المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب القصد في اللباس - إصلاح المال

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌باب القصد في اللباس

‌بَابُ الْقَصْدِ فِي اللِّبَاسِ

ص: 109

379 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا عَائِشَةُ إِنْ أَرَدْتِ اللُّحُوقَ بِي ، فَلْيَكْفِكِ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ ، وَإِيَّاكِ وَمَجَالِسَ الْأَغْنِيَاءِ ، وَلَا تَسْتَخْلِقِي ثَوْبًا حَتَّى تُرَقِّعِيهِ»

ص: 109

380 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ الْأَزْهَرِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه لِعُمَرَ: إِنْ أَرَدْتَ اللُّحُوقَ بِصَاحِبَيْكَ ، فَاقْصُرِ الْأَمَلَ ، وَكُلْ دُونَ الشِّبَعِ ، وَانْكُسِ الْإِزَارَ ، وَاخْصُفِ النَّعْلَ ، تَلْحَقْ بِهِمَا "

ص: 109

381 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ:«رَأَيْتُ بَيْنَ كَتِفَيَّ عُمَرَ أَرْبَعَ رِقَاعٍ»

ص: 109

382 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَرَجَ إِلَى السُّوقِ ، وَبِيَدِهِ دِرَّةٌ ، وَعَلَيْهِ إِزَارٌ فِيهِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رُقْعَةً ، بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ

ص: 109

383 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ قُطْبَةُ ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ ، يَقُولُ حَدَّثَنِي نَافِعٌ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ ، وَعَلَيْهِ إِزَارٌ فِيهِ ثَلَاثَ

⦗ص: 110⦘

عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ ، وَإِنَّ مِنْهَا مَا قَدْ خَيَّطَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ ، إِذَا قَعَدَ ثُمَّ قَامَ انْتَخَلَ مِنْهُ التُّرَابُ

ص: 109

384 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَسَدٌ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، قَالَ: لَقَدْ رُؤِيَ عُمَرُ رضي الله عنه وَإِنَّ وَرَاهُ مَرْقُوعٌ ، مِنْ قِبَلِ مَقْعَدِهِ بِقِطْعَةِ جِرَابٍ

ص: 110

385 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَجُوزٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ: زَوَّجَ أَبُو مُوسَى بَعْضَ بَنِيهِ ، فَأَوْلَمَ عَلَيْهِ ، فَدَعَى نَاسًا ، فَإِنِّي لَفِي الدَّارِ إِذْ قِيلَ: جَاءَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلِيٌّ رضي الله عنه فِي نَاسٍ وَبِيَدِهِ دُرَّةٌ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ لَيْسَ لَهُ جُرْبَانِ

ص: 110

386 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنِي هُشَيْمٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ ، أَنَّ عَلِيًّا ، رضي الله عنه أَتَى السُّوقَ فَقَالَ:«مَنْ عِنْدَهُ قَمِيصٌ خَشِنٌ ، بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ؟» فَقَالَ رَجُلٌ: عِنْدِي. فَقَالَ: «هَلُمَّ» . فَجَاءَهُ بِهِ فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ عَلِيٌّ: «ثَمَنُهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَا؟» . فَقَالَ: لَا. قَالَ: فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا هُوَ يَحِلُّ رِبَاطًا مِنْ كُمِّهِ ، فِيهِ نَفَقَةٌ لَهُ ، قَالَ فَلَبِسَهُ فَإِذَا هُوَ يَفْضُلُ عَنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ. فَقَالَ:«اقْطَعُوا مَا فَضَلَ عَنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِي ثُمَّ حُصُّوهُ»

ص: 110

387 -

حَدَّثَنِي سُرَيْجٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: " رَأَيْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه كُمُّهُ إِلَى الرُّصْغِ

ص: 110

388 -

حَدَّثَنِي سُرَيْجٌ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّارِ ، عَنْ أُمِّ عَفِيفٍ ، قَالَتْ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه مُؤْتَزِرًا بِبُرْدٍ أَحْمَرَ مِنْ بُرُودِ الْحَمَّالِينَ فِيهِ رُقْعَةٌ بَيْضَاءُ

ص: 110

389 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّارِ ، عَنْ أُمِّ مُوسَى خَادِمٌ كَانَتْ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَتْ

⦗ص: 111⦘

: مَا رَأَيْتُ عَلِيًّا لَابِسًا قَمِيصًا قَطُّ أَلْيَنَ مِنْ دُورْمَانِيَّ ، حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا ، قُلْتُ: مَا كَانَ لِبْسُهُ؟ . قَالَتْ: الْكَرَابِيسُ السِّنْبِلَّانِيَّةُ

