المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌دراسة(من) الاستفهاميةفي القرآن الكريم - دراسات لأسلوب القرآن الكريم - جـ ٣

[محمد عبد الخالق عضيمة]

الفصل: ‌دراسة(من) الاستفهاميةفي القرآن الكريم

‌دراسة

(من) الاستفهامية

في القرآن الكريم

(من ذا)

يرى ثعلب في مجالسه أن (ذا) لا تركب مع (من) فيجعلا اسما واحدًا، لأن (من) للعاقل و (ذا) لكل شيء.

وجعلوها مع (ما) كلمة واحدة، لأن (ما) لكل شيء، و (ذا) لكل شيء. وانظر البيان 1:164.

وقال ابن هشام: (ما) أكثر إبهاما فحسن أن تجعل مع غيرها كشيء واحد، ليكون ذلك أظهر لمعناها، ثم إن التركيب خلاف الأصل، وقد دل عليه الدليل في (لماذا جئت) فيقتصر عليه.

وقال: (من ذا لقيت) الأكثر كون (ذا) للإشارة خبرا، و (لقيت) جملة حالية.

وقال أبو حيان: لو كانت (ذا اسم إشارة خبرا عن (من) لاستقلت بهما الجملة، وأنت ترى احتياجها إلى الوصول بعدها واختار التركيب.

النصوص

في مجلس ثعلب ص 594: «وإنما لم يجعلوا (في الأصل: وإنما يجعلون) (من) مع (ذا) حرفا واحدا. لأن (من) للناس خاصا. و (ذا) لكل شيء. وجعلوها مع (ما) حرفا واحدا لأن (ما) لكل شيء. و (ذا) لكل شيء» .

وانظر الرضي 2: 55، الهمع 1: 84، المغني 2: 18، 137، والعكبري 1:57.

ص: 272

ذكرت أن (من ذا) لم يقع في القرآن إلا وبعده الاسم الموصول (الذي) وقد جاء في كلام العرب من غير اسم الموصول.

ولم يقع في القرآن (ماذا الذي) وإن جاء ذلك في كلام العرب.

(من ذا الذي) جاء في خمس آيات هي:

1 -

من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له [2: 245، 57: 11].

في البيان 1: 164: «(من) استفهامية، وهي مبتدأ، و (ذا) خبره، و (الذي) صفة (ذا) أو بدل منه. ولا يجوز أن تركب (ذا) مع (من)، كما ركبت مع (ما) لأن (ذا) مبهمة، و (ما) مبهمة، فجاز أن تركب إحداهما مع الأخرى. وليست (من) كذلك في الإبهام، فلم تركب إحداهما مع الأخرى» .

وفي البحر 2: 279: «وعلى هذا الذي قالوا يكون (ذا) اسم إشارة، وفي ذلك بعد، لأن (ذا) إذا كانت اسم إشارة وكانت خبرا عن (من) استقلت بهما الجملة، وأنت ترى احتياجها إلى الموصول بعدها.

والذي يظهر أن (من) الاستفهامية ركب معها (ذا) وهو الذي يعبر عنه بعض النحويين أن (ذا) لغو، فيكون (من ذا) كله في موضع رفع بالابتداء والموصول بعدهما هو الخبر. إذ به يتم معنى الجملة الابتدائية». وقال بالتركيب في 7:219.

2 -

من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه

[2: 255].

استفهام في معنى النفي، ولذلك دخلت (إلا) في الكلام.

انظر البحر 2: 278 - 279، 2:252.

3 -

قل من ذا الذي يعصكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة [33: 17].

ركبت (ذا) مع (من) استفهام في معنى النفي، أي لا أحد يعصكم من الله. البحر 7:219.

4 -

وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده [3: 160].

ص: 273

الاستفهام يتضمن النفي. البحر 3: 100.

(مَنْ) بعد العلم تحتمل الاستفهامية والموصولة

في آيات كثيرة تحتمل (من) الواقعة بعد العلم أن تكون اسم استفهام مبتدأ والفعل معلق عن العمل، وأن تكون اسم موصول مفعولاً للعلم عند البصريين والكوفيين، وذلك كقوله تعالى:

1 -

إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار [6: 135].

