المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وصية سفيان الثوري - حقيقه السنة والبدعة = الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌الآيات التي تأمر بالاتباع

- ‌وتنهى عن الابتداع

- ‌الأحاديث التي تأمر بالاتباع

- ‌فصل

- ‌في الأمر بلزوم السنة والجماعة

- ‌والنهي عن الفرقة

- ‌ما جاء عن السلف في الأمر بالاتباع

- ‌فصل

- ‌في ذم البدع والأهواء

- ‌الآيات التي تذم البدع والأهواء

- ‌الأحاديث التي تذم البدع والأهواء

- ‌آثار السلف في ذم البدع والأهواء

- ‌أعمال صاحب البدعة لا تقبل حتى يدعها

- ‌مقاطعة وتجنب من يترددون على الفرق المخالفة لأهل السنة مثل المرجئة

- ‌البدعة أحب إلى إبليس من المعصية

- ‌مدلول البدع عند مالك بن أنس

- ‌كلمات جوامع

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌في تمييز البدعة من السنة

- ‌ما السنة

- ‌ما البدعة

- ‌محدثات وبدع لا تصادم الشريعة

- ‌أنواع البدع

- ‌متى تكون البدعة حسنة

- ‌البدعة المستقبحة

- ‌أقسام البدع المستقبحة

- ‌الخلوة بالنساء الأجنبيات ومصاحبتهن من البدع التي يمكن أن تؤدي إلى

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌معاشرة الأحداث والنظر إلى الغلمان

- ‌السماع والرقص والوجد تسقط المروءة

- ‌بدع تعظيم الأماكن والقبور

- ‌فصل

- ‌تعظيم الأماكن التي لا تستحق التعظيم

- ‌بدع النذور

- ‌قبور وهمية

- ‌أوهام وأباطيل

- ‌كراهية النذر

- ‌دفع شبهة

- ‌النهي عن الصلاة في القبور واتخاذها عيداً

- ‌آداب زيارة القبور

- ‌النهي عن بناء المساجد على القبور

- ‌حكم المساجد المبنية على القبور

- ‌بدع أخرى تتعلق بالقبور

- ‌أصل عبادة الأوثان

- ‌بدع الأعياد والمناسبات والمواسم

- ‌فصل

- ‌بدع الأعياد والمواسم والنهي عن مشاركة أهل الكتاب في أعيادهم ومواسمهم

- ‌النهي عن الاحتفال بما يسمى بليلة رأس السنة الميلادية

- ‌النهي عن التشبه بالكافرين

- ‌مقاطعة المتشبه بهم وعدم جواز بيع العنب لمن يصنع الخمر منهم

- ‌عدم الاغترار بكثرة الضالين واتباع أهل الحق ولو كانوا قلة

- ‌فصل

- ‌ما يظنه الناس طاعة وقربة

- ‌وهو بخلاف ذلك

- ‌الصلاة في الأوقات المكروهة

- ‌صوم الأيام المكروهة

- ‌الرد على من فعل هذا

- ‌صلاة الرغائب

- ‌من هو واضع تلك الصلاة

- ‌ ليلة النصف من شعبان

- ‌فتوى ابن الصلاح في صلاة الرغائب

- ‌الصلاة الألفية

- ‌حكم صوم رجب

- ‌بيان بدع ليلة النصف من شعبان

- ‌الوقيد ليلة النصف من شعبان

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌بدع يوم عرفة

- ‌السفر إلى بيت المقدس

- ‌رفع الصوت عند الدعاء

- ‌بدع يوم عاشورا

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌قراءة سورة الأنعام في صلاة التراويح