ص: 110

390 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ: دَارَ فُرَاتٌ بِالْكُوفَةِ قَالَ: فَقَامَ عَلِيٌّ رضي الله عنه فَقَالَ: أَرِنِي هَذَا الْقَمِيصَ. قَالَ: فَلَبِسَهُ ، ثُمَّ قَالَ: بِكَمْ هَذَا؟ قُلْنَا: بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَمَدَّ يَدَهُ ، فَإِذَا الْقَمِيصُ يَفْضُلُ عَنْ أَصَابِعِهِ. فَقَالَ: اقْطَعْهُ بِحَدِّ أَصَابِعِي ، ثُمَّ قَالَ: حِصِّهِ. قَالَ: أَكُفُّهُ؟ . قَالَ: نَعَمْ إِنْ كَانَ الْحَوْصُ كَفَأً فَكُفَّهُ. ثُمَّ رَفَعَ قَمِيصَهُ ، فَأَخْرَجَ مِنْ حُجْرَتِهِ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ ، ثُمَّ أَدْبَرَ وَهُوَ يَقُولُ:«حَسْبُكَ مَا بَلَّغَكَ الْمَحِلَّ. وَكَانَ كَرَابِيسَ»

ص: 111

391 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنْ عُمَيْرٍ ، قَالَ:«رَأَيْتُ قَمِيصَ عَلِيٍّ رضي الله عنه الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ ، فَإِذَا هُوَ كَرَابِيسُ سِنْبِلَّانِيُّ ، وَرَأَيْتُ فِيهِ أَثَرَ دَمِهِ كَهَيْئَةِ الدُّرْدِيِّ»

ص: 111

392 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ:«كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه يَشْتَرِي الْقَمِيصَ بِدِرْهَمَيْنِ ، وَيَشْتَرِي الدِّرْعَ بِأَلْفَيْنِ»

ص: 111

393 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، رضي الله عنه أَنَّهُ عُوتِبَ فِي لَبُوسِهِ ، فَقَالَ:«إِنَّ لَبُوسِيَ هَذَا أَبْعَدُ مِنَ الْكِبْرِ ، وَأَجْدَرُ أَنْ يَقْتَدِيَ بِيَ الْمُسْلِمُ»

ص: 111

394 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ ، أَنَّ عَلِيًّا ، رضي الله عنه رُئِيَ عَلَيْهِ إِزَارٌ مَرْقُوعٌ ، فَعُوتِبَ فِي لَبُوسِهِ ، فَقَالَ:«يَقْتَدِي بِهِ الْمُؤْمِنُ ، وَيَخْشَعُ لَهُ الْقَلْبُ»

ص: 111

395 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَيْدٍ ، قَالَ

⦗ص: 112⦘

: مَرَّ جَدِّي عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وَعَلَيْهِ بُرْدَةٌ فَقَالَ: بِكَمِ ابْتَعْتَ بُرْدَكَ هَذَا؟ قَالَ: بِسِتِّينَ دِرْهَمًا. قَالَ: كَمْ مَالُكَ؟ . قَالَ: أَلْفُ دِرْهَمٍ. قَالَ فَقَامَ إِلَيْهِ بِالدُّرَّةِ ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ وَيَقُولُ: رَأْسُ مَالِكَ أَلْفُ دِرْهَمٍ ، وَتَبْتَاعُ ثَوْبًا بِسِتِّينَ دِرْهَمًا؟ رَأْسُ مَالِكَ أَلْفُ دِرْهَمٍ ، وَتَبْتَاعُ ثَوْبًا بِسِتِّينَ دِرْهَمًا؟

ص: 111

396 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ ، حَدَّثَنَا سَلَامَةُ بْنُ صُبَيْحٍ ، قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: " مَا كَذَبْتُ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً ، فَإِنَّ عُمَرَ نَظَرَ إِلَيَّ مَرَّةً ، فَقَالَ: بِكَمْ أَخَذْتَ هَذَا الثَّوْبَ؟ فَأَلْقَيْتُ ثُلُثَيْ ثَمَنَهُ. فَقَالَ: إِنَّ رِدَاءَكَ هَذَا لَحَسَنٌ لَوْلَا كَثِيرُ ثَمَنِهِ "

ص: 112

397 -

حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ:«رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ إِزَارٌ ثَمَنُ أَرْبَعَةٍ ، وَقَمِيصٌ ثَمَنُ خَمْسَةٍ وَهُوَ مُوسِرٌ»

ص: 112

398 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، رَضِيعِ عَائِشَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهَا فَرَأَيْتُهَا تَخِيطُ نُقْبَةً لَهَا ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَلَيْسَ قَدْ وَسَّعَ اللَّهُ عز وجل عَلَيْكِ؟ . قَالَتْ:«لَا جَدِيدَ لِمَنْ لَا يَلْبَسُ الْخَلِقَ»

