المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سُورَة النَّجْم ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا 1264 - الحَدِيث الأول حَدِيثا عَن - تخريج أحاديث الكشاف - جـ ٣

[الجمال الزيلعي]

الفصل: ‌ ‌سُورَة النَّجْم ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا 1264 - الحَدِيث الأول حَدِيثا عَن

‌سُورَة النَّجْم

ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا

1264 -

الحَدِيث الأول

حَدِيثا عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر رضي الله عنهما أَن عتبَة بن أبي لَهب وَكَانَت تَحْتَهُ ابْنة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى الشَّام فَقَالَ لَآتِيَن مُحَمَّدًا فَلَأُوذِيَنَّهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّد هُوَ كَافِر بِالنَّجْمِ إِذا هوى وَبِالَّذِي دنا فَتَدَلَّى ثمَّ تفل فِي وَجه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ ورد عَلَيْهِ ابْنَته وَطَلقهَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِ كَلْبا من كلابك) وَكَانَ أَبُو طَالب حَاضرا فَوَجَمَ لَهَا وَقَالَ مَا كَانَ أَغْنَاك يَا بن أخي عَن هَذِه الدعْوَة فَرجع عتبَة إِلَى أَبِيه فَأخْبرهُ ثمَّ خَرجُوا إِلَى الشَّام فنزلوا منزلا فَأَشْرَف عَلَيْهِم رَاهِب من الدَّيْر فَقَالَ لَهُم إِن هَذِه أَرض مسبعَة فَقَالَ أَبُو لَهب لأَصْحَابه أَعِينُونَا يَا معشر قُرَيْش فَإِنِّي أَخَاف عَلَى ابْني دَعْوَة مُحَمَّد فَجمعُوا جمَالهمْ وَأَنَاخُوهَا حَولهمْ وَأَحْدَقُوا بِعتبَة فجَاء الْأسد يشْتم وُجُوههم حَتَّى ضرب عتبَة فَقتله

قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب السَّادِس وَالْعِشْرين من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عُثْمَان بن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن أَبِيه

فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف إِلَّا أَنه قَالَ فَضَربهُ الْأسد بِذَنبِهِ ضَرْبَة وَاحِدَة فَمَاتَ مَكَانَهُ

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه فِي تَرْجَمَة رقية بنة النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ من حَدِيث زُهَيْر بن الْعَلَاء عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ كَانَت

ص: 377

أم كُلْثُوم بنة النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فِي الْجَاهِلِيَّة تَحت عتيبة بن أبي لَهب وَكَانَت رقية تَحت أَخِيه عتبَة بن أبي لَهب فَلَمَّا أنزل الله تَعَالَى تبت يدا أبي لَهب قَالَ أَبُو لَهب لابْنَيْهِ عتيبة وَعتبَة رَأْسِي من رءوسكما حرَام إِن لم تطلقَا ابْنَتي مُحَمَّد وَسَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ عتبَة طَلَاق ابْنَته رقية وَسَأَلته رقية ذَلِك مُطلقهَا وطلق عتيبة أم كُلْثُوم قَالَ فَلَمَّا طَلَّقَاهُمَا جَاءَ عتيبة إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ لَهُ كفرت بِدينِك وَفَارَقت ابْنَتك ثمَّ سَطَا عَلَيْهِ فشق قَمِيص النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة السَّلَام (اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِ كلبك) فَخرج نَحْو الشَّام تَاجِرًا فنزلوا بمَكَان يُقَال لَهُ الزَّرْقَاء لَيْلًا فَطَافَ بهم الْأسد فَعدا عَلَيْهِ من بني الْقَوْم فَقتله قَالَ زُهَيْر بن الْعلَا وحَدثني هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه فَذكره نَحوه وَقَالَ فَلَمَّا طَاف بِي الْأسد تِلْكَ اللَّيْلَة وَكَانُوا نَامُوا وَجعلُوا عتيبة وَسطهمْ فَأقبل الْأسد يَتَخَطَّاهُمْ حَتَّى أَخذ بِرَأْس عتيبة ففدغه وَخلف عُثْمَان بن عَفَّان بعده عَلَى رقِيه رضي الله عنهما انْتَهَى

ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن عُرْوَة بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد وَفِي آخِره سعر حسان

وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي تَفْسِيره سُورَة تبت عَن عَبَّاس بن الْفضل الْأَزْرَق ثَنَا الْأسود بن شَيبَان ثَنَا أَبُو نَوْفَل بن أبي عقرب عَن أَبِيه قَالَ كَانَ لَهب بن أبي لَهب يسب النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ وَيَدْعُو عَلَيْهِ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ (اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِ كلبك) فَجهز أَبُو لَهب الْبَز إِلَى الشَّام وَبعث مَعَه وَلَده وَقَالَ لِغِلْمَانِهِ إِنِّي أَخَاف عَلَى ابْني دَعْوَة مُحَمَّد فتعاهدوه فَكَانُوا إِذا نزلُوا منزلا ألزقوه بِالْحَائِطِ وَجعلُوا عَلَيْهِ الثِّيَاب وَالْمَتَاع قَالَ فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ جَاءَ سبع فنشله فَقتله انْتَهَى

وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة كَذَلِك وَقَالَ هَكَذَا قَالَ عَبَّاس بن الْفضل لَهب بن أبي لَهب وعباس لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَأهل الْمَغَازِي يَقُولُونَهُ عتبَة بن أبي لَهب وَمِنْهُم من يَقُول عتيبة انْتَهَى

ص: 378

1265 -

الحَدِيث الثَّانِي

رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة السَّلَام أحب أَن يرَى جِبْرِيل فِي صورته الَّتِي جبل عَلَيْهَا فَاسْتَوَى لَهُ فِي الْأُفق الْأَعْلَى وَهُوَ أفق الشَّمْس فَمَلَأ الْأُفق

وَقيل مَا رَآهُ أحد من الْأَنْبِيَاء فِي صورته الْحَقِيقَة إِلَّا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم َ مرَّتَيْنِ مرّة فِي الأَرْض وَمرَّة فِي السَّمَاء

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْإِيمَان وَاللَّفْظ لَهُ من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت ثَلَاث من تكلم بِوَاحِدَة مِنْهُنَّ فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة ثمَّ قَالَت أَنا أول هَذِه الْأمة سَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ (إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيل لم أره عَلَى صورته الَّتِي رَأَيْته عَلَيْهَا غير هَاتين الْمَرَّتَيْنِ رَأَيْته متهبطا من السَّمَاء سَادًّا عظم خلقه مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض) الحَدِيث

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَلَفظه قَالَ قلت هَل رَأَى مُحَمَّد ربه فَقَالَت لقد تَكَلَّمت بِشَيْء قف لَهُ شعري ثمَّ قَرَأت لقد رَأَى من آيَات ربه الْكُبْرَى وَقَالَت من أخْبرك أَن مُحَمَّدًا رَأَى ربه فقد أعظم الْفِرْيَة وَلكنه رَأَى جِبْرِيل لم يره فِي صورته إِلَّا مرَّتَيْنِ مرّة عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهَى وَمرَّة فِي جِيَاد لَهُ سِتّمائَة جنَاح قد سد الْأُفق

وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْحَادِي عشر من الْقسم الثَّالِث مِنْهُ

1266 -

الحَدِيث الثَّالِث

فِي الحَدِيث لَا صَلَاة إِلَى أَن ترْتَفع الشَّمْس مِقْدَار رُمْحَيْنِ

قلت احْتج بِهِ المُصَنّف وَبِالْحَدِيثِ الَّذِي بعده عَلَى أَن التَّقْدِير جَاءَ بِالْقَوْسِ وَالرمْح وَالسَّوْط وَغير ذَلِك

ص: 379

وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الطَّهَارَة من حَدِيث عَمْرو بن عبسة أَنه قَالَ يَا رَسُول الله أَي اللَّيْل أسمع قَالَ (جَوف اللَّيْل الْأَخير فصل مَا شِئْت فَإِن الصَّلَاة مَشْهُودَة مَكْتُوبَة حَتَّى تطلع الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ) الحَدِيث بِطُولِهِ وَصَححهُ

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن الْحَارِث بن الضَّحَّاك ثني مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر سَمِعت مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر يحدث عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ سُئِلَ أَي اللَّيْل أسمع قَالَ (جَوف اللَّيْل الْأَخير ثمَّ الصَّلَاة مَقْبُولَة حَتَّى يُصَلِّي الْفجْر ثمَّ صَلَاة حَتَّى تكون الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ) الحَدِيث

