الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- وممَّا يُؤمر بحفظه الأيمانُ، قال الله عز وجل:{واحْفَظوا أَيْمَانَكُم} ، فإنَّ الأيمان يقع الناس فيها كثيراً، ويُهْمِل كثيرٌ منهم ما يجب بها، فلا يحفظه، ولا يلتزمه.
- ومن ذلك حفظُ الرأس والبطن كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الاستحياءُ من الله حَقَّ الحياء أنْ تَحْفَظَ الرأس وما وَعَى، وتحفظ البطنَ وما حوى) رواه الترمذي.
- وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه حفظُ السَّمع والبصر واللسان من المحرمات.
- وحفظُ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عَنِ الإصرار على محرم.
- وقد جمع الله ذلك كُلَّه في قوله: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} .
- ويتضمن أيضاً حفظُ البطنِ من إدخال الحرام إليه من المآكل والمشارب.
- ومِنْ أعظم ما يجبُ حفظُه من نواهي الله عز وجل: اللسانُ والفرجُ، وفي حديث أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:(مَنْ حَفِظَ ما بَينَ لَحييه، وما بَينَ رِجليهِ، دَخَلَ الجنة) خرَّجه الحاكم.
- وأمر الله عز وجل بحفظ الفروج، ومدحَ الحافظين لها، فقال:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} .
- وقوله صلى الله عليه وسلم: (يحفظك).
- قال ابن رجب: يعني: أنَّ من حفظَ حدود الله، وراعى حقوقَه، حفظه الله، فإنَّ الجزاء من جنس العمل، كما قال تعالى:{وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} ، وقال:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} ، وقال:{إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ} .
-
وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان:
- أحدهما: حفظه له في مصالح دنياه، كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله، قال الله تعالى:{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ}
- قال ابن عباس: هم الملائكة يحفظونَهُ بأمرِ الله، فإذا جاء القدر خَلُّوْا عنه.