الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتتكون الولاية من 28 بلدية، ومناخها شديد الحرارة يصل إلى 50 درجة صيفاً، وتوجد بها عدة مناطق أثرية رائعة، أهمها قصور تيميمون وتمنطيط وزاوية كنتة. الخ. وتعرف الولاية بمشايخها وزواياها ومدارسها القرآنية المتعددة، حيث تشتهر المنطقة بحفظ القرآن وكرم سكانها، ومن أهم زوايا المنطقة (زاوية الشيح سيدي محمد بن لكبير، زاوية مولاي التهامي، زاوية الشيخ سيدي علي بن حنيني بزاجلوا مرابطين، زاوية الشيخ الحسان بأنزجمير، زاوية الشيخ باي بأولف
…
الخ).
وتتكون المجموعة السكانية من قبائل عديدة منها قبيلة الشيخ سيد البكري الذين يتصفون بالجود والكرم، كما لهم مدرسة قرآنية يتخرج منها كل سنة حوالي 20 شخص، ويرأس هذه المدرسة الشيخ الحاج أحمد بن الحاج عبد القادر رحمه الله.
وتعتبر أدرار أكبر ولاية في الجزائر وأغناها. وتستقبل الضيوف على مدار العام. وحدودها من الجنوب مع دولة مالي بمدينتي برج باجي المختار وتيمياوين.
بلدية ساهل أقبلي:
وهم في بلدية أقبلي موجودون في أربع قرى هي:
1 -
زاوية الشيخ أبي نعامة: وغالب سكانها كنته، وفرقة من تنلان ومن أولاد الطالب أعلي بختي وغيرهم.
2 -
المنصور: وغالب سكانه من الأنصار وأولاد ابن منوفي وأولاد سيدي حسان الأنصاري، وأولاد أوبكي، وأولاد برامة، وأجناس أخرى من الموالي.
3 -
أركشاش: وسكانه يتألفون من أولاد منصوري، وإنشيقن، وأولاد لكصاسي، وأولاد ملايحاف، وقبائل أخرى من جهات متعددة مثل أولاد مرموري، وأولاد النوار، وأولاد حينوني، وأولاد حفيدي، وأولاد بجبي، وموالي للشرفاء البريشيين، كما يوجد كذلك فيها شرفاء، وفخذ من تنلان.
4 -
ساهل: وهي موطن للفلانيين من أولاد ابن مالك، وأولاد بلعالم، وأولاد المنوفي، وأولاد التكوبة، وأولاد الفقي، وأولاد حفيدي، وأولاد عوماري، وأولاد عرقوب، وبعض الأفراد من قبائل متفرقة.
وجدهم الأعلى هو الشيخ محمد بن مالك بن أبي بكر بن أيوب بن حماد بن جلول بن طلحة بن سليم بن جابر بن يود بن أيوب، وهو المؤسس لقرية ساهل، بمعية الشيخ السيد محمد الأمين الكنتي المدفون معه في جوار المسجد القديم بقرية ساهل. وهذا الأخير ترك زاوية وقفاً، وهي صدقة جارية، وتتجلى في نخيل وسقيها من الماء، وهي الآن بيد بعض أبناء الشيخ محمد بن مالك المدفون معه.
وهي تعد مركز إشعاع علمي وثقافي خصوصاً ما بين القرنين القرن 13 و 14 الهجريين، وذلك نتيجة نبوغ علمائها في مختلف العلوم الإسلامية
من فقه وحديث وتفسير، وغيرها، وكذا علوم اللغة والنحو والآداب، والمنطق، كل ذلك إلى امتلاكها علماء أجلاء.
وكانت الوجهة العلمية لكل طالب علم يريد التضلع في شتى العلوم الشرعية واللغوية، ومع ذلك حاولت هذه المدرسة أن تنقل هذا الإشعاع إلى مختلف مناطق جنوب هذا الوطن كالأغواط، وغرداية، وورقلة، وتمنراست، وخارج الوطن كمالي وتونس وليبيا. كل ذلك بفضل رحلات علمائها إلى تلك المناطق والبلدان.
وأصبحت المدرسة القرآنية مؤخراً في المسجد الجديد الذي بُني حديثاً شمال المدينة، وبقيت المدرسة القديمة تواصل مسيرتها، ويلقي الدروس المسجدية في المسجد أحد حفدة الشيخ محمد بن مالك.
