المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌سورة حم فصلت

‌سُورَة حم فصلت

ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث

1139 -

الحَدِيث الأول

رُوِيَ أَن أَبَا جهل قَالَ فِي مَلأ من قُرَيْش قد الْتبس علينا أَمر مُحَمَّد فَلَو الْتَمَسْتُمْ لنا رجلا عَالما بِالسحرِ وَالْكهَانَة وَالشعر فَكَلمهُ ثمَّ أَتَانَا بِبَيَان من أمره فَقَالَ عتبَة بن ربيعَة وَالله لقد سَمِعت الشّعْر وَالْكهَانَة وَالسحر وَعلمت من ذَلِك علما وَمَا يخْفَى عَلّي فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَنْت خير أم هَاشم أَنْت خير أم عبد الْمطلب أَنْت خير أم عبد الله فَبِمَ تَشْتُم آلِهَتنَا وتظللنا فَإِن كنت تُرِيدُ الرِّئَاسَة عَقدنَا لَك اللِّوَاء فَكنت رَئِيسا وَإِن كَانَت بك الْبَاءَة زَوَّجْنَاك عشرَة نسْوَة تختارهن أَي بَنَات قُرَيْش شِئْت وَإِن كَانَ بك المَال جَمعنَا لَك مَالا تَسْتَغْنِي بِهِ وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ سَاكِت فَلَمَّا فرغ قَالَ (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم إِلَى قَوْله صَاعِقَة مثل صَاعِقَة عَاد وَثَمُود فَأمْسك عتبَة عَلَى فَمه وَنَاشَدَهُ الله وَالرحم وَرجع إِلَى أَهله وَلم يخرج إِلَى قُرَيْش فَلَمَّا احْتبسَ عَنْهُم قَالُوا مَا نرَى عتبَة إِلَّا قد صَبأ فَانْطَلقُوا إِلَيْهِ وَقَالُوا يَا عتبَة مَا حَبسك عَنَّا إِلَّا أَنَّك قد صَبَأت فَغَضب وَأقسم أَلا يكلم مُحَمَّدًا أبدا ثمَّ قَالَ وَالله لقد كَلمته فَأَجَابَنِي بِشَيْء مَا هُوَ شعر وَلَا كُهَّانه وَلَا سحر وَلما بلغ صَاعِقَة عَاد وَثَمُود أَمْسَكت بِفِيهِ وَنَاشَدْته الرَّحِم أَن يكف وَقد علمْتُم أَن مُحَمَّدًا إِذا قَالَ شَيْئا لم يكذب فَخفت أَن ينزل بكم الْعَذَاب

ص: 227

قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى الْأَجْلَح بن عبد الله الْكِنْدِيّ عَن الذَّيَّال بن حَرْمَلَة عَن جَابر بن عبد الله قَالَ أَبُو جهل فِي مَلأ من قُرَيْش لقد انْتَشَر علينا أَمر مُحَمَّد فَلَو الْتَمَسْتُمْ عَالما بِالسحرِ وَالْكهَانَة وَالشعر فَكَلمهُ ثمَّ أَتَانَا بِبَيَان من أمره فَقَالَ عتبَة لقد سَمِعت السحر وَالْكهَانَة وَالشعر وَعلمت من ذَلِك علما وَمَا يخْفَى عَلّي إِن كَانَ كَذَلِك فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّد أَنْت خير أم هَاشم أَنْت خير أم عبد الْمطلب أَنْت خير أم عبد الله فَبِمَ تَشْتُم آلِهَتنَا وتظللنا وَآبَاءَنَا فَإِن كنت إِنَّمَا بك الرِّئَاسَة عَقدنَا لَك ألويتنا وَكنت رَأْسنَا مَا بقيت وَإِن كَانَ بك الْبَاءَة زَوَّجْنَاك عشرَة نسْوَة تختارهن من أَي أَبْيَات قُرَيْش شِئْت وَإِن كَانَ بك المَال جَمعنَا لَك من أَمْوَالنَا مَا تَسْتَغْنِي بِهِ أَنْت وَعَقِبك من بعْدك وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ سَاكِت لَا يتَكَلَّم فَلَمَّا فرغ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم تَنْزِيل من الرَّحْمَن الرَّحِيم كتاب فصلت آيَاته قُرْآنًا عَرَبيا حَتَّى بلغ فَقل أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَة مِثَال صَاعِقَة عَاد وَثَمُود فَأمْسك عتبَة عَلَى فِيهِ وَنَاشَدَهُ الرَّحِم ليكف عَنهُ لفظ ابْن مرْدَوَيْه وَرجع إِلَى أَهله وَلم يخرج إِلَى قُرَيْش وَاحْتبسَ عَنْهُم فَقَالَ أَبُو جهل يَا معشر قُرَيْش وَالله مَا نرَى عتبَة إِلَّا قد صبا إِلَى مُحَمَّد وَأَعْجَبهُ طَعَامه وَمَا ذَلِك إِلَّا من حَاجَة أَصَابَته انْطَلقُوا بِنَا إِلَيْهِ فَأتوهُ فَقَالَ أَبُو جهل وَالله يَا عتبَة مَا حَسبنَا إِلَّا أَنَّك صَبَأت إِلَى مُحَمَّد وَأَعْجَبَك أمره فَإِن كَانَت بك حَاجَة جَمعنَا لَك من أَمْوَالنَا مَا يُغْنِيك عَن طَعَام مُحَمَّد فَغَضب وَأقسم بِاللَّه لَا يكلم مُحَمَّدًا أبدا وَقَالَ لقد علمْتُم أَنِّي من أَكثر قُرَيْش مَالا وَلَكِنِّي أَتَيْته فَقص عَلَيْهِم الْقِصَّة فَأَجَابَنِي بِشَيْء مَا هُوَ بِسحر وَلَا شعر وَلَا كهَانَة قَرَأَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم تَنْزِيل من الرَّحْمَن الرَّحِيم حَتَّى بلغ فَقل أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَة مثل صَاعِقَة عَاد وَثَمُود فَأَمْسَكت بِفِيهِ وَنَاشَدْته الرَّحِم أَن يكف وَقد علمْتُم أَن مُحَمَّدًا إِذا قَالَ شَيْئا لم يكذب فَخفت أَن ينزل بكم الْعَذَاب انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب التَّاسِع عشر

