المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

حَرْب بن الْحسن الطَّحَّان ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقَر عَن قيس بن - تخريج أحاديث الكشاف - جـ ٣

[الجمال الزيلعي]

الفصل: حَرْب بن الْحسن الطَّحَّان ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقَر عَن قيس بن

حَرْب بن الْحسن الطَّحَّان ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقَر عَن قيس بن الرّبيع عَن الْأَعْمَش عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى قَالُوا يَا رَسُول الله إِلَى آخِره

وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما ثَنَا عَلّي بن الْحُسَيْن ثَنَا رجل سَمَّاهُ ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقَر بِهِ سَوَاء وحسين الْأَشْقَر شيعي مختلق

وَذكر نزُول هَذِه الْآيَة فِي الْمَدِينَة بعيد فَإِنَّهَا مَكِّيَّة وَلم تكن إِذْ ذَاك لفاطمة أَوْلَاد بِالْكُلِّيَّةِ فَأَنَّهَا لم تتَزَوَّج بعلي إِلَّا بعد بدر من السّنة الثَّانِيَة وَالْحق تَفْسِير الْآيَة بِمَا فَسرهَا حبر الْأمة ابْن عَبَّاس أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة طَاوس عَنهُ أَنه سُئِلَ عَن قَوْله تَعَالَى إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى فَقَالَ سعيد بن جُبَير قربى آل مُحَمَّد فَقَالَ ابْن عَبَّاس عجلت إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ لم يكن بطن من قُرَيْش إِلَّا كَانَ لَهُم فِيهِ قرَابَة فَقَالَ إِلَّا أَن يصلوا مَا بيني وَبَيْنكُم من الْقَرَابَة انْتَهَى

وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي كتاب مَنَاقِب الشَّافِعِي عَن حَرْب بن الْحسن بن الطَّحَّان بِهِ سندا ومتنا

ثمَّ أخرجه عَن مُحَمَّد بن حدير ثَنَا الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْمُنْذر ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقَر فَذكره مَوْقُوفا

1144 -

الحَدِيث الثَّانِي

رُوِيَ عَن عَلّي رضي الله عنه قَالَ شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ حسد النَّاس لي فَقَالَ (أما ترْضَى أَن تكون رَابِع أَرْبَعَة أول من يدْخل الْجنَّة أَنا وَأَنت وَالْحسن وَالْحُسَيْن وَأَزْوَاجنَا عَن أَيْمَاننَا وَشَمَائِلنَا وَذُرِّيَّتنَا خلف أَزوَاجنَا)

ص: 335

قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِنَقص يسير ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْحَاق التسترِي ثَنَا يَحْيَى الْحمانِي ثَنَا منْدَل بن عَلّي عَن مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي رَافع عَن أَبِيه عَن جده أبي رَافع أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ لعَلي (إِن أول أَرْبَعَة يدْخلُونَ الْجنَّة أَنا وَأَنت وَالْحسن وَالْحُسَيْن وَذُرِّيَّاتنَا خلف ظُهُورنَا وَأَزْوَاجنَا خلف ذرياتنا شِيعَتِنَا عَن أَيْمَاننَا وَعَن شَمَائِلنَا) انْتَهَى

حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد المري الْقَنْطَرِي ثَنَا حَرْب بن الْحسن الطَّحَّان ثَنَا يَحْيَى بن يعلي عَن مُحَمَّد بن عبيد الله بِهِ

وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو مَنْصُور الحمشادي ثَنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثني أَبُو بكر بن مَالك ثني مُحَمَّد بن يُونُس ثَنَا عبيد الله بن عَائِشَة ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَمْرو عَن عمر بن مُوسَى عَن زيد بن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن أَبِيه عَن جده عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء

1145 -

الحَدِيث الثَّالِث

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (حرمت الْجنَّة عَلَى من ظلم أهل بَيْتِي وَآذَانِي فِي عِتْرَتِي وَمن اصْطنع صَنِيعَة إِلَى أحد من ولد عبد الْمطلب وَلم يُجَازِهِ عَلَيْهَا فَأَنا أُجَازِيهِ عَلَيْهَا إِذا لَقِيَنِي يَوْم الْقِيَامَة

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا يَعْقُوب بن السّري ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَفِيد ثَنَا عبد الله بن أَحْمد بن عَامر أَنا أبي ثَنَا عَلّي بن مُوسَى الرِّضَا ثني أبي مُوسَى ابْن جَعْفَر أَنا أبي جَعْفَر بن مُحَمَّد أَنا أبي مُحَمَّد بن عَلّي ثني أبي عَلّي بن الْحُسَيْن ثني أبي الْحُسَيْن بن عَلّي ثني أبي عَلّي بن أبي طَالب رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (حرمت الْجنَّة) إِلَى آخِره

ص: 336

‌سُورَة الحجرات

ذكر فِيهَا سَبْعَة وَعشْرين حَدِيثا

1220 -

الحَدِيث الأول

رُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ بعث سَرِيَّة إِلَى تهَامَة سَبْعَة وَعشْرين رجلا عَلَيْهِم الْمُنْذر بن عَمْرو السَّاعِدِيّ فَقَتلهُمْ بَنو عَامر وَعَلَيْهِم عَامر بن الطُّفَيْل إِلَّا ثَلَاثَة نفر نَجوا فَلَقوا رجلَيْنِ من بني سليم بِقرب الْمَدِينَة فاعتزيا لَهُم إِلَى بني عَامر لأَنهم أعز من بني سليم فَقَتَلُوهُمَا وَسَلَبُوهُمَا ثمَّ أَتَوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ (بئْسَمَا صَنَعْتُم) كَانَا من سليم وَالسَّلب مَا كسوتهمَا فَوَدَاهُمَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ

قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس عشر أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ بِسَنَدِهِ إِلَى مقَاتل بن حَيَّان فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله قَالَ بلغنَا أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ بعث سَرِيَّة وَاسْتعْمل عَلَيْهِم الْمُنْذر ابْن عَمْرو الْأنْصَارِيّ فَذكر قصَّة أَصْحَاب بِئْر مَعُونَة وَرُجُوع ثَلَاثَة نفر مِنْهُم إِلَى الْمَدِينَة وَأَنَّهُمْ لقوا رجلَيْنِ من بني سليم جاءين من عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَقَالُوا من أَنْتُمَا فاعتزيا إِلَى بني عَامر فَقَتَلُوهُمَا وَأتوا النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فأخبروه الْخَبَر فكره النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَتلهمَا فَنزلت الْآيَة انْتَهَى

وَرُوِيَ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن مُوسَى بن عقبَة وَمُحَمّد بن إِسْحَاق قَالَ بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ سَرِيَّة قبل نجد وَفِي لفظ قبل أَرض بني سليم وَهِي يَوْمئِذٍ بِئْر مَعُونَة وَكَانَ أَمِيرهمْ الْمُنْذر بن عَمْرو أَخا بني سَاعِدَة وَرَئِيس الْمُشْركين يَوْمئِذٍ

ص: 323

عَامر بن الطُّفَيْل حَتَّى إِذا كَانَ الْمُسلمُونَ بِبَعْض الطَّرِيق بعثوا حرَام بن ملْحَان إِلَى الْمُشْركين ليقْرَأ عَلَيْهِم كتاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَلَمَّا أَتَاهُ لم ينظر فِي كِتَابه وَغدا عَلَيْهِ عَامر فَقتله وَاتبع الْمُشْركُونَ أَثَره حَتَّى وجدوا الْقَوْم مُقْبِلين هم وَالْمُنْذر وَقَاتل الْقَوْم حَتَّى قتل الْمُسلمُونَ عَن آخِرهم وَارْتثَّ فِي الْقَتْلَى كَعْب بن زيد حَتَّى قتل يَوْم الخَنْدَق وَكَانَ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي فِي سرح الْقَوْم فَأَخذه عَامر بن الطُّفَيْل فَأعْتقهُ وَكَانَ ثَلَاثَة نفر من سَرِيَّة الْمُنْذر بن عَمْرو تخلفوا عَلَى ضَالَّة يَبْغُونَهَا فَانْطَلق أحدهم نَحْو الْمُشْركين فَقتل وَأما الْآخرَانِ فَأَقْبَلَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَلَمَّا كَانَ بِبَعْض الطَّرِيق لقيا رجلَيْنِ من بني كلاب كَافِرين قد كَانَا وصلا إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ بِعَهْد فَنزلَا منزلا فَنَامَا فَقَتَلَاهُمَا وَلم يعلمَا أَن لَهما عهدا من النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَلَمَّا قدم عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ أخبرهُ الْخَبَر فَقَالَ عليه السلام (لآدينهما) مُخْتَصر من حديثين أَحدهمَا عَن مُوسَى بن عقبَة وَالْآخر عَن ابْن إِسْحَاق

