المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحداث سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة: - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ٢٩

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد التاسع والعشرون

- ‌الطبقة الثالثة والأربعون

- ‌أحداث سنة إحدى وعشرين وأربعمائة

- ‌أحداث سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة أربع وعشرين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة خمس وعشرين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة ست وعشرين وأربعمائة

- ‌أحداث سنة سبع وعشرين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة ثمان وعشرين وأربعمائة

- ‌أحداث سنة تسع وعشرين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة ثلاثين وأربعمائة:

- ‌المتوفون في الطبقة الثالثة والأربعون:

- ‌الطبقة الرابعة والأربعون:

- ‌أحداث سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة أربع وثلاثين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة خمس وثلاثين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة ست وثلاثين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة سبع وثلاثين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة تسع وثلاثين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة تسع وثلاثين وأربعمائة

- ‌المتوفون في الطبقة الرابعة والأربعون:

- ‌الفهرس العام للكتاب:

الفصل: ‌أحداث سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة:

‌أحداث سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة:

الاستسقاء ببغداد:

في المحرّم خرجوا ببغداد للاستسقاء.

تعليق المُسُوح في عاشوراء:

وفي عاشوراء عُلقت المسوح، وناحوا. أقام ذلك العيارين.

ثورة أهل الكَرْخ بالعيّارين:

وفيها ثار أهل الكرخ بالعيَّارين فهربوا، وكبسوا دورهم ونهبوا سلاحَهم، وطلبوا من السلطان المعاونة، لأن العيّارين نهبوا تاجرًا فغضب له أهلُ سوقه، فرد العيارين بعضَ ما أخذوا، ثم كبسوا دار ابن الفَلْو الواعظ وأخذوا ماله. وأخذوا في الكبْسات، وانضاف إليهم مولدوا الأتراك وحاشيتهم.

ثمّ إنّ الغلمان صمّموا على عزل جلال الدّولة وإظهار أمر أبي كاليجار، وتحالفوا وقالوا: لا بُدَّ أن يروح عنّا إلى واسط1.

إرغام الملك جلال الدولة على النزوح:

ثمّ قطعوا خطبته، فانزعج وأرسل سراريه إلى دار الخلافة، وخيّر الباقيات في أن يُعْتِقُهُنَّ. وطلب من الغلمان أن يخْفُرُوه، وقال لا أخرج على غير قاعدة.

وامتلأ جانبا دجلة بالناس، وتردّدت الرسل إلى الملك بالنُّزُوح، وقال: ابعثوا معي مائة غلام يحرسوني. فقالوا: بل عشرون. فقال: أريد سفينةً تحملني، ونفقة تُوصلني.

فقرّروا بينهم إطلاق ستّين دينارًا نَفَقَة، فالتزم بعض القوّاد منها بثلاثة دنانير. فلمّا كان اللّيل خرج نفرٌ من غلمانه إلى عُكْبِرا على وجه المخاطرة فبادر الغلمان إلى دار المملكة فنهبوها2.

تردّد أبي كاليجار في التّجاوب مع الثائرين:

وكَتَب الملأ إلى أبي كاليجار بما فعلوه من اجتماع الكلمة عليه، وطلبوا منه مَن ينوب عنه. فلمّا بلغه قال: هؤلاء الأتراك يكتبون ما لا يعتقدون الوفاء به ولا يَصْدُقون. فإنْ كانوا مُحِقِّين في طاعتهم فليُظهروا شعارنا ولْيُخرجوا مَن عندهم. ولا أقل من أنّ يسيروا إلي منهم خمسمائة غلام لأتوجه معهم.

1 المنتظم "8/ 62، 63"، والكامل في التاريخ "9/ 431"، البداية والنهاية "12/ 33".

2 المنتظم "8/ 63، 64"، البداية والنهاية "12/ 33".

ص: 9

الوزير ابن فنة:

وكان وزيره ابن فنة الّذي وقفَ الكُتُب على العلماء، وهي تسعة عشر ألف مجلَّد، فيها أربعة آلاف بخطّ ابن مُقْلَة.

افتقار جلال الدولة:

ثمّ اختلّت المملكة، وقطع عن جلال الدولة المادة التي حتى باع من ثيابه الملبوسة في الأسواق، وخَلَت دارُه من حاجب وفرّاش. وقُطع ضرب الطَّبل لانقطاع الطّبّالين1.

تخبُّط الأمر ببغداد:

وتخبّط أمر بغداد، ومدَّ الأتراك أيديهم إلى النَّهْب.

التشاور في الخطبة لأبي كاليجار:

وتشاور القُوّاد أن يخطبوا للملك أبي كاليجار، وتوقّفوا.

