الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث: دور السجن الإصلاحي في المملكة
تعد أهم غايات السجن وأهدافه في شرعنا الحنيف هي رعاية المصالح العامة للمجتمع، وذلك بحفظ الضروريات ورحمة المجتمع من الخراب والدمار والوقوع في براثن الإجرام، وعزل المجرمين عن بقية المجتمع كما أنَّ من أهدافه إصلاح هذه الفئة من المجتمع التي عبثت بها يد الهوان والإفساد وألجأتها في آخر المطاف إلى غياهب السجون.
حيث يقوم السجن بإصلاح هذه الفئة لتعود بعد ذلك إلى المجتمع فئة صالحة مساهمة في بناء بلدها.
وفهما من حكومة المملكة لمدى أهمية دور السجن من إصلاح المجتمع فقد أولته اهتماما كبيراً وجعلته مؤسسة إصلاحية مثلى.
وقد اتخذت الحكومة الرشيدة لهذا الهدف عدة وسائل أهمها ما يلي:
1) الوعظ والإرشاد:
نصت المادة (17) من نظام الحبس والتوقيف على أنَّه يجب على إدارات السجون أن تكفل للسجين إقامة شعائره الدينية، وأن توفر الوسائل اللازمة لأداء مناسكه.
كما نصت على أن يكون لكل سجن أو دار توقيف مرشد ديني أو أكثر من أهل الكفاءة من الدعاة.
ومن مهام قسم الوعظ والإرشاد ما يلي:
1) بث الوعي الديني بين الموقوفين.
2) تدريس العلوم الدينية عن طريق إلقاء المحاضرات، والمواعظ مع التركيز على العقيدة والعبادات، وتعليم النزلاء فرائض دينهم، وحثهم على التحلي بالأخلاق الحميدة وغير ذلك مما يتناسب مع مستواهم الثقافي.
3) تمكين من يرغب من النزلاء من حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
4) عمل مسابقات تشجيعية لهم وصرف مكافآت مالية مساعدة على ذلك.
5) إرشاد الواعظ الديني على مواطن الانحراف ليصف لها العلاج المناسب.
2) برامج تحفيظ القرآن الكريم:
يُعَدُّ برنامج القرآن الكريم للسجناء من أهم لبنات الإصلاح في السجون، وقد كان (1) لقرار صاحب السمو الملكي وزير الداخلية أكبر الأثر في التشجيع على حفظ كتاب الله، حيث خصصت مبالغ مالية تقدم ذكرها بالتفصيل في مرحلة حلقات التحفيظ قبل المكرمة الملكية، ثم كان لصدور مكرمة خادم الحرمين الشريفين أكبر الأثر في التشجيع على حفظ كتاب الله عز وجل في السجون.
حيث تكونت المكرمة من جزأين أولهما عام 1408هـ حيث صدر الأمر الملكي السامي بإعفاء كل من حفظ كتاب الله عز وجل في السجن من نصف محكوميته وفي 27/11/1411هـ صدر الأمر السامي المكمل لسابقه، والذي يتضمن توزيع حفظ كتاب الله عز وجل، حسب مدة المحكومية وذلك بقسمة عدد الأجزاء التي يحفظها السجين على مجموع عدد أجزاء القرآن
1- نظام الحبس والتوقيف المادة رقم (17) .
الكريم وضرب الناتج في نصف مدة المحكومية (بالأشهر) بشرط أن لا تقل مدة المحكومية عن ستة أشهر في الأصل ولا يقل الحفظ عن جزأين كاملين ولا ينظر في كسور الجزء.
وقد كان لمساهمة جمعيات التحفيظ في المملكة آثارها الحميدة، فقد وفرت المدرسين للسجون مما عاد على السجين بعظيم النفع والفائدة.
كما كانت توضع جوائز تحفيزية لحملة الكتاب ومقدارها خمسة آلاف ريال، وقد أثبتت هذه التجربة الرائدة نجاحها في هذا المجال، حيث إنَّ نسبة الحافظين للقرآن الكريم أو لبعض أجزائه العائدين إلى السجن تكاد تكون معدومة (1) .
3) أئمة المساجد والمؤذنون بالسجون:
ضمن تعميم وزارة الحج والأوقاف بضرورة إيجاد أئمة ومؤذنين في مساجد السجون؛ للاستفادة منهم في تهذيب وإصلاح سلوك المساجين أثناء فترة وجودهم بالسجن، بالوعظ والإرشاد وبالقول والقدوة الحسنة.
4) التعليم:
إدراكاً لأهمية التعليم وضرورة مواصلة المسجونين دراستهم، وتدريس غير الدارسين منهم، فقد نصت المادة رقم (18) من نظام السجن والتوقيف الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/31) بتاريخ 21/6/1398هـ.
نصت على أن تضع وزارة الداخلية بالتعاون مع الجهات المختصة المسؤولة عن التعليم مناهج التعليم والتصنيف داخل السجون، ودور التوقيف، وأن
1- الأمر الملكي السامي الكريم رقم 4/2081/م.
تحدد اللائحة التنفيذية قواعد وإجراءات الامتحان بالنسبة للمسجونين والموقوفين.
وبعد تنسيق بين وزارة الداخلية ووزارة المعارف تولت وزارة المعارف تعليم المساجين، وأبلغت إدارات التعليم بما يلي:
1) فتح مدارس متوسطة وثانوية ومدارس مكافحة الأمية وفقا لحاجة ومستويات الموقوفين.
2) تطبق في هذه المدارس مناهج الوزارة، وتكون الدراسة فيها مسائية.
3) يتم اختيار أفضل مدرسي المنطقة للتدريس في هذه المدارس نظرا لحاجة النزلاء.
4) تقوم إدارات التعليم بالإشراف المباشر على هذه المدارس.
5) يتم تزويد جميع المدارس بالكتب الدراسية والنشرات التوجيهية والوسائل التعليمية كافة.
6) يتم تمكين من يرغب في مواصلة تعليمه العالي من وسائل الاتصال بالجامعات والمراجع.
كما تولت رئاسة تعليم البنات دور وزارة التعليم بالنسبة للمدارس النسوية وأصدرت تعليماتها بذلك إلى جميع فروعها
5) البرامج الثقافية:
نصت المادة (18) من نظام السجن والتوقيف على أن تضع وزارة الداخلية بالاتفاق مع الجهات المختصة المسؤولة عن التعليم مناهج التعليم والتثقيف.
وقد شملت هذه المناهح التثقيفية إنشاء المجالات التالية:
1) إنشاء المكتبات داخل السجون ودور التوقيف، وأن تشتمل هذه المكتبات على كتب في مختلف المجالات العلمية ليستفيد منها الموقوفون في أوقات فراغهم.
2) كما نصت على أن يسمح للسجين بإحضار الكتب والنشرات والصحف على نفقته الخاصة.
3) كما يتم توفير وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية.
4) بالإضافة إلى البرامج الدينية والاجتماعية والأدبية والصحية. سواء كان ذلك عن طريق إلقاء المحاضرات والندوات، أو عن طريق الوعظ المباشر، أو عبر وسائل الإعلام (1) .
1- نظام الحبس والتوقيف المادة رقم (18) .