المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌تفسير المفردات المثوى: مكان الثواء والإقامة، مكنا ليوسف: أي جعلنا له - تفسير المراغي - جـ ١٢

[المراغي، أحمد بن مصطفى]

فهرس الكتاب

- ‌[تتمة سورة هود]

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 6 الى 8]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 9 الى 11]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 12 الى 14]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌افتراء النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن

- ‌ما حوته قصص القرآن

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 15 الى 16]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : آية 17]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 18 الى 24]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 25 الى 27]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 28 الى 31]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 32 الى 34]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : آية 35]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 36 الى 39]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 40 الى 44]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 45 الى 49]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌تتمة لقصة نوح عليه السلام

- ‌هل كان الطوفان عامّا أو خاصا

- ‌حادثة الطوفان

- ‌فى القرآن والتوراة والتاريخ القديم

- ‌عمر نوح عليه السلام

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 50 الى 52]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 53 الى 57]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 58 الى 60]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 61 الى 63]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 64 الى 68]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 69 الى 73]

- ‌تفسير المفردات

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 74 الى 76]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 77 الى 80]

- ‌تفسير المفردات

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 81 الى 83]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 84 الى 86]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 87 الى 90]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 91 الى 95]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 96 الى 99]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 100 الى 102]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 103 الى 109]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 110 الى 111]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 112 الى 113]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 114 الى 115]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 116 الى 119]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة هود (11) : الآيات 120 الى 123]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌بيان بإجمال للمقاصد الدينية التي حوتها هذه السورة

- ‌سورة يوسف عليه السلام

- ‌تقدمة لتفسير سورة يوسف

- ‌يوسف الصديق: مثل كامل فى عفّته

- ‌ما فى قصص يوسف من عبرة

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 1 الى 3]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 4 الى 6]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 7 الى 10]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 11 الى 14]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 15 الى 18]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 19 الى 20]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 21 الى 22]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 23 الى 25]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 26 الى 29]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 30 الى 35]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 36 الى 38]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 39 الى 40]

- ‌المعنى الجملي

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 41 الى 42]

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 43 الى 49]

- ‌تفسير المفردات

- ‌المعنى الجملي

- ‌رؤيا ملك مصر وتأويل يوسف عليه السلام لها

- ‌الإيضاح

- ‌[سورة يوسف (12) : الآيات 50 الى 52]

- ‌طلب الملك ليوسف وتريثه فى الإجابة

- ‌حتى يحقق حادثة النسوة

- ‌الإيضاح

- ‌فهرست أهم المباحث العامة التي فى هذا الجزء

الفصل: ‌ ‌تفسير المفردات المثوى: مكان الثواء والإقامة، مكنا ليوسف: أي جعلنا له

‌تفسير المفردات

المثوى: مكان الثواء والإقامة، مكنا ليوسف: أي جعلنا له مكانة رفيعة فى أرض مصر، من تأويل الأحاديث: أي بعض تعبير الرؤيا التي عمدتها رؤيا الملك وصاحبى السجن، وغالب على أمره. أي لا يمنع عما يشاء ولا ينازع فيما يريد، وأشده: هو رشده وكمال قوته باستكمال نموه الجسماني والعقلي حكما أي حكما صحيحا يزن به الأمور بميزان صادق، وعلما بحقائق الأشياء.

‌المعنى الجملي

هاتان الآيتان مبدأ قصص يوسف فى بيت العزيز الذي اشتراه، وفيهما بيان تمكين الله له وتعليمه تأويل الأحاديث وإيتائه حكما وعلما وشهادة من الله له بأنه من زمرة المحسنين.

‌الإيضاح

(وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ) لم يبين الكتاب الكريم اسم الذي اشتراه فى مصر ولا منصبه ولا اسم امرأته، لأن ذلك لا يهم فى العبرة من القصة ولا يزيد فى العظة، ولكن لقبه النسوة فيما يأتى (بالعزيز) وهو اللقب الذي لقب به يوسف بعد أن تولى إدارة الملك فى مصر، والظاهر أنه لقب أكبر وزراء الملك، وفى سفر التكوين أنه كان رئيس الشرط وحامية الملك، وناظر السجون، وأن اسمه فوطيفار وقد تفرس هذا الوزير فيه أصدق الفراسة، إذ وصّى امرأته بإكرام مثواه أي بحسن معاملته فى كل شئونه حتى يكون كواحد منهم ولا يكون كالعبيد والخدم.

وخلاصة ما قال- أحسنى تعهده، وانظري فيما يقتضيه إكرام الضيف على أبلغ وجه وأتمه.