ص: 112

399 -

حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها وَهِيَ تَخِيطُ مِعْطَفًا لَهَا ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ حَدَّثْتُ النَّاسَ بِهَذَا عَدُّوهُ بُخْلًا. قَالَتْ: «امْضِ لِشَأْنِكِ ، فَإِنَّهُ لَا جَدِيدَ لِمَنْ لَا خَلِقَ لَهُ»

ص: 112

400 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «إِنَّهُ لَا جَدِيدَ لِمَنْ لَا خَلِقَ لَهُ»

ص: 112

401 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ: أَتَى عُمَرَ رضي الله عنه ابْنٌ لَهُ. فَقَالَ: اكْسُنِي إِزَارًا وَكَانَ إِزَارُهُ قَدْ وَلِيَ. فَقَالَ: اذْهَبْ فَاقْطَعْهُ ، ثُمَّ صِلْهُ ، فَإِنَّهُ سَيَكْفِيكَ ، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي أَرَى سَتَجْعَلُونَ مَا رَزَقَكُمُ اللَّهُ عز وجل فِي بُطُونِكُمْ ، وَعَلَى جُلُودِكُمْ وَتَتْرُكُونَ أَرَامِلَكُمْ ، وَيَتَامَاكُمْ ، وَمَسَاكِينِكُمْ "

ص: 113

402 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: لَا تَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ مَا يَشْتَهِرُكَ الْفُقَهَاءُ وَيَزْدَرِيكَ بِهِ السُّفَهَاءُ

ص: 113

404 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ ، قَالَ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ عَلَى ابْنِهِ ثَوْبًا قَبِيحًا دُونًا. فَقَالَ: «لَا تَلْبِسْ هَذَا ، فَإِنَّ هَذَا ثَوْبُ شُهْرَةٍ»

ص: 113

405 -

حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ ، قَالَ: لَقِيَ عَالِمٌ عَالِمًا هُوَ فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ. فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ ، أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا اللِّبَاسِ الَّذِي لَا إِسْرَافَ فِيهِ ، مَا هُوَ؟ قَالَ: هُوَ مَا يَسْتُرُ عَوْرَتَكَ ، وَأَدْفَأَكَ مِنَ الْبَرْدِ "

ص: 113

406 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعِجْلِيُّ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ ، قَالَ: دَخَلَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَعُودُهُ ، فَقَالَ لِأُخْتِهِ فَاطِمَةَ

⦗ص: 114⦘

: إِنِّي أَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَصْبَحَ بَارِيًا ، فَلَوْ غَيَّرْتُمْ ثِيَابَهُ ، فَسَكَتَتْ عَنْهُ ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهَا. فَقَالَتْ:«وَاللَّهِ مَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَمِيصٌ غَيْرُهُ»

ص: 113

407 -

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِجُلَسَائِهِ: «رَأَيْتُمُونِي أَخَّرْتُ الصَّلَاةَ إِنَّمَا ذَاكَ ثِيَابِي غُسِلَتْ ، فَانْتَظَرْتُ جُفُوفَهَا»

ص: 114

408 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ ، يَقُولُ:«أَبْغَضُ ثِيَابِي إِلَيَّ مَا خَدَمْتُهُ»

ص: 114

409 -

حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَرَاسَةَ ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ ، يَقُولُ:«أَنْفَعُ ثِيَابِكَ لَكَ أَهْوَنُهَا عَلَيْكَ»

ص: 114

410 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْآدَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصَبِيِّ ، قَالَ:«ثَوْبَانِ مِنْ صِنْفٍ وَاحِدٍ إِسْرَافٌ»

ص: 114

411 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَدَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ التَّنُوخِيِّ ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أَنْشُدُ بِاللَّهِ ، لَا يَعْلَمُ رَجُلٌ مِنِّي عَيْبًا إِلَّا عَابَهُ ". فَقَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيكَ عَيْبَانِ. قَالَ: مَا هُمَا؟ . قَالَ: تُذِيلُ بَيْنَ الْبُرْدَيْنِ ، وَتَجْمَعُ بَيْنَ الْأُدُمَيْنِ ، وَلَا يَسَعُ ذَاكَ النَّاسَ قَالَ: فَمَا أَذَالَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ ، وَلَا جَمَعَ بَيْنَ أُدْمَيْنِ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ

ص: 114

412 -

حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْقَارِيءَ إِذَا كَانَ لَبَّاسًا ، وَرَكَّابًا ، خَارِجًا ، وَلَّاجًا "

