الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: التعريف بالفُلَاّنيين
يرجع نسب الفُلَاّنيين كما ورد في العديد من الروايات والنصوص المكتوبة إلى التابعي الجليل فاتح إفريقيا وباني القيروان عقبة بن نافع الفهري القرشي، نجد ذلك في "إنفاق الميسور في تأريخ بلاد التكرور" للسلطان محمد بلو ابن الحاج عثمان بن فوديو سلطان سكوتو.
قال الألوري: "إن فلان من العرب، قول منسوب إلى آل فوديو، وقد نقله الشيخ عثمان وأخوه عبد الله وابنه محمد بلو عن أجدادهم وعلمائهم الثقات، حيث قالوا: إن الجد الأعلى لفلان هو عقبة بن نافع الصحابي، وإن الأم العليا لهم رومية تدعى (بج مع)، وهي بنت ملك بإحدى قبائل الروم تزوجها عقبة، وأنجبت له أربعة أولاد صاروا فيما بعد آباء القبائل الفلانية بأسرها في بلاد ونغارة وغانا ومالي وتكرور وسنغي وبلاد هوسة وبرنو"(1).
وقد ذكر الشيخ محمد بلو في إنفاق الميسور أن قبائل فلان افترقوا ثلاث فرق ببعض وقائع حدثت هناك في القرن الثالث عشر الميلادي، دخلت فرقة في بلاد فوتاتور، وفرقة أخرى في فوتاجالو وسكنوا هناك، وفرقة عزموا على أن يسيروا إلى الشرق ليدخلوا مع قبائل آبائهم العرب، فمضوا حتى وصلوا إلى هذه البلاد وأقاموا فيها، واستمر بعضهم حتى وصلوا إلى بلاد العرب واندمجوا ..
(1) كتاب الإسلام في نيجريا، ص:92.
ومن كتاب تعريف العشائر أيضاً صفحة (9)، قال الشيخ عبد الله
بن فودي الفُلَاّني عند تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} (1) أي جعل الله أو إبراهيم كلمة التوحيد باقية في عقبه أي ذريته، فلا يزال فيهم من يوحد الله، ومن يدعو إلى توحيده، وقال: الحمد لله الذي جعلنا من ذريته على ما نسمع من أنساب سلفنا، وقال في منظومة له في كتابه تزيين الورقات:
فتوردبو أخوال الفلانيين إخوة
…
لعرب فمن روم ابن عيص تفرعوا
وعقبة جد للفلانيين من عرب
…
ومن تور كانت أمهم بجمع عوا
والمقصود في أبيات الشعر هو: عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية الظرب بن الحارث بن فهر القرشي، كما في إصابة ابن حجر وغيرها .. ، وهو الوالي على إفريقيا، والفاتح لغدامس، وبلاد البربر والسودان، والسوس الأقصى، وودان، والواصل إلى البحر المحيط بالمغرب، وباني القيروان، وأمير المغرب، وخاله عمرو بن العاص، وشهد معه فتح مصر وولَاّه إفريقيا، وبقي من أولاده بمصر والشام وإفريقيا بقية.
وأصل الفُلَاّنين يرجع كما ذكر الشيخ مولاي محمد بن مولاي سليمان القائم إلى قبيلة حمير، وهو قول من أقوال عديدة في أصل قبيلة فلان، وقد بينا في كتابنا "قبيلة فلان"(ص 5) الأقوال المتضاربة في أصل نسب فلان مع اتفاق المؤرخين أنهم من العرب، ولقد قلنا في (ص 12) من
(1) سورة الزخرف، آية:28.
الكتاب المذكور: من خلال هذه الأدلة المتقدمة إن قبيلة فلان قبيلة عربية وعلمية، ولقد كنا نسمع من أوائلنا أن قبيلة فلان من حمير، ويمكن أن تكون هذه القبيلة متكونة من عدة قبائل، منها ما هو فهري من أولاد عقبة بن نافع، ومنها ما هو من أولاد أبي بكر الصديق رضي الله عنه كما في تاريخ شنقيط للطالب بن المختار بن محمد بن أحمد الطلابي المتقدم الذكر، ومنها ما هو من ذرية جعفر بن أبي طالب كما في كتاب تعريف العشائر والخلان بشعوب وقبائل فلان، ومنها ما هو من أولاد عمر كما في كتاب إيقاظ همم أولي الأبصار عند ذكر نسب الشيخ صالح بن محمد بن نوح كما ذكر في الشجرة المتصلة بعمر بن الخطاب.
وأما كون أصلهم من حمير فلقد سمعت هذا القول من خالنا السيد الحاج أحمد بن محمد الحسان ومن شيخنا السيد محمد عبد الكريم المغيلي بن المنوفي، ومن السيد مولاي عبد الرحمن بن مولاي عبد الله الهيباوي مراراً وقد قال لي: أن فلان والأنصار من عرق واحد وأن أصلهم من اليمن، والله أعلم.