المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌في (حروف الجر)

‌في (حروف الجر)

تكررت (من) الجارة كثيرًا في بعض الآيات.

1 -

لم يقع في القرآن (مذ) ولا (منذ).

2 -

ليس في القرآن (رب) جارة للاسم الظاهر، وإنما جاء مكفوفة بما في آية واحدة.

3 -

من حرف الجر (حتى) وسبق الحديث عنها.

من أحكام التعلق

ليس في الكلام حرف جر إلا وهو متعلق بفعل، أو ما هو بمعنى الفعل في اللفظ أو التقدير. ابن يعيش 908.

إنما احتاج الظرف، والجار والمجرور إلى متعلق لأنهما معمولان، فاحتاجا إلى عامل.

ونقد نظرية العامل كان مما ارتكز عليه ابن مضاء في كتابه «الرد على النحاة» ثم قلده في ذلك بعض الباحثين.

وقد صور تأثير العامل ونظرة النحويين إليه كمال الدين الأنباري في كتابه «الإنصاف» قال في ص 32 - 33: «العوامل في هذه الصناعة ليست مؤثرة حسية، كالإحراق للنار، والإغراق للماء، والقطع للسيف، وإنما هي أمارات ودلالات، وإذا كانت العوامل في محل الإجماع إنما هي أمارات ودلالات فالأمارة والدلالة تكون بعدم شيء؛ كما تكون بوجود شيء؛ ألا ترى أنه لو كان معك ثوبان، وأردت أن تميز أحدهما من الآخر فصبغت أحدهما، وتركت صبغ الآخر لكان ترك صبغ أحدهما في التمييز بمنزلة صبغ الآخر.

وأقول: إن تقدير العامل لم يكن الغرض منه الصناعة اللفظية، فقد بلغ من تدقيق النحويين أن كانوا يراعون في تقدير العامل أن يكون مناسبًا للمعنى ولعصر الشاعر، في قول عبيد الله بن قيس الرقيات:

ص: 412

لن تراها وإن تأملت إلا

ولها في مفارق الرأس طيبا

قالوا: الناصب لطيبًا فعل محذوف تقديره: تعلم، أو تتحقق، أو ترى القلبية، ولا يجوز أن يكون المقدر (ترى) البصرية كالمذكورة في صدر البيت إذ يقتضي ذلك أن الموصوفة مكشوفة الرأس، وإنما تمدح النساء بالخفر والتصون، لا بالتبذل. المغني 2:157.

قال أبو الفتح في الخصائص 2: 429: «الرؤية ليس لها طريق إلى الطيب في مفارقها، اللهم إلا أن تكون حاسرة الرأس غير مقنعة، وهذه بذلة وتطرح لا توصف به الخفرات، ولا المعشقات» ».

وفي المغني 2: 157: «(ترى) المقدرة الناصبة لطيبًا قلبية، لئلا يقتضي كون الموصوفة مكشوفة الرأس، وإنما تمدح النساء بالخفر والتصون لا بالتبذل» .

الذي يدل على تقدير المتعلق العام في الظرف والجار والمجرور والتصريح به في الشعر، وكثيرًا ما تعاود العرب الأصول المهجورة في الشعر. قال:

لك العز إن مولاك عز وإن يهن

فأنت لدي بحبوحة الهون كائن

وما زال ذلك في لهجة العامة يقولون: منزلنا الكائن بشارع كذا. . .

وقد عطف عليه في قوله تعالى: {كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل} [2: 264].

في البحر 2: 309: «ارتفع (تراب) على الفاعلية، أي استقر عليه تراب فأصابه وابل (فأصابه) معطوف على ذلك الفعل الرافع للتراب» . العكبري 1: 63، الجمل 1:220.

فتقدير المتعلق إنما يراعى فيه المعنى، وليس عملاً لفظيًا لمجرد الصناعة إذ قد يذكر الفعل أو شبهه قبل الجار والمجرور، أو الظرف، لا يصح التعلق به من جهة المعنى، وقد ذكر ابن هشام شواهد على ذلك نذكر منها:

1 -

وإني خفت الموالي من ورائي

[19: 5].

لا يتعلق (من ورائي) بخفت لفساد المعنى، وإنما هو متعلق بالموالي لما فيه من معنى الولاية، أي خفت ولا يتهم من بعدي، وسوء خلافتهم، أو بمحذوف هو حال من الموالي. المغني 2:120.

ص: 413

2 -

ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرًا أو كبيرًا إلى أجله [2: 282].

لا يتعلق (إلى أجله) بالفعل (تكتبوه) لفساد المعنى لاقتضائه استمرار الكتابة إلى أجل الدين، إنما هو حال، أي مستقرًا في الذمة. المغني 2:120.

3 -

فلما بلغ معه السعي قال

[37: 102].

لا يتعلق (مع) بالفعل (بلغ) لاقتضائه أنهما بلغا معًا حد السعي هو متعلق بمحذوف بيان. المغني 2: 121.

4 -

فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك [2: 260].

لا يصح تعلق (إليك) بصرهن، إذ فسر (ًرهن) بقطعهن، وإنما هو متعلق بخذ. المغني 2:121.

5 -

وقال للذي ظن أنه ناج منهما

[12: 42].

في العكبري 2: 29: «(منهما) يجوز أن يكون صفة لناج وأن يكون حالاً من الذي ولا يكون متعلقا بناج، لأنه ليس المعنى عليه» .

6 -

(نبأ) عمل في (إذ) في موضع ولم يعمل في (إذ) في موضع آخر:

أ- واتل عليهم نبأ ابنى آدم بالحق إذ قربا قربانا [5: 27].

في الكشاف 1: 323: «(إذ) نصب بالنبأ، أي قصتهم وحديثهم في ذلك الوقت. . . .» .

ب- وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب [38: 21].

في الكشاف 3: 323: «فإن قلت: بم انتصب (إذ)؟

قلت: لا يخلو إما أن ينتصب بأتاك، أو بالنبأ، أو بمحذوف.

فلا يسوغ انتصابه بأتاك؛ لأن إتيان النبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقع إلا في عهده، لا في عهد داود. ولا بالنبأ، لأن النبأ الواقع في عهد داود لا يصح إتيانه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن أردت بالنبأ القصة في نفسها لم يكن ناصبًا، فبقى أن ينتصب بمحذوف، وتقديره: وهل أتاك نبأ تحاحكم الخصم. . .».

يتوسع في الظروف ما لا يتوسع في غيرها

في الكشاف 2: 66: «للظروف شأن، وهو تنزلها من الأشياء منزلة أنفسها،

ص: 414

لوقوعها فيها وأنها لا تنفك عنها، فلذلك يتسع فيها ما لا يتسع في غيرها».

وفي الخصائص 2: 398: «والظرف مما يتسع الأمر فيه ولا تضيق ساحة التعذر له» .

وقال الرضي 1: 100: «وإنما جاز تقديم الخبر ظرفًا لتوسعهم في الظروف مالا يتوسع في غيرها، لأن كل شيء من المحدثات فلا بد أن يكون في زمان أو مكان، فصارت مع كل شيء كقريبه، ولم تكن أجنبية منه، فدخلت حيث لا يدخل غيرها كالمحارم يدخلون حيث لا يدخل الأجنبي، وأجرى الجار مجراه لمناسبة بينهما، إذ كل ظرف في التقدير جار ومجرور، والجار محتاج إلى الفعل أو معناه كاحتياج الظرف» .

وجعل العكبري الفصل بالجار والمجرور بين حرف العطف والمعطوف كلا فصلل قال في قوله تعالى:

{وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا} [6: 25].

(وقرأ) معطوف على (أكنة)، ولا يعد الفصل بين حرف العطف والمعطوف بالظرف فصلا، لأن الظرف أحد المفاعيل، فيجوز تقديمه وتأخيره. العكبري 1:134.

الظرف يقنع برائحة الفعل، ولذلك أجازوا أن يتعلق الظرف أو الجار والمجرور بالعلم، كما في قوله تعالى:

1 -

وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم [6: 3].

في الكشاف 2: 3: «(في السموات) متعلق بمعنى اسم الله، كأنه قيل: وهو المعبود فيها» .

