الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عادات الضيافة:
إن من المعلوم أن منطقة توات كلها مأوى للواردين والصادرين من قديم الزمان، ويتجلى في أهلها الجود والكرم انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه".
والضيافة كانت في السابق تتوزع على بيوتات القرية، فمن القرى من يوزعونها على أيام الأسبوع، فيوم السبت عند دار فلان، ويوم الأحد عند دار فلان، إلى آخر الأسبوع ..
ومن القرى من يوزعونها على أيام الشهر، مثل اليوم الأول، ومنهم من يتولى يومين، ومنهم من يتولى ثلاثة أيام .. ويعرف هذا التقسيم بالنوبة، للضيوف الذين ليس لهم معرفة ولا علاقة بأهل القرية.
وأما الضيوف الذين يعرفون أهل القرية فإنهم ينزلون عند معارفهم، ولكن الضيف الذي يمكث أكثر من يوم فإن أهل القرية يشتركون في ضيافته غداءً وعشاءً ..
وفي بعض الأماكن تكون الضيافة فيها تابعة لوصية أو أوصى بها ميت، وكذلك توجد بيوتات مشهورة بمحط الأضياف فيها المعروفين وغير المعروفين.
المعروفين كما هو المعروف في أقبلي وتيط وأولف وفي سائر قصور توات وعين صالح وإينغر وعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر، بيوتات
في ساهل وزاوية الشيخ أبي نعامة شيخ الركب وقرية المنصور معروفة بالضيافة من زمن قديم، وكذلك أركشاش، وزاوية مولاي هيبة، وزاوية أولاد ملوكي قصبة الجنة، وزاوية أدريسي بالمرقب، وزاوية الميمون لأولاد باية، وفي تمقطن بيوتات للضيافة، وفي زاوية حينون أولاد صمادي، أولاد سنبير، وغيرهم .. وبالوافي في أولف، وفي تيط أولاد ابن عبد الكريم، وأولاد بن بية، وغيرهم .. وفي زاوية حينون بأولف دار السيد الرقاني محمد سيدي مولاي زيدان، وفي عمنات دار حفصي، وفي تقراف دار يوسفي وحفصي، وفي الركينة زاوية الركينة ومدرسة مصعب بن عمير، والدار التابعة لها، والتي هي محط لكل الضيوف الصادرين والواردين .. أسسها أولاد فرجاني ..
وأما الفلانيون المتواجدون خارج منطقة أولف فهم مشهورون بالضيافة سواء منهم من هو في ولاية تمنراست أو ولاية ورقلة، أو منطقة توات.
فالضيف في هذه المناطق لا يحتاج إلى الفنادق والمطاعم، فالأبواب مفتوحة أمامه للإطعام والإيواء، ولقد قلت في تعريفنا للزوايا كما هو في بعض المحاضرات وكذلك في الرحلة العلية من خلال أبيات عطفاً على تعريف الزوايا قلت:
فيجد الطالب فيها مثوى
…
وهي للضيوف أيضاً مأوى
فهي على الجملة دار الدين
…
ومنزل للضيف دور مين