المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سُورَة لُقْمَان ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا 967 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي - تخريج أحاديث الكشاف - جـ ٣

[الجمال الزيلعي]

الفصل: ‌ ‌سُورَة لُقْمَان ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا 967 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي

‌سُورَة لُقْمَان

ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا

967 -

الحَدِيث الأول

قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ لَا يحل بيع الْمُغَنِّيَات وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَلَا التِّجَارَة فِيهَا وَلَا أَثْمَانهنَّ

قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث عمر بن الْخطاب وَمن حَدِيث عَلّي وَمن حَدِيث عَائِشَة

أما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبيد الله بن زحر عَن عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم أبي عبد الرَّحْمَن عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ لَا تَبِيعُوا الْقَيْنَات وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ وَلَا خير فِي التِّجَارَة فِيهِنَّ وَثَمَنهنَّ حرَام فِي مثل هَذَا نزلت هَذِه الْآيَة وَمن النَّاس من يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث الْآيَة انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب إِنَّمَا يروي من حَدِيث الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة وَالقَاسِم ثِقَة وَعلي ين يزِيد يضعف فِي الحَدِيث قَالَه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه والثعلبي وَالْبَغوِيّ فِي تفاسيرهم وَأَلْفَاظهمْ فِيهِ قَالَ لَا يحل بيع الْمُغَنِّيَات وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَلَا التِّجَارَة فِيهِنَّ وَأكل أَثْمَانهنَّ حرَام انْتَهَى وَهُوَ لفظ الْكتاب

ص: 67

وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه فِي الْبيُوع من جِهَة التِّرْمِذِيّ ثمَّ قَالَ وَعلي ابْن يزِيد ضعفه أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك وَأحسن مَا وجدنَا فِيهِ قَول ابْن عدي وَقَالَ هُوَ صَالح فِي نَفسه إِلَّا أَن يروي عَنهُ ضَعِيف وَهَذَا قد رَوَى عَنهُ ابْن زحر وَقد ضعفه أَبُو حَاتِم وَابْن معِين وَابْن الْمَدِينِيّ وَوَثَّقَهُ البُخَارِيّ

وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن مَاجَه فِي التِّجَارَات ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد الْقطَّان ثَنَا هَاشم بن الْقَاسِم ثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَن عَاصِم عَن أبي الْمُهلب عَن عبيد الله الإفْرِيقِي عَن أبي أُمَامَة قَالَ نهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَن بيع الْمُغَنِّيَات وَعَن شِرَائِهِنَّ وَعَن كَسْبهنَّ وَعَن أكل أَثْمَانهنَّ انْتَهَى

وَله طَرِيق آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن الْوَلِيد بن الْوَلِيد ثَنَا أَبُو ثَوْبَان عَن يَحْيَى بن الْحَارِث عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة فَذكره بِلَفْظ الطَّبَرِيّ بِزِيَادَة الحَدِيث الَّذِي بعده

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث فرج بن فضَالة عَن عَلّي بن زيد بِدُونِ الزِّيَادَة

وَأما حَدِيث عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث يزِيد بن عبد الْملك النَّوْفَلِي عَن يزِيد بن خصيفَة عَن السَّائِب بن يزِيد عَن عمر بن الْخطاب عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ النّظر إِلَى الْمُغنيَة حرَام وَغِنَاهَا حرَام وَثمنهَا كَثمن الْكَلْب سحت مُخْتَصر

وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيَزِيد بن عبد الْملك وَقَالَ عَامَّة مَا يرويهِ غير مَحْفُوظ وَاسْنِدِ إِلَى النَّسَائِيّ أَنه قَالَ فِيهِ مَتْرُوك الحَدِيث

وَأما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ أَبُو يعل الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن عَلّي بن يزِيد

ص: 68

الصدائي عَن الْحَارِث بن نَبهَان عَن إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ نهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَن الْمُغَنِّيَات وَعَن بيعهنَّ وشرائهن وَالتِّجَارَة فِيهِنَّ وَقَالَ كَسْبهنَّ حرَام انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِالْحَارِثِ بن نَبهَان وَفِيه أَيْضا غَيره

وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من حَدِيث لَيْث ابْن أبي سليم عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن عَائِشَة مَرْفُوعا إِن الله حرم الْقَيْنَة وَبَيْعهَا وَثمنهَا وَتَعْلِيمهَا وَالِاسْتِمَاع إِلَيْهَا ثمَّ قَرَأَ وَمن النَّاس من يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث انْتَهَى

وَأعله بليث بن أبي سليم قَالَ ابْن حبَان قد اخْتَلَط فِي آخر عمره فَكَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل وَيَأْتِي عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ انْتَهَى

وَإِلَيْهِ أَشَارَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عقيب حَدِيث أبي أُمَامَة فَقَالَ وَرُوِيَ عَن لَيْث ابْن أبي سليم عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن عَائِشَة وَلَيْسَ بِمَحْفُوظ

977 -

الحَدِيث الثَّانِي

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ انه قَالَ مَا من رجل رفع صَوته بِالْغنَاءِ إِلَّا يبْعَث الله عَلَيْهِ شَيْطَانَيْنِ أَحدهمَا عَلَى الْمنْكب وَالْآخر عَلَى هَذَا الْمنْكب فَلَا يزَالَانِ يَضْرِبَانِهِ بِأَرْجُلِهِمَا حَتَّى يكون هُوَ الَّذِي يسكت

قلت رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث رَشِيدين بن سعد عَن يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عبيد الله بن زحر عَن عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ مَا رفع رجل صَوته بِالْغنَاءِ إِلَى آخِره

ص: 69

وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه والْحَارث بن أبي أُسَامَة والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث مطرح بن يزِيد عَن عبيد الله بن زحر عَن عَلّي بن يزِيد الْأَلْهَانِي عَن الْقَاسِم عَن أبي أَمَامه مَرْفُوعا لَا يحل بيع الْمُغَنِّيَات وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَأَثْمَانُهُنَّ حرَام وَمَا من رجل رفع صَوته بِالْغنَاءِ إِلَى آخِره

بِهَذَا السَّنَد الْمَتْن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه والثعلبي ثمَّ الواحدي فِي تفاسيرهم وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا مُلْحقًا بِالْحَدِيثِ الَّذِي قبله حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن سُفْيَان الرقي ثَنَا أَيُّوب بن مُحَمَّد الْوزان ثَنَا الْوَلِيد بن الْوَلِيد ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان عَن يَحْيَى بن الْحَارِث الزيَادي عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا نَحوه

وَرَوَاهُ فِي كِتَابه الْمُسَمَّى بِمُسْنَد الشاميين ثَنَا مُحَمَّد بن عمار الدِّمَشْقِي ثَنَا الْعَبَّاس بن الْوَلِيد الْخلال ثَنَا الْوَلِيد بن الْوَلِيد بِهِ لَا يحل بيع الْمُغَنِّيَات إِلَى آخِره سَوَاء

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن مسلمة بن عَلّي أبي سعيد الْخُشَنِي ثني يَحْيَى بن الْحَارِث بِهِ وَضعف مسلمة عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ عَامَّة أَحَادِيثه غير مَحْفُوظَة انْتَهَى

978 -

الحَدِيث الثَّالِث

رُوِيَ فِي الحَدِيث الحَدِيث فِي الْمَسْجِد يَأْكُل الْحَسَنَات كم تَأْكُل الْبَهِيمَة الْحَشِيش

قلت اسْتدلَّ بِهِ المُصَنّف عَلَى أَن المُرَاد بِهِ الحَدِيث الْمُنكر وَتقدم فِي بَرَاءَة

979 -

الحَدِيث الرَّابِع

قَالَ رجل لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ من أبر قَالَ أمك قَالَ

