المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الخامس في بيان أن من أقدم على رواية الأحاديث الباطلة يستحق الضرب بالسياط ويهدد بما هو أكثر من ذلك ويزجر ويهجر ولا يسلم عليه ويغتاب في الله ويستعدى عليه عند الحاكم ويحكم عليه بالمنع من رواية ذلك ويشهد عليه - تحذير الخواص من أكاذيب القصاص

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌الْفَصْل الأول فِي سِيَاق الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي تَعْظِيم الْكَذِب على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَالتَّشْدِيد فِيهِ والتغليظ فِي الْوَعيد عَلَيْهِ

- ‌الْفَصْل الثَّانِي فِي تَحْرِيم رِوَايَة الحَدِيث الْكَذِب عَنهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌الْفَصْل الثَّالِث فِي توفّي الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ كَثْرَة الحَدِيث مَخَافَة من النسْيَان وَالدُّخُول فِي حَدِيث الْوَعيد

- ‌الْفَصْل الرَّابِع فِي بَيَان أَنه لَا يجوز لأحد رِوَايَة حَدِيث حَتَّى يعرضه على شيخ من عُلَمَاء الحَدِيث ويجيزه بروايته لاحْتِمَال أَن يكون ذَلِك الحَدِيث لَا أصل لَهُ فَيدْخل فِي حَدِيث من كذب عَليّ

- ‌الْفَصْل الْخَامِس فِي بَيَان أَن من أقدم على رِوَايَة الْأَحَادِيث الْبَاطِلَة يسْتَحق الضَّرْب بالسياط ويهدد بِمَا هُوَ أَكثر من ذَلِك ويزجر ويهجر وَلَا يسلم عَلَيْهِ ويغتاب فِي الله ويستعدى عَلَيْهِ عِنْد الْحَاكِم وَيحكم عَلَيْهِ بِالْمَنْعِ من رِوَايَة ذَلِك وَيشْهد عَلَيْهِ

- ‌الْفَصْل السَّادِس فِيمَن رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَام مُنْكرا لما رُوِيَ عَنهُ من الأباطيل

- ‌الْفَصْل السَّابِع فِي انكار الْعلمَاء قَدِيما على الْقصاص مَا رَوَوْهُ من الأباطيل وسفه الْقصاص عَلَيْهِم وَقيام الْعَامَّة مَعَ الْقصاص بِالْجَهْلِ وَاحْتِمَال الْعلمَاء ذَلِك فِي الله

- ‌الْفَصْل الثَّامِن فِي بَيَان أَن الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة كَثِيرَة وَلَا يميزها الا النَّاقِد الْمُجْتَهد فِي الحَدِيث

- ‌الْفَصْل ال تَاسِع فِي تَلْخِيص الْكتاب الَّذِي أَلفه الْحَافِظ زين الدّين الْعِرَاقِيّ وَسَماهُ الْبَاعِث على الْخَلَاص من حوادث الْقصاص

- ‌الْفَصْل الْعَاشِر فِي زيادات فَاتَت الْحَافِظ زين الدّين الْعِرَاقِيّ فِي كِتَابه فاستدركتها هُنَا

الفصل: ‌الفصل الخامس في بيان أن من أقدم على رواية الأحاديث الباطلة يستحق الضرب بالسياط ويهدد بما هو أكثر من ذلك ويزجر ويهجر ولا يسلم عليه ويغتاب في الله ويستعدى عليه عند الحاكم ويحكم عليه بالمنع من رواية ذلك ويشهد عليه

‌الْفَصْل الْخَامِس فِي بَيَان أَن من أقدم على رِوَايَة الْأَحَادِيث الْبَاطِلَة يسْتَحق الضَّرْب بالسياط ويهدد بِمَا هُوَ أَكثر من ذَلِك ويزجر ويهجر وَلَا يسلم عَلَيْهِ ويغتاب فِي الله ويستعدى عَلَيْهِ عِنْد الْحَاكِم وَيحكم عَلَيْهِ بِالْمَنْعِ من رِوَايَة ذَلِك وَيشْهد عَلَيْهِ

قَالَ الجوزقاني فِي كتاب الموضوعات لَهُ

أخبرنَا أَبُو الْفضل الْمَقْدِسِي أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ الأديب أَنبأَنَا أَبُو عبد الله الْحَاكِم سَمِعت أَبَا سهل مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْحَنَفِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بن اسحاق السراج

