الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ الْفَقْرِ
440 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ ، وَكَانَ خَيَّارًا ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كَادَ الْحَسَدُ يَغْلِبُ الْقَدَرَ ، وَكَادَ الْفَقْرُ يَكُونُ كُفْرًا»
441 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ بْنِ قَتَّةَ ، قَالَ:«نِعْمَ الشَّيْءُ الْفَقْرُ ، لَوْلَا أَنَّهُ يَثُورُ فِيهِ قَتَارُ الْكُفْرِ»
442 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ جَاعِلَ اللَّيْلِ سَكَنًا ، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ ، وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ ، وَأَمْتِعْنِي بِسَمْعِي ، وَبَصَرِي ، وَتَوَفَّنِي فِي سَبِيلِكَ»
443 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ ، عَنِ الْجَرَّاحِ ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، رَفَعَهُ قَالَ:«كُرْهُ الْحَقِّ مِنَ الْكُفْرِ مَخَافَةَ الْآفَاتِ عَلَى دِينِهِ»
444 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ»
445 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ ، حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ شَيْخٍ ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَرْبَعٌ مِنْ قَوَاصِمِ الظَّهْرِ: إِمَامٌ تُطِيعُهُ وَيُضِلُكَ ، وَزَوْجَةٌ تَأَمْنُهَا وَتَخُونُكَ ، وَجَارٌ إِنْ عَلِمَ خَيْرًا سَتَرَهُ وَإِنْ عَلِمَ شَرًّا نَشَرَهُ ، وَفَقْرٌ حَاضِرٌ لَا يَجِدُ صَاحِبُهُ عَنْهُ مُتَلَدِّدًا "
446 -
حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ابْنُ أُخْتِ سُفْيَانَ عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ، قَالَ: قَالَ دَاوُدُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَى ، وَأَقْبَحُ مِنْ ذَلِكَ الضُّلَّالُ بَعْدَ الْهُدَى ، وَاسْتَعِذْ مِنْ صَاحِبٍ إِنْ ذَكَرْتَ لَمْ يُعِنْكَ ، وَإِنْ نَسِيتَ لَمْ يُذَكِّرْكَ»
447 -
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوَفِي قَالَ:«الْفَقْرُ الْمَوْتُ الْأَكْبَرُ»
448 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ الْأَزْهَرِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: ثَلَاثَةٌ أَحْيَاءٌ أَمْوَاتٌ: رَجُلٌ عَقِيمٌ ، وَرَجُلٌ أَبْرَصُ ، وَرَجُلٌ افْتَقَرَ بَعْدَ غِنًى "
449 -
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الْقَوْمِ ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: «مَنْ مَلَكَ اسْتَأْثَرْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَأْثِرْ نَدِمْ ، وَالْحَاجَةُ الْمَوْتُ الْأَكْبَرُ ، وَالْهَمُّ نِصْفُ الْهَرَمِ»
450 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ ، ذُقْتُ الْمَرَارَ كُلَّهُ ، فَلَمْ أَذُقْ شَيْئًا أَمَرَّ مِنَ الْفَقْرِ»
451 -
حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الْفَايِدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الْمَدَنِيِّ ، قَالَ: وَقَفَ رِجَالٌ عَلَى أَيُّوبَ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَزْبَلَةٍ وَتَحْتَهُ فَرْوَةٌ ، فَأَمْسَكُوا عَلَى أَنْفِهِمْ مِنْ
⦗ص: 123⦘
رِيحِهِ وَقَالُوا: يَا أَيُّوبُ ، لَقَدْ كُنْتَ تَعْمَلُ أَعْمَالًا لَوْ كَانَتْ لِلَّهِ عز وجل مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِكَ هَذَا الْبَلَاءَ. قَالَ أَيُّوبُ: قَاتَلَ اللَّهُ الْغِنَى مَا أَعَزَّهُ لِأَهْلِهِ ، وَقَاتَلَ الْفَقْرَ مَا أَذَلَّهُ لِأَهْلِهِ ، أَيْ رَبِّ ، أَفِي ذُنُوبِي أَخَذْتَنِي فَوَعِزَّتِكَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا عَرِيَ لِي جَارٌ وَلِي فَضْلُ ثَوْبٍ ، وَلِأَنِّي لَأَسْمَعُ الْعَبْدَ يَحْنَثُ بِالِاسْمِ مِنْ أَسْمَائِكَ فَأُكَفِّرُ عَنْهُ إِجْلَالًا لَكَ "
452 -
أَنْشَدَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنَ الْأَزْدِ ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَعْرَابِيٌّ مِنْ بَاهِلَةَ:
[البحر الطويل]
سَأُعْمِلُ نَصَّ الْعِيسِ حَتَّى يَكُفَّنِي
…
غِنَى الْمَالِ يَوْمًا أَوْ غِنَى الْحَدَثَانِ
فَلَلْمَوتُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ يُرَى لَهَا