وَرَوَى إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَنا جرير عَن مَنْصُور عَن سَالم ابْن أبي الْجَعْد عَن كَعْب بن مرّة السّلمِيّ قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ أَي اللَّيْل الْأَخير ثمَّ الصَّلَاة مَقْبُولَة حَتَّى حَتَّى يُصَلِّي الْفجْر ثمَّ لَا صَلَاة حَتَّى تكون الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ ثمَّ لَا صَلَاة حَتَّى تميل الشَّمْس ثمَّ الصَّلَاة مَقْبُول حَتَّى تكون الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ ثمَّ لَا صَلَاة حَتَّى تغرب الشَّمْس انْتَهَى

وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله من حَدِيث الثَّوْريّ عَن مَنْصُور بِهِ سَوَاء

1267 -

الحَدِيث الرَّابِع

فِي الحَدِيث لَقَاب قَوس أحدكُم من الْجنَّة وَمَوْضِع قُذَّة خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا قَالَ المُصَنّف والقذ السَّوْط

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الرقَاق فِي بَاب صفة الْجنَّة من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن حميد عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (لَرَوْحَة فِي سَبِيل الله أَو غدْوَة خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَقَاب قَوس أحدكُم من الْجنَّة أَو مَوضِع قذ يَعْنِي سَوْطه خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَو أَن امْرَأَة من أهل الْجنَّة اطَّلَعت عَلَى

ص: 380

الأَرْض لَأَضَاءَتْ مَا بَينهمَا وَلَمَلَأَتْهُ ريحًا وَلنَصِيفهَا يَعْنِي الْخمار عَلَى رَأسهَا خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) وَفِيه قصَّة

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده كَذَلِك بِدُونِ الْقِصَّة

1268 -

الحَدِيث الْخَامِس

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه قَالَ فِي سِدْرَة الْمُنْتَهَى (أريت عَلَى كل ورقة من وَرقهَا ملكا قَائِما يسبح الله تَعَالَى)

قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى أَنا ابْن وهب قَالَ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم فِي قَوْله إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى قيل لَهُ يَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ أَي شَيْء رَأَيْت يغشى تِلْكَ السِّدْرَة قَالَ (رَأَيْتهَا يَغْشَاهَا فرَاش من ذهب وَرَأَيْت عَلَى كل ورقة ملكا قَائِما يسبح الله تَعَالَى) انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل

1269 -

الحَدِيث السَّادِس

وَعَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فِي قَوْله إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى قَالَ يَغْشَاهَا رَفْرَف من طير خضر وَعَن ابْن مَسْعُود وَغَيره يَغْشَاهَا فرَاش من ذهب

قلت الأول غَرِيب

وَقَوله ابْن مَسْعُود رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَنا ابْن عُيَيْنَة عَن مَالك بن مغول عَن طَلْحَة بن مصرف عَن مرّة عَن عبد الله بن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى قَالَ فرَاش من ذهب أعطي نَبِيكُم

ص: 381

عِنْدهَا ثَلَاثًا فرضت عَلَيْهِ الصَّلَاة وَأعْطِي خَوَاتِم سُورَة الْبَقَرَة وَغفر لأمته الْمُقْحمَات مَا لم يشركوا بِاللَّه شَيْئا

انْتَهَى

1270 -

الحَدِيث السَّابِع

رُوِيَ أَن الْعُزَّى كَانَت لغطفان وَهِي سَمُرَة فَبعث إِلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ من قطعهَا فَخرجت مِنْهَا شَيْطَانَة نَاشِرَة شعرهَا دَاعِيَة وَيْلَهَا وَاضِعَة يَدهَا عَلَى رَأسهَا فَجعل يضْربهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتلهَا وَهُوَ يَقُول

(يَا عز كُفْرَانك لَا سُبْحَانَكَ

إِنِّي رَأَيْت الله قد أَهَانَك)

وَرجع فَأخْبر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ عليه السلام (تِلْكَ الْعُزَّى وَلنْ تعبد أبدا)

قلت رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح بالسند والمتن الْمَذْكُورين

وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله الْأَزْرَقِيّ من طَرِيق الْوَاقِدِيّ حَدثنِي عبد الله بن يزِيد الْهُذلِيّ عَن سعيد بن عَمْرو الْهُذلِيّ قَالَ قدم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ مَكَّة يَوْم الْجُمُعَة لعشر لَيَال بَقينَ من شهر رَمَضَان فَبَثَّ السَّرَايَا فِي كل وَجه وَأمرهمْ أَن يُغيرُوا عَلَى من لم يكن عَلَى الْإِسْلَام فَخرج هِشَام بن الْعَاصِ فِي مِائَتَيْنِ قبل يَلَمْلَم وَخرج خَالِد ابْن سعيد بن الْعَاصِ فِي ثَلَاثمِائَة قبل عُرَنَة وَبعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى يَهْدِمهَا فَخرج خَالِد بن الْوَلِيد فِي ثَلَاثِينَ فَارِسًا من أَصْحَابه إِلَى الْعُزَّى حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا فَهَدمهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ لَهُ (أهدمتها) قَالَ نعم قَالَ فَهَل رَأَيْت شَيْئا قَالَ لَا قَالَ (فَإنَّك لم تَهدمهَا فَارْجِع فَاهْدِمْهَا فَرجع إِلَيْهَا فَخرجت لَهُ امْرَأَة سَوْدَاء عُرْيَانَة نَاشِرَة شعرهَا فَأقبل عَلَيْهَا خَالِد بن الْوَلِيد ضربا بِالسَّيْفِ فجدلها بِاثْنَتَيْنِ وَهُوَ يَقُول يَا عز كُفْرَانك لَا سُبْحَانَكَ

الْبَيْت ثمَّ رَجَعَ فَأخْبر النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ (نعم تِلْكَ الْعُزَّى وَقد أَيِست أَن تعبد أَبَد) انْتَهَى وَهَذَا مُرْسل وَهُوَ أقرب إِلَى لفظ المُصَنّف

ص: 382

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح وَعَن عِكْرِمَة عَن أبي عَبَّاس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ بعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى ليهدمها وَكَانَت نَخْلَة عَلَيْهَا سَادِن فجَاء خَالِد فَهَدمهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَقَالَ لَهُ (أهدمتها) قَالَ نعم قَالَ (رَأَيْت شَيْئا) قَالَ لَا قَالَ (فَإنَّك لم تَهدمهَا ارْجع فَاهْدِمْهَا) فَرجع إِلَيْهَا خَالِد فَهَدمهَا فَإِذا هُوَ بِامْرَأَة سَوْدَاء عُرْيَانَة وَاضِعَة يَديهَا عَلَى رَأسهَا وَهِي تَدْعُو بِالْوَيْلِ فَأقبل عَلَيْهَا خَالِد فَضرب رَأسهَا بِالسَّيْفِ وَهُوَ يَقُول

(يَا عز كُفْرَانك لَا سُبْحَانَكَ

إِنِّي وجدت الله قد أَهَانَك)

ثمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَأخْبرهُ قَالَ (نعم تِلْكَ الْعُزَّى وَلنْ تعبد بعد الْيَوْم أبدا) انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات بِسَنَدِهِ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ومُوسَى بن عقبَة وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد وَجَمَاعَة فَذكر سَرَايَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَمِنْهَا سَرِيَّة خَالِد ابْن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى بِلَفْظ ابْن مرْدَوَيْه

وَرَوَاهُ أَيْضا فِي تَرْجَمَة خَالِد بن الْوَلِيد أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ بِسَنَد الْأَزْرَقِيّ وَمَتنه قَالَ لما فتح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ مَكَّة وَبث السَّرَايَا بعث خَالِد ابْن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى

الحَدِيث

وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ بِنَقص من حَدِيث مُحَمَّد بن فُضَيْل ثَنَا الْوَلِيد بن جَمِيع عَن أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة قَالَ لما فتح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ مَكَّة بعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى نَخْلَة وَكَانَت بهَا الْعُزَّى فَأَتَاهَا خَالِد وَكَانَت عَلَى ثَلَاث سمُرَات فَقطع السَّمُرَات وَهدم الْبَيْت الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا ثمَّ أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَأخْبرهُ فَقَالَ (أرجع فَإنَّك لم تصنع شَيْئا) فَرجع خَالِد فَلَمَّا أَبْصرت بِهِ السَّدَنَة وهم حَجَبتهَا أَمْعَنُوا فِي الْجَبَل وهم يَقُولُونَ يَا عزى يَا عزى فَأَتَاهَا خَالِد فَإِذا امْرَأَة عُرْيَانَة نَاشِرَة شعرهَا تحتفن التُّرَاب عَلَى رَأسهَا فَعَمَّتهَا خَالِد بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتلهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَأخْبرهُ فَقَالَ (تِلْكَ الْعُزَّى) انْتَهَى

ص: 383

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي فَتْحة مَكَّة وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعل الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب الثَّامِن وَالْعِشْرين بِسَنَدِهِ وَمَتنه