خروج جلال الدولة إلى عُكْبَرا وزواجه:

وخرج جلال الدّولة إلى عُكْبَرا وقَصَد كمال الدّولة أبا سِنان؛ فاستقبله أبو سِنان وقبّل الأرض وقال: خزائني وأولادي لك. وأنا أتوسط بينك وبين جُنْدك. وزوّجه ابنته.

ثمّ جاءه جماعة من الْجُنْد معتذرين، وأُعِيدت خُطبته. وجاءته رُسُل الخليفة وهو يستوحش له2.

سفارة الماوردي إلى أبي كاليجار:

ثمّ بعث الخليفة القاضي أبا الحسن الماوَرْديّ والطُّواشِيّ مبشِّرًا إلى الأهواز إلى أبي كاليجار.

قال الماوردي: قدِمْنا عليه فأنْزَلنا، وحُمِلَت إلينا أموال كثيرة. وأحضرنا وقد

1 المنتظم "8/ 64"، البداية والنهاية "12/ 33".

2 المنتظم "8/ 64"، الكامل في التاريخ "9/ 432"، البداية والنهاية "12/ 33".

ص: 10

فُرِشت دار الإمارة، ووقف الخواصّ على مراتبهم من جانِبَيْ سريره. وفي آخر الصَّفَّين ستّمائة غلام داغريّة بالبِزَّة الحَسَنة الملوَّنة، فخدمنا وسلَّمنا عليه وأوصلْنا الكتاب.

تلقيب أبي كاليجار بملك الدولة:

وتردّد القول بين إخبار واستخبار، وانصرفنا.

ثمّ جرى القول فيما طلب من اللّقب، واقترح أن يكون اللّقب:"السلطان الأعظم مالك الأمم".

قلنا هذا لا يمكن؛ لأنّ السّلطان المعظّم الخليفة، وكذلك مالك الأمم.

فعدلوا إلى: "ملك الدولة".

فقلت: هذا ربما جاز. وأشرت بأن يخدم الخليفة بألطافٍ.

وقالوا: يكون ذلك بعد التلقيب. قلت: الأوْلى أن يُقدَّم. ففعلوا.

هدايا أبي كاليجار للخليفة:

وحمَّلوا معي ألفَيْ دينار، وثلاثين ألف درهم نَقْرَة، ومائتي ثوب ديباج، وعشرين منًّا عُود، وعشرة أَمْناء كافور، وألف مثقال عنبر، وألف مثقال مسك، وثلاثمائة صحن صينيّ.

إقطاع وكيل الخدمة:

ووقّع بإقطاع وكيل الخدمة خمسة آلاف دينار من معاملة البصرة. وأن يُسلَّم إليه ثلاثة آلاف قَوْصَرة تمرٍ كلَّ سنة.

مرتَّب عميد الرؤساء:

وأُفرِد عميد الرؤساء أبو طالب بن أيوب بخمسمائة دينار وعشرة آلاف درهم، وعشرة أثواب.

وعُدنا إلى بغداد، فَرُسِم لي الخروج إلى جلال الدولة، فأجريت معه حديث اللّقب، وما سأله الملك. فثقُل عليه، واقتضى وقوف الأمر.

ص: 11

تأخُّر المطر:

واستمرّ تأخُّر الأمطار، واستسقوا مرَّتين وما سُقوا. وكان الّذين خرجوا إلى الاستسقاء عدد قليل. وأجدَبت الأرض، وهلكت المواشي، وتلِفَ أكثر الثمار1.

كبْسات رئيس العيّارين البرجميّ:

وكبس رئيس العيّارين البُرْجميّ خانًا فأخذ ما فيه، فقوتلَ، فقتل جماعة، وكان يأخذ كلّ مُصَعِّدٍ ومُنحَدِر. وكبسَ دارًا وأخذ ما فيها وأحرقها. هذا والعسكر ببغداد.

منع الخطبة للخليفة:

واجتمع الخدم ومنعوا من الخطبة للخليفة لأجل تأخُّر رسْم البيعة، فلم تُصَلّ الْجُمُعة، ثمّ تُلُطِّف في الأمر في الجمعة الآتية2.

تحليف الملك للخليفة يمينًا:

وفيها حلف الملكُ للخليفةِ يمينًا حضرها المرتضي وقاضي القُضاة، وركب الوزير أبو القاسم بن المسلمة من الغد، فحضر عند الخليفة هو والمرتضى والقاضي، فحلف للملك وهي: أقسمَ عبد الله أبو جعفر القائم بأمر الله باللهِ الّذي لا إله إلا هو الطالب الغالب المدرِك المهلِك، عالم السِّر والعلانية، وحق رسول الله -صلى الله عليه سلم، وحقّ القرآن الكريم، لأُقِيمنَّ لركن الدّين جلالَ الدّولة أبي طاهر بن بهاء الدّولة أبي نصر على إخلاص النّيّة والصّفاء بما يُصْلِح حاله، ويحفظ عليه مكانه، ولأكوننَّ له على أفضل ما يؤثر من حراسته، ولوزير الوزراء أبي القاسم وسائر حاشيته، وإقراره على رُتْبَته. له بذلك عليَّ عهدُ الله وميثَاقُه، وما أخذ على ملائكته المُقرَّبين، وأنبيائه المرسَلين، والله يشهد عليَّ. وهذه اليمين منّي والنّيّة فيها بنية جلال الدولة3.