…
عَلَى الْمَرْءِ بِالْإِقْلَالِ وَسْمُ هَوَانِ
مَتَى يَتَكَلَّمْ يُلْغَ حُكْمُ كَلَامِهِ
…
وَإِنْ لَمْ يَقُلْ قَالُوا: عَدِيمُ بَيَانِ
كَأَنَّ الْغِنَى عَنْ أَهْلِهِ بُورِكَ الْغِنَى
…
بِغَيْرِ لِسَانٍ نَاطِقٌ بِلِسَانِ
453 -
قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَا رَأَيْتُ الْحَزَامَةَ فِي الرَّأْيِ الْبَعِيدِ مَسَافَةَ النَّظَرِ اللَّطِيفِ فِي الْعِلْمِ بِغَوَامِضِ الْأُمُورِ حَدَثًا مِنَ التَّعَضُّلِ مُوحِشَ الْجَوَانِبِ مِنَ الْعَدَمِ قَدْ عَفَى عَلَى حُسْنِ تَدْبِيرِهِ تَعَذُّرُ الْأُمُورِ عَلَيْهِ ، وَأَخْلَقَ عَقْلَهُ الْإِقْتَارُ ، وَكَأَنَّهُ بِمَعْزِلٍ مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَفُزْ مِنْهَا مَا يَسْتَنْبِطُ مُبْهَمَ مَكْنُونِهِ ، وَلَا تَهَدَّلَتْ غُصُونُهَا عَلَيْهِ فَيَفْهَمُونَهُ. وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ أَرْضُونَ تَجُولُ فِيهَا الْأَبْصَارُ ، وَمَنْ عَمَّرَتْ بِهِ الدُّنْيَا بِزَبْرَجِهَا أَبْهَجَ النَّاظِرَ بِالْتِفَافِ حَدَائِقِهِ ، وَعَمُرَ مَرْعَاهُ مِنَ الرَّاتِعِينَ فِيهِ ، فَاتَّقَى الْمُتَأَمِّلِينَ لَهُ بِعَمِيمِ نَبْتِهِ وَقَدْرِ مَجْنَى ثَمَرِهِ ، وَإِذَا تَعَطَّلَ الْكَامِلُ عَنْ عُمْرَانِ الزَّمَانِ وَضَرَبَ عَزَالَى الْأَيَّامِ أَقْفَرَتْ بِقَاعُ عِلْمِهِ وَأَجْدَبَ مَكَارِمَ حَدَائِقِهِ ، وَإِنْ كَانَ كَرِيمَ الْمُسْتَنْبَطِ عَطِرَ الْمُسْتَثَارِ ، وَإِنَّمَا قَايَسَ عُنُونَ الْهَوَامِّ بِمَا أَبَقَ مِنَ الْمَنَاظِرِ بِوَحْشَةِ الْبَلَدِ الْخَالِي مِنَ الْعِمَارَةِ
454 -
وَقَالَ حَسَّانُ:
[البحر الخفيف]
رُبَّ حِلْمٍ أَزْرَى بِهِ عَدَمُ الْمَا
…
لِ وَجَهْلٌ غَطَّى عَلَيْهِ النَّعِيمُ
455 -
أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، لِهَانِي بْنِ تَوْبَةَ:
[البحر الوافر]
يَجِيئُ النَّاسُ كُلَّ غَنِيِّ قَوْمٍ
…
وَيُبْخَلُ بِالسَّلَامِ عَلَى الْفَقِيرِ
وَيُوسَعُ لِلْغَنِيِّ إِذَا رَأَوْهُ
…
وَيُحْيَّا بِالتَّحِيَّةِ كَالْأَمِيرِ
أَلَيْسَ الْمَوْتُ بَيْنَهُمَا سَوَاءً
…
إِذَا هَلَكَا وَصَارَا فِي الْقُبُورِ
⦗ص: 124⦘
456 -
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَا مِنْ خَصْلَةٍ مِنَ الْخِصَالِ هِيَ لِلْغَنِيِّ مَدْحٌ إِلَّا وَهِيَ لِلْفَقِيرِ عَيْبٌ ، فَإِنْ كَانَ الْغَنِيُّ مِقْدَامًا يُسَمَّى شُجَاعًا ، وَإِنْ كَانَ الْفَقِيرُ مِقْدَامًا سُمِّيَ أَهْوَجُ ، وَإِنْ كَانَ الْغَنِيُّ بَلِيغًا سُمِّيَ خَطِيبًا ، وَإِنْ كَانَ الْفَقِيرُ بَلِيغًا سُمِّيَ مِهْذَارًا ، وَإِنْ كَانَ الْغَنِيُّ رَكِينًا سُمِّيَ حَلِيمًا ، وَإِنْ كَانَ الْفَقِيرُ رَكِينًا سُمِّيَ ثَقِيلًا وَإِنْ كَانَ الْغَنِيُّ صَمُوتًا سُمِّيَ زَمِيتًا وَإِنْ كَانَ الْفَقِيرُ صَمُوتًا سُمِّيَ غَبِيًّا ، وَالْمَوْتُ خَيْرٌ مِنَ الْحَاجَةِ الْمُضْطِرَّةِ إِلَى النَّاسِ
457 -
وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
[البحر الطويل]
لَعَمْرُكَ إِنَّ الْقَبْرَ خَيْرٌ مِنَ الْفَقْرِ
…
لِمَنْ كَانَ ذَا يُسْرٍ فَأَصْبَحَ ذَا عَسُرِ
وَمَنْ لَمْ يَزَلْ يَغْذُ بِأَفْضَلِ نِعْمَةٍ
…
مُقِيمًا وَلَمْ يَلْحَظْ بَانَ لَهُ الدَّهْرُ
وَلَلْمَوتُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةِ مُكْرَمٍ
…
وَمَنْ يَسْأَلْ مُكْدِيًا أَخَافَهُ الْفَقْرُ
458 -
أَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ:
إِذَا قَلَّ مَالُ الْعَبْدِ قَلَّ صَفَاؤُهُ
…
وَضَاقَتْ عَلَيْهِ أَرْضُهُ وَسَمَاؤُهُ
وَأَصْبَحَ لَا يَدْرِي وَإِنْ كَانَ حَازِمًا
…
أَقُدَّامَهُ خَيْرٌ لَهُ أَوْ وَرَاءَهُ
459 -
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر الطويل]
إِذَا قَلَّ مَالُ الْمَرْءِ قَلَّ صَدِيقُهُ
…
وَضَاقَ بِهِ عَمَّا يُرِيدُ طَرِيقُهُ
وَذَمَّ إِلَيْهِ خِدْنُهُ طَعْمَ عُودِهِ
…
وَقَدْ كَانَ يَسْتَحْلِيهِ حِينَ يَذُوقُهُ
460 -
وَقَالَ آخَرُ:
إِذَا قَلَّ مَالُ الْمَرْءِ لَانَتْ قَنَاتُهُ
…
وَهَانَ عَلَى الْأَدْنَى فَكَيْفَ الْأَبَاعِدُ
وَصَارَ ذَلِيلًا فِي الْعَشِيرَةِ وَاجْتَرَتْ
…
عَلَيْهِ أَكُفٌّ تُزْدَرَى وَسَوَاعِدُ
461 -
حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْأَشْرَسِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفُورِ ، عَنْ هَمَّامٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ ، إِذَا افْتَقَرْتَ فَافْزَعْ إِلَى رَبِّكَ عز وجل وَحْدَهُ فَادْعُهُ وَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ ، وَاسْأَلْهُ مِنْ فَضْلِهِ وَخَزَائِنِهِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَمْلِكُهُ غَيْرُهُ ، وَلَا تَسْأَلِ النَّاسَ فَتَهُونَ عَلَيْهِمْ ، وَلَا يَرُدُّوا عَلَيْكَ شَيْئًا»
462 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ: «جَفَانِي إِخْوَانِي حِينَ قَلَّ مَالِي»
463 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَكَانَ ، قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَرِضَ فَقِيلَ: أَيْنَ بَنُوكَ؟ فَقَالَ: قُلْتُ: هَا هُمْ أُولَائِي. قَالَ: قَالَ: فَأْتِنِي بِهِمْ ، قَالَ: فَأَمَرْتُ أَهْلِي فَأَلْبَسُوهُمْ قُمُصًا بَيْضَاءَ ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِهِمْ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أُعِيذُهُمْ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ ، وَمِنْ ضَلَالَةِ الْعَمَلِ ، وَمِنَ السَّآمَةِ وَمِنَ الْفَقْرِ إِلَى بَنِي آدَمَ»
464 -
حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيُّ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «جَهْدُ الْبَلَاءِ أَنْ تَحْتَاجُوا ، إِلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ فَيَمْنَعُوكُمْ»
465 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، قَالَ: قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: «يَنْبَغِي مَعَ الْحَاجَةِ إِيمَانٌ قَوِيٌّ وَعَقَلٌ شَدِيدٌ»
466 -
حَدَّثَنِي الْحَكَمُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي الْحُصَيْبِ يَسَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ:" جَهْدُ الْبَلَاءِ: كَثْرَةُ الْعِيَالِ ، وَقِلَّةُ الشَّيْءِ "
467 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ ، حَدَّثَنَا حُجْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ: أَمَرَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِرَجُلٍ مِنَ الرُّومِ ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ. فَقَالَ: جَهْدُ الْبَلَاءِ؟ إِنَّ جَهْدَ الْبَلَاءِ عِنْدَكُمْ ضَرْبُ الْأَعْنَاقِ؟ . قَالَ: إِنَّا نَقُولُ ذَلِكَ. قَالَ: " إِنَّ جَهْدَ الْبَلَاءِ: الْفَقْرُ بَعْدَ الْغِنَى "
468 -
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ اعْلَمْ أَنَّ الْقَبْرَ ، خَيْرٌ مِنَ الْفَقْرِ ، وَذَهَابُ الْبَصَرِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ النَّظَرِ ، وَمِنْ كَرَمِ الْكَرِيمِ الدِّفَاعَ عَنِ الْحَرِيمِ ، وَمَنْ قَلَّ ذَلَّ ، وَمَنْ أَمِنَ قَلَّ ، وَخَيْرُ الْغِنَى الْقُنُوعُ ، وَشَرُّ الْفَقْرِ الْخُضُوعُ ، فَإِذَا كَانَ إِلَيْكَ فَلَا تَنْظُرْ ، وَإِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْطَبِرْ ، وَكِلَاهُمَا مُسْتَحْسَنٌ»
469 -
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ: سَأَلَ زِيَادٌ جُلَسَاءَ فَقَالَ: «مَنْ أَنْعَمُ النَّاسِ؟» . قَالُوا: مُعَاوِيَةُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: «فَأَيْنَ جُنُودُهُ؟ وَأَيْنَ أُمُورُهُ؟» . قَالُوا: فَأَنْتَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ. قَالَ: «فَأَيْنَ جُنُودِي ، وَأَيْنَ ثُغُورِي؟» . قَالُوا: فَمَنْ؟ . قَالَ: «شَابٌّ مُتَعَبِّدٌ لَهُ سَدَادٌ مِنَ الْمَعِيشَةِ ، لَا يُطِيفُ بَأَبْوَابِنَا»
470 -
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْكِنْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَاصِمٍ الْمَارِيُّ ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: " الدُّنْيَا فِي ثَلَاثٍ: الصَّلَاةِ فِي جَمَاعَةٍ ، وَمُجَالَسَةِ أَهْلِ الذِّكْرَةِ ، وَقِوَامٍ مِنْ عَيْشٍ لَيْسَ بِكَ فِيهِ إِلَى أَحَدٍ حَاجَةً ، وَلَا لِأَحَدٍ فِيهِ عَلَيْكَ مِنَّةٌ "
