المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب أخذ المال من حقه - إصلاح المال

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌باب أخذ المال من حقه

1 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْأَشْرَسِ بْنِ مَيْمُونٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَأْخُذْ مَالًا بِحَقِّهِ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ ، وَمَنْ يَأْخُذْ مَالًا بِغَيْرِ حَقِّهِ ، فَمَثَلُهُ مَثَلُ الَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ»

ص: 13

2 -

وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَيْدٍ سَنُوطَا أَبِي الْوَلِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ خَوْلَةَ بِنْتَ قَيْسِ بْنِ فَهْدٍ ، وَكَانَتْ تَحْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، مَنْ أَصَابَهُ بِحَقِّهِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِيمَا شَاءَتْ نَفْسُهُ ، مِنْ مَالِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، لَيْسَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا النَّارُ»

ص: 13

3 -

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْآدَمِيُّ ، حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ فَنِعْمَ الْمَعُونَةُ هُوَ»

ص: 14

5 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ ،

⦗ص: 16⦘

عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:" إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [المؤمنون: 51] . وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172] ، قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ عَبْدًا أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، يُطِيلُ السَّفَرَ ، رَافِعًا يَدَيْهِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِهَذَا؟ "

ص: 15

6 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمَلِيحِ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طَهُورٍ ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ»

ص: 16

7 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ: أَفْتِنِي يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: عَمَّ تَسْأَلُ؟ قَالَ: وُلِّيتُ بَعْضَ هَذِهِ الْأَعْمَالِ ، فَأَصَبْتُ مَالًا فَتَصَدَّقْتُ مِنْهُ وَأَعْتَقْتُ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَنْتَ كَإِنْسَانِ وَلِسَانِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ ، فَيَرَى اللَّهُ عز وجل يَقْبَلُهُ مِنْهُ؟

ص: 17

8 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَيْثَمِ ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ: عَادَ نَاسٌ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ ، فَتَوَجَّعَ عَبْدُ اللَّهِ وَخَافَ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ

⦗ص: 18⦘

لَهُ مَنْ عِنْدَهُ: مَا رَأَيْنَا رَجُلًا عَطَاءً وَلَا صَدَقَةً مِنْكَ وَابْنُ عُمَرَ سَاكِتٌ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: «إِذَا طَابَ الْكَسْبُ زَكَتِ النَّفَقَةُ وَسَتُرَدُّ فَتَرَى»

9 -

وَحَدَّثَنِي غَيْرُ مَيْمُونٍ ، أَنَّهُ قَالَ: لَئِنْ كَانَ لَيْسَ عَلَيْكُمُ الدَّهْمَاءُ أَكُنْتُمْ تَأَخُذُونَ وَلَكُمْ أَجْرٌ فِيمَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ؟ لَقَدْ سُقْتُمُ النَّاسَ سَوْقًا بَعِيدًا

ص: 17

10 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، أَخْبَرَنِي سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ ، عَنْ حَوْشَبٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا عَبْدٍ أَمْسَكَ مَالًا حَرَامًا ، إِنْ أَمْسَكَهُ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ ، وَإِنْ أَنْفَقَهُ لَمْ يَقْبَلْهُ اللَّهُ عز وجل مِنْهُ فَإِنْ مَاتَ وَهُوَ عِنْدَهُ كَانَ زَادَهُ إِلَى جَهَنَّمَ»

ص: 18

11 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ: إِنِّي مَرَرْتُ بِفُلَانٍ الْعَامِلِ وَهُوَ يَتَصَدَّقُ عَلَى الْمَسَاكِينِ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:«وَيْكَ ، لَدِرْهَمٌ أَتَصَدَّقُ مِنْ كَدِّي يَعْرَقُ فِيهِ جَبِينِي ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صَدَقَةِ هَؤُلَاءِ ، مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ وَمِائَةِ أَلْفٍ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ»

ص: 18

12 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عُمَرَ فِي الْجِهَادِ ، فَقَالَ:«إِنَّكَ قَدْ جَاهَدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» ، قَالَ: ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُهُ ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ لِي: " إِنِّي أَخَافُ وَاللَّهِ أَنْ يُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ غَنِيمَةً ، فَيَقُولُونَ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، ادْفَعُوا إِلَيْهِ مِثْلَ جَارِيَةٍ فِي الْمَغْنَمِ ، فَيْدَفَعُوا إِلَيْكَ ، فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ فِيهَا حَقٌّ ، فَتَقَعَ عَلَيْهَا فَتَكُونَ زَانِيًا

ص: 19

13 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ

⦗ص: 20⦘

بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةٌ ، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ»