1221 -

الحَدِيث الثَّانِي

عَن مَسْرُوق قَالَ دخلت عَلَى عَائِشَة رضي الله عنها فِي الْيَوْم الَّذِي يشك فِيهِ فَقَالَت لِلْجَارِيَةِ اسْقِهِ عسلا فَقلت إِنِّي صَائِم فَقَالَت قد نهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَن صَوْم هَذَا الْيَوْم وَفِيه نزلت يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله

قلت غَرِيب وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن حَمَّاد ثَنَا عَبَّاس بن يزِيد ثَنَا بن مهْدي ثَنَا سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق عَن مَالك بن حمرَة عَن مَسْرُوق قَالَ دخلت عَلَى عَائِشَة فِي الْيَوْم الَّذِي يشك فِيهِ أَنه يَوْم عَرَفَة

الحَدِيث انْتَهَى ذكره فِي بَاب حَمْزَة وَحُمرَة وَقَالَ مَالك بن حمرَة هَذَا بِالْحَاء وَالرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ أَبُو عَطِيَّة الْهَمدَانِي رَوَى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق وَمُحَمّد

ص: 324

ابْن سِيرِين انْتَهَى وَلم يذكرهُ بِجرح وَلَا تَعْدِيل

وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد

1222 -

الحَدِيث الثَّالِث

عَن الْحسن أَن نَاسا ذَبَحُوا يَوْم الْأَضْحَى قبل الصَّلَاة فَأَمرهمْ أَن يُعِيدُوا ذبحا آخر

وَعنهُ لما اسْتَقر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ بِالْمَدِينَةِ أَتَتْهُ الْوُفُود من الْآفَاق وَأَكْثرُوا عَلَيْهِ الْمسَائِل فنهوا أَن يبتدئوه بِالْمَسْأَلَة حَتَّى يكون هُوَ الْمُبْتَدِي

قلت

الأول رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله قَالَ هم قوم ذَبَحُوا قبل أَن يُصَلِّي النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَأَمرهمْ أَن يُعِيدُوا الذّبْح

وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثَنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله قَالَ ذكر لنا أَن نَاسا كَانُوا يَقُولُونَ لَو أنزل كَذَا لَو صنع كَذَا لَو قيل كَذَا قَالَ وَقَالَ الْحسن هم أنَاس من الْمُسلمين ذَبَحُوا قبل صَلَاة النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَأَمرهمْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَن يُعِيدُوا ذبحا آخر انْتَهَى وَالثَّانِي غَرِيب

1223 -

الحَدِيث الرّبع

عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة يَعْنِي وَلَا تَجْهَرُوا

ص: 325

لَهُ بالْقَوْل) قَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله وَالله لَا أُكَلِّمك إِلَّا السرَار أَو أَخا السرَار حَتَّى ألْقَى الله

وَعَن عمر أَنه كَانَ يكلم النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ كَأَخِي السرَار وَلَا يسمعهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمهُ

وَكَانَ أَبُو بكر رضي الله عنه إِذا قدم عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ وَفد أرسل إِلَيْهِم من يعلمهُمْ كَيفَ يسلمُونَ وَيَأْمُرهُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقار عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ

قلت

الأول غَرِيب وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَفِي الْوَسِيط عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة

إِلَى آخِره إِلَّا أَنه قَالَ كَأَخِي السرَار وَلم يصل سَنَده بِهِ

وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ لما نزلت إِن الَّذين يَغُضُّونَ أَصْوَاتهم عِنْد رَسُول الله قَالَ أَبُو بكر رضي الله عنه وَالَّذِي أنزل عَلَيْك الْكتاب يَا رَسُول الله لَا أُكَلِّمك إِلَّا كَأَخِي السرَار حَتَّى ألْقَى الله عز وجل انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى

وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث ذَيَّال ابْن عبيد بن حَنْظَلَة حَدثنِي جدي حَنْظَلَة بن حذيم الْمَالِكِي رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يُعجبهُ أَن يُدعَى الرجل بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ انْتَهَى

وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتِّينَ عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مُوسَى بن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي عَن عُثْمَان بن طَلْحَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (ثَلَاث تَصِفِينَ لَك ود أَخِيك تسلم عَلَيْهِ إِذا لَقيته وَتوسع لَهُ فِي الْمجْلس وَتَدْعُوهُ بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ) انْتَهَى

قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن حَدِيث رَوَاهُ مُوسَى بن عبد الْملك

ص: 326

ابْن عُمَيْر عَن أَبِيه بِهِ سندا ومتنا فَقَالَ حَدِيث مُنكر ومُوسَى هَذَا ضَعِيف انْتَهَى

وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث طَارق بن شهَاب عَن أبي بكر قَالَ لما نزلت يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي قلت يَا رَسُول الله آلَيْت أَن لَا أُكَلِّمك إِلَّا كَأَخِي السرَار حَتَّى ألْقَى الله انْتَهَى

وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث حُصَيْن بن عمر عَن مُخَارق عَن طَارق بِهِ قَالَ وحصين حدث بِأَحَادِيث لَا يُتَابع عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط

وَحَدِيث عمر رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ قَالَ ابْن الزُّبَيْر لما نزلت يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي كَانَ عمر بعد ذَلِك إِذا حدث النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ حَدثهُ كَأَخِي السرَار لم يسمعهُ حَتَّى فِي الْكتاب يَسْتَفْهِمهُ مُخْتَصر

وَحَدِيث أبي بكر غَرِيب

1224 -

الحَدِيث الْخَامِس

أَنه قَالَ للْعَبَّاس بن عبد الْمطلب لما انهزم النَّاس يَوْم أحد (اُصْرُخْ بِالنَّاسِ)

وَكَانَ الْعَبَّاس أَجْهَر النَّاس صَوتا

وَرُوِيَ أَن غَارة أَتَتْهُم يَوْمًا فصاح الْعَبَّاس يَا صَبَاحَاه فَأسْقطت الْحَوَامِل لشدَّة صَوته

وَزَعَمت الروَاة أَنه كَانَ يزْجر السبَاع عَن الْغنم فَيفْتق مرَارَة

ص: 327

السَّبع فِي جَوْفه

1225 -

الحَدِيث السَّادِس

عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي قَالَ نزلت فِي ثَابت بن قيس بن شماس وَكَانَ فِي أُذُنه وقر وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت وَكَانَ إِذا تكلم رفع صَوته وَكَانَ يكلم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَيَتَأَذَّى بِصَوْتِهِ

1226 -

الحَدِيث السَّابِع

وَعَن أنس قَالَ لما نزلت فقد ثَابت فَفَقدهُ رَسُول الله فَأخْبر بِشَأْنِهِ فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله لقد أنزلت هَذِه الْآيَة وَأَنا رجل جهير الصَّوْت فَأَخَاف أَن يكون حَبط عَمَلي فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ لست هُنَاكَ إِنَّك تعيش بِخَير وَتَمُوت بِخَير وَإنَّك من أهل الْجنَّة)

قلت أخرجه البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي فَضَائِل النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ افْتقدَ ثَابت بن قيس فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله أَنا أعلم لَك علمه فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسا فِي بَيته مُنَكسًا رَأسه فَقَالَ لَهُ مَا شَأْنك فَقَالَ شَرّ كَانَ يرفع صَوته فَوق صَوت النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فقد حَبط عمله وَهُوَ من أهل النَّار فَأَتَى الرجل النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَأخْبرهُ أَنه قَالَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ مُوسَى

ص: 328

فَرجع إِلَيْهِ الْمرة الْآخِرَة بِبِشَارَة عَظِيمَة فَقَالَ (اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقل لَهُ لست من أهل النَّار وَلَكِنَّك من أهل الْجنَّة) انْتَهَى

وَزَاد فِيهِ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة قَالَ أنس كُنَّا نرَاهُ يمشي بَين أظهرنَا وَنحن نعلم أَنه من أهل الْجنَّة فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْيَمَامَة جَاءَ ثَابت بن قيس وَقد تحَنط وَلبس أَكْفَانه وَقَالَ بئْسَمَا تعودُونَ أَقْرَانكُم ثمَّ تقدم فقاتل حَتَّى قتل انْتَهَى

1227 -

الحَدِيث الثَّامِن

قَالَ عليه السلام (وَإِن مِمَّا ينْبت الرّبيع لما يقتل حَبطًا أَو يلم)

قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الزَّكَاة من حَدِيث عِيَاض بن عبد الله عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَامَ فَخَطب النَّاس فَقَالَ (لَا وَالله مَا أخْشَى عَلَيْكُم أَيهَا النَّاس إِلَّا مَا يخرج الله لكم من زهرَة الدُّنْيَا) فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله أَيَأتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ فَصمت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ ثمَّ قَالَ (كَيفَ قلت) قَالَ قلت أَيَأتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ قَالَ (إِن الْخَيْر لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَير أَو خير هُوَ أَن كل مَا ينْبت الرّبيع يقتل حَبطًا أَو يلم إِلَّا آكِلَة الْخضر أكلت حَتَّى امْتَلَأت خَاصرتهَا اسْتقْبلت الشَّمْس ثَلَطَتْ أَو بَالَتْ ثمَّ اجْتَرَّتْ فَعَادَت فَأكلت فَمن يَأْخُذ مَالا بِحقِّهِ يُبَارك لَهُ فِيهِ وَمن يَأْخُذ مَالا بِغَيْر حَقه فَمثله كَمثل الَّذِي يَأْكُل وَلَا يشْبع)

