المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب إصلاح المال - إصلاح المال

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌باب إصلاح المال

‌بَابُ إِصْلَاحِ الْمَالِ

ص: 52

115 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ وَرَّادٍ ، كَاتَبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَنْهَى عَنْ وَأْدِ الْبَنَاتِ ، وَعَنْ عُقُوقِ الْأُمَّهَاتِ ، وَعَنْ مَنْعٍ وَهَاتٍ ، وَعَنْ قِيلَ وَقَالَ ، وَعَنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ ، وَعَنْ إِضَاعَةِ الْمَالِ.

ص: 52

116 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةٍ ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ: عَنْ نَهْيِ النَّبِيِّ ، صلى الله عليه وسلم عَنْ إِضَاعَةِ الْمَالِ ، قَالَ: هُوَ أَنْ يَرْزُقَكَ ، اللَّهُ رِزْقًا حَلَالًا فَتُنْفِقُهُ فِيمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ "

ص: 52

117 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، أَنَّ مُحَمَّدًا ، سُئِلَ عَنِ السَّرَفِ ، قَالَ:«الْإِنْفَاقُ فِي غَيْرِ حَقٍّ»

ص: 52

118 -

أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْهِلَالِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، يَرْوِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ:«يَا أَخَا ثَقِيفٍ ، مَا الْمُرُوءَةُ فِيكُمْ» ؟ قَالَ: إِصْلَاحُ الدِّينِ ، وَإِصْلَاحُ الْمَعِيشَةِ ، وَسَخَاءُ النَّفْسِ ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ. فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ:«كَذَلِكَ هُوَ فِينَا»

ص: 52

119 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَكَرِيَّا الْأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِلْأَحْنَفِ: مَا تَعُدُّونَ الْمُرُوءَةَ فِيكُمْ؟ قَالَ: التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ ، وَإِصْلَاحُ الْمَالِ. فَأَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى يَزِيدَ فَقَالَ: اسْمَعْ مِنْ عَمِّكَ "

ص: 53

120 -

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْمُرُوءَةِ ، فَقَالَ: الْمُرُوءَةُ أَنْ يُكْرِمَ الرَّجُلُ إِخْوَانَهُ ، وَأَنْ يَقْبَلَ فِي دَارِهِ ، وَيَصْطَنِعَ لِمَالِهِ "

ص: 53

121 -

حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: سَأَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: تَقْوَى اللَّهِ عز وجل وَإِصْلَاحُ الْمَعِيشَةِ

ص: 53

122 -

حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ الْمُرُوءَةِ ، مَا هِيَ؟ فَقَالَ:«الثُّبُوتُ فِي الْمَجْلِسِ ، وَالْغَدَاءُ وَالْعَشَاءُ فِي أَفْنِيَةِ الْبُيُوتِ ، وَإِصْلَاحُ الْمَالِ»

ص: 54

123 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي أَخُو سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِمُعَاوِيَةَ: «الْمُرُوءَةُ إِصْلَاحُ الْمَالِ ، وَلِينُ الْكَتِفِ ، وَالتَّحَبُّبُ إِلَى النَّاسِ»

ص: 54

124 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ شَيْخٍ ، مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ: مُعَاوِيَةُ يَقُولُ: «إِصْلَاحُ مَالٍ فِي يَدَيْكَ ، أَفْضَلُ مِنْ طَلَبِ الْفَضْلِ مِنْ أَيْدِي النَّاسِ ، وَحُسْنُ التَّدْبِيرِ مَعَ الْكَفَافِ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْكَثِيرِ»

ص: 54

125 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «أَيُّهَا النَّاسُ ، أَصْلِحُوا أَمْوَالَكُمُ الَّتِي رِزْقَكُمُ اللَّهُ عز وجل فَإِنَّ إِقْلَالًا فِي رِفْقٍ ، خَيْرٌ مِنْ إِكْثَارٍ فِي خَرَقٍ»

ص: 54

126 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ عَامِلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَقَدِمَ عَلَيْنَا طَعَامٌ مِنْ مِصْرَ فِي الْبَحْرِ ، فَأَدْخَلْنَاهُ الْبُيُوتَ مِنَ السَّفَرِ ، فَأَتَى عُمَرُ ، فَرَأَى طَعَامًا مَنْثُورًا فِي الطَّرِيقِ ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَجْمَعُهُ بِيَدِهِ وَيَزْحَفُ ، فَيَجْعَلُهُ فِي ثَوْبِهِ ، وَقَالَ:«لَا أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ مِثْلَ هَذَا»

