، وابن ماسيّ، ومَخْلَد بن جعفر، وابن لؤلؤ الورّاق. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة. ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة. وتُوُفّي في آخر يومٍ من ذي الحجّة. قلت: وروى عنه: ثابت بن بُنْدَار، وأخوه ياسر، وجماعة.
308-
محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف2.
1 تاريخ بغداد "3/ 235"، العبر "3/ 194"، سير أعلام النبلاء "17/ 622، 623".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 128"، الأعلام "7/ 167".
أبو حاتم القَزْوينيّ الفقيه المناظر، من ساكني آمُل وطَبَرِسْتان. قدِم جُرْجَان، وسمع من: أبي نصر الإسماعيليّ. وتفقّه ببغداد عند الشّيخ أبي حامد. وسمع بالرّيّ من: حمْد بن عبد الله، وأحمد بن محمد البصير. وسمع ببغداد. وذهب إلى وطنه، وصار شيخ آمُل في العلم والفقه.
وبها تُوُفّي سنة أربعين. وهو والد شيخ السَّلَفيّ.
309-
مفرِّج بن محمد1.
309-
أبو القاسم الصَّدَفيّ السَّرَقُسْطيّ.
رحل وسمع بمصر من: أبي القاسم الْجَوْهَريّ "مُسْنَد الموطّأ".
ومن: أبي الحسن عليّ بن محمد الحلبيّ.
وكان شيخًا صالحًا.
310-
منصور بن القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزْديّ الهَرَويّ2.
قاضي هَرَاة أبو أحمد الفقيه الشّاعر. قدِم بغداد وتفقّه على أبي حامد الإسْفَرائينيّ، ومدح أمير المؤمنين القادر بالله. وكان عجبًا في الشِّعْر.
وسمع: العبّاس بن الفَضْل النَّضْرَوِيّ، وأبا الفضل بن خَمِيرُوَيْه. وناهز الثّمانين. وكان يختم القرآن في كلّ يومٍ وليلة حتّى مات رحمه الله.
"حرف الهاء":
311-
هِبة الله بْن أبي عمر محمد بن الحُسَين3.
أبو الشّيخ أبو محمد الْجُرْجَانيّ، المُلقَّب بالموفق.
سمعَ: جدّه لأمّه أبا الطّيّب سهل بن محمد الصُّعْلُوكيّ، ووالدَه أبا عمر محمد بن الحسين البِسْطَاميّ، وأبا الحسين أحمد بن محمد الخفّاف.
وكان فقيهًا مناظرًا رئيس الشافعية بنيسابور.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 619".
2 معجم الأدباء "19/ 191-194"، سير أعلام النبلاء "17/ 275".
3 المنتخب من السياق "474، 475".
"حرف الياء":
312-
يوسف بن رباح بن عليّ بن موسى بن رباح1.
أبو محمد البصْريّ المعدّل. رحل مع والده. وسمع: أبا بكر بن المهندس، وعليّ بن الحسين الأَذَنيّ بمصر، وابن حبابة، وأبا طاهر المخلّص، وابن أخي ميمي ببغداد، وعبد الوهّاب الكِلابيّ بدمشق. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وأبو طاهر الباقِلّانيّ.
قال الخطيب: كان سماعه صحيحًا.
ولي قضاء الأهواز فمات بالأهواز. قال: وقيل كان معتزليًّا.
"الكنى":
313-
أبو القاسم بن محمد الحضرميّ2.
الفقيه المالكيّ المعروف باللَّبِيديّ، ولَبِيدَة قرية من قرى ساحل المغرب. كان من مشاهير علماء إفريقية ومُصَنِّفيها وعُبَّادها. صحِب الزَّاهد أبا إسحاق الجنبيانيّ، وانتفع به، وصنَّف أخباره.
وصنَّف كتابًا كبيرًا بليغًا في مذهب مالك أَزْيَد من مائتي جزء، وكتابًا آخر في "مسائل المدوّنة" وبسطها، وكتاب "التفريع" على المدونة، و"زيادات الأمهات"، و"نوادر الروايات". وكان أيضًا شاعر محسنًا مليح القَول. روى عنه: ابن سعدون، وغيره.
314-
أبو كاليجار3.
السلطان البويهي صاح بغداد. واسمه مَرْزُبان بن سلطان الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدولة. تملك بعد ابن عمّه جلال الدّولة فدامت أيّامه خمسة أعوام. ومات. وقد مرّ ذكره في الحوادث غير مرّةٍ، وعاش إحدى وأربعين سنة، وتسلطن بعده ابن الملك الرحيم أبو نصر.