ومن القرى المجاورة لقرية ساهل زاوية الشيخ أبي نعامة بشطريها الشرقي والغربي، وهي زاوية مشهورة. وتقدم لنا أن سكانها يتشكلون من الكنتيين وفخذ من تنلان وغيرها.
ويوجد في هذه القرية ضريح الشيخ السيد محمد بن عبد الرحمن بن أبي نعامة الكنتي، يقول فيها الشيخ عبد الرحمن بن بعمر في رحلته كما في كتابنا "الغصن الداني في ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن محمد التنلاني" (ص 62): ثم رحلنا إلى زاوية أبي نعامة
…
وزرناه، وهو الذي أحيا سنة الحج من بلاد توات وبلاد التكرور.
ثم قال في (ص 65) ونزلنا بقرية إثرغن قبل الزوال وأقمنا بها الاثنين إلى الخميس، وفيه ورد علينا ركب سيدي محمد بن الشيخ أبي نعامة، الذي
كنا ننتظره في هذه القرية. أي قرية زاوية أبي نعامة بأقبلي، كان الحجاج يجتمعون فيها من توات (من تيميمون إلى تيدكلت) ومن هناك يتكون الوفد متوجهين إلى الديار المقدسة. وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن التنلاني المراحل التي يقطعها الحجاج من تنلان ثم من أقبلي إلى الديار المقدسة، كما هو مذكور في رحلته المنقولة في مؤلفنا "الغصن الداني" من (ص 60 - 71).
كما يوجد في قرية زاوية أبي نعامة أضرحة متعددة للكنتيين وللفلانين فالجد الأعلى لأبناء العالم مقبور بجوار الشيخ أبي نعامة، وكان يعرف بـ: سيدي محمد صاحب الشجرة.
وكان في القرية عالم كبير وهو الشيخ عبد الكريم بن التقي التنلاني، وهو من شيوخ الفلانيين، ذكره الشيخ حمزة في إجازاته، كان إماماً وقاضياً ولا زال أحفاده موجودين إلى الآن.
والكثير من المخطوطات المتواجدة في خزانة شيخ الركب الموجودة بزاوية أبي نعامة بقلم الفلانين، ويوجد في هذه الخزانة- أي خزانة شيخ الركب- قرابة مائتين وخمسين ما بين مخطوط ومطبوع، وقديم وجديد، وأغلب كتبها مخطوط.
ولقد كانت هذه الخزانة مهمشة وتحت جدر هشة، فقيض الله لها بعض المحسنين فأخرجها مما كانت فيه.
ومن كتابنا "قبيلة فلان" عند ذكر خزانة ساهل وما كانت تعيش فيه آنذاك من الوضعية السيئة: ونتمنى لها أن تحسن وضعيتها، وأن يزال عنها الغبار، وأن يمدها ذوو النية الحسنة بما يصلح شأنها، كما فعل الشيخ زعباط
من ورقلة لمكتبة شيخ الركب عقباوي بزاوية أقبلي، ولقد بقيت المخطوطات ردحاً من الزمان في إهمال وطعمة للأرضة- دابة الأرض- فبنى لها الشيخ زعباط وأنقذها من الوضعية الرديئة التي عاشتها زمناً طويلاً.
وبمناسبة تدشينها قلت وأنا العبد الضعيف محمد باي بن محمد عبد القادر بلعالم الفلاني الأبيات التالية:
بشرى لمكتبة العلوم بثوبها
…
ثوب الصيانة والعناية والبها
قد زال عنك يا خزانة علمنا
…
ثوب الغبار والتهمش والدها
فالأرضة الخرساء شل جبينها
…
والغبرة انقشع الغبار غبارها
خزانة العقباوي بان كنزها
…
والباحث المجد يجني ثمارها
والزائر الملم في جنباتها
…
يرى الأمور تغيرت عن حالها
يرى الخزانة والرفوف نظمت
…
ويرى النظافة جاء دور حياتها
ويرى اعتناء المحسنين بشأنها
…
أهل المحبة للعلوم وكنزها
وترى قوافل المدارس كلها
…
ما خلف الأسلاف لأحفادها
بشرى لمن صان الخزانة سابقاً
…
ولمن بنى بشرى بنيل ثوابها
والله يعطي الشيخ ما أراده
…
ويجازه الحسنى وخير جزائها
والحمد لله الموفق عبده
…
لفعل هذا الخير في بنيانها
ثم الصلاة على النبي وآله
…
مع السلام والتحية تتلها
انتهى من كتابنا "قبيلة فلان في الماضي والحاضر".