1228 -

الحَدِيث التَّاسِع

رُوِيَ أَن وَفد تَمِيم أَتَوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَقت الظّهْر وَهُوَ رَاقِد فَجعلُوا يُنَادُونَهُ يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا فَاسْتَيْقَظَ فَخرج وَنزلت وَلَو أَنهم صَبَرُوا حَتَّى تخرج إِلَيْهِم الْآيَة

وَسُئِلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ (هم جُفَاة بني تَمِيم لَوْلَا أَنهم أَشد قتالا لِلْأَعْوَرِ الدَّجَّال لَدَعَوْت الله عَلَيْهِم أَن يُهْلِكهُمْ)

ص: 329

قلت

الأول رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول والثعلبي فِي تَفْسِيره من حَدِيث يعْلى بن عبد الرَّحْمَن ثَنَا عبد الحميد بن جَعْفَر عَن عمر بن الحكم عَن جَابر بن عبد الله قَالَ جَاءَت بَنو تَمِيم فَدَخَلُوا الْمَسْجِد فَنَادوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ من وَرَاء الحجرات أَن اخْرُج إِلَيْنَا يَا مُحَمَّد فَأَذَى ذَلِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ من صِيَاحهمْ فَخرج إِلَيْهِم فَقَالُوا يَا مُحَمَّد جئْنَاك لِنُفَاخِرَك فَأذن لِشَاعِرِنَا وَخَطِيبِنَا

الحَدِيث بِطُولِهِ قَالَ وَنزل الْقُرْآن فيهم (إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات) الْآيَة

وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة فِي آخر غَزْوَة تَبُوك عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ قدمت وُفُود الْعَرَب عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ

إِلَى أَن قَالَ وَلما قدم وَفد بني تَمِيم دخلُوا الْمَسْجِد فَنَادوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ من وَرَاء الحجرات يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا فَأَذَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ صِيَاحهمْ وَخرج إِلَيْهِم فَقَالُوا يَا مُحَمَّد جئْنَاك لِنُفَاخِرَك فَأذن لِشَاعِرِنَا وَخَطِيبِنَا فَأذن لَهُم فَقَامَ عُطَارِد بن حَاجِب فَخَطب وَأمر النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ ثَابت بن قيس أَن يجِيبه قَالَ فَأَجَابَهُ ثَابت بِخطْبَة أفْصح مِنْهَا ثمَّ قَامَ شَاعِرهمْ الزبْرِقَان بن بدر فَذكر شعرًا فِي الْمُفَاخَرَة فَأمر النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ حسان بن ثَابت أَن يجِيبه فَأَجَابَهُ ثمَّ عَاد فَذكر شعرًا فَأَجَابَهُ حَتَّى تكَرر ذَلِك مِنْهُمَا

بِطُولِهِ وَفِي آخِره وَنزل فيهم الْقُرْآن إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات الْآيَة مُخْتَصر

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب الْوُفُود بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق فَذكره بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قدم وَفد بني تَمِيم وهم سَبْعُونَ رجلا أَو ثَمَانُون رجلا مِنْهُم الزبْرِقَان بن بدر وَعُطَارِد بن حَاجِب وَقيس ابْن عَاصِم وَقيس بن الْحَارِث وَعَمْرو بن الْأَهْتَم الْمَدِينَة فَانْطَلق مَعَهم عُيَيْنَة ابْن حصن الْفَزارِيّ حَتَّى أَتَوا منزل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَنَادَوْهُ من وَرَاء الحجرات

ص: 330

بِصَوْت جَاف يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا فَخرج إِلَيْهِم فَقَالُوا يَا مُحَمَّد إِن مَدْحنَا زين وَإِن شَتمنَا شين نَحن أكْرم الْعَرَب فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (كَذبْتُمْ بل مِدْحَة الله الزين وَشَتمه الشين وَأكْرم مِنْكُم يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم) فَقَالُوا إِنَّا أَتَيْنَاك لِنُفَاخِرَك

فَذكره بِطُولِهِ وَفِي آخِره فَقَالَ التَّمِيمِيُّونَ فَقَالُوا وَالله إِن خَطِيبه لأخطب من خَطِيبنَا وشاعره أشعر من شَاعِرنَا قَالَ وَفِيهِمْ أنزل الله إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات الْآيَة انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي بَاب الْوُفُود أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم عَن الزُّهْرِيّ

فَذكره بِلَفْظ ابْن مرْدَوَيْه

وَأَعَادَهُ فِي تَرْجَمَة ثَابت بن قيس وَقَالَ فِيهِ أَتَوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَقد أذن بِلَال لِلظهْرِ

فَذكره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي بالسند الْمَذْكُور

وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عبد الله ابْن يُوسُف ثَنَا أَحْمد بن عِيسَى بن السكين الْبَلَدِي ثَنَا هَاشم بن الْقَاسِم الْحَرَّانِي ثَنَا يعْلى بن الْأَشْدَق ثَنَا سعيد بن عبد الله أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ سُئِلَ عَن قَول الله تَعَالَى إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات أَكْثَرهم لَا يعْقلُونَ من هم قَالَ (هم جُفَاة بني تَمِيم) إِلَى آخِره

وَلمُسلم فِي الْفَضَائِل عَن أبي زرْعَة قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لَا أَزَال أحب بني تَمِيم من ثَلَاث سَمِعتهنَّ من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ سمعته يَقُول (هم أَشد أمتين عَلَى الدَّجَّال)

1229 -

الحَدِيث الْعَاشِر

رُوِيَ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ بعث الْوَلِيد بن عقبَة أَخا عُثْمَان لأمه وَهُوَ الَّذِي ولاه عُثْمَان الْكُوفَة بعد سعد بن أبي وَقاص فَصَلى بِالنَّاسِ

ص: 331

صَلَاة الْفجْر أَرْبعا وَهُوَ سَكرَان فَقَالَ هَل أَزِيدكُم فَعَزله عُثْمَان عَنْهُم وَبَعثه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ مُصدقا إِلَى بني الْمُصْطَفَى وَكَانَت بَينهم وَبَينه إحْنَة فَلَمَّا شَارف دِيَارهمْ ركبُوا مُسْتَقْبلين لَهُ فحسبهم مُقَاتِلِيهِ فَرجع وَقَالَ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قد ارْتَدُّوا وَمنعُوا الزَّكَاة فَوَرَدُوا وَقَالُوا نَعُوذ بِاللَّه من غَضَبه وَغَضب رَسُوله فَاتَّهمهُمْ فَقَالَ (لتَنْتَهُنَّ أَو لَأَبْعَثَن إِلَيْكُم رجلا هُوَ عِنْدِي كنفسي يُقَاتل مُقَاتِلَتكُمْ وَيَسْبِي ذَرَارِيكُمْ) ثمَّ ضرب بِيَدِهِ عَلَى كتف عَلّي رضي الله عنه

وَقيل بعث إِلَيْهِم خَالِد بن الْوَلِيد فَوَجَدَهُمْ منادين بِالصَّلَاةِ مُتَهَجِّدِينَ فَسَلمُوا إِلَيْهِ الصَّدقَات فَرجع

قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن ثَابت مولَى أم سَلمَة عَن أم سَلمَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ بعث الْوَلِيد بن عقبَة إِلَى بني المصطلق بعد الْوَقْعَة يَأْخُذ صدقَات أَمْوَالهم فَلَمَّا سمعُوا خرج إِلَيْهِ ركب مِنْهُم يَسْتَقْبِلُونَهُ فَظن أَنهم سَارُوا إِلَيْهِ لِيُقَاتِلُوا فَرجع إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَقَالَ يَا رَسُول الله إِن بني المصطلق مَنَعُونِي صَدَقَاتهمْ وَلما سمعُوا بمرجعه أَقبلُوا حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة وصلوا وَرَاءه فِي الصُّفُوف فَلَمَّا فرغوا قَالُوا إِنَّا نَعُوذ بِاللَّه من غَضَبه وَغَضب رَسُوله يَا رَسُول الله ذكر لنا أَنَّك أرْسلت لنا رجلا يصدق أَمْوَالنَا فَسُرِرْنَا بذلك وقرت أَعيننَا ثمَّ سمعنَا أَنه رَجَعَ فَخَشِينَا أَن يكون ذكره غَضبا من الله أَو من رَسُوله قَالَت فَمَا زَالُوا يعذرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى نزلت فيهم الْآيَة يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا انْتَهَى للطبراني