1 تاريخ بغداد "14/ 328"، الإكمال لابن ماكولا "4/ 7".
2 الأنساب "11/ 12"، معجم المؤلفين "5/ 173".
3 تقدم برقم "273".
وممّن كان في هذا القرب من هذه الطبقة":
"حرف الألف":
315-
أحمد بن سلميان بن أحمد1.
أبو جعفر الكُتاميّ الطّنْجيّ الأندلسيّ، ويُعرف بابن أبي الربيع. رحل إلى المشرق، وأخذ القراءة عن: أبي أحمد السّامرّيّ، وأبي بكر الأُدْفُويّ، وأبي الطّيّب بن غَلْبُون. وأقرأ النّاسَ ببَجّانَة والمَرِية. وعُمّر حتّى قارب التّسعين. وقيل: توفي قبل الأربعين وأربعمائة. قاله ابن بشكُوال.
316-
أحمد بن عمّار2.
أبو العبّاس المَهْدَويّ المقرئ المجوّد.
من أهل المهديّة، مدينة من مدن القيروان بناها المهديّ والد خلفاء مصر. قدم المهدوي بلاد الأندلس، وروى عن: أبي الحسن القَابسيّ. وقرأ القراءات عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن سُفْيَان، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد البراثي. وكان مقدما في فن القراءات العربية، وصنف كتبًا مفيدة. أخذ عنه: أبو محمد غانم بن وليد المالقي، وأبو عبد الله الطرفي المقرئ، وغيرهما.
في حدود الثلاثين أخذوا عنه.
317-
أحمد بن مُحَمَّد بن عَبْد الواحد3.
أَبُو بَكْر المنكدري الشريف.
رحل وسمع، وقرأ الحديث على: أحمد بن محمد المُجْبِر، وأبي عمر الهاشمي، ومحمد بن محمد بن أخي أبي رَوْق الهِزَّانيّ، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي أحمد الفَرَضيّ.
وله جزءان انتقاهما له الصُّوريّ، وسمعهما منه ابن بيان الرّزّاز في سنة سبع وثلاثين.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 87".
2 غاية النهاية "1/ 92"، بغية الوعاة "1/ 152"، معجم المؤلفين "2/ 27".
3 تاريخ بغداد "5/ 95".
318-
إبراهيم بن طلحة بن غسّان.
أبو إسحاق البصْريّ المطَّوِّعيّ.
سمع: يوسف بن يعقوب النَّجِيرَميّ، وعبد الرحمن بن محمد بن شيبة المقرئ، وأحمد بن محمد بن العبّاس الأسْفَاطيّ، وجماعة. وأملى بالبصرة مجالس.
روى عنه: محمد بن إدريس القرتائي، وأبو أحمد بن إبراهيم بن عليّ النَّجِيرَميّ، وغيرهما.
من شيوخ السِّلَفيّ.
319-
إسماعيل بن عليّ بن المُثَنَّى1.
أبو سعْد الأسْتِرَابَاذيّ الواعظ الصُّوفيّ العَنْبَريّ.
قدِم نَيْسابور قديمًا، وبني بها مدرسةً لأصحاب الشّافعيّ تُنْسَبُ إليه. وكان له سوق ونَفَاق عند العامّة، وكان صاحب غرائب وعجائب.
روى عَنْ: أبيه، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن حَيَّوَيْهِ.
روى عنه: محمد بن أحمد بن جعفر القاضي، وأبو بكر الخطيب البغداديّ، وأحمد المُوسياباذيّ.
320-
أَصْبَغُ بن راشد بن أصبغ2.
أبو القاسم الإشبيليّ اللُّخْميّ.
رحل، وسمع من أبي محمد بن أبي زيد وتفقّه عليه، وسمع من: أبي الحسن القابسيّ.
قال أبو عبد الله الحُمَيْديّ: كنتُ أُحْمَلُ للسّماع على الكَتِف سنة خمسٍ وعشرين وأربعمائة، وأوّل ما سمعتُ من الفقيه أَصْبَغ بن راشد، وكنتُ أفهم ما يُقرأ عليه، وكان قد لقي ابن أبي زيد وتفقَّه، وروى عنه رسالته، فسمعت الرسالة منه، وسمعته
1 تاريخ بغداد "6/ 315".