(من) اسم موصول مفعول به، أو اسم استفهام مبتدأ، خبره (تكون) والفعل معلق، والجملة في موضع المفعول إن كان (يعملون) معدى إلى واحد، أو في موضع المفعولين إن كان يتعدى إلى مفعولين. البحر 4: 226، معاني القرآن 2: 376، الكشاف 1: 41، البيان 1: 342، العكبري 1:146.

2 -

فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم [11: 39، 39: 39 - 40].

في البحر 5: 222: «وقيل: (من) استفهام في موضع رفع مبتدأ، و (يأتيه) الخبر، والجملة سدت مسد المفعولين» .

3 -

إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب [11: 93].

جوز الفراء والزمخشري في (من يأتيه) أن تكون موصولة مفعولة واستفهامية في موضع رفع. البحر 5: 257، معاني القرآن 2: 26 - 27، الكشاف 2:232.

4 -

إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك [34: 21].

(من) موصولة أو استفهامية. العكبري 2: 102.

5 -

فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى [20: 135].

في معاني القرآن 2: 197: «(من) و (ومن) في موضع رفع، وكل ما في القرآن مثله فهو مرفوع إذا كان بعده رافع، مثل قوله:{فستعلمون من هو في ضلال مبين} [67: 29]. ولو نصب كان صوابا يكون بمنزلة قول الله: {والله يعلم المفسد من المصلح} [2: 220].

ص: 274

وفي البيان 2: 165: «(من) استفهامية في موضع رفع لأنها مبتدأ. و (أصحاب الصراط) خبره. ولا يجوز أن تكون (من) اسما موصولا بمعنى الذي؛ لأنه ليس في الكلام الذي بعدها عائد يعود إليه، والجملة في موضع نصب (يستعلمون)» .

أجاز الفراء الموصولة؛ لأن الكوفيين لا يشترطون في حذف عائد الموصول المرفوع استطالة الصلة. البحر 6: 292. العكبري 2: 68.

6 -

فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا [19: 75].

في العكبري 2: 61: «(من هو) فيه وجهان: أحدهما: هي بمعنى الذي (هو شر) صلتها. وموضع (من) نصب بيعلمون.

الثاني: هي استفهام و (هو) فصل، وليست مبتدأ».

انظر البحر 6: 212، الجمل 3:76.

7 -

فستعلمون من هو في ضلال مبين

[67: 29].

اقتصر الجمل على الاستفهام 4: 374.

8 -

وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا [25: 42].

على جعل (من) اسم موصول يكون حذف العائد لاستطالة الصلة. البحر 6: 500 - 501، النهر:498. اقتصر العكبري على الاستفهام 2: 85.

9 -

فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا [72: 24].

البحر 8: 355، الجمل 4:416.

جوز العكبري أن تكون (من) اسم موصول واستفهام في قوله تعالى:

{قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين} [21: 59].

(من فعل) استفهام، فيكون (إنه) استئنافًا، وإن كانت (من) اسم موصول كان (إنه) وما بعده الخبر. العكبري 2:70.

اقتصر أبو حيان على الاستفهام. البحر 6: 323.

ضعف العكبري وأبو حيان أن تكون (من) اسم استفهام في قوله تعالى:

{وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على

ص: 275

عقبيه} [2: 143].

في البحر 1: 424: «إذا علق (نعلم) لم يبق لقوله (ممن ينقلب) ما يتعلق به؛ لأن ما بعد الاستفهام لا يتعلق بما قبله. ولا يصح تعلقه بقوله (يتبع) الذي هو خبر عن (من) الاستفهامية لأن معنى ليس على ذلك، وإنما المعنى على أن يتعلق بنعلم» . العكبري 1: 37.

جوز العكبري أن تكون (من) اسم موصول واسم استفهام في قوله تعالى:

{واستفزز من استطعت منهم بصوتك} [17: 64].

على جعل (من) استفهامية تكون مفعولاً مقدما لاستطعت. العكبري 2: 50.

وقال أبو حيان: هذا ليس بظاهر لأن مفعول (استطعت) محذوف. تقديره: من استطعت أن تستفزه. البحر 6: 58، النهر 56.

أبو حيان يرى أن (من) بعد أفعل التفضيل من العلم لا تكون استفهامية كقوله تعالى:

1 -

إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله [6: 117].