وفي البحر 4: 72: «الأولى أن يعمل في المجرور ما تضمنه لفظ (الله) من معنى الألوهية، وإن كان لفظ (الله) علمًا؛ لأن الظرف والمجرور قد يعمل فيهما العلم بما تضمنه من المعنى؛ كما قال:

أنا أبو المنهال بعض الأحيان

ص: 415

فبضع منصوب بما تضمنه (أبو المنهال) كأنه قال: أنا المشهور بعض الأحيان. العكبري 1: 30، المغني 2: 75، الخصائص 3: 270».

2 -

ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون [21: 105].

(من بعد) متعلق بكتبنا، أو ظرف للزبور، لأنه بمعنى المزبور، أي المكتوب. العكبري 2: 72، أو صفة للزبور. الجمل 2:149.

وتعلق بالاسم الجامد في قوله تعالى:

1 -

فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين [9: 11].

(في الدين) متعلق بإخوانكم. العكبري 2: 7، وفي الخصائص 2: 405: «علق الظرف بما في (أخوا) من معنى الفعل، لأن معناه: هما ينصرانه ويعاونانه» .

2 -

إن في ذلك لآيات للمتوسمين

[15: 75].

(للمتوسمين) صفة لآيات. والأجود أن يتعلق بنفس الآيات لأنها بمعنى العلامات. الجمل 2: 544.

ص: 416

التعلق بالأفعال الناقصة

1 -

أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم [10: 2].

في البحر 5: 122: «(للناس) قيل: هو في موضع الحال من (عجبا) لأنه صفة تقدمت. . . وقيل: يتعلق (بعجبًا) وليس مصدرًا، بل هو بمعنى معجب، والمصدر إذا كان بمعنى المعفول جاز تقديم معموله عليه كاسم المفعول. . . وقيل: يتعلق بكان، وإن كنت ناقصة، وهذا لا يتم إلا إذا قدرت دالة على الحدث، فإنها إن تمحضت للدلالة على الزمان لم يصح تعلق بها» . المغني 2: 76.

2 -

إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا [4: 101].

(لكم) متعلق بكان أو حال من عدو. العكبري 1: 108.

3 -

قالوا ليس علينا في الأميين سبيل

[3: 7].

في البحر 2: 501: «وهذب قوم إلى عمل (ليس) في الجار فيجوز على هذا أن يتعلق (علينا) بها» . وقال في 8: 203: «أما نصبها بليس فلا يذهب نحوي ولا من شدا شيئًا من صناعة الإعراب إلى مثل هذا؛ لأن (ليس) في النفي كما و (ما) لا تعمل فكذلك (لأيس)» .

4 -

ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم [11: 8].

في الخصائص 2: 400: «فإن قلت: فكيف يجوز لليس أن تعمل في الظرف وليس فيها تقدير حدث؟ قيل: جاز ذلك فيها من حيث جاز أن ترفع وتنصب، وكانت على مثال الفعل، فكما عملت الرفع والنصب، وإن عريت من معنى الحدث، كذلك أيضًا تنصب الظرف لفظًا، كما عملت الرفع والنصب لفظًا ولأنها على وزن الفعل» .

أجاز في نصب (يوم) ثلاثة أوجه: أحدها: أن يكون متعلقًا بنفس (ليس) من حيث ذكرنا من الشبه اللفظي. وقال لي أبو علي رحمه الله يومًا: الظرف يتعلق بالوهم.

ص: 417

قال الرضي: 2: 276: «ولا منع أن يقال: إن (يوم يأتيهم) ظرف لليس، فإن الأفعال الناقصة تنصب الظرف لدلالتها على مطلق الحدث» .

صور للتوسع في الظروف

1 -

وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا

[4: 63].

أجاز الزمخشري أن يتقدم معمول الصفة على الموصوف. في الكشاف 1: 276: «فإن قلت: بم تعلق قوله (في أنفسهم)؟ قلت: بقوله: (بليغا) أي قل لهم قولا بليغا في أنفسهم، مؤثرًا في قلوبهم» .

في العكبري 1: 104: «وهو ضعيف؛ لأن الصفة لا تعمل فيما قبلها. البحر 3: 281» .

2 -

أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين [43: 18].

في العكبري 2: 119: «(في الخصام) يتعلق بمبين. فإن قلت: المضاف إليه لا يعمل فيما قبله. قيل: إلا في (غير)؛ لأن فيها معنى النفي؛ فكأنه قال: وهو لا يبين في الخصام، ومثله مسألة الكتاب: (أنا زيدًا غير ضارب) وقيل: ينتصب بفعل يفسره (ضارب) وكذا في الآية» . البحر 8: 8، الجمل 4:78.

3 -

كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة

[3: 93].

في البحر 3: 4: «(من قبل) ويظهر أنه متعلق بقوله: (كان حلا لبني إسرائيل)، أي من قبل أن تنزل التوراة، وفصل بالاستثناء، إذ هو فصل جائز، وذلك على مذهب الكسائي وأبي الحسن في جواز أن يعمل ما قبل (إلا) فيما بعدها، إذا كان ظرفًا، أو مجرورًا، أو حالاً. . . وأجاز ذلك الكسائي في منصوب مطلقًا» .

4 -

فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل [9: 38].

يتعلق (في الآخرة) بمحذوف، التقدير: فما متاع الحياة الدنيا محسوبا في

ص: 418

نعيم الآخرة. وقال الحوفي: متعلق بقليل، و (قليل) خبر الابتداء، وصلح أن يعمل في الظرف مقدمًا لأن رائحة الفعل تعمل في الظرف. لو قلت: ما زيد عمرا إلا يضرب لم يجز. البحر 5: 42.

5 -

ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه [69: 32].

في النهر 8: 324: «(في سلسلة) متعلق بقوله (فاسلكوه)» .

وفي العكبري 2: 141: «(في) تتعلق باسلكوه ولم تمنع الفاء من ذلك، والتقدير: ثم فاسلكوه، فثم لترتيب الخبر عن المقول من غير تراخ» . الجمل 4: 393.

6 -

وعلى الله فليتوكل المؤمنون

[3: 122].

(على الله) متعلق بتوكل، ودخلت الفاء لمعنى الشرط، والمعنى: إن فشلوا فتوكلوا. العكبري 1: 83، الجمل 1:311.

7 -

لإيلاف قريش

[106: 1].

في العكبري 2: 160: «واللام متعلقة بقوله (فليعبدوا). . . ولا تمنع الفاء من ذلك وقيل: تتعلق بجعلهم من السورة قبلها لأنهما كسورة واحدة، وقيل: التقدير أعجبوا لإيلاف» . البحر 8: 514، الروض الأنف 1: 48، المغني 1:176.

8 -

فلذلك فادع واستقم كما أمرت

[42: 15].

أي فادع إلى دين الله وإقامته. (دعا) يتعدى باللام، وتحتمل أن تكون لام العلة. البحر 7:513.

9 -

ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين [4: 69].

(من النبيين) تفسير للذين أنعم الله عليهم. وأجاز الراغب أن يتعلق بالفعل (يطع). وهذا فاسد من جهة المعنى واللفظ. أما من جهة المعنى فيلزم أن يكون بعد نبينا نبي يطيعه. وأما من جهة اللفظ فما قبل فاء الجزاء لا يعمل فيما بعدها. البحر 3: 287. حال من الذين، ومن المجرور في عليهم. العكبري 1: 105، الجمل 1:398.

10 -

قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم [7: 16].

في الكشاف 2: 55: «فإن قلت: بم تعلقت الباء، فإن تعلقها بلأقعدن يصد

ص: 419

عنه لام القسم. لا تقول: والله بزيد لأمرن؟

قلت: تعلقت بفعل القسم المحذوف، تقديره: فبما أغويتني أقسم به لأقعدن». في البحر 4: 275: «وما ذكره من أن اللام تصد عن تعلق الباء بلأقعدن ليس حكما مجمعا عليه، بل في ذلك خلاف» . الجمل 2: 124.

11 -

عما قليل ليصبحن نادمين [23: 40].

