المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل ال تاسع في تلخيص الكتاب الذي ألفه الحافظ زين الدين العراقي وسماه الباعث على الخلاص من حوادث القصاص - تحذير الخواص من أكاذيب القصاص

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌الْفَصْل الأول فِي سِيَاق الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي تَعْظِيم الْكَذِب على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَالتَّشْدِيد فِيهِ والتغليظ فِي الْوَعيد عَلَيْهِ

- ‌الْفَصْل الثَّانِي فِي تَحْرِيم رِوَايَة الحَدِيث الْكَذِب عَنهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌الْفَصْل الثَّالِث فِي توفّي الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ كَثْرَة الحَدِيث مَخَافَة من النسْيَان وَالدُّخُول فِي حَدِيث الْوَعيد

- ‌الْفَصْل الرَّابِع فِي بَيَان أَنه لَا يجوز لأحد رِوَايَة حَدِيث حَتَّى يعرضه على شيخ من عُلَمَاء الحَدِيث ويجيزه بروايته لاحْتِمَال أَن يكون ذَلِك الحَدِيث لَا أصل لَهُ فَيدْخل فِي حَدِيث من كذب عَليّ

- ‌الْفَصْل الْخَامِس فِي بَيَان أَن من أقدم على رِوَايَة الْأَحَادِيث الْبَاطِلَة يسْتَحق الضَّرْب بالسياط ويهدد بِمَا هُوَ أَكثر من ذَلِك ويزجر ويهجر وَلَا يسلم عَلَيْهِ ويغتاب فِي الله ويستعدى عَلَيْهِ عِنْد الْحَاكِم وَيحكم عَلَيْهِ بِالْمَنْعِ من رِوَايَة ذَلِك وَيشْهد عَلَيْهِ

- ‌الْفَصْل السَّادِس فِيمَن رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَام مُنْكرا لما رُوِيَ عَنهُ من الأباطيل

- ‌الْفَصْل السَّابِع فِي انكار الْعلمَاء قَدِيما على الْقصاص مَا رَوَوْهُ من الأباطيل وسفه الْقصاص عَلَيْهِم وَقيام الْعَامَّة مَعَ الْقصاص بِالْجَهْلِ وَاحْتِمَال الْعلمَاء ذَلِك فِي الله

- ‌الْفَصْل الثَّامِن فِي بَيَان أَن الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة كَثِيرَة وَلَا يميزها الا النَّاقِد الْمُجْتَهد فِي الحَدِيث

- ‌الْفَصْل ال تَاسِع فِي تَلْخِيص الْكتاب الَّذِي أَلفه الْحَافِظ زين الدّين الْعِرَاقِيّ وَسَماهُ الْبَاعِث على الْخَلَاص من حوادث الْقصاص

- ‌الْفَصْل الْعَاشِر فِي زيادات فَاتَت الْحَافِظ زين الدّين الْعِرَاقِيّ فِي كِتَابه فاستدركتها هُنَا

الفصل: ‌الفصل ال تاسع في تلخيص الكتاب الذي ألفه الحافظ زين الدين العراقي وسماه الباعث على الخلاص من حوادث القصاص

‌الْفَصْل ال تَاسِع فِي تَلْخِيص الْكتاب الَّذِي أَلفه الْحَافِظ زين الدّين الْعِرَاقِيّ وَسَماهُ الْبَاعِث على الْخَلَاص من حوادث الْقصاص

142 -

1 قَالَ رضي الله عنه روى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ وَابْن مَاجَه عَن الْعِرْبَاض بن سَارِيَة قَالَ

وعظنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمًا موعظة بليغة ذرفت مِنْهَا الْعُيُون ووجلت مِنْهَا الْقُلُوب فَقَالَ رجل هَذِه موعظة مُودع فَمَاذَا تعهد الينا يَا رَسُول الله قَالَ

أوصيكم بتقوى الله والسمع وَالطَّاعَة فانه من يَعش مِنْكُم فسيرى اخْتِلَافا كثيرا فإياكم ومحدثات الْأُمُور

ص: 170

فَإِنَّهَا ضَلَالَة فَمن أدْرك ذَلِك مِنْكُم فَعَلَيهِ بِسنتي وَسنة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين من بعدِي عضوا عَلَيْهَا بالنواجذ

قَالَ الْحَافِظ زين الدّين فَكَانَ مِمَّا أحدث بعده صلى الله عليه وسلم مَا أحدثه الْقصاص بعده مِمَّا أنكرهُ جمَاعَة من الصَّحَابَة عَلَيْهِم كَمَا سَيَأْتِي

143 -

2 وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ

من أحدث فِي أمرنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رد

144 -

3 وروى ابْن مَاجَه بِسَنَد حسن عَن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ لم يكن الْقَصَص فِي زمن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلَا زمن أبي بكر وَلَا زمن عمر

145 -

4 وروى الامام أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ عَن السَّائِب بن يزِيد قَالَ