في البحر 4: 210: «وقال الكسائي والمبرد والزجاج ومكي: (من) في موضع رفع، وهي استفهامية، والخبر (يضل) والجملة في موضع نصب بأعلم وهذا ضعيف. لأن التعليق فرع عن جواز العمل، و (أفعل) التفضيل لا يعمل في المفعول به فلا يعلق عنه. والكوفيون يجيزون إعمال (أفعل) التفضيل في المفعول به» . انظر معاني القرآن 1: 352 والعكبري.

في البيان 1: 336 - 337: «(من) في موضع نصب بفعل مقدر دل عليه (أعلم). . .

ولا يجوز أن يكون في موضع جر لأنه يستحيل المعنى ويصير التقدير: إن ربك هو أعلم الضالين، لأن (أفعل) إنما يضاف إلى ما هو بعض له، وذلك كفر محال».

2 -

قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين [28: 85]

ص: 276

في البحر 7: 136: «(من) منصوب بإضمار فعل، أي يعلم من جاء بالهدى. ومن أجاز أن يأتي (أفعل) بمعنى فاعل، وأجاز أن ينصب به، إذ يؤوله بمعنى (فاعل) جاز أن ينصب به، إذ يؤوله بمعنى عالم ويعطيه حكمه في العمل» . انظر العكبري 2: 94.

وفي البيان 2: 239: «(من) في موضع نصب بفعل مقدر دل عليه (أعلم) وتقديره: يعلم من جاء بالهدى، كقوله تعالى:{أعلم من يضل عن سبيله} [6: 117].

ووجب التقدير لامتناع الإضافة، ولأن (أعلم) لا يعمل في المفعول».

ص: 277

أفعل التفضيل خبر عن (من) الاستفهامية

وقع (أفعل) التفضيل خبرًا عن (من) الاستفهامية في ستة وعشرين موضعا، وأريد بالاستفهام فيها معنى النفي:

1 -

ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه [2: 114].

في النهر 1: 356: «وهو نفي للأظلمية، ونفي الأظلمية لا يستدعى نفي الظاملية، وإذا لم يدل على نفي الظالمية لم يكن في تكرير (ومن أظلم) تناقض، لأن فيها إثبات التسوية في الأظلمية، وإذا ثبتت التسوية فيها لم يكن أحد ممن وصف بذلك يزيد على الآخر، وصار المعنى: لا أحد أظلم ممن منع، وممن افترى، وممن ذكر، ولا يدل على أن أحد هؤلاء أظلم من الآخر، كما أنك إذا قلت: لا أحد أفقه من زيد وعمرو وبكر لا يدل على أن أحدهم أفقه من الآخر، بل نفي أن يكون أحد أفقه منهم.

لا يقال: إن من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ولم يفتر على الله الكذب أقل ظلما ممن جمع بينهما، فلا يكون مساويًا في الأظلمية لأن هذه الآيات كلها في الكفار، فهم متساوون في الأظلمية. وإذا اختلفت طرق الأظلمية فكلها صائرة إلى الكفر، فهو شيء واحد لا تمكن فيه الزيادة لأفراد من اتصف به، وإنما تمكن الزيادة في الظلم بالنسبة لهم ولعصاة المؤمنين بجامع ما اشتركا فيه من المخالفة، فنقول: الكافر أظلم من العاصي، ونقول: لا أحد أظلم من الكافر». وانظر الجمل 1: 97.

2 -

ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله [2: 140].

3 -

ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا [6: 21، 93، 9: 68، 11: 18، 61: 7].

4 -

ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها [18: 57].

ص: 278

5 -

ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها [32: 22].

6 -

فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا [6: 144، 7: 37، 10: 17، 18: 15].

7 -

فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها [6: 157].

8 -

فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق [39: 32].

9 -

صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة [2: 138].

في البحر 1: 412: «استفهام معناه النفي، أي لا أحد أحسن من الله صبغة و (أحسن) هنا لا يراد بها حقيقة التفضيل، إذ صبغة غير الله منتف عنها الحسن، أو يراد التفضيل باعتبار من يظن أن في صبغة غير الله حسنًا، لا أن ذلك بالنسبة إلى حقيقة الشيء» . الجمل 1: 113.

10 -

ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن [4: 125].

