الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الجهاد في سبيل الله]
الجهاد في سبيل الله الجهاد واجب على كل مسلم، ويكون بالمال، وهو الإنفاق، ويكون بالنفس وهو القتال، ويكون باللسان والقلم وهو الدعوة إليه، والدفاع عنه، والجهاد على أنواع:
1 -
فرض عين: وهو ضد العدو المهاجم لبعض بلاد المسلمين، كاليهود الآن الذين احتلوا فلسطين، فالمسلمون المستطيعون آثمون حتى يخرجوا اليهود منها بالمال والنفس.
2 -
فرض كفاية: إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين، وهو الجهاد في سبيل نقل الدعوة الإسلامية إلى سائر البلاد، حتى يحكمها الإسلام، فمن استسلم من أهلها فبها، ومن وقف في طريقها قوتل حتى تكون كلمةُ الله هي العليا، فهذا الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة فضلا عن الأول.
وحين ترك المسلمون الجهاد وغرتهم الدنيا والزراعة والتجارة أصابهم الذل، وصدق فيهم قوله صلى الله عليه وسلم:«إذا تبايعتم بالعينة (1) أخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلّط الله عليكم ذلا، لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» صحيح رواه أحمد ".
3 -
جهاد حكام المسلمين: ويكون بتقديم النصيحة لهم ولأعوانهم، لقوله صلى الله عليه وسلم:«الدين النصيحة ". قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: " لله ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» رواه مسلم ".
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الجهاد كلمة حق ضد سلطان جائر» . " " حسن رواه أبو داود والترمذي ".
وبيان طريق الخلاص من ظلم الحكام الذين هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا هو أن يتوب المسلمون إلى ربهم، ويصححوا عقيدتهم، ويربوا أنفسهم وأهليهم على
(1) أن يبيع الرجل شيئا من غيره بثمن مؤجل، ويسلمه للمشتري، ثم يشتريه منه قبل قبض الثمن بثمن أقل من ذلك القدر يدفعه نقدا.
الإسلام الصحيح، تحقيقا لقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11] سورة الرعد " آية 11.
وإلى ذلك أشار أحد الدعاة المعاصرين بقوله: " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم لكم على أرضكم ". وكذلك فلا بد من إصلاح القاعدة لتأسيس البناء عليها، ألا وهو المجتمع، قال الله تعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55](1)" سورة النور " آية 55.
4 -
جهاد الكفار والشيوعيين والمحاربين من أهل الكتاب: ويكون بالمال والنفس واللسان حسب الاستطاعة، لقوله صلى الله عليه وسلم:«جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» صحيح رواه أحمد ".
(1) اختصارا من كتاب (تعليقات على شرح الطحاوية للألباني) .
5 -
جهاد الفساق وأهل المعاصي: ويكون باليد، واللسان، والقلب، لقوله صلى الله عليه وسلم:«من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» . " رواه مسلم ".
6 -
جهاد الشيطان: ويكون بمخالفته وعدم اتباع وساوسه.
قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6] سورة فاطر " آية 6.
7 -
جهاد النفس: ويكون بمخالفتها، وحملها على طاعة الله، واجتناب معاصيه.
قال تعالى على لسان امرأة العزيز التي اعترفت بمراودتها ليوسف: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف: 53] سورة يوسف " آية 53.
وقال الشاعر:
وخالف النفس والشيطان واعصهما
…
وإن هما محضاك النصح فاتهم
اللهم وفقنا لأن نكون من المجاهدين العاملين المخلصين.