الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدرس التاسع والثلاثون:
كل معروف صدقة
- عن حذيفة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:(كلُّ معروفٍ صدقةٌ). رواه مسلم.
- قال ابن رجب: فالصدقة تُطلق على جميع أنواع فعل المعروف والإحسان.
- حتَّى إنَّ فضل الله الواصل منه إلى عباده صدقة منه عليهم.
- فقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في قصر الصَّلاة في السفر: (صدقةٌ تصدَّقَ اللهُ بها عليكم، فاقبلوا صدقتَه) خرَّجه مسلم.
- وقال: (من كانت له صلاةٌ بليلٍ، فغلب عليه نومٌ فنام عنها، كتب الله له أجرَ صلاتِه، وكان نومُه صدقةً مِنَ الله تصدَّق بها عليه). خرَّجه النَّسائي.
- وقال خالدُ بن معدان: إنَّ الله يتصدَّقُ كلَّ يوم بصدقة، وما تصدَّق الله على أحدٍ من خلقِه بشيءٍ خيرٍ من أنْ يتصدَّق عليه بذكره.
-
والصدقة بغير المال نوعان:
- أحدهما: ما فيه تعدية الإحسان إلى الخلق، فيكون صدقةً عليهم، وربما كان أفضلَ من الصدقة بالمال، وهذا كالأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، فإنَّه دُعاءٌ إلى طاعة الله، وكفٌّ عن معاصيه، وذلك خيرٌ من النَّفع بالمال، وكذلك تعليمُ العلم النافع، وإقراءُ القرآن، وإزالةُ الأذى عن الطريق، والسعيُ في جلب النفع للناس، ودفعُ الأذى عنهم، وكذلك الدُّعاءُ للمسلمين والاستغفارُ لهم.
- وقال معاذ رضي الله عنه: تعليمُ العلم لمن لا يعلمه صدقةٌ.
- ومن أنواع الصدقة: كفُّ الأذى عن النَّاسِ، ففي " الصحيحين " عن أبي ذرٍّ قال: قلت: قلتُ: ( .... يا رسولَ الله، أرأيتَ إنْ ضَعُفْتُ عن بعض العمل؟ قالَ: (تكفُّ شرَّك عَن النَّاس، فإنَّها صدقةٌ).
- ومن أنوعاع الصدقة: نفقة الرجل على أهله صدقة، فعن سعد بن أبي وقاص، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:(إنَّك لن تُنفِقَ نفقةً تبتغي بها وجهَ الله إلَاّ أُجِرْتَ عليها، حتَّى اللُّقمة ترفعُها إلى في امرأتك) متفق عليه،، فدل على أنّه إنَّما يؤجرُ فيها إذا احتسبها عند الله.
- ومن أنوع الصدقة: قال النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:(ما مِنْ مسلمٍ يَغرسُ غَرْساً، أو يزرعُ زرعاً، فيأكلُ منه إنسانٌ، أو طيرٌ، أو دابَّةٌ، إلا كان له صدقةٌ) متفق عليه.
- قال ابن رجب: وظاهر هذه الأحاديث كلّها يدلُّ على أنَّ هذه الأشياء تكونُ صدقة يُثاب عليها الزارعُ والغارسُ ونحوهما من غير قصدٍ ولا نيةٍ.
- والنَّوع الثاني من الصدقة التي ليست مالية: ما نفعُه قاصرٌ على فاعله، كأنواع الذِّكر: مِنَ التَّكبير، والتَّسبيح، والتَّحميد، والتَّهليل، والاستغفار، وكذلك المشيُ إلى المساجدِ صدقة.
- عن أبي ذرٍّ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:(يُصبح على كلِّ سُلامى مِن أحدكم صدقةٌ، فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ، وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ، وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ، وأمرٌ بالمعروف صدقةٌ، ونهيٌ عَنِ المُنكرِ صدقةٌ، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما منَ الضُّحى).
- وقد تكاثرتِ النُّصوصُ بتفضيل الذكر على الصدقة بالمال وغيرها من الأعمال، كما في حديث أبي الدرداء، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:(ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالكم، وأزكاها عند مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتكم، وخيرٍ لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخيرٍ لكم منْ أنْ تَلْقَوا عدوَّكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟) قالوا: بلى يا رسول الله، قالَ:(ذكرُ اللهِ عز وجل) رواه الترمذي.
- ومن أنواع الصدقة: أداءُ حقوق المسلم على المسلم،، ففي " الصحيحين " عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:(حقُّ المسلم على المسلمِ خمسٌ، ردُّ السَّلامِ، وعيادةُ المريض، واتِّباعُ الجنائز، وإجابةُ الدَّعوة، وتشميتُ العاطس).
- ومن أنواع الصَّدقة: المشي بحقوق الآدميين الواجبة إليهم، قال ابن عباس: من مشى بحقِّ أخيه إليه ليقضيه، فله بكلِّ خطوة صدقة.