ص: 171

انه لم يكن يقص على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلَا زمن أبي بكر وَلَا زمن عمر

146 -

5 وروى الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد جيد عَن عَمْرو بن دِينَار أَن تميما الدَّارِيّ اسْتَأْذن عمر فِي الْقَصَص فَأبى أَن يَأْذَن لَهُ ثمَّ استأذنه فَأبى أَن يَأْذَن لَهُ ثمَّ استأذنه فَقَالَ ان شِئْت وَأَشَارَ بِيَدِهِ يَعْنِي الذّبْح قَالَ الْحَافِظ زين الدّين فاتظر توقف عمر فِي أُذُنه فِي حق رجل من الصَّحَابَة الَّذين كل وَاحِد مِنْهُم عدل مؤتمن وَأَيْنَ مثل تَمِيم فِي التَّابِعين وَمن بعدهمْ

147 -

6 وروى ابْن مَاجَه بِسَنَد صَحِيح عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ

لَا يقص على النَّاس الا أَمِير أَو مَأْمُور أَو مراء

ص: 172

148 -

7 وروى أَبُو دَاوُد بِسَنَد جيد عَن عَوْف بن مَالك سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول

لَا يقص الا أَمِير أَو مَأْمُور أَو مختال

149 -

8 وروى الطَّبَرَانِيّ عَن عبَادَة بن الصَّامِت عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ

لَا يقص الا أَمِير أَو مَأْمُور أَو متكلف

150 -

9 وروى الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد جيد عَن كَعْب بن عِيَاض عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ

الْقصاص ثَلَاثَة أَمِير أَو مَأْمُور أَو مختال

151 -

10 وروى الامام أَحْمد عَن عبد الْجَبَّار الْخَولَانِيّ قَالَ

ص: 173

دخل رجل من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِد فاذا كَعْب يقص قَالَ من هَذَا

قَالَ كَعْب يقص

قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول

لَا يقص الا أَمِير أَو مَأْمُور أَو مختال

قَالَ فَبلغ ذَلِك كَعْبًا فَمَا رئي يقص بعد

152 -

11 وَفِي الْبَاب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه أَبُو عبد الله ابْن مَنْدَه فِي أَمَالِيهِ

153 -

12 وروى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن أبي عَامر عبد الله ابْن لحي قَالَ حجَجنَا مَعَ مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان رضي الله عنه فَلَمَّا قدمنَا مَكَّة أخبر بقاص يقص على أهل مَكَّة مولى لبني فروخ فَأرْسل اليه

ص: 174

فَقَالَ أمرت بِهَذَا الْقَصَص

قَالَ لَا

قَالَ فَمَا حملك على أَن تقص بِغَيْر اذن

قَالَ ننشر علما علمناه الله عز وجل

قَالَ مُعَاوِيَة لَو كنت تقدّمت اليك لَقطعت مِنْك طَائِفَة ثمَّ قَامَ فَقَالَ قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم

ان أهل الْكتاب تفَرقُوا فِي دينهم على ثِنْتَيْنِ وَسبعين فرقة وتفترق هَذِه الْأمة على ثَلَاث وَسبعين كلهَا فِي النَّار الا وَاحِدَة وَهِي الْجَمَاعَة وَيخرج فِي أمتِي أَقوام تتجارى بهم تِلْكَ الْأَهْوَاء كَمَا يتجارى الْكَلْب بِصَاحِبِهِ فَلَا يبْقى مِنْهُ عرق وَلَا مفصل الا دخله

وَالله يَا معشر الْعَرَب لَئِن لم تقوموا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم لغير ذَلِك أَحْرَى بِأَن لَا تقوموا بِهِ

ص: 175

ثمَّ قَالَ الْحَافِظ زين الدّين وَقد ذكر فِي حَدِيث مَرْفُوع أَن بني اسرائيل قصوا وَكَانَ ذَلِك سَبَب هلاكهم 154 13 فروى الطَّبَرَانِيّ عَن خباب بن الْأَرَت عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ

ان بني اسرائيل لما هَلَكُوا قصوا

قَالَ قد أَشَارَ عمر الى تَمِيم أَنه الذّبْح لما يخْشَى عَلَيْهِ من الترفع عَلَيْهِم والاعجاب

155 -

14 وروى الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد ضَعِيف من طَرِيق مُجَاهِد عَن العبادلة عبد الله بن عمر وَعبد الله بن عَبَّاس وَعبد الله بن الزبير وَعبد الله بن عَمْرو قَالُوا قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

الْقَاص ينْتَظر المقت

ص: 176

156 -

15 وروى الطَّبَرَانِيّ عَن عَمْرو بن زُرَارَة قَالَ

وقف عَليّ عبد الله بن مَسْعُود وَأَنا أقص فَقَالَ يَا عَمْرو لقد ابتدعت بِدعَة ضَلَالَة أَو أَنَّك لاهدى من مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه فَقَالَ عَمْرو بن زُرَارَة فَلَقَد رَأَيْتهمْ تفَرقُوا عني حَتَّى رَأَيْت مَكَاني مَا فِيهِ أحد

