الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث: ما صنف في الخصائص والشمائل النبوية
توطئة: للمصنفات في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم
…
توطئة للمصنفات في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم
الشافعية هم أكثر من كتب في الخصائص، ويأتي في مقدمتهم الإمام الشافعي رحمه الله وهو أول من تكلم فيها في كتابيه؛ أحكام القرآن، والأم.
ثم تبعه في ذلك عدد من العلماء، منهم المزني (264هـ) في "مختصره" وأبو العباس بن القاص (ت335هـ) والماوردي (ت450هـ) في "الحاوي" ومن أشهرهم في هذا المجال البيهقي (ت458هـ) صاحب الدلائل في كتابه "السنن الكبير"، وأبو القاسم إسماعيل الأصفهاني (ت535هـ) ، وابن الأثير في كتابه " جامع الأصول "، والحافظ النووي (ت676هـ) في كتابَيْه؛ "الروضة" و " المجموع ".
ثم أفردت الخصائص في كتب مستقلة، وأول من أفردها ابن الجوزي الحنبلي (ت597هـ) في كتابه " الدر الثمين في خصائص النبي الأمين "، والضياء المقدسي (ت643هـ) ويوسف بن محمد العبادي (776هـ) وهما حنبليّان. والأخير من القرن الثامن.
"وإذا صحّ أن عمر بن الحسن بن دحية الكلبي (ت633هـ) مالكي وليس ظاهرياً، فإنه الوحيد من هذه المدرسة الذي أفرد الخصائص النبوية"(1) في كتابه " نهاية السول في خصائص الرسول "
وألف فيها كذلك سلطان العلماء عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام (ت660هـ) في كتابه " منية السول في فضل الرسول صلى الله عليه وسلم " في القرن السابع.
وقد أشاد الخيضري (ت894هـ)" بمختصر السيرة " للحافظ ابن كثير (ت774هـ) فقال: " فوجدته عَذْب العبارة، حسن الإشارة، جمع فيه نقولاً
(1) أكرم العمري، في تقديمه لكتاب اللفظ المكرم في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم للخيضري تحقيق محمد الأمين محمد مولود، ص (هـ) الطبعة الأولى، (1415? 1995م) .
لطيفة ونكتاً نفيسة ظريفة، وفيه فصل في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وشرَّف وعظَّم وكرَّم، أشار فيه إلى إنسان عيونها ودرر مكنونها؛ لكنها لا تروي للظمآن غليلاً، ولا تشفي من المبتلى عليلاً)) (1) .
فكان هذا النقص في كتاب ابن كثير الذي ذكره الخيضري الدافع وراء تأليفه ـ لَمَّا ألحّ عليه من لا يستطيع رد طلبه ـ لمصنف في الخصائص النبوية، وهو كتاب "اللفظ المكرم ".
والعجيب أن إيراد ابن كثير لِمَا يتعلق بخصائص النبي صلى الله عليه وسلم، كان بسبب النقص الذي لمسه في كتاب شيخه الزملكاني -الذي سيأتي ذكره في الخصائص- وقال عن الكتاب: ذكر في آخره شيئاً من فضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقد فصلاً في هذا الباب أورد فيه أشياء حسنة، ونبه على فوائد جمة ومهمة، وترك أشياء أخرى حسنة، وقال: إنه لم يستوعب الكلام إلى آخره؛ وعلل ذلك: إمَّا بأنه سقط من خطه، أو أنه لم يكمل تصنيفه.
وذكر ابن كثير أن بعض أصحابه طلب منه تكميله وتبويبه وترتيبه وتهذيبه والزيادة عليه
…
فنشط لذلك، وعقد في كتابه "البداية والنهاية"(باب البينة على ذكر معجزاتٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم مماثلة لمعجزات جماعة من الأنبياء قبله وأعلى منها خارجة عما اختص به من المعجزات العظيمة التي لم يكن لأحد قبله منهم) صلى الله عليه وسلم وقد جمعه من مولد ابن الزملكاني ودلائل النبوة لأبي نعيم والبيهقي وأبي محمد عبد الله بن حامد، ومن شعر الصرصري
…
وكان كتاب الزملكاني المذكور هو الذي دفعه لعقد الباب المذكور (2) .
(1) اللفظ المكرم ص54.
(2)
انظر أطروحة الدكتور شمس الله محمد صديق، منهج ابن كثير في البداية والنهاية ص419. والبداية والنهاية 6/ 291 وما بعدها.