المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سُورَة الزمر ذكر فِيهَا ثَلَاثَة عشر حَدِيثا 1111 - الحَدِيث الأول كَانَ رَسُول - تخريج أحاديث الكشاف - جـ ٣

[الجمال الزيلعي]

الفصل: ‌ ‌سُورَة الزمر ذكر فِيهَا ثَلَاثَة عشر حَدِيثا 1111 - الحَدِيث الأول كَانَ رَسُول

‌سُورَة الزمر

ذكر فِيهَا ثَلَاثَة عشر حَدِيثا

1111 -

الحَدِيث الأول

كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَتَخَوَّلُ أَصْحَابه بِالْمَوْعِظَةِ

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْعلم وَفِي آخر الدَّعْوَات وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث شَقِيق قَالَ كَانَ عبد الله بن مَسْعُود يذكرنَا كل يَوْم خَمِيس فَقَالَ لَهُ رجل يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن إِنَّا نحب حَدِيثك وَنَشْتَهِيهِ وَلَوَدِدْنَا أَنَّك حَدَّثتنَا كل يَوْم فَقَالَ مَا يَمْنعنِي أَن أحدثكُم إِلَّا كَرَاهِيَة أَن أَملكُم إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ كَانَ يَتَخَوَّلنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّام كَرَاهِيَة السَّآمَة علينا انْتَهَى

1112 -

الحَدِيث الثَّانِي

قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (أفضل الصَّلَاة صَلَاة الْقُنُوت)

قلت هَكَذَا وجدته فِي عدَّة نسخ وَالَّذِي فِي الصَّحِيح وَغَيره أفضل الصَّلَاة طول الْقُنُوت رَوَاهُ مُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (أفضل الصَّلَاة طول الْقُنُوت) انْتَهَى

وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن المُرَاد بِالْقُنُوتِ الْقيام وَقد جَاءَ مُصَرحًا بِهِ فِي حَدِيث رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل بِسَنَدِهِ إِلَى عبد الله ابْن حبشِي الْخَثْعَمِي أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ سُئِلَ أَي الصَّلَاة أفضل قَالَ (طول الْقيام) انْتَهَى

وَرَوَى أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام حَدثنَا يَحْيَى بن سعيد عَن عبد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَنه سُئِلَ عَن الْقُنُوت فَقَالَ مَا أعرف الْقُنُوت إِلَّا طول

ص: 199

وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد ثني ابْن أبي شيبَة ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مدينا الْموصِلِي بِبَغْدَاد ثَنَا أَبُو فَرْوَة يزِيد بن الْقيام ثمَّ قَرَأَ أَمن هُوَ قَانِت آنَاء اللَّيْل سَاجِدا وَقَائِمًا انْتَهَى

وَرَوَى الطَّحَاوِيّ فِي شرح الْآثَار فِي بَاب الْقِرَاءَة فِي رَكْعَتي الْفجْر حَدثنَا مُحَمَّد بن النُّعْمَان ثَنَا الْحميدِي ثَنَا سُفْيَان قَالَ سَمِعت أَبَا الزُّبَيْر يحدث عَن جَابر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (أفضل الصَّلَاة طول الْقيام) انْتَهَى

1113 -

الحَدِيث الثَّالِث

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه قَالَ (ينصب الله الموازين يَوْم الْقِيَامَة فَيُؤتَى بِأَهْل الصَّلَاة فَيُوَفَّوْنَ أُجُورهم بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْل الصَّدَقَة فَيُوَفَّوْنَ أُجُورهم بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْل الْحَج فَيُوَفَّوْنَ أُجُورهم بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْل الْبلَاء فَلَا ينصب لَهُم ميزَان وَلَا ينشر لَهُم ديوَان وَيصب عَلَيْهِم الْأجر صبا قَالَ الله تَعَالَى إِنَّمَا يُوفى الصَّابِرُونَ أجرهم بِغَيْر حِسَاب حَتَّى يتَمَنَّى أهل الْعَافِيَة أَن أَجْسَادهم تقْرض بالمقابض مِمَّا يذهب بِهِ أهل الْبلَاء من الْفضل ويحوزونه)

قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه مُخْتَصرا فَقَالَ ثَنَا السّري بن سهل الجنديسابوري ثَنَا عبد الله بن رشيد ثَنَا مجاعَة بن الزُّبَيْر عَن قَتَادَة عَن جَابر بن زيد عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (يُؤْتَى بِالشُّهَدَاءِ يَوْم الْقِيَامَة فَيَنْصبُونَ لِلْحسابِ وَيُؤْتَى بالمتصدقين فَيَنْصبُونَ لِلْحسابِ ثمَّ يُؤْتَى بِأَهْل الْبلَاء فَلَا ينصب لَهُم ميزَان وَلَا ينشر لَهُم ديوَان فَيصب عَلَيْهِم الْأجر حَتَّى إِن أهل الْعَافِيَة لَيَتَمَنَّوْنَ فِي الْموقف أَن أَجْسَادهم قرضت بِالْمَقَارِيضِ من حسن ثَوَاب الله لَهُم) انْتَهَى

وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة جَابر بن زيد بِسَنَدِهِ وَمَتنه

وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَد آخر وَمتْن الْكتاب فَقَالَ أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق السّني حَدثنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الضَّحَّاك ثَنَا نصر بن مَرْزُوق ثَنَا أَسد بن مُوسَى ثَنَا بكر بن حُبَيْش عَن ضرار بن عَمْرو

ص: 200

عَن زيد الرقاشِي عَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (ينصب الْمِيزَان) إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف

وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب بِهَذَا السَّنَد وَبكر ابْن حُبَيْش وَضِرَار وَالرَّقَاشِيُّ كلهم ضِعَاف

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو عَمْرو أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب ثَنَا آدم ثَنَا بكر بن حُبَيْش ثَنَا ضرار بن عَمْرو بِهِ بِلَفْظ المُصَنّف إِلَّا أَنه زَاد الصَّوْم بعد الصَّلَاة

1114 -

الحَدِيث الرَّابِع

قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نور من ربه فَقيل يَا رَسُول الله كَيفَ انْشِرَاح الصَّدْر قَالَ (إِذا دخل النُّور الْقلب انْشَرَحَ وَانْفَتح) فَقيل يَا رَسُول الله فَمَا عَلامَة ذَلِك قَالَ (الْإِنَابَة إِلَى دَار الْخلد والتجافي عَن دَار الْغرُور وَالتَّأَهُّب للْمَوْت قبل نُزُوله)