ص: 114

413 -

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ شَيْخٍ ، مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ: أَذِنَ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ ، شَدِيدِ الْحَرِّ لِلنَّاسِ فَدُخِلَ عَلَيْهِ ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ خَلِقٌ مَرْقُوعُ الْجَيْبِ ، فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ وَيَعْجَبُونَ فَفَطِنَ لَهُمْ ، فَتَمَثَّلَ شَعَرَ ابْنِ هَرْمَةَ:

هَزِئَتْ أُمَامَةُ إِذْ رَأَتْنِي مُخْلَقًا

ثَكِلَتْكِ أُمُّكِ إِنَّ ذَاكَ يَرُوعُ

⦗ص: 115⦘

أَمَّا تَرَيْنِي شَاحِبًا مُتَبَذِّلًا

وَالسَّيْفُ يَخْلَقُ جَفْنُهُ فَيَضِيعُ

قَدْ يُدْرِكُ الشَّرَفَ الْفَتَى وَرِدَاؤُهُ

خَلِقٌ وَجَيْبُ قَمِيصِهِ مَرْقُوعُ

وَيَنَالُ حَاجَتَهُ الَّتِي يَسْمُو لَهَا

وَيَضِيعُ دِينُ الْمَرْءِ وَهُوَ صَنِيعُ

414 -

قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ رُبَّمَا تَمَثَّلَ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ:

[البحر الكامل]

أُخَيَّ إِنَّ الْحَادِثَانِ عَنْ

كُثُبٍ فَلَا يُغَرِّرُكَ الْأَدِيمُ

لَا تَجْزَعَنْ مِنْ أَنْ رَأَيْتَ

أَخَاكَ فِي ثَوْبَيْ عَدِيمٍ

إِنْ كُنَّ أَثْوَابِي بَلِينَ

فَإِنَّهُنَّ عَلَى كَرِيمٍ

ص: 114

415 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ شَيْخٍ ، بِمَرْوَ ، قَالَ: كَانَتْ بِمَرْوَ امْرَأَةٌ تَغْزِلُ ثَوْبًا وَتَبِيعُهُ مِنْ وَرَاءِ خُرَّاسَانَ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا قَدِمَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ أَتَتْهُ بِهِ ، فَلَمْ يَشْتَرِهِ ، فَاشْتَرَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَاشْتَرَى قُتَيْبَةُ عَشَرَةَ أَثْوَابٍ بِأَرْبَعِينَ فَلَبِسَ قَمِيصًا مِنْهَا ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ فِي قَمِيصِهِ مِنْ ذَلِكَ الثَّوْبِ ، فَقَالَ قُتَيْبَةُ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ: أَثَوْبِي أَمْ ثَوْبُهُ؟ . قَالَ: إِلَّا أَنْ أَدْنُوَ مِنْكَ فَأَجْمَعُ بَيْنَهُمَا. فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ: مَا دَعَاكَ إِلَى ثَوْبٍ بِأَرْبَعِمِائَةٍ وَمِثْلُهُ بِأَرْبَعِينَ إِلَّا أَنْ يُلْبَسَ؟ "

ص: 115

416 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ شَيْخٍ ، مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ قَبْلَ الْخِلَافَةِ: «لَقَدْ خِفْتُ أَنْ يَعْجَزَ مَا قَسَمَ اللَّهُ عز وجل لِي مِنَ الرِّزْقِ عَنْ كِسْوَتِي ، وَمَا لَبِسْتُ ثَوْبًا قَطُّ فَرَآهُ النَّاسُ عَلَيَّ إِلَّا خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّهُ قَدْ بَلِيَ. فَلَمَّا وَلِيَ خَرَجَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ»

ص: 115

417 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَإِذَا ثِيَابُهُ غَسِيلَةٌ ، فَقَوَّمْتُ كُلَّ شَيْءٍ عَلَيْهِ بِمَا بَيْنَ دِرْهَمَيْنِ ذَكَرَ عِمَامَتَهُ وَغَيْرَهَا. قَالَ رَجُلٌ يُكَلِّمُهُ فَرَفَعَ صَوْتَهُ ، فَقَالَ عُمَرُ: مَهْ تَرْفَعْ صَوْتَكَ؟ بِحَسْبِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ مِنَ الْكَلَامِ مَا يُسْمِعُ صَاحِبَهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " كَانُوا يَكْرَهُونَ رَفْعَ الصَّوْتِ

ص: 115

418 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ ، مِنْ حَرَسِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجُمُعَةَ ، ثُمَّ جَلَسَ ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مَرْقُوعُ الْجَيْبِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ أَعْطَاكَ فَلَوْ لَبِسْتَ. فَنَكَّسَ مَلِيًّا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ:«إِنَّ أَفْضَلَ الْقَصْدِ عِنْدَ الْجِدَةِ ، وَأَفْضَلَ الْعَفْوِ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ»

ص: 116