157 -

16 وروى أَبُو بكر الْمروزِي فِي كتاب الْعلم وَالطَّبَرَانِيّ عَن يحيى الْبكاء قَالَ

رأى ابْن عمر قَاصا يقص فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَمَعَهُ ابْن لَهُ

فَقَالَ لَهُ ابْنه أَي شَيْء يَقُول هَذَا

ص: 177

فَقَالَ هَذَا يَقُول اعرفوني اعرفوني

158 -

17 وروى الْمروزِي وَالطَّبَرَانِيّ عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن الْغِفَارِيّ أَن سليم بن عتر النجيبي كَانَ يقص على النَّاس وَهُوَ قَائِم فَقَالَ لَهُ صلَة بن الْحَارِث الْغِفَارِيّ وَهُوَ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَالله مَا تركنَا عهد نَبينَا وَلَا قَطعنَا أرحامنا حَتَّى قُمْت أَنْت وَأَصْحَابك بَين أظهرنَا

159 -

18 وروى أَبُو يعلى فِي مُسْنده عَن يزِيد الرقاشِي قَالَ كَانَ أنس بن مَالك يَقُول لنا اذا حَدثنَا هَذَا الحَدِيث يُرِيد حَدِيث

لِأَن أقعد مَعَ قوم يذكرُونَ الله الحَدِيث

انه وَالله مَا هُوَ بِالَّذِي تصنع أَنْت وَأَصْحَابك كَانُوا يتعلمون الْفَرَائِض وَالسّنَن

ص: 178

قَالَ الْحَافِظ زين الدّين قَالَ أنس بن مَالك ذَلِك لأَبَان ابْن يزِيد الرقاشِي وَزِيَاد النميري وَكَانَا يقصان على النَّاس فَذكر لَهما أنس أَن المُرَاد بذلك مجَالِس الْعلم

ثمَّ قَالَ الْحَافِظ زين الدّين ثمَّ أَنهم ينقلون حَدِيث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من غير معرفَة بِالصَّحِيحِ والسقيم

قَالَ وان اتّفق أَنه نقل حَدِيثا صَحِيحا كَانَ آثِما فِي ذَلِك لِأَنَّهُ ينْقل مَا لَا علم لَهُ بِهِ وان صَادف الْوَاقِع آثِما بإقدامه على مَا لَا يعلم

قَالَ وَلَو نظر أحدهم فِي بعض التفاسير المصنفة لَا يحل لَهُ النَّقْل مِنْهَا لِأَن كتب التفاسير فِيهَا الْأَقْوَال الْمُنكرَة والصحيحة وَمن لَا يُمَيّز صحيحها من منكرها لَا يحل لَهُ الِاعْتِمَاد على الْكتب

ص: 179

قَالَ وليت شعري كَيفَ يقدم من هَذِه حَاله على تَفْسِير كتاب الله أحسن أَحْوَاله أَن لَا يعرف صَحِيحه من سقيمه

قَالَ وَأَيْضًا لَا يحل لأحد مِمَّن هُوَ بِهَذَا الْوَصْف أَن ينْقل حَدِيثا من الْكتب بل وَلَو فِي الصَّحِيحَيْنِ مَا لم يقرأه على من يعلم ذَلِك من أهل الحَدِيث

وَقد حكى الْحَافِظ أَبُو بكر بن خير اتِّفَاق الْعلمَاء على أَنه لَا يَصح لمُسلم أَن يَقُول قَالَ رَسُول الله كَذَا حَتَّى يكون عِنْده ذَلِك القَوْل مرويا وَلَو على أقل وُجُوه الرِّوَايَات لقَوْله صلى الله عليه وسلم

من كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار

وَفِي بعض الرِّوَايَات

من كذب عَليّ مُطلقًا دون تَقْيِيد

ثمَّ قَالَ الْحَافِظ زين الدّين

وَمن آفاتهم أَن يحدثوا كثيرا من الْعَوام بِمَا لَا تبلغه

ص: 180

عُقُولهمْ فيقعوا فِي الاعتقادات السَّيئَة هَذَا وَلَو كَانَ صَحِيحا فَكيف اذا كَانَ بَاطِلا

وَقد قَالَ ابْن مَسْعُود مَا أَنْت مُحدث قوما حَدِيثا لَا تبلغه عُقُولهمْ الا كَانَ لبَعْضهِم فتْنَة رَوَاهُ مُسلم فِي مُقَدّمَة صَحِيحه

قَالَ الْحَافِظ زين الدّين فَلَو أَمْسكُوا عَن الْكَلَام وآفاته كَانَ خيرا لَهُم

انْتهى مَا لخص من كتاب الْحَافِظ زين الدّين الْعِرَاقِيّ والجمل الَّتِي ختم بهَا هِيَ عين مَا أنكرناه على هَذَا الرجل

ص: 181