(ما) توكيد. و (قليل) صفة لزمان محذوف. و (عما) يتعلق بما بعد اللام: إما بيصبحن، أو بنادمين، وجاز ذلك لأنه يتسامح في المجرورات والظروف ما لا يتسامح في غيرها، ألا ترى أنه لو كان مفعولاً به لم يجز، لو قلت: لأضربن زيدا. لم يجز: زيدًا لأضربن. وهذا قول بعض أصحابنا. وجمهورهم على أن لام القسم لا يتقدم شيء من معمولات ما بعدها عليها، سواء كان ظرفا أو مجرورًا أو غيرها، وعلى هذا يتعلق (عما قليل) بمحذوف يدل عليه ما قبله، تقديره: عما قليل تنصر؛ لأن قبله (رب انصرني) وذهب الفراء وأبو عبيدة إلى جواز تقديم معمول ما بعد هذه اللام عليها مطلقًا، البحر 6: 405 - 406، العكبري 2:78.

هل يتقدم معمول المصدر إذا كان

ظرفًا أو جارًا أو مجرورًا؟

هل يتقدم معمول المصدر عليه إذا كان ظرفًا أو جارًا أو مجرورًا.

قال الرضي 2: 181: «وأنا لا أرى منعا من تقدم معموله عليه إذا كان ظرفا أو شبهه؛ نحو قولك: اللهم ارزقني من عدوك البراءة، وإليك القرار.

قال تعالى: {ولا تأخذكم بهما رأفة} [24: 2]. وقال: {فلما بلغ معه السعي} [37: 102]. ومثله كثير. وتقدير الفعل في مثله تكلف، وليس كل مؤول بشيء حكمه حكم ما أول به، فلا منع من تأويله بالحرف المصدري من جهة المعنى، مع أنه لا يلزمه أحكامه. والظرف وأخوه يكفيهما رائحة الفعل، حتى إنه يعمل فيهما ما هو في غاية البعد من العمل كحرف النفي في قوله تعالى:

ص: 420

{ما أنت بنعمة ربك بمجنون} [68: 2]. فقوله (بنعمة) متعلق بمعنى النفي، أي انتفى بنعمة الله وبحمده منك الجنون».

هذا ما يراه الرضي وهو الراجح في نظري، ولكن الجمهور على منع ذلك وسأذكر بعض الآيات:

1 -

ولا تأخذكم بهما رأفة

[24: 2].

في العكبري 2: 80: «لا يجوز أن يتعلق الباء برأفة؛ لأن المصدر لا يتقدم عليه معموله، وإنما يتعلق بتأخذ، أي لا تأخذكم بسببهما. ويجوز أن يتعلق بمحذوف على البيان، أي أعنى» . الجمل 3: 208.

2 -

لو أن لي بكم قوة

[11: 80].

(بكم) حال من (قوة) وليس معمولا لها لأنها مصدر. العكبري 2: 23.

3 -

وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا [17: 23].

الحوفي: الباء متعلقة بقضى، ويجوز أن تكون متعلقة بمحذوف، أي أوصى، الواحدي في البسيط: الباء من صلة الإحسان وقدمت عليه، و (أحسن) و (أساء) يتعديان بإلى وبالباء.

أبو حيان: (إحسانا) إن كان مصدرًا ينحل بأن والفعل فلا يجوز تقديم متعلقه، وإن كان بدلاً من اللفظ بالفعل فيجوز تقديم معموله عليه. البحر 6:52.

4 -

لئلا يكون للناس عليكم حجة

[2: 150].

(عليكم) حال صفة تقدمت عاملها محذوف، ولا يجوز أن يتعلق بحجة، لأنه مصدر. البحر 1: 441، العكبري 1:38.

5 -

لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [4: 165].

(على الله) حال من (حجة) ويجوز أن يكون هو الخبر، و (للناس) حال. ولا يجوز أن يتعلق (على الله) بحجة لأنه مصدر. العكبري 1:113. الجمل 1: 448.

ص: 421

6 -

ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم [3: 66].

(لكم) الخبر، و (به) حال من (علم) ولا يجوز تعلقه به، إذ فيه تقديم الصلة على الموصول، فإن علقته بمحذوف يفسره المصدر جاز ويسمى تبيينا. العكبري 1: 77، الجمل 1:285.

7 -

ونذر الظالمين فيها جثيا

[19: 72].

(فيها) متعلق بنذر، أو بجثيا إن كان حالا، لا إن كان مصدرا أو حالا من (جثيا). الجمل 3:75.

8 -

وهو عليهم عمى

[41: 44].

قرئ (عَم) و (عمىً) فيتعلق بهما الجار والمجرور لتقدمه عليه، ويجوز على التبيين أو حال منه. العكبري 2:116.

9 -

وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام

[14: 23].

(بإذن ربهم) متعلق بأدخل وعلى قراءة (وأدخل) قال الزمخشري متعلق بما بعده. وفيه تقديم معمول المصدر المنحل بحرف مصدري عليه، وهو غير جائز. البحر 5: 420 - 421.

10 -

اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة

[5: 35].

(إليه) متعلق بالفعل، أو بالوسيلة؛ لأنها بمعنى المتوسل به، فيعمل فيما قبله، أو حال من الوسيلة. العكبري 1: 119، الجمل 1:487.

11 -

ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون [3: 75].

(على الله) متعلق بالفعل، أو حال من الكذب. البحر 2:501.

ولا يتعلق بالكذب لأنه مصدر. العكبري 1: 78، الجمل 1:289.

12 -

ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون

[41: 28].

(بما كانوا) يتعلق بجزاء الثاني، إن لم يكن توكيدا، وبالأول إن كان مؤكدًا، الجمل 4:40.

13 -

فراغ عليهم ضربا باليمين

[37: 93].

ص: 422

(باليمين) متعلق بضربا، إن لم تجعله مؤكدًا، وإلا فبعامله. عدى (راغ) هنا بعلى، وتقدم (فراغ إلى آلهتهم) لما كان مع الضرب المستولي عليهم من فوقهم إلى أسفلهم، بخلاف الأول فإنه توبيخ لهم. الجمل 3:538.

الوصف المقترن بأل لا يتقدم عليه معموله

1 -

قال إني لعملكم من القالين

[26: 168].

(لعملكم) متعلق إما بالقالين، وإن كان فيه (أل) لأنه يسوغ في المجرورات والظروف ما لا يسوغ في غيرهما، وإما بمحذوف دل عليه (القالين) تقديره: إني قال لعلمكم، وإما أن تكون للتبيين، أي لعملكم أعني من القالين. البحر 7: 36، العكبري 2: 88، الجمل 3:290.

2 -

فاخرج إني لك من الناصحين

[28: 20].

(لك) متعلق بمحذوف، أي ناصح، أو بمحذوف على جهة البيان، أي لك أعني، أو بالناصحين، وإن كان في صلة (أل) لأنه يتسامح في الظروف. البحر 7: 111، الجمل 3:342.

3 -

ونجعل لكم سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون [28: 35].

(بآياتنا) متعلق بنجعل، أو بيصلون، أو بالغالبون، وإن كان موصولاً أو بفعل محذوف، أي اذهبا. البحر 7: 118، العكبري 2: 93، الجمل 3:348.

4 -

ونكون عليها من الشاهدين

[5: 113].

البحر 4: 56.

5 -

وأنا على ذلكم من الشاهدين

[21: 56].

(على) متعلق بمحذوف تقديره: وأنا شاهد على ذلكم من الشاهدين، أو على جهة البيان، أي أعني على ذلكم، أو باسم الفاعل، وإن كان في صلة (أل) لاتساعهم في الظروف والمجرور. البحر 6: 321، العكبري 2:70.

ص: 423

6 -

وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين

[7: 21].

(لكما) متعلق بمحذوف تقديره: ناصح، أو أعني، أو بالناصحين على أن (أل) موصولة وتسومح في الظرف، أو على أن (أل) لتعريف الجنس. البحر 4:279.

وصف المصدر يمنع عمله في الظروف

1 -

وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا [29: 25].