471 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَشْهَبَ التَّمِيمِيُّ ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ: قَالَ الْكُمَيْتُ وَأَنَا أُحَادِثُهُ: يَا أَبَانُ يُخَيَّرُ النَّاسُ فَقْرًا أَوِ ارصت هَؤُلَاءِ ، فَإِنَّ الْفَقِيرَ بريكه مِنَ البرايك لَا يَعْبَأُ بِهَا وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا ، وَأَنْشَدَنِي قَوْلَهُ:
[البحر الطويل]
مَا أَنْتَ وَمَا أَكَلْتَ إِلَّا تَرَكْتَهُ
…
كَمَا تَرَكَتْ فِي بَيْتِهَا حُلْوُ الْعَمَلِ
472 -
حَدَّثَنِي. . . . . قَالَ: كَانَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ يَتَمَثَّلُ:
[البحر الطويل]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفَقِيرَ يَهْجُرُ بَيْتَهُ
…
وَأَنَّ الْغَنِيَّ يُهْدَى لَهُ وَيُزَارُ
وَمَاذَا يَضُرُّ الْمَرْءُ مَنْ كَانَ جَدُّهُ
…
إِذَا سُرِحَتْ شَوَّلٌ لَهُ وَعِشَارُ
473 -
حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو الْعَنْبَرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ:«أَظْهِرِ الْيَأْسَ مِمَّا فِي النَّاسِ ، فَإِنَّ فِيهِ الْغِنَى ، وَأَقِلَّ طَلَبَ الْحَاجَاتِ إِلَى النَّاسِ فَإِنَّ فِيهِ الْفَقْرَ الْحَاضِرَ ، وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ مِنَ الْكَلَامِ ، وَصَلِّ صَلَاةَ مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ لَا يَعُودُ ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ الْيَوْمَ خَيْرًا مِنْكَ أَمْسِ ، وَتَكُونَ غَدًا خَيْرًا مِنْكَ الْيَوْمَ فَافْعَلْ»
474 -
حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، مِنْ قُرَيْشٍ مَوْلَى لِبَنِي هَاشِمٍ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: «مَا رَحِمْتُ مِثْلَ رَحْمَتِي قَوْمًا فِي نِعْمَةٍ ثُمَّ أَصَابَهُمْ فَاقَةٌ»
475 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَائِشَةَ مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ ، قَالَ:" كَانَ رَجُلٌ مِنْ آلِ آزَارَ مُبَرَّدُ الْعُوَيْدِ بِالْإِيلَةِ ، فَأَصَابَتْهُ حَاجَةٌ ، فَأَغْلَقَ الْبَابَ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُ شَيْئًا أَبَدًا ، فَمَاتَ جُوعًا وَلَمْ يَسْأَلْ "
476 -
وَبَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ الْحُكَمَاءِ ، قَالَ: إِذَا افَتَقَرَ الرَّجُلُ اتَّهَمَهُ مَنْ كَانَ لَهُ مُؤْتَمِنًا ، وَأَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ مَنْ كَانَ يَظُنُّ بِهِ حَسَنًا
477 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ
⦗ص: 127⦘
: " شَهِدَ رَجُلٌ عِنْدَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَرَدَّ شَهَادَتَهُ ، فَقَالَ:«أَيْنَ يَذْهَبُ الرَّجُلُ فَقِيرٌ ، الرَّجُلُ فَقِيرٌ»
478 -
أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، لِرَجُلٍ يَقُولُ لِابْنِهِ:
أَلَا خَلِّنِي أَمْضِي لَشَأْنِي وَلَا أَكُنْ
…
عَلَى الْأَهْلِ كَلًّا إِنَّ ذَاكَ شَدِيدُ
غَدَوْتُ فَأَحْسَنْتُ الْغَدَا وَلَمْ أَزَلْ
…
أَعْرِفُ مِثْلَ الْبِرِّ وَأَنَا وَلِيدُ
وَإِنْ تَرَكَتْ مِنْكَ السُّنُونَ بَقِيَّةً
…
فَنَفِّذْ كَمَا كُنَّا وَأَنْتَ خَلِيدُ
كَبِرْتُ وَعَجْزٌ إِنْ كَبِرْتَ إِقَامَتِي
…
وَأَنْتَ عَلَى ضَعْفٍ عَلَيَّ تَعُودُ
فَدَعْنِي أَجُولُ فِي الْبِلَادِ لَعَلَّنِي
…
يَسُرُّ صَدِيقِي أَوْ يَسُوءُ حَسُودُ
أَلَمْ تَرَنِي تُعْصَى مَكَانِي لِأَنَّنِي
…
مُقِلٌّ وَإِنِّي فِيهِمُ لَحَمِيدُ
وَلَوْ كُنْتُ ذَا مَالٍ لَقُرِّبَ مَجْلِسِي
…
وَقِيلَ إِذَا أَخْطَأْتُ أَنْتَ رَشِيدُ
479 -
وَأَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ ، وَالشَّعَرُ لِعُرْوَةَ بْنِ الْوَرْدِ الْعَبْسِيِّ ، أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَبِي قَالَ:
[البحر الوافر]
ذَرِينِي لِلْغِنَى أَسْعَى فَإِنِّي
…
رَأَيْتُ النَّاسَ شَرَّهُمُ الْفَقِيرَ
وَأَخْمَلَهُمْ وَأَهْوَنَهُمْ عَلَيْهِمْ
…
وَإِنْ كَانَتْ لَهُ نِعَمٌ وَخَيْرُ
يُبَاعِدُهُ الْبَذِيءُ وَتَزْدَرِي بِهِ
…
حَلِيلَتُهُ وَيَنْهَرُهُ الصَّغِيرُ
وَقَدْ تَلْقَى الْغَنِيَّ لَهُ جَلَالٌ
…
يَكَادُ فُؤَادُ صَاحِبِهِ يَطِيرُ
وَزَادَنِي غَيْرُهُ:
قَلِيلٌ عَيْبُهُ وَالْعَيبُ جَمٌّ
…
وَلَكِنْ لِلْغِنَى رَبٌّ غَفُورُ
480 -
حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ ، قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى أَخٍ لَهُ: «أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عز وجل وَالرِّضَى بِالْقَدَرِ ، وَالتَّسْلِيمِ لِمَا عَلِمَ الْجَبَّارُ مِنْ مَكْنُونِ الْأَجَلِ وَمَقْسُومِ الرِّزْقِ ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل جَعَلَ لِكُلِّ نَفْسٍ رِزْقًا مَوْصُوفًا ، لَيْسَ لشَيْءٍ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهَا مُنْصَرَفٌ ، فَلَا يَشْغَلْكَ الرِّزْقُ الْمَضْمُونُ لَكَ عَنِ الْعَمَلِ الْمَفْرُوضِ عَلَيْكَ ، فَقَدْ شَغَلَتْ رِجَالًا أَتْعَبَتْ أَبْدَانَهُمْ ، وَطَالَتْ أَسْفَارُهُمْ ثُمَّ لَمْ يَزِيدُوا وَلَمْ يَزْدَادُوا عَلَى الْمَقْسُومِ لَهُمْ رِزْقًا ، رَزَقَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ الْقُنُوعَ وَالرِّضَاءَ؛ فَإِنَّهُ مَنْ رَضِيَ قَنَعَ ، وَمَنْ قَنَعَ رَضِيَ بِقَسْمِ اللَّهِ عز وجل وَالسَّلَامُ»
481 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُورَةَ السُّلَمِيُّ الْبَلْخِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَلْخِيُّ ، قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: «الْفَقْرُ الَّذِي كَانَ يُتَعَوَّذُ مِنْهُ فَقْرُ الْقَلْبِ»
482 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكَرْمَانِيُّ ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ: " الْفَقْرُ: الْمَوْتُ ، وَيَرَوْنَ الْفَقْرَ هُوَ قِلَّةُ الشَّيْءِ ، الْفَقْرُ الَّذِي جَاءَ فِيهِ مَا جَاءَ: قِلَّةُ الرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ عز وجل وَقَسْمِهِ ، لَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عز وجل النَّاسَ فَبَدَأَ بِهِمْ ، فَقَالَ: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} [الحشر: 8] "
483 -
أَنْشَدَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل]
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَقْصُرْ هَوَاهُ بِرَأْيهِ
…
تَرَدَّى كَثِيرًا فِي مَهَاوِي الْمَطَامِعِ
فَعِشْ مُعْدَمًا أَوْ مُتْ فَقِيرًا وَلَا تَكُنْ
…
بِدَهْرِكَ فِي كُلِّ الْأُمُورِ بِتَابِعِ
فَمَا كَانَ مَالٌ زَائِنًا مَنْ أَصَابَهُ
…
وَلَا الْفَقْرُ لِلْمَرْءِ الْكَرِيمِ بِوَاضِعِ
484 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْآدَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، يَقُولُ:«مَا ضُرِبَ الْعِبَادُ بِسَوْطٍ أَوَجَعَ مِنَ الْفَقْرِ»
أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ: أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ:
[البحر الكامل]
إِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ غُيِّرَ أَهْلُهُمْ
…
لَا يُعْظِمُونَ أَخًا لِغَيْرِ يَسَارِهِ
فَإِذَا رَأَوْهُ بِغِبْطَةٍ حَفُّوا بِهِ
…
وَيَهُونُ عِنْدَهُمْ لَدَى إِعْسَارِهِ
فَإِذَا أَرَدْتَ مِنَ الصَّدِيقِ دَوَامَهُ
…
وَأَرَدْتَ طُولَ إِخَائِهِ وَمَزَارِهِ
فَاكْوِ اللِّسَانَ بِجَمْرَةٍ أَلَّا تَرَى
…
ذَرْبَ اللِّسَانِ عَلَيْهِ فِي دِينَارِهِ
يَلْقَاكَ مُنْعَطِفًا عَلَيْكَ بِوِدِّهِ
…
طُرٌّ إِلَيْكَ بِلُبِّهِ وَبِهَارِهِ
فَإِذَا رَآكَ تُرِيدُ مَا فِي كَفِّهِ
…
وَلَّى الْقَفَا بِشَرَاسَةٍ وَنِفَارِهِ
486 -
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ إِلَى أَخٍ لَهُ: «أَمَّا بَعْدُ ، فَاجْعَلِ الْقُنُوعَ ذُخْرًا ، تَبْلُغُ بِهِ إِلَى أَنْ يَفْتَحَ لَكَ بَابًا ، يَحْسُنُ بِكَ الدُّخُولُ فِيهِ؛ فَإِنَّ النَّفَقَةَ مِنَ الْقَانِعِ لَا تُخْذَلُ ، وَعَوْنُ اللَّهِ عز وجل مَعَ ذِي
⦗ص: 129⦘
الْأَنَاةِ ، وَمَا أَقْرَبُ الضَّيْعَ مِنَ الْمَلْهُوفِ ، وَرُبَّمَا كَانَ الْفَقْرُ نَوْعًا مِنْ آدَابِ اللَّهِ عز وجل وَخَيْرِهِ فِي الْعَوَاقِبِ ، وَالْحُظُوظُ مَرَاتِبُ ، وَلَا تَعْجَلْ ثَمْرَةً لَمْ تُدْرِكْ؛ فَإِنَّكَ تَنَالُهَا فِي أَوَانِهَا عَذْبَةً، وَالْمُدَبِّرُ لَكَ أَعْلَمُ بِالْوَقْتِ الَّذِي يَصْلُحُ فِيهِ، وَثِقْ بِخَيْرَتِهِ لَكَ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا ، وَالسَّلَامُ»
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: " لَوْلَا ثَلَاثٌ مَا وَضَعَ ابْنُ آدَمَ رَأْسَهُ لشَيْءٍ: الْفَقْرُ ، وَالْمَرَضُ ، وَالْمَوْتُ ، وَإِنَّهُ مَعَهُنَّ لَوْ ثَابَ "