ص: 70

ثمَّ من قَالَ ثمَّ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أَبَاك

قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْأَدَب وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْبر والصلة من حَدِيث بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قلت يَا رَسُول الله من أبر إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد فِيهِ ثمَّ الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب انْتَهَى وَلم يعزه الطَّيِّبِيّ إِلَّا لِلتِّرْمِذِي

وَمَعْنَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَمُسلم فِي الْبر والصلة عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ من أَحَق النَّاس بِحسن صَحَابَتِي قَالَ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أَبوك انْتَهَى

980 -

الحَدِيث الْخَامِس

قَالَ عليه السلام لَا صِيَام لمن لم يعزم الصّيام من اللَّيْل

قلت تقدم فِي الْبَقَرَة وَكَذَا قَوْله أَلا يرَى إِلَى قَوْله لمن لم يبيت الصّيام من اللَّيْل تقدم فِي أَوَاخِر الْبَقَرَة

981 -

الحَدِيث السَّادِس

فِي الحَدِيث إِن الله يحب أَن يُؤْخَذ بِرُخصِهِ كَمَا يحب أَن يُؤْخَذ بِعَزَائِمِهِ

قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث عَائِشَة

أما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فَبِي النَّوْع الْحَادِي وَالسبْعين

ص: 71

من الْقسم الأول من حَدِيث عمَارَة بن غزيَّة عَن حَرْب بن قيس عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ إِن الله يحب أَن تُؤْتَى رخصه كَمَا يحب أَن تُؤْتَى عَزَائِمه انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين

وَعمارَة بن غزيَّة احْتج بِهِ مُسلم وَوَثَّقَهُ أَحْمد وَأَبُو زرْعَة وَقَالَ ابْن معِين هُوَ صَالح الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ صَدُوقًا وَقَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة وَضَعفه ابْن حزم وَحده وَحرب بن قيس ذكره ابْن أبي حَاتِم وَلم يذكر فِيهِ جرحا

وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ ابْن حبَان أَيْضا فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث عَن هِشَام بن حسان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا

وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِيلَة فِي تَرْجَمَة هِشَام بن حسان

وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا ثَنَا أَبُو مُسلم الْكشِّي ثَنَا معمر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ ثَنَا شُعْبَة عَن الحكم عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا نَحوه

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عَلْقَمَة وَقَالَ لم يروه مَرْفُوعا عَن شُعْبَة إِلَّا معمر وَرَوَاهُ غنْدر وَبكر بن بكار وَغَيرهمَا مَوْقُوفا

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْعقيلِيّ عَن معمر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ بِهِ مَرْفُوعا وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَى رَفعه وَوَقفه غَيره وَهُوَ أولَى انْتَهَى

قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب فَقَالَ إِنَّه من أَقْرَان معمر وَلم يُتَابع عَلَى رَفعه وَقد رَوَاهُ روح بن عبَادَة عَن شُعْبَة مَوْقُوفا وَرَوَاهُ أَبُو إِسْحَاق

ص: 72

السبيعِي عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مَسْعُود عَن أَبِيه من قَوْله الصَّحِيح انْتَهَى

قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه مَوْقُوفا

وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده حَدثنَا زيد بن الْحباب حَدثنِي عمر بن عبد الله بن أبي خثعم اليمامي أَنا يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله أقصر الصَّلَاة فِي سَفَرِي قَالَ نعم إِن الله يحب أَن يُؤْخَذ بِرُخصِهِ كَمَا يحب أَن يُؤْخَذ بِفَرِيضَتِهِ انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بعمر بن أبي خثعم وَقَالَ إِن عمر مُنكر الحَدِيث

وَرَوَاهُ ابْن عدي أَيْضا عَن سعيد بن سعيد بن أبي المَقْبُري ثني أخي عبيد الله عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه وَأعله بِسَعْد هَذَا وَقَالَ عَامَّة مَا يرويهِ لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلم أر للْمُتَقَدِّمين فِيهِ كلَاما انْتَهَى

