الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولما علم المهندس شحرور أن زواج النبي صلى الله عليه وسلم
وتشريعه المستمد من القرآن يقف عقبة أمام الخرافات التي يدعو لها،
فما كان لمسلم لأن يترك دين الله ليتْبع أباطيل شحرور، كشف عن وجهه، وأعلن مراده من دعوته، وقال:
إن البحث في زواج النبي صلى الله عليه وسلم هو ضرب من العبث أننا نناقش هذه الزيجات بمقايسنا المعاصرة لا بمقاييس قديمة.
وهنا يكمن سوء الفهم والالتباس.
هكذا كشف المهندس عن طويته.
القرآن يشغل المسلمين في سورة الأحزاب والتحريم بموضوع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم والمهندس يرى أن هذه مباني في وسط الطريق يجب أن تُزال.
يجب ألا يشغل المسلمون أنفسهم بهذا العبس - الذي شغلهم به القرآن. {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا}
ثم يواصل كلامه في زواج النبي صلى الله عليه وسلم فيقول:
إن النبي في زيجاته لا يعتبر أسوة لنا أبداً.
وكذلك زوجاته لا يعتبرن أسوة لنساء المسلمين، ثم يحاول أن يخدع القارئ فيقول:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ}
ثم يقول: وهذا - يعني حديث القرآن عن نساء النبي تعليم وليس تشريع.
عفى الله عن شحرور وهذه للحق.
أما كتابه الضخم فأحوج الأمة إليه هي "أفغانستان" في محنتها، لأن درجة البرودة عندهم في الشتاء عشرون تحت الصفر ولا يجدون حطباً يدفئهم. فلْيَسْعَدْ أهل أفغانستان بكتاب شحرور في التَّنُّور فهو المكان المناسب لهذا الكتاب القيم.
العدل أم الإحسان
؟
ضيّع أولاده صغاراً عندما أعطى كلّه للزوجة الجديدة الحسناء أهملهم وأمَّهم. فشقوا طريقهم في حياة كالصخر حتى أتمُّوا دراستهم.
واليوم دارت الأيام، وولت الدنيا عنه، ولم يبق سوى بيوت أولاده.
هل العدل هو صاحب الكلمة العليا أم الإحسان؟
صحيح {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}
ولكن هل التقوى أن أضيع أبي؟؟ !!!
إن الله أمر بالعدل والإحسان {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}
فلماذا لا تكون الكلمة العليا هنا للإحسان؟
ولكن بعض القضايا لا يصلح فيها الإحسان.
القضاء بين الناس ساحة لا يصلح فيها إلا العدل.
لأن القاضي إذا حكم بالإحسان ضيع حقوق الناس لذلك قال تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}
وعلى هذا فلابد من ساحات لا ينفع فيها العدل ويجب فيها الإحسان. والإحسان وحده.
لقد أصبح الوالد (عندك) . ولو كان بينكما من المسافات بُعد المشرقين، فقد كنت صغيراً عندهما {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا}
إن الله أمر بالإحسان إلى الوالدين كلما أوصى بهما ليحذرنا - في مثل قضيتنا - من العدل معهما.
فمن حكم بين الناس فلابد من العدل. ولا يصلح الإحسان وفي الأسرة ومع الوالدين لابد من الإحسان.
* * *