ص: 228

وَرَوَاهُ أبي ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَوَائِل الْمَغَازِي وَعَن ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ عبد حميد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره

وَسَنَد ابْن أبي شيبَة ثَنَا عَلّي بن مسْهر عَن الْأَجْلَح بِهِ وَهَذَا إِسْنَاد صَالح فالأجلح بن عبد الله الْكِنْدِيّ أَبُو جُحَيْفَة الْكُوفِي يُقَال اسْمه يَحْيَى وَإِنَّمَا الْأَجْلَح لقب لَهُ وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معِين وَالْعجلِي وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ (وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معِين الْعجلِيّ مكر وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ) وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بذلك وَقَالَ ابْن عدي لم أجد لَهُ حَدِيثا مُنْكرا إِلَّا أَنه يعد من شيعَة الْكُوفَة وَهُوَ عِنْدِي صَدُوق مُسْتَقِيم الحَدِيث وَأما الذَّيَّال بن حَرْمَلَة فَذكره ابْن أبي حَاتِم فِي كِتَابه وَلم يذكرهُ بِجرح وَإِنَّمَا قَالَ رَوَى عَن ابْن عمر وَجَابِر وَعنهُ الْأَجْلَح وحجاج بن أَرْطَاة وَفطر سَمِعت أبي يَقُول ذَلِك انْتَهَى

وَرَوَاهُ الإِمَام مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي السِّيرَة فَقَالَ ثني يزِيد بن زِيَاد عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ حدثت أَن عتبَة بن ربيعَة فَذكره هَكَذَا مُرْسلا بِزِيَادَة وَنقص

1140 -

الحَدِيث الثَّانِي

عَن سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَخْبرنِي بِأَمْر أَعْتَصِم بِهِ قَالَ (قل رَبِّي الله ثمَّ اسْتَقِم) قَالَ فَقلت مَا أخوف مَا يخَاف عَلّي فَأخذ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ بِلِسَانِهِ نَفسه ثمَّ قَالَ (هَذَا)

قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الطِّبّ وَابْن ماجة فِي الْفِتَن من حَدِيث عبد الرَّحْمَن ابْن مَاعِز عَن سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ قَالَ قلت يَا رَسُول الله حَدثنِي بِأَمْر أَعْتَصِم بِهِ قَالَ (قل رَبِّي الله ثمَّ اسْتَقِم) قلت يَا رَسُول الله مَا أخوف مَا أَخَاف عَلّي فاخذ بِلِسَان نَفسه ثمَّ قَالَ (هَذَا) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ

ص: 229

حَدِيث حسن صَحِيح انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الرقَاق وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى

وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة الْأَحْقَاف من حَدِيث شُعْبَة عَن يعلي ابْن عَطاء عَن عبد الله بن سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ عَن أَبِيه قَالَ قلت يَا رَسُول الله مرني بِأَمْر فِي الْإِسْلَام لَا أسَال عَنهُ أحدا غَيْرك قَالَ (قل آمَنت بِاللَّه ثمَّ اسْتَقِم) قَالَ فَنًّا أَبْقَى فَأخذ بِلِسَان نَفسه انْتَهَى

وَيُوجد فِي بعض نسخ النَّسَائِيّ عَن سُفْيَان بن عبد الله عَن أَبِيه وَهُوَ غلط نبه عَلَيْهِ ابْن عَسَاكِر فِي أَطْرَافه

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ وَهُوَ سَنَد صَحِيح رِجَاله كلهم ثِقَات

وَشطر الحَدِيث فِي مُسلم رَوَاهُ فِي كتاب الْإِيمَان عَن عُرْوَة عَن سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ قَالَ قلت يَا رَسُول الله قل لي فِي الْإِسْلَام قولا لَا أسأَل عَنهُ أحدا بعْدك قَالَ (قل آمَنت بِاللَّه ثمَّ اسْتَقِم) انْتَهَى

1141 -

الحَدِيث الثَّالِث

عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (من قَرَأَ سُورَة السَّجْدَة أعطَاهُ الله بِكُل حرف عشر حَسَنَات)

قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ من رِوَايَة أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ من غير سَنَد وَذكره فِي الْفَائِق لِابْنِ غَنَائِم التنيسِي

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان إِلَّا أَنه قَالَ بِعَدَد كل حرف

ص: 230

سُورَة الشورى

ص: 231