قَالَ ابْن طَاهِر وَسعد هَذَا لم يتَكَلَّم فِيهِ وَلَكِن لَهُ مَنَاكِير مِنْهَا هَذَا الحَدِيث وَقد عده ابْن عدي من مَنَاكِيره قلت وَرَوَاهُ يَحْيَى بن عبيد الله عَن أَبِيه كَذَلِك وَيَحْيَى ضَعِيف انْتَهَى

وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من طَرِيقين

أَحدهمَا عَن الحكم بن عبد الله بن سعد الْأَيْلِي أَنه سمع الْقَاسِم عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (إِن الله يحب أَن يعْمل بِرُخصِهِ كَمَا يحب أَن يعْمل بِفَرَائِضِهِ) انْتَهَى وَضعف الحكم هَذَا عَن جمَاعَة جدا وَوَافَقَهُمْ

وَالْآخر عَن عمر بن عبيد الْبَصْرِيّ ثَنَا هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة مَرْفُوعا إِن الله يحب أَن تُؤْتَى رخصه كَمَا يحب أَن تُؤْتَى عَزَائِمه

ص: 73

قلت وَمَا عَزَائِمه قَالَ فَرَائِضه وَضعف عمر بن عبيد هَذَا

وَقَالَ لم يروه بِهَذَا الْإِسْنَاد غَيره انْتَهَى

وَبِهَذَا السَّنَد الثَّانِي والمتن رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُعْجَمه وَحَجمه ثَلَاثَة أَجزَاء حَدِيثِيَّةٌ وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط

قَالَ ابْن طَاهِر وَرُوِيَ هَذَا الحَدِيث من حَدِيث عَلّي رَوَاهُ عِيسَى بن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن عمر بن عَلّي عَن أَبِيه عَن جده عَن عَلّي مَرْفُوعا قَالَ وَعِيسَى هَذَا من أهل الْكُوفَة عَامَّة مَا يرويهِ لَا يُتَابع عَلَيْهِ انْتَهَى

حَدِيث آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا الْفضل بن الْعَبَّاس الْقُرْطُبِيّ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عِيسَى الْعَطَّار ثَنَا عمر بن عبد الْجَبَّار ثَنَا عبد الله بن يزِيد بن آدم عَن أبي الدَّرْدَاء وَأبي أُمَامَة وواثلة بن الْأَسْقَع وَأنس بن مَالك أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ إِن الله يحب أَن يُؤْتَى رخصه كَمَا يحب العَبْد مغْفرَة ربه انْتَهَى وَقَالَ لَا يرْوَى إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد تفرد بِهِ إِسْمَاعِيل بن عِيسَى الْعَطَّار انْتَهَى

قَوْله

وَقَوْلهمْ عَزمَة من عَزمَات رَبنَا

قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الزَّكَاة من حَدِيث بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده مُعَاوِيَة بن حيدة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ فِي كل سَائِمَة إبل فِي أَرْبَعِينَ بنت لبون لَا يفرق إبل عَن حِسَابهَا من أَعْطَاهَا مُؤْتَجِرًا فَلهُ أجرهَا فَإنَّا آخِذُوهَا وَشطر مَاله عَزمَة من عَزمَات رَبنَا لَيْسَ لآل مُحَمَّد مِنْهَا شَيْء انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى

ص: 74

وَعَزاهُ الشَّيْخ فِي الْإِلْمَام إِلَى التِّرْمِذِيّ وَهُوَ خطأ

وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ إِنَّمَا لم يخرجَاهُ لِأَنَّهُ لَا يثبت عِنْدهمَا مُعَاوِيَة بن حيدة رِوَايَة ثِقَة غير ابْنه عَلَى عَادَتهمَا فِي الصَّحَابِيّ أَو التَّابِع أَو تَابع التَّابِع إِذا لم يكن لَهُ إِلَّا راو وَاحِد لم يخرجَا حَدِيثه فِي الصَّحِيح انْتَهَى