أجاز أبو البقاء أن يتعلق (في الحياة) باتخذتم على جعل (ما) كافة ونصب (مودة) لا على جعل (ما) موصولة بمعنى الذي، أو مصدرية ورفع (مودة) لئلا يؤدي إلى الفصل بين الموصول وما في الصلة بالبخر. وأجاز قوم منهم ابن عطية أن يتعلق في الحياة بمودة، وأن يكون (بينكم صفة لمودة: وهو لا يجوز، لأن المصدر إذا وصف قبل أخذ متعلقه لا يعمل، وشبهتهم في هذا أنه يتسع في الظروف. وأجاز أبو البقاء أن يتعلق بنفس (بينكم) قال: لأن معناه اجتماعكم أو وصلكم، وأجاز أيضًا أن يجعله حالاً من (بينكم) قال: لتعرفه بالإضافة، وهما إعرابان لا يتعقلان. البحر 7: 148 - 149، العكبري 2:95.

2 -

كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون [41: 3].

لقوم متعلق بفصلت، ويبعد أن يتعلق بتنزيل لكونه وصف بقوله (من الرحمن) أو أبدل منه (كتاب) أو كان خبرًا له، فيكون في ذلك البدل والإخبار عنه قبل أخذ معموله، وهو لا يجوز. البحر 7: 483، الجمل 4:28.

3 -

قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم [60: 4].

(في إبراهيم) له أوجه: نعت آخر لأسوة، متعلق بحسنة تعلق الظرف بعامله، حال من الضمير في (حسنة)، خبر (كان) و (لكم) تبيين. ولا يجوز أن يتعلق بأسوة، لأنها قد وصفت. العكبري 2: 137، الجمل 4:319.

4 -

فجزاء مثل ما قتل من النعم

[5: 95].

ص: 424

(من النعم صفة (جزاء) ولا يتعلق به، لأنه مصدر موصوف لا يعمل. البحر 4: 19، العكبري 1: 126).

5 -

علمها عند ربي في كتاب

[20: 52].

لا يجوز أن يكون (في كتاب) متعلقا بعلمها. و (عند) الخبر، لأن المصدر لا يعمل فيما بعد خبره. العكبري 2: 64، الخصائص 3:256.

المصدر إذا وصف لا يعمل في الظرف. انظر البحر 3: 22، 5: 6، 6: 440، وأجاز الزمخشري. الكشاف 1: 185، 2:411.

ص: 425

الفصل بالأجنبي يمنع التعلق

الفصل بالأجنبي يمنع تعلق الجار والمجرور بالفعل. أمالي الشجري 1: 141.

1 -

إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر [86: 8 - 9].

في أمالي الشجري 1: 192: «المعنى: إنه على رجعه يوم تبلى السرائر لقادر، ولما فصل خبر (إن) بين المصدر الذي هو الرجع وبين الظرف بطل عمله فيه، فلزم إضمار ناصب من لفظ (الرجع) فكأنه قيل: يرجعه يوم تبلى السرائر» .

وفي المغني 2: 125: «ونظير ما لزم الزمخشري هنا ما لزمه إذ علق (يوم تبلى السرائر) بالرجع من قوله تعالى: (إنه على رجعه لقادر، وإذ علق (أيامًا) بالصيام من قوله تعالى: {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. أياما معدودات} [2: 183 - 184]. فإن في الأولى الفصل بخبر (إن) وهو (لقادر) وفي الثاني الفصل بمعمول (كتب) وهو (كما كتب) فإن قبل: لعله يقدر (كما كتب) صفة للصيام، فلا يكون متعلقا بكتب قلنا: يلزم محذور آخر، وهو اتباع المصدر قبل أن يكمل معموله» .

2 -

ذلك جزاءهم جهنم بما كفروا

[18: 106].

(بما كفروا) خبر (ذلك) ولا يجوز أن يتعلق الباء (بجزاؤهم) للفصل بينهما. البحر 6: 167، العكبري 2: 75، الجمل 3:49.

3 -

الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات [9: 79].

أبو البقاء: (من المؤمنين) حال من الضمير في (المطوعين؛ و (في الصدقات) متعلق بيلمزون، ولا يتعلق بالمطوعين، لئلا يفصل بينهما بأجنبي. وليس بأجنبي لأنه حال، وإذا كان حالاً جاز الفصل بها بين العامل فيها والمعمول، نحو: جاء الذي يمر راكبًا بزيد. البحر 5: 76، العكبري 2:100.

ص: 426

4 -

وما عند الله خير للأبرار

[3: 198].

(ما) مبتدأ، خبره (خبر)(للأبرار) نعت له، أو هو الخبر، و (خير) خبر ثان وقيل:(للأبرار) حال من ضمير الظرف، و (خير) خبرن وهذا بعيد، لأن فيه الفصل بين المبتدأ والخبر بحال غيره، والفصل بين الحال وصاحبها بخبر المبتدأ، وذلك لا يجوز في الاختيار. العكبري 1:91.

العكبري يمنع الفصل فيما سبق. ثم تراه يجيز التعلق مع الفصل الكثير في قوله تعالى:

{فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب} [28: 31 - 32].

(من الرهب) متعلق بولي، أي هرب من الفزع، وقيل: بمدبرا وقيل: بمحذوف، أي يسكن من الرهب. العكبري 2:93.

لا يتعلق الظرف والجار والمجرور باسم المكان

اسما الزمان والمكان لا يعملان في الظرف والجار والمجرور.

الخصائص 2: 208: شرح الجاربردي للشافية: 70، العكبري 1: 83، 91 البحر 164، وأجازه الصبان على الأشموني 3: 180، المقتضب 2: 121 - 422.

1 -

تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال

[3: 121].

(للقتال) متعلق بالفعل، أو صفة لمقاعد؛ ولا يتعلق به، لأنه مكان لا يعمل. العكبري 1:92.

2 -

فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب

[3: 188].

(من العذاب) صفة لمفازة، ولا يتعلق بها لأنها مكان، والمكان لا يعمل ويجوز أن تكون (مفازة) مصدرًا، ويراد به اسم الفاعل فيتعلق به. العكبري 1: 90، الجمل 1:246.

ص: 427

لا يتعلق بشيء حرفا جر فأكثر بلفظ واحد

ومعنى واحد إلا على البدل أو العطف

قال الرضي 2: 204 - 205: «الفعل لا يتعدى بحرفي جر متماثلين لفظًا ومعنى إلى شيئين من نوع واحد؛ كمفعول بهما. أو زمانين، أو مكانين، فإن لم يكونا من نوع، كقولك: درت في البلد في يوم الجمعة جاز، وقولك: أقمت في العراق في بغداد، أو في رمضان في الخامس - بدل الجزء من الكل، استغنى عن الضمير شهرة الجزئية.

فإن اختلف معنيا الحرفين، نحو: مررت بزيد بعمرو، أي مع عمرو، أو لفظاهما؛ نحو: سرت من البصرة إلى الكوفة جاز». انظر الخزانة 3: 673 - 674.

الآيات

1 -

وينزل من السماء من جبال فيها من برد [24: 43].

(من) الأولى لابتداء الغاية. الثانية يجوز فيها وجهان: التبعيض على أن الجبال برد. والآخر: على أن المعنى: من أمثال الجبال، فتكون لابتداء الغاية كقولك: خرجت من بغداد من داري إلى الكوفة.

الثالثة، للتبعيض، أو للتبيين. التبعيض على معنى: ينزل من السماء بعض البرد. وأما التبيين فعلى أن الجبال من برد. ابن يعيش 8: 14.

2 -

ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا [2: 246].

(من بني) حالية، وكذلك:(من بعد): الأولى للتبعيض، والثانية لابتداء الغاية، فيتعدى إليهما عامل واحد. البحر 2:253.

3 -

يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث [39: 6].

(في ظلمات) لا يتعلق بيخلقكم؛ لأنه تعلق به حرف مثله، فإن جعلته بدلاً

ص: 428

من (في بطون أمهاتكم) بدل اشتمال بإعادة العامل جاز ذلك، ولا يضر الفصل بالمصدر، لأنه من تتمة العامل؛ فليس بأجنبي. الجمل 3:596. متعلق بخلق الثاني. العكبري 2: 111.

4 -

أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم

[19: 58].