استفهام معناه النفي. النهر 3: 356.

11 -

أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون [5: 50].

أي لا أحد أحسن من الله حكما. البحر 3: 505.

12 -

ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا [41: 33].

13 -

من أضل ممن هو في شقاق بعيد

[41: 52].

14 -

ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله [28: 50].

15 -

ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له [46: 5].

16 -

ومن أصدق من الله حديثا

[4: 87].

17 -

ومن أصدق من الله قيلا

[4: 122].

18 -

وقالوا من أشد منا قوة

[41: 15].

19 -

ومن أوفى بعهده من الله

[9: 111].

في النهر 4: 4: 102: «استفهام على جهة التقرير، أي لا أحد أوفى» .

وجاء أفعل التفضيل خبرًا عن (من) المحتملة للموصولة والاستفهامية في قوله تعالى:

1 -

وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا [25: 42].

النهر 5: 498.

ص: 279

الاستفهام بمعنى الإنكار والتوبيخ

يجيء الاستفهام مع (من) مرادًا به الإنكار والتوبيخ، فلا يكون له جواب، وإنما هو بمعنى النفي، ولذلك وقعت بعده (إلا) في بعض المواضع:

2: 130، 138، 3: 135، 4: 109، 5: 17، 6: 63، 15: 56، 7: 32، 10: 31، 21: 42، 59، 27: 63، 64، 28: 71، 72، 30: 29، 40: 29، 45: 23، 48: 11، 67: 2، 21، 28، 30.

أضف إلى هذا كل ما كان من (أفعل) التفضيل بعد (من) وما كان من (من ذا الذي).

من الاستفهامية بعد القول

وقعت (من) الاستفهامية بعد القول وذكر جواب السؤال في هذه المواضع:

1 -

قل من رب السموات والأرض قل الله [13: 16].

في الكشاف 2: 284: «(قل الله) حكاية لاعترافهم وتأكيد له عليهم، لأنه إذا قال لهم: من رب السموات والأرض لم يكن لهم بد من أن يقولوا الله، كقوله:(قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم. سيقولون الله) وهذا كما يقول المناظر لصاحبه: أهذا قولك، فإذا قال: هذا قولي قال: هذا قولك فيحكي إقراره تقريرًا له عليه واستياقا منه ثم يقول له: فيلزمك على هذا القول كيت وكيت.

ويجوز أن يكون تلقينا، أي إن كفوا عن الجواب فلقنهم فإنهم يتلقنوه ولا يقدرون أن ينكروه».

وفي البحر 5: 378: «ولما كان السؤال عن أمر واضح لا يمكن أن يدفع منه أحد كان جوابه من السائل، فكان السبق إليه أفصح في الاحتجاج إليهم وأسرع

ص: 281

في قطعهم في انتظار الجواب منهم، إذ لا جواب إلا هذا الذي وقعت المبادرة إليه».

2 -

قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله [10: 31]

3 -

فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة [17: 51].

4 -

قل من رب السموات السبع وربع العرش العظيم سيقولون لله [23: 86 - 87].

5 -

قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله

[23: 88 - 89].

6 -

قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله [34: 24].

7 -

قالت من أنبأك هذا قال نبأني العلم الخبير [66: 3].

8 -

قل لمن ما في السموات والأرض قل لله [6: 12].

وقعت (من) الاستفهامية بعد الفعل (سألتهم) وذكر جواب السؤال في هذه المواضع:

1 -

ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله

[29: 61].

2 -

ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله

[29: 63].

3 -

ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله [31: 25، 39: 38].

4 -

ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم [43: 9].

5 -

ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله [43: 87].

ص: 282

مواقع إعراب (مَنْ) الاستفهامية

جاءت (من) الاستفهامية مجرورة بعلى في قوله تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين} [26: 221].

ومجرورة باللام في: 6: 12، 13: 42، 23: 84، 40:16.

والجار والمجرور خبر مقدم. وانظر ما قاله الزمخشري في دخول حرف الجر على (من) الاستفهامية. الكشاف 3: 130.

وبقية مواقعها كانت مبتدأ خبره نكرة في: 6: 46، 28: 71، 72، 75: 27، ومواضع (أفعل) التفضيل التي ذكرناها.