ص: 109

يَقُول شهِدت مُحَمَّد بن اسماعيل البُخَارِيّ وَدفع اليه كتاب من ابْن كرام يسْأَله عَن أَحَادِيث مِنْهَا

الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه مَرْفُوعا

الايمان لَا يزِيد وَلَا ينقص

فَكتب مُحَمَّد بن اسماعيل على ظهر كِتَابه من حدث بِهَذَا اسْتوْجبَ الضَّرْب الشَّديد وَالْحَبْس الطَّوِيل أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان

ص: 110

وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان

قَالَ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل سَأَلت يحيى بن معِين عَن زَكَرِيَّا بن يحيى الْكسَائي الْكُوفِي فَقَالَ رجل سوء يحدث بِأَحَادِيث سوء

قلت فقد قَالَ لي انك كتبت عَنهُ فحول وَجهه وَحلف بِاللَّه انه لَا أَتَاهُ وَلَا كتب عَنهُ وَقَالَ يستأهل أَن يحْفر لَهُ بِئْر فَيلقى فِيهَا

وَقَالَ فِي الْمِيزَان

ص: 111

قَالَ أَبُو دَاوُد سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول فِي سُوَيْد الْأَنْبَارِي هُوَ حَلَال الدَّم

وَقَالَ الْحَاكِم أنكر على سُوَيْد حَدِيثه فِي

من عشق وعف وكتم

وَقَالَ يحيى بن معِين لما ذكر لَهُ هَذَا الحَدِيث لَو كَانَ لي فرس ورمح غزوت سويدا

وَقَالَ فِي الْمِيزَان

قيل لِابْنِ عُيَيْنَة روى مُعلى بن هِلَال عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن عبد الله قَالَ

التقنع من أَخْلَاق الْأَنْبِيَاء

ص: 112

قَالَ ابْن عُيَيْنَة ان كَانَ الْمُعَلَّى يحدث بِهَذَا الحَدِيث عَن ابْن أبي نجيح مَا أحوجه أَن يضْرب عُنُقه

وَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف

بَاب عُقُوبَة من كذب على النَّبِي صلى الله عليه وسلم

عَن معمر عَن رجل عَن سعيد بن جُبَير أَن رجلا كذب على النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَبعث عليا وَالزُّبَيْر فَقَالَ

اذْهَبْ فَإِن أدركتماه فاقتلاه

ص: 113

عَن ابْن التَّيْمِيّ عَن أَبِيه أَن عليا رضي الله عنه قَالَ فِيمَن كذب على النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ تضرب عُنُقه

وَعَن أبن جريج أَخْبرنِي قَالَ حسبت الْوَلِيد أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بعث إنْسَانا الى انسان كَانَ يكذب عَلَيْهِ بِالْيمن فَقَالَ

حرقوه ثمَّ قَالَ لَا تعذب بِعَذَاب الله

وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان

قَالَ الْحَافِظ الصُّورِي قَالَ لي أَبُو الْقَاسِم العتابي

ص: 114

كُنَّا يَوْمًا عِنْد أبي أَحْمد السامري فحدثنا عَن أبي الْعَلَاء الوكيعي فَأخْبرت الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ فاستعظمه وَقَالَ

سَله مَتى لَقيته

فَرَجَعت اليه فَقَالَ سمعته مِنْهُ بِمَكَّة سنة ثَلَاثمِائَة فَأتيت عبد الْغَنِيّ فَأَخْبَرته فَقَالَ مَاتَ أَبُو الْعَلَاء عندنَا فِي أول سنة ثَلَاثمِائَة ثمَّ عبرت بعد مُدَّة مَعَ عبد الْغَنِيّ وَأَبُو أَحْمد السامري قَاعد يقْرَأ فَقلت أَلا تسلم عَلَيْهِ قَالَ لَا أسلم على من يكذب فِي حَدِيث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

وَقَالَ ابْن عدي فِي الْكَامِل

حَدثنَا ابْن حَمَّاد حَدثنِي عِيسَى بن يُونُس الرَّمْلِيّ ثَنَا حَمْزَة عَن نصر بن اسحاق عَن اسماعيل قَالَ قَالَ الشّعبِيّ