(من النبيين)(من) للبيان، لأن جميع الأنبياء منعم عليهم. و (من) الثانية للتبعيض. وقال أبو البقاء:(من ذرية) بدل بإعادة الجار. (وممن حملنا) وما بعده معطوف على (من) الأولى، أو الثانية. البحر 6: 200، العكبري 2: 60، الجمل 3:69.

5 -

أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم [65: 6].

(من حيث) للتبعيض، أي بعض مكان مساكنكم. وقال الحوفي: لابتداء الغاية. (من وجدكم) بدل. البحر 8: 284 - 285، العكبري 2: 139، الجمل 4:352.

6 -

عم يتساءلون عن النبأ العظيم

[78: 1].

(عم) متعلق بالفعل بعده. (عن النبأ) متعلق بمحذوف، أي يتساءلون عن النبأ. وقال أبو البقاء بدل. البحر 7: 411، العكبري 2: 149، الجمل 4:462.

7 -

لآكلون من شجر من زقوم

[56: 52].

(من) الأولى لابتداء الغاية، أو للتبعيض. (من زقوم) إن كان بدلا فمن تحتمل الوجهين، وإن لم تكن بدلاً فهي لبيان الجنس، أي من شجر الذي هو الزقوم. البحر 8: 210، العكبري 2: 134، الجمل 4:271.

8 -

ولقد اخترناهم على علم على العالمين [44: 32].

(على علم) بمعنى مع حال. (على العالمين) للاستعلاء، فلما اختف معنى الحرفين جاز تعلقهما بعامل واحد. الجمل 4: 104، الكشاف. البحر 8: 38، العكبري 2:121.

9 -

فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى

[18: 30].

ص: 429

(من شاطئ) لابتداء الغاية، (من الشجرة) بدل. البحر 7: 116، الجمل 3:346.

10 -

وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا

[16: 66].

(من) الأولى للتبعيض متعلقة بنسقيكم، والثانية لابتداء الغاية، متعلقة بنسقيكم، وجاز ذلك لاختلاف مدلوليهما، ويجوز أن يكون (من بين) في موضع الحال؛ لأنه لو تأخر لكان صفة. ويجوز أن بدلاً من (مما في بطونه) البحر 5: 510، العكبري 2: 44، الجمل 2:572.

11 -

يتوارى من القوم من سوء ما بشر به [16: 59].

(من) الأولى لابتداء الغاية، والثانية للتعليل. الجمل 2:570.

12 -

ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء [2: 255].

(بما) بدل من (بشيء) نحو: لا أمر بأحد إلا بزيد. البحر 2: 279، العكبري 1: 60، الجمل 1:308.

13 -

ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء

[4: 127].

الزمخشري: (في يتامى) متعلق بيتلى. أو بدل من (فيهن) أو (في) للسببية. ودعواه بأنه بدل من (فيهن) لا تجوز، للفصل بين البدل والمبدل منه بالعطف، النهر 3: 360، العكبري 1: 109، الجمل 1:428.

14 -

قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار [7: 38].

(في أمم) متعلق بادخلوا، أبو بمحذوف حال. (في النار) متعلق بخلت أو بمحذوف صفة لأمم، أو بادخلوا على أن تكون (في) الأولى بمعنى مع، فاختلف مدلول (في)؛ إذ الأولى تفيد الصحبة، والثانية تفيد الظرفية. وإذا اختلف مدلول الحرف جاز أن يتعلق الحرفان بفعل واحد، ويكون إذ ذاك (ادخلوا) قد تعدى إلى الظرف المختص بفي، وهو الأصل، وإن كان قد تعدى في موضع آخر بنفسه:

ص: 430

(وقيل ادخلا النار)(أدخلوا أبواب جهنم) ويجوز أن تكون (في) باقية على مدلولها في الظرفية، و (في النار) كذلك، ويتعلقان بادخلوا، على أن يكون (في النار) بدل اشتمال. البحر 4: 295، العكبري 1: 151، الجمل 2:137.

15 -

وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم [6: 137].

الزمخشري: ليردوهم إن كان التزيين من الشياطين فهي على حقيقة التعليل وإن كان من السدنة فهي للصيرورة.

الجمل: الأولى للتعدية، والثانية للتعليل، الجمل 2:94.

16 -

واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا [7: 148].

(من) الأولى لابتداء الغاية، والثانية للتبعيض، وأجاز أبو البقاء أن يكون (من حليهم) حالاً؛ لأنه صفة تقدمت. البحر 4: 391 - 392.

17 -

عفا الله عنك لم أذنت لهم

[9: 43].

اللام الأولى للتعليل، والثانية للتبليغ، متعلقان بأذنت. البحر 5:47.

18 -

حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف

[10: 22].

(بهم)(بريح) يتعلقان بجرين عند العكبري.

والذي يظهر أن الباء في (بهم) متعلقة بجرين تعلقها بالمفعول به: نحو: مررت بزيد، وأن الباء في «بريح» يجوز أن تكون للسبب، فاختلف المدلول فجاز أن يتعلقا بفعل واحد، ويجوز أن تكون الباء للحال، أي جرين بهم ملتبسة بريح، فتتعلق بمحذوف؛ كما تقول: جاء زيد بثيابه. البحر 5: 139، الجمل 2:335.

19 -

وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث [17: 106].

(على) الأولى في موضع المفعول به، والثانية في موضع الحال، أي متمهلاً مترسلاً، فاختلف مدلول الحرفين، فتعلقا بتلقرأه.

وقال الحوفي: (على مكث) بدل من (على الناس) وهذا لا يصح، لأن (مكث) من صفة الرسول صلى الله عليه وسلم. وليس من صفات الناس.

ص: 431

البحر 6: 87 - 88، العكبري 2: 51، الجمل 2:651.

20 -

استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم [8: 24].

(لما) متعلق بدعاكم، و (دعا) يتعدى باللام، أو اللام بمعنى (إلى) ويتعلق باستجيبوا، وتعلق حرفان بعامل واحد لاختلاف مدلوليهما. البحر 4:481.

21 -

كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد

[14: 1].

(بإذن) متعلق بتخرج، وجوز أبو البقاء أن يكون حالاً، أي مأذونًا لك، والظاهر أن قوله (إلى صراط) بدل من قوله (إلى النور) ولا يضر هذا الفصل بين البدل والمبدل منه لأن (بإذن) معمول للعامل في المبدل منه.

وأجاز الزمخشري أن يكون «إلى صراط» على وجه الاستئناف. البحر 5: 403، العكبري 2: 35، الجمل 2:506.

22 -

سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا [3: 151].

الباء للسببية، و «في» للظرفية، متعلقان بالفعل، وهما مختلفان. العكبري 1:85.

23 -

وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون [27: 12].

«من غير» «في تسع» «بيضاء» أحوال ثلاثة. «إلى» متعلق بمحذوف التقدير: مرسلاً إلى فرعون، أو صفة لتسع، أو آيات. العكبري 2: 90، الجمل 3:302.

24 -

ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم [7: 16].

لم خالف بين الحرفين. انظر الكشاف 2: 56، البحر 4: 276، الجمل 2:124.

ص: 432

استعمال حروف الجر بعضها مكان بعض

ذكر المبرد في الكامل 6: 244 - 245. أن حروف الخفض يبدل بعضها مكان بعض، إذا وقع الحرفان في معنى في بعض المواقع، وبعد أن ذكر شواهد من القرآن والشعر قال: وهذا كثير جدًا.

كما صنع مثل ذلك في المقتضب 2: 319.

وعقد أبو الفتح بابًا في الخصائص 2: 306. عنونه بقوله: باب في استعمال الحروف بعضها مكان بعض ثم قال: هذا باب يتلقاه الناس مغسولاً ساذجًا من الصنعة. وما أبعد الصواب عنه وأوقفه دونه. وذلك أنهم يقولون: إن (إلى) تكون بمعنى مع. ويحتجون لذلك بقول الله سبحانه «من أنصارى إلى الله» أي مع الله. . . ولسنا ندفع أن يكون ذلك كما قالوا؛ لكنا نقول: إنه يكون بمعناه في موضع دون موضع، على حسب الأحوال الداعية إلى ذلك، والمسوغة له، فأما في كل موضع وعلى كل حال فلا؛ ألا ترى أنك إذا أخذت بظاهر هذا القول غفلاً هكذا لا مقيدا لزمك أن تقول: سرت إلى زيد، وأنت تريد: معه، وأن تقول: زيد في الفرس، وأنت تريد: عليه. . . اعلم أن الفعل إذا كان بمعنى فعل آخر. وكان أحدهما يتعدى بحرف والآخر بآخر فإن العرب قد تتسع فتوقع أحد الحرفين موقع صاحبه، إيذانًا بأن هذا الفعل في معنى ذلك الآخر. . . ووجدت في اللغة من هذا الفن شيئًا كثيرًا لا يكاد يحاط به، ولعله لو جمع أكثره (لا جميعه) لجاء كتابا ضخمًا. (ص 306 - 315) انظر الخزانة 4: 248 - 249.

