الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أراد الانصراف عن البلد كان آمنًا على نفسه ثلاثة أيّام. فعرض ذلك عليهم، فقالوا: نخرج. وتجدّد الفساد والاستيفاء.
انقضاض شهاب:
وفي ذي القعدة انقضّ شهابٌ كبير مُهَوِّل، ثم بعد جمعة انقض شهاب ملأ ضوءه الأرض وغلب على ضوء المشاعل، وروّع مَن رآه، وتطاول مكثه على ما جرت به عادة أمثاله، حتّى قيل: انفرجت السّماء لَعِظَمِ ما شوهد منه1.
الفَنَاء ببغداد:
وفي ذي الحجّة وقع الفناء ببغداد، فذُكِر انه مات فيه سبعون ألفًا.
1 المنتظم "8/ 79"، الكامل في التاريخ "9/ 439".
أحداث سنة ست وعشرين وأربعمائة
مقاتلة أبي الغنائم للعيّارين:
تجدّد في المحرّم وصول العرب إلى أطراف الجانب الغربيّ، فعاثوا ونهبوا.
ثمّ ظهر قومٌ من العيّارين ففتكوا وقتلوا. فنهض أبو الغنائم بن عليّ المتولّي فقتل اثنين، فعاودوا الخروج وقتلوا رجلين، وقاتلوا أبا الغنائم.
وتتابعت العَمْلات، فنهض أبو الغنائم ومَسَك وقتل. ثم عاد الفساد والعيّارون يكمنون في دُور الأتراك، ويخرجون ليلًا.
وكتب العيّارون رقاعًا يقولون فيها: إنْ صُرِف أبو الغنائم عنّا حفظْنا البلد وإن لم يُصرف ما نترك الفساد1.
نهْب ثمر الخليفة:
وكبسَ غلامٌ قراحًا للخليفة ونهبَ من ثمره، فامتعض الخليفة وكتب إلى الملك والوزير بالقبض عليه وتأديبه، فتوانوا لضَعْف الهيبة. فزاد حنق الخليفة، فأمر القُضاة بالامتناع من الحكم، والفُقَهاء من الفتوى، والخطباء من القعود. وعمل على غلق
1 الكامل في التاريخ "9/ 440"، المنتظم "8/ 82"، النجوم الزاهرة "4/ 281".
الجوامع، فَحُمِل الغلام ورُسم عليه ثم أُطْلِق1.
خُذلان الترك والسلطان:
وزادت الِفَتن، وكثُر القتل، ومُنع أهل سوق يحيى من حمل الماء من دجلة إلى أهل باب الطّاق والرّصافة. وخُذل الأتراك والسّلطان في هذه الأمور حتّى لو حاولوا دفعَ فسادٍ لزاد، وتملّك العيّارون البلد.
فتح بلاد بالهند وجُرجَان وطبرستان:
وفيها وصل كتاب السلطان مسعود بن محمود بفتحٍ فتحه بالهند، ذكر فيه أنّه قتل من القوم خمسين ألفًا، وسبى سبعين ألفًا، وغنِم منهم ما يقارب ثلاثين ألف ألف درهم. فرجع وقد ملك الغُزّ بلاده، فأوقع بهم، وفتح جُرجان وطَبَرِستان2.
الجهر بالمعاصي:
واشتدّ البلاء بالعيارين، وتجهرموا بالإفطار في رمضان، وشُرْب الخمور، والزّنا. وعاد القتال بين أهلِ المحَالّ. وكثُرت العَمْلات، واتّسع الخَرْق على الرّاقع، وقال الملك: أنا أركب بنفسي في هذا الأمر. فما التفتوا له، وتحيّر النّاس، وعظُم الخَطْب. وهاجت العرب، وقطعوا الطُّرُق3.
وصول الروم إلى أعمال حلب وهزيمتهم:
وعلمت الرّومُ بوهْن المسلمين، فوصلوا إلى أعمال حلب فاستباحوها فالتقاهم شبل الدولة ابن مِرْداس فهزمهم.
انتهاب الكوفة:
ونَهَبت عربُ خَفَاجة الكوفة، فلا قوة إلا بالله.
1 المنتظم "8/ 82"، الكامل في التاريخ "9/ 440".
2 المنتظم "8/ 83"، الكامل في التاريخ "9/ 442"، البداية والنهاية "12/ 37"، النجوم الزاهرة "4/ 281".
3 المنتظم "8/ 83"، البداية والنهاية "12/ 37"، شذرات الذهب "3/ 229، 230".