الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النبي صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمنفرد خلف الصف» ولأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر من صلى خلف الصف وحده أن يعيد الصلاة ولم يسأله هل وجد فرجة أم لا؟ فدل ذلك على أنه لا فرق بين من وجد فرجة في الصف ومن لم يجد سدا لذريعة التساهل في الصلاة خلف الصف منفردا.
لكن لو جاء المسبوق والأمام راكع فركع دون الصف ثم دخل الصف قبل السجود أجزأه ذلك لما ثبت في صحيح البخاري رحمه الله عن أبي بكرة الثقفي رضي الله عنه أنه جاء إلى الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم راكع فركع دون الصف ثم دخل في الصف فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بعد السلام: «زادك الله حرصا ولا تعد» ولم يأمره بقضاء الركعة أما من جاء والإمام في الصلاة ولم يجد فرجة في الصف فإنه ينتظر حتى يوجد من يصف معه ولو صبيا قد بلغ السابعة فأكثر أو يتقدم فيصف عن يمين الإمام عملا بالأحاديث كلها. وفق الله المسلمين جميعا للفقه في دينه والثبات عليه إنه سميع قريب.
[اشتراط النية في الإمامة والائتمام بالمسبوق]
43 -
هل تشترط في الإمامة نية الإمامة، وإذا دخل رجل فوجد آخر يصلي فهل يأتم به؟ وهل يشرع الائتمام بالمسبوق؟
الجواب: يشترط النية في الإمامة لقوله صلى الله عليه وسلم:
«إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» وإذا دخل رجل المسجد وقد فاتته الجماعة فوجد من يصلي وحده فلا بأس أن يصلي معه مأموما بل ذلك هو الأفضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلا قد دخل المسجد بعد ما صل الناس «ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه» .
وبذلك يحصل فضل صلاة الجماعة لهما جميعا. وهي نافلة بالنسبة لمن قد صلى.
وقد كان معاذ رضي الله عنه يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء فرضه ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة فهي له نافلة ولهم فرض وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك.
أما المسبوق فلا حرج أن يصلي معه من فاتته صلاة الجماعة رجاء حصول فضل الجماعة إذا أكمل المسبوق صلاته قام من لم يكمل صلاته فأتمها لعموم الأدلة وهذا الحكم عام لجميع الصلوات الخمس لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه لما ذكر له من يأتي من الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها «صل الصلاة لوقتها فإن أدركتها معهم فصل معهم فإنها لك نافلة ولا تقل صليت فلا أصلي» . والله ولي التوفيق.