الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والرومانية، ومثل المد الاستعماري في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين.
فقد كانت الدول الاستعمارية، تضم أجناسًا من أعراق شتى، وعقائد مختلفة، ولغات متعددة، تنتمي لأمم معينة، ولكنها تخضع لسلطة الدولة المستعمِرة، التي تختلف عنها أو عن بعضها عرقيًا ولغويًا وحضارة وتاريخًا.
[الوسط في القرآن الكريم]
الوسط في القرآن الكريم: ورد لفظ (الوسط) ومشتقاته في القرآن الكريم في مواضع عدة: منها قول الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238](البقرة الآية 238) .
قيل: إن معنى الوسطى: الفضلى، وسميت بذلك؛ لتوسطها بين صلاتي الليل وصلاتي النهار.
وقوله تعالى في كفارة اليمين:
{فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [المائدة: 89](المائدة الآية 89) .
وأوسط الطعام هنا: هو الطعام الجيد الذي يأكل منه الإنسان.
وقيل في (الأوسط) : ما بين القلة والكثرة. ويظهر من أقوال المفسرين: أن معنى الأجود والأفضل، هو المعنى الغالب.
وقوله تعالى:
{قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ} [القلم: 28](القلم الآية 28) . قيل: الأوسط، هو الأعدل، وهو ظاهر لما قاله من طلب التسبيح والنصح بالمعروف. وقيل: أوسطهم عمرًا. والأول هو الأقرب للصواب.
وقوله تعالى:
{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} [العاديات: 5](العاديات الآية 5) . الوسط هنا: بمعنى التوسط بين طرفين، وهو المعنى المناسب، والموقع الوسط، هو الأفضل في الغالب.
إن لفظ (الوسط) لغة: هو ما يكون بين طرفين. ويأتي الوسط بمعنى الاعتدال، والبعد عن الغلو. والوسط بطبيعته محمي من العوارض والآفات التي قد تصيب الطرفين. وهذا الوصف نظرًا لأصله، لا يتغير بتغيير موصوفه، يقال: رجل وسط، وأمة وسط. أما ما وصف الله به الأمة الإسلامية في قوله تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143](البقرة الآية 143) .
فقد ذكر للوسطية في الآية الكريمة ثلاثة معانٍ:
1 -
العدالة: قال صلى الله عليه وسلم بعد تلاوته للآية الكريمة: «والوسط: العدل» . (رواه البخاري في كتاب التفسير) .
2 -
الخيار والأجود: قال ابن كثير - رحمة الله- في تفسير الآية: (والوسط هاهنا: الخيار والأجود، كما يقال: قريش أوسط العرب نسبًا ودارًا، أي: خيرها) .
3 -
الاعتدال والتوسط: قال ابن جرير رحمه الله: (وأرى أن الله تعالى ذكره، إنما وصفهم بأنهم وسط، لتوسطهم في الدين، فلا هم أهل غُلُوٍّ فيه، غُلُوَّ النصارى الذين غلوا بالترهب، وقِيلِهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصيرٍ فيه،
تقصيرَ اليهود الذين بدلوا كتاب الله، وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا على ربهم، وكفروا به، ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه، فوصفهم الله بذلك؛ إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها، وأما التأويل، فإنه جاء بأن الوسط العدل وذلك معنى الخيار؛ لأن الخيار من الناس عدولهم) .
ولا تزاحم بين هذه المعاني الثلاثة، فكلها صحيحة، والآية صالحة، وهي متلازمة مترابطة.
فالآية تعني: أن الله جعلهم خيارا عدولا؛ ليشهدوا على الأمم أن رسلهم بلغتهم، ولا يشهد إلا العدل من الناس.
ووسط الشيء، خيره وأعدله.
قال الشاعر يمتدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
يا أوسط الناس طرا في مفاخرهم
…
وأكرم الناس أُمًّا برَّةً وأَبَا
فمعنى الأمة الوسط: أنها خير الأمم، وأعدلها بالشهادة على غيرها من الأمم.
والمعني: أن الأمة الوسط تحميها وسطيتها من الآقات والعوارض التي تلم بالأمم التي تغلو وتجانب الوسطية.
والشهادة على الأمم، ميزة تتمتع بها الأمة الإسلامية، وهي ميزة مرتبطة بسببها، وهي أنها خير الأمم، وأعدلها، وأبعدها عن الغلو الذي يصيب العقول والأفهام، فينحرف بها إلى الفسوق أو الابتداع.
إِنَّ الْوَسَطِيَّةَ الْإِسْلَامِيَّةَ، تَتَمَيَّزُ بِهَذَا الْمَعْنَى فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي شرُفت بنزول القرآن، وحَفظَها القران بعد ذلك من أن تضمحل أو تنزوي، أو تصبح من اللغات القديمة، كاللغة الآرامية، والإغريقية، واللاتينية.
فمعنى الوسطية الواردة في القرآن وصفا للأمة الإسلامية بجعل الله لها كذلك، يرتبط ارتباطا وثيقًا بدلالة اللغة، وباللسان العربي المبين الذي نزل به القرآن الكريم.
والوسطية، إسلامية، وَلَيْسَتْ عَرَبِيَّةً؛ لأن المقصود بالأمة في قول الله تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143](البقرة الآية 143) .
هو الأمة الإسلامية، التي تعتبر الأمة العربية