2 جذوة المقتبس "173، 174"، الصلة لابن بشكوال "1/ 109".
يقول: سمعت عَلَى أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد عبد الرحمن فقيه القيروان "الرسالة" و"المختصر" بالقيروان قبل الأربعمائة.
وقال ابن بَشْكُوال: تُوُفّي أَصْبَغ رحمه الله قبل الأربعين والأربعمائة.
"حرف الحاء":
321-
الحسن بن محمد بن مفرِّج1.
أبو بكر المَعَافِريّ القُرْطُبيّ. رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأبي عبد الله بن مفرِّج، وأبي عبد الله بن أبي زمْنِين، وعبّاس بن أَصْبَغ، وعبد الرحمن بن فُطَيْس. وعُني بالرّواية والتّقييد والسّماع والتّاريخ، وجمع كتابًا سماه بـ "كتاب الاحتفال في تاريخ أعلام الرّجال" في أخبار الخلفاء والقضاة والفقهاء. وكان مولده سنة 348هـ بعد سنة 435هـ.
322-
الحسين بن حاتم2.
أبو عبد الله الأذَريّ الأُصُوليّ المتكلِّم الأشعريّ الواعظ.
صاحب ابن الباقِلّانيّ.
سمع بدمشق من: عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره.
وعقد مجالس الوعظ. وكان كثير الصِّيام والعبادة إلّا أنّه كان ينالُ من أهل الأثر.
قَالَ ابن عساكر: سمعتُ أبا الْحَسَن بْن عليّ بن المسلم الفقيه، عن بعض شيوخه إنّ أبا الحسن عليّ بن داود إمام جامع دمشق ومُقْرئها تكلّم فيه بعض الحَشَويّة إذا كان يَؤُم، فكتب إلى القاضي أبي بكر بن الباقِلّانيّ إلى بغداد يسأله أن يرسلَ إلى دمشق من أصحابه مَن يوضّح لهم الحقّ بالحُجَّة، فبعث تلميذه الحسين بن حاتم الأذَرِيّ، فعقد مجلسَ التّذكير في الجامع في حلقة أبي داود، وذكر التّوحيد، ونزَّه المعبود، ونفى عنه التّشبيه والتّحديد، فقاموا من مجلسه وهم يقولون: أحدٌ أحد.
وأقام بدمشق مدّة، ثمّ توجّه إلى المغرب، ونشر العلم بالقيروان.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 136، 137".
2 تاريخ دمشق "10/ 431، 432"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 292، 293".
"حرف الرّاء":
323-
الرِّضَى بن إسحاق بن عبد الله بن إسحاق1.
أبو الفضل النَّصريّ الْجُرْجَانيّ. كان والده كبير الحنفيّة بجُرْجَان. وكان زاهدًا. سمع: أباه، وأبا أحمد الغَطْريفيّ. وببغداد من أصحاب البَغَويّ. وتُوُفّي قبل الأربعين.
"حرف العين":
324-
عبد الله بن جعفر2.
أبو محمد الخبازيّ، الحافظ الجوّال. من أهل طَبَرِسْتان. روى عن: المُعَافى الجريريّ، ونصْر بن أحمد المُرَجَّى، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
روى عنه: أبو المحاسن الرُّويانيّ، وبُنْدَار بن عمر الرُّويانيّ، وأهل تلك الدّيار.
325-
عثمان بن عيسى3.
أبو بكر التُّجَيْبيّ الطُّلَيْطُليّ المالكيّ، المعروف بابن ارفع رأسه.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وغيره.
وكان من أهل العلم البارع والذّهن الثّاقب، حافظًا لرأي مالك رحمه الله، رأسًا فيه. ولي قضاء طَلْبِيرة.
326-
عليّ بن الحسن بن محمد بن فِهْر4.
الإمام أبو الحسن الفِهْريّ المصريّ المالكيّ، من كبار الفُقهاء. صنَّف "فضائل مالك" في مجلَّد، وسمع بالمشرق من جماعة. سمع منه: أبو العبّاس بن دِلْهَاث، والمُهَلَّب بن أبي صفرة وقال: لقيته بمصر ومكة، ولم ألق مثله.
327-
عليّ بن شُعيب بْن عَلِيّ بْن شعيب بْن عَبْد الوهاب.
1 الطبقات السنية "883".
2 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 347، 348"، لسان الميزان "5/ 436".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 405".
4 معجم المؤلفين "7/ 69".