قلت رَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل السَّادِس والثمانين حَدثنَا صَالح بن مُحَمَّد ثَنَا إِبْرَاهِيم بن يَحْيَى الْأَسْلَمِيّ حَدثنِي أَبُو سُهَيْل بن أبي أنس عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عمر أَن رجلا قَالَ يَا نَبِي الله أَي الْمُؤمن أَكيس قَالَ (أَكْثَرهم ذكرا للْمَوْت وَأَحْسَنهمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا وَإِذا دخل النُّور فِي الْقلب انْفَتح وَاسْتَوْسَعَ) قَالُوا فَمَا آيَة ذَلِك يَا رَسُول الله قَالَ (الْإِنَابَة إِلَى دَار الخلود والتجافي عَن دَار الْغرُور والاستعداد للْمَوْت قبل نُزُوله) ثمَّ قَرَأَ أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نور من ربه انْتَهَى

ص: 201

مُحَمَّد ثني أبي عَن أَبِيه ثَنَا زيد بن أبي أنيسَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن عبد الله ابْن الْحَارِث عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (أَفَمَن شرح الله صَدره) إِلَى آخِره

والْحَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الرقَاق من حَدِيث عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله المَسْعُودِيّ عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن ابْن مَسْعُود قَالَ تَلا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (فَمن يرد الله أَن يهديه يشْرَح صَدره لِلْإِسْلَامِ) فَقَالَ (إِن النُّور إِذا دخل الصَّدْر اِنْفَسَحَ) إِلَى آخِره فَقيل يَا رَسُول الله إِلَى آخِره

وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسبْعين وَسكت عَنهُ الْحَاكِم

وَهَذِه الْآيَة فِي الْأَعْرَاف وَكَأَنَّهُ اخْتِلَاف لفظ من الرَّاوِي

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْحسن بن سعيد بن جَعْفَر الْبَصْرِيّ ثَنَا عبد الله بن سعيد بن يَحْيَى ثَنَا أَبُو فَرْوَة يزِيد بن مُحَمَّد بن سِنَان الرهاوي حَدثنِي أبي عَن أَبِيه بِهِ بِسَنَد الثَّعْلَبِيّ وَمتْن المُصَنّف

ثمَّ رَوَاهُ حَدثنَا أَبُو عَمْرو أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب ثَنَا آدم ثَنَا عِيسَى بن مَيْمُون ثَنَا مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة (أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ) قَالُوا يَا رَسُول الله فَهَل تَنْشَرِح الصُّدُور قَالَ (نعم) قَالُوا هَل لذَلِك عَلامَة قَالَ (نعم التَّجَافِي عَن دَار الْغرُور) إِلَى آخِره

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو حَامِد أَحْمد بن عَلّي بن الْحسن الْمُقْرِئ ثَنَا أَبُو فَرْوَة يزِيد بن مُحَمَّد بن سِنَان ثني أبي

ص: 202

عَن أَبِيه بِسَنَد الثَّعْلَبِيّ وَمتْن المُصَنّف إِلَّا أَنه قَالَ (وَانْفَسَحَ)

1115 -

قَوْله

كَمَا جَاءَ فِي وَصفه يَعْنِي الْقُرْآن لَا ينْفد وَلَا ينشاق وَلَا يخلق عَلَى كَثْرَة الرَّد

قلت تقدم فِي آل عمرَان وَلَيْسَ فِيهِ لَا ينْفد وَلَا ينشاق لَكِن ذكر القَاضِي عِيَاض الحَدِيث الْمَذْكُور فِي الشِّفَاء فِي آل عمرَان بِلَفْظ ثمَّ قَالَ وَعَن ابْن مَسْعُود نَحوه وَزَاد فِيهِ لَا يخْتَلف وَلَا يتشان فِيهِ نبأ الْأَوَّلين والآخرين انْتَهَى

1116 -

الحَدِيث الْخَامِس

فِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ كَانَ يُكَرر عَلَى أَصْحَابه مَا كَانَ يَعِظهُمْ بِهِ وَينْصَح ثَلَاث مَرَّات وَسبعا

قلت غَرِيب وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْعلم وَفِي الاسْتِئْذَان من حَدِيث ثُمَامَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه كَانَ إِذا تكلم بِكَلِمَة أَعَادَهَا ثَلَاثًا حَتَّى تفهم عَنهُ وَإِذا أَتَى إِلَى قوم فَسلم عَلَيْهِم سلم عَلَيْهِم ثَلَاثًا انْتَهَى وَزَاد أَحْمد فِي مُسْنده وَكَانَ يسْتَأْذن ثَلَاثًا

قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمدْخل قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ يشبه أَن يكون تَسْلِيمه عليه السلام ثَلَاثًا كَانَ تَسْلِيم الاسْتِئْذَان كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي مُوسَى وَأبي سعيد وَإِلَّا فَالسنة فِي التَّسْلِيم مرّة وَاحِدَة

ص: 203

قلت يُعَكر عَلَى هَذَا زِيَادَة أَحْمد فِي مُسْنده كَمَا ذَكرْنَاهُ

1117 -

قَوْله

قَالَ عبد الله بن عمر فِي قَوْله تَعَالَى ثمَّ إِنَّكُم يَوْم الْقِيَامَة عِنْد ربكُم تختصمون لقد عِشْنَا بُرْهَة من دَهْرنَا وَنحن نرَى أَن هَذِه الْآيَة أنزلت فِينَا وَفِي أهل الْكتاب قُلْنَا كَيفَ نَخْتَصِم وَنَبِينَا وَاحِد وَدِيننَا وَاحِد وَكِتَابنَا وَاحِد حَتَّى رَأَيْت بَعْضنَا يضْرب وُجُوه بعض بِالسَّيْفِ فَعرفت أَنَّهَا نزلت فِينَا

وَقَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ كُنَّا نقُول رَبنَا وَاحِد وَدِيننَا وَاحِد فَمَا هَذِه الْخُصُومَة فَلَمَّا كَانَ يَوْم صفّين وَشد بَعْضنَا عَلَى بعض بِالسُّيُوفِ قُلْنَا نعم هَذَا هُوَ

وَعَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَت الصَّحَابَة مَا خُصُومَتنَا وَنحن إخْوَان فَلَمَّا قتل عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه قَالُوا هَذِه خُصُومَتنَا

