الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث
الآداب المسطرة الحقيقية
اساس وعلة ظهورها ونشئها وانتشارها انما هو ظهور الدعوة الاسلامية وامتداد الاسلام الى الاقاليم خارج جزيرة العرب. وكيفية ذلك انه لما اتحدت العرب المتفرقة تحت لواء الاسلام وفتحت الاقاليم وتمصرت الامصار بالمسلمين صار العرب المؤمنون ونسلهم من بعدهم القوم السائدون في غربي اسيا وشمالي افريقيا. فهؤلاء القوم العربيو الاصل السائدون على الاقاليم خارج مواطن اجدادهم الاصلية واطلعوا على العمران أي المدن الذي كان موجوداً منذ قرون عديدة بين الامم الخاضعة لهم فاخذوا يستفيدون مما كان عند هؤلاء من العلوم والمعارف وصاروا يدرجون شيئاً كثيرا منها في عمرانهم العربي الاصل بدون أن يتغير في بادئ الامر تغيراً جوهرياً وهو زمن بني امية. وفي زمن هؤلاء الخلفاء بقيت الآداب العربية مقتصرة على الشعر أي النظم ومثال ذلك الشعراء المشهورون في ذلك العصر وسنذكرهم في
الفصل الرابع
.
ولكن لما انتقلت الخلافة الى بني العباس اخذا العلم والعمران الاجنبي يؤثر تأثيراً زائداً إن لم نقل تأثيرا جوهرياً في الآداب العربية المسطرة. وحصل من هذا التأثير الاجنبي النهضة العظيمة العلمية في الآداب العربية المسطرة.
ومن الامور الغريبة والحقائق الثابتة في تأريخ الآداب والعلوم العربية في اغلب اهل هذه النهضة لم يكونوا من العرب بل كانوا من المسلمين الذين ولدوا خارج جزيرة العرب وكان منهم البعض اعجماً وعراقيين وسوريين واندلسيين لا يرجع نسبهم الى العنصر العربي الفاتح بل الى الامم التي اخضعها الفاتحون وسنذكر مشاهير هذه النهضة في الفصل الخامس.