1 المنتظم "8/ 66"، والكامل في التاريخ "9/ 426"، والبداية والنهاية "12/ 33".

2 المنتظم "8/ 66"، البداية والنهاية "12/ 34".

3 المنتظم "8/ 66"، البداية والنهاية "12/ 34".

ص: 12

انقضاض كوكب:

وفي جُمَادى الأولى عند تصويب الشّمس للغروب انقضّ كوكب كبير كثير الضّوء.

ازدياد شرّ العيّارين:

وزاد شرُّ العيّارين حتّى ولي ابن النسوي فردعهم وانكفؤا.

هياج ريح عظيمة:

وهاجت ريح عظيمة ثلاثة أيّام احتجبت منها السّماء والشّمس، ورمت تُرابًا أحمر، ورملًا.

الغلاء وتلف الغلات:

وغَلَت الأسعار، وتَلِفت غلات الموصل، ولم تردّ البِذار، وكذلك الأهواء وواسط.

أكل الأولاد في الإحساء:

ووصلت الأخبار من الإحساء وتلك النواحي بأنّ الأقوات عدِمت. واضطّرت الأعراب إلى أكل مواشيهم، ثمّ أولادهم، حتّى كان الواحد يعاوض بولده ولدَ غيره لئلا تدركه رِقّة إذا ذبحه1.

انقضاض كوكب آخر:

وفي شوّال انقضّ ليلة الإثنين كوكب أضاءت منه الأرض، وارتاع له العالم، وكان في شكل التّرس، ولم يزل يقلّ حتّى اضمحلّ2.

سُكْر جلال الدّولة:

وفي شوّال سكر جلال الدولة ونزل من داره في سُميريه متنكّرًا إلى دار الخلافة، ومعه ثلاثة، وصعِد إلى بستان، ورمى بعض معيناته القصب، ودخل منه، وجلس

1 المنتظم "8/ 67".

2 المنتظم "8/ 67".

ص: 13

تحت شجرة، واستدعى نبيذًا يشربه، وزمّر الزَّامر. فعرف الخليفة ذلك، فشُق عليه وأزعجه. ثمّ خرج إليه القاضي ابن أبي موسى، والحاجب أبو منصور بن بكران، فحدّثاه ووقفا بين يديه وقالا: قد سُرَّ الخليفة بقُرب مولانا وانبساطه، وأمّا النّبيذ والزّمْر فلا ينبغي.

فلم يقبل ولا امتنع وقال: قُلْ لأمير المؤمنين: أنا عبدك، وقد حصل وزيري أبو سعد في دارك، ووقف أمري بذلك فأُريد أتسلَّمه.

وأخذوا يدارونه حتّى نزل في زَبْزَبه، وأُصعد إلى دار المملكة. واجتمع خلق من الناس على دجلة.

تهديد الخليفة بالانتقال:

فلمّا كان من غد استدعى الخلفية المختصّ أبا غانم، وأبا الوفاء القائد وقال: إنّا قد عرفنا ما جرى أمس، وإنّه أمرٌ زاد عن الحدّ وتناهى في القُبْح واحتملناه. وكان الأوْلى لجلال الدّولة أن يتنزّه عن فِعْله وينزّهنا عن مثله. في كلام طويل. فإن سلك معنا الطّريقة المُثْلى، وإلا فارقْنا هذا البلد ودَبَّرنا أمرنا.

فقبّلا الأرض ومضيا إلى الملك، فركب بعد ذلك في زبزبه، وأشعر الخليفة بحضوره للاعتذار، فنزل إليه عميد الرّؤساء وخدم، وقال: تذكّر حضوري للخدمة واعتذاري. فرجع الجواب بقبول العذر. ثم مضى إلى الميدان ولعب بالصَّوْلجان1.

امتناع الحجّ من العِرَاقِ:

ولم يحجّ ركْب العراق لفساد الطريق.

ورود كسوة الكعبة:

وورد من مصر كِسْوة الكعبة، وأموال للصدقة وصِلات لأمير مكة.

الوباء الْعَظِيمِ:

وورد الخبر بوباءٍ عظيم بالهند، وغَزْنَة، وأصبهان، وجرجان، والري، نواحي الجبل، والموصل، وأن ذلك زاد، على مجاري العادة.

1 المنتظم "8/ 67، 68"، البداية والنهاية "12/ 34".

ص: 14