أبو الحَسَن الهَمَذَانيّ الدّهّان. محدِّث رحّال، زاهد كبير القدْر. روى عن: أبي أحمد الغِطْريفيّ، وأَوْس الخطيب، ومحمد بن جعفر النهاوندي، وإسحاق بن سعد النسوي، وابن المقرئ. وخلق.
وعنه: عليّ بن الحسين، وعبد الملك، وابن ممان، وأحمد بن عمر، وناصر بن المشطب الهمذانيون. وكان ثقة خيرا قانعا باليسير.
وآخر من روى عنه ناصر. بقي ناصر إلى حدود عشر وخمسمائة.
"حرف الميم":
328-
محمد بن أحمد بن القاسم1.
أبو منصور الأصبهاني المقرئ نزيل آمد. حدَّث بدمشق وبآمد عن: محمد بن عَدِيّ المِنْقَريّ، وجماعة من البصريّين. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصيّ، وشيخ الإسلام أبو لحسن الهِكّاريّ، والفقيه نصر المقدسيّ. وغيرهم.
329-
محمد بن أحمد بن العلاء بن شاه.
أبو العلاء الصُّغْديّ الأصبهاني الخطيب. سمع: أبا محمد بن حَيَّان، وغيره. وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
330-
محمد بن أبان بن عثمان بن سعيد بن فَيْض2.
أبو عبد الله بن السّرّاج الشَّذُونيّ. روى بقُرْطُبة عن: عبّاس بن أَصْبَغ، وإسماعيل بن إسحاق الطّحّان. وكان متفننا فاضلا، له بصر بالمعتقدات والجدل والكلام.
روى عنه ابن خزرج، وقال: تُوُفّي في حدود سنة أربعين وأربعمائة وقد نيّف على السّبعين.
331-
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الهَرَويّ المقرئ.
قرأ بتلقين أبيه حديثًا على القاضي أبي منصور الأزْديّ وله من العُمر ثلاث سنين. وهذا أغرب ما بلغنا. وتوفي شابًا.
1 تاريخ دمشق "36/ 371".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 532".
332-
محمد بن الحسن بن عمر.
أبو عبد الله المصريّ البزّاز، ويُعرف بابن عين الغزال. روى عنه: ابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسابوريّ.
وعنه: أبو طاهر بن أبي الصَّقْر.
قال ابن ماكولا: تُوُفّي سنة نيِّفٍ وثلاثين.
333-
محمد بن عبد الرّحيم بن حسن1.
أبو الحارث الخَبُوشانيّ، وخَبُوشان بُلَيْدَة من أعمال نَيْسابور، الأثريّ الحافظ. رحل، وكتب الكثير، ونسخ الكتب المُطَوَّلة. سمع من: زاهر بن أحمد، ومحمد بن مكّيّ الكُشْمِيهنيّ، وأبي نُعَيْم عبد الملك بن الحسن. روى عنه: إسماعيل بن عبد القاهر الْجُرجَانيّ، وظَفَر إبراهيم الخلّال. تُوُفّي سنة نَيِّفٍ وثلاثين.
334-
محمد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي بْن الحسين بن مهْرِهُرْمز.
أبو بكر الأصبهاني الحُلَليّ. سمع: أبا الشّيخ أيضًا. وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
335-
محمد بن يعقوب بن إسحاق بن موسى بن سلام2.
أبو نصر السلامي النَّسَفيّ المحدِّث الثّقة. وبُرْجُ السَّلَاميّ في رَبَض نَسَف منسوبٌ إليه، وهو بناه. سمِع: أباه، وبكر بن محمد النَّسَفيّ، وأبا سعيد بن عبد الوهّاب الرّازيّ، وزاهر السَّرْخَسِيّ، وطبقتهم. وعنه: جعفر المُسْتَغْفِريْ، وهو من أقرانه، وأبو بكر محمد بن أحمد البلدي. وحدث بـ "صحيح البُجَيْريّ"، عن أبي نصر بن حَسْنُوَيْه، عن المؤلِّف.
336-
مروان بن عليّ الأسَديّ القُرْطُبيّ3.
أبو عبد الملك، المعروف بالبُونيّ. روى عن: أبي محمد الأصِيليّ، وأبي المطرِّف عبد الرحمن بن فُطَيْس. ورحل فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأحمد بن نصر الداودي وصحبه خمسة أعوام وأكثر. وله مختصر في "تفسير الموطأ".
1 معجم البلدان "2/ 344، 345".
