الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَطَيَّرُواْ بي وَطَائِرُهُمْ مَعَهُمْ
هَذِهِ الْقَصِيدَةُ كَتَبْتُهَا رَدَّاً عَلَى مَنِ اتَّهِمُوني بِالتَّشَاؤُم؛ وَبَدَأْتُهَا بمُنَاجَاةِ ابْني، الَّذِي مَا سَمَّيْتُهُ بِهَذَا الاِسْم: إِلَاّ تَيَمُّنَاً بِمَا يُوحِيهِ هَذَا الاِسْمُ مِنَ الْبِشْرِ وَالتَّفَاؤُلِ وَالسُّرُور؛ وَلِذَا اسْتَهْلَلْتُ بِهِ هَذِهِ القَصِيدَةَ مُنَاجِيَاً بَاسِمَاً بِاسْمِهِ؛ وَكَأَنَّني أَقُولُ لَه: أَيْ بُنيَّ الجَمِيل: اسْمُكَ عِنْدِي خَيرُ دَلِيل: عَلَى كَذِبِ هَذِهِ الأَقَاوِيل:
أَسَمِعْتَ مَا قَدْ قَالَ عَنيِّ بَعْضُهُمْ يَا بَاسِمُ
وَصَفُواْ أَبَاكَ بِأَنَّهُ في شِعْرِهِ مُتَشَائِمُ
وَرَمَوْهُ قَوْلاً كَالرَّصَاصِ الْقَلْبُ مِنهُ وَارِمُ
وَبِرَغْمِ صِدْقِ جِهَادِهِ في مِصْرَ صَارَ يُهَاجَمُ
وَيُمَارِسُونَ ضُغُوطَهُمْ وَمَضَى أَبُوكَ يُقَاوِمُ
وَتُدَاسُ قَبْلَ الْفَجْرِ حُرْمَةُ بَيْتِهِ وَيُدَاهَمُ
وَيُقَالُ عَنهُ مُغْرِضٌ وَمحَرِّضٌ وَيُحَاكَمُ
وَعَلَى محَبَّتِهِ لِمِصْرَ هُنَاكَ صَارَ يُسَاوَمُ
كَمْ قُلْتُ ظُلْمٌ يَنْقَضِي لَكِنَّهُ يَتَفَاقَمُ
هَذَا زَمَانٌ لَيْسَ لِلْعُلَمَاءِ فِيهِ محَارِمُ
فَيُطَاعُ فيهِ المُرْتَشِي وَيُضَاعُ فِيهِ الْعَالِمُ
لَمْ يَنْجُ دَاعٍ مِنهُمُ أَوْ كَاتِبٌ أَوْ نَاظِمُ