وَقد وثق بهز بن حَكِيم أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَابْن الْمَدِينِيّ وَابْن الْجَارُود وَغَيرهم وَلَكِن ابْن حبَان قَالَ إِنَّه كَانَ يُخطئ كثيرا قَالَ وَلَوْلَا حَدِيث إِنَّا آخذوه وَشطر إبِله لَأَدْخَلْنَاهُ فِي الثِّقَات انْتَهَى

قَالَ الشَّيْخ فِي الإِمَام وَلَا يتَعَيَّن أَن يكون الشَّيْخَانِ تركا تَخْرِيجه لِلْعِلَّةِ الَّتِي ذكرهَا الْبَيْهَقِيّ فقد يكونَانِ لم يريَا بَهْزًا من شَرطهمَا وَهُوَ وَإِن وَثَّقَهُ جمَاعَة فقد قَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ أَبُو زرْعَة لَيْسَ بِمَشْهُور

وَقَوله إِن الصَّحَابِيّ وَالتَّابِع إِذا لم يكن لَهُ إِلَّا راو وَاحِد لم يخرجَا حَدِيثه هَذَا قد أبْطلهُ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ فِي الْكتاب الَّذِي وَضعه فِي أَوْهَام الْمدْخل للْحَاكِم انْتَهَى كَلَامه

983 -

الحَدِيث السَّابِع

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ سرعَة الْمَشْي يذهب بهاء الْمُؤمن

قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث الْخُدْرِيّ

فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي جَعْفَر يَعْقُوب بن الْفَرَجِيِّ من حَدِيث أبي معشر عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ سرعَة الْمَشْي تذْهب بهاء الْمُؤمن انْتَهَى

وَأَبُو معشر فِيهِ مقَال

وَأخرجه ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن عمار بن مطر الْعَنْبَري الرهاوي ثَنَا ابْن أبي ذِئْب عَن المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا وَأعله بِعَمَّار هَذَا وَقَالَ

ص: 75

أَنه مُنكر الحَدِيث

وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث الْوَلِيد بن سَلمَة قَاضِي الْأُرْدُن ثَنَا عمر بن مُحَمَّد بن صهْبَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء وَأعله بعمر بن صهْبَان وَضَعفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ غَالب أَحَادِيثه غير مَحْفُوظَة

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء أَيْضا وَأسْندَ عَن ابْن معِين أَنه قَالَ عمر بن صهْبَان لَا يُسَاوِي فلسًا وَقَالَ فِي أبي معشر اخْتَلَط فِي آخر عمره وَكَثُرت الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ

وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ ابْن عدي أَيْضا عَن الْوَلِيد بن سَلمَة الْمَذْكُور ثَنَا ابْن أبي ذِئْب عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ نَحوه

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَقَالَ الْوَلِيد بن سَلمَة الطَّبَرَانِيّ قَاضِي الْأُرْدُن كَانَ يضع الحَدِيث لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال وَابْنه إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد ثِقَة انْتَهَى

984 -

قَوْله

قَالَت عَائِشَة فِي حق عمر رضي الله عنهما كَانَ إِذا مَشَى أسْرع

قلت غَرِيب وَفِي النِّهَايَة لِابْنِ الْأَثِير عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ عمر إِذا مَشَى أسْرع وَإِذا قَالَ أسمع وَإِذا ضرب أوجع

وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عمر أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ ثَنَا عمر بن سُلَيْمَان بن أبي خَيْثَمَة عَن أَبِيه قَالَ قَالَت الشِّفَاء بنت عبد الله كَانَ عمر إِذا مَشَى إِلَى آخِره سَوَاء