ص: 115

لداود بن يزِيد الأودي ولجابر الْجعْفِيّ

لَو كَانَ لي عَلَيْكُمَا سَبِيل وَلم أجد الا تبرا لسبكته ثمَّ غللتكما بِهِ

وَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد ثَنَا حُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن حَاتِم قَالَ كنت مَعَ جَعْفَر بن هُذَيْل عِنْد أبي هِشَام الرِّفَاعِي فأملى علينا حَدِيث ابْن ادريس عَن اسماعيل عَن قيس عَن جرير

أَتَانِي خبر بِالْيمن

فَقَالَ لَهُ ابْن هُذَيْل أخرج الي أصل هَذَا فَدخل فَمَكثَ سَاعَة ثمَّ خرج وَمَعَهُ رقْعَة جَدِيدَة فَقَالَ لَهُ ابْن هُذَيْل لَا أسمعك تحدث بِهَذَا فأصلبك

وَأخرج الْعقيلِيّ فِي مُقَدّمَة كِتَابه الضُّعَفَاء عَن عَائِشَة قَالَت

ص: 116

كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اذا اطلع على أحد من أهل بَيته كذب كذبة لم يزل معرضًا عَنهُ حَتَّى يحدث لله تَوْبَة

وَأخرج الْعقيلِيّ من طَرِيق عبد الرَّزَّاق قَالَ أخبرنَا معمر عَن مُوسَى بن أبي شيبَة ان النيي صلى الله عليه وسلم أبطل شَهَادَة رجل فِي كذبة

قَالَ معمر لَا أَدْرِي مَا تِلْكَ الكذبة أكذب على الله أم كذب على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي مُقَدّمَة كتاب الضُّعَفَاء والمتروكين

ص: 117

فَإِن ظن ظان أَو توهم متوهم أَن التَّكَلُّم فِيمَن روى حَدِيثا مردودا غيبَة لَهُ يُقَال لَهُ لَيْسَ هَذَا كَمَا ظَنَنْت وَذَلِكَ أَن اجماع أهل الْعلم على أَن هَذَا وَاجِب ديانَة ونصيحة للدّين وللمسلمين

وَقد حَدثنَا القَاضِي أَحْمد بن كَامِل ثَنَا أَبُو سعيد الْهَرَوِيّ

ص: 118

ثَنَا أَبُو بكر بن خَلاد قَالَ قلت ليحيى بن سعيد الْقطَّان

أما تخشى أَن يكون هَؤُلَاءِ الَّذين تركت حَدِيثهمْ خصماءك عِنْد الله عز وجل

قَالَ لِأَن يكون هَؤُلَاءِ خصمائي أحب الي من أَن يكون النَّبِي صلى الله عليه وسلم خصمي يَقُول لي لم لم تذب الْكَذِب عَن حَدِيثي

قَالَ وَإِذا كَانَ الشَّاهِد بالزور فِي حق يسير تافه حقير يجب كشف حَاله فالكاذب على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَحَق وَأولى لِأَن الشَّاهِد اذا كذب فِي شَهَادَته لم يعد كذبه الْمَشْهُود عَلَيْهِ والكاذب على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يحل الْحَرَام وَيحرم الْحَلَال ويتبوأ مَقْعَده من النَّار فَكيف لَا تجوز الوقيعة فِيمَن قد تبوأ مَقْعَده من النَّار بكذبة على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ص: 119

ثمَّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن خلف ثَنَا عمر بن مُحَمَّد بن الحكم النَّسَائِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن يحيى عَن مُحَمَّد بن يُوسُف قَالَ

كَانَ سُفْيَان الثَّوْريّ يَقُول فلَان ضَعِيف وَفُلَان قوي وَفُلَان خُذُوا مِنْهُ وَفُلَان لَا تَأْخُذُوا عَنهُ وَكَانَ لَا يرى ذَلِك غيبَة

قَالَ وَحدثنَا عَليّ بن ابراهيم الْمُسْتَمْلِي قَالَ سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن مُحَمَّد بن ابراهيم بن شُعَيْب الْغَازِي يَقُول

سَمِعت أَبَا حَفْص عَمْرو بن عَليّ يَقُول حَدثنَا عَفَّان قَالَ

ص: 120

كنت عِنْد اسماعيل بن علية فَحدث رجل بِحَدِيث عَن رجل فَقلت لَا تحدث عَن هَذَا فانه غير بثبت

فَقَالَ الرجل اغْتَبْته فَقَالَ إِسْمَاعِيل مَا اغتابه وَلكنه حكم أَنه لَيْسَ بثبت