488 -
أَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ:
[البحر الطويل]
أَتَيْتُ بَنِي عَمِّي وَرَهْطِي فَلَمْ أَجِدْ
…
عَلَيْهِمْ إِذَا اشْتَدَّ الزَّمَانُ مُعَوَّلَا
وَمَنْ يَفْتَقِرْ فِي قَوْمِهِ يَحْمَدِ الْغِنَا
…
وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ مَاجِدَ الْعَمِّ مُخْوِلَا
يَمُنُّونَ إِنْ أَعْطَوْا وَيُمْسِكُ بَعْضُهُمْ
…
وَيُحْسَبُ عَجْزًا صَمْتُهُ إِنْ تَجَمَّلَا
وَيُزْرِي بِعَقْلِ الْمَرْءِ قِلَّةُ مَالِهِ
…
وَإِنْ كَانَ أَقْوَى مِنْ رِجَالٍ وَأَجْزَلَا
فَإِنَّ الْفَتَى ذَا الْحَزْمِ رَامٍ بِنَفْسِهِ
…
جَوَاشِنَ هَذَا اللَّيْلِ أَوْ يَتَمَوَّلَا
قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
489 -
إِنَّا رَأَيْنَا الْأَهْلَ وَالْأَعْوَانَ وَالْحَاشِيَةَ وَالْإِخْوَانَ وَالْمُرُوءَةَ وَالْجَاهَ مَعَ الثَّرْوَةِ ، وَرَأَيْنَا الْفَاقَةَ وَالْعُدْمَ دَاعِيَةً لِلْمَقْتِ ، مُسْلِبَةً لِلْعَقْلِ ، مُذْهِبَةً لِلْعِلْمِ ، مُورِدًا عَلَى التُّهْمَةِ ، وَمَنْ مَسَّهُ الْفَقْرُ فَقَدْ عَيَا ، وَمَنْ فَقَدَ حَيَاهُ ذَهَبَ سُرُورُهُ ، وَمَنْ ذَهَبَ سُرُورُهُ حَضَرَ مَقْتُهُ ، وَمَنْ فَشَا مَقْتُهُ كَثُرَ أَذَاهُ ، وَمَنْ كَثُرَ أَذَاهُ طَالَ حُزْنُهُ ، وَمَنْ حَزِنَ فَقَدَ عَقْلَهُ وَمَنْ أُصِيبَ بِعَقْلِهِ اخْتَلَطَ ، فَلَمْ يَدْرِ مَا لَهُ مِمَّا عَلَيْهِ
490 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ ، قَالَ:" مَرِضَ مَوْلًى لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَنَعَتَ إِلَيَّ سَعِيدٌ أَنَّهُ لَيْسَ لِي غَيْرُكَ وَهَا هُنَا ثَلَاثُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مَدْفُونَةٌ ، فَإِذَا أَنَا مِتَّ فَخُذْهَا. فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ ، قَالَ: مَا أَرَانَا إِلَّا قَدْ أَسَأْنَا إِلَى مَوْلَانَا ، وَقَصَّرْنَا بِهِ ، وَهُوَ مِنْ شُيُوخِ مَوَالِينَا ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِفَرَسٍ وَتَعَاهَدَهُ ، فَلَمَّا مَاتَ اشْتَرَى لَهُ كَفَنًا بِثَلَاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَشَهِدَ جِنَازَتَهُ فَلَمَّا رَجَعَ أَتَى الْبَيْتَ فَرَدَّ الْبَابَ ، وَأَمَرَ بِالْمَوْضِعِ الَّذِي ذَكَرَ ، فَحَفَرَ ، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا ، حَتَّى حَفَرَ الْبَيْتَ كُلَّهُ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا ، قَالَ: وَجَاءَ صَاحِبُ الْكَفَنِ فَقَالَ لِسَعِيدٍ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْبِشَ عَنْهُ لِمَا دَاخِلُهُ "
491 -
حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيُّ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الصَّلْتِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:«دُعِيتُ إِلَى عُرْسٍ ، فَأَتَيْتُهُمْ فِي ثِيَابِي هَذِهِ ، فَرَدَّنِي الْبَوَّابُ ، فَرَجَعْتُ وَأَبْدَلْتُ ثِيَابِي ، ثُمَّ جِئْتُ فَدَخَلْتُ» . قَالَ: فَأَرْسَلَ كُمَّهُ ، فَقَالَ:«كُلْ كُلْ» . فَقِيلَ لَهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ ، الْكُمُّ يَأْكُلُ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ. فَقَالَ: إِنَّمَا دُعِيَتْ ثِيَابِي هَذِهِ "
492 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ ، أَنَّ الْأَعْرَجَ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ قَالَ: " وَجَدْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: مَنْ لَمْ يُدَارِ عَيْشَهُ ، مَاتَ قَبْلَ أَجَلِهِ ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ ، وَأَنْزَلْتُ فَقْرَهُ مَوْتَهُ "
493 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسْتَاذُنَا ، أَنَّ اللَّهَ ، عز وجل لَمَّا أَرْسَلَ مُوسَى عليه السلام إِلَى فِرْعَوْنَ بِالرِّسَالَةِ ، قَالَ:" يَا رَبِّ ، إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ قَتَلْتَ مِنْهُمُ النَّفْسَ قَدْ مَاتُوا. فَتَحَمَّلِ الرِّسَالَةَ ، فَلَمَّا أَتَى إِلَى فِرْعَوْنَ ، وَجَدَ أُولَئِكَ النَّفَرَ فِي ظِلِّ حَائِطٍ يَسْقُونَ بِالْخُوصِ ، قَالَ: فَرَفَعُوا أَبْصَارَهُمْ ، فَنَظَرُوا إِلَيْهِ ، ثُمَّ حَفِظُوهَا. قَالَ: يَا رَبِّ ، قُلْتَ لِي: أَنْ قَدْ مَاتُوا ، وَهُمْ أَحْيَاءٌ قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ عز وجل أَنِّي قَدِ ابْتَلَيْتُهُمْ بِالْمَوْتِ الْأَكْبَرِ: الْفَقْرِ "