ص: 55

127 -

حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي عَبْسٍ ، قَالَ: دَخَلَ أُحَيْحَةُ بْنُ الْجُلَاحِ حَدِيقَتَهُ الرَّوْزَاءَ ، فَهَبَطَ بِهِ نِسْوَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ ، وَأَنْزَلْنَ بِهِ حَاجَاتِهِنَّ ، فَقَالَ: ادْخُلُوا ، فَدَخَلْنَ ، فَبَيْنَا هُوَ يَمْشِي فِي حَدِيقَتِهِ إِذْ نَظَرَ إِلَى تَمَرَة فأخذها، ثُمَّ إِلَى أُخْرَى فَأَخَذَهَا، فَجَعَلَ يَلْقُطُ التَّمْرَ كَذَلِكَ، حَتَّى جَمَعَ تَمَرَاتٍ ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَلَا تَرَيْنَ إِلَى مَا يَصْنَعُ؟ مَا لَكُنَّ

⦗ص: 56⦘

عِنْدَهُ خَيْرٌ بَعْدَ هَذَا ، فَارْجِعْنَ. فَسَمِعَ قَوْلَهَا ، فَقَالَ: " التَّمْرَةُ إِلَى التَّمْرَةِ تَمْرٌ ، وَالذَّوْدُ إِلَى الذَّوْدِ إِبِلٌ ، فَذَهَبَ مَثَلًا ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ:

[البحر البسيط]

وَلَنْ أَزَالَ عَلَى الزَّوْرَاءِ أَعْمُرُهَا

إِنَّ الْحَبِيبَ إِلَى الْإِخْوَانِ ذُو مَالٍ

اسْتَغْنِ أَوْ مُتْ وَلَا يَغْرُرْكَ ذُو نَشَبٍ

مِنِ ابْنِ عَمٍّ وَلَا عَمٍّ وَلَا خَالٍ

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَزَادَنِي غَيْرُ عَبَّاسٍ:

وَوَلَّيْتَ نَفْسَكَ كَإِصْلَاحِ الَّذِي مَلَكَتْ

بِذَاكَ مَا عِشْتَ إِنَّ الْمَالَ بِالْمَوَالِي

128 -

وَبَلَغَنِي مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ الْعَبَّاسِ أَنَّ أُحَيْحَةَ كَانَ يَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ فِي أَمْوَالِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا كُرَمَاءَ عَلَى عَشِيرَتِكُمْ ، مَا دَامُوا يَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ مُسْتَغْنُونَ

ص: 55

129 -

حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ تَمِيمٍ ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ، يُكْنَى أَبَا تَمِيمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ بِسُوقِ عُكَاظٍ بَاعَ حِمْلًا فَوَزَنَ ثَمَنَهُ ، فَنَقَصَ حَبَّتَيْنِ ، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهُ ، وَقَالَ:«الذَّوْدُ إِلَى الذَّوْدِ إِبِلٌ»

ص: 56

130 -

حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ ، قَالَ: قُطِعَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ فَقِيلَ لَهُ: عَلَيْكَ بِحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، فَأَتَى وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَذَكَرَ لَهُ حَاجَتَهُ ، فَقَامَ مَعَهُ ، فَانْطَلَقَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَمَرَّ بِقِطْعَةِ كِسَاءٍ ، أَوْ خِرْقَةٍ مَطْرُوحَةٍ فِي كِسَاءٍ ، فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ فَنَفَضَهَا ثُمَّ تَعَلَّقَهَا بِيَدِهِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ فِي نَفْسِهِ: وَمَا أَرَى عِنْدَ هَذَا خَيْرًا؟ فَلَمَّا دَخَلَ دَارَهُ ، رَأَى غِلْمَانًا لَهُ يُعَالِجُونَ، يَعْمَلُونَ أَجِلَّةَ الْإِبِلِ ، فَرَمَى بِهَا إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ: اسْتَعِينُوا بِهَذِهِ فِي بَعْضِ مَا تُعَالِجُونَ ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِرَاحِلَةٍ مُقَتَّبَةٍ ، مُحَقَّبَةٍ ، وَأَحْسِبُهُ ذَكَرَ زَادًا

ص: 56

131 -

وَبَلَغَنِي أَنَّ قَوْمًا أَتَوْا قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، فَسَأَلُوهُ حَمَالَةً ، فَرَأَوْهُ