وعقد ابن الشجري في أماليه بابا لهذا أيضًا ذكر فيه قيام بعض الحروف مقام بعض ومثل بكثير من أمثلة ابن جني وشواهده. أمالي الشجر 2: 267 - 272. كذلك عقد ابن قتيبة في أدب الكاتب بابا لهاذ ص 179 - 183، ومثل لهذا وتكلم الجواليقي عن هذه الشواهد ص 352 - 378.

وقال ابن السيد البطليوسي في الاقتضاب ص 339 - 340: «هذا الباب أجازه قوم من النحويين أكثرهم الكوفيون، ومنع منه قوم أكثرهم البصريون وفي القولين

ص: 433

جميعا نظر. لأن من أجازه دون شرط وتقييد لزمه أن يجيز: سرت إلى زيد، وهو يريد: مع زيد. . . وهذه المسائل لا يجيزها من يجيز إبدال الحروف ومن منع من ذلك على الإطلاق لزمه أن يتعسف في التأويل لكثير مما ورد في هذا الباب».

وقال الرضي 2: 299: «وإقامة حروف الجر مقام بعض غير عزيزة» .

وقال في ص 318: «والأولى: إبقاء الحروف على معناها ما أمكن» . وقال في ص 320: «واعلم أنه إذا أمكن في كل حرف يتوهم خروجه عن أصله وكونه بمعنى كلمة أخرى أو زيادته - أن يبقى على أصل معناه الموضوع هو له، ويضمن فعله المعدي به معنى من المعاني يستقيم به الكلام فهو الأولى، بل الواجب، فلا نقول: إن (على) بمعنى) من) في قوله تعالى: {إذا اكتالوا على الناس} [83: 2]. بل تضمن (اكتالوا) معنى: تحكموا في الاكتيال وتسلطوا» .

وفي البحر 8: 152: «حروف الجر يسد بعضها مسد بعض» . وفي البحر 1: 273 في قوله تعالى: {وإذا خلوا إلى شياطينهم} [2: 14]. «(إلى) قيل بمعنى مع. والأجود: أن يضمن (خلا) معنى فعل يعدى بإلى، أي انضوى إلى بعض أو استكان، أو ما أشبهه، لأن تضمين الأفعال أولى من تضمين الحروف» .

وفي البحر 4: 318: «وهذا ليس بجيد، لأنه تضمين في الحروف» .

وفي البحر 4: 435 في قوله تعالى: {ثقلت في السموات والأرض} [7: 187]. «أصله أن يتعدى بعلى. تقول: ثقل على هذا الأمر. فإما أن يدعى أن (في) بمعنى (على)، كما قال بعضهم في قوله تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} [20: 71]. أو يضمن (ثقلت) معنى فعل يتعدى بفي» .

وفي المغني 1: 102 - 103: «مذهب البصريين أن أحرف الجر لا ينوب بعضها عن بعض بقياس، كما أن أحرف الجزم، وأحرف النصب كذلك.

وما أوهم ذلك فهو عندهم إما مؤول تأويلاً يقبله اللفظ، كما قيل في {ولأصلبنكم في جذوع النخل} [20: 71]. إن (في) ليست بمعنى (على)، ولكن شبه المصلوب لتمكنه من الجذع بالحال في الشيء، وإما على تضمين الفعل معنى فعل يتعدى بذلك الحرف».

ص: 434

الآيات

1 -

ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل [2: 87].

ليس التضعيف في (وقفينا) للتعدية، هو مضمن معنى: جئنا. البحر 1: 298.

2 -

أو كلما عاهدوا عهدًا نبذه فريق منهم [2: 100].

(عهدًا) مفعول به. على تضمين (عاهدوا) معنى (أعطوا)، أو مفعول مطلق. البحر 1: 324، العكبري 1: 30، الجمل 1:85.

3 -

بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه [6: 41].

ابن عطية: الضمير في (إليه يحتمل أن يعود إلى (الله) بتقدير: فيكشف ما تدعون فيه إلى الله.

وهذا ليس بجيد، لأن (دعا) بالنسبة إلى مجيب الدعاء إنما يتعدى لمفعول به دون حرف الجر {ادعوني أستجيب لكم} إلا أنه يمكن أن يصحح كلامه بدعوى تضمين (يدعون) معنى (يلجأون) لكن التضمين ليس بقياس، ولا يصار إليه إلا عند الضرورة «ولا ضرورة هنا». البحر 4:129.

4 -

إن الحكم إلا لله يقص الحق

[6: 57].

قرئ (يَقْضِ) الحق. ضمن (يقضى) معنى (ينفذ) فعداه إلى مفعول به.

وقيل: (يقضى) بمعنى (يصنع)، وقيل: حذف الباء. البحر 4: 143، الجمل 2:36.

5 -

نرفع درجات من نشاء

[6: 83].

(درجات) ظرف، أو مفعول ثان ضمن (نرفع) معنى ما يعدى إلى اثنين أي نعطي من نشاء درجات. البحر 4:172.

6 -

ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون [7: 9].

ص: 435

يتعلق (بآياتنا) بقوله (يظلمون) لتضمنه معنى (يكذبون) أو لأنها بمعنى يجحدون. البحر 4: 271.

7 -

وأمطرنا عليهم مطرا

[7: 84].

ضمن (أمطرنا) معنى (أرسلنا) فلذلك عداه بعلى، كقوله {فأمطر علينا حجارة من السماء} [8: 32]. البحر 4: 335، الجمل 2:160.

8 -

فظلموا بها

[7: 103].

تعدى فظلموا بالباء لتضمنه معنى (كفروا) أو تكون الباء سببية، أي ظلموا أنفسهم بسببها. البحر 4: 354، والجمل 2:169.

9 -

ثقلت في السموات والأرض

[7: 187].

(ثقل) يتعدى بعلى. ثقل على هذا الأمر. فإما أن يدعى أن (في) بمعنى (على) أو يضمن (ثقلت) معنى فعل يتعدى بفي. البحر 4: 435، الجمل 2:213.

10 -

فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم

[9: 4].

تعدى (فأتموا) بإلى لتضمنه معنى (فأدوا). البحر 5: 9.

11 -

أعجلتم أمر ربكم

[7: 150].

يقال: عجل عن الأمر، إذا تركه غير تام، وأعجله عنه غيره ويضمن معنى سبق، فيعدى تعديته، فيقال: عجلت الأمر، البحر 4:395.

12 -

ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم إلى الأرض [9: 38].

(أثاقلتم) معناه: ملتم إلى شهوات الدنيا حين أخرجت الأرض ثمارها ولما ضمن الفعل معنى الميل والإخلاص عدى بإلى. البحر 5: 41، الجمل 2:278.

13 -

وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم [9: 125]

ضمن الزيادة معنى الضم، فلذلك عدى بإلى، وقيل:(إلى) بمعنى مع. الجمل 2: 325.

14 -

وقال اركبوا فيها

[11: 41].

عدى (اركبوا) بفي لتضمنه معنى (صيروا فيها) أو معنى (ادخلوا فيها).

ص: 436

وقيل: التقدير: اركبوا الماء فيها وقيل: (في) زائدة للتوكيد، أي اركبوها. البحر 5:224.

15 -

وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم

[11: 59].

أصل (جحد) أن يتعدى بنفسه، لكنه أجرى مجرى (كفر) فعدى بالباء كما عدى (كفر) بنفسه في قوله تعالى:{ألا إن عادا كفروا ربهم} [11: 60].