قَالَ وَحدثنَا اسماعيل بن مُحَمَّد وَحَمْزَة بن مُحَمَّد الدهْقَان قَالَا حَدثنَا اسماعيل ثَنَا عَليّ بن الْمَدِينِيّ ثَنَا يحيى بن سعيد قَالَ سَأَلت مَالِكًا وَشعْبَة وسُفْيَان بن سعيد وسُفْيَان ابْن عُيَيْنَة عَن الرجل لَا يكون بِذَاكَ فِي الحَدِيث فَقَالُوا جَمِيعًا بَين أمره

ص: 121

قَالَ وَحدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْفَارِسِي

حَدثنَا أَبُو زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الدِّمَشْقِي قَالَ سَمِعت أَبَا مسْهر يسْأَل عَن الرجل يغلط ويهم ويصحف

قَالَ بَين أمره قلت لأبي مسْهر أَتَرَى ذَلِك من الْغَيْبَة

قَالَ لَا

قَالَ وَحدثنَا مُحَمَّد بن مخلد ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن

ص: 122

عبد الرَّحْمَن بن يُونُس السراج قَالَ سَمِعت رجلا يَقُول سَمِعت حَمَّاد بن زيد يَقُول قلت لشعبة هَذَا الرجل يحكم فِي النَّاس الْيَسْ هُوَ غيبَة

قَالَ يَا أَحمَق هَذَا دين وَتَركه محاباه

قَالَ وَحدثنَا مُحَمَّد بن مخلد ثَنَا عمر بن مدرك قَالَ سَمِعت مكي بن ابراهيم يَقُول

كَانَ جَعْفَر بن الزبير يَقُول حَدثنَا الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة

ص: 123

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم نَحوا من مِائَتي حَدِيث فَرَأَيْت شُعْبَة يَأْتِي عمرَان ابْن حدير فَيَقُول

قُم بِنَا نغتاب هَؤُلَاءِ فِي الله عز وجل فَيتْرك حِمَاره ويمضي مَعَه

قَالَ وَحدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن دَاوُد بن سُلَيْمَان النَّيْسَابُورِي حَدثنَا أَبُو الْفضل أَحْمد بن عبد الله بن سَلمَة النَّيْسَابُورِي قَالَ

سَمِعت مُحَمَّد بن بنْدَار السباك الْجِرْجَانِيّ يَقُول

ص: 124

قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل انه يشْتَد عَليّ أَن أَقُول فلَان ضَعِيف وَفُلَان كَذَّاب

فَقَالَ أَحْمد اذا سكت أَنْت وَسكت أَنا فَمَتَى يعرف الْجَاهِل الصَّحِيح من السقيم

قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فَهَؤُلَاءِ أَئِمَّة الْمُسلمين وَأهل الْفضل والورع فِي الدّين قد أباحوا الْجرْح وَأمرُوا بِالْبَيَانِ وأخبروا أَن ذَلِك لَيْسَ بغيبة وَأَنه حكم يلْزم القَوْل بِهِ العارفين وان السُّكُوت عَنهُ لَا يحل لأحد من الْمُؤمنِينَ وان اظهاره أفضل من السُّكُوت عَنهُ لأهل الْعلم بِهِ المتقنين الى أَن قَالَ

فلولا أَن أَئِمَّتنَا رحمهم الله كثرت عنايتهم بِأَمْر الدّين فحفظوا السّنَن على الْمُسلمين لضبطهم الاسناد وانتقادهم الروَاة وبحثهم عَنْهُم وتمييزهم بَين الصَّحِيح والسقيم لظهر فِي هَذِه الْأمة من التبديل والتحريف مَا ظهر فِي الْأُمَم الْمَاضِيَة من قبلهَا

ص: 125

لأَنا لَا نعلم أمة من الْأُمَم قبل أمتنَا حفظت عَن نبيها وحفظت على أمته من بعده من أَمر دينهَا ونفت عَنهُ وَعَن شَرِيعَته التبديل والتحريف مَا حفظت هَذِه الْأمة من سنَن نبيها

ص: 126

صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ وفْق الله تَعَالَى هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة لضبط ذَلِك والعناية بِهِ حَتَّى لَا يُمكن زائغ وَلَا مُبْتَدع أَن يزِيد فِي سنة من