ص: 125

وروى عن عبد الله بن مسعود أنه قال: أفرس الناس ثلاثة: عزيز مصر حين قال لامرأته (أَكْرِمِي مَثْواهُ) والمرأة التي قالت لأبيها (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ) الآية وأبو بكر حين استخلف عمر بن الخطاب رضى الله عنهما.

ثم بين علة إكرامه برجائه فيه وعظيم أمله فى جليل مساعدته فقال:

(عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً) أي علّه أن ينفعنا فى أمورنا الخاصة إذا تدرّب فيها وعرف مواردها ومصادرها أو شئون الدولة العامة لما يلوح عليه من مخايل الذكاء والنجابة، أو نتبناه ونقيمه مقام الولد فيكون قرة عين لنا ووارثا لما لنا ومجدنا، إذا تم رشده ونضج عقله. وفى الآية إيماء إلى شيئين.

(1)

إن العزيز كان عقيما.

(2)

إنه كان صادق الفراسة ثاقب الفكر، فقد استدل من كمال خلقه وخلقه على أن حسن عشرته وكرم وفادته وشرف تربيته مما يكمل استعداده الفطري، فالتجارب دلت على أنه لا يفسد الأخلاق شىء أكثر مما تفسدها البيئة الفاسدة وسوء القدوة (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ) أي وعلى ذلك النحو من التدبير جعلنا ليوسف مكانة عالية فى أرض مصر كان مبدؤها عطف العزيز عليه ورجاءه فيه، فوقع له فى بيته ثم فى السجن من الأحداث ما كان سببا فى اتصاله بساقى الملك ثم بالملك نفسه.

(وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) أي ولنعلمه بعض تعبير الرؤيا، ومعرفة حقائق الأمور، مما ينتهى إلى غاية التمكين لدى الملك، حتى ليقول له:«اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ» ويقول له الملك «إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ» (وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) أي والله غالب على كل أمر يريده، فلا يغلب على شىء منه، بل يقع كما أراد «إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» فما حدث من إخوة يوسف له وما فعله مسترقّوه وبائعوه وما وصّى به الذي اشتراه امرأته من إكرام مثواه، وما وقع له مع هذه المرأة من الأحداث ومن دخوله السجن- قد كان من الأسباب التي أراد الله تعالى له بها التمكين

ص: 126

فى الأرض، ولكن أكثر الناس يأخذون الأمور بظواهرها كما زعم إخوة يوسف أنه لو أبعد يوسف عنهم خلالهم وجه أبيهم وكانوا من بعده قوما صالحين، وقوله: أكثر الناس، إيماء إلى أن الأقل يعلمون ذلك كيعقوب عليه السلام، فإنه يعلم أن الله غالب على أمره، فهاهى ذى أقواله السابقة واللاحقة صريحة فى ذلك، ولكن علمه إجمالي لا تفصيلى، إذ لا يحيط بما تخبئه الأقدار.

وبعد أن بيّن سبحانه أن إخوة يوسف أساءوا إليه وصبر على تلك الشدائد حتى مكن الله له فى أرض مصر، بين هنا أنه آتاه الحكم والعلم حين استكمال سن الشباب وبلوغ الأشد، وأن ذلك جزاء منه سبحانه على إحسانه فى سيرته فقال عز اسمه:

(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً) أي ولما بلغ سن رشده وكمال قوته باستكمال نموه البدني والعقلي، وهبناه حكما صحيحا فيما يعرض له من مهامّ الأمور، ومشكلات الحوادث، مقرونا بالحق والصواب، وعلما لدنيا وفكر يا بما ينبغى أن تسير عليه الأمور.

وقدر الأطباء هذه السن بخمس وعشرين سنة، وقد أثبت علماء الاجتماع أن الاستعداد الإنسانى يظهر رويدا رويدا حتى إذا ما بلغ المرء خمسا وثلاثين سنة وقف عند هذا الحد ولم يظهر فيه شىء جديد غير ما ظهر من بدء سن التمييز إلى هذه السن ولهذا قال ابن عباس إنها ثلاث وثلاثون سنة.

(وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) أي ومثل ذلك الجزاء العظيم نجازى به المتحلين بصفة الإحسان الذين لم يدنسوا أنفسهم بسيئات الأعمال، فنؤتيهم نصيبا من الحكم بالحق والعدل، وعاما يظهره القول الفصل، إذ يكون لذلك الإحسان تأثير فى صفاء عقولهم، وجودة أفهامهم، وفقههم لحقائق الأشياء غيرما يستفيدون بالكسب من غيرهم، ولا يتهيأ مثل ذلك للمسيئين فى أعمالهم المتبعين لأهوائهم وطاعة شهواتهم.

ص: 127