ص: 19

14 -

حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْأَزْرَقِ ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، عَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي زَرِيبَةِ غَنَمٍ أَفْسَدَ بِهِ مِنْ حِرْصِ الرَّجُلِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ»

ص: 20

15 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ بَاتَا فِي زَرِيبَةِ غَنَمٍ ، بِأَسْرَعَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الشَّرَفِ وَالْمَالِ فِي دِينِ الْمُسْلِمِ»

ص: 21

16 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ مُوسَى ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ ، مَوْلَى عَقِيلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ جَائِعَانِ فِي غَنَمٍ ، تَفَرَّقَتْ أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا وَالْآخَرُ فِي

⦗ص: 23⦘

آخِرِهَا ، بِأَسْرَعَ فِيهَا فَسَادًا مِنِ امْرِئٍ إِلَى دِينِهِ يَبْغِي شَرَفَ الدُّنْيَا وَمَالَهَا»

ص: 22

17 -

حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا قُطْبَةُ بْنُ الْعُلَا بْنِ الْمِنْهَالِ الْغَنَوِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ ، أُلْقِيَا فِي حَظِيرَةٍ فِيهَا غَنَمٌ بِأَضَرَّ لَهَا مِنْ طَلَبِ الشَّرَفِ وَالْمَالِ» يَعْنِي فِي دِينِ الْمُسْلِمِ

ص: 23

18 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، قَالَ: قُدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِمَالٍ فِي وِلَايَتِهِ ، فَجَعَلَ يَتَصَفَّحُهُ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَهَمَلَتْ عَيْنَاهُ

⦗ص: 24⦘

دُمُوعًا فَبَكَى ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَمِنْ مَوَاطِنِ الشُّكْرِ. فَقَالَ عُمَرُ: «إِنَّ هَذَا الْمَالَ وَاللَّهِ مَا أُعْطِيَهُ قَوْمٌ إِلَّا أُلْقِيَ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ»

ص: 23

19 -

حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَيَّانَ ، قَالَ حُمَيْدٌ: وَكَانَ زُهَيْرٌ يَغْشَى ابْنَ عَبَّاسٍ وَيَسْمَعُ مِنْهُ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " دَعَانِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَأَتَيْتُهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ نِطْعٌ عَلَيْهِ الذَّهَبُ مَبْثُورًا بَثْرًا قَالَ سُلَيْمَانُ: يَعْنِي النَّثْرَ قَالَ: اذْهَبْ فَاقْسِمْ هَذَا بَيْنَ قَوْمِكَ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ حِينَ حَبَسَ هَذَا عَنْ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بِخَيْرٍ أَعْطَانِي أَمْ بِشَرٍّ؟ قَالَ: فَقُمْتُ أُرِيدُ أَقْسِمُهُ. قَالَ: فَسَمِعْتُ الْبُكَاءَ ، فَإِذَا صَوْتُ عُمَرَ يَبْكِي ، وَيَقُولُ فِي بُكَائِهِ:«كَلَّا ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا حَبَسَ اللَّهُ عز وجل هَذَا عَنْ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ لِشَرٍّ لَهُمَا وَأَعْطَاهُ عُمَرَ إِرَادَةَ الْخَيْرِ لَهُ»

ص: 24

20 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ ، أَنَّهُ ذَكَرَ الدُّنْيَا فَقَالَ: أَلْزِقُوهَا بِأَكْبَادِكُمْ ، فَوَاللَّهِ لَا تَصِلُونَ إِلَى الْآخِرَةِ بِدِينَارٍ وَلَا دِرْهَمٍ ، وَلَتَتْرُكُنَّهَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ وَفِي بَطْنِهَا كَمَا تَرَكَهَا مَنْ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَاحَرُوا عَلَيْهَا تَنَاحُرَكُمْ ، وَتَذَابَحُوا تَذَابُحَكُمْ ، وَلَتُذْهِبَ دِينَكُمْ وَدُنْيَاكُمْ

ص: 24

21 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْرَانَ ، قَالَ الْمَسْعُودِيُّ: أُخْبِرْنَا عَنْ أَبِي

⦗ص: 25⦘

حُصَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهِ ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " إِنَّ كَسْبَ الْمَالِ مِنْ سُبُلِ الْحَلَالِ قَلِيلٌ ، فَمَنْ أَصَابَ مَالًا مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ ، فَأَثْرَى فَهُوَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ ، إِلَّا سَلَبَ الْيَتِيمِ وَكَسْوَ الْأَرْمَلَةِ وَمَنْ أَصَابَ مَالًا مِنْ حِلِّهِ فَأَنْفَقَهُ فِي حِلِّهِ ، فَذَلِكَ يَغْسِلُ الْخَطَايَا كَمَا يَغْسِلُ مَاءُ السَّمَاءِ التُّرَابَ عَنِ الصَّفَا ، وَمَنْ أَصَابَ مَالًا مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ ، فَأَنْفَقَهُ فِي غَيْرِ حِلِّهِ ، فَذَلِكَ الْمُلْكُ الْعُضَالُ