ص: 76

985 -

الحَدِيث الثَّامِن

يروي أَن أيسر مَا يعذب بِهِ أهل النَّار الْأَخْذ بالأنفاس

قَالَت غَرِيب جدا

968 -

الحَدِيث التَّاسِع

فِي الحَدِيث فِي جَذَعَة ابْن نيار تجزي عَنْك وَلنْ تُجزئ عَن أحد بعْدك

قلت تقدم فِي أَوَائِل الْبَقَرَة

987 -

قَوْله

رُوِيَ أَن الْحَارِث بن عَمْرو بن حَارِثَة أَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن السَّاعَة مَتى قِيَامهَا وَإِنِّي قد ألقيت حباتي فِي الأَرْض وَقد أَبْطَأت عَنَّا السَّمَاء فَمَتَى تمطر وَأَخْبرنِي عَن امْرَأَتي فقد اشْتَمَلت عَلَى حمل مَا فِي بَطنهَا أذكر أم أُنْثَى وَإِنِّي علمت مَا علمت أمس فَمَا أعمل غَدا وَهَذَا مولدِي قد عَرفته فَأَيْنَ أَمُوت فَنزلت إِن الله عِنْده علم السَّاعَة الْآيَة

قلت رَوَى الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما من حَدِيث ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ جَاءَ رجل من أهل الْبَادِيَة فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن امْرَأَتي حُبْلَى فَأَخْبرنِي مَا تَلد وَبَلَدنَا مُجْدِبَة فَأَخْبرنِي مَا ينزل الْغَيْث وَقد علمت مَتى ولدت فَأَخْبرنِي مَتى أَمُوت فَأنْزل الله إِن الله عِنْده علم السَّاعَة الْآيَة انْتَهَى

وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول بِلَفْظ الْمنصف من غير سَنَد وَلَا راو

ص: 77

988 -

الحَدِيث الْعَاشِر

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ مَفَاتِيح الْغَيْب خمس وتلا الْآيَة

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث مُحَمَّد بن زيد عَن عبد الله ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ مَفَاتِيح الْغَيْبِيِّ خمس ثمَّ قَرَأَ عَن الله عِنْده علم السَّاعَة وَينزل الْغَيْث الْآيَة

وَرَوَاهُ فِي تَفْسِير سُورَة الرَّعْد عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أطول من هَذَا وَبِه فِي التَّوْحِيد أَخْضَر مِنْهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ فِي الاسْتِسْقَاء وَهُوَ من أَفْرَاده

989 -

قَوْله

رُوِيَ أَن ملك الْمَوْت مر عَلَى سُلَيْمَان فَجعل ينظر إِلَى رجل من جُلَسَائِهِ يديم النّظر إِلَيْهِ فَقَالَ الرجل من هَذَا قَالَ ملك الْمَوْت فَقَالَ كَأَنَّهُ يُرِيدنِي وَسَأَلَ سُلَيْمَان أَن يحملهُ عَلَى الرّيح وَيُلْقِيه بِبِلَاد الْهِنْد فَفعل ثمَّ قَالَ ملك الْمَوْت لِسُلَيْمَان كَانَ دوَام نَظَرِي إِلَيْهِ تَعَجبا مِنْهُ لِأَنِّي أمرت أَن أَقبض روحه بِالْهِنْدِ

قلت رَوَاهُ ابْن أبي شَيْبه فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الْأَنْبِيَاء حَدثنَا عبد الله ابْن نمير ثَنَا الْأَعْمَش عَن خَيْثَمَة عَن شهر بن حَوْشَب قَالَ دخل ملك الْمَوْت عَلَى سُلَيْمَان عليه السلام فَجعل ينظر إِلَى آخِره

وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا عبد الله بن نمير

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي كتاب الزّهْد حَدثنَا عبد الله بن نمير بِهِ سندا ومنتا

990 -

الحَدِيث الْحَادِي عشر

قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ من قَرَأَ سُورَة لُقْمَان كَانَ لُقْمَان رَفِيقه

ص: 78

يَوْم الْقِيَامَة وَأعْطِي من الْحَسَنَات عشرا بِعَدَد من عمل بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَن الْمُنكر

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي كَعْب مَرْفُوعا وَرَوَاهُ عَن ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان

وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي سُورَة يُونُس

ص: 79

سُورَة آلم تَنْزِيل السَّجْدَة

ص: 81