الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزء الأول من تاريخ الرقة
ومن نزلها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين والفقهاء والمحدثين
جمع أبي علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري الحراني الحافظ
رواية أبي أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، عنه
رواية أبي عبد الله الحسين بن جعفر بن السلماسي، عنه
رواية أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، عنه
رواية الإمام الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السلفي، عنه
رواية شيخنا الجليل، مسند الوقت، بدر الدين أبي القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل الدمشقي، أثابه الله الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم رب وفق
أخبرنا الشيخ الجليل، الرئيس الأصيل، بدر الدين، أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل الدمشقي، قراءةً عليه ونحن نسمع، في يوم السبت ثالث عشر ربيع الآخر من سنة إحدى وثلاثين وستمئة، بمنزل المسمع، قال: أنبأ الشيخ الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السلفي، قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي بمدينة السلام، فيما قرأت عليه من أصل سماعه، أنبأ أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن السلماسي، أنبأ أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، ثنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن مرزوق، القشيري، الحراني، حافظ الرقة، بالرقة في سنة أربعٍ وثلاثين وثلاثمئة:
1-
ثنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني، ثنا الحسن بن محمد بن
أعين، ثنا سليمان بن عطاء، عن أبيه، عن من شهد عياض بن غنم حين بعثه أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى الرها، فوقف على بابها الشرقي، على فرسٍ له محذوفٍ أحمر، وقد أجفل أهل الجزيرة إلى الرها، فدعاهم إلى الإسلام، فأبوا؛ فدعاهم إلى أن يقروا بالصغار، فأقروا على أن يشترطوا؛ فاشترطوا، قالوا: فإنا نشترط كنائسنا وصليبنا، وما لجأ إلى كنائسنا من طيرٍ، وسور مدينتنا، وما كان لكنائسنا من غلةٍ على أن تؤدى خراجها.
فقال عياضٌ: فإنا نشترط عليكم. قالوا: فاشترط. قال: فإني أشترط عليكم [ألا تحدثوا] كنيسة إلا ما في أيديكم، وألا يرفع صليبٌ ولا يضرب ناقوسٌ إلا في جوف كنسيةٍ، وعلى أن نشاطركم منازلكم ينزلها المسلمون، وعلى ألا [تعمروا خنزيراً] بين أظهر المسلمين، وعلى أن تقروا ضيفهم يوماً وليلةً، وعلى أن تحملوا [راجلهم] من رستاقٍ إلى رستاقٍ، وعلى أن تناصحوهم ولا تغشوهم، ولا تمالئوا عليهم عدواً فإن وفيتم لنا وفينا لكم، ومنعناكم مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا؛ وإن استحللتم شيئاً من ذلك استحللنا سفك دمائكم، وسبي أنبائكم ونسائكم وأموالكم. قالوا: فأُشْهِدْ؛ قال: فكتب: أُشْهِدُ الله، {وكفى بالله شهيداً} . فدخل أهل الجزيرة فيما دخل به أهل الرها.
2-
حدثنا هلال بن العلاء، ثنا أبو جعفر ابن نفيل، ثنا سليمان بن عطاء، عن أبيه، عن من شهد عياض بن غنم حين بعثه أبو عبيدة بن الجراح إلى الرها، فوقف على بابها الشرقي، على فرسٍ له محذوفٍ أحمر، وقد أجفل أهل الجزيرة إلى الرها؛ فذكر نحوه.
3-
حدثني جعفر بن محمد بن عمر، ثنا فتح بن سلومة الحمراني، ثنا إسماعيل بن يزيد القصير، ثنا جعفر بن برقان، عن معمر بن صالح، عن العلاء بن أبي عائشة قال: كنت عاملاً لعمر بن عبد العزيز على الرها، فجاءني كتابه: إنه بلغني أن عند أهل الرها صلح الجزيرة، فابعث إلي به حتى أنظر فيه. قال: فبعثت إلى أسقفهم، حتى أتاني به في درجٍ أو حق، فقرأته، فإذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتابٌ لأهل الرها وأهل الجزيرة، من عياض بن غنم عامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد أتاها حتى وقف على بابها الشرقي على فرسٍ أحمر له محذوفٍ، في بعضة عشر فارساً، فدعاهم إلى الإسلام فأبوا، فدعاهم إلى الصلح فأجابوه، وقالوا: على أن نشترط عليكم؛ قال: اشترطوا؛ قالوا: فإنا [نشترط سور مدينتنا، وكنائسنا] وطواحيننا، وما كان لكنائسنا من غلةٍ على أن نؤدي خراجها.
قال عياض: ونحن أيضاً نشترط عليكم. قالوا: فاشترط. قال: نشترط عليكم أن لا تضربوا بناقوسٍ إلا في جوف كنيسةٍ، ولا يعتبر خنزيرٌ في بلاد المسلمين، وعلى أن تقروا ضيفهم يوماً وليلةً، وعلى تحملوا راجلهم من رستاق إلى رستاقٍ، وعلى أن نشاطركم منازلكم ينزلها المسلمون، وعلى أن تنصحونا فلا تشغونا، ولا تمالئوا علينا عدواً من غيركم؛ فإن وفيتم لنا وفينا لكم، وإن غدرتم بنا استحللنا سفك دمائكم وسبي نسائكم. قالوا: فإنا قد رضينا. قال: فإني أشهد الله وملائكته {وكفى بالله شهيداً} فأعاده لهم عمر بن عبد العزيز رحمه الله.