ص: 127

سنَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ألفا وَلَا واوا الا أنكروه ونبهوا عَلَيْهِ وميزوا خطأ ذَلِك من صَوَابه وَحقه من باطله وَصَحِيحه من سقيمه فلولا قيامهم بذلك وذبهم عَنهُ لقَالَ من شَاءَ من الزائفين مَا شَاءَ هَذَا كُله كَلَام الدَّارَقُطْنِيّ

ثمَّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن مخلد ثَنَا مُحَمَّد بن غَالب تمْتَام قَالَ سَمِعت عمرا النَّاقِد يَقُول

دين مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم لَا يحمل الدنس يَعْنِي الْكَذِب انْتهى

وَقَالَ الامام أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن ابراهيم الجوزقاني فِي مُقَدّمَة كتاب الموضوعات لَهُ

أخبرنَا أَبُو بكر عبد الله بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن جَعْفَر النوري أَنا

ص: 128

أبي ثَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الزَّاهِد حَدثنَا مُحَمَّد بن اسحاق الثَّقَفِيّ حَدثنَا أَبُو قدامَة قَالَ سَمِعت ابْن مهْدي يَقُول

مَرَرْت مَعَ سُفْيَان الثَّوْريّ بِرَجُل فَقَالَ كَذَّاب وَالله لَوْلَا أَنه لَا يحل لي أَن أسكت لسكت

وَقَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْمروزِي ثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن يحيى بن ابراهيم بن مُحَمَّد حَدثنَا أَبُو عبد

ص: 129

الله مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم حَدثنَا مُحَمَّد ابْن عبد الله بن عبد الحكم قَالَ

سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول اذا علم الرجل من مُحدث الْكَذِب لم يَسعهُ السُّكُوت عَلَيْهِ وَلَا يكون ذَلِك غيبَة فَإِن مثل الْعلمَاء كالنقاد فَلَا يسع النَّاقِد فِي دينه أَن لَا يبين الزُّيُوف من غَيرهَا

وَقَالَ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه

ص: 130

حَدثنَا الْحسن بن عَليّ حَدثنَا لبيد بن أبي لبيد السَّرخسِيّ حَدثنَا النَّضر بن شُمَيْل قَالَ سَمِعت شُعْبَة بن الْحجَّاج يَقُول

تَعَالَوْا نغتاب فِي الله

وَأخرج الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ كَانَ شُعْبَة يَقُول تَعَالَوْا حَتَّى نغتاب فِي الله

وَأخرج الْعقيلِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي قَالَ

خصلتان لَا يَسْتَقِيم فيهمَا حس الظَّن الحكم والْحَدِيث

وَأخرج الْعقيلِيّ والرامهرمزي عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ

مَا ستر الله أحدا يكذب فِي الحَدِيث

وَأخرج البُخَارِيّ والعقيلي عَن عَفَّان قَالَ

كنت عِنْد ابْن علية فَقَالَ رجل ان فلَانا لَيْسَ مِمَّن

ص: 131

يُؤْخَذ عَنهُ فَقَالَ لَهُ آخر قد اغتبت الرجل فَقَالَ لَيْسَ هَذَا بغيبة انما هَذَا حكم فَقَالَ ابْن علية صدق

وَقَالَ الْعقيلِيّ حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ سَمِعت أبي يَقُول قَالَ عباد بن عباد المهلبي أتيت شُعْبَة أَنا وَحَمَّاد بن زيد فكلمناه فِي أبان بن أبي عَيَّاش أَن يمسك عَنهُ فَقَالَ مَا أرى يسعني السُّكُوت عَنهُ

وَأخرج الْعقيلِيّ عَن حَمَّاد بن زيد قَالَ

كلمنا شُعْبَة فِي أَن يكف عَن أبان بن أبي عَيَّاش لسنه وَأهل بَيته فَأجَاب ثمَّ اجْتَمَعنَا فِي جَنَازَة فناداني من بعيد

ص: 132

يَا أَبَا اسماعيل إِنِّي قد رجعت عَن ذَلِك لَا يحل الْكَفّ عَنهُ لِأَن الْأَمر دين

وَأخرج الْعقيلِيّ عَن شُعْبَة أَنه قَالَ لَوْلَا الْحيَاء من النَّاس مَا صليت على أبان

وَأخرج الْعقيلِيّ عَن عبد الْملك الجدي قَالَ رَأَيْت شُعْبَة مغضبا فَقلت مَه يَا أَبَا بسطَام فَأرَانِي طِينَة فِي يَده فَقَالَ استعدى عَليّ جَعْفَر بن الزبير فانه يكذب على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