ص: 24

22 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْآدَمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، قَالَ: دَخَلَ ابْنُ عَامِرٍ، عَلَى ابْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ: الرَّجُلُ يُصِيبُ الْمَالَ فَيَصِلُ مِنْهُ الرَّحِمَ ، وَيَفْعَلُ فِيهِ وَيَفْعَلُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّكَ مَا عَلِمْتَ لِمَنْ أَجْدَرَهُمْ أَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ ، وَلَكِنِ انْظُرْ مَا أَوَّلُهُ ، فَإِنْ كَانَ أَوَّلُهُ خَبِيثًا ، فَإِنَّ الْخَبِيثَ كُلَّهُ خَبِيثٌ

ص: 25

23 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْآدَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، وَضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ كَثُرَ مَالُهُ كَثُرَ هَمُّهُ ، وَمَنْ كَثُرَ هَمُّهُ افْتَرَقَ قَلْبُهُ فِي أَوْدِيَةٍ شَتَّى ، فَلَمْ يُبَالِ اللَّهُ عز وجل أَيُّهَا سَلَكَ ، وَمَنْ كَانَ هَمُّهُ هَمًّا وَاحِدًا كَفَاهُ اللَّهُ عز وجل هُمُومَ الدُّنْيَا»

ص: 25

24 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَبِالْمَدِينَةِ مَا بِالْمَدِينَةِ ، وَبِرَاذَنَ مَا بِرَاذَانَ

ص: 26

25 -

حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْأَشْرَسِ ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ فَقَالَ: «لَا وَاللَّهِ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ إِلَّا مَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا»

ص: 26

26 -

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ ، قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ ، فِي قَوْلِهِ عز وجل:{فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] قَالَ: هُوَ الْكَسْبُ الطِّيبُ

ص: 26

27 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ ، يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل:{فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] قَالَ: الْقَنْعُ

ص: 26

28 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْعَبْدُ بِحَلَالٍ أَخَذَ الْمَالَ أَمْ بِحَرَامٍ»

ص: 27

29 -

حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَطِيَّةَ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:«أُوشِكَ أَنْ يُفْتَحَ ، عَلَى النَّاسِ بَابُ مَسْأَلَةٍ لَا يُبَالِي أَنْ يَنَالَ الرَّجُلُ بِمَا نَالَهُ»

ص: 27

30 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو

⦗ص: 28⦘

بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ عز وجل حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ مَالِهِ ، مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ»

ص: 27

31 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ:«صَاحِبُ الدِّرْهَمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّ حِسَابًا مِنْ صَاحِبِ الدِّرْهَمِ»

ص: 28

32 -

حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، قَالَ:" يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَجُلٍ اكْتَسَبَ مَالًا مِنْ حَلَالٍ ، فَأَنْفَقَهُ فِي حَرَامٍ ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ ، وَيُؤْتَى بِرَجُلٍ اكْتَسَبَهُ مِنْ حَلَالٍ ، فَأَنْفَقَهُ فِي حَلَالٍ ، قَالَ: أَوْقِفُوا هَذَا لِلْحِسَابِ "

ص: 28

33 -

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَسْلَمَ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ ، أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ ، فَقَالَ: أَلْزِقُوهَا بِأَكْبَادِكُمْ ، وَالَّذِي نَفْسُ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو بِيَدِهِ ، لَا تَصِلُونَ إِلَى الْآخِرَةِ مِنْهَا بِدِينَارٍ وَلَا دِرْهَمٍ ، وَلَتَتْرُكُنَّهَا فِي بَطْنِ الْأَرْضِ وَعَلَى ظَهْرِهَا ، كَمَا تَرَكَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكِمْ ، فَتَنَاحَرُوا عَلَيْهَا تَنَاحُرَكُمْ وَتَذَابَحُوا تَذَابُحَكُمْ ، وَلَتُهْلِكَ دِينَكُمْ وَدُنْيَاكُمْ

ص: 28

حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَيُّمَا مَالٍ لَمْ يُطَعِ اللَّهُ فِيهِ ، وَلَمْ يُعْطَ حَقَّهُ ، جَعَلَهُ اللَّهُ عز وجل شُجَاعًا لَهُ زَبِيبَتَانِ يَنْهَسُهُ مِنْ قِبَلِ الْقَفَا ، فَيَقُولُ: مَا لِي وَلَكَ؟ فَيَقُولُ: الَّذِي جَمَعْتَنِي لِهَذَا الْيَوْمِ ، أَنَا الَّذِي جَمَعْتَنِي لِهَذَا الْيَوْمِ ، حَتَّى يَضَعَ يَدَهُ فِي فِيهِ فَيَقْضِمُهَا "