494 -
حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، يَقُولُ:«مَا هُوَ إِلَّا الْغِنَى وَالْفَقْرُ ، وَمَا أُبَالِي بِأَيِّهِمَا ابْتَدَأَتُ ، إِنَّهُمَا سَوَاءٌ ، إِنْ كَانَ الْغِنَى إِنَّ عَلَيَّ فِيهِ لَتَعَطُّفًا ، وَإِنْ كَانَ فَقْرًا إِنَّ عَلَيَّ فِيهِ لَصَبْرًا»
495 -
أَنْشِدْنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
[البحر الطويل]
أَيَا مُصْلِحًا لِلْمُلْكِ لَا تَكُ مُفْسِدًا
…
فَإِنَّ صَلَاحَ الْمُلْكِ خَيْرٌ مِنَ الْفَقْرِ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْمَرْءَ يَزْدَادُ عِزُّهُ
…
عَلَى قَوْمِهِ إِنْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مُثْرِي
496 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرَامَةَ الْعِجْلِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: «لَوْلَا ضَيْعَتُنَا هَذِهِ تَلَاعَبَ بِنَا هَؤُلَاءِ»
497 -
حَدَّثَنِي ابْنُ نَاصِحٍ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ بَيْتَهُ ، فَقَدَّمَ لَنَا خُبْزًا وَشَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْخَلَاطَاتِ ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنَّا قَوْمٌ إِذَا وَسَّعَ اللَّهُ عز وجل عَلَيْنَا وَسَّعْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا ، وَإِذَا قَتَّرَ عَلَيْنَا صَبَرْنَا ، حَتَّى يَأْتِي اللَّهُ عز وجل بِشَيْءٍ "
498 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى: كَانَ رَجُلًا يُكْنَى أَبَا كَثِيرٍ ، وَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى بَنِي عَمٍّ لَهُ بِالْبَادِيَةِ فَيَسْأَلُهُمْ فَيُعْطُونَهُ فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مَنَعُوهُ ، وَأَمْسَكُوا عَنْهُ ، وَكَانَ طَرِيقُهُ عَلَى امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا عَرْفَجَةُ ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا كَثِيرٍ ، رَأَيْتُ بَنِي عَمِّكَ قَدْ أَمْسَكُوا أَيْدِيَهُمْ ، وَتَنَكَّرُوا لَكَ بَعْدَ الْعَطِيَّةِ فَقَالَ:
[البحر الطويل]
دَعِي عَنْكِ عَذْلِي مَا مِنَ الْهَزْلِ أَعْجَبُ
…
وَلَا بُعْدَ إِلَّا بَعْدَ حَالٍ يُقَلَّبُ
وَكَانَ بَنُو عَمِّي يَقُولُونَ مَرْحَبًا
…
فَلَمَّا رَأَوْنِي مُعْدَمًا مَاتَ مَرْحَبُ
فَكُلُّ مُقِلٍّ حِينَ يَغْدُو لِحَاجَةٍ
…
إِلَى كُلِّ مَنْ يَلْقَى مِنَ النَّاسِ مُذْنِبُ
فَقَدْ طَابَ وِرْدُ الْمَوْتِ إِذْ لَيْسَ وَاحِدٌ
…
يُشِيرُ إِلَيْهِ النَّاسُ أَوْ فِيهِ مَرْغَبُ
499 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَبَشِيَّةَ الْعَابِدَ ، يَقُولُ:«يَنْبَغِي إِيمَانٌ صَلِيبٌ» .
500 -
وَقَالَ أَبُو حَبَشِيَّةَ: «مَا أُحِبُّ أَنْ يُجَاوِرَنِي الْفُقَرَاءُ ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَقُومَ بِذِمَامِهِمْ»
501 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الشَّامِ: " قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: الْفَقْرُ خَوَّاصٌّ ، وَالْغِنَى مَأْثَرَةٌ "
502 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْكَلْبِيُّ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ صَدَقَةَ أَبُو مُهَلْهَلٍ ، قَالَ: قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: «عَلَيْكَ بِالِاسْتِغْنَاءِ عَنْ جَمِيعِ النَّاسِ ، وَارْغَبْ إِلَى اللَّهِ عز وجل فِي حَوَائِجِكَ ، وَافْزَعْ إِلَيْهِ فِيمَا يَنُوبُكَ ، وَلْيَكُنْ هَمُّكَ مَرْمَةَ جِهَازِكَ»
503 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مُهَنَّا ، قَالَ: قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبْلُغُنِي عَنْهُ أَنَّهُ يَنْقُصَنِي ، فَأَذْكُرُ اسْتِغْنَائِي عَنْهُ فَيَهُونُ عَلَيَّ»
504 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُهَنَّا قَالَ: " قَالَ بَعْضُ الْعُقَلَاءِ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَجْفُوَنِي فَإِذَا ذَكَرْتُ اسْتِغْنَائِي عَنْهُ وَجَدْتُ لِجَفَائِهِ بَرْدًا عَلَى كَبِدِي "