⦗ص: 57⦘

فِي حَائِطٍ لَهُ يَلْتَقِطُ التَّمْرَ وَالْحَشَفَ ، وَيُمَيِّزُ كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى حِدَهْ ، فَقَالُوا: مَا عِنْدَ هَذَا خَيْرٌ ، ثُمَّ كَلَّمُوهُ ، فَقَضَى حَاجَتَهُمْ ، فَقَالُوا: مَا أَبْعَدَ هَذَا مِنْ فِعْلِكَ الْأَوَّلِ؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا أُعْطِيكُمْ مِنْ هَذَا الَّذِي أَجْمَعُ»

ص: 56

132 -

قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَائِطًا ، فَإِذَا هُوَ مُؤْتَزِرٌ وَبِيَدِهِ الْمِسْحَاةُ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فِي نَخْلِهِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ ، قَالَ: فَقُلْتُ: أَمَا عِنْدَكَ مَنْ يَكْفِيكَ هَذَا؟ قَالَ: " إِنَّهُ لَابُدَّ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ ثَلَاثٍ: فِقْهٌ فِي دِينِهِ ، وَتَدْبِيرٌ فِي مَعِيشَتِهِ ، وَمَعَاشِرٌ لِلنَّاسِ بِالْمَعْرُوفِ "

ص: 57

133 -

حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ ، أَنَّ عَامِلًا لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، كَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي اسْتَخْرَجْتُ لَكَ عَيْنًا خَرَّارَةً فِي أَرْضٍ خَوَّارَةٍ ، يَفْجُرُ أَنْفَ الْفَارَةِ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ:" أَمَّا بَعْدُ: بَلَغَنِي كِتَابُكَ ، وَفَهِمْتُ مَا كَتَبْتَ ، فَانْظُرْ إِلَى أَرْضٍ عَلَا فِيهَا الْمَاءُ فَاغْرِسْ فِيهَا النَّخْلَ وَحَضِّرْهَا بِالْبَقْلِ ، وَأَلْصِقْ بِالْكُرَّاثِ بُقُولًا ، اجْعَلِ الْكُرَّاثَ أَكْثَرَهُ ، فَإِنَّهُ أَبْقَى الْبَقْلِ ، وَابْنِ لِي فِيهَا مِنْ بِنَاءِ أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَضَعِ الدِّرْهَمَ عَلَى الدِّرْهَمِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَكُونُ مَالًا "

ص: 57

134 -

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ شَيْخٍ ، مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ: قَعَدَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْ حَائِطٍ لَهُ فِيهِ زَيْتُونٌ ، وَمَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ حَبَّانَ ، وَهُوَ يُكَلِّمُهُ إِذْ سَمِعَ هِشَامٌ نَفْظَ الزَّيْتُونِ ، فَقَالَ هِشَامٌ لِرَجُلٍ: انْطَلِقْ إِلَيْهِمْ فَقُلْ لَهُمُ الْتَقِطُوهُ لَقْطًا ، وَلَا تَنْفِظُوهُ نَفْظًا ، فَتُفْقَأَ عُيُونُهُ ، وَتُكْسَرَ غُصُونُهُ "

ص: 57

135 -

وَكَانَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي غَيْرِ حَدِيثِ الْحَارِثِ يَقُولُ: ثَلَاثٌ لَا تُصَغِّرُ الشَّرِيفَ: تَعَاهُدُ الضَّيْعَةِ ، وَإِصْلَاحُ الْمَعِيشَةِ ، وَطَلَبُ الْحَقِّ وَإِنْ قَلَّ

ص: 57

136 -

حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ شَيْخٍ ، لَهُ ، أَنَّ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ ، قَالَ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ أَصْلِحُوا الْمَالَ ، لِجَفْوَةِ السُّلْطَانِ ، وَشُؤْمِ الزَّمَانِ

ص: 57

137 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ شَيْخٍ ، مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنْ يَكُنِ الْأُمَوِيُّ مُصْلِحًا لِمَالِهِ ، حَلِيمًا ، لَمْ يُشِنْهُ مَنْ هُوَ مِنْهُ

ص: 57

138 -

وَبِهِ عَنْ شَيْخٍ ، مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ: دَخَلَ عَلَى الْأَحْنَفِ وَهُوَ يَجُرُّ يَدَ شَاةٍ فَقَالَ: مَا هَذَا مِنْ عَمَلِ السَّيِّدِ فَقَالَ الْأَحْنَفُ: إِنَّ لَهَا رَبًّا صَبُورًا عَلَى الْقِرَى وَلَيْسَ الْقِرَى فِي نَفْسِ جَحْشِ بهيز