2 الأنساب "7/ 210".
3 جذوة المقتبس "342"، الصلة لابن بشكوال "2/ 616، 617"، معجم المؤلفين "12/ 221".
روى عنه: حاتم بن محمد، وقال: كان حافظًا نافذًا في الفِقْه والحديث.
وروى عنه: أبو عمر الحذّاء، وقال: كان صالحًا عفيفًا عاقلًا، حَسَن اللّسان والبيان.
وقال الحُمَيْديّ: كان فقيهًا محدِّثًا. مات قبل الأربعين وأربعمائة ببونة.
337-
مصعب ابن الحافظ المؤرخ أبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف ابن الفَرَضيّ1.
أبو بَكْر الأَزّديّ القُرْطُبيّ. روى عَنْ: أبيه، وأبي محمد بن أسد، وأحمد بن هشام.
واستجازَ له أبوه جماعةً سمّى بعضهم في "تاريخ الأندلس" له. وذكره الحُمَيْديّ فقال: أديب، محدث، إخباريّ، شاعر ولي الحكم بالجزيرة، ثم روى عنه الحميدي، وقال: كان حيا قبل الأربعين وأربعمائة.
338-
مُعْتَمد بْن محمد بْن محمد بْن مكحول2.
أبو المعالي النَّسَفيّ المَكْحُوليّ. يروي عن: جدّه أبي المعين محمد بن مكحول، وأبي سهل هارون بن أحمد الأسْتِراباذيّ الرّاوي عن أبي خليفة.
وتُوُفّي سنة نَيِّفٍ وثلاثين.
339-
مفضَّل بن محمد بن مِسْعَر3.
القاضي أبو المحاسن التُّنُوخيّ المَعَرِّيّ الحنفيّ المعتزليّ الشِّيعيّ.
رحل إلى بغداد وسمع من: أبي عمر بن مَهْدِيّ، وغيره. وتفقّه على القُدُوريّ. وأخذ الرَّفْضَ والاعتزال عن غير واحد.
وسمع بدمشق من عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر. قال ابن عساكر: كان ينوب بالقضاء بدمشق لابن أبي الْجِنّ، وولي قضاء بَعْلَبَك. وصنَّف "تاريخ النَّحْويّين". وكأنّه كان معتزليًا شيعيًا.
1 جذوة المقتبس "352"، الصلة لابن بشكوال "2/ 627، 628".
2 الأنساب "11/ 460".
3 تاريخ دمشق "43/ 208، 209"، النجوم الزاهرة "5/ 52"، معجم المؤلفين "12/ 315، 316".
أنا النّسيب، أنا المفضل سنة ثمانٍ وثلاثين، فذكر حديثًا.
وقال غيث لأرمنازي: ذُكِر عنه أنّه كان يضع من الشّافعيّ، وصنَّف كتابًا ذكر فيه الرّدّ على الشّافعيّ خالفَ فيه الكتاب والسُّنَّة. وحدَّثني النّسيب أنّه بلغ أباه أنّه ارتشى فعزله عن بَعْلَبَك.
"حرف الهاء":
340-
هشام بن سعيد الخير بن فَتْحون1.
أبو الوليد القَيْسيّ الوَشْقيّ. سمع من: القاضي خَلَف بن عيسى. وهو في هذه الطّبقة. ثمّ إنّ هشامًا حجّ وأخذ عن: أبي العبّاس عليّ بن منير، وأبي عمران الفاسيّ، والحسن بن أحمد بن فِراس. حدَّث عنه الحيمدي وقال: محدِّث جليل، جميل الطّريقة. تُوُفّي بعد الثلاثين وأربعمائة.
وحدَّث عنه أيضًا: أبو عمر بن عبد البَرّ، والقاضي أبو زيد الحشّا.
"حرف الياء":
341-
يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن يحيى2.
أبو بكر القُرَشيّ الْجُمَحيّ الوَهْرانيّ. حدَّث عن: أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وجماعة. كان متصرفا في العلوم. قوي الحفظ، غلب عليه علم الحديث توفي في حدود سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة.
"الكنى":
342-
أبو حاتم3.
أحمد بن الحسن بن خاموش الرازي الواعظ.
سمع السلفي من أصحابه. واجتمع به شيخ الإسلام الهروي. ويروي عنه الخطيب بالإجازة.
1 جذوة المقتبس "364، 365"، الصلة لابن بشكوال "2/ 651".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 666".
3 تقدم برقم "275".