قلت

الأول رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث زيد بن أبي أنيسَة عَن الْقَاسِم بن عَوْف الْبكْرِيّ قَالَ سَمِعت ابْن عمر يَقُول لقد عِشْنَا إِلَى آخِره قَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ

وَالثَّانِي ذكره الثَّعْلَبِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ وَرَوَى خلف بن خَليفَة عَن أبي هَاشم عَن الْخُدْرِيّ قَالَ كُنَّا نقُول إِلَى آخر كَلَامه

وَالثَّالِث رَوَاهُ عبد الرازق والطبري والثعلبي فِي تفاسيرهم من حَدِيث إِسْمَاعِيل ابْن علية عَن ابْن عون عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَ لما نزلت ثمَّ إِنَّكُم يَوْم الْقِيَامَة عِنْد ربكُم تختصمون قَالَت الصَّحَابَة فيمَ خُصُومَتنَا إِلَى آخِره

ص: 204

1118 -

قَوْله

عَن ابْن عَبَّاس فِي ابْن آدم نَفْس وروح بَينهمَا مثل شُعَاع الشَّمْس فَالنَّفْس الَّتِي بهَا الْعقل وَالتَّمَيُّز وَالروح الَّتِي بهَا النَّفس وَالْحَرَكَة فَإِذا نَام العَبْد قبض الله نَفسه وَلم يقبض روحه

قلت غَرِيب جدا

1119 -

الحَدِيث السَّادِس

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا عَلَى أنفسهم الْآيَة (مَا أحب أَن لي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْآيَة) فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله وَمن أشرك فَسكت سَاعَة ثمَّ قَالَ (إِلَّا وَمن أشرك) ثَلَاث مَرَّات

قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني زَكَرِيَّا بن يَحْيَى بن أبي زَائِدَة ثَنَا حجاج ثَنَا ابْن لَهِيعَة عَن أبي قبيل قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ يَقُول ثني أَبُو عبد الرَّحْمَن الحبلي انه سمع ثَوْبَان مولَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَقُول سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَقُول (مَا أحب أَن لي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْآيَة قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا عَلَى أنفسهم الْآيَة فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله وَمن أشرك فَسكت عليه السلام ثمَّ قَالَ (إِلَّا وَمن أشرك إِلَّا وَمن أشرك إِلَّا وَمن أشرك) انْتَهَى

وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن وهب ثَنَا عبد الله بن لَهِيعَة بِهِ

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب

ص: 205

التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ كِلَاهُمَا من طَرِيق ابْن لَهِيعَة بِهِ سندا ومتنا وَلم يَقُولَا إِلَّا وَمن أشرك إِلَّا مرّة

1120 -

الحَدِيث السَّابِع

فِي حَدِيث من الشّرك الْخَفي أَن يُصَلِّي الرجل لمَكَان الرجل) أَي لأجل الرجل

قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الرقَاق من حَدِيث كثير بن زيد الْمدنِي عَن ربيح بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أَبِيه عَن جده أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ خرج علينا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَوْمًا وَنحن نتذاكر الدَّجَّال فَقَالَ (غير الدَّجَّال أخوف عَلَيْكُم الشّرك الْخَفي أَن يعْمل الرجل لمَكَان الرجل) مُخْتَصر وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ

وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَلَفظ أَحْمد أَن يُصَلِّي الرجل لمَكَان الرجل وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي سعيد إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَربيح بن عبد الرَّحْمَن حدث عَنهُ جمَاعَة من أهل الْعلم فَذكرهمْ بِأَسْمَائِهِمْ

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ عَن كثير بن زيد بِهِ بِلَفْظ أَحْمد

وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن المُرَاد بقوله لِمَكَانِك أَي لِأَجلِك

1121 -

الحَدِيث الثَّامِن

قيل سَأَلَ عُثْمَان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَن تَفْسِير قَوْله تَعَالَى (لَهُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْض) فَقَالَ (يَا عُثْمَان مَا سَأَلَني عَنْهَا أحد قبلك

ص: 206

تَفْسِيرهَا لَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر وَسُبْحَان الله وَبِحَمْدِهِ أسْتَغْفر الله وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم هُوَ الأول وَالْآخر وَالظَّاهِر وَالْبَاطِن بِيَدِهِ الْخَيْر يَحْيَى وَيُمِيت وَهُوَ عَلَى كل شَيْء قدير)

قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات فِي كَلَامه عَلَى الظَّاهِر من أَسمَاء الله تَعَالَى وَالطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث أغلب بن تَمِيم ثَنَا مخلد أَبُو الْهُذيْل الْعَبْدي عَن عبد الرَّحِيم عَن عبد الله ابْن عمر أَن عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَن تَفْسِير قَوْله تَعَالَى لَهُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْض إِلَى آخِره سَوَاء

وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضُعَفَائِهِ عَن أغلب بن تَمِيم هَذَا وَيعرف بالكندي وَيُقَال المَسْعُودِيّ وَضَعفه وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ

وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الموضوعات قَالَ أما أغلب بن تَمِيم فَقَالَ يَحْيَى لَيْسَ بِشَيْء وَأما مخلد فَقَالَ ابْن حبَان مُنكر الحَدِيث وَأما عبد الرَّحِيم فَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَة يُوسُف بن يَعْقُوب القَاضِي وَهُوَ فِي رِوَايَة الْعقيلِيّ عبد الرَّحْمَن ابْن عدي الْمدنِي وَهُوَ ضَعِيف قَالَ وَهَذَا الحَدِيث من الموضوعات الْبَارِدَة الَّتِي لَا تلِيق بِمنْصب النُّبُوَّة انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم والثعلبي فِي تفسيريهما

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا عَلّي بن الْمُبَارك الصَّنْعَانِيّ ثَنَا زيد بن الْمُبَارك ثَنَا سَلام بن وهب الجندي ثَنَا أبي عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس أَن عُثْمَان بن عَفَّان فَذكره

حَدثنَا الْحسن بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق السُّوسِي ثَنَا عبد الله بن سعد بن يَحْيَى القَاضِي ثَنَا سعيد بن بزيع الرقي ثَنَا سعيد بن مسلمة بن هِشَام ثني كُلَيْب بن