ص: 57

139 -

وَفِي غَيْرِ حَدِيثِ ابْنِ الْحَارِثِ: رُئِيَ لَقِيطُ بْنُ زُرَارَةَ يَعْصِبُ رِجْلًا

⦗ص: 58⦘

فَقِيلَ: تَفْعَلْ هَذَا؟ فَقَالَ: نَفْعَلُهُ حَتَّى تَصِيرَ شَاةً ، فَيَجِيءُ الْفَاحِشُ فَنَسُدُّ بِهَا فَاهُ

ص: 57

140 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ ، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ إِلَى الْحُسَيْنِ رضي الله عنهما يَعِيبُ عَلَيْهِ إِعْطَاءَ الشُّعَرَاءِ ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ: إِنَّ خَيْرَ الْمَالِ مَا وُقِيَ بِهِ الْعِرْضُ

ص: 58

141 -

حَدَّثَنَا ابْنُ خِدَاشٍ ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رضي الله عنها أَنَّهَا سُئِلَتْ: مَا كَانَ يَعْمَلُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: يَخِيطُ ثَوْبَهُ ، وَيَخْصِفُ رِجْلَهُ ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ

ص: 58

142 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ الْعَتَكِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ إِذَا رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: يَخْزُنُ شَيْئًا ، يَصْنَعُ شَيْئًا

ص: 58

143 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُتَعَالِ بْنُ طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: يُعِدُّ لِلنَّاسِ خُيُوطًا وَخِرَقًا فَإِذَا أُعْطِيَ الرَّجُلُ عَطَاءَهُ فِي يَدِهِ ، أَعْطَاهُ خِرْقَةً وَخَيْطًا ، وَقَالَ: ارْبِطْ دِرْهَمَكَ ، وَأَصْلِحْ مُوَيْلَكَ ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي كَمْ يَدُومُ لَكَ هَذَا فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ يُقَادُ فَأَعْطَاهُ ، فَكَأَنَّهُ اسْتَقَلَّهُ ، فَقَالَ عُمَرُ لِقَائِدِهِ: أُخْرُجْ بِهِ. فَخَرَجَ فَفَرَشَهَا ثُمَّ دَعَاهُ ، فَقَالَ: خُذْهَا كُلَّهَا ، فَجَمَعَهَا وَخَرَجَ فَرِحًا

ص: 58

144 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أَيُّهَا النَّاسُ ، أَصْلِحُوا أَمْوَالَكُمُ الَّتِي رِزْقَكُمُ اللَّهُ عز وجل فَإِنَّ إِقْلَالًا فِي رِفْقٍ ، خَيْرٌ مِنْ إِكْثَارٍ فِي خَرَقٍ

ص: 58

145 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ،

⦗ص: 59⦘

عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَيُّهَا النَّاسُ ، أَصْلِحُوا مَعَايِشَكُمْ؛ فَإِنَّ فِيهَا صَلَاحًا لَكُمْ ، وَصِلَةً لِغَيْرِكُمْ

ص: 58

146 -

أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ شَيْخٍ ، مِنْ طَيِّئٍ ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ ، قَالَ لِوَهْبِ بْنِ أَسْوَدَ الثَّقَفِيِّ: مَا الْمُرُوءَةُ فِيكُمْ؟ . قَالَ: الْعَفَافُ ، وَإِصْلَاحُ الْمَالِ. فَقَالَ مَرْوَانُ: عَلَيَّ بِعَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَلَمَّا أَتَيَا. قَالَ: اسْمَعَا مَا يَقُولُ عَمُّكُمَا؟ قَالَ: فَمَا السُّؤْدُدُ فِيكُمْ؟ قَالَ: الْحِلْمُ وَالنَّوَالُ. قَالَ: أَيْ بَنِيَّ اسْمَعُوا

ص: 59

147 -

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ شَيْخٍ ، مِنْ قُرَيْشِ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ، لَمَّا وَلِيَ ، مَرَّ فَرَأَى عَنْزًا جَرْبَاءَ فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ الْعَنْزُ؟ قِيلَ: لِلْأَمِيرِ. فَوَقَفَ فَدَعَا بِقَطِرَانٍ ، فَقِيلَ تُكْفَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: مَا أَغْنَى إِذًا قَوْلُ وَهْبٍ مِنَّا

