المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ إبدال الصاد تاء: - الإبدال في لغات الأزد دراسة صوتية في ضوء علم اللغة الحديث

[أحمد بن سعيد قشاش]

الفصل: ‌ إبدال الصاد تاء:

وأما العلة الصوتية لهذا الإبدال، فلأن السين - كما تقدم - حرف مهموس، والقاف والدال والطاء أحرف مجهورة، فأبدلوا السين زايًا، لأن الزاي من مخرج السين ومثلها في الصفير، وتوافق القاف والدال في الجهر وعدم الإطباق، وبهذا يحدث بين الزاي وتلك الأصوات تقارب وتجانس1 وهذا ما عبر عنه سيبويه بقوله:"وإنما دعاهم إلى أن يقربوها ويبدلوها أن يكون عملهم من وجه واحد، وليستعملوا ألسنتهم في ضرب واحد"2.

1 التبصرة والتذكرة 2/870، وشرح الشافية للرضي3/231، 232.

2 الكتاب 4/478.

ص: 462

4-

‌ إبدال الصاد تاء:

تبدل الصاد تاء في كلمة واحدة هي اللصّ، فيقال:(اللصت) قال اللحيانيّ: "هي لغة طيء وبعض الأنصار"3 وعزا أبو عمرو الشيباني مقلوب اللصت إلى الأزد، فقال:"الصّلت: اللص بلغة الأسْد"4.

وتعزو معظم المصادر القديمة إلى طيئ أيضًا إبدال السين تاء، فيقولون في الطسّ:(الطّست) 5 وهي اللغة التي تُلقبها بعض المصادر بالوتم6.

3 اللسان (لصص) 7/87.

4 الجيم2/187.وينظر: الشوارد301.

5 القلب والإبدال لابن السكيت 42، والمخصص3/78، وجمهرة اللغة 1/144، وتهذيب اللغة 12/154، 274، والمعرب 221، وحاشيته لابن بري 120، والصحاح 1/264، والمصباح141، والتاج 4/432.

6 المزهر 1/222.

ص: 462

وطيئ والأزد، ومنهم الأنصار، جميعهم من اليمن، ولهذا عزا الفراء إبدال الصاد والسين تاء إلى بعض أهل اليمن1 وعزاه أبو علي إلى اليمن عامة2.

ويرى ابن قتيبة أن علة هذا الإبدال هو ثقل اجتماع المثلين في آخر الكلمة، فأبدل من أحدهما تاء3.

وفي (المحرر الوجيز) عن أبي علي قال: "إذا اجتمعت المتقاربة، خففت بالحذف والإدغام والإبدال، كما قالوا: طست، فأبدلوا من السين الواحدة تاء، إذ الأصل طسّ"4.

وفسر بعض المعاصرين هذا التبادل من الناحية الصوتية بتقارب الحرفين في المخرج، واتفاقهما في الهمس، وتناظرهما في الرخاوة والشدة، أي: أن التاء صوت شديد مهموس، والصاد صوت رخو مهموس، وقد آثرت طيئ والأزد ومن على شاكلتهما من القبائل البدوية نطق التاء، وهو صوت شديد، لأن من سمات القبائل المتبدية الجنوح إلى السهولة والاقتصاد في الجهد، والأيسر عندها أن تنتقل الأصوات من الرخاوة إلى الشدة5.

1 المذكر والمؤنث 84. وينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/ 389، ولابن التستري92، والمخصص 17/16.

2 شرح الفصيح للزمخشريّ 1/295.

3 أدب الكاتب106.

4 2/4.

5 اللهجات العربية في التراث 1/385، 2/455، لغات طيء191.

ص: 463