ص: 207

وَائِل عَن عبد الله بن عمر عَن عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ سَأَلت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَذكره وَزَاد فيهمَا يَا عُثْمَان من قَالَهَا كل يَوْم مائَة مرّة أعطي بهَا عشر خِصَال فَذكر أَشْيَاء الْوَضع ظَاهر عَلَيْهَا وَهُوَ الَّذِي ذكره ابْن الْجَوْزِيّ وَرَوَاهُ أَيْضا بِسَنَد الْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ

1122 -

الحَدِيث التَّاسِع

رُوِيَ أَن جِبْرِيل عليه السلام جَاءَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ يَا أَبَا الْقَاسِم إِن الله تَعَالَى يمسك السَّمَوَات يَوْم الْقِيَامَة عَلَى أصْبع وَالْأَرضين عَلَى أصْبع وَالْجِبَال عَلَى أصْبع وَالشَّجر عَلَى أصْبع وَالثَّرَى عَلَى أصْبع وَسَائِر الْخلق عَلَى أصْبع ثمَّ يَهُزهُنَّ وَيَقُول أَنا الْملك فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ تَعَجبا مِمَّا قَالَ ثمَّ قَرَأَ وَمَا قدرُوا الله حق قدره

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب التَّوْحِيد وَفِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث عُبَيْدَة السَّلمَانِي عَن ابْن مَسْعُود قَالَ جَاءَ حبر فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن الله يمسك السَّمَوَات عَلَى أصْبع وَالْأَرضين عَلَى أصْبع وَالْجِبَال عَلَى أصْبع وَالثَّرَى عَلَى أصْبع وَالشَّجر عَلَى أصْبع وَالْخَلَائِق عَلَى أصْبع ثمَّ يَقُول أَنا الْملك فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه تَعَجبا لَهُ ثمَّ قَرَأَ وَمَا قدرُوا الله حق قدره الْآيَة انْتَهَى

وَوَقع للْمُصَنف هُنَا تَصْحِيف فِي قَوْله إِن جِبْرِيل وَإِنَّمَا هُوَ حبر كَمَا هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ أَن يَهُودِيّا وَفِي لفظ أَن رجلا من أهل الْكتاب وَفِي لفظ لمُسلم جَاءَ حبر من الْيَهُود

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي كِتَابَيْهِمَا وَابْن حبَان وَالْحَاكِم فِي صَحِيحهمَا وَأحمد وَابْن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه كلهم لم يخرجُوا عَن هَذِه الْأَلْفَاظ

ص: 208

1123 -

الحَدِيث الْعَاشِر

رُوِيَ أَنه نهَى عَن خطْفَة السَّبع

قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَاحْمَدْ فِي مسانيدهم أخبرنَا جرير عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن عبيد الله بن يزِيد رجل من بني سعد ابْن بكر قَالَ سَأَلت سعيد بن الْمسيب إِن نَاسا من قومِي يَأْكُلُون الضبع فَقَالَ إِنَّهَا لَا تحل وَعِنْده شيخ من أهل الشَّام فَقَالَ الشَّيْخ أخْبرك بِمَا سَمِعت أَبَا الدَّرْدَاء يَقُول فِيهِ قلت نعم قَالَ سَمِعت أَبَا الدَّرْدَاء يَقُول نهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ من أكل كل خطْفَة وَنُهْبَة وَمُجَثمَة وكل ذِي نَاب من السَّبع فَقَالَ سعيد صدق انْتَهَى

وَرَوَى الدِّرَامِي فِي مُسْنده فِي الضَّحَايَا أخبرنَا عبد الله بن مسلمة ثَنَا أَبُو أويس بن عَم مَالك بن أنس عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي قَالَ نهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَن الْخَطفَة وَالْمُجَثمَة وَالنهبَة وكل ذِي نَاب من السبَاع انْتَهَى

وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أخبرنَا عَمْرو بن مَنْصُور ثَنَا عبد الله القعْنبِي ثَنَا أَبُو أويس عبد الله بن عبد الله عَن الزُّهْرِيّ بِهِ

وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن القعْنبِي بِهِ

وَقد تقدم فِي الْأَعْرَاف

قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيبه الْخَطفَة هِيَ أَن يُرْمَى الصَّيْد فَيَنْقَطِع مِنْهُ عُضْو وَكَأَنَّهُ اخْتَطَف مِنْهُ ذَلِك الْعُضْو لأَخذه إِيَّاه بِسُرْعَة فَإِنَّهُ يَأْكُلهُ وَلَا يَأْكُل الْعُضْو انْتَهَى

وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى التَّسْمِيَة بِالْمَصْدَرِ كَالْقبْضَةِ

ص: 209

وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي أَيْضا عَن أبي بكر بن أبي شيبَة ثَنَا عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد الإفْرِيقِي عَن صَفْوَان بن سليم عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء

1124 -

الحَدِيث الْحَادِي عشر

قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة)

قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْمَظَالِم وَفِي الْإِكْرَاه وَمُسلم فِي الْبر والصلة وَكَذَلِكَ التِّرْمِذِيّ ثَلَاثَتهمْ من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (إِن الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة) انْتَهَى

وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث زُهَيْر بن الْأَقْمَر عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (اتَّقوا الظُّلم فَإِن الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة وَاتَّقوا الْفُحْش فَإِن الله لَا يحب الْفُحْش وَلَا التَّفَحُّش وَإِيَّاكُم وَالشح فَإِنَّهُ أهلك من كَانَ قبلكُمْ أَمرهم بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا وبالقطيعة فَقطعُوا)

وَأخرجه مُسلم عَن عبد الله بن مقسم عَن جَابر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (اتَّقوا الظُّلم فَإِن الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة وَاتَّقوا الشُّح فَأن الشُّح أهلك من كَانَ قبلكُمْ حملهمْ عَلَى أَن سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمهمْ) انْتَهَى

1125 -

الحَدِيث الثَّانِي عشر

عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الزمر لم يقطع الله رَجَاءَهُ يَوْم الْقِيَامَة وَأَعْطَاهُ الله ثَوَاب الْخَائِفِينَ الَّذين خَافُوا)

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (من قَرَأَ سُورَة الزمر) إِلَى آخِره لم يقل فِيهِ (الَّذين خَافُوا)

ص: 210

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الأول فِي آل عمرَان وَقَالَ الْحَافِّينَ الَّذين يحفونَ بِعَرْشِهِ وَرَوَاهُ بالسند الثَّانِي وَقَالَ الَّذين خَافُوا الله تَعَالَى

وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي سُورَة يُونُس

1126 -

الحَدِيث الثَّالِث عشر

عَن عَائِشَة رضي الله عنها أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ كَانَ يقْرَأ كل لَيْلَة بني إِسْرَائِيل وَالزمر

قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن أبي لبَابَة مَرْوَان عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ لَا ينَام حَتَّى يقْرَأ الزمر وَبني إِسْرَائِيل وَلَفظ النَّسَائِيّ وَكَذَا قَالَت كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَصُوم حَتَّى نقُول إِنَّه لَا يُرِيد أَن يفْطر وَيفْطر حَتَّى نقُول إِنَّه لَا يُرِيد أَن يَصُوم وَكَانَ يقْرَأ كل لَيْلَة بني إِسْرَائِيل وَالرَّمْز انْتَهَى

وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِهَذَا الْمَتْن وَسكت عَنهُ

وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر

وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده

ص: 211

سُورَة غَافِر الْمُؤمن

ص: 213

سُورَة غَافِر الْمُؤمن

ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث

1127 -

قَوْله

رَوَى أَن عمر رضي الله عنه افْتقدَ رجلا ذَا بَأْس شَدِيد من أهل الشَّام فَقيل تتَابع فِي الشَّرَاب فَقَالَ عمر لكَاتبه اكْتُبْ من عمر ابْن الْخطاب إِلَى فلَان بن فلَان سَلام عَلَيْك إِنِّي أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم إِلَى قَوْله وَإِلَيْهِ الْمصير وَختم الْكتاب وَقَالَ لرَسُوله لَا تَدْفَعهُ إِلَيْهِ حَتَّى تَجدهُ صَاحِيًا ثمَّ أَمر من عِنْده بِالدُّعَاءِ لَهُ بِالتَّوْبَةِ فَلَمَّا أَتَتْهُ الصَّحِيفَة جعل يَقْرَأها وَيَقُول قد وَعَدَني الله أَن يغْفر لي وَحَذَّرَنِي عِقَابه فَلم يزل يُرَدِّدهَا حَتَّى بَكَى ثمَّ نزع فَأحْسن النُّزُوع وَحسنت تَوْبَته فَلَمَّا بلغ عمر أمره قَالَ هَكَذَا فَاصْنَعُوا إِذا رَأَيْتُمْ أَخَاكُم قد زل زلَّة فَسَدِّدُوهُ ووفقوه وَادعوا لَهُ أَن يَتُوب الله عَلَيْهِ وَلَا تَكُونُوا إخْوَان الشَّيْطَان عَلَيْهِ

قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب الْحِلْية فِي تَرْجَمَة يزِيد بن الْأَصَم ثَنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا مُحَمَّد بن سهل ثَنَا عبد الله بن عمر ثَنَا كثير بن هِشَام أَنا جَعْفَر بن برْقَان ثَنَا يزِيد بن الْأَصَم أَن رجلا كَانَ ذَا بَأْس وَكَانَ يوفد إِلَى عمر ابْن الْخطاب لِبَأْسِهِ وَكَانَ من أهل الشَّام وَإِن عمر فَقده فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل لَهُ تتَابع فِي الشَّرَاب إِلَى آخِره سَوَاء

وَرَوَاهُ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره ثَنَا كثير بن هِشَام بِهِ إِلَى قَوْله وَحَذَّرَنِي

ص: 215

عِقَابه لم يذكر بَاقِيه

وَمن طَرِيق عبد بن حميد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا أبي ثَنَا مُوسَى بن مَرْوَان الرقي ثَنَا عمر بن أَيُّوب ثَنَا جَعْفَر بن برْقَان بِهِ بِلَفْظ ابْن حميد

وَفِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة خَيْبَر عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ لما ولي عمر بن الْخطاب ولي النُّعْمَان بن عدي بن نظلة ميسَان فَأرْسل النُّعْمَان إِلَى امْرَأَته بِأَبْيَات وَكَانَت امْتنعت من الْخُرُوج مَعَه

(فَمن مبلغ الْحَسْنَاء أَن حَلِيلهَا

بِمَيْسَان يُسْقَى فِي زجاج وَحَنْتَم)

(إِذا كنت نَدْمَانِي فَبِالْأَكْبَرِ اسْقِنِي

وَلَا تَسْقِنِي بِالْأَصْغَرِ الْمُتَثَلِّم)

(لَعَلَّ أَمِير الْمُؤمنِينَ يسوؤه

تَنَادمنَا فِي الْجَوْسَقِ الْمُتَهَدِّم)

فَبلغ ذَلِك عمر فَكتب إِلَيْهِ عمر بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم تَنْزِيل الْكتاب إِلَى قَوْله وَإِلَيْهِ الْمصير وَبعد فقد بَلغنِي قَوْلك لَعَلَّ أَمِير الْمُؤمنِينَ يسوؤه الْبَيْت وَايْم الله لقد سَاءَنِي ثمَّ عَزله فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ قَالَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لم يكن مَا قلته شَيْئا وَقع وَإِنَّمَا هُوَ فضل شعر وَمَا شربت وَالله الْخمر قطّ فَقَالَ عمر أَظن ذَلِك وَلَكِن وَالله لَا تعْمل لي عملا أبدا انْتَهَى

1128 -

الحَدِيث الأول

قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ (إِن جدالا فِي الْقُرْآن كفر)

قلت رَوَى من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة

فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا يُونُس بن عبد الرَّحِيم الْعَسْقَلَانِي ثَنَا ضَمرَة بن ربيعَة عَن عبد الله ابْن شَوْذَب عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة

ص: 216

قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (الْجِدَال فِي الْقُرْآن كفر) انْتَهَى

وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عبد الله بن شَوْذَب

وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث عمر بن أبي سَلمَة عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور وَقَالَ الشَّيْخَانِ لم يحْتَجَّا بعمر بن أبي سَلمَة وَسكت عَنهُ

وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي علله

وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا جِدَال فِي الْقُرْآن كفر انْتَهَى ثمَّ قَالَ وَسعد لم يسمع من أبي سَلمَة انْتَهَى

وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده حَدثنَا فليح بن سُلَيْمَان عَن سَالم أبي النَّضر عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن عبد الله بن عَمْرو أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (لَا تجادلوا فِي الْقُرْآن فَإِن جدالا فِيهِ كفر) انْتَهَى

وَمن طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر مِنْهُ

والْحَدِيث رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب السّنة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (المراء فِي الْقُرْآن كفر) انْتَهَى