ص: 59

148 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نَضْرِ بْنِ بَحْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَوْلَى لَهُمْ ، قَالَ: وَلَّانِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، أَمْوَالَهُ بِالْحِجَازِ ، فَلَمَّا وَدَّعْتُهُ ، قَالَ: يَا سَعِيدُ ، تَعَاهَدْ صَغِيرَ مَالِي يَكْبُرْ ، وَلَا تَخَفْ كَبِيرَةً فَتَصْغُرْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يَشْغَلُنِي كَثِيرُ مَا عِنْدِي عَنْ إِصْلَاحِ قَلِيلِ مَالِي ، وَلَا يَمْنَعُنِي قَلِيلُ مَا فِي يَدِي عَنْ كَبِيرِ مَا يَنُوبُنِي. قَالَ: فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، فَحَدَّثْتُ بِهَذَا رِجَالَاتِ قُرَيْشٍ فَفَرَّقُوا بِهِ الْكُتُبَ إِلَى الْوُكَلَاءِ

ص: 59

149 -

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ شَيْخٍ ، مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ: قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: إِصْلَاحُ الْمَعِيشَةِ ، وَاحْتِمَالُ الْجَرِيرَةِ

ص: 59

150 -

قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ: إِنَّا نَعُدُّ الْحِلْمَ ، وَإِعْطَاءَ الْمَالِ سُؤْدُدًا ، وَنَعُدَّ الْقِيَامَ عَلَى الْمَالِ ، وَإِصْلَاحِهِ مُرُوءَةً

ص: 59

151 -

حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي ، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادِي»

ص: 59

152 -

حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ الْعَتَكِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ ، يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي لَا يَكَادُ أَنْ يَدَعَهُ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّي ، وَانْقِطَاعِ عُمْرِي ، وَقُرْبِ أَجَلِي»

ص: 60

153 -

حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: يُقَالُ: إِصْلَاحُ الْمَالِ أَحَدُ الْكَاسِبِينَ

ص: 60

154 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ إِذَا أَصَابَ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ ، أَمَرَ بِذَبْحِهَا ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى جِلْدِهَا ثُمَّ جَعَلَهُ جِرَابًا ، وَعَمَدَ إِلَى شَعْرِهَا فَجَعَلَهُ رَسَنًا ، وَإِلَى لَحْمِهَا فَقَدَّدَهُ ، فَيِسْتَمْتِعُ بِالْجِرَابِ ، وَيَنْظُرُ إِلَى رَجُلٍ لَهُ فَرَسٌ ، قَدْ ضَلَعَ بِهِ فَيُعْطِيَهُ الرَّسَنَ ، وَيَأْكُلُ مِنَ الْقَدِيدِ فِي الْأَيَّامِ ، فَإِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ ، قَالَ: أَسْتَغْنِ بِهِ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَنْشَرَهُ ثُمَّ أَحْتَاجُ إِلَى سِوَايَ "

ص: 60

155 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيِّ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: " عَلَيْكُمْ بِالْجِمَالِ ، وَاسْتِصْلَاحِ الْمَالِ ، وَإِيَّاكُمْ وَقَوْلَ أَحَدِكُمْ: لَا أُبَالِي "

ص: 60

156 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَتِ: اكْسُنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: «مَا هَذَا؟ فَإِنِّي كَسَوْتُكُنَّ» فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عَلَيَّ ثَوْبٌ يُوَارِينِي. قَالَ: فَدَخَلَ خِزَانَتَهُ ، ثُمَّ أَخْرَجَ دِرْعًا أَبْيَضَ ، قَدْ خُيِّطَ وَجُيِّبَ ، فَأَلْقَاهُ عَلَيْهَا فَقَالَ:«هَا فَالْبَسِي هَذَا ، وَانْظُرِي خَلِقَكِ وَارْقِعِيهِ وَخَيِّطِيهِ وَالْبِسِيهِ عَلَى بُرْمَتِكِ وَعَمَلِكِ ، فَإِنَّهُ لَا جَدِيدَ لِمَنْ لَا خَلِقَ لَهُ»

