الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
بدع يوم عرفة
ومن ذلك التعريف المحدث. قال ابن وهب: سمعت مالكاً يسأل عن جلوس الناس في المسجد عشية عرفة بعد العصر واجتماعهم للدعاء، فقال: ليس هذا من أمر الناس، وإنما مفاتيح هذه الأشياء من البدع. وقال مالك في العشية: وأكره أن يجلس أهل الآفاق يوم عرفة في المساجد للدعاء، ومن اجتمع إليه الناس فلينصرف في مقامه، ومقامه في منزله أحب إليه، فإذا حضرت الصلاة رجع
فصلى في المسجد، وروى محمد بن وضاح: أن الناس اجتمعوا بعد العصر من يوم عرفة في مسجد النبي (يدعون، فخرج نافع مولى ابن عمر فقال: يا أيها الناس، إن الذي أنتم فيه بدعة، وليست بسنة، أدركت الناس ولا يصنعون هذا.
قال مالك بن أنس: ولقد رأيت رجالاً ممن يقتدى بهم
يتخلفون في بيوتهم عشية عرفة، ثم قال: ولا أحب الرجل العالم أن يقعد في المسجد تلك العشية إذا أرادوا أن يقتدوا به وليقعد في بيته.
وقال الحارث بن سكن: كنت أرى الليث بن سعد ينصرف بعد العصر يوم عرفة فلا يرجع إلا قرب المغرب.
وقال إبراهيم النخعي: الاجتماع يوم عرفة أمر محدث.
وقال عطاء الخراساني: إن استطعت أن تخلو عشية عرفة بنفسك فافعل.
وكان أبو وائل لا يأتي المسجد عشية عرفة.
قال الطرطوشي: فاعلموا رحمكم الله أن هؤلاء الأئمة، علموا فضل الدعاء يوم عرفة، ولكن علموا أن ذلك بموطن عرفة لا في غيرها، ولم يمنعوا من خلا بنفسه فحضرته نية صادقة أن يدعو الله تعالى، وإنما كرهوا الحوادث في الدين، وأن تظن العوام أن من السنة يوم عرفة بسائر الآفاق الاجتماع والدعاء