- ‌ومن البدع قراء

- ‌بدع الكلام والمشي

- ‌التماوت في الكلام والمشي

- ‌صفة الرسول وأصحابه في الكلام والمشي

- ‌التحذير من التماوت

- ‌بدع التبتل والانصراف عن الدنيا

- ‌فصل

- ‌ترك الزواج بدعة

- ‌حكم الزواج

- ‌الترغيب في الزواج

- ‌الترهيب من التبتل

- ‌دفع شبهة

- ‌فصل

- ‌الاشتغال بنوافل العبادات وترك التعلم

- ‌فضل العالم على العابد

- ‌تغلب العالم على إبليس

- ‌التمييز بين الحقيقة والشريعة

- ‌فصل

- ‌تعذيب النفس وترك المباحات

- ‌التكبر والاستعلاء

- ‌ادعاء الزهد

- ‌الصمت

- ‌الانعزال تكبراً

- ‌الإعجاب بعمله

- ‌لبس المرقعات ادعاء للزهد

- ‌التحذير من هؤلاء الأدعياء

- ‌كراهة لبس المرقعات

- ‌النهي عن لباس الشهرة

- ‌وجوب اتباع العلماء

- ‌ألوان من البدع متفرقات

- ‌بدع الخطبة

- ‌ رفع الصوت في الصلاة على النبي

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌بدع الجنائز

- ‌بدع الحج

- ‌بدع التحية والسلام

- ‌بدعة الانحناء

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌بدع دخول المنازل

- ‌بدع متفرقات

- ‌السؤال عما لا يعنيه

- ‌التلحين في القراءة والآذان

- ‌الصياح عند سماع القرآن

- ‌الموسيقى والغناء وما شابههما من اللهو

- ‌الحذف بالبندق

- ‌فصل

- ‌القمار والطاولة والشطرنج

- ‌ستر الحيطان بالحرير

- ‌استطلاع الغيب

- ‌كشف العورات

- ‌الاجتماع في المآتم

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌الوسوسة في الوضوء

- ‌الوسوسة في نية الصلاة

- ‌التساهل في المكاسب وألوان التعاملات

- ‌الاستماع إلى الغناء

- ‌اتباع هوى النفس

- ‌دخول الحمام بغير مئزر

- ‌شغل الطريق بغير حق

- ‌زخرفة المساجد

- ‌ألوان من المستحدثات

- ‌ألوان من بدع اللباس

- ‌فصل

- ‌ذو الوجهين

- ‌حب المدح وطلب الحمد

- ‌تعريف السلف للسنة ووصيتهم بلزومها

- ‌وصية سفيان الثوري

- ‌وصية الإمام الشافعي

الفصل: ‌وصية سفيان الثوري

فصل

‌تعريف السلف للسنة ووصيتهم بلزومها

‌وصية سفيان الثوري

قال سليمان بن عيسى: قال سفيان الثوري رحمه الله: أما بعد، عفانا الله وإياك من سخطه، وأعاذنا من النار برحمته، أوصيك بتقوى الله، واحذر عقابه، وأن تجهل بعد إذا علمت فتهلك ولا تهلك بعد إذا وضح لك، وتغتر بأهل الباطل بطلبهم الدنيا وحرصهم عليها وجمعهم إياها؛ فإن القول فيها شديد، والخطر عظيم، والأجل قريب، وكأن قد كان ما تحذر. فتفرغ، وفرغ قلبك، ثم الجد الجد، والوحاء الوحاء، الهرب الهرب؛ فارتحل إلى الآرخرة قلب أن يرحل بك، واستقبل رسل ربك بما تحب أن تستقبل به، وانكمش في أمورك، واشدد مئزرك، وقدم جهازك من قبل أن يقضى قضاؤك ويحال بينك وبين ما تريد. فقد وعظتك بما وعظت به نفسي، والتوفيق من الله، ومفتاح التوفيق الدعاء والتضرع والاستكانة والندامة على ما فرطت في أمرك، ولا تضيع حقك من هذه الأيام والليالي. أسأل الله الذي منَّ علينا بمعرفته أن لا يكلنا وإياكم إلى أنفسنا، وأن يتولى منا ومنكم ما تولى من أوليائه وأحبابه برحمته؛ إنه على كل شيء قدير.

ص: 204

وقال رحمة الله عليه: السنة سنتان: سنة أخذها هدى وتركها ضلالة، وسنة أخذها هدى وتركها ليس بضلالة. وإن لله حقاً بالليل لا يقبله بالنهار، وحقاً بالنهار لا يقبله بالليل، وإنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، وإن العبد يحاسب يوم القيامة بالفرائض؛ فإن جاء بها تامة أو لم يفردها كاملة ألحق بها النوافل حتى يكمل بها، وأول الفرائض الانتهاء عن المحارم والمظالم؛ فإن الله تعالى يقول في كتابه:(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به)، فنعم والله ما وعظ به.. وقال تعالى:(وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) وإنما عنى اتقوا الله في المظالم أن تنالوها فتنفقوها في أعمال البر.

وقال رحمه الله: وأحسن سريرتك يحسن الله علانيتك، وأصلح فيما بينك وبين الله يصلح الله فيما بينك وبين الناس، واعمل لآخرتك يكفك الله أمر دنياك، وبع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً، ولا تخافن إلا ذنبك، ولا تستنكف أن تعمل لآخرتك ما ينفعك، ولا تستحي أن تتعلم العلم، واعمل

ص: 205

ما ينفعك في آخرتك، فإن العمل عليك فريضة واجبة، وإنما فضل العلم ليتقى به، وقال: إنما العلم خشية الله تعالى. وسئل رحمه الله: بم عرفت ربك؟ فقال: بفسخ العزائم، ومنع الهمة. وقال: الصلاة والزكاة من الإيمان، والإيمان يزيد وينقص، والناس عندنا مسئولون، والإيمان يتفاضل.

وقال الوليد بن مسلم: سألت سفيان ومالكاً والأوزاعي عن أحاديث الصفات، فقالوا: نؤمن بها، وتمضي كما جاءت، ولا نفسرها.

وقال: من قال: " القرآن مخلوق " فهو كافر. وقال: من قال: " إن علياًأحق بالإمامة من أبي بكر " فقد أخطأ، ولا أدري أيرفع له عمل إلى السماء أم لا. وقال: الخلفاء وأئمة العدل خمسة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز. وقال: القدرية كفار الجهمية، وقال لشعيب: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، الإيمان قول، ولا يصح قول إلا بعمل، ولا يصح قول وعمل إلا بنية، ولا يصح قول وعمل ونية إلا بإصابة السنة. قلت: وما السنة؟ قال: تقديم الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ثم قال: ولا ينفعك ما كتب حتى تقدم عثمان، ولا ينفعك ما كتب حتى تشهد للعشرة بالجنة، ولا ينفعك ما كتب حتى ترى المسح على الخفين، وأنه آثر عندك من غسل الرجلين، ولا ينفعك ما كتب حتى تؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره، وأن ما أصابك

ص: 206