قَالَ ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم وَمَعْنى الحَدِيث المراء الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى جَحدهَا أَو وُقُوع الشَّك فِيهَا فَهَذَا هُوَ الْكفْر وَأما التَّنَازُع فِي مَعَاني الْقُرْآن وَأَحْكَامه فَجَائِز إِجْمَاعًا انْتَهَى

ص: 217

1129 -

الحَدِيث الثَّانِي

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (لَا تَتَفَكَّرُوا فِي عظم ربكُم وَلَكِن تَفَكَّرُوا فِيمَا خلق الله من الْمَلَائِكَة فَإِن خلقا من الْمَلَائِكَة يُقَال لَهُ إسْرَافيل زَاوِيَة من زَوَايَا الْعَرْش عَلَى كَاهِله وَقَدمَاهُ فِي الأَرْض السُّفْلَى وَقد مرق رَأسه من سبع سموات وَأَنه ليتضائل من عَظمَة الله حَتَّى يصير كَأَنَّهُ الْوَضع

قلت غَرِيب وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَرَوَى شهر بن حَوْشَب عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (لَا تَتَفَكَّرُوا فِي عظم ربكُم) إِلَى آخِره

1130 -

الحَدِيث الثَّالِث

فِي الحَدِيث إِن الله تَعَالَى أَمر جَمِيع الْمَلَائِكَة أَن يغدوا وَيَرُوحُوا بِالسَّلَامِ عَلَى حَملَة الْعَرْش تَفْضِيلًا لَهُم عَلَى سَائِر الْمَلَائِكَة

1131 -

الحَدِيث الرَّابِع

فِي الحَدِيث تحشرون حُفَاة عُرَاة غرلًا

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الرقَاق وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَقُول (يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة حُفَاة عُرَاة غرلًا) قلت يَا رَسُول الله النِّسَاء وَالرِّجَال جَمِيعًا ينظر بَعضهم إِلَى بعض قَالَ (يَا عَائِشَة الْأَمر أَشد من أَن ينظر بَعضهم إِلَى بعض) انْتَهَى

1132 -

الحَدِيث الْخَامِس

رُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ طَاف بِالْبَيْتِ فَتَلقاهُ الْمُشْركُونَ حِين فرغ

ص: 218

من ذَلِك فَأَخَذُوهُ بِمَجَامِع رِدَائه فَقَالُوا أَنْت الَّذِي تَنْهَانَا أَن نعْبد مَا يعبد آبَاؤُنَا قَالَ (نعم أَنا ذَاك) فَقَامَ أَبُو بكر رضي الله عنه فَالْتَزمهُ من وَرَائه وَقَالَ أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله وَقد جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ من ربكُم رَافعا صَوته بذلك وَعَيناهُ تسفحان حَتَّى أَرْسلُوهُ

قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ أخبرنَا هناد بن السّري عَن عَبدة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه سُئِلَ مَا أَشد شَيْء رَأَيْت قُريْشًا بلغُوا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ مر بهم ذَات يَوْم فَقَالُوا أَنْت تَنْهَانَا أَن نعْبد مَا يعبد آبَاؤُنَا فَقَالَ (أَنا) فَقَامُوا إِلَيْهِ فَأخذُوا بِمَجَامِع ثِيَابه قَالَ فَرَأَيْت أَبَا بكر محتضنة من رُوَائِهِ يصْرخ وَإِن عَيْنَيْهِ تَنْضَحَانِ وَهُوَ يَقُول أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله الْآيَة انْتَهَى

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَقَالَ فِيهِ رَافعا صَوته وَعَيناهُ تسفحان حَتَّى أَرْسلُوهُ انْتَهَى

وَطوله ابْن حبَان فِي صَحِيحه فَرَوَاهُ فِي النَّوْع الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الْخَامِس من طَرِيق أبي إِسْحَاق عَن يَحْيَى بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قلت لَهُ مَا أكبر مَا رَأَيْت قُريْشًا نَالَتْ من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ حَضرتهمْ وَقد اجْتمع أَشْرَافهم يَوْمًا فِي الْحجر فَذكرُوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَقَالُوا مَا رَأينَا مثل هَذَا الرجل سفه أَحْلَامنَا وَشتم آبَاءَنَا وَعَابَ ديننَا وَفرق جماعاتنا وَسَب آلِهَتنَا وَلَقَد صَبرنَا مِنْهُ عَلَى أَمر عَظِيم فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ طلع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَأقبل يمشي حَتَّى اسْتَلم الرُّكْن ثمَّ مر بهم طَائِفًا بِالْبَيْتِ فَلَمَّا مر بهم غَمَزُوهُ بِبَعْض القَوْل فَعرفت ذَلِك فِي وَجهه فَمر بهم الثَّانِيَة فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا ثمَّ مر بهم الثَّالِثَة فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا حَتَّى وقف ثمَّ قَالَ (أتسمعون يَا معشر قُرَيْش أما وَالَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لقد جِئتُكُمْ بِالذبْحِ) قَالَ فَأَطْرَقَ الْقَوْم حَتَّى مَا مِنْهُم إِلَّا كَأَنَّمَا عَلَى رَأسه طَائِر ثمَّ انْصَرف عليه السلام حَتَّى إِذا كَانَ الْغَد اجْتَمعُوا

ص: 219

فِي الْحجر وَأَنا مَعَهم فَقَالَ بَعضهم لبَعض ذكرْتُمْ مَا بلغ مِنْكُم وَمَا بَلغَكُمْ عَنهُ حَتَّى إِذا ناداكم بِمَا كُنْتُم تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فَبَيْنَمَا هم فِي ذَلِك إِذْ طلع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَمَعَهُ رجل فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَأَحَاطُوا بِهِ يَقُولُونَ أَنْت الَّذِي تَقول كَذَا وَتقول كَذَا قَالَ (نعم أَنا ذَاك) قَالَ فَلَقَد رَأَيْت رجلا مِنْهُم أَخذ بِمَجَامِع رِدَائه وَقَامَ أَبُو بكر دونه يَقُول وَهُوَ يبكي وَيْلكُمْ أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله قَالَ ثمَّ انصرفوا عَنهُ فَذَلِك أَشد مَا رَأَيْت قُريْشًا بلغت مِنْهُ انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ البرَاز فِي مُسْنده وَابْن هِشَام فِي أَوَائِل سيرته وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالْبرْقَانِي فِي كِتَابه يعلي وَأَبُو الْموصِلِي فِي مُسْنده