إجراء له مجرى (جحد). وقيل: (كفر) كشكر: يتعدى تارة بنفسه وتارة بحرف الجر. البحر 5: 235، العكبري 2: 22، الجمل 2:400.

16 -

لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا [12: 5].

عدى (يكيد) هنا باللام، وعدى بنفسه في قوله تعالى {فكيدون} [78: 39]. فاحتمل أن يكون من باب: شكرت زيدا ولزيد، واحتمل أن يكون من باب التضمين، ضمن معنى ما يتعدى باللام، أي فيحتالوا لك بالكيد، والتضمين أبلغ؛ لدلالته على معنى الفعلين. البحر 5: 82، العكبري 2: 26، الجمل 2:429.

17 -

فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم [14: 37].

أي تسرع غليهم وتطير نحوهم شوقا، ضمن (تهوي) معنى (تميل) فعداه بإلى، وأصله أن يتعدى باللام. البحر 5: 433، العكبري 2: 27، الجمل 2:522.

18 -

وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع [15: 66].

ضمن (قضينا) معنى (أوحينا) فعدى بإلى. البحر 5: 461، الجمل 2:543.

19 -

أفبنعمة الله يجحدون

[16: 71].

الجحد بمعنى الكفر فعدى بالباء، والجحود متعد بنفسه، الجمل 2:577.

20 -

وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين [17: 4].

(قضى) يتعدى بنفسه إلى مفعول، وضمن هنا معنى الإيحاء وافنفاذ فتعدى بإلى. البحر 6: 8، الجمل 2:606.

21 -

ولا تعد عيناك عنهم

[18: 28].

ص: 437

(عدا) يتعدى بنفسه، فيقدر المفعول، أي النظر. وقال الزمخشري: عدى بعلى لتضمنه معنى (نبأ). والغرض من التضمين إعطاء مجموع المعنيين. وذلك أقوى من إعطاء معنى فذ. والتضمين لا ينقاس عند البصريين. البحر 6: 119.

22 -

فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها [18: 42].

لما كان (يقلب كفيه) كناية عن الندم عداه تعدية فعل الندم، كأنه قيل: فأصبح نادمًا على ذهاب ما أنفق في عمارتها. البحر 6: 130، أو حال، العكبري 2:54.

23 -

ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون [21: 52].

(عكف) يتعدى بعلى. فقيل: (لها) بمعنى (عليها)، وقيل: ضمن (عاكفون) معنى (عابدون). البحر 6: 320، العكبري 2:70.

24 -

واصطبر لعبادته

[19: 65].

عدى باللام على سبيل التضمين، أي أثبت بالصبر لعبادته، وأصله أن يتعدى بعلى (فاصطبر عليها). البحر 6:204.

25 -

ونجيناه ولوطًا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين [21: 71].

ضمن (نجينا)(أخرجناه) بنجاتنا إلى الأرض، ولذلك تعدى بإلى. ويحتمل أن تكون (إلى) متعلقة بمحذوف، أي منتهيًا إلى الأرض، فيكون في موضع الحال، ولا تضمين في (نجيناه). البحر 6: 328 - 329.

26 -

ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا [21: 77].

عدى (نصرناه) بمن لتضمنه معنى (نجيناه) بنصرنا من القوم، أو عصمناه ومنعناه. وقال أبو عبيدة:(من) بمعنى (على). البحر 6: 33، العكبري 2:71.

27 -

ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم [22: 25].

أبو عبيدة: الباء زائدة في المفعول. الزمخشري: حالان مترادفتان.

الأولى: أن يضمن (يرد) بمعنى (يلتبس) فيتعدى بالباء. البحر 6: 363، العكبري 2: 75، الجمل 3:164.

28 -

وليضربن بخمرهن على جيوبهن [24: 31].

ص: 438

ضمن (يضربن) معنى (يلقين) و (ليضعن) فلذلك عداه بعلي؛ كما تقول: ضربت بيدي على الحائط، إذ وضعتها عليه. البحر 6:448.

29 -

فليحذر الذين يخالفون عن أمره

[24: 63].

(خالف) يتعدى بنفسه، نحو: خالفت أمر زيد، وبإلى، نحو: خالفت إلى كذا. ضمن (يخالفون) معنى (يصدون ويعرضون) فعدى بعن. قال أبو عبيدة والأخفش: (عن) زائدة. البحر 6: 477، العكبري 2: 84، الجمل 3:244.

30 -

قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون [27: 72]

قرئ (رَدَفَ) بفتح الدال، وهما لغتان. أصله التعدي، بمعنى: لحق وتبع، فاحتمل أن يكون مضمنا معنى اللازم، أزف وقرب، أو اللام زائدة. البح ر 7: 95، العكبري 2: 91، الجمل 3:325.

31 -

فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير [28: 24].

الزمخشري: عدى (فقير) باللام، لأنه ضمنه معنى سائل وطالب ويحتمل أن يريد: فقير من الدنيا لأجل ما أنزلت إلى من خير الدين. البحر 7: 114.

32 -

والله على ما نقول وكيل

[28: 28].

ضمن (وكيل) معنى (شاهد) فعدى بعلى. البحر 7: 116.

33 -

وكم من قرية بطرت معيشتها

[28: 58].

(معيشتها) تمييز عند الكوفيين، أو مفعول على تضمين (بطرت) معنى فعل متعد، أي خسرت معيشتها على مذهب أكثر البصريين، أو على إسقاط (في) أي في معيشتها على مذهب الأخفش، أو على الظرف على تقدير: أيام معيشتها، كقولك: جئتك خفوق النجم على قول الزجاج. البحر 7: 126، العكبري 2: 93، الجمل 3:354.

34 -

إن كادت لتبدي به

[28: 10].

ضمن (تبدي) معنى (تصرح) فعدى بالباء. وفي السمين: الباء زائدة. وقيل: سببية المفعول محذوف، أي لتبدي القول بسبب موسى،

ص: 439

الجمل 3: 337.

35 -

والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد [35: 10].

(مكر) لازم (السيئات) نعت لمصدر محذوف، أو ضمن (يمكرون) معنى (يكتسبون). فنصب المفعول به. البحر 7: 304، الجمل 3:484.

36 -

فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي [38: 32].

انتصب (حب الخير) قيل: على المفعول به، لتضمن (أحببت) معنى (آثرت) قاله الفراء. وقيل: منصوب على المصدر التشبيهي، أي أحببت الخيل كحب الخير. أي حبًا مثل حب الخير. وقيل: عدى بعن، فضمن معنى فعل يتعدى بها، أي أنبت حب الخير عن ذكر ربي، أو جعلت حب الخير مغنيا عن ذكر ربي. البحر 7: 396، العكبري 2: 109، الجمل 3:571.

37 -

ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله [39: 23].

ضمن (تلين) معنى (تطمئن). البحر 7: 423، وقيل:(إلى) بمعنى (عند) الجمل 3: 605.

38 -

فاستقيموا إليه واستغفروه

[41: 6].

ضمن (استقيموا) معنى التوجه، فلذلك تعدى بإلى، أي وجهوا استقامتكم إليه. البحر 7: 484، الجمل 4:29.

39 -

وأصل لي في ذريتي

[46: 15].

ضمن (وأصلح لي) معنى (والطف بي في ذريتي) لأن (أصلح) يتعدى بنفسه؛ كقوله تعالى: {وأصلحنا له زوجه} [21: 90]. البحر 8: 61، العكبري 2:123.

40 -

ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه [47: 38].

(بخل) يتعدى بعلى، وبعن، يقال: بخلت عليه وعنه، وضمن معنى الإمساك فعدى بعن. البحر 8: 86، الجمل 4:152.

41 -

دمر الله عليهم

[47: 10].

المفعول محذوف، أي أنفسهم، أو ضمن (دمر) معنى (سخط). الجمل 4:141.

ص: 440

42 -

فتماروا بالنذر

[54: 36].

ضمن معنى التكذيب فتعدى تعديته. الجمل 4: 244.

43 -

وإن يقولوا تسمع لقولهم

[63: 4].

ضمن (تسمع) معنى (تصغى) و (تميل) فعدى باللام. البحر 7: 272.