ص: 332

وَزَاد ابْن رَاهَوَيْه قَالَ فَمَا زَالُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذّن لصَلَاة الْعَصْر فَصَلى الْمَكْتُوبَة ثمَّ دخل بَيْتِي فَصلي بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ لم يصلهمَا قبل وَلَا بعد قَالَ فَبعثت إِلَيْهَا عَائِشَة مَا هَذِه الصَّلَاة الَّتِي صلاهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فِي بَيْتك فَقَالَت هَذِه سَجْدَتَانِ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يُصَلِّيهمَا قبل الْعَصْر فَشَغلهُ بَنو المصطلق فَأنْزل الله يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا مُحَمَّد بن سَابق ثَنَا عِيسَى ابْن دِينَار ثني أبي أَنه سمع الْحَارِث بن ضرار الْخُزَاعِيّ يَقُول قدمت عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فدعاني إِلَى الْإِسْلَام فَدخلت فِيهِ وَدَعَانِي إِلَى الزَّكَاة فَقلت يَا رَسُول الله أرجع إِلَى قومِي فَأَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَام وَأَدَاء الزَّكَاة وَترسل إِلَيّ رَسُولا لأَبَان كَذَا ليأتك مَا جمعت من الزَّكَاة فَلَمَّا بلغ الأبان الَّذِي بَينه وَبَين رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ لم يَأْته الرَّسُول ظن أَنه حدث فِيهِ سخط من الله أَو من رَسُوله فَدَعَا بِسَرَوَاتِ قومه وَأخْبرهمْ بذلك وَقَالَ لَهُم انْطَلقُوا بِنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْض الطَّرِيق وَبعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ الْوَلِيد بن عقبَة ليقْبض مَا عِنْده فَلَمَّا رَآهُمْ فرق وَرجع فَأَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن الْحَارِث قَالَ إِلَى من بَعثهمْ قَالُوا إِلَيْك فَلَمَّا دخل عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ أَنْت منعت الزَّكَاة وَأَرَدْت قتل رَسُولي قَالَ لَا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا رَأَيْته وَلَا رَآنِي وَلَكِن لما احْتبسَ رَسُولك خشيت أَن يكون سخطَة من الله وَرَسُوله فَنزلت يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا الْآيَة انْتَهَى

وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول

وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير سَنَد

وقصة الْوَلِيد بن عقبَة فِي الصَّلَاة رَوَاهَا مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْحُدُود عَن حُصَيْن بن الْمُنْذر قَالَ شهِدت عُثْمَان بن عَفَّان أُتِي الْوَلِيد بن عقبَة وَقد صَلَّى

ص: 333

الْغَدَاة بِالْكُوفَةِ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَالَ أَزِيدكُم فَشهد عَلَيْهِ رجلَانِ قَالَ أَحدهمَا رَأَيْته يشْربهَا وَقَالَ الآخر رَأَيْته يتقياها فَقَالَ عُثْمَان إِنَّه لم يتقياها حَتَّى شربهَا فَقَالَ لعَلي أقِم عَلَيْهِ الْحَد وَقَالَ لِابْنِ أَخِيه عبد الله بن جَعْفَر أقِم عَلَيْهِ الْحَد فَأخذ السَّوْط فجلده وَعلي يعد حَتَّى إِذا بلغ أَرْبَعِينَ جلدَة قَالَ لَهُ أمسك جلد النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَرْبَعِينَ وَجلد أَبُو بكر أَرْبَعِينَ وَجلد عُثْمَان ثَمَانِينَ وكل سنة انْتَهَى هَكَذَا فِي مُسلم وَقد صلي الْغَدَاة رَكْعَتَيْنِ

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَقَالُوا فِيهِ وَقد صَلَّى الْغَدَاة أَرْبعا فَلْينْظر

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَالْحَدِيثَانِ الْمَذْكُورَان عَن الطَّبَرَانِيّ سَنَده وَمَتنه فيهمَا

وَرُوِيَ أَيْضا من حَدِيث عبد الله بن عبد القدوس عَن الْأَعْمَش عَن مُوسَى ابْن الْمسيب عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر بن عبد الله قَالَ بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ الْوَلِيد بن عقبَة إِلَى بني وَلِيعَةَ وَكَانَت بَينهم شَحْنَاء فِي الْجَاهِلِيَّة فَلَمَّا اسْتَقْبلُوهُ خشِي وَرجع إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَقَالَ لَهُ إِن بني وَلِيعَةَ مَنَعُونِي الصَّدَقَة وَأَرَادُوا قَتْلِي فَلَمَّا بَلغهُمْ أَتَوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَكَذبُوهُ وَقَالُوا إِن بَيْننَا وَبَينه شَحْنَاء فَقَالَ عليه السلام (لتَنْتَهُنَّ أَو لَأَبْعَثَن إِلَيْكُم رجلا يُقَاتل مُقَاتِلَتكُمْ وَيَسْبِي ذَرَارِيكُمْ هُوَ هَذَا) وَضرب بِيَدِهِ عَلَى كتف عَلّي وَفِيهِمْ نزلت يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ

الْآيَة

1230 -

الحَدِيث الْحَادِي عشر

عَن ابْن عَبَّاس قَالَ وقف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَلَى مجْلِس بعض الْأَنْصَار وَهُوَ عَلَى حمَار فَبَال الْحمار فَأمْسك عبد الله بن أبي بِأَنْفِهِ وَقَالَ خل سَبِيل حِمَارك فقد آذَانا نَتنه فَقَالَ عبد الله بن رَوَاحَة وَالله إِن بَوْل حِمَاره لَأَطْيَب من مسكك

ص: 334

وَرُوِيَ أَن حِمَاره لأَفْضَل مِنْك وَبَوْل حِمَاره أطيب من مسكك وَمَضَى عليه الصلاة والسلام وَطَالَ الْخَوْض بَينهمَا حَتَّى اسْتَبَّا وتجالدا وَجَاء الْأَوْس والخزرج فتجالدوا بِالْعِصِيِّ وَقيل بِالْأَيْدِي وَالنعال وَالسَّعَف فَرجع إِلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَأصْلح بَينهمَا وَنزلت وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا الْآيَة

قلت غَرِيب من حَدِيث ابْن عَبَّاس

وَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أنس بتغيير يسير من حَدِيث مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن أَبِيه عَن أنس قَالَ قيل للنَّبِي صلى الله عليه وسلم َ لَو أتيت عبد الله بن أبي فَانْطَلق إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ وَركب حمارا وَانْطَلق الْمُسلمُونَ يَمْشُونَ مَعَه وَهِي أَرض سبخَة فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ بَال الْحمار فَقَالَ عبد الله بن أبي إِلَيْك عني فوَاللَّه لقد آذَانِي نَتن حِمَارك فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار مِنْهُم وَالله لحِمَار رَسُول الله أطيب ريحًا مِنْك فَاسْتَبَّا فَغَضب لكل وَاحِد مِنْهُمَا أَصْحَابه وَكَانَ بَينهمَا ضرب بِالْجَرِيدِ وَالْأَيْدِي وَالنعال فَبَلغنَا أَنَّهَا نزلت وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا الْآيَة انْتَهَى

رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الشَّهَادَات وَمُسلم فِي الْمَغَازِي فِي غَزْوَة أحد

وَلم يروه ابْن مرْدَوَيْه إِلَّا بِلَفْظ الصَّحِيحَيْنِ وسنديهما وَكَذَلِكَ الواحدي فِي الْوَسِيط

1231 -

الحَدِيث الثَّانِي عشر

رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه قَالَ (يَا بن أم عبد هَل تَدْرِي كَيفَ حكم الله فِيمَن بغى من هَذِه الْأمة) قَالَ الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (لَا يُجهز عَلَى جَرِيحهَا لَا يقتل أَسِيرهَا لَا يطْلب هَارِبهَا وَلَا يقسم فَيْئهَا)

ص: 335

قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب قتال أهل الْبَغي من حَدِيث كوثر ابْن حَكِيم عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (يَا بن أم عبد هَل تَدْرِي) إِلَى آخِره سَوَاء وَسكت عَنهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَقَالَ كوثر بن حَكِيم مَتْرُوك انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده والْحَارث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده والثعلبي فِي تَفْسِيره والواحدي فِي الْوَسِيط قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ إِلَّا ابْن عمر وَلَا طَرِيق لَهُ غير هَذَا الطَّرِيق انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَضعف كوثر بن حَكِيم عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَقَالُوا إِنَّه مُنكر الحَدِيث وَلَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ وَوَافَقَهُمْ عَلَيْهِ

وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ

قَالَ فِي التَّنْقِيح هَذَا حَدِيث غير ثَابت تفرد بِهِ كوثر بن حَكِيم وَأَحَادِيثه بَوَاطِيلُ قَالَ الإِمَام أَحْمد وَقَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء

1232 -

الحَدِيث الثَّالِث عشر

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يَخْذُلهُ وَلَا يعِيبهُ وَلَا يَتَطَاوَل عَلَيْهِ فِي الْبُنيان فَيسْتر عَلَيْهِ الرّيح إِلَّا بِإِذْنِهِ وَلَا يُؤْذِيه بِقُتَارِ قدره) ثمَّ قَالَ (احْفَظُوا وَلَا يحفظه مِنْكُم إِلَّا قَلِيل)

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عمر بن الْخطاب ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق المسوحي ثَنَا عَمْرو بن عَاصِم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن رَافع ثَنَا سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم) إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد فِيهِ (وَلَا يُؤْذِيه بِقُتَارِ إِلَّا أَن يغْرف لَهُ مِنْهَا وَلَا يَشْتَرِي لِبَنِيهِ الْفَاكِهَة فَيخْرجُونَ مِنْهَا إِلَى صبيان جَاره ثمَّ لَا يُطْعِمُونَهُمْ

ص: 336

مِنْهَا) ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (احْفَظُوا) إِلَى آخِره وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يَخْذُلهُ)

1233 -

الحَدِيث الرَّابِع عشر

قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ (النِّسَاء لحم عَلَى وَضم)

قلت غَرِيب مَرْفُوعا

وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك مَوْقُوفا عَلَى عمر بن الْخطاب من حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو ابْن عَلْقَمَة عَن يَحْيَى بن عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب عَن أَبِيه عَن عمر بن الْخطاب قَالَ إِنَّمَا النِّسَاء لحم عَلَى وَضم إِلَّا مَا ذب عَنهُ فَخُذُوا عَلَى أَيدي نِسَائِكُم حَتَّى يبصر الشَّاب مَوضِع قَدَمَيْهِ انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث بالسند والمتن وَقَالَ الْوَضم مَا يوضع عَلَيْهِ اللَّحْم من خَشَبَة أَو بَارِية أَو غير ذَلِك كَأَنَّهُ يَقُول النِّسَاء فِي الضعْف كَاللَّحْمِ الْمَوْضُوع عَلَى الْوَضم الَّذِي لَا يمْتَنع من أحد إِلَّا أَن يذب عَنهُ

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو بكر الْفرْيَابِيّ فِي سنَنه

1234 -

قَوْله

عَن ابْن مَسْعُود الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق لَو سخرت من كلب لَخَشِيت أَن أَحول كَلْبا

وَعَن عَمْرو بن شُرَحْبِيل لَو رَأَيْت رجلا يرضع عَنْزًا فَضَحكت

ص: 337

مِنْهُ لَخَشِيت أَن أصنع مثل الَّذِي صنع

قلت رَوَاهُمَا ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْأَدَب ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم قَالَ قَالَ عبد الله بن مَسْعُود الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق لَو سخرت من كلب لَخَشِيت أَن أكون كَلْبا انْتَهَى

وَالثَّانِي أخرجه عَن أبي مُوسَى فَقَالَ ثَنَا عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث عَن عبد الله بن بكر عَن أَبِيه قَالَ قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ لَو رَأَيْت رجلا يرضع شَاة فِي الطَّرِيق فسخرت مِنْهُ خفت أَلا أَمُوت حَتَّى أَرْضعهَا انْتَهَى

1235 -

الحَدِيث الْخَامِس عشر

قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (اذْكروا الْفَاجِر بِمَا فِيهِ)

قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالتِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الثَّامِن وَالسِّتِّينَ بعد الْمِائَة كلهم من حَدِيث الْجَارُود بن يزِيد عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (أَتَرْعَوْنَ عَن ذكر الْفَاجِر اُذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ كي يحذرهُ النَّاس) انْتَهَى

قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا يعد فِي أَفْرَاد الْجَارُود وَقد رُوِيَ عَن غَيره وَلَيْسَ بِشَيْء ثمَّ رُوِيَ عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى الْعَلَاء بن بشر ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (لَيْسَ لِلْفَاسِقِ غيبَة) انْتَهَى ثمَّ قَالَ قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم هَذَا غير صَحِيح وَلَا مُعْتَمد قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا إِن صَحَّ فَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ فَاجِرًا مُعْلنا بِفُجُورِهِ أَو هُوَ مِمَّن يشْهد فِي أُمُور النَّاس وَيتَعَلَّق بِهِ شَيْء من الديانَات فَيحْتَاج إِلَى بَيَان حَاله لِئَلَّا يعْتَمد عَلَيْهِ انْتَهَى كَلَامه

وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ عَن الْجَارُود بن يزِيد بِهِ وَقَالَ لَيْسَ لَهُ أصل

ص: 338

وَلَا يُتَابع الْجَارُود عَلَيْهِ انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَقَالَ الْجَارُود بن يزِيد أَبُو عَلّي النَّيْسَابُورِي يروي عَن الثِّقَات مَا لَا أصل لَهُ كَذَلِك وَأسْندَ إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل أَنه قَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر وَأطَال ابْن عدي فِي تَضْعِيفه وَأخرجه أَيْضا عَن سُلَيْمَان بن عِيسَى بن نجيح السجْزِي عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا (أَتَرْعَوْنَ عَن ذكر الْفَاجِر) إِلَى آخِره قَالَ وَسليمَان هَذَا مِمَّن يضع الحَدِيث وَهَذَا عَن الثَّوْريّ بَاطِل وَإِنَّمَا يرويهِ الْجَارُود بن يزِيد عَن بهز بِهِ وَأخرجه أَيْضا عَن عَمْرو بن الْأَزْهَر الْعَتكِي الوَاسِطِيّ عَن بهز ابْن حَكِيم وَضعف عَمْرو بن الْأَزْهَر عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ قَالَ وكل من رَوَى هَذَا الحَدِيث فَهُوَ ضَعِيف انْتَهَى

وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله الحَدِيث من وضع الْجَارُود سَرقه من الْجَارُود جمَاعَة مِنْهُم عَمْرو بن الْأَزْهَر حدث بِهِ عَن بهز وَعَمْرو كَذَّاب وَمِنْهُم سُلَيْمَان بن عِيسَى وَكَانَ دجالًا فَرَوَاهُ عَن الثَّوْريّ عَن بهز وَمِنْهُم الْعَلَاء ابْن بشر رَوَاهُ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن بهز وَابْن عُيَيْنَة لم يسمع من بهز وَغير لَفظه فَقَالَ لَيْسَ لفَاسِق غيبَة انْتَهَى

وَقَالَ ابْن طَاهِر حَدِيث أَتَرْعَوْنَ عَن ذكر الْفَاجِر رَوَاهُ الْجَارُود بن يزِيد عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده قَالَ الْحَاكِم هَذَا غير صَحِيح وَلَا مُعْتَمد وَكَأن الْجَارُود أَدخل حَدِيثا فِي حَدِيث فَإِنَّهُ رَوَى عَن بهز أَحَادِيث مُسْتَقِيمَة وَقد رَوَى عَن معمر بن رَاشد عَن بهز وَلَيْسَ بِثَابِت قَالَ الطَّبَرَانِيّ لم يروه عَن معمر إِلَّا عبد الْوَهَّاب بن همام أَخُو عبد الرَّزَّاق قَالَ ابْن معِين عبد الْوَهَّاب معضل وَرَوَى عَن عمر بن الْخطاب وَطَرِيقه غير مَعْرُوف رَوَاهُ يُوسُف ابْن أبان ثَنَا الْأَبْرَد بن حَاتِم أَخْبرنِي منهال السراج عَن عمر بن الْخطاب

ص: 339

وَحَدِيث لَيْسَ لِلْفَاسِقِ غيبَة رَوَاهُ الْعَلَاء بن بشر عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن بهز بِهِ وَهُوَ حَدِيث مُنكر لم يروه عَن ابْن عُيَيْنَة أحد من أَصْحَابه إِلَّا الْعَلَاء ابْن بشر انْتَهَى

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي السّري الْعَسْقَلَانِي ثني أبي ثَنَا عبد الْوَهَّاب بن همام أَخُو عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن بهز بن حَكِيم بِهِ وَقَالَ لم يروه عَن معمر إِلَّا عبد الْوَهَّاب انْتَهَى

1236 -

الحَدِيث السَّادِس عشر

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (إِن من حق الْمُؤمن عَلَى أَخِيه أَن يُسَمِّيه بِأحب الْأَسْمَاء إِلَيْهِ)

قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ

وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث ذَيَّال ابْن عبيد بن حَنْظَلَة حَدثنِي جدي حَنْظَلَة بن حذيم الْمَالِكِي رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يُعجبهُ أَن يُدعَى الرجل بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ انْتَهَى

وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتِّينَ عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مُوسَى بن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي عَن عُثْمَان بن طَلْحَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (ثَلَاث تَصِفِينَ لَك ود أَخِيك تسلم عَلَيْهِ إِذا لَقيته وَتوسع لَهُ فِي الْمجْلس وَتَدْعُوهُ بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ) انْتَهَى

قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن حَدِيث رَوَاهُ مُوسَى بن عبد الْملك ابْن عُمَيْر عَن أَبِيه بِهِ سندا ومتنا فَقَالَ حَدِيث مُنكر ومُوسَى هَذَا ضَعِيف انْتَهَى