وَأخرج الرامَهُرْمُزِي عَن أبي حَفْص الفلاس قَالَ

كَانَ حَمَّاد الْمَالِكِي كذابا وَسمعت عمرا الْأنمَاطِي يَقُول أَتَيْته فَسَمعته يَقُول

حَدثنَا الْحسن أَن عمر بن الْخطاب أَتَى بسارق فَقطع يَده

ص: 133

وَقَالَ لَهُ مَا حملك على هَذَا فَقَالَ الْقدر فَضَربهُ أَرْبَعِينَ سَوْطًا وَقَالَ قطعت يدك لسرقتك وضربتك لفريتك على الله

فَقلت لَو افترى على عمر كم كَانَ يضْربهُ

قَالَ ثَمَانِينَ

قلت يفتري على الله يضْرب أَرْبَعِينَ ويفتري على عمر يضْرب ثَمَانِينَ وَالله لَا تُفَارِقنِي حَتَّى أستعدي عَلَيْك

فَأقر أَنه لم يسمعهُ من الْحسن وَحلف لَا يحدث بِهِ فَكتبت عَلَيْهِ كتابا وأشهدت عَلَيْهِ شُهُودًا

وَفِي الْمِيزَان قَالَ ابْن حبَان سَمِعت جَعْفَر بن أبان

ص: 134

الْمصْرِيّ يملي بِمَكَّة حَدثنَا مُحَمَّد بن رمح حَدثنَا اللَّيْث عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا

من سر الْمُؤمن فقد سرني وَمن سرني فقد سر الله الحَدِيث وَفِيه

يُنَادي مُنَاد يَوْم الْقِيَامَة أَيْن بغضاء الله فَيقوم سُؤال الْمَسَاجِد

فَقلت يَا شيخ اتَّقِ الله وَلَا تكذب على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ص: 135

فَقَالَ لست مني فِي حل أَنْتُم تحسدونني لاسنادي فَلم أزايله حَتَّى حلف أَن لَا يحدث بِمَكَّة بعد أَن خوفته بالسلطان مَعَ جمَاعَة

قلت وَكَذَا وَقع لنا مَعَ هَذَا الْقصاص الغشاش لما روى هَذَا الحَدِيث الْبَاطِل وَنَحْوه وأنكرنا عَلَيْهِ قَالَ هَذَا حسد وَعمل ميعادا عرض فِيهِ بِذكر الْحَسَد

وَفِي الْمِيزَان قَالَ ابْن أبي حَاتِم

سَأَلت أبي عَن مسروح وَعرضت عَلَيْهِ بعض حَدِيثه فَقَالَ يحْتَاج إِلَى التَّوْبَة من حَدِيث بَاطِل رَوَاهُ عَن الثَّوْريّ

ص: 136

قَالَ الذَّهَبِيّ أَي وَالله هَذَا هُوَ الْحق ان كل من روى حَدِيثا يعلم أَنه غير صَحِيح فَعَلَيهِ التَّوْبَة أَو يهتكه الله

وَفِي الْمِيزَان قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ

قَالَ لي أَبُو بكر أَحْمد بن الْمطلب الْهَاشِمِي كُنَّا يَوْمًا عِنْد الْقَاسِم ابْن زَكَرِيَّا الْمُطَرز فَمر فِي كِتَابه حَدِيث عَن الْكُدَيْمِي فَامْتنعَ من قِرَاءَته فَقَالَ اليه مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار وَكَانَ أَكثر عَن الْكُدَيْمِي فَقَالَ لَهُ أَيهَا الشَّيْخ أحب أَن تَقْرَأهُ فَأبى وَقَالَ

ص: 137

أخاصمه بَين يَدي الله غَدا وَأَقُول ان هَذَا كَانَ يكذب على رَسُولك وعَلى الْعلمَاء

وَقَالَ الْعقيلِيّ

حَدثنَا مُحَمَّد بن حَفْص الْجوزجَاني قَالَ سَمِعت أَبَا قدامَة يَقُول سَمِعت أَبَا أُسَامَة يَقُول فِي حَدِيث يزِيد بن أبي زِيَاد عَن ابراهيم عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله فِي الرَّايَات السود فَقَالَ لَو حلف عِنْدِي خمسين يَمِينا قسَامَة مَا صدقته

ص: 138