44 -

أن اغدوا على حرثكم

[68: 23].

ضمن (الغدو) معنى (الإقبال). البحر 8: 312.

45 -

إنا إلى ربنا راغبون

[68: 32].

عدى (راغبون) بإلى، وهو يتعدى بعن أو (في) لتضمنه معنى الرجوع. الجمل 4:380.

46 -

ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا [72: 17].

(سلك) يتعدى للمفعول الثاني بفي، وعدى هنا بنفسه لتضمنه معنى (ندخله). الجمل 4:414.

47 -

ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه [2: 130].

(نفسه) تمييز عند الكوفيين، أو مفعول به، لأن (سفه) يتعدى بنفسه، أو لأنه ضمن معنى (جهله). والصحيح أن (سفه) يتعدى بنفسه، كما حكاه المبرد وثعلب. البحر 1: 394، الجمل 1:109.

48 -

وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم [2: 227].

(الطلاق) منصوب على نزع الخافض، لأن (عزم) يتعدى بعلى، أو ضمن معنى (نوى). البحر 2: 183، العكبري 1:53.

49 -

ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله [2: 235].

(عقدة) مفعول به لتضمين (تعزموا) معنى ما يتعدى بنفسه، أي تنووا أو تضمموا، أو تباشروا. وقيل: انتصب على المصدر، ومعنى (تعزموا):(تعقدوا) وقيل: انتصب على إسقاط (على). البحر 2: 229، العكبري 1:55.

50 -

ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم

[3: 73].

قيل: اللام زائدة. والأجود: عدم الزيادة، وضمن معنى (أقر واعترف) قال

ص: 441

أبو علي: وقد تتعدى (آمن) باللام. البحر 2: 494.

51 -

إن الله عهد إلينا أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان [3: 183]

(إن) على تقدير حرف الجر، أي بأن، أو مفعول به على تضمين (عهد) معنى (ألزم). البحر 3: 132، العكبري 1:89.

52 -

قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم [7: 16].

(صراطك) منصوب على إسقاط (على) والأولى أن يضمن (لأقعدن) معنى فعل يتعدى، التقدير: لأزلمن بقعودي صراطك المستقيم. البحر 4: 275، العكبري 1:149.

53 -

لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا [3: 118].

(ألا) يتعدى إلى واحد بحرف الجر، نحو: ما آلوت في الأمر، أي ما قصرت فيه قيل: انتصب (خبالاً) على التمييز المنقول من المفعول، وقيل: مصدر في موضوع الحال وقال الزمخشري: ألا في الأمر يألو، إذا قصر فيه، ثم استعمل معدى إلى مفعولين في قولهم: لا آلوك نصحا، ولا آلوك جهدًا على التضمين، والمعنى لا أمنعك نصحا ولا أنقصه. البحر 3: 38 - 39.

وفي النهر ص 38 - 39: «الأحسن تخريجه على التضمين، أي لا يمنعونكم فسادًا» .

54 -

ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق [5: 48].

ضمن (تتبع) معنى (تنحرف) فعدى بعن. وقال أبو البقاء: (عما جاءك) في موضع الحال، أي عادلاً عما جاءك، ولم يضمن (تتبع) معنى (تنحرف) وهذا ليس بجيد، لأن (عن) حرف ناقص لا يصلح أن يكون حالاً من الجنة؛ كما لا يصلح أن يكون خبرًا، وإذا كان ناقصًا فإنه يتعدى بكون مقيد، والكون المقيد لا يجوز حذفه. البحر 3: 502، العكبري 1:121.

55 -

وإذ نتقنا الجبل فوقهم

[7: 171].

(فوقهم) حال مقدرة. وقال الحوفي وأبو البقاء: (فوقهم) ظرف لنتقنا. ولا يمكن ذلك إلا أن ضمن (نتقنا) معنى فعل يمكن أن يعمل في (فوقهم) أي رفعنا.

ص: 442

البحر 4: 419، العكبري 1:160.

56 -

وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا [2: 76].

(إلى) بمعنى مع، الأولى أن يضمن (خلا) معنى فعل يتعدى بإلى، أي انضوى أو استكان، لأن تضمين الأفعال أولى من تضمين الحروف. البحر 1:273.

57 -

والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم [23: 5 - 6].

(حفظ) لا يتعدى بعلى، فقيل:(على) بمعنى (من) أي إلا من أزواجهم، كما استعملت (من) بمعنى (على) في قوله تعالى:(ونصرناه من القوم) قاله الفراء وتبعه ابن مالك. والأولى أن يكون من باب التضمين: ضمن (حافظون) معنى (ممسكون) أو (قاصرون)، وتكلف الزمخشري وجوها. البحر 6: 396، الكشاف، الجمل 3:185.

58 -

يسألونك كأنك حفي عنها [7: 187].

(عنها) متعلق (بيسألونك) وصلة (حفى) محذوفة، أي بها. أو متعلق بحفى على جهة التضمين؛ لأن من كان حفيًا بشيء أدركه وكشف عنه، والتقدير: كأنك كاشف بحفاوتك عنها. أو (عن) بمعنى الباء كما جاء العكس. البحر 4: 435، العكبري 1: 161، الجمل 2:213.

59 -

ما فرطنا في الكتاب من شيء

[6: 38].

التفريط: التقصير، فحقه أن يتعدى بفي، كقوله تعالى:{ما فرطت في جنب الله} [9: 56]. وإذا كان كذلك فيكون قد ضمن معنى: ما أغفلنا وما تركنا. ويكون (من شيء) في موضع المفعول به، (من) زائدة، ويبعد جعل (من) تبعيضية. البحر 4: 121، العكبري 1:134.

60 -

فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين [5: 54].

(أذلة) عدى بعلى، وإن كان الأصل اللام لأنه ضمن معنى الحنو والعطف.

ص: 443

البحر 3: 512.

61 -

أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم [2: 187].

عدى (الرفث) بإلى، وإن كان أصله الباء لتضمينه معنى الإفضاء. البحر 2:48.

62 -

ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه [4: 87].

(إلى) على بابها معناها الغاية، يكون الجمع في القبور؛ أو على تضمين (يجمع) معنى (يحشر) فيتعدى بإلى، أو بمعنى (في)، أو بمعنى (مع). البحر 3:312.

63 -

وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به [4: 83].

قيل: الباء زائدة، أو على معنى (تحدثوا به) العكبري 1: 105، الجمل 1:404.

64 -

ولتكبروا الله على ما هداكم

[2: 185].

عدى الفعل بعلى لأنه تضمن معنى الحمد. البحر 2: 44.

65 -

ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم

[4: 2].

(إلى) بمعنى مع، وقيل: حال، أي مضمومة إلى أموالكم، وقيل: يتعلق بتأكلوا على معنى التضمين، أي لا تضموا أموالهم في الأكل إلى أموالكم. البحر 3:160.

66 -

إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين [3: 33].

(على) يتعلق باصطفى. وضمنه معنى (فضل) لأنه يتعدى بمن. البحر 2: 435، الجمل 1:262.

67 -

وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم [5: 46].

(على آثارهم) متعلق بقفينا، و (بعيسى) متعلق به أيضًا، وهذا على سبيل التضمين، أي ثم جئنا على آثارهم بعيسى ابن مريم قافيا لهم. البحر 3: 398، الجمل 1:494.

ص: 444

68 -

مستكبرين به سامرا تهجرون

[23: 67].

ضمن (مستكبرين) معنى (مكذبين) فعدى بالباء، أو تكون الباء للسبب، أي يحدث لكم بسبب استماعه استكبار وعتو، وقيل: الباء تتعلق بسامرًا، أي تسمرون بذكر القرآن والطعن فيه. البحر 6: 412 - 413.

69 -

يدبر الأمر من السماء إلى الأرض [32: 5].

(إلى) متعلقة بيدبر لتضمنه معنى (ينزل). الجمل 3: 411.

70 -

عينا يشرب بها عباد الله

[76: 6].

الباء دالة على الإلصاق، أو ضمن يشرب معنى يروي، فعدى بالباء، وقيل: الباء زائدة. البحر 8: 395، العكبري 2: 146، الجمل 4:446.

ص: 445