وَرَوَى ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن الحكم بن عبد الله بن سعد الْأَيْلِي ثني

ص: 340

الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (مَكْرُوه أَن يَدْعُو أحدكُم أَخَاهُ يَا هَناه وَيَا هَذَا وَلَكِن ليَدع أحدكُم أَخَاهُ بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ) انْتَهَى وَضعف الحكم هَذَا عَن جمَاعَة من غير تَوْثِيق انْتَهَى

1237 -

الحَدِيث السَّابِع عشر

عَن ابْن عَبَّاس أَن صَفِيَّة بنت حييّ أَتَت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَقَالَت إِن النِّسَاء يُعَيِّرْنَنِي وَيَقُلْنَ يَا يَهُودِيَّة بنت يهوديين فَقَالَ لَهَا عليه السلام (هلا قلت إِن أبي هَارُون وَإِن عمي مُوسَى وَإِن زَوجي مُحَمَّد)

قلت وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه فِي كتاب المناقب من طَرِيق عبد الرازق أَنا معمر عَن ثَابت عَن أنس قَالَ بلغ صَفِيَّة أَن حَفْصَة قَالَت بنت يَهُودِيّ فَبَكَتْ فَدخل عَلَيْهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ وَهِي تبْكي فَقَالَ (مَا يبكيك) قَالَت قَالَت لي حَفْصَة إِنِّي ابْنة يَهُودِيّ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ (إِنَّك لابنَة نَبِي وَإِن عمك لنَبِيّ وَإنَّك لتَحْت نَبِي فَفِيمَ تَفْخَر عَلَيْك) ثمَّ قَالَ (اتقِي الله يَا حَفْصَة) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْخَامِس من الْقسم الْخَامِس وَأحمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية

وَرَوَى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث هَاشم بن سعيد الْكُوفِي ثَنَا كنَانَة حَدَّثتنَا صَفِيَّة بنت حييّ قَالَت دخل عَلّي النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ وَقد بَلغنِي عَن عَائِشَة وَحَفْصَة كَلَام فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ (أَلا قلت وَكَيف تَكُونَانِ خيرا مني وَزَوْجي مُحَمَّد وَأبي هَارُون وَعمي مُوسَى) وَكَانَ الَّذِي بلغَهَا أَنهم قَالُوا نَحن أكْرم عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ مِنْهَا نَحن أَزوَاج النَّبِي وَبَنَات عَمه انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث هَاشم الْكُوفِي وَلَيْسَ إِسْنَاده بذلك الْقوي انْتَهَى

وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير سَنَد

ص: 341

1238 -

الحَدِيث الثَّامِن عشر

رَوَى فِي قَوْله تَعَالَى لَا يسخر قوم من قوم قَالَ نزلت فِي ثَابت بن قيس بن شماس وَكَانَ بِهِ وقر فَكَانُوا يُوسعُونَ لَهُ فِي مجْلِس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَأَتَى قوما يَقُول تَفَسَّحُوا حَتَّى انْتَهَى إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ لرجل تَنَح فَلم يَتَنَحَّ فَقَالَ من هَذَا فَقَالَ الرجل أَنا فلَان فَقَالَ بل أَنْت ابْن فُلَانَة لأم كَانَ يعير بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة فَخَجِلَ الرجل فَنزلت فَقَالَ ثَابت لَا أَفْخَر بعْدهَا عَلَى أحد فِي الْحسب

قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن ابْن عَبَّاس هَكَذَا من غير سَنَد

1239 -

الحَدِيث التَّاسِع عشر

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (إِن الله حرم من الْمُسلم دَمه وَعرضه وَأَن نظن بِهِ ظن السوء)

قلت فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا (إيَّاكُمْ وَالظَّن فَإِن الظَّن الْكَذِب) الحَدِيث زَاد مُسلم (كل الْمُسلم عَلَى الْمُسلم حرَام دَمه وَمَاله وَعرضه إِن الله لَا ينظر إِلَى صوركُمْ وَأَمْوَالكُمْ وَلكنه ينظر إِلَى قُلُوبكُمْ وَأَعْمَالكُمْ) مُخْتَصر

وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الدِّيات حَدثنَا عَبدة بن سُلَيْمَان عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ نظر إِلَى الْكَعْبَة فَقَالَ (مَا أعظمك وَأعظم حرمتك للْمُسلمِ أعظم حُرْمَة مِنْك حرم الله دَمه وَمَاله وَعرضه وَأَن يظنّ بِهِ ظن السوء) انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ من حَدِيث حَفْص بن عبد الرَّحْمَن عَن شبْل بن عباد عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن

ص: 342

عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء

وَرَوَى ابْن مَاجَه فِي سنَنه فِي الْفِتَن من حَدِيث عبد الله بن أبي قيس الْبَصْرِيّ ثَنَا عبد الله بن عمر قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يطوف بِالْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُول (مَا أطيبك وَأطيب رِيحك مَا أعظمك وَأعظم حرمتك وَالَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لحُرْمَة الْمُؤمن أعظم عِنْد الله حُرْمَة مِنْك مَاله وَدَمه وَأَن يظنّ بِهِ إِلَّا خير) انْتَهَى

1240 -

الحَدِيث الْعشْرُونَ

رُوِيَ (من ألْقَى جِلْبَاب الْحيَاء فَلَا غيبَة لَهُ)

قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ من طَرِيق عُثْمَان ابْن سعيد الدَّارمِيّ أَنا الرّبيع بن نَافِع أَنا رواد بن الْجراح حَدثهمْ عَن أبي سعد السَّاعِدِيّ عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (من ألْقَى جِلْبَاب الْحيَاء فَلَا غيبَة لَهُ) انْتَهَى ثمَّ قَالَ فِي إِسْنَاده ضعف وَإِن صَحَّ فَيحمل عَلَى الْفَاسِق الْمُعْلن بِفِسْقِهِ انْتَهَى

وَرَوَاهُ القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سَلامَة الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار ثَنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترفقي ثَنَا رواد بن الْجراح عَن أبي سعد بِهِ

وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث الرّبيع بن بدر عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (من خلع جِلْبَاب الْحيَاء فَلَا غيبَة لَهُ) انْتَهَى أعله بِأَبَان بن أبي عَيَّاش وَقَالَ هُوَ مولَى لأنس وَهُوَ مَتْرُوك الحَدِيث وَضَعفه عَن جمَاعَة من غير تَوْثِيق

وَمن طَرِيق ابْن عدي رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَقَالَ فِيهِ مَتْرُوكَانِ

ص: 343

الرّبيع بن بدر وَأَبَان بن أبي عَيَّاش انْتَهَى

وَذكره ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَن أَحَادِيث الشهَاب من الطَّرِيقَيْنِ الْمَذْكُورين وَقَالَ هما ضعيفان فَفِي الأول أبان بن أبي عَيَّاش وَهُوَ مَتْرُوك وَفِي الثَّانِي رواد بن الْجراح وَهُوَ شَامي ضَعِيف وَأَبُو سعد مثله انْتَهَى

وَقَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء أَبُو سعد السَّاعِدِيّ شيخ يروي عَن أنس ابْن مَالك الْمَنَاكِير الَّتِي لَا يُشَارِكهُ فِيهَا أحد لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال انْتَهَى

1241 -

الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه خطب فَرفع صَوته حَتَّى أسمع الْعَوَاتِق فِي خُدُورهنَّ فَقَالَ (يَا معشر من آمن بِلِسَانِهِ وَلم يخلص الْإِيمَان إِلَى قلبه لَا تتبعوا عورات الْمُسلمين فَإِن من تتبع عورات الْمُسلمين تتبع الله عَوْرَته حَتَّى يَفْضَحهُ وَلَو فِي جَوف بَيته)

قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث أبي بَرزَة وَمن حَدِيث الْبَراء ابْن عَازِب وَمن حَدِيث ثَوْبَان وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث بُرَيْدَة

أما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه فِي كتاب الْبر والصلة من حَدِيث أَوْفَى بن دلهم عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ صعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ الْمِنْبَر فَنَادَى بِصَوْت رفيع قَالَ (يَا معشر من أسلم بِلِسَانِهِ وَلم يفض الْإِيمَان إِلَى قلبه لَا تُؤْذُوا الْمُسلمين وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تتبعوا عَوْرَاتهمْ فَإِنَّهُ من يتبع عَورَة أَخِيه الْمُسلم يتبع الله عَوْرَته وَمن يتبع الله عَوْرَته يَفْضَحهُ وَلَو فِي جَوف رَحْله) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي أول الْقسم الثَّانِي وَهُوَ سَنَد صَحِيح فَإِن أَوْفَى بن دلهم وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَابْن حبَان وَلَا يضرّهُ تفرد يَحْيَى بن أَكْثَم فَإِنَّهُ مقرون بالجارود بن معَاذ وَقد وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَقد رَوَى عَنهُ جمَاعَة الْأَئِمَّة وَبَاقِي

