الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المرور أمام المصلي]
احذر المرور أمام المصلي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين، خيرا له من أن يمر بين يديه» قال أبو النضر: لا أدري قال أربعين يوما أو شهرا أو سنة (1) .
" رواه البخاري في باب إثم المار بين يدي المصلي الجزء الأول ".
هذا الحديث يدل على أن المرور بين يدي المصلي في محل سجوده، فيه إثم ووعيد، ولو عرف هذا المار ما عليه من الإثم لوقف أربعين سنة، ولو مرَّ بعيدا من مكان سجوده لا شيء عليه حسب مفهوم الحديث الذي ينص على مكان وضع يدي المصلي عند سجوده.
وعلى المصلي أن يضع سترة أمامه، حتى ينتبه المار، فيحذر المرور أمامه لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فإذا أراد أحد أن يجتاز
(1) وجاء في رواية ابن خزيمة: " أربعين خريفا " وصححها ابن حجر.
بين يديه، فليدفع في نحره، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان» .
متفق عليه.
وهذا الحديث الصحيح الذي رواه البخاري، والذي يحذر المرور بين يدي المصلي يشمل المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لعمومه، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال هذا الحديث قاله في مكة أو المدينة، والدليل على ذلك ما يلي:
1 -
ذكر البخاري في ج 1 ص 129.
(باب يرد المصلي من مر بين يديه) : " ورد ابن عمر المار بين يديه في التشهد وفي الكعبة وقال: إن أبى إلا أن تقاتله فقاتله ". . قال الحافظ في الفتح: وتخصيص الكعبة بالذكر لئلا يتخيل أنه يُغتفر بها المرور لكونها محل المزاحمة وقد وصل الأثر المذكور (وهو رد ابن عمر للمار) بذكر الكعبة فيه شيخ البخاري في كتاب (الصلاة) لأبي نعيم.
2 -
وأما الحديث الذي رواه أبو داود في سننه فغير صحيح لوجود مجهول فيه، وهذا نصه:
حدثنا أحمد بن حنبل: حدثنا سفيان بن عيينة، حدثني كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة عن بعض أهله عن جده
أنه «رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي مما يلي باب بني سهم والناس يمرون بين يديه، وليس بينهما سترة» ، قال سفيان: ليس بينه وبين الكعبة سترة، قال سفيان: كان ابن جريج أخبرنا عنه قال: أخبرنا كثير عن أبيه، قال: فسألته، فقال: ليس من أبي سمعته، ولكن من بعض أهلي عن جدي.
قال الحافظ في الفتح: معلول.
3 -
وجاء في البخاري (باب السترة بمكة وغيرها) عن أبي جحيفة قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة فصلى بالبطحاء (بمكة) الظهر والعصر ركعتين، ونصب بين يديه عنزة» (عصا على رأسها حديدة) . والخلاصة: أن المرور في مكان سجود المصلي حرام، فيه إثم ووعيد إذا وضع أمامه سترة، سواء كان في الحرم، أو في غيره، لما تقدم من الأحاديث الصحيحة، وقد يجوز للمضطر عند الزحام الشديد.