ص: 60

157 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَرْمٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ جُهَيْنَةَ قَالَ: بَعَثَنِي أَبِي خِلَافَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِنُجْدٍ لِأَبِيعَهُنَّ بِالْمَدِينَةِ ، فَلَمَّا كُنْتُ قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ عَامِدٍ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَدْ مَالَ حِمْلُ حِمَارِي فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَعِنِّي عَلَى حِمْلِ حِمَارِي حَتَّى أَعْدِلَهُ. قَالَ: نَعَمْ يَا بُنَيَّ. فَقَامَ مَعِيَ حَتَّى أَعْدَلَهُ ، فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ الْجُهَنِيُّ ، فَقَالَ: إِذَا أَتَيْتَ أَبَاكَ ، فَقُلْ إِنَّ عُمَرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ: إِيَّاكَ وَذَبْحَ كَثْرَةِ الحذابَةِ الْعَقُودِ خَيْرٌ مِنَ المحه الحذا قُلْتُ مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: «عُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ»

ص: 61

159 -

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ شَيْخٍ ، مِنْ قُرَيْشٍ ، كَانَ يُقَالُ: الْإِفْلَاسُ: سُوءُ التَّدْبِيرِ

160 -

وَكَانَ يُقَالُ: تَقْدِيرُ الْمَعَاشِ مِنَ الْكَمَالِ ، وَالْحِفْظُ لِلْمَالِ فِي غَيْرِ بُخْلٍ مِنْ لَطِيفِ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

ص: 61

161 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ الْعَتَكِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عَلِيٍّ النُّمَيْرِيُّ ، قَالَ حَدَّثَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا ، بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، يَتِيمٌ ، فَمُرْ لِي بِبَعْضِ مَا تَقْسِمُ ، فَأَعْرَضَ عَنِّي ، ثُمَّ إِنَّى طَعَنْتُ فِي جَنْبِهِ ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، يَتِيمٌ ، فَمُرْ لِي بِبَعْضِ مَا تَقْسِمُ. قَالَ: ثُمَّ كَانَتِ الثَّالِثَةُ ، فَطَعَنْتُ فِي جَنْبِهِ ، فَقَالَ: هَا؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، يَتِيمٌ فَمُرْ لِي بِبَعْضِ مَا تَقْسِمُ. فَقَالَ: يَا يَرْفَأُ ، عُدَّ لَهُ

⦗ص: 62⦘

سَبْعَمِائَةٍ. فَأَعْطَانِي سِتَّمِائَةِ دِرْهَمٍ ، فَنَظَرْتُ فِيهَا فَعَدَدْتُهَا ، فَإِذَا سِتُّمِائَةٍ ، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ حَيْثُ كُنْتُ ، فَطَعَنْتُ فِي جَنْبِهِ ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَمَرْتَ لِي بِسَبْعِمِائَةٍ وَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَمْ يَزِدْنِي عَلَى سِتِّمِائَةٍ. قَالَ: كَذَبْتَ ، كَذَبْتَ. فَقُلْتُ وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُكَ. قَالَ: يَا يَرْفَأُ ، كَمْ أَعْطَيْتَ هَذَا؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطَيْتُهُ سِتِّمِائَةٍ ، قَالَ: اذْهَبْ وَزِدْهُ مِائَةً ، وَاكْسُهُ بُرْدَيْنِ. قَالَ: فَزَادَنِي مِائَةً ، وَزَادَنِي بُرْدَيْنِ. قَالَ: فَأْتَزَرْتُ بِأَحَدِهِمَا وَارْتَدَيْتُ بِالْآخَرِ ، وَجَعَلْتُ الْمَالَ فِي رِدَائِي ، قَالَ: وَأَخَذْتُ بُرْدَيَّ وَلَفَفْتُ أَحَدَهُمَا بَالْآخَرِ ثُمَّ رَمَيْتُ بِهِمَا إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ أَسْعَى. فَقَالَ: عَلَيَّ بِالْغُلَامِ. قَالَ: وَسَعَيْتُ وَسَعَوْا خَلْفِي ، يَا غُلَامُ خُذْهُ قُلْتُ: أَدْرَكَتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَفْسٌ فِيمَا أَعْطَانِي ، قَالَ: أَدْرَكَنِي وَاللَّهِ فَجِئْتُهُ ، فَوَجَدْتُ الْبُرْدَيْنِ بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ ، فَقَالَ: دُونَكَ بُرْدَيْكَ ، فَهَذَانِ لِعَمَلِكَ وَلِسُوقِكَ وَتَمَخْرُجِكَ ، وَهَذَانِ تَلْبَسَهُمَا فِي أَهْلِكِ وَلِكُتَّابِكَ ، فَإِنَّهُ لَا جَدِيدَ لِمَنْ لَا خَلِقَ لَهُ "

ص: 61