ص: 29

35 -

وَحَدَّثَنِي أَبِي ، أَخْبَرَنِي بَعْضُ الشَّامِيِّينَ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ:

[البحر الكامل]

الْمَالُ يَذْهَبُ حِلُّهُ وَحَرَامُهْ

يَوْمًا وَيَبْقَى بَعْدَهُ آثَامُهُ

لَيْسَ التَّقِيُّ بِمِتَّقٍ لِإِلَهِهِ

حَتَّى يَطِيبَ طَعَامُهُ وَكَلَامُهْ

ص: 29

36 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الطُّفَاوِيُّ ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلَانَ ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: الدَّنَانِيرُ وَالدَّرَاهِمُ أَزِمَّةُ الْمُنَافِقِينَ بِهَا يُقَادُونَ إِلَى النَّارِ

ص: 29

37 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيِّ ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ: كُنْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَمَرَّ أَبُو ذَرٍّ وَهُوَ يَقُولُ: بَشِّرِ الْكَنَّازِينَ بِكَيٍّ مِنْ قِبَلِ أَقْفَائِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ جِبَاهِهِمْ وَكَيٍّ مِنْ جُنُوبِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ ظُهُورِهِمْ ثُمَّ تَنَحَّى فَقَعَدَ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا أَبُو ذَرٍّ. فَقُلْتُ: مَا شَيْءٌ أَسْمَعُكَ تَقُولُ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ إِلَّا شَيْئًا سَمِعُوهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ. قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الْعَطَاءِ؟ قَالَ: خُذْهُ الْيَوْمَ فَإِنَّ فِيهِ مَنَعَةً ، فَإِذَا كَانَ لِدِينِكَ فَدَعْهُ.

ص: 29

38 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْبَاهِلِيُّ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ ، يَفِرُّ النَّاسُ حِينَ يَرَوْنَهُ ، فَقُلْتُ: من أنت؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: مَا يَفِرُّ النَّاسَ عَنْكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَنْهَاهُمْ عَنِ الْكُنُوزِ الَّذِي كَانَ يَنْهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّ أُعْطِيَاتِنَا قَدِ ارْتَفَعَتِ الْيَوْمَ وَبَلَغَتْ ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا مِنْهَا شَيْئًا؟ قَالَ: أَمَّا الْيَوْمُ فَلَا ، وَلَكِنْ يُوشِكُ أَنْ تَكُونَ أَثْمَانَ دِينِكُمْ ، فَإِذَا كَانَتْ أَثْمَانَ دِينِكُمْ فَدَعُوهُمْ وَإِيَّاهَا.

ص: 29

39 -

حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ عَمَّارٍ الْكَاهِلِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ زُبَيْدٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ: قَالَ إِبْلِيسُ إِنْ أَعْجَزَنِي ابْنُ آدَمَ فَلَنْ يُعْجِزَنِي فِي ثَلَاثِ خِصَالٍ: أَخْذِ مَالٍ بِغَيْرِ حَقِّهِ ، فَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ ، أَوْ مَنْعِهِ عَنْ حَقِّهِ

ص: 30

40 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [الجن: 16] قَالَ: حَيْثُ كَانَ الْمَاءُ كَانَ الْمَالُ ، وَحَيْثُ كَانَ الْمَالُ كَانَتِ الْفِتْنَةُ

ص: 30

41 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ شَاءَ أَحَدُهُمْ أَنْ يَأْخُذَ هَذَا الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ أَخَذَهُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ: أَلَا تَأْتُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ ، فَتَأْخُذُونَهُ حَلَالًا؟ فَيَقُولُونَ: إِنَّا نَخْشَى أَنْ يَكُونَ فَسَادًا لِقُلُوبِنَا

ص: 30

42 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِشْكَابَ الْعُكْبِرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ ، وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ ، فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ عز وجل الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يُسْلِمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ ، وَلَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» ، قُلْنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ:«ظُلْمُهُ وَغَشْمُهُ ، وَلَا يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالًا مِنْ حَرَامٍ فَيُنْفِقُ مِنْهُ فَيُبَارَكُ لَهُ فِيهِ ، وَلَا يَتَصَدَّقُ مِنْهُ بِشَيْءٍ فَيُقْبَلُ مِنْهُ ، وَلَا يَتْرُكُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلَّا كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل لَا يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ ، وَإِنَّ الْخَبِيثَ لَا يَمْحُو الْخَبِيثَ ، وَلَكِنْ يُمْحَى بِالطَّيِّبِ»

ص: 31