1133 -

الحَدِيث السَّادِس

فِي الحَدِيث إِذا شغل عَبدِي طَاعَتي عَن الدُّعَاء أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين

قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ

وَفِي الصَّحِيح من شغله ذكري عَن مَسْأَلَتي أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين

وَفِي التِّرْمِذِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن بِسَنَد ضَعِيف عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ (يَقُول الله تَعَالَى من شغله قِرَاءَة الْقُرْآن عَن مَسْأَلَتي أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين)

وَفِي مُصَنف عبد الرازق فِي كتاب الصَّلَاة أَنا سُفْيَان عَن مَنْصُور عَن

ص: 220

مَالك بن الْحَارِث قَالَ يَقُول الله عز وجل إِذا شغل عَبدِي ثَنَاؤُهُ عَلّي عَن مَسْأَلَتي أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين انْتَهَى

1134 -

الحَدِيث السَّابِع

رَوَى النُّعْمَان بن بشير عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه قَالَ (الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة) وَقَرَأَ ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم

قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة وَقدم تقدم فِي سُورَة مَرْيَم

1135 -

قَوْله

عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أفضل الْعِبَادَة الدُّعَاء

قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الدُّعَاء من حَدِيث كَامِل بن الْعَلَاء عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن ابْن عَبَّاس وَعَن أبي يَحْيَى عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أفضل الْعِبَادَة الدُّعَاء وَقَرَأَ وَقَالَ ربكُم ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم الْآيَة انْتَهَى وَسكت عَنهُ

1136 -

قَوْله

وَعَن ابْن عَبَّاس من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله فَلْيقل عَلَى إثْرهَا الْحَمد لله رب الْعَالمين

قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه أَيْضا من حَدِيث عَلّي بن الْحسن بن شَقِيق أَنا الْحُسَيْن بن وَاقد ثَنَا الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله إِلَى آخِره وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ

وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَزَاد

ص: 221

فَإِن الله يَقُول فَادعوهُ مُخلصين لَهُ الدَّين الْحَمد لله رب الْعَالمين

وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره

وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره

1137 -

قَوْله

عَن عَلّي قَالَ إِن الله بعث نَبيا أسود

قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا أَحْمد بن الْحُسَيْن التِّرْمِذِيّ ثَنَا آدم بن أبي إِيَاس ثَنَا إِسْرَائِيل عَن جَابر عَن عبد الله بن نجي عَن عَلّي بن أبي طَالب فِي قَوْله تَعَالَى مِنْهُم منى قَصَصنَا عَلَيْك وَمِنْهُم من لم نَقْصُصْ عَلَيْك قَالَ بعث الله عبدا حَبَشِيًّا نَبيا فَهُوَ الَّذِي لم نَقْصُصْ عَلَيْك انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا من حَدِيث آدم بن أبي إِيَاس بِهِ سندا ومتنا

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن آدم بن إِيَاس وَقَالَ تَفِر بِهِ آدم

وَرَوَى الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا عبد الله بن حَامِد أَنا أَبُو مُحَمَّد الْمُزنِيّ ثَنَا مطين ثَنَا عُثْمَان ثَنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام عَن شريك عَن جَابر عَن أبي الطُّفَيْل عَن عَلّي قَالَ كَانَ أَصْحَاب الْأُخْدُود نَبِيّهم حبشِي بعث نَبِي من الْحَبَشَة إِلَى قومه ثمَّ قَرَأَ وَلَقَد أرسلنَا رسلًا من قبلك مِنْهُم من قَصَصنَا عَلَيْك وَمِنْهُم من لم نَقْصُصْ عَلَيْك قَالَ فَدَعَاهُمْ فَتَبِعَهُ نَاس فَأَخَذُوهُمْ وخدوا لَهُم أُخْدُودًا من نَار فَمن تبع النَّبِي رَمَوْهُ فِيهَا وَمن تَبِعَهُمْ تَرَكُوهُ فَجَاءُوا بِامْرَأَة مَعهَا صبي رَضِيع فَجَزِعت فَقَالَ لَهَا الصَّبِي مري وَلَا تُنَافِقِي فَإنَّك عَلَى الْحق انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي سُورَة البروج من حَدِيث منْجَاب بن الْحَارِث ثَنَا طلق بن غَنَّام عَن قيس بن الرّبيع عَن جَابر عَن عبد الله بن نجي عَن عَلّي قَالَ بعث نَبِي من الْحَبَش إِلَى قومه فَذكره

ص: 222

1138 -

الحَدِيث الثَّامِن

عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْمُؤمن لم تبْق روح نَبِي وَلَا صديق وَلَا شَهِيد وَلَا مُؤمن إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ واستغفر لَهُ)

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق ابْن أبي حَاتِم ثَنَا الْحسن بن مُحَمَّد بن الصَّباح ثَنَا شَبابَة بن سوار وَمن طَرِيق ابْن أبي دَاوُد ثَنَا مُحَمَّد بن عَاصِم ثَنَا شَبابَة بن سوار ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة حم الْمُؤمن لم يبْق نَبِي وَلَا صديق وَلَا شَهِيد وَإِلَّا صلوا عَلَيْهِ وَاسْتَغْفرُوا لَهُ) انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان

وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوسط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي يُونُس

ص: 223

سُورَة حم فصلت

ص: 225

1209 -

الحَدِيث الرَّابِع

رَوَى أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ لما أَرَادَ الْمسير إِلَى مَكَّة عَام الْحُدَيْبِيَة مُعْتَمِرًا اسْتنْفرَ من حول الْمَدِينَة من أهل الْبَوَادِي وَالْإِعْرَاب لِيخْرجُوا مَعَه حذرا من قُرَيْش أَن يعرضُوا لَهُ بِحَرب أَو يَصُدُّوهُ عَن الْبَيْت وَأحرم هُوَ صلى الله عليه وسلم َ وسَاق الْهَدْي ليعلم أَنه لَا يُرِيد حَربًا فتناقل كثير من الْأَعْرَاب وَقَالَ يذهب إِلَى قوم قد غَزوه فِي عقر دَاره بِالْمَدِينَةِ وَاعْتَلُّوا بِالشغلِ بِأَهَالِيِهِمْ وَأَمْوَالهمْ وَأَنه لَيْسَ لَهُم من يقوم بِأَشْغَالِهِمْ

قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِنَقص يسير فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب قصَّة الْحُدَيْبِيَة أَنا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا عبد الرَّحْمَن بن الْحسن القَاضِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن ثَنَا آدم بن أبي إِيَاس ثَنَا وَرْقَاء عَن ابْن أبي يَحْيَى عَن مُجَاهِد قَالَ أرِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِية أَنه يدْخل مَكَّة الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ وَقَالَ تَعَالَى سَيَقُولُ لَك الْمُخَلفُونَ من الْأَعْرَاب شَغَلَتْنَا أَمْوَالنَا وَأَهْلُونَا يَعْنِي أَعْرَاب الْمَدِينَة جُهَيْنَة وَمُزَيْنَة وَذَلِكَ أَنهم اِسْتَتْبَعَهُمْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ لِخُرُوجِهِ إِلَى مَكَّة فَقَالُوا أنذهب مَعَه إِلَى قوم جَاءُوهُ فَقتلُوا أَصْحَابه فَنُقَاتِلهُمْ فِي دِيَارهمْ فَاعْتَلُّوا بِالشغلِ مُخْتَصر

1210 -

الحَدِيث الْخَامِس

رَوَى أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ حِين ترك الْحُدَيْبِيَة بعث جواس بن أُميَّة الْخُزَاعِيّ رَسُولا إِلَى أهل مَكَّة فَهموا بِهِ فَمَنعه الْأَحَابِيش فَلَمَّا رَجَعَ دَعَا بعمر رضي الله عنه ليَبْعَثهُ فَقَالَ إِنِّي أَخَافهُم عَلَى نَفسِي لما عرف من عَدَاوَتِي إيَّاهُم وَمَا بِمَكَّة عدي يَمْنعنِي وَلَكِنِّي أدلك عَلَى رجل هُوَ أعْربهَا مني وَأحب إِلَيْهِم عُثْمَان بن عَفَّان فَبَعثه فَخَبرهُمْ أَنه لم يَأْتِ بِحَرب وَإِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لهَذَا الْبَيْت مُعظما لِحُرْمَتِهِ فوقروه وَقَالُوا إِن شِئْت أَن تَطوف بِالْبَيْتِ فافعل فَقَالَ مَا كنت لأَطُوف قبل أَن يطوف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَاحْتبسَ عِنْدهم فَأَرْجَفَ بِأَنَّهُم قَتَلُوهُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (لَا نَبْرَح حَتَّى نُنَاجِز الْقَوْم) ودعا النَّاس إِلَى الْبيعَة فَبَايعُوهُ تَحت الشَّجَرَة وَكَانَت سَمُرَة قَالَ جَابر بن عبد الله لَو كنت أبْصر لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانهَا وَقيل كَانَ عليه السلام جَالِسا فِي ظلّ الشَّجَرَة وَعَلَى ظَهره غُصْن من أَغْصَانهَا قَالَ عبد الله بن الْمُغَفَّل وَكنت وَاقِفًا عَلَى رَأسه وَبِيَدِي غُصْن من الشَّجَرَة أذب عَنهُ فَرفعت الْغُصْن عَن ظَهره وَبَايَعُوهُ عَلَى الْمَوْت دونه وَعَلَى أَلا يَفروا فَقَالَ لَهُم عليه السلام (أَنْتُم الْيَوْم خير أهل الأَرْض) وَكَانَ عدد الْمُبَايِعين ألفا وَخَمْسمِائة وَخَمْسَة وَعشْرين وَقيل ألفا وَأَرْبَعمِائَة وَقيل ألفا وثلاثمائة

قلت وجدته مفرقا

فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم قَالَا خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَام الْحُدَيْبِيَة يُرِيد زِيَارَة الْبَيْت لَا يُرِيد قتالا وسَاق مَعَه الْهَدْي سبعين بَدَنَة

إِلَى أَن قَالَ وَقد كَانَ قبل ذَلِك بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ جواس بن أُميَّة الْخُزَاعِيّ إِلَى مَكَّة وَحمله عَلَى جمل لَهُ يُقَال لَهُ الثَّعْلَب فَلَمَّا دخل مَكَّة أَرَادَت قُرَيْش قَتله فَمَنعهُمْ الْأَحَابِيش حَتَّى أَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَدَعَا

ص: 208

وَإِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لهَذَا الْبَيْت مُعظما لِحُرْمَتِهِ فوقروه وَقَالُوا إِن شِئْت أَن تَطوف بِالْبَيْتِ فافعل فَقَالَ مَا كنت لأَطُوف قبل أَن يطوف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَاحْتبسَ عِنْدهم فَأَرْجَفَ بِأَنَّهُم قَتَلُوهُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (لَا نَبْرَح حَتَّى نُنَاجِز الْقَوْم ودعا النَّاس إِلَى الْبيعَة فَبَايعُوهُ تَحت الشَّجَرَة وَكَانَت سَمُرَة قَالَ جَابر بن عبد الله لَو كنت أبْصر لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانهَا وَقيل كَانَ عليه السلام جَالِسا فِي ظلّ الشَّجَرَة وَعَلَى ظَهره غُصْن من أَغْصَانهَا قَالَ عبد الله بن الْمُغَفَّل وَكنت وَاقِفًا عَلَى رَأسه وَبِيَدِي غُصْن من الشَّجَرَة أذب عَنهُ فَرفعت الْغُصْن عَن ظَهره وَبَايَعُوهُ عَلَى الْمَوْت دونه وَعَلَى أَلا يَفروا فَقَالَ لَهُم عليه السلام (أَنْتُم الْيَوْم خير أهل الأَرْض) وَكَانَ عدد الْمُبَايِعين ألفا وَخَمْسمِائة وَخَمْسَة وَعشْرين وَقيل ألفا وَأَرْبَعمِائَة وَقيل ألفا وثلاثمائة

قلت وجدته مفرقا

فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم قَالَا خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَام الْحُدَيْبِيَة يُرِيد زِيَارَة الْبَيْت لَا يُرِيد قتالا وسَاق مَعَه الْهَدْي سبعين بَدَنَة

إِلَى أَن قَالَ وَقد كَانَ قبل ذَلِك بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ جواس بن أُميَّة الْخُزَاعِيّ إِلَى مَكَّة وَحمله عَلَى جمل لَهُ يُقَال لَهُ الثَّعْلَب فَلَمَّا دخل مَكَّة أَرَادَت قُرَيْش قَتله فَمَنعهُمْ الْأَحَابِيش حَتَّى أَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَدَعَا

ص: 209