الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الأمة الوسط في القرآن الكريم]
الأمة الوسط في القرآن الكريم يُعَد الوحي الإلهي من الكتاب والسنة أساس التشريع، ومصدر الفكر الإسلامي.
ومنذ نزول القرآن الكريم، وختم الرسالات الإلهية بالإسلام، تمت صياغة فكر المسلمين في أصوله وثوابته على هدي القرآن الكريم والسنة النبوية.
وهذه الأصول والثوابت، ظلت أهم مرتكزات فكر المسلمين في جميع العصور، على اختلاف الزمان والمكان، وتنوع البيئات والأعراف والثقافات في البلاد التي ساد فيها الإسلام، منذ القرن الأول الهجري، وما تلاه
من انتشار للإسلام في أقطار واسعة، كان لبعضها ثقافات مميزة.
وإذا كانت الأمة الإسلامية، قد بدأ بزوغها في المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية، وبدت ظاهرة قوية في حجة الوداع، حين خاطب النبي صلوات الله وسلامه عليه عشرات الألوف من المسلمين.
فإن هذه الأمة لم تعد قاصرة على العرب، أو سكان شبه الجزيرة العربية، التي توحدت لأول مرة في تاريخها تحت سلطان المسلمين.
لقد بدأت الأمة الإسلامية بالعرب، سكان شبه الجزيرة، ثم امتدت فيما بعد لتضم إليها شعوبًا أخرى في المشرق والمغرب، لا سيما في
القرنين الثاني والثالث الهجريين.
ومعلوم أن وحدة الأمة الإسلامية، ولزوم جماعة المسلمين، وعدم التفرق من أجلِّ المقاصد الإسلامية، وأسمى الغايات الدينية، قال الله تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103](آل عمرن الآية 103) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تُشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيلَ وقال وكثرة السؤال
وإضاعة المال» . (رواه مالك، وأحمد، ومسلم) .
قال النووي رحمه الله: (وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ولا تفرقوا، فهو أمر بلزوم جماعة المسلمين، وتأليف بعضهم ببعض، وهذه إحدى قواعد الإسلام) .
وفي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم» . (رواه الإمام أحمد، وابن ماجه، والدارمي) .
ولما كانت تلك الوحدة التي تعد من قواعد الإسلام تقتضي توحد الأمة في منهاج التفكير.