أو الخبر اسم معرفة عند سيبويه في: 3: 52، 13: 16، 20: 135، 49، 23: 86، 54:26.

أو الخبر جملة اسمية في: 23: 88، 19: 75، 67: 20، 21، 29.

أو الخبر جملة فعلية فعلها مضارع في: 6: 43، 135، 10: 31، 11: 30، 17: 51، 41: 42، 27: 62، 63، 34: 24، 36: 78، 11: 39، 93، 63.

فمن: 4: 109، 5: 17، 30: 29، 40: 29، 45: 23، 48: 11، 67: 28، 30.

(ومن) 2: 130، 3: 135، 10: 31، 15: 56، 27: 63، 64.

أو الخبر جملة فعلية فعلها ماض في: 6: 91، 7: 32، 21: 59، 27: 60، 61، 29: 60، 63، 31: 25، 39: 38، 36: 52، 43: 87، 66:2.

ص: 283

(من) للعاقل

(من) لا يعني بها في خبر، ولا استفهام، ولا جزاء إلا من يعقل المقتضب 2: 296، 3: 63، 1:41.

تستعمل (من) في غير العاقل في أحوال:

1 -

تنزيل غير العاقل منزلة العاقل وتشبيهه به؛ كقوله تعالى:

(أ) ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له [46: 5].

فدعاء الأصنام في قوله: {ما تدعون من دون الله} [39: 38، 46: 4]. سوغ ذلك.

(ب) أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون [16: 17].

عوملت معاملة أولي العلم لاعتقاد الكفار أن لها تأثيرًا أو من باب التغليب لأنه يشمل الملائكة والأصنام والآدميين. البحر 5: 481، التصريح على التوضيح.

2 -

تغليب العاقل على غيره؛ كقوله تعالى:

أ- ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض [22: 18]

(من في السموات) يشمل الملائكة والشمس والقمر والنجوم وغيرها.

(ومن في الأرض) يشمل الآدميين والجبال والشجر والدواب. . . التصريح.

ب- وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين [15: 20].

يراد بمن: العيال والمماليك والخدم الذين يسحبون أنهم يرزقونهم، ويدخل معهم بحكم التغليب الأنعام والدواب. البحر 5: 450، الرضي 2:52.

ج- وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا [17: 70].

المراد بمن خلقنا جميع المخلوقات العقلاء وغيرهم: الجمل 2: 629.

د- كل من عليها فان

[55: 26].

عبر بمن تغليبا لمن يعقل. البحر 8: 192.

ص: 284

3 -

أن يقترن غير العاقل بالعاقل في عموم فصل بمن، كقوله تعالى:{والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع} [24: 45].

وجعل الفراء المسوغ هو الاختلاط قال في معاني القرآن 2: 257: «يقال كيف قال من يمشي، وإنما تكون (من) للناس وقد جعلها هاهنا للبهائم؟

قلت: لما قال: (خلق كل دابة) فدخل فيهم الناس كنى عنهم فقال: (منهم) لمخالطتهم الناس، ثم فسرهم بمن لما كنى عنهم كناية الناس خاصة، وأنت قائل في الكلام: من هذان المقبلان لرجل ودابته، أو رجل وبعيره، فتقول له بمن وبما لاختلاطهما؛ ألا ترى أنك تقول: الرجل وأباعره مقبلون، فكأنهم ناس إذا قلت: مقبلون».

وفي المقتضب 2: 50 - 51: «فإن قال قائل: فقد قال الله عز وجل: {والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه} فهاذ لغير الآدميين، وكذلك (ومنهم من يمشي على أربع).

قيل: إنما جاز هذا، لأنه قد خلط مع الآدميين غيرهم بقوله (والله خلق كل دابة من ماء) وإذا اختلط المذكوران جرى على أحدهما ما هو للآخر إذا كان في مثل معناه».

وقوله تعالى: {فلما جاءها نودى أن بورك من في النار ومن حولها} [27: 8].

(من في النار) ذاته على حذف مضاف، أي من قدرته وسلطانه. وقيل:(من) للملائكة، وقيل: هي لغير العاقل أراد النور والشجرة التي تنقد فيها.

(ومن حولها) الملائكة. وقيل: لغير العاقل وهي الأمكنة التي حول النار. البحر 7: 55 - 56.

ص: 285