505 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَسْلَمَ ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ مَيْمُونٍ ، قَالَ:
يَا صَاحِبَ الدُّنْيَا تَفَكَّرْ فِي الْعَجَبْ
فِي سَبَبِ الرِّزْقِ وَلِلرِّزْقِ سَبَبْ
كَانَ سَيَأْتِيكَ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبْ
506 -
أَنْشَدَنِي مَحْمُودٌ الْوَرَّاقُ:
[البحر الطويل]
لَبِسْتُ صُرُوفَ الدَّهْرِ كَهْلًا وَنَاشِئًا
…
وَجَرَّبْتُ حَالَيْهِ عَلَى الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ
فَلَمْ أَرَ بَعْدَ الدِّينِ خَيْرًا مِنَ الْغِنَى
…
وَلَا بَعْدَ الْكُفْرِ شَرًّا مِنَ الْفَقْرِ
وَلَمْ أَرَيَنَّ الْمَالَ إِلَّا امْتِهَانَةً
…
وَإِخْرَاجَهُ فِي أَوْجُهِ الْبِرِّ وَالْأَجْرِ
وَلَا تَدَّخِرْنَ مَالًا لِغَيْرِكَ وَاكْتَسِبْ
…
بِمَالِكَ ذِكْرًا فِي الْحَيَاةِ إِلَى ذِكْرِ
فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي بِافْتِقَارٍ مُقَتِّرٍ
…
وَلَا يُسْرَ ذَا الْيُسْرِ إِذَا صِرْتَ فِي الْقَبْرِ
وَفِي اللَّهِ مِمَّا فَاتَ خَيْرُ خَلِيفَةٍ
…
عَلَى الْخَلَفِ الْبَاقِي وَحَسْبُكَ مِنْ ظَهْرِ
وَلَمْ تَجْنَنْ لِلزَّمَانِ بِجُنَّةٍ تَرُدُّ بِهَا
…
الْأَحَدَاثَ أَوْفَى مِنَ الصَّبْرِ
وَأَنْشَدَنَا مَحْمُودُ بْنُ الْوَرَّاقِ:
[البحر الطويل]
أَرَى عَسْكَرًا فِيهِ عَجَائِبُ جَمَّةٌ
…
إِذَا اسْتُعْرِضَتْ بِالْعَقْلِ ضَلَّ لَهَا الْعَقْلُ
أَرَى كُلَّ ذِي مَالٍ يَسْوَدُ بِمَالِهِ
…
وَإِنْ كَانَ لَا أَصْلٌ هُنَاكَ وَلَا فَصْلُ
وَآخَرُ مَنْسُوبًا إِلَى الْعَقْلِ خَامِلًا
…
وَأَنْوَكُ ذُو جَهْلٍ لَهُ الْجَاهُ وَالنُّبْلُ
فَلَا ذَا بِفَضْلِ الرَّأْيِ أَدْرَكَ بَلْغَهُ
…
وَلَمْ أَرَ هَذَا ضَرَّهُ النُّوكُ وَالْجَهْلُ
وَمَا الْفَضْلُ فِي هَذَا الزَّمَانِ لِأَهْلِهِ
…
وَلَكِنَّ ذَا الْمَالِ الْكَثِيرِ لَهُ الْفَضْلُ
فَشَرِّفْ ذَوِي الْأَمْوَالِ حَيْثُ لَقِيتَهُمْ
…
فَقَوْلُهُمْ قَوْلٌ وَفِعْلُهُمُ فِعْلُ
508 -
أَنْشَدَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه:
⦗ص: 133⦘
[البحر البسيط]
كُلُّ النِّدَاءِ إِذَا نَادَيْتُ تَخْذُلُنِي
…
إِلَّا نِدَايَ إِذَا نَادَيْتُ يَا مَالِي
مَا إِنْ أَقُولُ لَبَّى حِينَ أَطْلُبُهُ
…
لَا أَسْتَطِيعُ وَلَا أَنْبُو عَلَى حَالِ
509 -
أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ التَّيْمِيُّ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه:
[البحر المتقارب]
فَخَلِّ الْجَوَادَ عَلَى جُودِهِ
…
وَخَلِّ الْبَخِيلَ عَلَى بُخْلِهِ
وَلَا تَسْأَلِ النَّاسَ مِنْ فَضْلِهِمْ
…
وَلَكِنْ سَلِ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ
إِذَا أَذِنَ اللَّهُ فِي حَاجَةٍ
…
أَتَاكَ النَّجَاحُ عَلَى رَسْلِهِ
وَلَيْسَ الْقَضَا بِأَيْدِ الْعِبَادِ
…
عَلَى حَزَنِهِ وَعَلَى سَهْلِهِ
وَلِلْعُسْرِ يُسْرٌ فَلَا تَجْزَعَنْ
…
سَيَعْقُبُ غَيْثٌ عَلَى مَحْلِهِ
إِذَا قَنَعَ الْمَرْءُ نَالَ الْغِنَى
…
وَعَرَّى الْمَطِيَّةَ مِنْ رَحْلِهِ
510 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: «بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَحْمِلْ مُؤْنَتِي غَيْرِي»
511 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ: قَالَ قَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ: «مَا أَسْوَأَ حَالَ مَنْ إِذَا أَصْبَحَ مَدَّ عُنُقَهُ إِلَى قُرْصَةٍ مِنْ يَدِ غَيْرِهِ»
512 -
حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: «لَا يَزَالُ النَّاسُ يَقُولُونَ خَيْرًا ، مَا لَمْ يَسْأَلْ أَحَدُهُمْ شَيْئًا»
513 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْفَرَّاءِ قال: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ ، قَالَ: " بَعَثَ إِلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ بِأَمْوَالٍ فَأَخَذْتُهَا ، فَجَاءَنِيَ الْقُرَّاءُ فَقَالُوا: مَا صَنَعْتَ؟ فَقُلْتُ لَهُمْ: «لَا يَسُؤُكُمْ عز وجل إِنَّمَا أَخَذْتُهَا لِأَقْضِيَ بِهَا دَيْنِي ، وَهَا هِيَ مَوْضُوعَةٌ ، فَاجْمَعُوا إِلَى بَيْتِكُمْ حَتَّى أَقْضِيَ دَيْنِي. فَذَهَبُوا فَلَمْ يَرْجِعُوا»