1271 -

الحَدِيث الثَّامِن

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فِي قَوْله تَعَالَى وَإِبْرَاهِيم الَّذِي وَفَى قَالَ (وَفِي عمله كل يَوْم بِأَرْبَع رَكْعَات فِي صدر النَّهَار)

قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم والثعلبي ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفاسيرهم كلهم من حَدِيث جَعْفَر بن الزُّبَيْر عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه تَلا هَذِه الْآيَة وَإِبْرَاهِيم الَّذِي وَفَى ثمَّ قَالَ (أَتَدْرِي مَا الَّذِي وَفَى) قلت الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (وَفَى عمل يَوْمه بِأَرْبَع رَكْعَات فِي أول النَّهَار) انْتَهَى وَهُوَ مَعْلُول بِجَعْفَر وَزَاد ابْن مرْدَوَيْه فِيهِ وَزعم أَنَّهَا صَلَاة الضُّحَى انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا أَحْمد بن أبي يَحْيَى الْحَضْرَمِيّ الْبَصْرِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن أَيُّوب عَن عَافِيَة ثَنَا جدي ثَنَا مُعَاوِيَة بن صَالح عَن سليم بن عَامر عَن أبي أُمَامَة

فَذكره

1272 -

الحَدِيث التَّاسِع

رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه قَالَ (أَلا أخْبركُم لم سَمّى الله خَلِيلَة الَّذِي وَفَى كَانَ يَقُول إِذا أصبح وَإِذا أَمْسَى فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ إِلَى قَوْله وَحين تظْهرُونَ

قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن السّني فِي كتاب عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة كلهم من حَدِيث ابْن لَهِيعَة عَن زبان بن فَايِد عَن سهل بن معَاذ ابْن أنس الْجُهَنِيّ عَن أَبِيه عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ أَنه قَالَ (أَلا أخْبركُم لم سَمّى الله

ص: 384

إِبْرَاهِيم الْخَلِيل الَّذِي وَفَى كَانَ يَقُول كلما أصبح وَأَمْسَى فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ حَتَّى ختم الْآيَة انْتَهَى

وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه والثعلبي وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَهُوَ مُشْتَمل عَلَى جمَاعَة من الضُّعَفَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا من حَدِيث رشدين بن سعد عَن زبان بن فَايِد بِهِ

1273 -

قَوْله

وَكَانَت قُرَيْش تَقول لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ أَبُو كَبْشَة تَشْبِيها لَهُ بِرَجُل من أَشْرَافهم يُقَال لَهُ أَبُو كَبْشَة

قلت كَأَنَّهُ وهم إِنَّمَا كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ ابْن أبي كَبْشَة كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي سُفْيَان لقد أَمر أَمر ابْن أبي كَبْشَة

1274 -

الحَدِيث الْعَاشِر

عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ أَنه لم ير ضَاحِكا بعْدهَا يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا وَكِيع ثَنَا زِيَاد ابْن أبي مُسلم عَن صَالح أبي الْخَلِيل قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة أَفَمَن هَذَا الحَدِيث تعْجبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ لم ير النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ ضَاحِكا بعد انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عَلّي بن إِسْمَاعِيل ثَنَا عبد الله ابْن قُرَيْش الْأَسدي قَالَ وجدت فِي سَماع الْفرج بن الْيَمَان ثَنَا عمر بن يزِيد ثَنَا معبد بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَفَمَن هَذَا الحَدِيث تعْجبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ قَالَ

ص: 385

فَمَا رئي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ بعْدهَا ضَاحِكا أَو مُبْتَسِمًا حَتَّى ذهب من الدُّنْيَا انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد ثَنَا وَكِيع

إِلَى آخر لفظ الثَّعْلَبِيّ إِلَّا أَنه زَاد بعد قَوْله ضَاحِكا أَو مُبْتَسِمًا

1275 -

الحَدِيث الْحَادِي عشر

عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (من قَرَأَ سُورَة والنجم أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد كل من صدق بِمُحَمد صلى الله عليه وسلم َ وَجحد بِهِ بِمَكَّة)

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أمه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ (من قَرَأَ سُورَة والنجم أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق بِمُحَمد صلى الله عليه وسلم َ وَكذب بِهِ) انْتَهَى

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَلم يقل فيهمَا بِمَكَّة

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس وَلم يقل بِمَكَّة

ص: 386

سُورَة الْقَمَر

ص: 387