ص: 344

رِجَاله رجال الصَّحِيحَيْنِ

وَأما حَدِيث أبي بَرزَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث سعيد بن عبد الله بن جريج عَن أبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ مَرْفُوعا نَحوه

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن أبي بكر بن عَيَّاش عَن الْأَعْمَش عَن سعيد بِهِ

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده

وَأما حَدِيث الْبَراء بن عَازِب فَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ وَفِي الْبَاب السَّابِع وَالسبْعين من حَدِيث مُصعب بن سَلام ثَنَا حَمْزَة الزيات عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب مَرْفُوعا نَحوه

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُصعب بن سَلام قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ ذَات يَوْم حَتَّى أسمع الْعَوَاتِق فِي خُدُورهنَّ (يَا معشر من آمن بِلِسَانِهِ وَلم يُؤمن بِقَلْبِه لَا تَغْتَابُوا الْمُسلمين وَلَا تتبعوا عَوْرَاتهمْ فَإِنَّهُ من تتبع عَورَة أَخِيه الْمُسلم يتبع الله عَوْرَته وَمن يتبع الله عَوْرَته يَفْضَحهُ وَهُوَ فِي جَوف بَيته) انْتَهَى

وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ أَبُو يعْلى

وَأما حَدِيث ثَوْبَان فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا مُحَمَّد بن بكر ثَنَا مَيْمُون أَبُو مُحَمَّد الْمرَائِي ثَنَا مُحَمَّد بن عباد المَخْزُومِي عَن ثَوْبَان عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (لَا تُؤْذُوا عباد الله وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتهمْ فَإِنَّهُ من طلب عَورَة أَخِيه الْمُسلم طلب الله عَوْرَته حَتَّى يَفْضَحهُ فِي بَيته) انْتَهَى

وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث قدامَة بن مُحَمَّد

ص: 345

الْأَشْجَعِيّ عَن إِسْمَاعِيل بن شبيب الطَّائِفِي عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ خطب فَأَسْمع الْعَوَائِق فِي خُدُورهنَّ فَقَالَ (يَا معشر من آمن بِلِسَانِهِ) إِلَى آخِره

وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِقُدَامَةَ هَذَا وَقَالَ حَدِيث غَيره مَحْفُوظ

وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه وَأعله إِسْمَاعِيل الطَّائِي وَقَالَ إِنَّه حَدِيث مُنكر غير مَحْفُوظ انْتَهَى

وَأما حَدِيث بُرَيْدَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه مَرْفُوعا نَحوه

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَالك ثَنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْحَرْبِيّ ثَنَا سعيد بن مُحَمَّد الْجرْمِي ثَنَا أَبُو نميلَة ثني رُمَيْح بن هِلَال الطَّائِي ثَنَا عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ صلينَا الظّهْر خلف النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَلَمَّا انْفَتَلَ أقبل علينا غَضْبَان فَنَادَى بِصَوْت أسمع الْعَوَائِق فِي جَوف الْخُدُور (يَا معشر من آمن بِلِسَانِهِ وَلم يدْخل الْإِيمَان فِي قلبه لَا تَذُمُّوا الْمُسلمين وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتهمْ فَإِنَّهُ من يطْلب عَورَة أَخِيه الْمُسلم هتك الله ستره وَأَبْدَى عَوْرَته وَلَو كَانَ فِي جَوف بَيته) انْتَهَى

1242 -

قَوْله

عَن زيد بن وهب قَالَ قُلْنَا لِابْنِ مَسْعُود هَل لَك فِي الْوَلِيد بن عقبَة تقطر لحيته خمرًا فَقَالَ ابْن مَسْعُود إِنَّا قد نهينَا عَن التَّجَسُّس وَلَكِن أَن ظهر لنا شَيْء أَخذنَا بِهِ

قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن

ص: 346

الْأَعْمَش عَن زيد بن وهب قَالَ أَتَى ابْن مَسْعُود فَقيل هَذَا فلَان تقطر لحيته خمرًا فَقَالَ عبد الله إِنَّا قد نهينَا عَن التَّجَسُّس وَلَكِن إِن ظهر لنا شَيْء نَأْخُذ بِهِ انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْأَدَب وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب

وَرَوَاهُ عبد الرازق فِي مُصَنفه فِي السّرقَة ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الْأَعْمَش بِهِ وَمن طَرِيق عبد الرازق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّانِي وَالْخمسين وَفِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ

وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْحُدُود وَالتِّرْمِذِيّ فِي علله الْكَبِير عَن أَسْبَاط بن مُحَمَّد الْقرشِي عَن الْأَعْمَش بِهِ وَقَالَ فِيهِ إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ نَهَانَا عَن التَّجَسُّس فَإِن يظْهر لنا شَيْء نَأْخُذهُ بِهِ انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلم أحد أسْندهُ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ إِلَّا أَسْبَاط وَقد رَوَاهُ غير أَسْبَاط عَن الْأَعْمَش وَقَالَ إِن الله نَهَانَا أَو إِنَّا نهينَا انْتَهَى كَلَامه

وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أَبَا زرْعَة عَن حَدِيث رَوَاهُ أَسْبَاط عَن الْأَعْمَش عَن زيد بن وهب قَالَ أَتَى رجل ابْن مَسْعُود

إِلَى آخِره بِلَفْظ الْحَاكِم فَقَالَ أَبُو زرعه أَخطَأ فِيهِ أَسْبَاط إِنَّمَا هُوَ إِن الله نَهَانَا هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة وَغَيره وَهُوَ الصَّحِيح انْتَهَى كَلَامه

وَقَالَ التِّرْمِذِيّ فِي علله الْكَبِير سَأَلت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ خطأ وَالصَّحِيح عَن الْأَعْمَش عَن زيد بن وهب عَن عبد الله قَالَ نهينَا عَن التَّجَسُّس انْتَهَى

1243 -

الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ

سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَن الْغَيْبَة فَقَالَ (أَن تذكر أَخَاك بِمَا

ص: 347

يكره فَإِن كَانَ فِيهِ فقد اغْتَبْته وَإِن لم يكن فِيهِ فقد بَهته)

قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة فَالْبُخَارِي وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْبر والصلة وَأَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير كلهم من حَدِيث أبي الْعَلَاء عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (أَتَدْرُونَ مَا الْغَيْبَة) قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (ذكرك أَخَاك بِمَا يكره قيل أَفَرَأَيْت إِن كَانَ فِي أخي مَا أَقُول قَالَ (إِن كَانَ فِيهِ مَا تَقول فقد اغْتَبْته وَإِن لم يكن فِيهِ فقد بَهته) انْتَهَى

وَعَزاهُ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره لمُسلم فَقَط وَكَذَلِكَ عبد الْحق فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ قَالَ لم يُخرجهُ البُخَارِيّ

1244 -

الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ

عَن ابْن عَبَّاس أَن سلمَان كَانَ يخْدم رجلَيْنِ من الصَّحَابَة وَيُسَوِّي لَهما طَعَاما فَنَامَ عَن شَأْنه يَوْمًا فبعثاه إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَبْغِي لَهما إدَامًا وَكَانَ أُسَامَة عَلَى طَعَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ مَا عِنْدِي شَيْء فَأَخْبرهُمَا سلمَان فَعِنْدَ ذَلِك قولا لَو بَعَثْنَاهُ إِلَى بِئْر سَمْحَة لغَار مَاؤُهَا فَلَمَّا رَاحا إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ لَهما (مَالِي أرَى خضرَة اللَّحْم فِي أَفْوَاهكُمَا فَقَالَا مَا تناولنا لَحْمًا فَقَالَ إنَّكُمَا قد اغْتَبْتُمَا) وَنزلت أَيُحِبُّ أحدكُم أَن يَأْكُل لحم أَخِيه مَيتا

قلت غَرِيب وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب من حَدِيث عَفَّان ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة ثَنَا ثَابت بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى أَن الْعَرَب كَانَت تخْدم بَعضهم بَعْضًا فِي الْأَسْفَار وَكَانَ مَعَ أبي بكر وَعمر رضي الله عنهما رجل يَخْدُمهُمَا فَاسْتَيْقَظَا ذَات يَوْم وَهُوَ نَائِم لم يُهَيِّئ لَهما طَعَاما فَقَالَ

ص: 348

أَحدهمَا لصَاحبه إِن هَذَا ليوائم نوم نَبِيكُم فَأَيْقَظَاهُ ثمَّ أَرْسلَاهُ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ يستأدمانه طَعَاما فَقَالَ (اذْهَبْ فَأَخْبرهُمَا أَنَّهُمَا ايتدما) فَأتيَاهُ فَسَأَلَاهُ عَن ذَلِك فَقَالَ (قد ايتدمتما بِلَحْم أَخِيكُمَا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأرَى لَحْمه بَين ثَنَايَاكُمَا) قَالَا فَاسْتَغْفر لنا يَا رَسُول الله قَالَ (هُوَ يسْتَغْفر لَكمَا) انْتَهَى

وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير سَنَد وَلَا ذكر فِيهِ ابْن عَبَّاس

1245 -

الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه طَاف يَوْم فتح مَكَّة فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ (الْحَمد لله الَّذِي أذهب عَنْكُم عَيْبَة الْجَاهِلِيَّة وَتَكَبُّرهَا يَا أَيهَا النَّاس إِنَّمَا النَّاس رجلَانِ مُؤمن تَقِيّ كريم وَفَاجِر شقي هَين عَلَى الله تَعَالَى) ثمَّ قَرَأَ الْآيَة

قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة

فَحَدِيث ابْن عمر رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ ثَنَا عَلّي بن حجر أَنا عبد الله بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ خطب النَّاس يَوْم فتح مَكَّة فَقَالَ (يأيها النَّاس إِن الله قد أذهب عَنْكُم عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة وَتَعَاظُمهَا بِآبَائِهَا فَالنَّاس رجلَانِ مُؤمن تقى كريم عَلَى الله وَفَاجِر هَين عَلَى الله وَالنَّاس بَنو آدم وَخلق الله آدم من تُرَاب قَالَ الله يأيها النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ من ذكر وَأُنْثَى إِلَى قَوْله عليم خَبِير انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه من حَدِيث عبد الله بن دِينَار إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَعبد الله بن جَعْفَر يضعف ضعفه يَحْيَى بن معِين وَغَيره وَهُوَ وَالِد عَلّي بن الْمَدِينِيّ وَفِي الْبَاب عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس انْتَهَى

وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالْعِشْرين من الْقسم الْخَامِس من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر

ص: 349

مَرْفُوعا بِلَفْظ التِّرْمِذِيّ سَوَاء

وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ عبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي فتح مَكَّة وَابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه كلهم عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ طَاف يَوْم الْفَتْح عَلَى رَاحِلَته يسْتَلم الْأَركان بِمِحْجَنِهِ فَلَمَّا خرج لم يجد منَاخًا فَنزل عَلَى أَيدي الرِّجَال ثمَّ قَامَ فخطبهم فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ (الْحَمد لله الَّذِي اذْهَبْ عَنْكُم عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة وَتَكَبُّرهَا بِآبَائِهَا النَّاس رجلَانِ) إِلَى آخِره وَقرن ابْن أبي شيبَة مَعَ مُوسَى بن عُبَيْدَة أَخَاهُ عبد الله بن عُبَيْدَة كِلَاهُمَا عَن ابْن دِينَار بِهِ

وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث الْمعَافي ابْن عمرَان وَابْن وهب كِلَاهُمَا عَن هِشَام بن سعد عَن سعيد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (إِن الله قد أذهب عَنْكُم عَيْبَة الْجَاهِلِيَّة وَفَخْرهَا بِالْآبَاءِ النَّاس رجلَانِ مُؤمن تَقِيّ وَفَاجِر شقي أَنْتُم بَنو آدم وآدَم من تُرَاب لَيَدَعَن رجال فَخْرهمْ بِأَقْوَام إِنَّمَا هم فَحم من فَحم جَهَنَّم أَو لَيَكُونن أَهْون عَلَى الله من الْجعلَان الَّتِي تدفع بِأَنْفِهِ النتن) انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الْبر والصلة حَدثنَا هِشَام بن سعد عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

فَذكره لم يقل فِيهِ عَن أَبِيه

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن الزُّبَيْر ثَنَا هِشَام ابْن سعد عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ قَالَ الْبَزَّار هَكَذَا رَوَاهُ غير وَاحِد عَن هِشَام بن سعد عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة وَقد رَوَاهُ الْمعَافي بن عمرَان عَن هِشَام بن سعيد عَن سعد عَن أبي هُرَيْرَة وَتَابعه عَلَيْهِ غَيره

ص: 350

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَهُوَ آخر حَدِيث فِي كتاب التِّرْمِذِيّ آخر المناقب بِسَنَد أبي دَاوُد وَمَتنه وَقَالَ حَدِيث حسن ثمَّ قَالَ وَسَعِيد المَقْبُري سمع من أبي هُرَيْرَة ويروي عَن أَبِيه كيسَان عَن أبي هُرَيْرَة أَشْيَاء كَثِيرَة انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أخبرنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى ثَنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد بن النُّعْمَان ثَنَا عبد الله بن رَجَاء أَنا عبد الْملك بن قدامَة الْحَاطِبِيُّ ثني أبي أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ عَام فتح مَكَّة صعد الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأَثْنَى ثمَّ قَالَ (أما بعد يأيها النَّاس فَإِن الله قد أذهب عَنْكُم عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة وَتَعَظُّمهَا بِآبَائِهَا) إِلَى آخر لفظ التِّرْمِذِيّ فِي حَدِيث ابْن عمر وَقُدَامَة بن حَاطِب الْحَاطِبِيُّ يعد فِي الصَّحَابَة وَالتِّرْمِذِيّ أخرجه عَن أبي عَامر الْعَقدي ثَنَا هِشَام بن سعد عَن سعيد ابْن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة

فَذكره وَقَالَ حَدِيث حسن وَفِي الْبَاب عَن ابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَقد رَوَاهُ سُفْيَان الثَّوْريّ وَغَيره عَن هِشَام بن سعد بِنَحْوِ رِوَايَة أبي عَامر ثمَّ أخرجه عَن مُوسَى بن أبي عَلْقَمَة الْفَروِي عَن هِشَام ابْن سعد عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة

فَذكره وَقَالَ أَيْضا حَدِيث حسن انْتَهَى

1246 -

الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ من سره أَن يكون أكْرم النَّاس فليتق الله تَعَالَى)

قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث أبي الْمِقْدَام هِشَام ابْن زِيَاد عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ ثني ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (من أحب أَن يكون أَقْوَى النَّاس فَليَتَوَكَّل عَلَى الله وَمن أحب أَن يكون أكْرم النَّاس فليتق الله تَعَالَى وَمن أحب أَن يكون أَغْنَى النَّاس فَلْيَكُن بِمَا فِي يَد الله أوثق مِنْهُ بِمَا فِي يَده) مُخْتَصر وَفِيه طول وَسكت عَنهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فَقَالَ هِشَام بن زِيَاد مَتْرُوك انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم

ص: 351

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه

وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ

وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه بِطُولِهِ وَأعله بِهِشَام بن زِيَاد وَقَالَ لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث طَرِيق يثبت انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن عدي وَضعف هِشَام بن زِيَاد عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأحمد بن حَنْبَل وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ إِن الضعْف عَلَى رواياته بَين انْتَهَى

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى هِشَام بِهِ سَوَاء وَقَالَ إِنَّهُم تكلمُوا فِي هِشَام بِسَبَب هَذَا الحَدِيث وَإنَّهُ كَانَ يَقُول أَولا حَدثنِي يَحْيَى عَن مُحَمَّد بن كَعْب ثمَّ ذكر بعد أَنه سَمعه من مُحَمَّد بن كَعْب وَهَكَذَا وجد فِي كتاب عَفَّان ثمَّ قَالَ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ وَأَبُو سعيد مُحَمَّد بن مُوسَى قَالَا ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار العطاردي ثَنَا أبي ثني عبد الرَّحْمَن الضَّبِّيّ عَن الْقَاسِم بن عُرْوَة عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ ثني عبد الله بن عَبَّاس يرفع الحَدِيث إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

فَذكره بِنَحْوِهِ إِلَّا أَنه قدم وَأخر بعض الْأَلْفَاظ

1247 -

الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ

عَن يزِيد بن شَجَرَة رضي الله عنه قَالَ مر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فِي سوق الْمَدِينَة فَرَأَى غُلَاما أسود يُنَادي من يشتريني عَلَى شَرط أَلا يَمْنعنِي الصَّلَوَات الْخمس خلف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَاشْتَرَاهُ رجل وَكَانَ يُصَلِّي ورَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يرَاهُ عِنْد كل صَلَاة فَفَقدهُ فَسَأَلَ عَنهُ صَاحبه فَقَالَ مَحْمُوم فعاده ثمَّ سَأَلَ عَنهُ بعد ثَلَاثَة أَيَّام فَقيل هُوَ لما بِهِ فَجَاءَهُ وَهُوَ ذمائه فَتَوَلَّى غسله وَدَفنه فَدخل عَلَى الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار أَمر عَظِيم فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم

ص: 352

قلت هَكَذَا ذكره الثَّعْلَبِيّ والواحدي سَوَاء

1248 -

الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ

عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (من قَرَأَ سُورَة الحجرات أعطي من الْأجر بِعَدَد من أطَاع الله عز وجل وَعَصَاهُ)

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (من قَرَأَ سُورَة الحجرات) إِلَى آخِره

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان

وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط

ص: 353

سُورَة ق

ص: 355